حاولت جريدة القبس اليوم 6-9-09 (ترقيع) موقفها في افتتاحيتها المليئة بالمغالطات، قبل أسبوعين تقريبا، والغريب في الأمر أن القبس لم تستدرك على تلك الافتتاحية إلا بعد مرور أسبوعين.
القبس في افتتاحيتها الجديدة توصل رسالة غير مباشرة مفادها أن كل من قرأ افتتاحيتها الأولى لم يفهم مقصدها باستثناء تلك القلة التي احتفت بها، كما أن من الواضح أن انها تريد أن تقول بأن أغلب الشعب الكويتي مؤمن بتلك الافتتاحية وأن المحتفين بها أكثر من المستهجنين والمستنكرين.
الذي يقرأ الافتتاحية الثانية يكاد يساوره الشك بأن كاتبَها مختلفٌ تماما عن كاتب الافتتاحية الأولى، فمن الواضح أن كاتب الثانية يحاول أن (يرقعها) ويمتص غضب الغالبية الممتعضة، ويخفف من وطأة كثير من العبارات التي وردت في الأولى والتي لا يمكن تقبلها في مجتمع إسلامي يحترم الشعائر والمشاعر الدينية، و تغلب المحافظة عليه.
يزعم كاتب (الثانية) أن موضوع تلك الافتتاحية لم يكن الدين أو الإسلام؛ وأن ذلك ليس موضوعا للنقاش، وإنما الخصومة مع المتدينين، والإسلاميين، مع أن من يقرأ الافتتاحية الأولى يجب النَفَس الكريه في محاربة الكثير من مظاهر الدين التي تشمل المتين وغيره.
فعلى سبيل المثال: الاعتراض على مسابقات تحفيظ القرآن، ما علاقتها بالإسلام السياسي؟! هل حفظ القرآن مقتصر على الإسلاميين أو المتينين؟!
إن الاهتمام بحفظ القرآن كان دأب الأمة منذ البعثة إلى وقتنا الحاضر، فليس هو بالأمر الغريب أو الطارئ على أمتنا، وليس الإسلاميون هم من اخترعوه حتى يتم الاعتراض عليهابهذا الصورة المعيبة!
يا قبس.. اعترضتوا على خطاب الأمير في العشر الأواخر.. ولا أدري هل العشر الأواخر من رمضان هي أيضا من اكتشاف الإسلاميين؟!!
وزعمتم بأن العشر الأواخر تحولت إلى المناسبة الوطنية الأولى للدولة.. وهذه مبالغة أشبه بالكذب الصريح غير الموجود إلا في ذهن كاتب تلك السطور
يا أصحاب القبس .. أنتم اعترضتم على البسملة (قول بسم الله الرحمن الرحيم) والحوقلة (قول لاحول ولاقوة إلا بالله) التي تأتي في الخطابات الرسمية؟!! وهل البسملة والحوقلة هي من وضع التيارات الإسلامية.والنبي صلى الله عليه وسلم يقول “كل أمر ذي بالٍ(ذو أهمية ومكانة) لم يبدأ بحمد الله فهو أقطع أو أجذم” رواه أحمد وابن ماجة وابن حبان والبيهقي
ألم تسمعوا قول الله تعالى: {وإذا ذُكر الله وحده اشمأزّت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة، وإذا ذُكر اللذين من دونه إذا هم يستبشرون}
سؤال يا أهل القبس: هل حفظ القرآن، وخطاب العشر الأواخر، والبسملة .. هو من عطل التنمية في الكويت ؟!!
لانريد التنمية التي تأتي بعد تجاهل العشر الأواخر
لاخير في التطور القائم على تهميش القرآن الكريم
ولا بارك الله في نهضة بعيدة عن اسم الله تعالى
نرقّع دُنيانا بتمزيق ديننا *** فلا ديننا يبقى، ولا ما نُرقّعُ
تحياتي
بوسند