السفيره الامريكية :الكويت تزود امريكا مليار و 200 الف والله كريم عندما خلق حقل برقان
تقدم النائب الطاحوس بسؤال وزير الخارجية عن صحة ما افادت به السفيره وهل تم استدعائها ...
ــــــــــــ
مرة اخرى في حديث نشر في الراي ... السفيره الامريكية قالت ما قالته بخصوص حقل برقان وهذا يذكرنا بتصريح (بودي) الشهير ... الذي لم يسائل عليه ... والبعض يطالب بمعاقبة السفيرة نقول استريح بس ....
هي قالت كلام واقعي ... والتي تقوله ما عليه اي غبار وشك ...
نحن لدينا حساسية مفرطة تجاه الامريكان بالوقت الحاضر فنحن لا نعدهم لا اصدقاء ولا اعداء ...
لا هم اصدقائنا و نحن حلفاؤهم وهذا واقع الحال ..
واعتبوا على من تسبب بذلك ولا ندفن رؤوسنا بالرمل ...
متابعات / «الراي» تنشر نص محاضرة السفيرة الأميركية في الكويت
ديبورا جونز: لقد كان الله كريماً عندما خلق الكويت ... خلق حقل برقان النفطي فوق خزان من المياه الجوفية المالحة
ديبورا جونز
ارسال |
حفظ |
طباعة |
تصغير الخط |
الخط الرئيسي |
تكبير الخط
|واشنطن - من حسين عبد الحسين|
فات السفيرة الاميركية في الكويت ديبورا جونز ان «فور كاتس» او «اربع قطط» هو اسم استعاره اصحاب الدعابة الكويتيون من فريق الغناء اللبناني، الذي يحمل هذا الاسم، للاشارة الى النائبات الاربع اللواتي دخلن البرلمان الكويتي في الانتخابات الاخيرة، فتساءلت عن سر اطلاق هذه التسمية عليهن، لتستنتج بسؤال على شكل دعابة هو ان كانت النائبات «قطط»، فهل النواب الذكور «كلاب»، على وقع ضحك الحاضرين من صحافيين وخبراء وديبلوماسيين كويتيين.
لكن ما بدا انه دعابة سمجة من جونز، لم يكن الا عبارة عن «سوء تفاهم ثقافي وحضاري»، حسب عدد من الديبلوماسيين في وزارة الخارجية الاميركية الذين عرضت عليهم «الراي» تصريحات زميلتهم جونز. فكلمة «كلب» التي غالبا ما تستخدم للتحقير والازدراء في الدول العربية، لا تستخدم كذلك في الولايات المتحدة، حيث تؤوي الغالبية الساحقة من سكانها كلابا وقططا في منازلها.
والمتابع لنص المحاضرة التي القتها السفيرة الاميركية في «معهد الشرق الاوسط» في واشنطن في 27 اغسطس، لا بد من ان يلاحظ ان النبرة الايجابية التي استخدمتها جونز في وصف الكويت وديموقراطيتها، على الرغم من ان السفيرة اعتبرت ان البلاد تعيش في زمن متأخر. وقالت: «الى طلبة التاريخ من بينكم... لا يحصل شيء في الكويت (اليوم) مما لم يكن يحصل في اوروبا في القرن التاسع عشر».
الا ان جونز اشادت بالديموقراطية الكويتية بشكل عام، ووصفتها بالـ «مذهلة»، واعتبرت انها نوع من الديموقراطية التي تتطور حسب الحاجة المحلية، مثل «ديموقراطية اثينا والديموقراطية داخل كنائس نيوانغلاند (اسم كان يطلق على مناطق المستوطنين الاوائل شمال شرقي الولايات المتحدة) في الماضي».
واشارت الى حرية الرأي في الكويت، حيث يوجد «اكثر من 17 جريدة»، وقالت ان في البلاد اكثر من الف ديوانية لعدد سكان يبلغ مليونا ومئة الف نسمة، «وهذه نسبة كبيرة». ووصفت الديوانيات على انها اماكن تنتشر فيها الحوارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كما وصفت الكويتيين بالـ «راقين سياسيا».
واضافت: «هناك حوار داخل المجتمع الكويتي نفسه عما هو ضروري لابقاء النظام يعمل... لدى الناس نزعة الى الابتعاد عن تعديل الدستور... ولكن في الوقت نفسه كيف تتعامل مع التوتر الناتج عن وجود عائلة حاكمة، وحكومة منتخبة، ولا احزاب».
جونز لخصت العلاقة الاميركية الكويتية، التي وصفتها بالشراكة الاستراتيجية، في ثلاثة محاور هي الشراكة الامنية، وملف النفط، والشراكة التجارية.
عن الموضوع الامني، قالت السفيرة الاميركية ان الكويت تزود الجيش الاميركي فيها بنحو مليار و200 مليون دولار من الحاجات اللوجستية سنويا «لعملية حرية العراق... ولاشياء اخرى نفعلها في المنطقة». وقالت ان الشركات الكويتية التي تزود الجيش الاميركي حاجاته ستنتقل ربما مع هذا الجيش بعد انسحابه من العراق، «الى افغانستان وربما الى مقر القيادة الافريقية».
اما عن الشراكة التجارية، فقالت جونز ان مبيعات شركة جنرال موتورز في الكويت، خلال الثلاثين عاما الماضية، تجاوزت حجم المبيعات العسكرية الاميركية الى الكويت.
ولفتت الى ان مركز صيانة جنرال موتورز في الكويت هو الاكبرفي العالم.
وتحدثت جونز عن نفط الكويت، ووصفته بالـ «ثروة الوطنية الوحيدة»، وصنفت الكويت على انها صاحبة رابع او خامس اكبر احتياطي نفط في العالم. وقالت: «انا غالبا ما ادعو العالم الى النظر الى الكويت على انها طفل ولد وفي رصيده المصرفي 100 الف دولار، ويقول له عمه انظر، هذا هو، لن يكون بامكانك العمل، عليك ان تسحب مالا من المصرف ومالهم هو نفطهم وعليك ان تستخدم الثروة ليس لك فقط، وانما لاولادك، واولاد اولادك».
واضافت ان العم يوصي الطفل: «لذا عليك ان تحرص على ما لديك لانه يوم تصرف اخر قرش من هذا الحساب، لن يعود لديك ما تنفقه».
كذلك تحدثت جونز عن صندوق الأجيال، ووصفته بالمحافظ، وقالت ان هذا منعه من تلقي ضربة كبيرة اثناء الازمة العالمية العام الماضي، وقدرت حجمه بـ 220 مليار دولار.
وتحدثت عن فشل الصفقة بين الكويت وشركة «داو جونز» للكيماويات، وقالت ان الاسف ليس على حجم الصفقة التي كانت مقررة بواقع 17 مليارا و200 مليون دولار، بل ان فشل الصفقة حرم الكويتيين من اقامة «مركز ابحاث» كان من الممكن ان يساهم في تطوير «الرأسمال البشري الكويتي، حيث نسبة التعليم تصل الى 97 في المئة».
واشارت جونز الى «صندوق التنمية الكويتي»، واشارت الى انه انفق منذ انشائه ما يقارب الـ 15 مليار دولار في مشاريع تنموية حول العالم، وهو دليل في «وجه من يتهمون الكويت بانهم بخلاء في حق العراق» وبقية دول العالم.
وختمت بالحديث عن السياسة الاقليمية، وقالت ان هدف بلادها هو الوصول الى «مصالحة» كويتية مع العراق. اما عن الموضوع الايراني، فاشادت جونز بالسياسة الكويتية وقالت انه «عندما تكون صغير الحجم في مدرستك، فانك عادة لا تستفز من هم اكبر حجما منك، وتصادق زملاء غيرهم كبيري الحجم».
ترجمة واعداد: عبدالعليم الحجار:
أولا، وقبل كل شيء أود أن أرحب بجميع أصدقائنا الموجودين هنا من الكويت وكذلك باصدقائنا الكثيرين الذين هم من هذه المدينة، وشكرا جزيلا على أنكم ملأتم القاعة فلقد كنت متخوفة حقا من انه سيكون هنالك بعض الاماكن الشاغرة، لكنني ارى (اليوم هنا) الكثير من الخبرات العملية حول الكويت في هذه القاعة، ولذلك فانني لن اضجركم بالكثير من التفاصيل.
حسنا، اود في البداية ان اقول ان الشيء الذي لا يثمنه معظم الناس، او ربما يرفضون تثمينه، في ما يتعلق بالكويت وبالعلاقة التي تربط بين الولايات المتحدة والكويت هو ان الكويت هي دولة ناضجة جدا من نواحٍ كثيرة، بل انها اكثر نضوجا إلى حد بعيد مقارنة بكثير من دول اخرى في منطقة الخليج، وعلى الرغم من ان علاقتنا الاستراتيجية مع الكويت تعود فقط إلى العام 1986 او 1987، ... فان العلاقة التي نقيمها مع تلك الدولة هي علاقة كثيفة حقا على عدد من المستويات ولقد دأبت على القول غالبا ان الكويت هي دولة تبلي بلاء يفوق كثيرا ثقلها الحقيقي.
وقبل ان اجيء إلى هنا وجهت السؤال التالي إلى عدد من الكويتيين: ماهو أكثر شيء تودون ان يعرفه الناس عن الكويت في الولايات المتحدة، وهو الشيء الذي ربما يفكرون فيه دائما، والواقع ان الكويتيين الذين سألتهم ذلك السؤال قالوا لي: نود ان يعرفوا اننا دولة ديموقراطية على نحو فريد وبطريقتنا الخاصة بنا وان ديموقراطيتنا هي ديموقراطية فطرية (نابعة من داخلنا)، وصحيح اننا قد نكون متصلبين في الطريقة التي نعالج بها الامور سياسيا، لكن في الوقاع ان الكويت هي نوعا ما «واحة» مع انني لا ادري ما اذا كان مصطلح «واحة» قد يكون اقوى مما ينبغي، لا سيما في ظل احوال طقسكم حاليا وفي ظل ما حصل للتو لمحطة معالجة الصرف الصحي عندكم في الكويت.
ومع ذلك فان الكويت دولة ناضجة إلى حد كبير، وبالنظر إلى انني قد خدمت شخصيا في عدد من الاماكن الاخرى في ارجاء المنطقة، فانني اعتقد ان الشيء المثير للاعجاب بشأن الكويت هو القدرة على ان يتناول المرء (كشخص غربي) وجبة عشاء جلوسا على الارض في المنزل مع مجموعة كبيرة من المواطنين الكويتيين النساء والرجال بحيث انهم يتكامل المرء معهم ويتناقش معهم في كل الموضوعات من الألف إلى الياء، واعتقد انه من المهم نتذكر هنا تكامل وتلاحم المجتمع الكويتي وكذلك السهولة والراحة النسبية التي يشعر بها ذلك المجتمع ازاء المجتمع الغربي وكذلك مع اجزاء اخرى من العالم بينما يزداد توسعا.
اما الشيء الآخر الذي أود أن ابرزه، وهو الامر الذي يحصل في الكويت الان كما كان يحصل منذ عدد من السنوات وانا اضع في اعتباري ان كلامي هذا للنشر، فهو ان كل اولئك الذين يعرفونني جيدا من بينكم يعرفون انني انسانة صريحة على نحو غير عادي، ولربما كان العنصر الثالث الذي كان ينبغي عليهم ان يذكروه هو ذلك الامر تحديدا... واعتقد انكم قد تقولون انه من المدهش ان ديبورا جونز قد اصبحت سفيرة بسبب صراحتها السيئة السمعة، لكن لا بأس بذلك، فانا لا أنوي الترشح لاعادة انتخابي كما انني قد تجاوزت فعليا سن التقاعد، لذا اعتقد انني استطيع إلى حد كبير ان اقول ما اريده، واذا كان هناك من يشعرون بعدم الرضا (عما اقوله) فبوسعهم ان يطلبوا مني أن أرحل.
وبادئ ذي بدء (أود أن أقول) ان كل مجتمع، بما في ذلك مجتمعنا الاميركي، يتميز بكونه ذا اطياف متنوعة إلى حد بعيد جدا، واعتقد ان احد الامور التي قد ادركناها أخيرا بعد ان شاهدنا ما حصل في إيران على سبيل المثال في اعقاب الانتخابات الرئاسية هناك هو اعتراف بصحة ما كان كثيرون منا قد قالوه طول الوقت في السابق ألا وهو: «لا يجوز لنا أن نلصق فكرة نمطية معينة بأي مجتمع مهما كان، فحالهم مثل حالنا تماما، حيث انه يوجد بينهم اطياف واطراف من كل الانواع»، وما اعنيه هو انه سيكون من الصعب مثلا على اي احد ان يعطي على وجه الدقة اجابة للسؤال التالي: «ما المقصود بـ«مواطن أميركي» تحديدا؟»، باستثناء ان نقول ربما على سبيل المثال اننا نتفق جميعا مع دستورنا او شيء من هذا القبيل، ونحن (كأميركيين) نسقط كثيرا في فخ التعميم الاعمى عندما نتحدث عن الثقافات او الشعوب الاجنبية، فمن السهل جدا علينا مثلا ان نلصق تصنيفا تعميميا على تلك الثقافات او الشعوب ونقول: «العرب يتصفون بكذا»، و«الكويتيون يتصفون بكذا» و«الايرانيون يتصفون بكذا» والواقع ان ذلك ليس هي الحال الفعلية.
ان جميعنا ممن عاشوا بتلك المجتمعات ويعرفون فعليا مجتمعنا (الاميركي) يدركون ذلك، والواقع انني دائما اصاب بدهشة مذهلة عندما اعود إلى الولايات المتحدة بعد ان اعيش في الخارج لاكتشف انني لا عرف سوى القليل جدا عن عناصر المجتمع الذي انتمي اليه، ولهذا فانه من الجيد بالنسبة لي ان اعود إلى الوطن لبعض الوقت وأرى ذلك بنفسي.
لكن ما يحصل في الكويت على مدى السنوات الثلاثين الفائتة او ما يقرب من ذلك هو ان المجتمع الكويتي قد تحول بشكل كبير عن ناد لطبقة التجار التي كانت تضم الكويتيين الذين كانوا يعيشون في داخل اسوار الحصن إلى ان اصبح الان يشهد تحولا حادا في تركيبة الهرم الديموغرافي.
وبدلاً من ذلك فإن ما نشهده حاليا في أوساط مجموعة التجار هو زوجة واحدة نمطيا وطفلان أو ثلاثة يستثمران فيهم بكثافة بحيث يرسلانهم إلى الخارج لتلقي التعليم في أوروبا والولايات المتحدة. والآن أصبح لدينا تحول في التركيبة الديموغرافية (السكانية) في ظل التزايد المستمر في أعداد السكان المتململين - ومعظمهم من البدو - الذين يميلون إلى أن يكون لهم زوجات عدة وعدد كبير من الأطفال.
وهكذا فإن الهرم الديموغرافي (الكويتي) شهد تغيرات، ولا سيما خلال فترة الارتفاع الحاد في أسعار النفط خلال العام 2008 الذي شهد زيادة هائلة في حجم الثروة الوطنية (الكويتية) وراح أولئك السكان يطالبون بنصيبهم من الفطيرة.
ولأن الكويت لديها برلمان مشاكس فعلاً ويلعب دورا وفقا للطريقة التي يراه بها المرء، فكما تعلمون، قد يُنظر إلى البرلمان الكويتي باعتباره مشكلة (عقبة) أو باعتباره شبكة أمان تراقب حركة النفقات والمصروفات الوطنية، والواقع ان أولئك الأشخاص (الكويتيين) لديهم نماذج سياسية متباينة إلى درجة مثيرة للاهتمام. وكلما ازداد حجم الثروة الوطنية كان هناك المزيد من الرغبة الجامحة في أن يذهب مزيد منها اليهم بطريقة مختلفة. وهكذا فإن ذلك قد أسهم في افراز الكثير من الجدال الداخلي حول ما يحصل حالياً في الكويت.
وفي ما يتعلق بالقضايا الدستورية الأخرى في الكويت فإنني أعتقد ان الديموقراطية (الكويتية) هي ديموقراطية خلابة في حد ذاتها. وكما قلت آنفاً، فهي ديموقراطية فطرية أي نابعة من داخل الشعب... ولقد دأبت غالباً على تشجيع الطلبة الجامعيين هناك بأن أقول لهم انه يجب عليكم أن تقوموا باجراء بحث حول الهيكلية البنائية الخاصة بالديموقراطية سواء كانت في أثينا القديمة أو في الولايات المتحدة أو في الديوانيات في الكويت، وذلك لانني أرى ان هناك في الديوانيات هيكلا ديموقراطيا بنائيا حقيقيا وملموسا يعكس جزءا حقيقيا من الحياة الكويتية، حيث إنه يوجد في الكويت أكثر من ألف ديوانية. وفي مجتمع يتألف من 1.9 مليون نسمة فإن ذلك العدد من الديوانيات ليس بالقليل.
والديوانيات (في الكويت) هي في جوهرها بمثابة صالونات سياسية مفتوحة أمام الجميع. وفي الأحوال الطبيعية فإن تلك الديوانيات تكون نشطة جدا في مثل هذا الوقت من السنة. لكن هذا العام كان لدينا مأساة في محافظة الجهراء كما تعلمون جميعا حيث نشب حريق مأسوي جدا في (خيمة) أحد الأعراس. وعن كيفية نشوب ذلك الحريق فإنه يبدو ان الزوجة الأولى للمعرس هي التي جنت على الضحايا. ولكن كنتيجة لتلك المأساة فإن المجتمع الكويتي بات هادئاً هذا العام في كثير من الديوانيات التقليدية كما تقرر عدم اقامة عديد من حفلات الاستقبال (تعاطفاً مع أهالي الضحايا).
لكن الديوانيات (الكويتية) منفتحة جداً على الرغم من ذلك. فالناس يذهبون اليها حيث يتكلمون بحرية وينتقدون بحرية. كما أنه يوجد في الكويت أكثر من 17 صحيفة، وحقيقة الأمر هي أن كل ذلك يؤخذ (من قبل الكويتيين) على أنه أمر مسلّم به.
ومنذ أن أتيت إلى الكويت فإنني أسمع الناس هنا يتحدثون عن الحل غير الدستوري (لمجلس الأمة). وكما تعلمون، فإنه مهما تحدثت إلى أولئك الناس في هذا الأمر فإنهم يستمرون في تكرار القول بأن الحل غير الدستوري هو أمر حتمي. وأعود وأقول مجددا بما انني لا أسعى إلى إعادة انتخابي هنا فإنني أود القول إن هذا الكلام ينطوي على كثير من السخف المثير للضحك. وما أعنيه بهذا هو: ما الذي سيستفيده الكويتيون لو انهم حصلوا على حل غير دستوري؟ (الاجابة هي) «لا شيء!» وذلك لأن الدستور الكويتي ينص على ضرورة الموافقة على أي اجراء يتم بأي حال في نهاية المطاف، ولذلك فإن كل ما ستفعلونه (بالحل غير الدستوري) هو مجرد تأجيل الأمر المحتوم. وما شهدناه حتى الآن هو عبارة عن عملية مناورة بارعة جداً من جانب القيادة (السياسية الكويتية) وذلك بهدف الالتفاف على بعض المشاكل التي تواجهها منذ فترة.
وفي واقع الأمر، فإننا شهدنا بعض التقدم في ظل مجلس الأمة (الكويتي) الجديد الذي جرى انتخابه قبل فترة قصيرة كما تعلمون جميعاً. وذلك لانه لحسن سُمعة - أو ربما لسوء سمعة - هذا المجلس فإنه أصبح يضم 4 نساء جميعهن تلقين تعليمهن في الولايات المتحدة وجميعهن يحملن شهادات دكتوراه من جامعات أميركية وكل واحدة منهن تختلف عن الأخرى كاختلاف الليل والنهار. وغالباً ما أغيظ زملائي الكويتيين لأن بعضهم أو ربما كثير منهم يشيرون اليهن (أي إلى النائبات الأربع في مجلس الأمة) بلقب «قطط المجلس»، فأرد عليهم قائلة انني لا أدري ما إذا كان ذلك الوصف يعني ان (النواب الرجال) الآخرين يعتبرون «كلاب المجلس»!... (موجة ضحك جماعي بين الحضور)... أنا شخصياً لا أدري، وذلك لأنه إذا لم يكن الأمر كذلك فأنا لا أعرف أي شيء آخر يمكن أن يجمع بينهم (أي بين النائبات الأربع وبين بقية النواب الرجال في المجلس) سوى تركيبتهم الكروموسومية الجينية.
وهكذا، وفي اي حال من الاحوال، فإنني شخصيا كنت ومازلت متفائلة بدرجة كبيرة ولقد قررت ان أتعامل بتفاؤل مع هذا الموضوع لأنني اعتقد ان الكويتيين راقين ومتطورون بشكل ملموس وصحيح ان لديهم مشاكل سياسيا... ولكن بالنسبة الى من درس منكم التاريخ، فإنهم سيلاحظون انه لا يوجد شيء يحصل حاليا في الكويت لم يحصل في اوروبا خلال حقبة القرن التاسع عشر... وكما تعلمون فإن الكويت هي امارة دستورية، ولذلك فإن اعضاء القيادة هناك يسعون الى التشبث بنهجهم، وفي الوقت ذاته فإن هناك شعبا يحاول ويسعى الى الحصول على حقوق اكثر لأنفسهم، بينما تحاول القيادة بطرق مختلفة كي تحافظ على ارضيتها.
لكنني أقول ثانية انني اعتقد ان هذا ليس بالشيء الجديد واعتقد انه يوجد قدر كاف من التطور بحيث اننا سنشهد تغييرات. فهناك الكثير من النقاشات في داخل المجتمع الكويتي ذاته حول ما هو ضروري ولازم للمحافظة على استمرارية المنظومة (السياسية).
وصحيح ان الناس يميلون الى الرغبة في البقاء بعيدا عن مسألة الاصلاح الدستوري، ولكن على الجانب الآخر هناك مناقشات (في الكويت) حول الكيفية التي يتم بها اختيار نواب رئيس الوزراء وحول كيفية التعامل مع ذلك التوتر الناشئ بين ان يكون لدى الشعب اسرة حاكمة وبرلمان منتخب ولا احزاب سياسية.
والواقع ان المشكلة ليست ان الدستور الكويتي يحظر تشكيل الاحزاب السياسية (فهو لا يحظرها صراحة)، بل هي ان الاحزاب ليست مذكورة في الدستور، وهكذا فإنهم (الكويتيون) لديهم وضع معاكس للوضع السائد عندنا هنا (في أميركا). فالحال عندنا هي: «كل شيء غير محظور يعتبر مسموحا». أما هناك (في الكويت) فإنه اذا لم يكن ذلك الشيء مذكورا صراحة فإن الناس يقولون انه قد لا يكون مسموحا.
لذا فإن هناك اشياء سيكون على الكويتيين ان يعالجوها واعتقد انهم سيعالجونها كما اعتقد اننا سنشعر بكثير من المتعة ونحن نراقب حدوث ذلك. ويسرني ان أتلقى اسئلة حول هذا الموضوع في وقت لاحق من هذه الندوة.
ان ما يجعل علاقتنا (مع الكويت) مهمة جدا بالنسبة لنا (كأميركيين) وبالنسبة لي انا كسفيرة - واعتقد ايضا بالنسبة لأي شخص عمل عن كثب مع الكويت على مدى السنوات - هو انها علاقة كثيفة لأنها مهمة على عدد من المستويات بالنسبة الى الولايات المتحدة. ومن البدهي انه في صدارة ذلك يأتي المستوى الامني بالنسبة لكل من الولايات المتحدة والكويت... وأنا احرص على وصف تلك العلاقة (على المستوى الامني) بين البلدين باعتبارها علاقة قائمة على الاعتماد المتبادل. فالكويتيون يعرفون اننا نحتاج اليهم، ولقد كانوا ومازالوا حليفا لا يمكن الاستغناء عنه كما انهم كانوا شريكا استراتيجيا في عملية تحرير العراق علاوة على كونهم يمثلون دعما لوجستيا لأشياء اخرى كثيرة نقوم بها في المنطقة، والحقيقة المؤكدة هي ان الكويت تقدم دعما لوجستيا عينيا بقيمة 1.2 مليار دولار اميركي تقريبا سنويا الى الولايات المتحدة من اجل عملياتنا هناك. والواقع ان ذلك يشكل مبلغا هائلا من المال.
وعلاوة على ذلك فإنهم (الكويتيون) يقدمون نحو 860 ألف غالون من وقود المحركات النفاثة يوميا بأسعار مدعومة. كما أننا نتمتع بمرونة هناك (في الكويت) لا نتمتع بها في كثير من الاماكن الاخرى.
وفي الوقت الذي نتابع فيه الاوضاع في العراق وإيران، فإنه من الصعب القول ما سنفعله (خلال الفترة المقبلة)، ولكن ما نعرفه جيدا هو ان لدينا شريكا حيويا في عملياتنا (ألا وهو الكويت) وان العلاقة التي تربطنا مع ذلك الشريك هي علاقة نثمنها عاليا جدا. فلدينا في الكويت برنامج مكتب تعاون عسكري ضخم، وهو البرنامج الذي تدفع الكويت نفقاته.
وهنالك ثمة حقيقة صغيرة من المهم ان اذكرها هنا لإبراز طبيعة العلاقة بين الكويت وأميركا، وتلك الحقيقة هي ان حجم مبيعات شركة جنرال موتورز للسيارات في الكويت خلال السنوات الثلاثين الماضية كان اكبر من حجم مبيعاتنا العسكرية (الى الكويت)، وذلك ربما لأنه لا يوجد كويتي يكتفي بامتلاك سيارة واحدة (...). وعلاوة على ذلك فإن احدث وأرقى مركز تشخيصي تمتلكه جنرال موتورز على مستوى العالم يوجد في الكويت.
وبالعودة الى العلاقة الامنية بين البلدين فإنني استطيع القول انها ستكون علاقة مستمرة. وأنا على يقين من ان طبيعة تلك العلاقة ستتغير عندما ننسحب من العراق.
ونحن سننظر مستقبلاً في ذلك الأمر، وعلى الرغم من ذلك فإن الشركات الكويتية التي اصبحت خبيرة في مجال توريد الدعم اللوجستي الى الشركات العسكرية الأميركية ستنتقل مع الجيش الأميركي حسب ما أظن ليس فقط الى أفغانستان ولكن ايضاً الى افريقيا وأماكن أخرى كذلك لأن الحقيقة الواقعة هي ان للولايات المتحدة انتشارا واسعا حول العالم، وهو الأمر الذي سيستمر على ذلك النحو في المستقبل المنظور، لكنني أقول ثانية ان هذا ليس مجال تخصصي السياسي.
الأمر الثاني يتعلق بسياسات الطاقة. فمن المعروف ان الكويت تمتلك رابع أو خامس أكبر مخزون من النفط على مستوى العالم وأن المنتجين الكبار للنفط يتعين عليهم أن يبذلوا جهداً أكبر، وهذه هي النقطة التي أجرينا حولها الكثير من النقاشات مع شركائنا الكويتيين.
يتبع ...