شكلت النتائج النهائية لـ «تشاورية» قبيلة العوازم في الدائرة الخامسة مفاجأة من العيار الثقيل، كانت شبه متوقعة، خصوصا وان تيارا قويا من شباب القبيلة سعى جاهدا خلال الأشهر الماضية لتنظيم «انقلاب ابيض» على النواب السابقين فهد اللميع ومرزوق الحبيني وعبدالله راعي الفحماء باستثناء النائب السابق جابر المحيلبي الذي عزف عن الترشح، بسبب مواقفهم داخل مجلس الأمة وأهمها «النكث بوعودهم أو عدم تطبيقها على أمر الواقع، وأبرزها التوعد باستجواب وزير الداخلية على خلفية أحداث الصباحية» في انتخابات العام الماضي.
فبعد «أحداث الصباحية» والتي شهدت مواجهات بين جموع من ابناء قبيلة العوازم ورجال الأمن على خلفية تنظيم «تشاورية»، توعد النواب السابقون (اللميع- الحبيني- راعي الفحماء) باستجواب وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد بحجة «تعسفه في تطبيق القانون» وذهبت هذه الوعود هباء منثورا بعد وصولهم الى مجلس الأمة، لأسباب عدة اهمها ادراك النواب المتوعدين بأن الخالد مارس صلاحياته حسب القانون، بالإضافة الى ان مؤيديه (الخالد) من النواب خصوصا المناهضين للانتخابات الفرعية يزيد عددهم على 30 نائبا، وبالتالي ادراكهم (النواب الثلاثة) بأن الاستجواب لن يكون في صالحهم وربما يتسبب في حل المجلس ويفقدهم منصبا قويا حصل عليه فهد اللميع وهو منصب نائب رئيس مجلس الأمة.
ويرى مراقبون ان «تيار الشباب» الذي بدأت نواته الأولى من اسطبلات فروسية الأحمدي وأطلقت عليه تسمية «تيار المستقبل» في بداية تكوينه داخل قبيلة العوازم، بدأ حملته الإعلامية المغلقة على ابناء القبيلة فقط، بعد شهر واحد من بدء دور الانعقاد الأول للمجلس المنحل، خصوصا بعد تلاشي الوعود باستجواب وزير الداخلية، ومن اهم الأمور التي سعى «تيار الشباب» الى تبنيها هي ضرورة ضخ دماء جديدة من ابناء القبيلة قادرة على تبني القضايا التي تهم الوطن والمواطنين، واعطاء رسالة لكل نائب «لايفي بوعوده» التي يقطعها امام الناخبين بأن مصيره «السقوط... الفرعي».
الى جانب ذلك نادى «تيار الشباب» الى ضرورة الاقتداء بالخطاب السامي لسمو امير البلاد خلال اعلانه حل مجلس الأمة، وترجمته وتطبيقه على ارض الواقع، لذلك كانت الأصوات التي حسمت الانتخابات الفرعية هي لـ «تيار الشباب»، والذي سعى ولا يزال الى «تنظيم» أدق يمكن القبيلة من تزكية 5 نواب بدلا من 4 خصوصا وان عدد الناخبين العوازم ذكورا واناثا يفوق العشرين ألف ناخب وناخبة في الدائرة الخامسة.
ويلاحظ ان «تيار الشباب» بدأ التحرك بقوة وخصوصا بعد نجاحه في «التشاورية» الأخيرة في «الإطاحة» بالنواب السابقين (اللميع- الحبيني- راعي الفحماء)، من أجل دعم النائب السابق الدكتور سعد الشريع والذي لم يشارك في «التشاورية»، لأن «تيار الشباب» يعتبر الشريع، حالة نادرة بالنسبة للنواب العوازم منذ بدء الحياة النيابية، إذ انه النائب العازمي الوحيد الذي حرك المساءلة السياسية ضد الحكومة، داخل مجلس الأمة من خلال استجوابه الشهير لوزيرة التربية نورية الصبيح، لذلك من المتوقع ان ينجح العوازم في الدائرة الخامسة بخمسة مقاعد بفضل «تيار المستقبل»، كما حصل مع قبيلة المطران في الدائرة الرابعة العام الماضي.
وما سيعزز من فرص فوز الشريع مع المرشحين العوازم الذين تمت تزكيتهم وهم سعد زنيفر وسالم نملان وفلاح الصواغ وغانم الميع، هي المحاولات الحثيثة لـ «تيار المستقبل» في اقناع المرشحين بدر ناصر ومناحي رجا الحباج واللذين قررا مع الشريع خوض الانتخابات العامة خارج «التشاورية»، بالانسحاب لصالح الشريع
المصدر:جريدة الراي