التعليم من أجل التنمية
الثلاثاء 7 يوليو 2009 - الأنباء
عبدالعزيز الكندري
«اقرأ» كانت اول كلمة نزلت على النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وهناك العديد من احاديث المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) التي تدعو الى العلم والحث عليه، ويقول الامام احمد رحمه الله تعالى: «الناس الى العلم احوج منهم الى الطعام والشراب، لأن الرجل يحتاج الى الطعام في اليوم مرة او مرتين وحاجته الى العلم بعدد أنفاسه» والتنمية من المهمات الرئيسية التي يقوم بها الانسان على هذه الارض، قال تعالى (هو الذي أنشأكم من الارض واستعمركم فيها ـ هود: 61)، كما يجب على الإنسان أن يعمر هذه الأرض بما يتناسب مع ادواره في هذه الحياة، والتنمية من مهمات الانسان بعد عبادة الله عز وجل، فلا يعقل أن تكون هناك تنمية من غير علم، وهناك ترابط وثيق بين الاثنين، اذ لا يمكن الدخول الى بوابة التنمية الا من خلال التعليم.
المشكلة الأساسية في التعليم هي عدم وجود فلسفة وتخطيط سليم، بحيث تكون لنا اجوبة واضحة بخصوص ما نريده من التعليم، ولو اخذنا تجارب الدول المتقدمة وطبقناها لدينا فهل سننجح؟ والاجابة ستكون حتما لا، حيث إن الدول المتقدمة وبالذات اميركا تعتمد على الصناعة، والشخص الذي يتخرج يبحث عن وظيفته وحده وبنفسه، بينما لدينا الدولة تتكفل بتوظيف الخريجين، وهناك فرق كبير بين الامرين، وهذا ما يتسبب في الخلل نتيجة عدم وضوح الرؤية، والذي لا يحصل على نسبة جيدة يتوجه الى كليات التربية، لأنها تقبل بنسب متدنية، وهناك عدم اهتمام واضح بالمدرس، واذا اردنا تنمية حقيقية فيجب اختيار افضل العناصر للتدريس، وخاصة للمرحلة الابتدائية كما هو الحال في ألمانيا، وقلة الانفاق على التعليم تعتبر من المعوقات في العملية التعليمية، مما يؤثر سلبا على التنمية. لدينا في العالم العربي امية تكنولوجية وعددية، حيث تصل معدلات الامية الرقمية في المنطقة العربية الى 29% مقارنة بـ 19% على المستوى العالمي، وهناك 100 مليون امي في مجال تكنولوجيا المعلومات في العالم العربي و75 مليونا تتراوح اعمارهم بين 15 و45 عاما، كما اشارت المنظمة العربية للتربية والثقافة، وتصل امية القراءة والكتابة في بعض الدول العربية الى 31% و76% من هؤلاء من النساء، اي لدينا في العالم العربي 70 مليون امي منهم 42 مليون فتاة، ولدينا مستوى بطالة يصل الى 14% في بعض البلدان العربية، كما ذكر ذلك رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة العربية وهناك مليونا عامل عربي يتقاضون دولارا واحدا يوميا و12 مليون عامل اقل من دولارين يوميا، كما ذكرت منظمة العمل الدولية.
اعتقد اننا بحاجة الى تنمية جادة وفاعلة، توفر العيش الكريم للإنسان، وهذه التنمية لا تكون إلا من خلال التعليم الجاد، الذي يمكّن الدارس من اكتساب المهارات والمعارف والقيم، ويجعل كل انسان يتحمل مسؤولياته اينما وجد وكان، والاعتماد على الكفاءات البشرية وليس الولاءات، وهذا لا يتأتى إلا من خلال التخطيط السليم والرؤية الواضحة التي لا ضباب فيها، والعنصر البشري هو اساس هذه العملية، لذلك يجب الاهتمام به وتطوير مهاراته بما يتناسب مع سوق العمل ليقوم بعمله على اكمل وجه.
والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الذي امتدت مسيرته وعطاؤه 48 عاما، لتشمل اكثر من 100 دولة حول العالم، ويهدف الى تقديم مساعدات تنموية حول العالم، والى تقديم العون للدول العربية والنامية على حد سواء، وهذه اعمال تستحق الإشادة وهي تنموية بالدرجة الأولى، ولو كانت هذه المشاريع والقروض المقدمة متوافقة مع الشريعة الاسلامية السمحة لكانت افضل، خاصة مع ازدياد التوجه الى هذا الامر في ظل الازمة المالية العالمية، وموجة التحول من التقليدي الى الاسلامي. وحسنا فعلت مؤسسة الشيخ محمد بن راشد، حيث قامت بإطلاق مشروع «ترجم»، والذي يهدف الى دعم وتنشيط حركة الترجمة في العالم العربي، وبما يدعم جهود التنمية، وترجمة الكتب الادارية تأتي في المقام الأول، ومشروع تدريب المعلمين والذي يهدف الى تدريب مليون معلم بحلول 2011 والذي يقوم بتوفير المهنية والاحتراف لصناع الأجيال (المعلمين)، والمنح الدراسية للطلاب العرب للدراسة في أرقى الجامعات العالمية، فهذه مبادرة تستحق الإشادة، والتي سيكون لها تأثير إيجابي على التنمية والتعليم في العالم العربي، ويقول الشيخ محمد بن راشد «إن الاستثمار في التعليم يعني الاستثمار في سلام دائم وفي الأمن الذي يستحقه أبناؤنا من دون شك».
التعليق :
مقال متزن ومتوازن ....
والنسب المذكور تدق ناقوس الخطر ...
فعلا إذا أردنا تنمية جادة فالتعليم سيكون البوابة الرئيسية لهذا الأمر ...
عن أبي هريرة قال: بينا نحن عند رسول الله إذ قال: ((بينا أنا نائمٌ رأيتُني في الجنة، فإذا امرأةٌ تتوضّأ إلى جانب قصر، فقلت: لمن هذا القصر؟ فقالوا: لعمر بن الخطاب، فذكرت غيرته فوليت مدبرًا))، فبكى عمر وقال: أعليك أغار يا رسول الله؟
الثلاثاء 7 يوليو 2009 - الأنباء
«اقرأ» كانت اول كلمة نزلت على النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وهناك العديد من احاديث المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) التي تدعو الى العلم والحث عليه، ويقول الامام احمد رحمه الله تعالى: «الناس الى العلم احوج منهم الى الطعام والشراب، لأن الرجل يحتاج الى الطعام في اليوم مرة او مرتين وحاجته الى العلم بعدد أنفاسه» والتنمية من المهمات الرئيسية التي يقوم بها الانسان على هذه الارض، قال تعالى (هو الذي أنشأكم من الارض واستعمركم فيها ـ هود: 61)، كما يجب على الإنسان أن يعمر هذه الأرض بما يتناسب مع ادواره في هذه الحياة، والتنمية من مهمات الانسان بعد عبادة الله عز وجل، فلا يعقل أن تكون هناك تنمية من غير علم، وهناك ترابط وثيق بين الاثنين، اذ لا يمكن الدخول الى بوابة التنمية الا من خلال التعليم.
المشكلة الأساسية في التعليم هي عدم وجود فلسفة وتخطيط سليم، بحيث تكون لنا اجوبة واضحة بخصوص ما نريده من التعليم، ولو اخذنا تجارب الدول المتقدمة وطبقناها لدينا فهل سننجح؟ والاجابة ستكون حتما لا، حيث إن الدول المتقدمة وبالذات اميركا تعتمد على الصناعة، والشخص الذي يتخرج يبحث عن وظيفته وحده وبنفسه، بينما لدينا الدولة تتكفل بتوظيف الخريجين، وهناك فرق كبير بين الامرين، وهذا ما يتسبب في الخلل نتيجة عدم وضوح الرؤية، والذي لا يحصل على نسبة جيدة يتوجه الى كليات التربية، لأنها تقبل بنسب متدنية، وهناك عدم اهتمام واضح بالمدرس، واذا اردنا تنمية حقيقية فيجب اختيار افضل العناصر للتدريس، وخاصة للمرحلة الابتدائية كما هو الحال في ألمانيا، وقلة الانفاق على التعليم تعتبر من المعوقات في العملية التعليمية، مما يؤثر سلبا على التنمية. لدينا في العالم العربي امية تكنولوجية وعددية، حيث تصل معدلات الامية الرقمية في المنطقة العربية الى 29% مقارنة بـ 19% على المستوى العالمي، وهناك 100 مليون امي في مجال تكنولوجيا المعلومات في العالم العربي و75 مليونا تتراوح اعمارهم بين 15 و45 عاما، كما اشارت المنظمة العربية للتربية والثقافة، وتصل امية القراءة والكتابة في بعض الدول العربية الى 31% و76% من هؤلاء من النساء، اي لدينا في العالم العربي 70 مليون امي منهم 42 مليون فتاة، ولدينا مستوى بطالة يصل الى 14% في بعض البلدان العربية، كما ذكر ذلك رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة العربية وهناك مليونا عامل عربي يتقاضون دولارا واحدا يوميا و12 مليون عامل اقل من دولارين يوميا، كما ذكرت منظمة العمل الدولية.
اعتقد اننا بحاجة الى تنمية جادة وفاعلة، توفر العيش الكريم للإنسان، وهذه التنمية لا تكون إلا من خلال التعليم الجاد، الذي يمكّن الدارس من اكتساب المهارات والمعارف والقيم، ويجعل كل انسان يتحمل مسؤولياته اينما وجد وكان، والاعتماد على الكفاءات البشرية وليس الولاءات، وهذا لا يتأتى إلا من خلال التخطيط السليم والرؤية الواضحة التي لا ضباب فيها، والعنصر البشري هو اساس هذه العملية، لذلك يجب الاهتمام به وتطوير مهاراته بما يتناسب مع سوق العمل ليقوم بعمله على اكمل وجه.
والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الذي امتدت مسيرته وعطاؤه 48 عاما، لتشمل اكثر من 100 دولة حول العالم، ويهدف الى تقديم مساعدات تنموية حول العالم، والى تقديم العون للدول العربية والنامية على حد سواء، وهذه اعمال تستحق الإشادة وهي تنموية بالدرجة الأولى، ولو كانت هذه المشاريع والقروض المقدمة متوافقة مع الشريعة الاسلامية السمحة لكانت افضل، خاصة مع ازدياد التوجه الى هذا الامر في ظل الازمة المالية العالمية، وموجة التحول من التقليدي الى الاسلامي. وحسنا فعلت مؤسسة الشيخ محمد بن راشد، حيث قامت بإطلاق مشروع «ترجم»، والذي يهدف الى دعم وتنشيط حركة الترجمة في العالم العربي، وبما يدعم جهود التنمية، وترجمة الكتب الادارية تأتي في المقام الأول، ومشروع تدريب المعلمين والذي يهدف الى تدريب مليون معلم بحلول 2011 والذي يقوم بتوفير المهنية والاحتراف لصناع الأجيال (المعلمين)، والمنح الدراسية للطلاب العرب للدراسة في أرقى الجامعات العالمية، فهذه مبادرة تستحق الإشادة، والتي سيكون لها تأثير إيجابي على التنمية والتعليم في العالم العربي، ويقول الشيخ محمد بن راشد «إن الاستثمار في التعليم يعني الاستثمار في سلام دائم وفي الأمن الذي يستحقه أبناؤنا من دون شك».
التعليق :
مقال متزن ومتوازن ....
والنسب المذكور تدق ناقوس الخطر ...
فعلا إذا أردنا تنمية جادة فالتعليم سيكون البوابة الرئيسية لهذا الأمر ...
عن أبي هريرة قال: بينا نحن عند رسول الله إذ قال: ((بينا أنا نائمٌ رأيتُني في الجنة، فإذا امرأةٌ تتوضّأ إلى جانب قصر، فقلت: لمن هذا القصر؟ فقالوا: لعمر بن الخطاب، فذكرت غيرته فوليت مدبرًا))، فبكى عمر وقال: أعليك أغار يا رسول الله؟