لقد فاز لاعبو فريق الكريكيت الباكستاني ببطولة كأس العالم في مباراتهم النهائية مع سريلانكا للعام 2009 ، بعد أن حققوا فوزاً رائعا يشار له بالبَنان .... علما بأن باكستان حصلت على كأس العالم في نفس اللعبة في العام 1992 (وكان من أحد أهم لاعبيها حين ذاك - عمران خان ، و جاويد ميان داد) ....
أما من مجموعة أبطال هذه اللعبة في البطولة الحالية لعام 2009 هو اللاعب خان يونس ، الذي قاد باكستان إلى عنوان Twenty20 العالم يوم الاحد الموافق 12/06/2009 ، وقد أصبح كابتن الفريق بتعيين رسمي من المجلس الدولي للكريكيت فريق من البطولة...
وهنا نتساءل .... هذا الانتصار ماذا يعني ؟؟؟!!!!
وهنا نتساءل .... هذا الانتصار ماذا يعني ؟؟؟!!!!
رغم النزاعات الداخلية والمشاكل التي نشاهدها على شاشات التلفاز ونقرؤها في الصحف العالمية ... فإننا نرى المقاومة الداخلية جلية في طاقات الشباب ومهارات المثقفين والممتهنين من ذوي النشاطات المتميزة في النطاق الرياضي والاجتماعي والأسري والتربوي والصحي وغير ذلك ... المجتمع المسالم والأكثرية التي تملؤها المشاعر السلمية قد تناست وتضاءلت من قبل الرأي العام أمام الأقلية من الأحزاب التي تثير الفتن ... وتسيء استيعاب المفاهيم .. فهل هذه هي باكستان بالفعل ؟؟... أو أنها أصبحت كما يريد البعض من ملاّك الرأي العالمي بأن تكون .... ؟؟!! ... وتم حصارها في دائرة الأحزاب والنزاعات !!!
إن نسيج المجتمع الباكستاني نسيج ممزوج من جميع الطبقات ... وبسبب ضحالة ثقافة بعض أفراد المجتمع الزراعي أو القبلي أدى إلى تفشي الأراء التي يعتقدها أرباب بعض الأسر بأن صحيحة وفقاً لاستنتاجات خاصة أو سوء فهم لبعض المواقف بأن تنتشر وسط أفراد العائلة القبلية أو الريفية بشكل أشبه بالولاء لفكر كبيرها دون نقاش أو تباحث أو تفكير ... على رغم أن المجتمع الباكستاني مجتمع مسلم ومحافظ جداً في طريقة لباسه وسلوكه ، إلا أن بعض المفاهيم الإسلامية الحساسة تفسّر بأسلوب غريب من قبل أفراد بعض من الأحزاب المتطرفة لغرض ما في نفس يعقوب .. أو لعدم إلمام في معلومات كافية عن الموضوع والتسرع في اتخاذ القرار .... أو لأسباب سياسية أخرى قد تجد دعماً خارج نطاق حدودها مستغلة في ذلك ظروف بعض البسطاء أو الأنفس الضعيفة ... أياً كانت السلوكيات فإن الخير يخص والشر يعم ويشوه المنظر العام في مثل هذه الأمور .... رغم أن هذه السلوكيات هي سلوكيات قليلة ، تنبع عن فئة ضئيلة من الأفراد .... إلا أن بعض نتائجها قد تثير وتثار معها زوابع تؤدي إلى آثار لا يحمد عقباها .... عموما في هذه الأمور .. نصحنا كثير من السلف الصالح بأن نكون عقلاء في الفتن ، ونختار الحل الغير الضار للأمة ونجتهد في سلوك الطرق السلمية التي من شأنها الحفاظ على تماسك المجتمع ....
في خضم هذه الأحداث المتباينة ، أبت الطاقات الباكستانية الفتية إلا أن تثبت مهارتها وحبها للإنجاز ، والبحث عن الرقي وبلوغ مراتب النجاح ... رغم الرياح التي تحوم حولها .... وهاهم نخبة من الشباب الرياضي الباكستاني قد حققوا بطولة تسجّل في التاريخ ... ضربوا فيها أروع الأمثلة لصمود الإرادات الشابة ... وهي قطاف للبذور الطيبة والصالحة والمحبة للإعمار الثقافي والرياضي ، حتى لو لم تجد الدعم في الإعمار في القطاعات الأخرى ... وقد تحدت النزاعات الداخلية وتوحدت في تحقيق هدفٍ سامٍ رفع إسم بلدهم عالياً في أحد المحافل الرياضية ... هنيئا للمقاومة الشابة ... وهنيئاً للروح الرياضية ... وهنيئاً للسلوكيات الموحدة التي تجتاز الصعاب ... مع تمنياتي لهم بتحقيق إنجازات أكثر .... وتخطى المشاكل الداخلية بنفس الروح التي جمعتهم في تحقيق إنجازهم الرياضي الرائع ....