بكلمات فصيحة يرى أنها تعطيه قوة الاداء والاقناع وكانت عاملا في وصوله الى البرلمان، يجد النائب الجديد فيصل الدويسان في نتيجة انتخابه حالة طبيعية، رافضا بشدة ما يقال إنه كان مفاجأة الانتخابات « لان من يقول ذلك لايعرف في قراءة الدوائر».
ولم يتردد الدويسان في لقاء مع «الراي» في للرد على الابعاد الاخرى التي ساهمت في تحقيقه رقما خارقا في الدائرة الاولى، كما يرى المراقبون، معتبرا ان تشيّعه قد يكون له دور في النتيجة كما لاوباما ولونه تأثير في جمهور الناخبين.
وصنف الدويسان نفسه سياسيا بأنه « نائب اسلامي مستقل شعبي « فيما شنّ هجوما على الفكر المتطرف الذي وزع قيمه في غياب قيم الدولة ومؤسساتها، داعيا الى عدم التعجب عندما ترى من يريد انشاء ميليشيات لقتال الاقليات الدينية قربى الى الله تعالى ؟ متسائلا: «من اوجد هذا الفكر»؟، مجيبا «لان الدولة غابت بقيمها».
ودعا الدويسان الى طيّ صفحة الماضي والنظر الى المستقبل متحدثا في هذا السياق عن العالم الغربي «الذي لاينظر الى الوراء» مشيرا الى ان المانيا احتلت فرنسا في الماضي وعلاقتهما اليوم في اوجها لانهما ينظران الى مصلحة بلديهما، اما نحن عاطفيون نجتر الماضي في علاقتنا مع العراق ولاننظر الى افاق المستقبل.
وتحدث الدويسان عن الاستجواب المقدم الى وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد، مؤكدا ان النائب مسلم البراك بيّت النية لاستجوابه «في مساءلة غير دستورية وتعد سابقة برلمانية لايمكن قبولها» بعد تقديم استجواب لوزير بعد اسبوع من توزيره رافضا ايضا استهداف رأس الوزير.
وأكد الدويسان رفضه محاولات تقييد الحريات، لكنه في الوقت ذاته رفض «الميوعة والخنى» مشددا على اهمية احترام القيم الاسلامية الاصيلة وان تكون الحرية مسؤولة، مشيدا في هذا الاتجاه بالدور الذي لعبته لجنة الظواهر السلبية في السابق «والذي سنستكمل منه مانؤمن به».
وفي مايلي تفاصيل اللقاء:
• هناك من يسأل كيف يصرح النائب الدويسان بعدم دستورية الاستجواب الذي قدمه لاحقا النائب مسلم البراك وانت لم تقرأ مادة الاستجواب، اي انك اتخذت موقفا مسبقا منه ؟
- سؤال جميل اعجبني، اولا اعلن الاخ الكريم مسلم البراك عن نيته او لوّح باستجواب وزير الداخلية بعد مرور 6 او 7 ايام، ذكر انه سيحاسب الوزير على ماقام به احد المرشحين في ادارة الانتخابات، بمعنى انه سيحاسب الوزير على اعمال حكومة تصريف العاجل من الامور، وهذا مايتنافى مع دستورية الاستجواب كما ذهبت اليه المحكمة الدستورية في تفسير المادة 100 و101 من الدستور في الحكم رقم 8 على 2004، وبالتالي كان نص المادة واضحا وصريحا بعدم جواز سؤال الوزير عن اعمال سابقة في وزارته حتى ولو بصفته، وبالتالي انا استند الى رأي المحكمة الدستورية وصرحت بناء على هذا الاساس والا... مامعنى سؤال وزير بعد مضي 6 ايام من قسمه على اعمال لم يكد ان يقوم بها؟ كان واضحا انه يحاسب على الماضي اضافة الى ذلك هو اقسم في الانتخابات انه سيستجوب الوزير ان عاد، وهذا يؤكد وجود النية المبيتة، وعليه تبدو الشخصانية واضحة، وانا ذكرت بعدم دستورية هذا الاستجواب انطلاقا من تفسير المحكمة الدستورية.
• ولكن في مادة الاستجواب هناك اشارة الى ان حكم المحكمة الدستورية يجيز استجواب الوزير على ممارسات في حكومات سابقة ؟
- هذا حكم المحكمة لدي الان «اظهر نص الحكم» النص واضح.
• ولكن المستجوب قدم نصا منقولا من حكم المحكمة الدستورية وارفقه بمادة الاستجواب ؟
- انا ارى ان المحورين الاول والثاني فيهما شبهة عدم دستورية لانه لايجوز استجواب وزير على اعمال سابقة، وانطلاقا من هذا صرحت بانه لا تجوز مساءلة الوزير على امور سابقة، وعندما قرأت الاستجواب تأكد لي ان ما ذكرته كان صحيحا.
• بومحمد انا اكلمك عن النص الدستوري الوارد في الاستجواب؟
- المحكمة الدستورية وضعت ضوابط للاستجواب... الاستجواب ليس على اطلاقه، انها سابقة برلمانية ودستورية ان يقدم احد النواب استجوابا بعد اسبوع، ومعنى هذا ان المستجوب بيّت النية... ثم هل الوزير فعل شيئا كبيرا يستحق ان يستجوب عليه... واين كلام سمو الامير ودعوته الى التعاون... أليس من الاجدر اعطاء الوزير مهلة حتى يعمل وبعد ذلك اذا اخطأ يحاسب ؟... انا مع الاستجواب ولست ضده ولكن ان يكون بهذه السرعة فهذا دليل على الشخصانية.
• ولكن هناك من يرى ان ردكم السريع على الاستجواب هو نتيجة لتحالفكم مع الحكومة سواء خلال هذه الفترة اوفي الفترة المقبلة؟
- اذا كانت الحكومة تريد مصلحة الشعب فنحن اولى الناس بهذا الامر، وسنؤيدها اذا اتجهت للتنمية والانتاج وجعل المواطن سعيدا في المرحلة المقبلة، سنضع ايدينا في أيديها لتحقيق مصلحة المواطن، وعلى فكرة كثير من الذين انتخبونا كانوا يقولون تعاونوا مع الحكومة بقصد تحقيق التنمية في البلد، وبالتأكيد اذا فتح البلد على التنمية، استفاد الكل سواء المواطن البسيط أوالعاطل عن العمل، نحن في بلد صغير لايستوعب مثل هذه الاجواء بتقديم استجوابات تعطل الكثير من اوجه الحركة المعتادة، فكل شيء يتأثر وليست المرافق العامة وحدها تتأثر. كل شيءالحكومة لاتفكر به الا بعد الانتهاء من الاستجواب... بكل اسف انها معركة كبيرة.
• هل افهم من كلامك ان المجلس وبسبب الاستجوابات التي قدمت وتقدم كان سببا في تعطيل التنمية خلال السنوات الاخيرة ؟
- لا... لا انا اقول دائما وقد ذكرت ذلك في كلمتي في الرد على الخطاب الاميري بأنني اتمنى نسيان الماضي وشطب صفحاته حتى نبدأ صفحة خالية من كل شائبة... صفحة جديدة ننظرفيها الى بعضنا البعض على اننا متساوون في الواجبات والحقوق، ونعمل وننطلق على هذا الاساس، اما ان يتصيد البعض للبعض الاخر من خلال مواقف سابقة فهذا غير مقبول، دعوا الناس تصحح تاريخها واذا كان هناك من اخطأ في الماضي فأعطوه الفرصة ليصحح موقفه... لانريد اجترار الماضي بهذه الطريقة، اذا كنا فقط نفكر في الماضي ونحن العرب دائما نفكر بالماضي فاننا لن نتقدم. الدول الغربية المتقدمة عندما تفكر في المستقبل لاتنظر الى الوراء، فهذه المانيا وهذه فرنسا فالاولى احتلت الثانية لمدة ثلاث سنوات وألغتها من الوجود والان العلاقات الالمانية - الفرنسية في اوجها لماذا... لان الناس تفكروتضع نصب اعينها المصلحة العامة للبلدين بهذه الطريقة، اما أن نجتر الماضي فهذا لايخدم احدا.
• هل تقصد في هذا الكلام اشارة الى العلاقة بين العراق والكويت؟
- نعم نحن عاطفيون في كل شيء، وفي تعاملنا مع العراق نجتر الماضي بهذه الطريقة ولاننظر الى افاق المستقبل.
• كيف تقرأ تركيبة الحكومة الجديدة وهل تتوقع منها انجازا حقيقيا ؟
- نعم، نعم ففي الوجوه الحكومية التي تسلمت الحقائب الوزارية هناك امل كبير جدا، فهذه الوجوه تحمل الكفاءة ويمكن ان تحقق شيئا لكن مجرد ان تتمنى لها الخير وتعتقد بخيرتها فهذا غير كاف، انت تحاسب على الاعمال وانا ارى ان الحكومة اخطأت خطأ جسيما عندما تأخرت في ادراج برنامج عملها، لان عمل النائب مراقبة اداء الحكومة ومدى تنفيذها لهذا البرنامج، فعندما يغيب فماذا يحصل ؟... يحصل ان يعيش النواب في «حيص بيص» وبالتالي الكل سيبحث عن كيفية تفعيل دوره الرقابي ليقول للناس انا موجود، وبالتالي يقع في جملة من الاخطاء ويلجأ الى الرقابة العشوائية وتوجيه الاسئلة البرلمانية بطريقة غير مدروسة، ثم التقدم باستجوابات بهذه الطريقة، اما لوكان برنامج العمل موجودا فالاستجواب ينهض بسبب برنامج العمل والقصور في تنفيذه، فاذا كان الاستجواب ينطلق بهذه الطريقة فأنا مع استجواب وزير الداخلية لوكان وفق هذه الشروط اي لو ان وزير الداخلية قصر في اداء برنامج عمل وزارته، اما ان يكون المستهدف رأس الوزير او الهدف الاطاحة بالوزير واجباره على الاستقالة فهذا غير مقبول.
• طالما انك عدت الى الاستجواب، كيف يمكن من وجهة نظرك معالجة المحور الاول في الاستجواب من دون توجيه المساءلة السياسية ؟
- ألسنا نستند الى الدستور في كل شيء، وأليس الاستجواب ينطلق من الدستور؟ اذا نحترم الدستور الذي اعطى الحق للعضو ان يستجوب، ايضا ذات الدستور هو يمنعك ان تستجوب الوزير على اعمال سابقة في وزارته، واذا كان المحور يتحدث عن تجاوزات مالية فهي حدثت في حكومة تصريف العاجل من الامور التي لايساءل عنها الوزير. وللاسف انا ارى هذه الفترة اي فترة تصريف العاجل من الامور هي فترة سوداء لم يستطع المشرع الدستوري ان يضعها تحت اي وجه للمساءلة النيابية، وبالتالي من الممكن اذا اراد النواب ان يغيروا هذا الشيء اتباع الاجراءات المعتادة لتغيير الدستور الكويتي من هذه الناحية حتى يستطيعوا مساءلة الوزراء عن تصريف العاجل من الامور.
• اذا كيف تتم المحاسبة عن تلك الفترة ؟
- انا ضد اي تسيب مالي وضد اي خطأ لكن دستوريا انت لاتستطيع المحاسبة.
• لكن المستجوب قدم دليلا يجيز المحاسبة استنادا على حكم المحكمة الدستورية؟
- انا اعطيك حكم المحكمة الدستورية.
• هل لديك مادة الاستجواب ؟
- موجودة لدي واطلعت عليها، ولكن الحكم قاطع وصريح وانا استند على ماذكرته لك، أما أني الف وأدور وأغيّر في مفهوم حكم المحكمة الدستورية فهذا ما يصير... مايصير.
• هل ترى أو تعتقد ان المستجوب غير مدرك حكم المحكمة ؟
- لا، لا.
• ولكنه ذكر النص الدستوري ؟
- اذا كانت الاخطاء مستمرة وما زالت، نعم يستطيع النائب ان يحاسب.
• هل تقبل مبدأ تأجيل الاستجواب ؟
- انا ارى أن من المهم ان يواجه الاستجواب، واعتقد ان شخصية وزير الداخلية شخصية قوية ومتمكنة ولديها من الادلة ماتستند به للدفاع عن نفسها من الناحية الدستورية، ومن ناحية المعلومات والحقائق ايضا، وبالتالي انا ارى اهمية المواجهة حتى ننتهي منه ونتفرغ لامور التشريع.
• وماذا لوقدمت الحكومة الطلب ؟
- سننظر في الطلب في حينه وما الفوائد التي من الممكن ان تجنيها البلاد من ذلك، فاذا كان الشعب يستفيد من هذا التأجيل فلم لا، واذا كان الشعب سيتضرر من هذا التأجيل وستستمر عملية ايقاف عجلة التنمية في البلد فسأقف ضد التأجيل.
• هل تعتقد بوجود نواب مؤزمين في المجلس ؟
- لا استطيع ان اصف نائبا بأنه مؤزم حتى اراقب اداءه، فاذا كان يتعسف في استخدام ادواته الدستورية بطريقة معينة ولايفكر بمصلحة الكويت فهو مؤزم، اما الان فمن السابق لاوانه الحكم على الاشخاص لاننا للتو بدأنا العمل.
• هل تتوقع ان يتم مجلس الامة دورته الدستورية ويكمل مدة عمله لاربع سنوات ؟
- التكهن في عالم السياسة امر صعب، ولكن المجلس يضم عناصر كفؤة وحتى مقدم الاستجواب الاخ مسلم البراك صاحب تاريخ عريق مشهود له في العمل البرلماني الكويتي ويحسب له ألف حساب، لكن هذا لايمنع ان نختلف معه حتى ان اعتى الأئمة في الفقه الاسلامي اختلف معهم تلاميذهم وهذا لايقدح بشخصية اي احد منهم.
• الان هناك فريق نيابي مشكل لوضع اولويات المجلس هل لديكم ملاحظات على هذه الاولويات المطروحة حاليا وهل يمكن ان تشكل اختلافا في المرحلة المقبلة ؟
- انا الان ارى من خلال عضويتي في اللجنة التشريعية والقانونية ان هناك مسالة شراء مديونيات المواطنين هي اولوية، خصوصا ان هناك حاليا 5 اقتراحات وللاسف اعتقد البعض ان الاقتراح المقدم من كتلة العمل الشعبي بشراء المديونيات سقط، فهو لم يصوت عليه حتى يسقط وانما تم التصويت عليه حتى لايدرج في جلسة 24 6- - 2009 فقط، وهو موجود في اللجنة التشريعية ويأخذ حقه من الدراسة لان العيب في هذا المقترح انه اذا لم تنته اللجان من النظر به اي من اللجنتين التشريعية والمالية فيعرض مباشرة على المجلس، كما ان اللجان تنظر فقط في دستوريته والجوانب المالية المتعلقة بها، وبالتالي كان التصويت على عدم ادراجه على تلك الجلسة من اجل ان يأخذ حقه من الدراسة.
• كيف يمكن ان نصنفك سياسيا ؟
- انا مستقل شعبي.
• المراقبون للانتخابات هذا العام رأوا ان نجاحك كان مفاجأة الانتخابات ؟
- من يقول بانني مفاجأة لايعرف في قراءة الدوائر، سكان الدائرة الاولى كانوا يعرفون بأنني سأكون من المتفوقين.
• ولكن المتابع للانتخابات كان يرى ضعفا في حملتك الاعلامية في حين كان نجاحك خارقا وقد تجاوزت اسماء كبيرة في النتائج؟
- في انتخابات 2008 حصلت على عدد كبير من الاصوات وبعد ذلك عرفت اخطائي اثناء الحملة ثم تعرفت على عدد من المفاتيح الذين لعبوا دورا خلال سنة كاملة في تهيئة الامور وتهيئة الاجواء وفرش الارضية، الى جانب ذلك قمت بالتواصل مع الدواوين وفي الافراح والمناسبات واشتركت معهم في كثير من الامور الاجتماعية فبدأ ذكري ينتشر.
• وهل هذه مقومات كافية لانجاح المرشح؟
- نعم صحيح
• هل هي كافية؟
- نعم ولكن لم تدعني اكمل. خلال هذا التواصل كنت اتحدث في امور كثيرة وكانت الناس تحكم على العقلية عندما تراك تتحدث في امور كثيرة والخاصة في شؤون البلاد والعباد وفي امور اخرى فلسفية تجعل الناس تحكم على العقلية، وعندما حل المجلس في 2009 كانت الارضية خصبة ثم قمت بتفعيل دوري في زيارة الدواوين، والناس لمسوا مدى الفرق بين بقية المرشحين وبيني، اضافة الى ذلك هناك مؤشرات اخرى تؤثر في جمهور الناخب مثل الكاريزما الشخصية، والشهرة وطريقة الكلام، وبعض الامور الخاصة بما يعرفونه عنك من معلومات، عندما كنت ازور الدواوين كنت اتحدث بطريقة مختلفة عن بقية المرشحين وكنت استخدم اللغة الفصحى التي تعطيني قوة في الاقناع وقوة في الاداء، فكانت هذه المؤشرات تؤثر في الناس، قبل ايام رأيت الوزير الاسبق الحميضي وقال لي انت مفاجأة، فأمسكت بيده وناديت احد ابناء الدائرة وقلت له ان الوزير يقول بانني مفاجأة فما رأيك؟ فقال لا ليس مفاجأة فنحن كلنا كنا متوجهين عليه وعلى الدكتورة معصومة ونعرف انهما سيحققان اعلى المراكز، فقال انه لايدري لانه ليس ابن الدائرة فرد عليه لا... نحن ندري والدواوين الكبيرة توجهت اليهما بالصوت الانتخابي، فنحن كنا نعرف النجاح، انا الان مثلا لا اعرف في الدائرة الخامسة ولكن عندما ارى اسما غريبا اقول ان نجاحه مفاجأة.
• الا توجد ابعاد اخرى كانت سببا مباشرا في نجاحك ؟
- مثل ماذا ؟... ابعاد سحرية يعني ؟
• لا قد تكون مكافأة على موقف معين ؟
- تقصد تشيعي مثلا؟
• نعم هذا ماتناقله كثيرون؟
- ولماذا لاتسألني مباشرة ؟
• لانني لا أحب الدخول في مسميات طائفية.
- اتمنى ان تكتب هذا الحوار.
• بالطبع سأكتبه.
- انظر قد يكون لهذا الامر تأثيره الخاص كما لاوباما وللون اوباما تأثيره على جمهور الناخبين في الولايات المتحدة، وايضا هناك من استفاد من هذا الامر كما في ازمة التأبين مثلا، بعد ازمة التأبين هناك من استفاد من هذا الامر وبالتالي استفادة احد المرشحين من هذا الامر وهو حق مشروع، ومن من المرشحين لم يغذ هذه الناحية؟، فمثلا الظهور مع الفقراء بمظهر الفقير... كل هذه امور انتخابية لكن هل تعتقد انه اذا كانت هناك فائدة لا استفيد منها وأقول للناس لا تنتخبوني؟
• ما الاجندة السياسية التي تنادي بها بحماسة في هذا المجلس؟
- انادي بالمزيد من القوانين التشريعية لصالح الشعب وثقافته ولصالح العدالة ولصالح رفع الثقل عن كاهل المواطن الفقير البسيط المسكين، لصالح ان تقوم الدولة بتوعية المواطن حتى بطرق الاستهلاك والصرف لان هناك مشكلة كبيرة. يعني لا نريد ان تعطي الحكومة باليمين وتأخذ بالشمال هذا من جانب، ولا نريد ان نبني بنيانا يهدمه المواطن بسبب جهله «متى يبلغ البنيان يوما كماله اذا كنت تبنيه وغيرك يهدم» للاسف الحكومة عودت المواطن على سلوك الاستهلاك فشجعته على الاقتراض وغضت الطرف عن البنوك، وبالتالي ورطته في اشياء كثيرة، وعليه اذا اردت ان تصلح لا تستطيع ان تصلح اذ تعود المواطن على السفر ليومين مثلا ويصرف امواله في الخارج، ولم تفكر الدولة في انشاء مراكز ترويحية وترويجية للمواطنين. الكويت كان من الممكن ان تصبح اجمل مماهي عليه الان ولكن للاسف انشغلنا بالمتغيرات الدولية من حولنا... الظروف الدولية نعم منعتنا من التنمية صحيح، لكن الان من الممكن ان نعمل لذلك ارجو من اخواني النواب اعطاء الحكومة فرصة للعمل لان في آخر الثمانينات اثناء الحرب العراقية - الايرانية وفي التسعينات فترة صدام وتربصه بالكويت بعد ذلك سقوط صدام والان امامنا فرصة ذهبية، واذا لم يلتفت النواب لهذه الفرصة في ظل الهدوء الدولي من حولنا لانستطيع ان نقدم شيئا في المستقل.
اولادنا الان ينتظرون ماسنقدمه من امور نوعية منها مثلا انشاء المدن الحدودية بمنازل مساحاتها تصل الى 750 مترا مربعا، بالاضافة الى ذلك زيادة رواتب الموظفين الذين يعملون في هذه المدن حتى نشجع الهجرة الى تلك المدن التي نريدها منفصلة اداريا وتكون نواة لمحافظات في المستقبل مثل اي دولة فيها مدن بعيدة يذهب اليها الناس عبر الخطوط السريعة وفي القطارات، وبالتالي فان تشجيع انشاء هذه المدن البعيدة له ابعاد استراتيجية واقتصادية وسنرتاح من زحمة المرور كما انها توفر فرص عمل والتجار سيتنافسون لبناء الدولة وليس لضرب بعضهم البعض ويكون هناك عمل حقيقي بدلا من الانشغال بالبورصة.
• هل تؤيد العمل من خلال كتلة نيابية ؟
- شيء جميل والحكومة سوف تحترم الكتل وتحسب حسابا لها، اضافة الى ذلك فإن الكتل تكون منتجة... لماذا افكر انا وحيدا لماذا لا اجمع تفكيري مع تفكير الاخرين ولا شك عندما تجتمع العقول ستضيء.
• هل هذا يعني انك في طور الدخول في كتلة نيابية جديدة او اختيار ماهو موجود حاليا ؟
- انا نائب جديد وبانتظار من هو اكثر خبرة مني.
• اي الكتل الموجودة قريبة منك ؟
- لا اجد الان ولكن انا احترم كتلة العمل الشعبي في تبنيها للعديد من الاقتراحات بقوانين التي تدعم المواطن البسيط وانا ادعم مثل هذا الطرح.
• هل تؤيد اقتراح الكتلة في شأن الدائرة الواحدة ؟
- نعم ومن خلال الانتخاب بالقائمة لان الانتخاب الفردي مشكلة كبيرة جدا لانه اسلوب يكرس الشخصانية وفلان وفلان. المشكلة ليست بفلان وفلان والكويت لن تتقدم بسبب فلان وفلان والكويت لن تتقدم بسبب الوجوه وانما تتقدم بالبرامج الموضوعة، وهذا الاقتراح يجعل الناس تختار الافكار وليس الوجوه والتفاضل يكون على اساس الفكر وليس على اساس الاشخاص. نحن مشكلتنا ان كل واحد يعتقد انه المنقذ والبطل ومن غيره يضيع المجلس، لا هذا خطأ كبير جدا فالافكار هي التي تجعل الكويت تتقدم لا الاشخاص.
• كيف استطعتم الانقلاب على لجنة الظواهر السلبية التي كان يسيطر عليها الاسلاميون ؟
- نحن مشكلتنا في التصنيفات. انا اصنف نفسي نائبا مستقلا اسلاميا شعبيا وانا ارفع عقالي تحية لكل من يخدم الكويت حتى لمن اختلف معه فكريا. انا لست ضد التوجهات الاسلامية المعتادة مثل السلفية والاخوان وغيرهما وحتى اصحاب التوجه القبلي. انا اضع يدي في يد كل من يقدم الافكار التي تخدم الكويت وليس لدي مشكلة. انا هدفي المواطن وانا ضد إلغاء الآخر وانا مع الآخر من اجل المواطن الفقير البسيط الذي ينتظر مني وينتظر من الآخرين. الشعب انتخبني وانتخب الليبرالي والاسلامي والشيعي والقبلي من اجل ان يجني ثمار ذلك، وبالتالي حرام ان ننشغل بأنفسنا وبصراعاتنا مع بعضنا البعض وننسى هؤلاء.
عندما دخلت لجنة الظواهر السلبية نعم كانت لي اهدافي الخاصة، اولا انا ضد تقييد الحريات لكن انا ضد الميوعة وضد الخنى وضد كل شيء سيئ يسيء للمجتمع. هناك اشياء كثيرة طرحتها اللجنة في السابق كانت جيدة وسوف نستكمل هذا الدور ونفعله.
• ولكن هناك من تخوف من دور اللجنة في فرض قوانين تقيد الحريات الشخصية ؟
- نحن ضد تقييد الحريات، وضد ايضا الحرية غير المسؤولة وضد ضرب تقاليد هذه البلاد، هذا شيء مفروغ منه، نحن نريد من هذه اللجنة ان تكون نواة لتعزيز قيم الدولة التي تعود عليها المواطن الكويتي، القيم التي حاولت الدولة زرعها في الستينات عندما بدأ العمل بالدستور، بدلا من ان تتنازع المواطن الكويتي افكار غريبة، افكار دينية متطرفة، افكار غريبة على المجتمع الكويتي، وبالتالي نجد هذا المجتمع تمزق شر تمزيق بسبب هذه الافكار.
انا اريد ان تتبنى الدولة قيمها الاصيلة وتزرعها في قلب المواطن، في كل بلاد هناك قيم تزرع بواسطة المؤسسات الدينية والاعلامية والتربوية، نحن للاسف تغيب هذه القيم عن مؤسسات الدولة لتحل محلها جماعات دينية وجماعات قبلية وجماعات فئوية بسيطة، وبالتالي اصبحت هذه القيم المختلفة تتنازع قيم المواطن فنسي الدولة، لذلك لا تتعجب اذا رأيت من يفكر ويعلي شأن القبيلة على الدولة، لذلك لا تتعجب عندما ترى مواطنا يهتم بجماعته الاسلامية ويفكر بها قبل الكويت، لا تتعجب عندما ترى ان من يرى ان قتل المخالف له قربى الى الله تعالى، لا تتعجب عندما ترى من يريد ان يشكل ميليشيات لقتال الاقليات الدينية في البلاد، لماذا؟ لانه يريد ذلك قربى الى الله تعالى، من اوجد هذا الفكر ؟ لان الدولة غابت بقيمها، فقام هؤلاء بانشاء قيمهم وتوزيعها على الناس وزرعها في قلوب الناس، نحن نريد ان نعزز الولاء لحضرة صاحب السمو عبر هذه اللجنة وقيم الدولة الاصيلة التي نتمنى على كل انسان كويتي أن يفخر بهذه البلاد ولايرضى ان يصيبها سوء وان يعزز علاقته بالاخر ولا يلغي الاخر.
• ما الذي يمكن ان تقدمه اللجنة في حالة الاحتقان الطائفي على سبيل المثال ؟
- نعم ستكون لنا وقفة في ذلك وسنضع ضوابط معينة وبرنامج عمل لهذه اللجنة التي كانت تجتمع كل شهر مرة في السابق وهذا قليل. لجنة الظواهر السلبية التي ملأت الكويت صخبا تجتمع في 2008 و2009 كل شهر مرة ! ليس معقولا اذا كان دورها اعلاميا اكثر ممايكون دورها فنيا، فهذه مشكلة كبيرة، نحن نريد ان يكون لها دور فني حقيقي ونعكس ذلك على الاعلام وليس ان يكون حجمها كبيرا وبالونا كبيرا من الناحية الاعلامية ومن الناحية الفنية لاتجتمع الا مرة في الشهر.
• هل تدعو الى عودة ممثلي التيار السلفي الى اللجنة ؟
- اتمنى ذلك، ونحن وزعنا الدعوة الى الاخوين الفاضلين الدكتور جمعان الحربش ومحمد هايف لحضور الاجتماع ونرحب بهما ونحييهما على جهودهما السابقة لانهما قاما بدور جيد حسب ما قرأت من الاوراق وحسب ما رأيت، وبالتالي نحن سنستكمل مانؤمن به من الدور السابق الذي لعباه.
• وفي حال استمرّا على قرار الاستقالة هل تدعو الى انضمام ممثلين لنفس تيارهما ؟
- المجال مفتوح للجميع ومن يريد ان يملأ الفراغ فليتفضل، لا ادعو الى نفس التيار وانما اي شخص يرى في نفسه الكفاءة، كما ان مسألة الحرص على الاخلاق ليست منوطة بجهة معينة وليست مرتبطة بجماعة معينة وليست مرتبطة بأشخاص ينسبون انفسهم الى الدين، كلنا نحافظ على الاخلاق وكلنا يريد لهذا البلد ان يحافظ على تقاليده وعلى القيم الاسلامية الاصيلة في المجتمع. /انتهى/
الراي
