المزايدات الطائفية
إن ما يحدث في الكويت هو مجزرة محزنه ، إنه التلاعب من بعض مرتدي الدين و مرتادي نواديه ، هؤلاء الذين قد كذبوا حتى صدقوا كذبهم و مازالوا يكذبون ، إنهم يهربون من الحقيقة ليؤكدوا أن سمهم عسل و ما دس في العسل إلا العسل و هو بحق السم الذي يقتل و هو المعول الذي يحطم و هو النار التي تحرق .
إن الشحن الطائفي للفكر العام اليوم وصل إلى درجة من التفاقم تكاد أن تخرجه من دائرة السيطرة ، إلى الآن نسمع بتيارات و موجهين إلى إشعال الفتنة الطائفية في الكويت من تيار يدعون إنهم سلفيون و الدين كله منهم برائ ، ولكن ماذا لو رد بعض حمقى الشيعة على هؤلاء المخربيين و انجر إلى فتنتهم و وجد له اتباع حقيقين ، نعم حصل إن هناك من دخل الفتنة ولكنه لم يجد من يقف معه فيها ، ولكن ماذا ان تفاقم الوضوع أكثر و أكثر و دخل رجال الدين الشيعة كطرف مقابل لبعض من يدعي إنه من شيوخ السلفية ؟؟ إن بدأت الفتنة الفعليه فلن تخمد إلا على خراب البلاد .
و مع هذا ما يطرح بالساحة أيضا يحتاج إلى مناقشة فعليه حتى تتضح الرؤية .
فنبدأ بالمناهج و الأزمة الناتجةعنها ، للأسف البعض يحاول أن يلخص أهل السنة بما في هذه الكتب و هذا افتراء على علماء السنة فهناك الأشاعرة و الذين بحسب تعبير بعضهم المبتدعة هم أيضا كالشيعة يعتقدون بالشركيات و حين أقول الأشاعرة أعني منهم كبار علماء السنة كابن حجر العسقلاني صاحب فتح الباري و من علماء السنة الإمام أبو حنيفة و الإمام مالك و ابن حجر اليهثمي و غيرهم الكثير و لا أدري من هم عماد أهل السنة من مرت أسماءهم أم هؤلاء الذين وضعوا المناهج ، بل هل نقارن من وضع مناهجنا التي يدعون أنها سنية بعلماء الأزهر بل و أين الشيخ خالد المذكور من هذه الكتب و أين رأيه لماذا ليتبعونه أم هو أيضا أصبح شيعياً ؟
و هناك مخالفة واضحة للدستور بما يدسه بعض المنتسبين للدين في كتب التربية الإسلامية فالنلاحظ هذه المواد على التعليق التالي لها :
مادة 2
دين الدولة الاسلام ، والشريعة الاسلامية مصدر رئيسي للتشريع .
فدين الدولة ليس مذهب بعينه و إن كانت الحكومة تعمل بمذهب محدد و هو المالكي كي تستطيع أن تنظم أمورها و بهذا المذهب تعمل المحاكم في حال الإختلاف في المذاهب و هو المذهب الأكثر انتشارا بالكويت حيث كان مذهب أكثر أهل السنة إن لم يكن كلهم ، و لكن من حيث إنه مصدر للتشريع فسيدخل بقية المذهب فالمذهب الجعفري كالمذهب المالكي كالحنفي كالشافعي و الظاهري و الحنبلي ، و بهذا يصدق المذهب الجعفري مصدر رئيسي للتشريع من باب كونه مذهب اسلامي .
مادة 7
العدل والحرية والمساواة دعامات المجتمع ، والتعاون والتراحم صلةوثقى بين المواطنين .
و هذه المادة تلزم الدولة أن تسوي الشيعي بغيره فان كان التدرسي في المدارس يخرج عن أصول المذهب المالكي المعمول فيه في الدولة و صارت المناهج تتعرض لآراء الحنابلة فيجب على الدولة أن تساويين بهم و تدرس الآراء الجعفرية كما تدرس الآراء الحنبلية ( على اعتبار ان بن تيمية من متأخري الحنابلة ) و كذلك تدرس بقية الآراء بالإنصاف و العدل و المساواة .
مادة 8
تصون الدولة دعامات المجتمع وتكفل الامن والطمأنينة وتكافؤ الفرصللمواطنين .
كما في المادة السابعة إن المساواة من دعامات المجتمع فعلى الدولة أن تعمل على حفظ هذه الدعامة و أن لا يضيع فيها حق الشيعي أو الشافعي .
كما أن على الدولة أن تحفظ أمني الشخصي كمواطن و إن كانت بعض العبارات سواء بالكتب المدرسية أو غيرها من الكتب تدعوا إلى تكفيري كشيعي و على ما أحمل من معتقدات و أفكار أو تمس أمني أو طمئنينتي فعلى الدولة أن تزيلها و تحميني منها ، و هذا الحماية تخرج من اطار الكتب إلى الخطباء و خطبهم و مواعضهم و جلساتهم العامة فمتى ما مسوا أمن و طمئنينة المواطنين فعلى الدولة أن تتحرك لتحميهم سواء كانوا شيعة أو سنة غير سلفية كالصوفية و الأشاعرة أو حتى كانوا مسيحيين أو لبراليين .
مادة 12
تصون الدولة التراث الاسلامي والعربي ، وتسهم في ركب الحضارةالانسانية .
كما إن على الدولة أن تصون التراث الشيعي الديني على اعتبار كونه فرع من فروع التراث الإسلامي .
مادة 29
الناس سواسية في الكرامة الانسانية ، وهم متساوون لدى القانون فيالحقوق والواجبات العامة ، لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس او الاصل او اللغة اوالدين.
و هنا يتضح إن الدولة لا يحق أن تميز السلفي على غيره في المدارس أو غيرها فتدرس السلفي عقيدته و أحكامه دون غيرهم من أتباع بقية المذاهب فكما هو له حق أنا لي حق و لا يحق لأحد التمييز بيننا فيفترض وضع عقيدتي في المنهج كما عقيدته .
مادة 30
الحرية الشخصية مكفولة .
مادة 35
حرية الاعتقاد مطلقة ، وتحمي الدولة حرية القيام بشعائر الاديانطبقا للعادات المرعية ، على الا يخل ذلك بالنظام العام او ينافي الاداب .
الحرية مكفولة و حرية الاعتقاد مطلقة فلا أدري بأي حق تقوم الدولة بتوجيه ابن الشيعي القاصر في مدارسها على وفق مذهب معين و المقرر شرعا و قانونا إن الطفل تابع لولاية وليه لا ولاية الدولة ، فعلى الدولة أن تردس ابن السني مذهب الشيعي كما تدرس ابن الشيعي المذهب السني أو أن تجعل فصول لكل مذهب و أعتقد إن من حق الأباء أن يمنعون ما لا يردون لأبنهم وفق الدستور و القانون .
ثم نتعرض للكذب و التشويش الذي تعودناه من أطفال الإنترنت باسلوبهم المقزز فمثلا حين تأتي عبارة (( الذبح لغير الله )) فهو يعرض بها في الشيعة بشكل أو آخر و كأن الشيعة يذبحون لغير الله ؟ و كذا في عبارة (( النذر لغير الله )) و كأن النذر يقع لغير الله ؟
و الواقع إن الشيعة يقولون بأن الذبح يكون باتجاه القبلة لله و بذكر اسمه عز و جل و لا يجوز أكل ما أهل لغير الله ، و كذا النذر فهو لا ينعقد إلا بقول الناذر (( لله تعالى علي )) فحتى كلمة نذر علي لا ينعقد بها النذر ، ولكن كل هذا الكذب و التدليس على الشيعة من أناس أبغضوا أهل البيت عليهم السلام و مازالوا في طغيانهم يحاولون حتى تنفير الشيعة مما يقومون به كي لا يصل أي ثواب و أجر منهم لأهل البيت عليهم السلام ، فكلنا يعلم إن المقصود من هذه النذور أن يكون اهداء ثوابها لأهل البيت عليه السلام فهي كالصلاة على النبي صلى الله عليه و آله ، و الطلب من الله عز و جل أن يقضي له حاجته بما يهديهم من ثواب أعماله .
و ما يحاول البعض أن يقوله من أن عقيدة الشيعة تخالف التوحيد من وجهة نظر عقيدته فأقول له : إن هذا إما لسقم في عقله أو في عقيدته أو في الإثنين لأن عقيدة الشيعة من وجهة نظرنا هي الأتقن بالتوحيد بل هي التوحيد السليم و كما أشرنا فالدستور يساوينا فأن كان له أن يبين عقيدته فلنا أن نبين عقيدتنا و على الدولة أن تسوينا و تحمينا حتى في المناهج المدرسية .
و ما يثير العجب إنكار البعض آثار هذه الأفكار و دعواهم إنه لم تأجج نار الطائفية و لا أدري هل كل من يكتب أو يتحدث و يقول إنه لم تحدث و لا حادثة قتل طائفية في الكويت أطفال ؟ أم الناس نست بسرعة ؟ أم هو كذب صريح متعمد و رضى واقعي في قرارت قلوبهم بما حصل لأنهم فعلا يرون الشيعة كفار إلا إنهم منافقين واقعا لا يتجرؤون على البوح بعقيدتهم بل المضحك المبكي إن بعضهم يستقبل شخصا شيعيا و يقول إننا و الشيعة أخوان لا خلاف بيننا و ينشرها بصفحات الأولى بالصحف .
ففي مطالع عام 2005 م أي قبل أقل من خمس سنوات و قبل محرم بأيام تم اعتقال خلية إرهابية تكفيرية كويتية كانت تخطط لتفجير الحسينيات و في حينها كان سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد رئيسا للوزراء و كما نقل إنه كنا موجودا في موقع الأحداث حين اعتقال أحد الخلايا ، و قد ذهب في هذه العمليات شهداء من الشرطة الكويتية و التي كان الإرهابي المقبور الهالك عامر خليف أحد قذاراتها ، و في التسعينيات كان هناك تهديد للحسينيات و حصل اطلاق نار على حسينية آل ياسين ، و قبل أقل من ثلاث سنوات تم محاصرة منطقة الرميثية إلى بعد منتصف الليل لأن بعض الشباب الشيعة كانوا يخططون للخروج في موكب و قد وردة لراجل الأمن أخبار إن هناك تخطيط لعملية ارهابية (تفجير) و في حينها كان سعادة وزير الديوان الأميري الشيخ ناصر الصباح الأحمد الصباح يتجول في الرميثية و حضر في حسينية سيد محمد المقابله للرميثية ، و في ذاك اليوم كل من دخل الرميثية يعلم ما هي الحالة التي كان بها رجال الأمن بسبب هؤلاء الحمقى .
و لو أردنا سرد الأحداث و ما يحدث في الكويت لن ننتهي بسبب هذه الأفكار المسمومة .
و أما الولاء للكويت فلا أعتقد أن يزايد علينا أشخاص دخلوا الكويت في السبعينات و جنسياتهم بلا ملفات و لو تم نفض الملفات لسحبت الكثير من الجنسيات الأولى التي أعطيت من غير وجه حق ، فليس الشيعة من رموا جنسياتهم و هربوا منذ أول يوم للغزو العراقي الغاشم وليس الشيعة من سدوا الحدود السعودية في أول ساعات الغزو ليرجعوا إلى أوطانهم وليس الشيعة هم مزدوجوا الجنسية و من يريد أن يعرف مزدوجي الجنسية فاليذهب لإدارة الجنسية قبل الإنتخابات بأيام و الينظر بعينه سوف يرى العجب العجاب ، وليس بشيعي من جلس يلعب بهاتفه كالأطفال وقت تحية العلم مع إن حتى سمو الأمير يقف احتراما للعلم ، و ليس بشيعي من جلس في موقع رسمي و هو يضع علم الكويت مقلوبا و لمن لا يعي معنى العلم المقلوب فهو يعني سقوط الدولة ، بل حتى في الأحداث الإرهابية في 2005م الشرطي الذي قتل في حولي على يد الإرهابيين شيعي كان في إجازة و عاد لعمله بناءا على أمر رئيسه المباشر ليشارك في العملية لأن شرطي آخر لم يقبل أن يشارك في اعتقال ابن قبيلته ، و يكفي للأعمى أن يذهب لمتحف شهداء القرين الذي كان يقودهم سيد شيعي و يشم رائحة دماء الشهداء الشيعة التي سطرت أعظم ملحمة في الدفاع عن الوطن حتى أخرى ساعات الغزو الغاشم و رفعوا بدماءهم رأس الكويت كأبطال ضحوا بالغالي و النفيس و أرخصوا الأرواح للكويت ، فلا يزايد أحد على الشيعة في ولائهم و إلا فتحت أبواب لا تغلق ، من لا يعرف الشيعة فاليسأل أبناء الكويت و بالعربي أهل السور عنهم و اليراجع التاريخ و يسمع الكبار ثم ليفتح فهم ، و أنصح الشباب أن لا يستمع أحد منهم لأشخص قبل 1973 لم يكونوا يعلموا إن اهناك دولة إسمها الكويت إلا من بعض أبائهم الذين حاولوا إحتلال الكويت و معركة الجهراء تشهد على ذلك .