نسب الفاطميين / الفاطميون / ميمون القداح / الدولة الفاطمية / العبيديون / العبيدية
نبذة عن تاريخ الفاطمـــــــــيين...
و أمارة العبيديين...
بعث يحيى بعد أن بايعه أتباع أبيه زكرويه في سواد الكوفة عام 289 هـ، ولقّبوه بالشيخ، كما كان يُعرف بأبي القاسم. ادّعى يحيى نسباً إسماعيلياً فزعم أنه محمد بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق، وادّعى لجماعته أن ناقته مأمورة، فإن تبعوها ظفروا، وأظهر لهم عضداً ناقصة وزعم أنها آية، وقد تسمّوا بالفاطميين، وأرسل لهم هارون بن خمارويه جيشاً بقيادة «طغج بن جف» فهزمته القرامطة، وسارت نحو دمشق بعد أن انتهبت وانتهكت البلاد التي مرت عليها كلها، وحاصرت دمشق عام 290 هـ ولكنها عجزت عن فتحها، وأرسل الطولونيون لها جيشاً بقيادة «بدر الكبير» غلام أحمد بن طولون، فانتصر على القرامطة وقتل زعيمهم يحيى بن زكرويه
في بلاد الشام زاد الطلب على أسرة ميمون القداح التي تزعم أنها تعمل لأبناء محمد ابن إسماعيل، وتريد في الواقع أن تعمل لنفسها وتخفي في الباطن ما تدعو إليه، ولها هدف سياسي واضح من أصلها اليهودي. وبسبب هذا الطلب فقد فرّ عبيد الله بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن ميمون القداح من السلمية وهو رأس هذه الأسرة واتجه نحو الجنوب حيث اختفى في الرملة. وفي هذا الوقت كان الحسين بن زكرويه في طريقه من الكوفة إلى أخيه يحيى بدمشق، فعرج الحسين إلى الرملة وعرف مكان عبيد الله، والتقى به، وحاول استرضاءه وإظهار الطاعة له عسى أن يستفيد منه. وأظهر عبيد الله رضاه عنه وموافقته على عمله خوفاً من أن يقتله أو يرشد عليه عامل العباسيين، حيث كان آل زكرويه يريدون التفرُّد بالسلطة، ويرجعون بأصولهم إلى المجوسية، وإن عبيد الله أقوى من أن يقف في وجههم. وما أن غادر الحسين بن زكرويه الرملة حتى انصرف منها أيضاً عبيد الله متجهاً نحو مصر
أما عبيد الله بن الحسين القداحي فقد علم ما حلّ بأهله بالسلمية وما نزل بآل محمد بن إسماعيل فيها أيضاً، فنسب نفسه إلى آل محمد بن إسماعيل، وعلم كذلك أن الدعوة الشيعية قد قويت في بلاد المغرب على يد أبي عبد الله الشيعي الذي سار من اليمن عن طريق رستم بن الحسين بن حوشب الذي يدعو إلى آل البيت عن طريق آل محمد بن إسماعيل، فيمّمَ عبيد الله القداحي وجهه نحو المغرب على أنه عبيد الله بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق!
أسس العبيديُّون «الفاطميون» دولتهم على أساس المذهب الإسماعيلي الباطني؛ وقد نصَّ أتباع هذه الفرقة الضالة بإمامة إسماعيل ابن جعفر بعد أبيه جعفر بن أبي عبد الله، بينما قالت فرقة الانثي عشرية (الشيعة) بإمامة أخيه موسى بن جعفر بدلاً منه. وقالت الإسماعيلية بإمامة محمد بن إسماعيل السابع التام بعد أبيه، وإنما تم دور السبعة به، ثم ابتدئ منه بالأئمة المستورين الذين كانوا يسيرون في البلاد ويظهرون الدعوة جهراً. وقالوا: إنما تدور أحكامهم على سبعة كأيام الأسبوع والسماوات السبع والكواكب السبع، والنقباء تدور أحكامهم على اثني عشر، قالوا: وعن هذا وقعت الشبهة للإمامية حيث قرروا عدد النقباء للأئمة، ثم بعد الأئمة المستورين كان ظهور المهدي والقائم بأمر الله وأولادهم نصاً بعد نص على إمام بعد إمام. ومذهبهم أنه من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية، وكذلك من مات ولم يكن في عنقه بيعة إمام زمانه مات ميتة جاهلية.. وأشهر ألقابهم الباطنية، وإنما لزمهم هذا اللقب لحكمهم بأن لكل ظاهر باطناً، ولكل تنزيل تأويلاً، ولهم ألقاب غير هذا من القرامطة والمزدكية والملحدة، وهم يقولون نحن إسماعيلية لأننا تميزنا عن فرق الشيعة بهذا الاسم[5].
أئمة الشيعة الجعفرية والإسماعيلية
وقال الذهبي: «كان القائم ابن المهدي شراً من أبيه زنديقاً ملعوناً أظهر سبّ الأنبياء». وقال: «وكان العبيديون شراً من التتار على ملة الإسلام».
وقال أبو الحسن القابسي: «إن الذين قتلهم عبيدُ الله وبنوه من العلماء والعباد أربعة آلاف رجل ليردوهم عن الترضي عن الصحابة، فاختاروا الموت
لقد أطلق جلال الدين السيوطي في كتابه (تاريخ الخلفاء) اسم «الدولة الخبيثة» على الفاطميين، فقال: «ولم أورد أحداً من الخلفاء العبيديين لأن إمامتهم غير صحيحة لأمور، منها:
أنهم غير قرشيين، وإنما سمتهم بالفاطميين جهلة العوام، وإلاّ فجدهم مجوسيّ. قال القاضي عبد الجبار البصري: «اسم جد الخلفاء المصريين سعيد]أول حكامهم] وكان أبوه (عبد الله بن ميمون) يهودياً حداداً نشابة». وقال القاضي أبوبكر الباقلاني: «القداح جَدّ عبيد الله الذي يسمى بالمهدي كان مجوسياً. ودخل عبيد الله المهدي المغرب وادعى أنه ينسب إلى علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ولم يعرفه أحد من علماء النسب، وسماهم جهلة الناس الفاطميين».[9] وقال ابن خلكان: «أكثر أهل العلم لا يصححون نسب المهدي عبيد الله جد خلفاء مصر، حتى أن العزيز بالله ابن المعز في ولايته صعد المنبر يوم الجمعة، فوجد فيها هذه الأبيات:
وما أحسن ما قال المعز الفاطمي صاحب القاهرة؛ وقد سأله ابن طباطبا عن نسبهم، فجذب نصف سيفه من الغمد وقال: «هذا نسبي، ونثر على الأمراء والحاضرين الذهب، وقال: هذا حسبي
ومما يستدل به على زور نسب الفاطميين لآل البيت هي الرسائل التي تبودلت بين العزيز بالله الفاطمي والحكم المستنصر الأموي في الأندلس، فقد ذكر ابن خلكان في وفيات الأعيان (ج2 ص152) أن العزيز كتب إلى الحكم المستنصر يسبّه ويهجوه، فردّ هذا عليه بقوله: «أما بعد، فقد عرفتنا فهجوتنا ولو عرفناك لأجبناك». وكان الحكم يطعن على العزيز بنسبه وأن جدّه ميمون القداح الباطني
وبهذه الشهادات والبراهين التاريخية نردّ على الذين يحاولون أن يصححوا نسب الفاطميين لآل البيت وعلى المخدوعين والمبعدين عن الحقائق التاريخية والتي طالما لُقّنت لطلاب المسلمين في مدارسهم ومعاهدهم على غير حقيقتها.
رجال الإسماعيلية قبل تأسيس الدولة
أحمد بن عبد الله بن ميمون القداح: وكان يلقب أبا الشَّلَعْلَع (أو أبا الشلغلغ)، وكان يرأس الدعوة في بعض مدن العراق كالكوفة وبغداد، وآلت إليه الرئاسة التامة من عام 260-270هـ. ثم جاء بعده ابن أخيه عبيد الله المهدي (سعيد ابن محمد)، والذي سنتكلم عنه فيما بعد. وأحمد هذا بعث ابن حوشب لنشر المذهب الإسماعيلي في اليمن، وبعث إليه بعد ذلك أبا عبد الله الشيعي حيث علمه ابن حوشب أصولَ المذهب، ثم أرسله إلى المغرب لنشر الدعوة هناك. ونلاحظ هنا أن دعاة الإسماعيلية كانوا يدعون لمذهبهم بعيداً عن بغداد، حاضرة الدولة العباسية، سراً حتى لا تصطدم بها في بادئ أمرها. ومن منطقة تونس -حالياً- ابتدأت الدولة االعبيدية.
حكّام العبيديين
3- الحسين بن علي
عبيد الله المهدي، سعيد بن محمد بن عبد الله بن ميمون القداح (ت322هـ
لاقى سعيد (عبيد الله) بن محمد صعوبات شتى حتى استطاع الوصول إلى رقادة عام 296هـ في رجب. فلقد سجنه اليسع بن مدارا أمير سلجلماسة. فالرشوة التي قدمها عبيد الله المهدي له لم تجد نفعاً. وظل في سجنه حتى أطلق سراحه على يد أبي عبد الله الشيعي الذي بعثه ابن حوشب من اليمن إلى المغرب. وعندما وصل عبيد الله إلى القيروان تلقاه أهلها بسلام الخلافة اعتقاداً منهم بأنه علوي فاطمي، ولم يلبث أن قسم رؤساء كتامة، الذين ساعدوه على إقامة دولته، أعمال هذه الدولة. ثم دون الدواوين وجبى الأموال واستقرت قدمه في تلك البلاد.
ولم يكتف سعيد بما فعل، بل طمع بالسيطرة على مصر بعد انتصار جيوشه بالسيطرة على برقة تحت قيادة ولي عهده أبي القاسم، وحباسة بن يوسف، أحد زعماء كتامة. وقد واصلت جيوش المغرب سيرها إلى الإسكندرية، فاستولت عليها وسارت على الوجه البحري، ولكن الخليفة المقتدر العباسي بعث جيشا كبيرا مقداره أربعون ألف جندي أحل الهزيمة بالعبيديين وأرغموهم على العودة إلى المغرب .
حباسة بن يـوسف...زعيم الأمازيغ وأصحاب الأرض...يطلق عليهم العرب أسم كـتامة............
حيت من أراضى برقه الى أمارة القيروان وحتى الأطلس الكبير تسمى كلها بالمغرب............
أقام سعيد (عبيد الله) بن محمد بالقيروان -كحاضرة لدولته- لغاية سنة 304هـ حيث اختط مدينة المهدية جنوب القيروان، وقد ظلّت هذه المدينة آهلة بالسكان إلى سنة 543هـ حيث أرسل روجر النورماندي صاحب صقلية أحدَ قواده فاستولى عليها، وبقيت في يده إلى أن حررها عبد المؤمن سنة 555هـ. مات سعيد (عبيد الله) سنة 322هـ وخلفه ابنه القاسم وتلقب بالقائم.
القائم والمنصور (322-341هـ
كان القائم، كغيره من الملوك العبيديين، ينقم على السِّنِّيين حتى أنه أمر بلعن الصحابة -رضوان الله عليهم-، وقد أثار غضب المغاربة، وخاصة الخوارج منهم الذين ثاروا على العبيديين، وكانت أشد هذه الثورات خطراً وأشدها بلاء تلك الثورة التي أشعل نارها أبو يزيد مخلد بن كيداد، والتي استمرت طوال عهد القائم ولم تخمد إلا في عهد ابنه المنصور. توفي القائم في رمضان سنة 334هـ، وخلفه ابنه أبو الظاهر إسماعيل الذي تلقب بالمنصور، وكان في العشرين من عمره. وقد اشتهر المنصور بالشجاعة ورباطة الجأش وباستطاعته على التأثير على نفوس سامعيه بفصاحته وبلاغته وقدرته على ارتجال الخطب. وعندما مات أبوه القائم أخفى نبأ موته عن جيشه حتى لا يؤثر على حماسته في إخماد ثورة أبي يزيد مخلد بن كيداد. وقد انقطعت العلاقات بين مصر وبلاد المغرب طوال عهده، لأن همه كان هو القضاء على ثورة أبي يزيد، ثم قدر له أن يهزم جيش أبي يزيد وطارده إلى الصحراء وقبض عليه، ثم لما ساقه إلى المهدية مات أبو يزيد متأثراً بجراحه في محرم سنة 336هـ.
قضى المنصور البقية الباقية من خلافته في إعادة تنظيم بلاده، فأنشأ أسطولاً كبيراً، وأسس مدينة المنصورية سنة 337هـ واتخذها حاضرة لدولته. ومنذ ذلك الحين أصبحت حاضرة العبيديين. حكم المنصور سبع سنين وستة أيام ومات في يوم الجمعة في سوال سنة 341هـ وقبر بالمهدية.
المعز لدين الله (341-365هـ)
هو معد بن إسماعيل، أبو تميم، بنى القاهرة، وهو أول من ملك الديار المصرية من الملوك العبيديين. في عهده دانت له قبائل البربر كافة والمغرب كلّه. فلما رأى الأمر كذلك فكّر بفتح مصر، فبعث بين يديه جوهراً الصقلي حتى أخذها من كافور الإخشيدي بعد حروب جرت بينهما، وذلك في سنة 362هـ. وكان المعزّ ومن سبقه من خلفائهم متلبسون بالرفض ظاهراً وباطناً، كما قال القاضي الباقلاني من أن مذهبهم الكفر المحض. وقد أورد ابن كثير -رحمه الله- في [البداية والنهاية 11/284]: «أن المعز أُحضِر بين يديه الزاهد العابد الورع الناسك التقي أبو بكر النابلسي، فقال به المعز: بلغني أنك قلتَ لو أن معي عشرة أسهم لرميت الروم بتسعة ورميت المصريين [أي العبيديين] بسهم. فقال: ما قلتُ هذا. فظن أنه رجع عن قوله، فقال: كيف قلتَ؟ قال: قلتُ ينبغي أن نرميكم بتسعة ثم نرميهم بالعاشر. قال: ولم ؟ قال: لأنكم غيرتم دين الأمة وقتلتم الصالحين وأطفأتم نور الإلهية وادعيتم ما ليس لكم. فأمر بإشهاره في أول يوم ثم ضرب في اليوم الثاني بالسياط ضرباً شديداً مبرحاً، ثم أمر بسلخه في اليوم الثالث، فجيء بيهودي فجعل يسلخه وهو يقرأ القرآن، قال اليهودي: فأخذتني رقة عليه، فلما بلغت تلقاء قلبه طعنته بالسكين فمات، رحمه الله. فكان يقال له الشهيد» أهـ
والمعز بجانب ظلمه وبطشه ورفضه كان مثقفا يجيد عدة لغات منها الطليانية والصقلية، كما عرف اللغة السودانية. وكان ذا ولع بالعلوم ودراية بالأدب، فضلا عما عرف به من حسن التدبير وإحكام الأمور (!).
قضى المعز الشطر الأكبر من خلافته في بلاد المغرب، ولم يبق في مصر أكثر من سنتين إلا قليلاً. وقد مات المعز في شهر ربيع الآخر سنة 365هـ بعد أن حكم أربعاً وعشرين سنة.
بعد أن هلك الحاكم العبيدي الباطني ورثه ابنه أبو الحسن الذي تلقب بالظاهر، وتولى الحكم بعد قتل أبيه بأيام. والجدير بالذكر هنا أن فرقة الدروز المارقة ظهرت بدعوة حسن بن حيدرة الفرغاني وهم يؤلهون الحاكم، والدرزية نسبة إلى أحد موالي الحاكم وهو هشتكين الدرزي.[13]
الظاهر لدين الله علي بن الحاكم العبيدي ( 411-427هـ
انتهت دولة العبيديين على يد صلاح الدين يوسف بن أيوب -رحمه الله-، فانتهى عهد الباطنية وعادت مصر وما بقي من دولة بني عبيد إلى حظيرة أهل السنة والجماعة. ثم تابع صلاح الدين والمسلمون خلفه المسيرة الجهادية حتى فتحوا القدس وأعادوا المسجد الأقصى إلى رحاب الإسلام وذلك عام 583 هـ.[17]
بقلم...لغبر النفوسى
حرر بأوروبا بتاريخ 11 يوليو 2007..
أنتبهوا.....هذه الفقرة تلخص كل شيئ....
إن الناجم بمصر وهو منصور بن نزار الملقب بالحاكم -حكم الله عليه بالبوار والخزي والنكال- ابن معد بن إسماعيل بن عبد الرحمن بن سعيد -لا أسعده الله- فإنه [أي سعيد] لما سار إلى المغرب تسمى بعبيد الله وتلقب بالمهدي وهو ومن تقدمه من سلفه الأرجاس الأنجاس -عليه وعليهم اللعنة- أدعياء الخوارج، لا نسب لهم في ولد علي بن أبي طالب، وإن ذلك باطل وزور، وإنهم لا يعلمون أن أحداً من الطالبيين توقف عن إطلاق القول في هؤلاء الخوارج إنهم أدعياء، وقد كان شائعاَ بالحرمين في أول أمرهم بالمغرب، منتشراً انتشاراً يمنع من أن يدلس على أحد كذبهم، أو يذهب وهم إلى تصديقهم، وإن هذا الناجم بمصر هم وسلفه كفار وفساق فجار زنادقة، ولمذهب الثنوية والمجوسية معتقدون، قد عطلوا الحدود، وأباحوا الفروج، وسفكوا الدماء، وسبّوا الأنبياء، ولعنوا السلف وادّعوا الربوبية.
والتاريخ عليهم شــــــــــاهـــــــــد...
=================
الفاطميون بين صحة النسب و تزوير التاريخ محمد علي القطب المكتبة العصرية لبنان
كتيب من 110 صفحة يتحدث عن ميون القداح
العبيديون الذين يسمون أنفسهم الفاطميون و انهم سلاح القداح لا من سلالة محمد بن اسماعيل بن جعفر
====
اقتباس
ثم دخلت سنة سبع عشرة وثلاثمائة
..............ويلقب اميرهم بالمهدي، وهو ابو محمد عبيد الله بن ميمون القداح، وقد كان صباغاً بسلمية، وكان يهودياً فادعى انه اسلم ثم سافر من سلمية فدخل بلاد افريقية، فادّعى انه شريف فاطمي، فصدقه على ذلك طائفة كثيرة من البربر وغيرهم من الجهلة، وصارت له دولة، فملك مدنية سجلماسة، ثم ابتنى مدينة وسماها المهدية، وكان قرار ملكه بها، وكان هؤلاء القرامطة يراسلونه ويدعون اليه، ويترامون عليه.
ويقال: انهم انما كانوا يفعلون ذلك سياسة ودولة لا حقيقة له.
وذكر ابن الاثير: ان المهدي هذا كتب الى ابي طاهر يلومه على ما فعل بمكة حيث سلط الناس على الكلام فيهم، وانكشفت اسرارهم التي كانوا يبطنونها بما ظهر من صنيعهم هذا القبيح، وامره برد ما اخذه منها، وعوده اليها.
فكتب اليه بالسمع والطاعة، وانه قد قبل ما اشار اليه من ذلك...........
============
إليكم فاطمية القذافي!!
بقلم د. محمد أحمد الجوير
المستشار بالتلفزيون السعودي
عضو هيئة التدريس غير المتفرغ بجامعة الملك سعود
dr-al-jwair@hotmail.com
الجميع يسمع ويقرأ ما تناقلته وسائل الإعلام المختلفة ما تفوه به لسان العقيد القذافي، من دعوة لقيام الدولة المسماة بالفاطمية، وإحياء لتراثها المنقرض المسيء للإسلام والمسلمين.
هذه الدولة المسماة زوراً وبهتانا بالفاطمية، وهي في الحقيقة الدولة العبيدية التي حكمت جزءاً مهما من العالم الإسلامي ردحا من الزمن، وإنما تسمّوا بالفاطمية انتسابا لفاطمة الزهراء رضي الله عنها؛ لاستمالة الجهلة من الناس، وقد انطلت هذه الفرية على البعض في تلك الحقبة، وها هي تنطلي على القذافي!! ويحاول رفع راية هذه الدولة المحترقة على يد زعيم وبطل من أبطال الأمة.
وقد شكك في صحة هذا النسب؛ بل أنكره ثلة من المؤرخين كابن خلكان في كتابه (وفيات الأعيان)، والباقلاني في (سير أعلام النبلاء)، وأبو شامة في كتابه (الروضتين في أخبار الدولتين).
وذهب إلى ذلك ابن تغري بردي في كتابه (النجوم الزاهرة)، وبعض المستشرقين أمثال نيكلسون، ودوزي، وماسنيون وهؤلاء جميعا قد أرجعوا نسبهم إلى عبيدالله القداح.
وبذلك تكون نسبتهم إلى فاطمة رضي الله عنها ادعاء محضا وزعما باطلا لا مستند له، وتنفر منه العقول السليمة؛ ففاطمة الزهراء رضي الله عنها وعن أبيها، وبيت النبوة الشريف يبرؤون من هؤلاء القوم وافتراءاتهم، لكنهم أرادوا التلبيس على العامة بإضفاء الصبغة الدينية على دولتهم لتجد القبول عند العامة، وقد وجدت ذلك - وللأسف - سعيا للإطاحة بمنافسهم على الساحة السياسية وقتئذ وأعني بذلك الخلافة العباسية السنية المذهب.
وفي ذلك يقول الشيخ إحسان إلهي ظهير -رحمه الله- في كتابه (الإسماعيلية تاريخ وعقائد) إن نسب المهدي إلى فاطمة ليس بصحيح، بل إنه ينتمي إلى البيت القداحي بدون أدنى شك وارتياب.. وإن نسبتهم إلى بني فاطمة لم يكن إلا لكسب عواطف الناس أيام المهدي لنجاح ثورته.. ولإقناع الشعوب المسلمة بأن الإمامة والخلافة حق متوارث لهم لكونهم من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم وعلي).
وإلى حوالي القرن السادس الهجري كانت الدولة العبيدية مستحوذة على مقاليد الأمور في مصر، وتختلف هذه الدولة عن سواها من الدول والدويلات التي نشأت أيام الخلافة العباسية، لقد نشأت دولة تزاحم الخلافة العباسية سياسيا ودينيا مع الفارق؟! وقد استولت على إفريقيا ومصر وسوريا والحجاز ثم أخذت بالانحدار وما زالت كذلك حتى استولى البطل المسلم صلاح الدين الأيوبي -رحمه الله- على مصر، فلما مرض العاضد آخر خلفاء الدولة العبيدية، قطع صلاح الدين الخطبة للفاطميين، ودعا للخليفة العباسي المستضيئ سنة 567هـ، كما أمر بالدعاء له أيضا على منابر بلاد اليمن والشام وفلسطين التي كانت تابعة للدولة العبيدية، وتم هذا التغيير دون أن يلقى أدنى مقاومة، وقد ألف ابن الجوزي رحمه الله في هذه المناسبة كتابا أسماه (النصر على مصر) وفي ذلك أيضا يقول ابن الأثير في كتابه الكامل (فلم ينتطح فيها عنزان) وأصبح هذا القول مثلا دارجا من الأمثال على مر الأيام، وهذه الجملة اللطيفة لابن الأثير -رحمه الله- تعني أنه لم تحصل مقاومة تذكر من الخليفة العبيدي أمام قوة وإيمان صلاح الدين وشجاعته الباسلة وهو الذي أعاد للخلافة العباسية مجدها وقوتها وهيبتها.
وقد كان عدد الخلفاء العبيديين الذين تعاقبوا على الدولة العبيدية الهالكة أربعة عشر خليفة، آخرهم العاضد لدين الله المتوفى سنة 567هـ وهو الذي عضدت على يده هذه الدولة الشيعية المذهب المجوسية الأصل!
قال الذهبي في السير (وكانوا أربعة عشر متخلفا لا خليفة).
وقال ابن كثير في البداية والنهاية (وقد كانت مدة ملك العبيديين مائتين وثمانين سنة وكسرا، فصاروا كأمس الذاهب كأن لم يغنوا فيها، وكانوا من أغنى الخلفاء وأجبرهم وأظلمهم وأنجس الملوك سيرة وأخبثهم سريرة، ظهرت في دولتهم البدع والمنكرات وكثر أهل الفساد وقل عندهم الصالحون من العلماء والعباد، وكثر بأرض الشام النصرانية والدرزية والحشيشية - الإسماعيلية الباطنية - وتغلب الفرنج على سواحل الشام بكامله)
هذه سيرة هذه الدولة الشيعية نهديها للزعيم البطل القذافي!!
فهل بعد الجهل إلا الضلال؟!!
ولمن أراد الاستزادة حول بطلان دعوى هؤلاء من انتساب هذه الدولة لفاطمة الزهراء أو إلى بيت النبوة فليراجع الكتب التالية: (كشف أسرار الباطنية) لمؤلفه محمد مالك الحمادي، و(مآثر الأنافة في معالم الخلافة) للقلقشندي، و(المختصر في أخبار البشر) لأبي الفدا، (تاريخ الدولة الفاطمية) لمؤلفه حسن إبراهيم حسن، و(الإسماعيلية تاريخ وعقائد) للشيخ إحسان إلهي ظهير، وقضية نسب الفاطميين أمام منهاج النقد التاريخي للدكتور عبد الحليم عويس، و(موسوعة التاريخ الإسلامي) للدكتور أحمد شلبي وكتابي (جهود علماء السلف في القرن السادس الهجري في الرد على الصوفية).
وقد أحسنت اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء في بلادنا، لما أصدرت بيانا أوضحت فيه حقيقة هذه الدولة، وحذرت الأمة من أفكار القذافي المنحرفة التي يسعى من خلالها إلى تمزيق جسدها. والله الهادي إلى سواء السبيل.
-------
http://www.alradnet.com/TopHour/article.php?id_Hour=606