=======================
السيف القاطع في قطع جدال الطائر ( 4 )
الأدلة من السنة النبوية
=======================
الحمد لله وكفى , وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى ثم أما بعد...
أضع اليوم إن شاء الله تعالى الأدلة من السنة النبوية الدالة على اعتماد خبر الواحد العدل في أمور الديانة , وهذا تأكيد للأدلة القرآنية التي سبق ذكرها في المشاركات السابقة.
الأدلة من السنة القولية
قول النبي صلى الله عليه وسلم (( نضر الله عبدا سمع مقالتي فحفظها ووعاها وأداها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه )) الحديث صححه الألباني والأرناؤط , وفي هذا الحديث دلالة على إجازة خبر الواحد بل والدعاء له بنضرة الوجه أيضا , وهذا النص حاله مثل الأدلة التي سبقت لم تخصص التبليغ بالشريعة دون العقيدة وإنما هو تبليغ عام بدلالة العموم فمن خصص الخبر فعليه الدليل ولا دليل , ثم ألفاظ الحديث أيضا فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( مقالتي ) وقد علم النبيُ صلى الله عليه وسلم الناس العقيدة والشريعة , بل إن اعتناء النبي صلى الله عليه وسلم بالعقيدة كانت على مدة طويلة جدا كما هو معلوم في العهد المكي.
قول النبي صلى الله عليه وسلم (( بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ )) رواه البخاري , وهذا الدليل حجة في إيجازة خبر الواحد , إذ أنه خرج على سبيل الأمر وهو يفيد الوجوب وما ادعى أحد أن التبليغ لا يكون إلا إذا بلغ حد التواتر بل يكون التبليغ بالفرد الواحد العدل إذا علم وتعلم , وليس ثمة تخصيص هنا أيضا بل الحديث عام والواجب على كل مسلم أن يبلغ ولو آية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قول النبي صلى الله عليه وسلم (( مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنْ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتْ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتْ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتْ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا وَأَصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لَا تُمْسِكُ مَاءً وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ )) رواه البخاري , ووجه الدلالة هو أفضلية الرجل الذي شبهه النبي صلى الله عليه وسلم بالأرض النقية وهو الذي تعلم الدين وعلمه لغيره , وهذا التعليم سوف يشمل أمور العقيدة بداهة بل سوف يبدأ بها أول ما يبدأ على النهج النبوي في تعليم الناس الدين , وفي هذا دليل على اعتماد خبر الواحد في أمور الديانة كلها.
قول النبي صلى الله عليه وسلم (( خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ )) رواه البخاري رحمه الله , وهذا الحديث ليس عن القراءة بل عن تعلم القرآن وما يتعلق به من أحكام , وطالما أن النبي صلى الله عليه وسلم قد ندب المسلمين إلى تعلم القرآن وهو المتواتر فلم يشترط عليهم أن يتعلموا من العلماء الذين بلغوا حد التواتر بل الواحد منهم العدل يكفي في ذلك , وكذا هذا الذي يعلم الناس الدين وهو فرد واحد , وتعليم الناس القرآن من تعليم الناس أحكام الدين أصولا وفروعا , ويشمل ذلك طبعا العقائد والشرائع
قال صاحب عون العبود (( ( خَيْركُمْ ): أَيْ يَا مَعْشَر الْقُرَّاء ، أَوْ يَا أَيُّهَا الْأُمَّة أَيْ أَفْضَلكُمْ كَمَا فِي رِوَايَة ( مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآن ): أَيْ حَقّ تَعَلُّمه ( وَعَلَّمَهُ ) : أَيْ حَقّ تَعْلِيمه ، وَلَا يَتَمَكَّنُ مِنْ هَذَا إِلَّا بِالْإِحَاطَةِ بِالْعُلُومِ الشَّرْعِيَّة أُصُولهَا وَفُرُوعهَا ، وَمِثْل هَذَا الشَّخْص يُعَدّ كَامِلًا لِنَفْسِهِ مُكَمِّلًا لِغَيْرِهِ فَهُوَ أَفْضَل الْمُؤْمِنِينَ مُطْلَقًا. عون المعبود - (ج 3 / ص 385)
والأدلة في هذا المقام كثيرة جدا , فأقتصر على هذه النصوص الصحيحة السهلة ثم أعرض لبعض الأدلة العملية
الأدلة من السنة الفعلية
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَعَثَ مُعَاذًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْيَمَنِ قَالَ (( إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللَّهِ فَإِذَا عَرَفُوا اللَّهَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ فَإِذَا فَعَلُوا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ فَإِذَا أَطَاعُوا بِهَا فَخُذْ مِنْهُمْ وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ )) رواه البخاري , وفي هذا الحديث الصحيح دلالة قاطعة على إجازة خبر الواحد , فقد بعث النبي صلى الله عليه معاذا على اليمن , واليا له عليها معلما لهم الدين وحاكما عليهم ونائبا عن النبي صلى الله عليه وسلم , وقد توفي النبي صلى الله عليه وسلم ونائبه على اليمن معاذ بن جبل رضي الله عنه.
وهذا الحديث فيه دلالة قطعية على أن إجازة خبر الواحد في أمور الدين سواء كان ذلك في المسائل العلمية أو العملية , فتعليم الناس كلمة التوحيد من المسائل العلمية وقد ثبتت بخبر الواحد العدل وكذا تعليم الناس الأمور العلمية كالصلاة والزكاة , ولكنه بدأ بعقيدة التوحيد وما يجب عليهم أن يعرفوه في حق الله تعالى من وجوب توحيده والإيمان بأسماءه وصفاته .
والذي يدعي بأن هؤلاء الرسل كانوا يعلمون الأحكام دون العقائد فقد بطل استدلاله من هذا الحديث , وكأنه يريد أن يقنع من يقرأ أنهم كانوا يقولون للناس آمنوا بما نعلمكم به من العقائد ولكن لا تؤمنوا بها لأنها أخبار آحاد !!!
هل يعتقد أي عاقل أن معاذا رضي الله عنه يعلم الناس أمور الشريعة فإذا سئل في العقيدة والي هي أساس الدين امتنع عن ذلك ومنع الجواب لأنه وحده ويلزم تعليم أمور الدين من جماعة بلغوا التواتر ؟!!!! هل هناك من عاقل يقبل مثل هذا مع مخالفته الظاهرة للحديث السابق ؟!!!! نريد عاقل يجاوب عن هذا التساؤل
عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ جَاءَ الْعَاقِبُ وَالسَّيِّدُ صَاحِبَا نَجْرَانَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدَانِ أَنْ يُلَاعِنَاهُ قَالَ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ لَا تَفْعَلْ فَوَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ نَبِيًّا فَلَاعَنَّا لَا نُفْلِحُ نَحْنُ وَلَا عَقِبُنَا مِنْ بَعْدِنَا قَالَا إِنَّا نُعْطِيكَ مَا سَأَلْتَنَا وَابْعَثْ مَعَنَا رَجُلًا أَمِينًا وَلَا تَبْعَثْ مَعَنَا إِلَّا أَمِينًا فَقَالَ (( لَأَبْعَثَنَّ مَعَكُمْ رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ ))فَاسْتَشْرَفَ لَهُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ (( قُمْ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ ))فَلَمَّا قَامَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ )) رواه البخاري رحمه الله , هل قرأت قول النبي صلى الله عليه وسلم ( رجلا أمينا ) رجلا واحدا فقط يرسله النبي صلى الله عليه وسلم عليهم , وهل هناك أصرح من هذه اللفظة في إجازة خبر الواحد وائتمانه على أمور الدين كله.
عَنْ أَبِي قِلَابَةَ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ قَالَ أَتَيْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ شَبَبَةٌ مُتَقَارِبُونَ فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ لَيْلَةً وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَفِيقًا فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّا قَدْ اشْتَهَيْنَا أَهْلَنَا أَوْ قَدْ اشْتَقْنَا سَأَلَنَا عَمَّنْ تَرَكْنَا بَعْدَنَا فَأَخْبَرْنَاهُ قَالَ ارْجِعُوا إِلَى أَهْلِيكُمْ فَأَقِيمُوا فِيهِمْ وَعَلِّمُوهُمْ وَمُرُوهُمْ وَذَكَرَ أَشْيَاءَ أَحْفَظُهَا أَوْ لَا أَحْفَظُهَا وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ . رواه البخاري وهذا الحديث دليل على إجازة خبر الواحد إذ أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بتعليم من وراءهم وهذا الأمر خاص بكل مسلم منهم على حده ولم يكون منهم عددا يبلغ التواتر طبعا.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دِحْيَةَ الْكَلْبِيَّ بِكِتَابِهِ إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى قَيْصَرَ. البخاري وفي هذه دلالة على إجازة خبر الواحد حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يرسل الرجل الواحد بكتبه إلى الملوك الأرض , وهذا الحديث يثبت ذلك...
وفي الحقيقة أن إجازة خبر الواحد من قبل النبي صلى الله عليه وسلم ظاهر في السنة كلها , فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر على الحج , وبعث عليا رضي الله عنه وحده بالبراءة وغير ذلك مما هو مشهور ومعلوم , ولكن هل قبل النبي صلى الله عليه وسلم أخبار الآحاد هو أيضا ؟؟؟ ننظر في الجزء القادم
قبول النبي صلى الله عليه وسلم أخبار الآحاد
في الحديث الوحيد الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم حدثني , وهو حديث تميم الداري رضي الله عنه في شأن الدجال وهو في صحيح مسلم عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها قالت (( ..... جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَضْحَكُ فَقَالَ لِيَلْزَمْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُصَلَّاهُ ثُمَّ قَالَ أَتَدْرُونَ لِمَ جَمَعْتُكُمْ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ إِنِّي وَاللَّهِ مَا جَمَعْتُكُمْ لِرَغْبَةٍ وَلَا لِرَهْبَةٍ وَلَكِنْ جَمَعْتُكُمْ لِأَنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ كَانَ رَجُلًا نَصْرَانِيًّا فَجَاءَ فَبَايَعَ وَأَسْلَمَ وَحَدَّثَنِي حَدِيثًا وَافَقَ الَّذِي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عَنْ مَسِيحِ الدَّجَّالِ حَدَّثَنِي أَنَّهُ رَكِبَ فِي سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ مَعَ ثَلَاثِينَ رَجُلًا مِنْ لَخْمٍ وَجُذَامَ فَلَعِبَ بِهِمْ الْمَوْجُ شَهْرًا ...... ))صحيح مسلم - (ج 14 / ص 178)
في هذا الحديث الصحيح يخبر النبيُ صلى الله عليه وسلم الصحابة بما أخبره به تميم الداري رضي الله عنه وهو خبر واحد فقط , أي أنه خبر آحاد وقد قبله النبي صلى الله عليه وسلم من تميم الداري الذي كان نصرانيا ثم أسلم , وما موافقة الأخبار في الجزء الذي رواه تميم رضي الله عنه وإنما كانت في مسألة الدجال ولكن رحلة البحر وما كان منها فهو جزء جديد وعلى الرغم من ذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد قبله وعلمه للمسلمين , وفي هذا دليل واضح على قبول خبر الواحد الثقة في مسائل الدين العلمية والعملية , وفي قسم العقيدة خاصة إذ أن مسألة الدجال هي من العقيدة وليست من الشريعة في شيء.
صحيح البخاري - (ج 22 / ص 210)
6708 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ الْحَكَمِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَصَلَّى بِنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ خَمْسًا فَقِيلَ أَزِيدَ فِي الصَّلَاةِ قَالَ وَمَا ذَاكَ قَالُوا صَلَّيْتَ خَمْسًا فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَ مَا سَلَّمَ. والدلالة واضحة في هذا الحديث أيضا
وأكتفي بهذا القدر في هذه المشاركة على أن أبدأ في المشاركة القادمة بالإشكال الوحيد الذي وضعه الصقري - على ما أذكر - من حديث ذو اليدين في الصلاة التي سها فيها النبي صلى الله عليه وسلم.
والحمد لله رب العالمين
-----------------------------------------------------------------------
أن الصحابة علموا صفات الله تعالى من الآحاد ويثبتونها ...!!! وهذا وهم منه... فأين الدليل على هذا القول، إذا كان الصحابة مختلفين ورد بعضهم على بعض في نقل الأحادي في الفروع وليست في العقائد كما بينّتُ في مشاركاتي السابقة، فكيف الأمر إذن في العقائد...!!! حجة لا دليل عليها..!!!
..
قد أوضحت الآية الكريمة السابقة أن خبر الواحد مقبول شرط العدالة , وهذا عام في كل أمور الدين وما استطاع أحد من المخالفين أن يستدلوا بخبر واحد في أصول العقيدة قد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تقوى طرقه إلى المتواتر أو خبرا واحدا متصلا إلى الصحابة أنهم رفضوا قبول خبر الواحد أو أحاديث الآحاد بصفة عامة في هذا الباب واشترطوا التواتر...
ولهذا فإننا ندعو أي أحد ممن مس العلم مسة أو حتى ضمة ضمة أن يُخرج لنا خبرا في أصول العقيدة قد رده الصحابة لأنه خبر واحد أو يعد من أخبار الآحاد , فهل نرى لهذه الدعوة متصديا ؟؟؟
كلامي كان سايق لكلامك , وقد وجهت الدعوة لك أولا ولكل من يخالف في قبول خبر الآحاد في العقائد أن يورد دليلا صحيحا على رد الصحابة لأخبار العقائد لأنها كانت من آحاد فما وجدنا لها أحدا...
الحجة في الأحاديث التي بين أيدينا وفي مسائل العقيدة التي قبلها الصحابة ولم يعترضوا عليها لأنها من أخبار الآحاد , وعلى من خصص أخبار الآحاد بالأحكام الشرعية دون العقائد الدليل على التخصيص والمنع فهل عندك دليل صريح صحيح ؟؟؟ أشك في ذلك
0
0
0
0
0
يا الصقري : هل تعليم الناس عبادة الله تعالى وتعريفهم إياه من الأمور العلمية أم العملية كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم (( مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللَّهِ فَإِذَا عَرَفُوا اللَّهَ )) فمعرفة الله تعالى من أي الأقسام عندك العملية أم العلمية ؟؟؟؟
0
0
0
0
0
لا حول ولا قوة إلا بالله ....!!!
كل هذه الأسئلة عبارة عن سؤال واحد، متظاهرا أنها أسئلة متعددة !!
نجيب بعد الاستعانة بالله عز وجل ونقول:
على المفتي أو الشيخ في إلقاء دروسه تبيين العقيدة الصحيحة المأصلة على الكتاب والسنة المتواترة والإجماع والعقل ... فإذا تكلم في الصفات فلا يخوض في المتشابهات ، وإذا خاض فيها يتكلم بما أجمعت عليه الأمة ويذكر أقوال أهل العلم ومصادرها لترشيدهم وتوسيع أفق تفكيرهم.
فأمر المتشابهات إما التفويض أو التأويل كما فعل أهل العلم. والسلف الصالح رضي الله عنهم.
هذا هو الجواب ....
فإذا أخذ الصقري قول الإمام أو الشيخ العقيدة على هذا النحو واكتفي بذلك يكون أخذت آحادا فقط.... فهذا اقرار الصقري بأخذ الآحاد في العقيدة ... فهذا في قمة الجهل.
إننا نقول إن مصادر العقيدة الإسلامية والأخذ بها بأمور يقينية قطعية وهي تدرس في المدارس العلمية الشرعية بالتواتر فلا يعتمد على آحاد في أصل الأعتقاد.
هو سؤال واحد بالفعل وإنما ورد كثيرا حتى أجبت عنه بطريقة تريد أن تخرج منه ولكن صعب شوية.
إذا يجوز للعامي أن يقبل خبر العالم الواحد فقط في أمور العقيدة وهو يستفيته , وبعيدا عن المنهج الذي يتبناه المفتي ولكن يجوز له أن يأخذ خبر رجل واحد فقط.
ولكنك ما تفتأ تقع في تخبط آخر , وأوَ ليس التواتر هو رواية الخبر الواحد بطريق التواتر , فما بالك تذكر مصادر العقيدة على أنها تواتر , فعلى قاعدتك قد انتهى الخلاف لأن أخبار الصفات الآحاد هي أيضا تدرس بطريق التواتر في الجامعات والمدارس الدينية , ما هذا التخبط الواضح.
فإذا كان يجوز للعامي أن يقبل خبر الواحد في أمر العقيدة يستفتيه فكيف تمنعه من أخذ خبر الإمام الثبت أو الصحابي الجليل في أمر العقيدة ؟؟؟