خبر الآحاد
كيف لا يقبل خبر الاحاد يا ولد يا صقري وقد قال تعالى ( إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ) الآية ,وبالمفهوم أنه إذا جاءنا العدل فلا نتثبت من خبره ونقبله , وقد قال صلى الله عليه وسلم ( نضر الله عبدا سمع مقالتى فحفظها فوعاها فبلغها فرب مبلغ اوعى من سامع ) وهذا خبر واحد فقط , وقد أرسل النبي صلى الله عليه وسلم الشخص الواحد فقط ليعلم الناس اصول دينهم من عقائد وعبادات..
فخبر الآحاد يؤخذ به في العقائد , ولم يخالف في ذلك إلا المعتزلة وعلماء الكلام , أما أهل السنة والجماعة فقد نقل ابن عبد البر الإجماع عنهم في قبولهم لخبر الاحاد والإعتماد عليه في العقائد حيث قال رحمه الله(وكلهم يدين الله بخبر الواحد العدل فى الاعتقادات ويعادى ويوالى عليها ويجعلها شرعا فى دينه ومعتقده وعلى ذلك جماعة اهل السنة )التمهيد لما فى موطأ الامام مالك من المعانى والاسانيد 1/8
قال ابن ابى العز الحنفى (وخبر الواحد اذا تلقته الامة بالقبول عملا به وتصديقا يفيد العلم اليقينى عند جماهير العلماء الامة وهو احد قسمى المتواتر ولم يكن بين سلف الامة نزاع )شرح العقيدة الطحاوية 399 /400
قال النووى رحمه الله (وذهبت القدرية والرافضة وبعض اهل الظاهر على انه لا يجب العمل بخبر الواحد ثم قال ( والذى عليه جماهير المسلمين وجوب العمل بخبر الواحد )
ونقل ابن تيمية كذلك الاجماع كما ساذكره قال شيخ الاسلام(مذهب اصحابنا ان اخبار الاحاد المتلقاة بالقبول تصلح لاثبات اصول الديانات)المسودة248 والفتاوى 20/259-263 )
فقولك أن هذا متقرر في الأصول وأنه معلوم عند أهل السنة والجماعة كذب وافتراء , بل المتقرر هو مذهب الجمهور من أهل العلم وإجماع الصحابة رضي الله عنهم وقد نقل اجماع الصحابة على وجوب العمل بخبر الواحد الامدى فى الاحكام 2/64) وراجع شرح الكوكب المنير 2/361) وشرح الحافظ ابن حجر لنزهة الفكر 8 والتبصرة للشيرازى 303)والبرهان للجوينى 1/599-600) والعدة فى اصول الفقه للقاضى ابو يعلى 3/859) وارشاد الفحول للشوكانى 48-49) والكفاية فى علم الرواية للخطيب البغدادى 66 والمسودة فى اصول الفقه 238-240
----------------------------------------------------------------------
ولكني أعلم أنك الآن سوف تتنصل من كلام العلماء لأنه لا يخدم عقيدتك ولن تلجأ إلى أقوالهم إلا فيما يعجبك لأنك ما تسير على أصول بل تنتقي وتختار وهذا هي طريقة القبورية طبعا...
وأما إجابة سؤال الخادم فقد أوردتها من حديث البخاري رحمه الله تعالى وهي إجابة النبي صلى الله عليه وسلم صحيح البخاري - (ج 22 / ص 428)
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو حَمْزَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ إِنِّي عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ قَوْمٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ قَالُوا بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا فَدَخَلَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ فَقَالَ اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا أَهْلَ الْيَمَنِ إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ قَالُوا قَبِلْنَا جِئْنَاكَ لِنَتَفَقَّهَ فِي الدِّينِ وَلِنَسْأَلَكَ عَنْ أَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ مَا كَانَ قَالَ ((( كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ ))) ثُمَّ أَتَانِي رَجُلٌ فَقَالَ يَا عِمْرَانُ أَدْرِكْ نَاقَتَكَ فَقَدْ ذَهَبَتْ فَانْطَلَقْتُ أَطْلُبُهَا فَإِذَا السَّرَابُ يَنْقَطِعُ دُونَهَا وَايْمُ اللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّهَا قَدْ ذَهَبَتْ وَلَمْ أَقُمْ. انتهى
فهل نأخذ بقول النبي صلى الله عليه وسلم أم نأخذ بعقولكم أهل القبور ؟؟
وين راح الولد الصقري ؟؟