منهج أهل السنة والجماعة في باب الاسماء والصفات دراسة تأصيلية

أبو مارية

عضو فعال
الحلقة الأولى :

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:فإنا نريد أن نوضح لكم معتقد السلف والطريق الذي هو المنجى نحو آيات الصفات: أولا: اعلموا أن كثرة الخوض والتعمق في البحث في آيات الصفات وكثرة الأسئلة في ذلك الموضوع من البدع التي يكرهها السلف.

اعلموا أن مبحث آيات الصفات دل القرآن العظيم أنه يتركز على ثلاثة أسس من جاء بها كلها فقد وافق الصواب وكان على الاعتقاد الذي كان عليه النبي صلي الله عليه وسلم، وأصحابه والسلف الصالح، ومن أخل بواحد من تلك الأسس الثلاثة فقد ضل.
وكل هذه الأسس الثلاثة يدل عليها قرآن عظيم.

أحد هذه الأسس الثلاثة

هو تنزيه الله جل وعلا عن أن يشبه شيء من صفاته شيثا من صفات المخلوقين. وهذا الأصل يدل عليه قوله تعالى: ( ليس كمثله شئ)، (ولم يكن له كفؤا أحد)، (فلا تضربوا لله الأمثال).


الثاني: من هذه الأسس:

هو الإيمان بما وصف الله به نفسه، لأنه لا يصف الله أعلم بالله من الله (أأنتم أعلم أم الله).

والإيمان بما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لأنه لا يصف الله بعد الله أعلم بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي قال في حقه: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)،

فيلزم كل مكلف أن يؤمن بما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم وينزه الله جل وعلا عن أن تشبه صفته صفة الخلق.

وحيث أخل بأحد هذين الأصلين وقع في هوة ضلال، لأن من تنطع بين يدى رب السموات والأرض وتجرأ على الله بهذه الجرأة العظيمة ونفي عن ربه وصفا أثبته لنفسه فهذا مجنون فالله جل وعلا يثبت لنفسه صفات كمال وجلال

فكيف يليق لمسكين جاهل أن يتقدم بين يدي رب السموات والأرض ويقول هذا الذي وصفت به نفسك لا يليق بك ويلزمه من النقص كذا وكذا، فأنا أؤوله وألغيه وآتى ببدله من تلقاء نفسي من غير استناد إلى كتاب أو سنة.

سبحانك هذا بهتان عظيم! ومن ظن أن صفة خالق السموات والأرض تشبه شيئا من صفات الخلق فهذا مجنون جاهل، ملحد ضال، ومن آمن بصفات ربه جل وعلا منزها ربه عن تشبيه صفاته بصفات الخلق فهو مؤمن منزه سالم من ورطة التشبيه والتعطيل. وهذا التحقيق هو مضمون: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) فهده الآية فيها تعليم عظيم يحل جميع الإشكالات ويجيب عن جميع الأسئلة حول الموضوع. ذلك لأن الله قال: (وهو السميع البصير) بعد قوله (ليس كمثله: شئ).

ومعلوم أن السمع والبصر من حيث هما سمع وبصر يتصف بهما جميع الحيوانات، فكأن الله يشير للخلق ألا ينفوا عنه صفة سمعه وبصره بادعاء أن الحوادث تسمع وتبصر وأن ذلك تشبيه بل عليهم أن يثبتوا له صفة سمعه وبصره على أساس (ليس كمثله شىء). فالله جل وعلا له صفات لائقة بكماله وجلاله والمخلوقات لهم صفات مناسبة لحالهم وكل هذا حق ثابت لا شك فيه.


إلا أن صفة رب السموات والأرض أعلى وأكل من أن تشبه صفات المخلوقين، فمن نفي عن الله وصفا أثبته لنفسه فقد جعل نفسه أعلم؟ دثه بن الله سبحانك هذا بهتان عظيم،. من ظن أن صفة ربه تشبه شيثا من صفة الخلق فهذا مجنون ضال ملحد لا عقل له يدخل في قوله: (تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين). ومن يسوى رب العالمين بغيره فهو مجنون.


ثم اعلموا أن المتكلمين الذين خاضوا في الكلام بأدلة يسمونها أدلة عقلية ركبوها في أقيسة منطقية، قسموا صفات الله جل وعلا إلى ستة أقسام. قالوا: هناك صفة نفسية وصفة معنى. وصفة معنوية وصفة فعلية وصفة سلبية وصفة جامعة. أما الصفات الإضافية فقد جعلوها أمورا إعتبارية لا وجود لها في الخارج وسببوا بذلك إشكالات عظيمة وضلالا مبينا.


ثم إنا نبين لكم على تقسيم المتكلمين ما جاء في القران العظيم من وصف الخالق جل وعلا بتلك الصفات ووصف المخلوقين بتلك الصفات وبيان القران العظيم لأن صفة خالق السموات والأرض حق وأن صفة المخلوقين حق، وأنه لا مناسبة بين صفة الخالق وبين صفة المخلوق فصفة الخالق لائقة بذاته وصفة المخلوق مناسبة لعجزه وافتقاره وبين الصفة والصفة من المخالفة كمثل ما ببن الذات والذات.


أما هذا الكلام الذي يدرس في أقطار الدنيا اليوم في المسلمين فإن أغلب الذين يدرسونه إنما يثبتون من الصفات التي يسمونها صفات المعاني سبع صفات فقط وينكرون سواها من المعاني ويؤولونها، وصفة المعنى عندهم في الاصطلاح ضابطها أنها ما دل على معنى وجودي قائم بالذات، والذي اعترفوا به منها سبع صفات، هي: القدرة والإرادة والعلم والحياة والسمع والبصر والكلام.


ونفوا غير هذه الصفات من صفات المعاني التي سنبينها ونبين أدلتها من كتاب الله. وأنكر هذه المعاني السبعة المعتزلة وأثبتوا أحكامها فقالوا:

[FONT=&quot]
هو قادر بذاته سميع بذاته عليم بذاته حي بذاته، ولم يثبتوا قدرة ولا علما ولا حياة ولا سمعا ولا بصرا، فرارا منهم من تعدد القديم وهو مذهبٌ كلُ العقلاء يعرفون ضلاله وتناقضه " وأنه إذا لم يقم بالذات علم استحال أن تقول هي عالمة بلا علم وهو تناقض واضح بأوائل العقول. فإذا عرفتم هذا فسنتكلم على صفات المعاني التي أقروا بها فنقول:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]

[FONT=&quot]

وتتمة الكلام تأتي إن شاء الله فقط إقرءوا بارك الله فيكم كلام الشيخ الهمام
[/FONT]
 

كهمس

عضو مخضرم
ما اعضمه من منهج وما اجملها من عقيدة .

وما اجملة من توحيد للاسماء والصفات نؤمن به .

جزاك الله خير اخي ابوماريا ونفع الله بك .
 

أبو مارية

عضو فعال
واياكم جزاكم الله خيرا أخي أبو عبد الله يعني كو1

والله كلام تنشرح له قلوب وصدور المؤمنين


علما أن هذه الحلقات هي من كلام العلامة الفقيه المفسر وحيد زمانه من سمعه يظن أنه مع عالم من السلف المتقدمين فالشيخ إذا تكلم فهو يتدفق علما كما شهدله إبن العتيمين رحمه الله عندما كان يجلس في حلقته والشيخ هو محمد أمين الشنقيطي رحمه الله صاحب أضواء الابيان

ومصدر المحاضرة المفرغة هو

http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=80101

للتحميل أو الاستماع ولكن لاتفوت الفرصة في إقتناء تسجيلات هذا الشيخ الجليل لأن تسجيلاته نادرة
ومحاضراته بحر من العلوم

كما ستقرءون مع حلقات الاسماء والصفات إن شاء الله
 

بو فاطمة

عضو بلاتيني
أشكر الأخ أبو مارية على هالجد المبارك الذي قل من يتدبره

---سورة المدثر(( فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51) بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً (52) كَلَّا بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآَخِرَةَ (53) كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (54) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (55) وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (56)
 

الخالدي88

عضو مميز
اشكر أبو مارية على هذا النقل!

ولدي تعقيب بسيط عن إطلاق لفظ صفة لأسماء الله الحسنى؟!

حسب قرأتي السابقة لكتب الإمام أبن حزم الأندلسي خاصة كتابه الباهر الفصل في الملل والأهواء قوله أن " إطلاق لفظ صفة بدعة ولا يجب القول بلفظ الصفات!! " وقال أيضا أنها بدعة منكرة اخترعها المعتزلة وتبعهم عليها متأخري الائمة من الفقهاء"

وأيضا لايوجد دليل واحد من السنة والقرأن الكريم أستخدم لفظ الصفة ؟؟

قال أبن حزم الأندلسي: لا يحل إطلاق لفظ الصفات حيث لم يأت بإطلاقها فيه نص ولا إجماع أصلا ولا أثر من السلف

وختم الأندلسي بقوله: والعجب من اقتصارهم على لفظ الصفات ومنعهم من القول بأنها نعوت وسمات ولا فرق بين تلك الالفاظ

والغريب تركيز الشيخ الشنقيطي على لفظ صفة وترك لفظ أسماء الله ؟!!
 

أبو مارية

عضو فعال
وفيــــــــــــــــــــــــــــــــك بارك الله أخي العزيز أبا فاطمة

...................................


حق الإله عبادة بالأمر لا **** بهوى النفوس فذاك للشيطان
من غير إشراك به شيئا هما **** سببا النجاة فحبذا السببان
لم ينج من غضب الإله وناره **** إلا الذي قامت به الأصلان
والناس بعد فمشرك بإلهه **** أو ذو ابتداع أو له الوصفان
 

أبو مارية

عضو فعال
جزاك الله خيرا أخي الخالدي

اشكر أبو مارية على هذا النقل!

ولدي تعقيب بسيط عن إطلاق لفظ صفة لأسماء الله الحسنى؟!

والشكر لكم موصول أخي الخالدي وحياك الله وبياك ومرحبا بك أخا عزيزا
ولكن كما تعلم أن هناك فرق بين أسماء الله وصفاته وهذا معتبر في قوله تعالى ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها
فالتوسل اي الدعاء بأسماء الله دين ولكن لايكون الدعاء بصفات الله
فعلم أن هناك فرق بين الأسماء والصفات وباب الصفات أعم من باب الاسماء كما هو مقرر
فكل إسم لله يدل على صفة ولاعكس

ولو نقلت لنا كلام ابن حزم رحمه الله رحمة واسعة بتمامه لكان أفضل مع العلم أن أهل السنة لايقولون بالعصمة إلا لرسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم لأنه لاينطق عن الهوى فغير الرسول يعرض كلامه على الكتاب والسنة وعلى فهم سلف الأمة فما وافق قبل وما خالف رد كما صر بهذا الأئمة رحمة الله عليهم أجمعين ,

كذالك يدلنا الكلام المنقول عن إبن حزم أن الخلاف في المصطلحات فقط وتقول القاعدة لامشاحة في الإصطلاح وكذالك هذه القاعدة ليس على إطلاقها لأنه يراعا المقاصد وسياق الكلام
 

أبو مارية

عضو فعال
الحلقة الثانية :

فقالوا:
هو قادر بذاته سميع بذاته عليم بذاته حي بذاته، ولم يثبتوا قدرة ولا علما ولا حياة ولا سمعا ولا بصرا، فرارا منهم من تعدد القديم وهو مذهبٌ كلُ العقلاء يعرفون ضلاله وتناقضه " وأنه إذا لم يقم بالذات علم استحال أن تقول هي عالمة بلا علم وهو تناقض واضح بأوائل العقول. فإذا عرفتم هذا فسنتكلم على صفات المعاني التي أقروا بها فنقول:


1-وصفوا الله تعالى بالقدرة وأثبتوا له القدرة والله جل وعلا يقول في كتابه: (إن الله على كل شيء قدير) ونحن نقطع أنه تعالى متصف بصفة القدرة على الوجه اللائق بكماله وجلاله. وكذلك وصف بعض المخلوقين بالقدرة قال (إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم) فأسند القدرة لبعض الحوادث ونسبها إليهـم ونحن نعلم أن كل ما في القرآن حق وأن للمولى جل وعلا قدرة حقيقية تليق بكماله وجلاله. كما أن للمخلوقين قدرة حقيقية مناسبة لحالهم وعجزهم وفنائهم وافتقارهم. وبين قدرة الخالق والمخلوق من المنافاة والمخالفة كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق- وحسبك بونا بذلك.

2، 3- ووصف نفسه بالسمع والبصر في غير ما آية من كنابه قال: (إن الله سميع بصير، (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، ووصف بعض الحوادث بالسمع والبصر، قال: (إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا)، (أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا). ونحن لا نشك أن ما في القرآن حق فله جل وعلا سمع وبصر حقيقيان لائقان بجلاله وكماله. كما أن للمخلوق سمعا وبصرا حقيقين مناسبين لحاله من فقره وفنائه وعجزه وبين سمع وبصر الخالق وسمع وبصر المخلوق من المخالفة كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق.

4-ووصف نفسه بالحياة قال تعالى: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) (وتوكل على الحي الذي لا يموت) (هو الحي لا إله إلا هو)، الآية. ووصف أيضا بعض المخلوقين بالحياة قال: (وجعلنا من الماء كل شيء حي)، (وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا) (يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي) ونحن نقطع بأن لله جل وعلا صفة حياة حقيقية لائقة بكماله وجلاله. كما أن للمخلوقين حياة مناسبة لحالهم وعجزهم وفنائهم وافتقارهم وببن صفة الخالق والمخلوق من المخالفة كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق. وذلك بون شاسع ين الخالق وخلقه.

5-ووصف جل وعلا نفسه بالإرادة قال: (فعال لما يريد)، (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون). ووصف بعض المخلوقين بالإرادة قال: (تريدون عرض الدنيا)، (إن يريدون إلا فرارا)، (يريدون ليطفئوا نور الله) ولاشك أن لله إرادة حقيقية لائقة بكماله وجلاله كما أن للمخلوقين إرادة مناسبة لحالهم وعجزهم وفنائهم وافتقارهم، وبين إرادة الخالق والمخلوق كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق.


6-وصف نفسه جل وعلا بالعلم قال: (والله بكل شيء عليم)، (لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه) (فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين). ووصف بعض المخلوقين بالعلم قال: (وبشرناه بغلام عليم) (وإنه لذو علم لما علمناه). ولا شك أن للخالق جل وعلا علما حقيقيا لائقا بكماله وجلاله محيطا بكل شيء، كما أن للمخلوقين علما مناسبا لحالهم وفنائهم وعجزهم وافتقارهم وبين علم الخالق والمخلوق من المنافاة والمخالفة كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق.


7-ووصف نفسه جل وعلا بالكلام. قال: (وكلم الله موسى تكليما)، (فأجره حتى يسمع كلام الله). ووصف بعض المخلوقين بالكلام، قال: (فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين) (وتكلمنا أيديهم). ولا شك أن للخالق تعالى كلاما حقيقيا لائقا بكماله وجلاله. كما أن للمخلوقين كلاما مناسبا لحالهم وفنائهم وعجزهم وافتقارهم، وببن كلام الخالق والمخلوق من المنافاة والمخالفة كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق.


هذه صفات المعاني سمعتم ما في القران من وصف الخالق بها ووصف المخلوق، ولايخفى على عاقل أن صفات الخالق حق، وأن صفات الخالق لائقة بجلاله وكماله، وصفات المخلوقين مناسبة لحالهم وبين الصفة والصفة كما بين الذات والذات.


وبهذا الكلام من الشيخ أمين الشنقيطي يعلم قوة معتقد أهل السنة والجماعة فكانت عقيدتهم أعلم وأسلم ورحمهم الله رحمة واسعة
 

الخالدي88

عضو مميز
أخى العزيز، لا يجوز قول أن لله سمع ولا بصر حيث لم يأت به نص من القرآن والسنة ولا نقول إلا بما أخبر الله عن نفسه!

ووصف نفسه بالسمع والبصر في غير ما آية من كنابه قال: (إن الله سميع بصير، (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، ووصف بعض الحوادث بالسمع والبصر، قال: (إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا)، (أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا). ونحن لا نشك أن ما في القرآن حق فله جل وعلا سمع وبصر حقيقيان لائقان بجلاله وكماله. كما أن للمخلوق سمعا وبصرا حقيقين مناسبين لحاله من فقره وفنائه وعجزه وبين سمع وبصر الخالق وسمع وبصر المخلوق من المخالفة كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق.

ويكفي للرد على الشيخ الشنقيطي قول إمام أهل السنة الشافعى " أن الله سميع بصير ، ولا نقول بسمع ولا ببصر ، لأن الله تعالى لم يقله ـ ولكن سميع بذاته ، بصير بذاته"
 

أبو مارية

عضو فعال
أخي الخالدي لو ذكرت لي المصدر

لنظر إلى تمام الكلام للإمام الشافعي مع العلم أن العلامة الشنقيطي لم يستقل بهذا وقد عجبت كثيرا من هذا النقل عن الإمام الشافعي لأنه معلوم أن الإمام الشافعي كان على عقيدة السلف وعلم بالضرورة لذا الموافق والمخالف أن عقيدة السلف إثبات جميع ما أثبته الله لنفسه وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفاة ولم يذكر أن الإمام الشافعي خالف

لهذا أرجوا أن تنقل لي المصدر والكلام بثمامه لأن السياق له إعتبار عند أهل العلم


وهذا نقل من كتاب شرح أصول إعتقاد أهل السنة لللاكئائي رحمه الله رحمة واسعة وهو من كنوز

السنة جاء فيه


525 - وعن إسحاق بن راهويه ، إن الله سميع بسمع بصير ببصر قادر بقدره
سياق ما دل من كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بأن الله سميع بسمع ، بصير ببصر ، قادر بقدره قال الله ، عز وجل والله سميع عليم (1) وقال تبارك وتعالى لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا (2) وقال في قصة موسى إنني معكما أسمع وأرى (3) وقال عز وجل قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها (4) وروي عن عمر ، أنه كلمته هذه المرأة ، فقيل لها : أكثرت على أمير المؤمنين ، فقال : « دعها أما تعرفها هي التي سمع الله منها » وقالت عائشة : « الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات » وقال النبي صلى الله عليه وسلم حين سمع أصحابه يرفعون أصواتهم بالدعاء فقال : « اربعوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصما ولا غائبا » ، وأشار النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة لما قرأ سميعا بصيرا (5) فوضع إصبعه الدعاء وإبهام على عينه وأذنه يعني أنه سميع بسمع بصير ببصر

529 - أخبرنا محمد بن عثمان بن محمد الدقيقي ، قال : ثنا محمد بن منصور بن أبي الجهم ، عن أبي الجهم ، قال : ثنا نصر بن علي ، قال : ثنا عبد الله بن يزيد ، عن حرملة بن عمران ، عن أبي يونس مولى أبي هريرة ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إنه سميع بصير » فوضع إصبعه الدعاء وإبهامه على عينه وأذنه . أخرجه أبو داود وهو إسناد صحيح على شرط مسلم يلزمه إخراجه

528 - أخبرنا محمد بن الحسين الفارسي ، وعبيد الله بن أحمد المقرئ ، قالا : أخبرنا أحمد بن العلاء ، قال : ثنا يوسف بن موسى ، قال : ثنا أبو معاوية ، قال : ثنا الأعمش ، عن سعيد بن جبير ، عن أبي عبد الرحمن ، عن أبي موسى ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله عز وجل يشرك به ويجعل له ولد ، وهو يعافيهم ويدفع عنهم ويرزقهم » . أخرجه مسلم من حديث جرير ، والبخاري من حديث الأعمش

530 - أخبرنا أحمد بن عبيد ، قال : أخبرنا علي بن عبد الله بن مبشر ، قال : ثنا أحمد بن سنان ، قال : ثنا أبو معاوية ، قال : ثنا الأعمش ، عن تميم بن سلمة ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت : الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات ، لقد جاءت المجادلة (1) إلى النبي صلى الله عليه وسلم تكلمه في ناحية البيت ، وما أسمع ما تقول ، فأنزل الله ، عز وجل قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها (2) . استشهد به البخاري

531 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس ، قال : ثنا عبد الله بن عبد الرحمن السكري ، قال : ثنا زكريا بن يحيى ، قال : ثنا الأصمعي ، قال : ثنا أبو عكرمة ، عن الحسن الجفري ، عن أبي معمر ، عن الحسن ، عن الأحنف بن قيس ، قال : كنت عند عمر بن الخطاب فرأيت امرأة عنده وهي تقول : يا أمير المؤمنين اذكر إذ كنت في أصلاب المشركين وأرحام المشركين حتى من الله عليك بمحمد صلى الله عليه وسلم ، فقلت لها : لقد أكثرت على أمير المؤمنين ، فقال عمر : دعها ما تعرفها ؟ هذه التي سمع الله منها ، فأنا أحق أن أسمع منها

532 - أخبرنا أحمد بن محمد الفقيه ، قال : أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ ، قال : ثنا عبد الله بن سليمان ، قال : ثنا علي بن صدقة ، قال : ثنا حجاج ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، في قوله عز وجل تجري بأعيننا (1) قال : أشار بيده إلى عينيه
__________
سياق ما دل من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على أن من صفات الله عز وجل : الوجه والعينين واليدين قال الله عز وجل ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام (1) وقال كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون (2) وقال خلقت بيدي (3) وقال بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء (4) وقال تجري بأعيننا (5) وقال واصنع الفلك بأعيننا ووحينا (6) وقال يد الله فوق أيديهم (7) . وروي عن ابن عباس في تفسير أعيننا : « أنه أشار إلى عينيه » وعن الزبير بن العوام أنه سئل بوجه الله ، فقال : « أعطه فإنه بوجه الله سأل لا بوجه الخلق » وعن القاسم بن محمد : أنه سئل بوجه الله ، فقال : « لا يفلح من رده »



ومن كتاب الصواعق المرسلة لبن قيم الجوزية رحمه الله رحمة واسعة جاء فيه

وهو السميع بسمع والبصير ببصر يعرف صفتهما من نفسه ولا يبلغ كنههما أحد من خلقه متكلم بكلام يخرج منه لا بآلة مخلوقة كآلة المخلوقين لا يوصف إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به نبيه وكل صفة وصف بها نفسه أو وصفه بها نبيه فهي صفة حقيقية لا صفة مجاز.
وقال أبو عمر أيضا أجمع علماء الصحابة والتابعين الذين حمل عنهم التأويل قالوا في تأويل قوله تعالى:{مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة7] هو على العرش وعلمه في كل مكان وما خالفهم في ذلك أحد يحتج بقوله.
وقال أيضا أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة والإيمان بها وحملها على الحقيقة لا على المجاز إلا أنهم لا يكيفون شيئا من ذلك ولا يجدون فيه صفة محصورة.




فانظر يارعاك ووفقنا وحبانا وإياك وجعلنا من المنعم عليهم كيف نساق الكلام ولم يضرب بعضه بعضا

فالقول باثبات السمع والبصر لم يستقل به الغمام الأمين الشنقيطي رحمة الله عليه

فبقي عليك أخي الخالدي أن تذكر لي المصدر لكلام الإمام الشافعي رحمه الله رحمة واسعة
 

مقدام

عضو مميز
متابع ومستفيد من البحث

جزاك الله خير أخي أبو ماريه خاصه وجميع المشاركين كافه .
 

أبو مارية

عضو فعال
متابع ومستفيد من البحث

جزاك الله خير أخي أبو ماريه خاصه وجميع المشاركين كافه .

ءامين

وإياكم جزاكم الله خيرا أخي الحبيب مقدام وانعم الله عليك وعلينا بطريق المنعم

عليهم من رب

العالمين وجعلك مقداما على الخير

إسم جميل لعله يكون إسم لأحد أبنائي إن شاء الله
 

أبو مارية

عضو فعال
وهذه كلمة للخالدي من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله


[FONT=&quot]قال شيخ الإسلام ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل 5/249: [/FONT]

وكذلك أبومحمد بن حزم _ مع معرفته بالحديث وانتصاره لطريقة داوود ,وأمثاله من نفاة القياس وأصحاب الظاهر _ قد بالغ في نفي الصفات , وردها إلى مع

أنه لايثبت علما هو صفته , ويزعم أن أسماء الله كالعليم والقدير ’ ونحو هما لاتدل على العلم والقدرة , وينتسب إلى الإمام أحمد وأمثاله من أئمة السنة ’

ويدعي أن قوله هو : قول أهل السنة و والحديث ويدم الأشعري وأصحابه ذما عظيما ويدعي أنهم خرجوا عن مذهب السنة والحديث في الصفات , ومن

المعلوم الذي لايمكن مدافعته أن مذهب الأشعري وأصحابه في مسائل الصفات أقرب إلى مذهب أهل السنة والحديث من مذهب ابن حزم وأمثاله

في ذالك

وقال في موضع ءاخر أن قول ابن حزم هو القرامطة الباطنية أي نفي الصفات مثل نفي العلم والقدرة والإرادة لأن هذه كلها صفات وغيرها كالسمع والبصر .....

.........................



حق الإله عبادة بالأمر لا **** بهوى النفوس فذاك للشيطان
من غير إشراك به شيئا هما **** سببا النجاة فحبذا السببان
لم ينج من غضب الإله وناره **** إلا الذي قامت به الأصلان
والناس بعد فمشرك بإلهه **** أو ذو ابتداع أو له الوصفان





.
 

أبو مارية

عضو فعال
أخى العزيز، لا يجوز قول أن لله سمع ولا بصر حيث لم يأت به نص من القرآن والسنة ولا نقول إلا بما أخبر الله عن نفسه!
ويكفي للرد على الشيخ الشنقيطي قول إمام أهل السنة الشافعى " أن الله سميع بصير ، ولا نقول بسمع ولا ببصر ، لأن الله تعالى لم يقله ـ ولكن سميع بذاته ، بصير بذاته"

لقد طالبت الاخ الخالدي بأن يذكرلنا مصدر نقله ولكن لحد الان لم يذكر

وهذا نقل عن الإمام الشافعي رحمه الله رحمة واسعة فيه عقيدته وفيها إثبات الصفات لله عزوجل على الوجه اللائق به عزوجل ولقد وافق ماكان عليه النبي صلى الله عليه وءاله وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم أجمعين

[FONT=&quot]رواية أبي طالب العشاري

([/FONT][FONT=&quot]هو محمد بن علي العشاري شيخ صدوق معروف وقد تفرد برواية هذا الجزء وهو مما أدخل عليه فحدّث به بسلامة باطن قاله الذهبي في الميزان 3/656 , لكن اعتمد فير واحد من السلف ما هو مثبت في هذه العقيدة كالموفق ابن قدامة في كتاب صفة العلو ص124 , وابن أبي يعلى في الطبقات 1/283 , وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية ص165 , والذهبي نفسه في السير 10/79 , ثم إن هذه الرسالة التي سأنقلها بنصها قد قرئت على الإمام الحافظ ابن نصر الدمشقي ونقلها جميعها ابن أبي يعلى في الطبقات وسأثبت الفروق بينهما[/FONT][FONT=&quot])

ما نصّه قال : وقد سُئل عن صفات الله عز وجل وما ينبغي أن يؤمن به , فقال ( لله تبارك وتعالى أسماء وصفات جاء بها كتابه وخبر بها نبيه صلى الله عليه وسلم , أمته لا يسع() أحداً من خلق الله عز وجل قامت لديه() الحجة إن القرآن نزل به وصحيح عنده() قول النبي صلى الله عليه وسلم , فيما روى عنده العدل خلافه() فإن خالف ذلك بعد ثبوت الحجة عليه فهو كافر بالله() عز وجل , فأما قبل ثبوت الحجة عليه من جهة الخبر فمعذور بالجهل لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا بالدراية() والفكر ونحو ذلك أخبار الله عز وجل أنه سميع وأن له يدين بقوله عز وجل ( بل يداه مبسوطتان )() وأن له يميناً بقوله عز وجل ( والسموات مطويات بيمينه )() , وإن له وجهاً بقوله عز وجل ( كل شيء هالك إلا وجهه )() , وقوله ( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )() وأن له قدماً بقوله صلى الله عليه وسلم ( حتى يضع الرب عز وجل فيها قدمه )() يعني جهنم لقوله صلى الله عليه وسلم , للذي قتل في سبيل الله عز وجل أنه ( لقي الله عز وجل وهو يضحك إليه )() وأنه يهبط كل ليلة إلى السماء الدنيا بخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم , بذلك وأنه ليس بأعور لقول النبي صلى الله عليه وسلم إذ ذكر الدجال فقال ( إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور )() وإن المؤمنين يرون ربهم عز وجل يوم القيامة بأبصارهم كما يرون [/FONT]
[FONT=&quot]القمر ليلة البدر وأنه له إصبعاً بقوله صلى الله عليه وسلم ( ما من قلب إلا هو بين أصبعين من أصابع الرحمن عز وجل [/FONT][FONT=&quot])()[/FONT][FONT=&quot]وإن() هذه المعاني التي وصف الله عز وجل بها نفسه ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم , لا يدرك() حقه() ذلك بالفكر والدراية() ولا يكفر بجهلها أحد إلا بعد انتهاء الخبر إليه وإن() كان الوارد بذلك خبراً يقوم في الفهم مقام المشاهدة في السماع ( وجبت الدينونة )() على سامعه بحقيقته والشهادة عليه كما عاين وسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولكن نثبت() هذه الصفات وننفي() التشبيه كما نفى ذلك عن نفسه تعالى ذكره فقال ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )()

[/FONT]




...

حق الإلــــــه عبادة بالأمر لا **** بهوى النفوس فذاك للشيطان
من غير إشراك به شيئا هما **** سببا النجاة فحبذا السببان
لم ينج من غضب الإلـه وناره **** إلا الذي قامت به الأصلان
والناس بعد فمشرك بإلهــــه **** أو ذو ابتداع أو له الوصفان



.
 

أبو مارية

عضو فعال
وهذا تتمة لكلام الشيخ أمين الشنقيطي كما وعدنا الإخوة الكرام

في بيان فساد عقيدة المخالفين للسلف الصالح رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان فقال رحمة الله عليه

1-وصفوا الله تعالى بالقدرة وأثبتوا له القدرة والله جل وعلا يقول في كتابه: (إن الله على كل شيء قدير) ونحن نقطع أنه تعالى متصف بصفة القدرة على الوجه اللائق بكماله وجلاله. وكذلك وصف بعض المخلوقين بالقدرة قال (إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم) فأسند القدرة لبعض الحوادث ونسبها إليهـم ونحن نعلم أن كل ما في القرآن حق وأن للمولى جل وعلا قدرة حقيقية تليق بكماله وجلاله. كما أن للمخلوقين قدرة حقيقية مناسبة لحالهم وعجزهم وفنائهم وافتقارهم. وبين قدرة الخالق والمخلوق من المنافاة والمخالفة كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق- وحسبك بونا بذلك.


2، 3- ووصف نفسه بالسمع والبصر في غير ما آية من كنابه قال: (إن الله سميع بصير، (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، ووصف بعض الحوادث بالسمع والبصر، قال: (إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا)، (أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا). ونحن لا نشك أن ما في القرآن حق فله جل وعلا سمع وبصر حقيقيان لائقان بجلاله وكماله. كما أن للمخلوق سمعا وبصرا حقيقين مناسبين لحاله من فقره وفنائه وعجزه وبين سمع وبصر الخالق وسمع وبصر المخلوق من المخالفة كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق.


4-ووصف نفسه بالحياة قال تعالى: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) (وتوكل على الحي الذي لا يموت) (هو الحي لا إله إلا هو)، الآية. ووصف أيضا بعض المخلوقين بالحياة قال: (وجعلنا من الماء كل شيء حي)، (وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا) (يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي) ونحن نقطع بأن لله جل وعلا صفة حياة حقيقية لائقة بكماله وجلاله. كما أن للمخلوقين حياة مناسبة لحالهم وعجزهم وفنائهم وافتقارهم وببن صفة الخالق والمخلوق من المخالفة كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق. وذلك بون شاسع ين الخالق وخلقه.


5-ووصف جل وعلا نفسه بالإرادة قال: (فعال لما يريد)، (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون). ووصف بعض المخلوقين بالإرادة قال: (تريدون عرض الدنيا)، (إن يريدون إلا فرارا)، (يريدون ليطفئوا نور الله) ولاشك أن لله إرادة حقيقية لائقة بكماله وجلاله كما أن للمخلوقين إرادة مناسبة لحالهم وعجزهم وفنائهم وافتقارهم، وبين إرادة الخالق والمخلوق كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق.


6-وصف نفسه جل وعلا بالعلم قال: (والله بكل شيء عليم)، (لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه) (فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين). ووصف بعض المخلوقين بالعلم قال: (وبشرناه بغلام عليم) (وإنه لذو علم لما علمناه). ولا شك أن للخالق جل وعلا علما حقيقيا لائقا بكماله وجلاله محيطا بكل شيء، كما أن للمخلوقين علما مناسبا لحالهم وفنائهم وعجزهم وافتقارهم وبين علم الخالق والمخلوق من المنافاة والمخالفة كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق.


7-ووصف نفسه جل وعلا بالكلام. قال: (وكلم الله موسى تكليما)، (فأجره حتى يسمع كلام الله). ووصف بعض المخلوقين بالكلام، قال: (فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين) (وتكلمنا أيديهم). ولا شك أن للخالق تعالى كلاما حقيقيا لائقا بكماله وجلاله. كما أن للمخلوقين كلاما مناسبا لحالهم وفنائهم وعجزهم وافتقارهم، وببن كلام الخالق والمخلوق من المنافاة والمخالفة كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق.


هذه صفات المعاني سمعتم ما في القران من وصف الخالق بها ووصف المخلوق، ولايخفى على عاقل أن صفات الخالق حق، وأن صفات الخالق لائقة بجلاله وكماله، وصفات المخلوقين مناسبة لحالهم وبين الصفة والصفة كما بين الذات والذات.
وسنبين مثل ذلك في الصفات التي يسمونها سلبية.
وضابط الصفة السلبية عند المتكلمين. نقول: هذا قياس عدم محض، والمراد بها أن تدل على سلب مالا يليق بالله عن الله من غير أن تدل على معنى وجودى قائم بالذات. والذين قالوا هذا جعلوا الصفات السلبية خمسا لا سادس لها. وهى عندهم القدم والبقاء والمخالفة للخلق والوحدانية والغنى المطلق الذي يسمونه القيام بالنفس الذي يعنون به الاستغناء عن المخصص والمحل. فإذا عرفتم هذا فاعلموا أن القدم والبقاء اللذين وصف المتكلمون بهما الله جل وعلا زاعمين أنه وصف بهما نفسه في قوله هو الأول والآخر قد وصف بهما المخلوق والقدم في الاصطلاح عندهم عبارة عن سلب العدم السابق إلا أنه عندهم أخص من ا لأزل لأن الأزل عبارة عما لا افتتاح له سواء كان وجوديا كذات الله وصفاته أو عدميا كإعدام ما سوى الله لأن العدم السابق على العالم قبل وجوده لا أول له فهو أزلي ولا يقال فيه قديم والقدم عندهم عبارة عما لا أول له بشرط أن يكون وجوديا كذات الله متصفة بصفات الكمال والجلال ونحن الآن نتكلم على ما وصفوا به الله جل وعلا من القدم والبقاء وإن كانبعض العلماء كره وصفه جل وعلا بالقدم كما يأتي.فالله عز وجل وصف بعض المخلوقين بالقدم قال: (كالعرجون القديم) إنك لفي ضلالك القديم) (أنتم وأباؤكم الأقدمون) ووصف بعضهم بالبقاء قال: (وجعلنا ذريته هم الباقين)2 ما عندكم ينفذ وما عند الله باق) ولاشك أن ما وصفوا به الله من هذه الصفات مخالف لما وصف به الخلق نحو ما تقدم.


أما الله عز وعلا فلم يصف في كتابه نفسه بالقدم وبعض السلف كره وصفه بالقدم لأنه قد يطلق مع سبق العدم نحو: (كالعرجون القديم) (إنك لفي ضلالك القديم) (أنتم وآباؤكم الأقدمون) وقد جاء فيه حديث قال فيه بعض العلماء هو يدل على وصفه بهذا وبعضهم يقول لم يثبت وقد ذكر الحاكم في المستدرك في بعض الروايات القديم في أسمائه تعالى وفي حديث دخول المسجد: أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم. أما الأولية والآخرية التي نص الله عليهـما في قوله: (هو الأول والآخر) فقد وصف بعض المخلوقين أيضا بالأولية والآخرية قال: (ألم نهلك الأولين ثم نتبعهم الآخرين) ولا شك أن ما وصف الله به نفسه من ذلك لائق بجلاله وكماله كما أن للمخلوقين أولية وآخرية مناسبة لحالهم وفنائهم وعجزهم وافتقارهم.
ووصف نفسه بأنه واحد قال: (وإلهكم إله واحد) ووصف بعض المخلوقين بذلك قال: (يسقى بماء واحد) ووصف نفسه بالغنى قال: (فإن الله هو الغنى الحميد)، (إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فان الله هوالغنى الحميد،، فكفروا وتولوا واستغى الله والله غنى حميد) ووصف بعض المخلوقين بالغنى قال: (ومن كان غنيا فليستعفف) (إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله ).



فتأملوا رحمكم الله كلام الشيخ وتفهموه تزول عنكم أباطيل وشبه المفسدين الذين يكذبون الله ويردون ماوصف به نفسه أو يحرفونها ويجعلون السلف جاهلون وهم أعلم منهم

.
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
جزاكم الله خيرا يا العضو النشيط والزميل العزيز على هذا المجهود...


فعلا ينبغي للمسلم أن يعلم أصول أهل السنة والجماعة وكيفية بناءها من الآيات المحكمات في القرآن الكريم , فلا يعمدون إلى المتشابه في النصوص التي تحتمل معاني عدة فيبنون عليها أصولهم كما تفعل الفرق الضالة , إذ أنها تعتقد ثم تسدل فإذا وجدت أن الآية قد صدت منافذ التأويل عندهم عمدوا إلى التحريف أو إلى تأويل المعاني على غير ظاهرها أو اختراع قواعد من كانت من هدي النبي صلى الله عليه وسلم.


أكمل أخي الكريم فلأن يهدي الله بك رجلا واحد خير لك من حمر النعم , وما الدنيا إلى أيام ولا تسعد الأيام إلا بالأعمال الصالحة , فأسعد ايامك وعمرك بنقل كلام أهل العلم والعمل والحشمة فهو خير لك قبل أن يكون خير لغيرك.


حياك الله يا بومارية
 
أعلى