قنوات و صحف (حفاة الأدمغة ) !

شخص ثاني

عضو فعال
ظاهرة انتشرت مؤخرا في المشهد الإعلامي الكويتي لتصبح حديث الناس ,وليس جديدا الحديث عنها هنا لكننا مازلنا نتسائل عن انتشار العديد من وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية التي جاءت باكورة ما تمخض من قانون المرئي والمسموع الذي شرعه مجلس الأمة وصادقت عليه الحكومة , ليأتي بعدها هذا الزحف الفكري الخطير ليخاطب عقولنا يوجهنا ينصحنا حتى انه وصل بجرأته ووقاحته معا إلى محاولة العبث في قناعاتنا تارة والمزايدة على ولا آتنا تارة أخرى !

من هم ومن أين أتوا وما ذا يريدون ؟ سؤال يصرخ جاهدا للبحث عن أجوبة لن تجد لها سوى صدى ما قد يعج بمتخيلاتنا من علامات استفهام تتلاطم وتتكاثر في عقولنا
فإذا كان العمل الصحفي والإعلامي ما هو إلا رسالة يعمل من خلالها الكثير من المثقفين وصناع هذه المهنة لزرع بذور الثقافة والرأي في المجتمع وفي من هم يقرؤون أو يشاهدون فلابد هنا من توافر الخبرة والكفاءة لكل هذا الكم الكبير من الصحف والقنوات حتى تعشب تلك البذور في عقل المجتمع
لكننا لو تساءلنا قليلا عن عمر كل هذه المؤسسات الإعلامية كيف ومتى أنشأت لوجدنا عمرها المهني لا يتجاوز الأشهر ومهنية من يعمل بها لا تتجاوز نفس المدة , لأن أغلب من أنشأها مع الأسف يعرف تماما أن رسالة الإعلام السامية أبعد ما يكون بالنسبة لهدف إنشائها فهي ليست سوى مشاريع استثمارية تشبه تماما تلك العمارات والمجمعات الضخمة تنتظر من يملأها من المستأجرين بها , لكن الفرق هو أن مستأجرين هذه الصحف والقنوات هم من كان هدف هذه المؤسسات من كتل سياسية وأحزاب ومتنفذين الذين سيشترونها بالباطن و يجيرون الصحيفة أو القناة بمن فيها حسب ميولهم وتوجهاتهم ومصالحهم وفكرهم , فلذا هنا لا داعي للمثالية حول رسالة ومهنة الصافحة ولا يهم أصلا إن كان صحفيوها ومحرروها متمرسين أو ذوي خبرة وقناعة مهنية , لأن ( البزنز ) لا يعرف هذه المعتقدات بل إنه ويكفر بها ويرفضها ,
حتى أتى اليوم وشاهدنا أشخاصا وقرأنا أقلاما ليس من الصعب ان تجد الكثير منهم في سوق المقاصيص أو شبره الخضار أو حتى سوق الحراج يتقدمون بالطوابير أمام هذه القنوات ليوضع لهم بعض الماكياج والديكور ليطلوا علينا بأناقة ظاهرة , لكنهم في الواقع ( حفاة أدمغة ) ينتعلون ما سيفرض عليهم ويتكلمون بلسان من وضعهم أمامنا أو يكتبون ما خطه أسيادهم خلف الكواليس !



 
أعلى