من هو المهدي
؟
لشيخ عثمان بن محمد الخميس
الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ، إله الأولين والآخرين ،وخالق الخلق أجمعين ، وصلى الله وسلم وبارك على نبيه الكريم ، سيدنا وإمامنا وقدوتنا وقرة عيننا محمد بن عبد الله و على آله وصحابته أجمعين ,
أما بعد :
فإننا سنحاول في هذه الكتاب أن نطرح طرحا موضوعياً علمياً لموضوع من أهم المواضيع التي كثر حولها الجدل ، إلا وهو موضوع : المهدي المنتظر .
لقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة ذكر المهدي ، فمنها ما أخرجه الإمام أبو داود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لوم لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد ، لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا من أهل بيتي ، يواطيء اسمه اسمي ،واسم أبيه اسم أبي ، يملأ الأرض عدلا ".
وجاء كذلك عند أبي داود من قول النبي صلى الله عليه وسلم :" المهدي من عترتي ،من ولد فاطمة " وجاء كذلك عند أحمد قول النبي صلى الله عليه وسلم :" المهدي منا أهل البيت ، يصلحه الله في ليله " . وجاء كذلك عند أحمد :" المهدي مني ، أجلى الجبهة ، أقنى الأنف ، يملأ لأرض قسطا وعدلا كما ملأت جورا وظلما ، ويملك سبع سنين ".
وجاء عند مسلم تنبيه على المهدي ، من قول النبي صلى الله عليه وسلم :" لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ، ظاهرين إلى يوم القيامة ، فينزل عيسى بن مريم ، فيقول أميرهم : تعال صلِ لنا ، فيقول : لا ، بعضكم على بعض أمراء ، تكرمه الله هذه الأمة ".
وقد ذكر أهل العلم أن هذا الرجل الذي يتقدم ويصلى بعيسى هو المهدي ، ثم بعد ذلك يتولى عيسى بن مريم صلوات الله وسلامه عليه زمام الأمور .
لشيخ عثمان بن محمد الخميس
الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ، إله الأولين والآخرين ،وخالق الخلق أجمعين ، وصلى الله وسلم وبارك على نبيه الكريم ، سيدنا وإمامنا وقدوتنا وقرة عيننا محمد بن عبد الله و على آله وصحابته أجمعين ,
أما بعد :
فإننا سنحاول في هذه الكتاب أن نطرح طرحا موضوعياً علمياً لموضوع من أهم المواضيع التي كثر حولها الجدل ، إلا وهو موضوع : المهدي المنتظر .
لقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة ذكر المهدي ، فمنها ما أخرجه الإمام أبو داود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لوم لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد ، لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا من أهل بيتي ، يواطيء اسمه اسمي ،واسم أبيه اسم أبي ، يملأ الأرض عدلا ".
وجاء كذلك عند أبي داود من قول النبي صلى الله عليه وسلم :" المهدي من عترتي ،من ولد فاطمة " وجاء كذلك عند أحمد قول النبي صلى الله عليه وسلم :" المهدي منا أهل البيت ، يصلحه الله في ليله " . وجاء كذلك عند أحمد :" المهدي مني ، أجلى الجبهة ، أقنى الأنف ، يملأ لأرض قسطا وعدلا كما ملأت جورا وظلما ، ويملك سبع سنين ".
وجاء عند مسلم تنبيه على المهدي ، من قول النبي صلى الله عليه وسلم :" لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ، ظاهرين إلى يوم القيامة ، فينزل عيسى بن مريم ، فيقول أميرهم : تعال صلِ لنا ، فيقول : لا ، بعضكم على بعض أمراء ، تكرمه الله هذه الأمة ".
وقد ذكر أهل العلم أن هذا الرجل الذي يتقدم ويصلى بعيسى هو المهدي ، ثم بعد ذلك يتولى عيسى بن مريم صلوات الله وسلامه عليه زمام الأمور .
وفي رواية ذكر ابن القيم أن إسنادها جيد - " فيقول أميرهم المهدي " ، ولذلك قال الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى عن هذه الأحاديث في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر التي أمكن الوقوف عليها - منها خمسون حديثا فيها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر ،وهي متواترة بلا شك أو شبهة .
كلامنا في هذه الليلة ليس لمناقشة أمر المهدي عند أهل السنة والجماعة ، وإنما نريد أن نناقش المهدي الذي يتكلم عنه الشيعة ، وأعني بالشيعة الاثنى عشرية .
إن حكاية المهدي في معتقد الشيعة الاثنى عشرية حكاية غريبة نسج الخيال خيوطها ، وصاغ أحداثها وأحوالها ، وتحولت بعد ذلك إلى أسطورة من أساطير الزمان ، يمجها العقل السليم والفطرة الصحيحة ، حتى أنكرتها جل فرق الشيعة ، فضلا عن غيرهم .
إن القصة بدأت بدعوى ولد للحسن العسكري اختفى ، ثم تطورت إلى دعوى أخرى وهي أن هذا الولد إمام ، ثم تطورت فجاءت دعوى النيابة عن هذا الإمام ، ثم إدعاء أن هذا المختفي هو المهدي المنتظر .
إن غيبته عن الأنظار ، وعدم خروجه ، وقيادته للأمة ، سياسيا ، ودينيا ، يشكل تحديا كبيرا للقائلين بوجوده ، وتمثل تناقضا صارخا مع القول بضرورة وجوده .
فكيف يمكننا أن نقول إن وجوده ضرورة لا بد منها ، ثم نقول في الوقت نفسه إنه غائب ، ولا بد له أن يغيب .
لذا فإننا بإثارة هذا الموضوع ، قد نوقظ الكثيرين من الاستغراق في حلم جميل ، ولكن إلى واقع صحيح إن شاء الله تبارك وتعالى .
ما هي عقيدتهم في المهدي ؟
كلامنا في هذه الليلة ليس لمناقشة أمر المهدي عند أهل السنة والجماعة ، وإنما نريد أن نناقش المهدي الذي يتكلم عنه الشيعة ، وأعني بالشيعة الاثنى عشرية .
إن حكاية المهدي في معتقد الشيعة الاثنى عشرية حكاية غريبة نسج الخيال خيوطها ، وصاغ أحداثها وأحوالها ، وتحولت بعد ذلك إلى أسطورة من أساطير الزمان ، يمجها العقل السليم والفطرة الصحيحة ، حتى أنكرتها جل فرق الشيعة ، فضلا عن غيرهم .
إن القصة بدأت بدعوى ولد للحسن العسكري اختفى ، ثم تطورت إلى دعوى أخرى وهي أن هذا الولد إمام ، ثم تطورت فجاءت دعوى النيابة عن هذا الإمام ، ثم إدعاء أن هذا المختفي هو المهدي المنتظر .
إن غيبته عن الأنظار ، وعدم خروجه ، وقيادته للأمة ، سياسيا ، ودينيا ، يشكل تحديا كبيرا للقائلين بوجوده ، وتمثل تناقضا صارخا مع القول بضرورة وجوده .
فكيف يمكننا أن نقول إن وجوده ضرورة لا بد منها ، ثم نقول في الوقت نفسه إنه غائب ، ولا بد له أن يغيب .
لذا فإننا بإثارة هذا الموضوع ، قد نوقظ الكثيرين من الاستغراق في حلم جميل ، ولكن إلى واقع صحيح إن شاء الله تبارك وتعالى .
ما هي عقيدتهم في المهدي ؟
قال الشهرودي - وهو أحد علمائهم : " لا يخفى علينا أنه عليه السلام ، وإن كان مخفيا عن الأنام ومحجوبا عنهم ،ولا يصل إليه أحد ، ولا يعرف مكانه ، إلا أن ذلك لا ينافي ظهوره عند المضطر المستغيث به الملتجئ إليه ، الذي انقطعت عنه الأسباب ، وأغلقت دونه الأبواب ، فإنه إغاثة الملهوف ، وإجابة المضطر في تلك الأحوال ، وإصدار الكرامات الباهرة ، والمعجزات الظاهرة ،هي من مناصبة الخاصة ، فعند الشدة وانقطاع الأسباب من المخلوقين ، وعدم إمكان الصبر على البلايا دنيوية أو أخروية ، أو الخلاص من شر أعداء الإنس والجن ، يستغيثون به ، ويلتجئون إليه." قاله في كتابه " الإمام المهدي وظهوره " ص 325.
هكذا يقولون ، والله تعالى يقول في وصف الكفار : { فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ } العنكبوت:65
أما أولئك فيستغيثون به ويلجئون إليه في ضرهم ، وفي راحتهم والعياذ بالله .
أدلة الشيعة على وجود المهدي :
وحتى لا نظلمهم فإننا نبدأ بذكر أدلتهم على وجوده ، ثم نناقشها .
أولا: أدلة العقل :
قالوا : ضرورة وجود إمام في الأرض ،عنده جميع علم الشريعة ، يرجع الناس إليه في أحكام الدين ، ثم ضرورة أن يكون هذا معصوما ، ثم ضرورة أن يكون من أولاد الحسين بن على ، ثم ضرورة الإيمان بوفاة الحسن العسكري ، ثم ضرورة القول بالوراثة العمودية ، يعني من نسل الحسن يأتي مباشرة - ثم ضرورة أنه لا معصوم إلا محمد بن الحسن العسكري ، [ وهو الإمام المهدي المنتظر] .
ولذلك يقول المرتضى :" إن العقل يقتضي بوجوب الرئاسة في كل زمان وأن الرئيس لا بد أن يكون معصوما "
وقال المفيد :" إن هذا أصل لا يحتاج معه لرواية النصوص ، لقيامه بنفسه في قضية العقول " .
هكذا يقولون ، والله تعالى يقول في وصف الكفار : { فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ } العنكبوت:65
أما أولئك فيستغيثون به ويلجئون إليه في ضرهم ، وفي راحتهم والعياذ بالله .
أدلة الشيعة على وجود المهدي :
وحتى لا نظلمهم فإننا نبدأ بذكر أدلتهم على وجوده ، ثم نناقشها .
أولا: أدلة العقل :
قالوا : ضرورة وجود إمام في الأرض ،عنده جميع علم الشريعة ، يرجع الناس إليه في أحكام الدين ، ثم ضرورة أن يكون هذا معصوما ، ثم ضرورة أن يكون من أولاد الحسين بن على ، ثم ضرورة الإيمان بوفاة الحسن العسكري ، ثم ضرورة القول بالوراثة العمودية ، يعني من نسل الحسن يأتي مباشرة - ثم ضرورة أنه لا معصوم إلا محمد بن الحسن العسكري ، [ وهو الإمام المهدي المنتظر] .
ولذلك يقول المرتضى :" إن العقل يقتضي بوجوب الرئاسة في كل زمان وأن الرئيس لا بد أن يكون معصوما "
وقال المفيد :" إن هذا أصل لا يحتاج معه لرواية النصوص ، لقيامه بنفسه في قضية العقول " .
وقال الطوسي : " إن كل زمان لا بد فيه من إمام معصوم ، مع أن الإمامة لطف ، واللطف واجب على الله في كل وقت " .
وقال المجلسي : " إن العقل يحكم بأن اللطف على الله واجب ، وأن وجود الإمام لطف ، وأنه لابد أن يكون معصوما ، وأن العصمة لا تعلم إلا من جهته ،وأن الإجماع واقع على عدم عصمة غير صاحب الزمان فيثبت وجوده " .
هكذا إذن صاغوا أدلتهم العقلية ،لابد من إمام ،لابد أن يكون معصوما ،لا بد أن يكون من أولاد الحسين بن على ،لابد أن يكون ابنا للحسن العسكري ،لابد أن يكون الحسن العسكري قد مات ، لابد أن يكون هو محمد بن الحسن العسكري ، لابد .. لابد .. لابد ..
لكن من أين جاءت هذه الأمور كلها ؟! العقل يقول ذلك !!
ونحن نقول لهم جميعا : أثبت العرش ثم انقش ما شئت .
القول بأنه لابد من إمام معصوم يرجع إليه الناس في أحكام دينهم ، نقول :هذا حق ، وهو واحد ،وهو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، وأما باقي كلامهم أنه لابد أن يكون من ولد الحسين وأنه هو المهدي المنتظر فهذا ما سيناقش في أدلتهم النقلية .
رووا عن أبي عبد الله جعفر الصادق أنه قال :" إن الأرض لو خلت طرفة عين من حجة ، لساخت بأهلها " الكافي ( 1 / 179) .
ورووا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال للحسين :" هذا إمام ، ابن إمام ، أخو إمام ، أبو أئمة تسعة ، تاسعهم قائمهم ، اسمه كاسمي ، وكنيته كنيتي يملأ الأرض عدلا ، كما ملأت جورا " .
وقالوا : هذا الحديث مشهور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد توارثته الشيعة في البلاد المتباعدة خلفا عن سلف ، وهناك أحاديث أخرى تدور حول هذا الموضوع بنفس هذه الروايات تقريبا .
أما الأثر الأول وهو :" لو خلت الأرض طرفة عين من حجة لساخت بأهلها " لا شك أنه كذب ، وذلك أن الواقع يشهد ببطلانه ، وقد كانت فترات بين الرسل ، ولم تسخ الأرض بأهلها .
وقال المجلسي : " إن العقل يحكم بأن اللطف على الله واجب ، وأن وجود الإمام لطف ، وأنه لابد أن يكون معصوما ، وأن العصمة لا تعلم إلا من جهته ،وأن الإجماع واقع على عدم عصمة غير صاحب الزمان فيثبت وجوده " .
هكذا إذن صاغوا أدلتهم العقلية ،لابد من إمام ،لابد أن يكون معصوما ،لا بد أن يكون من أولاد الحسين بن على ،لابد أن يكون ابنا للحسن العسكري ،لابد أن يكون الحسن العسكري قد مات ، لابد أن يكون هو محمد بن الحسن العسكري ، لابد .. لابد .. لابد ..
لكن من أين جاءت هذه الأمور كلها ؟! العقل يقول ذلك !!
ونحن نقول لهم جميعا : أثبت العرش ثم انقش ما شئت .
القول بأنه لابد من إمام معصوم يرجع إليه الناس في أحكام دينهم ، نقول :هذا حق ، وهو واحد ،وهو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، وأما باقي كلامهم أنه لابد أن يكون من ولد الحسين وأنه هو المهدي المنتظر فهذا ما سيناقش في أدلتهم النقلية .
رووا عن أبي عبد الله جعفر الصادق أنه قال :" إن الأرض لو خلت طرفة عين من حجة ، لساخت بأهلها " الكافي ( 1 / 179) .
ورووا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال للحسين :" هذا إمام ، ابن إمام ، أخو إمام ، أبو أئمة تسعة ، تاسعهم قائمهم ، اسمه كاسمي ، وكنيته كنيتي يملأ الأرض عدلا ، كما ملأت جورا " .
وقالوا : هذا الحديث مشهور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد توارثته الشيعة في البلاد المتباعدة خلفا عن سلف ، وهناك أحاديث أخرى تدور حول هذا الموضوع بنفس هذه الروايات تقريبا .
أما الأثر الأول وهو :" لو خلت الأرض طرفة عين من حجة لساخت بأهلها " لا شك أنه كذب ، وذلك أن الواقع يشهد ببطلانه ، وقد كانت فترات بين الرسل ، ولم تسخ الأرض بأهلها .