غاليه كمال
عضو فعال
حين يصمت الرجل... و تثرثر المرأة
كثيرا ما تشتكي النساء من صمت الرجال، ولا تكف عن مقارنة
كيف كان ذلك المتحدث اللبق الشاعر الناطق بكل كلمات
العشق و معاني الحب وكيف أصبح الآن أبكما لا ينطق بأي حرف
رومانسي أو حتى يتحدث عن أي شيء بدلا من صمته القاسي،
فترى المرأة تثرثر طوال الوقت عن أحداث يومها وصديقاتها
وعائلتها وكل تفاصيل حياتها اليومية وأحلامها وكل ما يخطر على
بالها، في حين يجلس الرجل صامتا يقلب بين قنوات التلفاز أو
يقرأ الصحيفة اليومية بسكوت وهدوء يخيم عليه، فتغضب المرأة
لكونها تبذل قصارى جهدها للفت انتباه زوجها لأحاديثها وهو لا
يعيرها أي اهتمام، وإذا بذل الرجل مجهودا في الحديث لم تتعدى
مواضيعه وأحاديثه الشيقة إطار العمل والوظيفة مما يثير غيض
النساء ويجعلها تفضل سكوته على ذلك الحديث الممل، ولكن
هل خطر ببالكم أن الرجل يتحدث أكثر من المرأة الثرثارة!! نعم
لقد أثبتت دراسات علمية مطولة أن الرجل يتحدث أكثر من
المرأة على الرغم من ثرثرتها الدائمة، حيث اكتشف أن الرجل
يتحدث كثيرا عن العمل والرياضة وإدارة الحياة والمشاريع
والوظيفة وهو في صراع دائم مطول مع أقرانه في الحديث عما
يهم الرجال في مجال حياتهم العملية بعكس النساء اللاتي
تستنفذن قواهن الكلامية في مجالات الحياة الاجتماعية ومع
الصديقات والأهل وفي اللقاءات و التجمعات النسائية فقط، فقد
اكتشفت الدراسة أن الرجل يستخدم الحديث ولغة الكلام
كسلاح حتى يظفر بما يسعى إليه، فالكلام وبذل المجهود
باختيار الكلمات الصحيحة الراقية هي طريقه إلى النجاح أغلب
الوقت، بعكس المرأة التي تتكلم وتثرثر فقط لأجل أن تعبر عن
مشاعرها وأحاسيسها وتتواصل مع غيرها ممن حولها لا غير،
فهي لا تستخدم ثرثرتها لتكسب حربا أو تحقق نجاحا ملموسا
كما يفعل الرجل، فهي تتكلم لأن الكلام غايتها أما الرجل فيتكلم
لأن الكلام هو وسيلته للوصول للغاية وذلك في أغلب الأحيان،
كما كشفت الدراسة عن أسباب صمت الرجل حيث أنه يصمت
ويغوص في بحر من السكوت ويهيمن عليه السكون عندما يشعر
بالاستقرار النفسي والعائلي ويحقق النجاح ويصل إلى الغاية
والهدف الذي كان يتكلم ليمتلكه، لذا عندما يتحول الرجل إلى
شاعر في مرحلة الخطبة فهو يكون في مرحلة صراع للحصول
على رضا المرأة واستحسانها ويسعى بما يمتلكه من أسلحة
ناطقة للفوز بغايته، إلى أن ينتصر ويحظى بما يصبو إليه فتكون
المرأة وأخيرا زوجته وهنا في هذه اللحظة تنطفئ نيران الحرب
التي كان يعيشها بانتصاره، فيصمت ويسكت ليستمتع بلذة الفوز
وسعادة النجاح بما حققه وأنجزه فهو يرى من سعى إليها
تتحدث بقربه بكل انفعال وحيوية ومرح، وهو سعيد راض مستمتع
بما امتلكه فلا يبذل مجهودا مضاعفا للحديث فبالنسبة له أن
الحديث وسيلة للوصول لهدف وغاية، وإن تكلم فهو يتكلم عن
الوظيفة والعمل أو الرياضة فقط ليس لأنه لا يريد الحديث عن
أصدقائه أو عائلته أو يومياته لأنه يريد أن تظل خافية تجهلها
المرأة كما تظن معظم النساء بل لأنه لا يجيد سوى هذه اللغة
من الحديث عندما يكون مرتاحا مسترخيا طالبا للهدوء والاستقرار
في منزله، هذا ما أثبتته الدراسة العلمية المكثفة وهو ما
أقنعني بالنسبة لصمت الرجل، ولكن كما يقال "لكل قاعدة
شواذ" وكل امرأة تتمنى أن يكون زوجها من شواذ هذه القاعدة،
تمنى عزيزتي المرأة كما تريدين و"لكن" اقنعي بما يحدثك فيه
الرجل من مواضيع مملة بالنسبة لك فهذه هي لغة الحديث
بالنسبة له، وافرحي حين يصمت الرجل بجانبك فهو حينها يكون
في قمة الراحة والاستقرار النفسي و العاطفي وسعيد راض بما
لديه وهو ( أنتِ ).
بقلم \ غاليه كمال