أرجو من لديهم المعلومه الموثقه إفادتنا بها

هدوء

عضو فعال
السلام عليكم جميعا

أرجو أن لا يكون هذا الموضوع باب تناحر أو صراع بين أحد

فكثير منا يحتاج بشده و أولهم العبد الفقير لله أنا معلومات

موثقه و أكيده عن كيف تم تدوين السنه النبويه و متى ؟

توجد أحاديث لا أعلم صحتها و هى تقول

أن الرسول عليه الصلاة و السلام قال : ( من كتب عنى غير القرآن فليمحه ) ما صحة هذا الحديث؟

و ثانيا قرأت بأنه تم تدوين السنه بعد وفاة الرسول بمائة سنه ... ما صحة هذا الكلام ؟

أرجو الإفاده من المطلعين
 

regrego

عضو مخضرم
"صحيح مسلم" من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه )

قال النووي في توجيه ذلك: وكان النهي حين خيف اختلاطه بالقرآن، فلما أمن ذلك أذن في الكتابة.

وقال ابن حجر: إن النهي خاص بوقت نزول القرآن خشية التباسه بغيره .


وهذا لا يعني أبداً أن السنة لم يكتب منها شيء في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقد وردت آثار صحيحة تدل على أنه قد وقع كتابة شيء من السنة في العصر النبوي ، ولكن هذا التدوين والكتابة كان بصفة خاصة ، ولم يكن عاماً بحيث تتداول هذه الكتب بين الناس ، فقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه في فتح مكة أن يكتبوا لأبي شاة ، وكتب - صلى الله عليه وسلم - كتباً إلى الملوك والأمراء يدعوهم فيها إلى الإسلام ، كما ثبت أن بعض الصحابة كانت لهم صحف خاصة يدونون فيها بعض ما سمعوه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كصحيفة عبد الله بن عمرو بن العاص التي كان يسميها بالصادقة ، وكانت عند علي رضي الله عنه صحيفة فيها أحكام الدية وفكاك الأسير ، كما ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كتب لبعض أمرائه وعمَّاله كتبًا حددَّ لهم فيها الأنصبة ومقادير الزكاة والجزية والديات ، إلى غير ذلك من القضايا المتعددة التي تدل على وقوع الكتابة في عهده عليه الصلاة والسلام .
إذاً فقد توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم تدون السنة تدويناً كاملاً كما دون القرآن .

ثم جاء عهد الخلفاء الراشدين ، فلم يدونوا الحديث في الصحف كراهة أن يتخذها الناس مصاحف يضاهون بها صحف القرآن ، وأحجموا عن كتابة السنة وتدوينها مدة خلافتهم ، حتى إن عمر رضي الله عنه فكر في أول الأمر في جمع السنة فاستفتى أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك فأشاروا عليه بأن يكتبها ، فطفق عمر يستخير الله فيها شهراً ثم أصبح يوماً وقد عزم الله له فقال : " إني كنت أريد أن أكتب السنن ، وإني ذكرت قوماً كانوا قبلكم كتبوا كتباً ، فأكبوا عليها وتركوا كتاب الله ، وإني- والله - لا ألبس كتاب الله بشيء أبداً " ، وكان هذا الرأي من عمر متناسباً مع حالة الناس في ذلك الوقت ، فإن عهدهم بالقرآن لا يزال حديثاً ، وخصوصاً من دخل في الإسلام من أهل الآفاق ، ولو أن السنة دونت ووزعت على الأمصار وتناولها الناس بالحفظ والدراسة لزاحمت القرآن ، ولم يؤمن أن تلتبس به على كثير منهم ، ولم يكن في هذا الرأي تضييع للأحاديث فقد كان الناس لا يزالون بخير ، ولا تزال ملكاتهم قوية وحوافظهم قادرة على حفظ السنن وأدائها أداءً أميناً ، وقد تتابع الخلفاء على سنة عمر رضي الله عنه ، فلم يعرف عنهم أنهم دونوا السنن أو أمروا الناس بذلك .

وهكذا انقضى عصر الصحابة ولم يُدَوَّن من السنة إلا القليل ، حتى جاء الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز فأمر بجمع الحديث لدواع اقتضت ذلك ، بعد حفظ الأمة لكتاب ربها ، وأمنها عليه أن يشتبه بغيره من السنن .

و هذا و الله اعلم و احكم
 

عابرسبيل

عضو مميز
اولا دس السم بالعسل بالسؤال او الاستفسار لن يجدي نفعا

فقد دأب عبر الكثيرون من ذوي الفرق الضاله او المستحدثه علي

محاولاتهم عبر العصور ان يقللوا من شأن سنة المصطفي واحاديثه الكريمه

من حيث انها تكشفهم وتظهر مايريدون به من تدليس و ادخال بالدين الاسلامي

ماليس به من خرافات واساطير وترهات ماانزل الله بها من سلطان

واخزاهم الله سبحانه وذهبوا الي حيث يشاء البارئ عز وجل وبقيت سنة رسولنا

الأكرم الي مايشاء الله سبحانه .

وقد اخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام من ضمن خطبت الوداع: ((تركت

لكم شيئان ماان تمسكتم بهم لن تضلوا بهما من بعدي كتاب الله وسنتي ))

وقد وصف الله سبحانه رسولنا الكريم بالاتي :

53_003.gif
53_004.gif

النجم/3-4

كما شهد له سبحانه وهو نعم الشاهدين كما بالأيه التاليه:

68_004.gif

القلم/4

وانقل مقاله للدكتور ابراهيم ديبو لعلك تفيدك

مكانة السنة

من المعلوم أنَّ القرآن والسنَّة هما أصل الدين وركناه الأساسيان، فالله تعالى أنزل القرآن هدى للمتقين، ونبراسًا لمن أراد لهم الهداية الفلاح، وأرشدهم إلى تدبر آياته والتفكر في معانيه، والإيمان بمحكمه ومتشابهه وما جاء فيه من عقائد وأخبار، والعمل بشرائعه وأحكامه؛ ذلك أنَّه كلام الله تعالى المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم الموحى به لفظًا ومعنى. فالقرآن قد اشتمل على الإيمان بالله ووحدانيته ورسله وكتبه وملائكته واليوم الآخر، كما اشتمل على التشريع والآداب، والقصص والترغيب والترهيب وغيرها، وهو في كل ذلك مقطوع بصحته إجمالا وتفصيلا، وتلقته الأمة بالقبول اعتقاداً وعملا، واستدل به العلماء في العقيدة والأحكام والآداب والأخلاق، وفي جميع المجالات المعرفية التي تكلَّم عنها القرآن تفصيلا وتصريحًا أو إشارةً وتلميحًا، وتاريخ المسلمين وتراثهم المعرفي شاهد صدق على ذلك.



فالصحابة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يستفيدون أحكام الشرع وعقائد الإسلام من القرآن الكريم الذي يتلقونه عن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فالرسول يبلغهم ما نزل إليهم من ربهم، ثمَّ يبيّن لهم ما يحتاجون إليه من إيضاح وتبيين، ويفصِّل لهم ما يحتاج إلى بيان وتفصيل، وهي رسالته التي جاء بها ومهمته التي أخبره الله تعالى عنها بقوله: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: الآية 44]، والصحابة ومن جاء بعدهم من المسلمين الصادقين يقبلون ذلك منه؛ لأنَّهم مأمورون باتباعه وطاعته والأخذ عنه، وهم يعلمون أنَّ طاعته هي طاعة لله، وأنَّ أوامره من عند الله تعالى، وقد عرفوا كلَّ ذلك من كتاب الله تعالى الذي يقرؤون فيه قوله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا البَلاغُ المُبِينُ} [المائدة: الآية 92] وقوله: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ} [الحشر: الآية 7]، وقوله: {مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً} [النساء: الآية80]. فطاعتهم للرسول هي طاعة لله الذي وضعه بهذا الموضع، فأعلى من مكانته، وأوجب اتباعه وحرَّم معصيته، وفي هذا المعنى يقول الشافعي: "وضع الله رسولَه من دينه وفرضه وكتابه الموضعَ الذي أبانَ جلَّ ثناؤه أنَّه جعله علمًا لدينه بما افترض من طاعته وحرَّم من معصيته، وأبان فضيلته بما قرن من الإيمان برسوله مع الإيمان به، فقال تبارك وتعالى: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ} [النساء: الآية 171] وقال: {إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَذِين آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَّمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [النور:الآية 62 ]... ففرض الله على النَّاس اتباع وحيه وسنن رسوله"(7).

فالرسول مبلِّغ عن الله تعالى كلامه وهو القرآن، ومبيِّن لمقاصد الشريعة وحدودها ومراميها ونهجها، وذلك بالسنَّة التي سنَّها؛ فهو أدرى النَّاس بكلام الله ومقاصده وأحكامه وتشريعاته، وما فيه من عقائد وأحكام وقواعد ونظم، فسنَّته شارحة ومبيِّنة ومفصِّلة، فالوحي ينزل والرسول يبلِّغ، والقرآن يحكي والرسول يشرح ويوضح، والعقائد تنزل والرسول يؤكِّد ويفصِّل، والأحكام تتوالى والسنَّة تشرح وتخصِّص، فالسنَّة بهذا:
"جاءت موافقة للقرآن الكريم، تفسِّر مبهمه وتفصِّل مجمله، وتقيِّد مطلقه وتخصِّص عامَّه(8)، وتشرح أحكامه وأهدافه"(9).
وقد أوضح الشافعي في "الرسالة" مكانة السنَّة وموقعها من الدين، فقال: "وسنَّة رسول الله مبيِّنة عن الله ما أراد، ودليل على خاصِّه وعامِّه، ثمَّ قرن الحكمة بها بكتابه فأتبعها إيَّاه، ولم يجعل هذا لأحد من خلقه غير رسوله"(10). ثمَّ أوضح الشافعي خلاف العلماء حول سنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهل تستقل بالأحكام أم لا؟ فأوجز ذلك وأجمله بقوله: "وقد سنَّ رسول الله مع كتاب الله، وسنَّ فيما ليس فيه بعينه نصُّ كتاب"، ثمَّ ذكر مذاهب العلماء وموقفهم من السنَّة فقال: "فلم أعلمْ من أهل العلم مخالفًا في أنَّ سننَ النبيِّ من ثلاثة وجوه، فاجتمعوا على وجهين، والوجهان يجتمعان ويتفرَّعان: أحدهما ما أنزل الله فيه نصَّ كتاب فبيَّن رسول الله مثلَ ما نصَّ الكتاب، والآخر ممَّا أنزل الله فيه جملة كتاب فبيَّن عن الله معنى ما أراد، وهذان الوجهان اللذان لم يختلفوا فيهما، والوجه الثالث: ما سنَّ رسول الله فيما ليس فيه نصُّ كتاب، فمنهم من قال: جعل الله بما افترض من طاعته وسبق في علمه من توفيقه لرضاه أن يسنَّ فيما ليس فيه نصُّ كتاب، ومنهم من قال: لم يسنَّ سنَّة قط إلا ولها أصلٌ في الكتاب، ومنهم من قال: بل جاءت به رسالة الله فأثبت سنَّته بفرض الله.."(11).



فهذه الأقوال التي نقلها الشافعي عن السنَّة ومكانتها واختلاف العلماء حول استقلالها بالتشريع أو كونها شارحة ومبيّنة لأصل ثابت في القرآن، تبرز مكانة السنَّة ومنزلتها من القرآن، فهي قد تأتي بما يوافق القرآن دون زيادة عليه في المعنى، وبذلك تقرِّر ما قرَّره القرآن، وقد تأتي مبيِّنة لما أجمله القرآن فهي شارحة ومفصِّلة، وهذان الأمران لا خلاف فيهما بين العلماء، أمَّا القسم الأخير فهو أن تأتي السنَّة بأمر لم يأتِ به القرآن وهو موضع اختلاف العلماء، إلا أنَّ الاختلاف بينهم ليس في كونه مقبولا وحجَّة بل في جهة الحجية، هل هي من أمر الله لنا باتباع النبي صلى الله عليه وسلم والأخذ عنه، أم من كون ما يأتي به لا يخرج عن الآيات التي جاء بها القرآن، أم من حفظ الله لنبيِّه وتوفيقه له بحيث لا ينطق إلا حقًا ولا يقول إلا صدقا؟. فالعلماء كلُّهم متفقون على قبول ما جاءت به السنَّة، ولا أدل على ذلك من اهتمامهم بها اهتمامًا استنفد جهودهم في الدفاع عنها، وشغل أوقاتهم في تدوينها وروايتها وحفظها وصيانتها، ومن ثمَّ ابتكارهم لمنهج فريد في الحفظ والتثبت ونقد الرجال، حتى صار الاشتغال بالسنَّة وعلومها من أفضل الأعمال وأعظم القربات التي يتنافس فيها العلماء، قال النووي: "واعلم أنَّ علم الحديث من أفضل العلوم وأولاها بالاعتناء، وأحق ما شمّر فيه المبرّزون ومحققو العلماء"(12)، وقال البدر العيني: "إنَّ السنَّة إحدى الحجج القاطعة، وأوضح المحجَّة الساطعة... فصرف الأعمار في استخراج كنوزها من أهم الأمور"(13).

ويقول ابن رجب الحنبلي (14): "فالعلم النافع من هذه العلوم كلِّها ضبطُ نصوص الكتاب والسنَّة وفهم معانيها والتقيد في ذلك"(15). فالاشتغال بالسنَّة - إذن -من أفضل الأعمال وأعظم القربات ذلك أنَّها الميزانُ الراجحُ الذي توزن به الأعمال، والنَّبي صلى الله عليه وسلَّم هو القدوة والمثل "على أقواله وأعماله وأخلاقه توزن الأخلاق والأعمال والأقوال، وبمتابعته والاقتداء به يتميَّز أهلُ الهدى من أهل الضلال"(16).


والسنَّة مع القرآن عليهما مدار العلوم الشرعية كما أوضح ابن حجر(17)، وعلوم القرآن وعقائد الإسلام بأسرها وأحكام الشريعة المطهرة بتمامها تتوقف على بيانه صلى الله عليه وسلم كما فصَّل ذلك المباركفوري: "فسنَّته أنفُ العلوم الشرعية ومفتاحها، ومشكاة الأدلة السمعية ومصباحها، وعمدة المناهج اليقينية ورأسها، ومبنى شرائع الإسلام وأساسها، ومستند الروايات الفقهية، وقاعدة جميع العقائد، وسماء العبادات ومركز المعاملات.."(18). وبهذه الجملة الكبيرة من أقوال العلماء نتبيَّن أهمية السنَّة ومكانتها في العقائد والأحكام والأعمال والآداب، ولا نستغرب بعد ذلك اتفاقهم على هذا المعنى واهتمامهم بالردِّ والتشنيع على من ينكر شيئًا من السنَّة أو يقلِّل من أهميتها ويضعف من حجيتها بزعم الاستغناء عنها بالقرآن، وهي الدعوى القديمة المتجدِّدة التي تلقى في كل عصر من يتبناها ويدعو إليها، وهي موضع رفض ونقد وتشنيع من العلماء المخلصين الغيورين على الدِّين والسنَّة النبوية، ويعتبر الشافعي أول من تعرض لتلك الدعوى وأجاب عنها في كتابه جماع العلم (19)، كما أفرد لها السيوطي رسالته "مفتاح الجنَّة في الاحتجاج بالسنَّة" وممَّا قاله في ذلك: "وإنّ ممّا فاح ريحه في هذا الزمان وكان دارسًا بحمد الله تعالى منذ أزمان، وهو أنَّ قائلاً رافضيًا زنديقًا أكثر في كلامه أنَّ السنَّة النبوية والأحاديث المروية زادها الله علوًا وشرفًا لا يُحتجُّ بها، وأنَّ الحجَّة في القرآن خاصَّة"(20). وفي عصرنا تناول العلماء هذه الشّبهة وردوا على القائلين بها من المستشرقين والمتأثرين بهم من أبناء عصرنا، وأوضحوا أنَّ هذه الشبهة وإن كان ظاهرها يوهم رفع شأن القرآن إلا أنَّها في حقيقتها تدعو إلى هدم القرآن وتضييع أوامره(21).

(1) راجع: ابن منظور: لسان العرب، مادة "سنن"، وأبو البقاء الكفوي: الكليات3/9ـ10 و أحمد رضا: معجم متن اللغة، باب" سنن".مكتبة الحياة، بيروت.
(2) راجع: الزركشي: البحر المحيط 6/6. الشيخ عبد الفتاح أبو غدة: لمحات من تاريخ السنَّة وعلوم الحديث ص 7، مكتبة المطبوعات الإسلامية – حلب، الطبعة الأولى 1984م. الدكتور وهبة الزحيلي: أصول الفقه الإسلامي 1/ 450، دار الفكر – دمشق، الطبعة الأولى 1986م.
(3) راجع: الشيخ عبد الفتاح أبو غدة: لمحات من تاريخ السنة وعلوم الحديث ص 7، الدكتور وهبة الزحيلي: أصول الفقه الإسلامي 1/ 450، أبو البقاء الكفوي: الكليات 3/10.
(4) راجع: الشيخ عبد الفتاح أبو غدة: لمحات من تاريخ السنة وعلوم الحديث ص 8.
(5) راجع: الفيروزآبادي: القاموس المحيط مادة "حدث" أبو البقاء الكفوي: الكليات 3/10.
(6) راجع: أبو البقاء الكفوي: الكليات 3/10.
(7) الشافعي: الرسالة ص 73، 76 تحقيق: الشيخ أحمد شاكر، الطبعة الثانية 1979م، دار التراث- القاهرة.
(8) -المجمل عند الأصوليين: هو المبهم الذي لا يعقل معناه ولا يدرك مقصود اللافظ ومبتغاه، ومن وجوه الإجمال أن يكون اللفظ موضوعًا لمعنيين أو أكثر، والمراد به أحد معانيه كالعين والقُرء وسائر الألفاظ المشتركة، ومن وجوه الإجمال أيضًا أن يردَ لفظ موضوعه في اللسان العمومُ ولكنَّا نعلمُ أنَّ العقلَ ينافي جريانه على حكم العموم.
- والعام: هو اللفظ الواحد الدال من جهة واحدة على شيئين فصاعدًا مثل: الرجال والمشركون، أو هو لفظ يستغرق الصالح من غير حصر، والخاص: هو قصر العام على بعض أفراده، أو هو إفراد الشيء بالذكر.
- والمطلق: هو ما دلَّ على الماهية بلا قيد، أو هو ما دلَّ على شائع في جنسه، والمقيد: هو ما يقابل المطلق.
(راجع: الجويني: البرهان 1/269، 281 -282، الغزالي: المستصفى 1/345، 2/ 32، الزركشي: تشنيف المسامع 2/641، 715، 809، الشوكاني: إرشاد الفحول ص 112، 141، 164، 167 ).
(9) الدكتور محمد عجاج الخطيب: السنَّة قبل التدوين: المقدمة ص د، الطبعة الأولى 1963م، مطبعة أحمد مخيمر- مصر.
(10) الشافعي: الرسالة ص79.
(1 ) الشافعي: الرسالة ص 88، 91، 92.
(12) النووي: إرشاد طلاب الحقائق ص54، تحقيق الدكتور نور الدين عتر، الطبعة الثالثة 1412 ه، مطبعة الصباح ـ دمشق.
(13) العيني: عمدة القاري: مقدمة الجزء الأول، إدارة الطباعة المنيرية ـ مصر.
(14) هو عبد الرحمن بن أحمد بن رجب البغدادي ثمَّ الدمشقي الحنبلي، مهر في فنون الحديث أسماء ورجالا وعللا وطرقًا واطلاعًا على معانيه، صنَّف شرح الترمذي، وشرح الأربعين النووية، وطبقات الحنابلة، كان شديد الميل لآراء ابن تيمية ثمَّ أظهر الرجوع عنها، توفي سنة( 795 ه ).( راجع: ابن حجر العسقلاني: إنباء الغمر بأنباء العمر 1/460، تحقيق: الدكتور حسن حبشي، طبع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، القاهرة 1998م).
(15) ابن رجب الحنبلي: فضل علم السلف على الخلف ص37، مكتبة الكليات الأزهرية.
(16) ابن قيّم الجوزية: تهذيب الإمام ابن القيم على سنن أبي داود 1/3، 4، مطبعة أنصار السنة المحمدية.
(17) راجع: ابن حجر العسقلاني: نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر ص3، تحقيق الكتور نور الدين عتر، الطبعة الأولى 1992م، مطبعة الصباح- دمشق.
(18) المباركفوري: تحفة الأحوذي 1/10ـ11، دار الكتب العلمية ـ بيروت.
(19) راجع: الشافعي: جماع العلم ص 4 وما بعدها، الطبعة الأولى 2002م، دار الآثار- القاهرة، وراجع: الدكتور مصطفى السباعي: السنَّة ومكانتها في التشريع ص 139.
(20) السيوطي: مفتاح الجنَّة في الاحتجاج بالسنَّة ص 2، إدارة الطباعة المنيرية- مصر، د.ت.
(21) من هؤلاء العلماء: الشيخ المرحوم الدكتور مصطفى السباعي في كتابه القيم: السنَّة ومكانتها في التشريع، وقد أفرد لها جزءًا كبيرًا من كتابه، راجع: ص 149 وما بعدها.
ومن المعاصرين: الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي في كتابه: يغالطونك إذ يقولون ص165-190، الطبعة الثالثة 2000م، دار الفارابي، دمشق، والدكتور محمد عمارة في كتاب: حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين( تأليف مجموعة من العلماء) ص 395 وما بعدها، طبع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، القاهرة 2002م. وغير هؤلاء.

-------------------------

ودمتم ...
 

هدوء

عضو فعال
ريجريجو و عابر سبيل جزاكم الله عنى ألف خير

و الله ما قصرتوا يا إخوان ...هذا بالضبط ما كنت أحتاج أن أقرأه

و إذا يوجد عندكم مزيد من التفاصيل...حول بداية التدوين و كيف تمت و فى أى بلد

يعنى هل تم الإهتمام بتدوين السنه لأن الإمور الفقهيه و الشرعيه لم تكن واضحه؟

لأننا نؤمن بأن السنه النبويه هى المذكره التفسيريه و التفصيليه للقرآن و لجميع شئون حياتنا
كيف تم التأكد بأنه لا يوجد أحاديث مدسوسه من قبل اليهود أو المعادين للإسلام
هل يوجد عندكم تفاصيل عن علم الجرح و التعديل (علم الرجال)
الرجاء لا تبخلوا بأى معلومه ممكن أن تكون مفيده جدا
و بإنتظار المزيد إن وجد
 

regrego

عضو مخضرم
تدوين السنة في عهد التابعين
تلقى التابعون الرواية على أيدي الصحابة، فكان للتابعين دور بارز ومهم في تدوين السنة، فانتشرت كتابة الحديث في هذا العصر على نطاق مما كان في زمن الصحابة إذ أصبحت الكتابة ملازمة لحلقات العلم المنتشرة في الأمصار الإسلامية آنذاك. ولعل من أسباب ذلك التوسع ما يلي:
*- انتشار الروايات وطول الأسانيد وكثرة أسماء الرواة وكناهم وأنساهم..
*- موت كثير من حفاظ السنة من الصحابة وكبار التابعين فخيف بذهابهم أن يذهب كثير من السنة..
*- ضعف ملكة الحفظ مع انتشار الكتابة بين الناس وكثرة العلوم المختلفة..
*- ظهور البدع والأهواء وفشو ظاهرة الكذب وزوال كثير من أسباب الكراهة. (5)
لذلك فقد ظهرت بعض تلك الأحاديث المدونة والصحف الجامعة للحديث الشريف التي اعتنى بكتابتها أكابر التابعين. ومن أشهر ما كتب في هذا العصر: صحيفة أو صحف سعيد بن جبير، وصحيفة بشير بن نهيك كتبها عن أبي هريرة وغيره، وصحيفة مجاهد بن جبير تلميذ ابن عباس.. (6) وغير ذلك من الصحف الكثيرة التي رويت عن التابعين والتي كانت هي الأساس الثاني بعد صحائف الصحابة (ض) لما دون وصنف في القرنين الثاني والثالث.
وهكذا كاد القرن الأول الهجري أن ينتهي ولم يصدر أحد من الخلفاء الأمر بجمع الحديث وتدوينه، بل تركوه موكولاً إلى حفظ العلماء والرواة وضبطهم، وبعض الكتابات على المستوى الفردي إلى أن جاء الخليفة الخامس عمر بن عبد العزيز وأحس بالحاجة الملحة لحفظ السنة، فكتب إلى الأمصار أن يكتبوا ما عندهم من الحديث ويدونوه حتى لا يضيع بعد ذلك. فقد اخرج البخاري في صحيحه عن عبد الله بن دينار قال: "كتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن حزم: "انظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكتبه فإني خفت دروس العلم وذهاب العلماء، ولا تقبل إلا حديث النبي صلى الله عليه وسلم ولتفشوا العلم وتجلسوا حتى يعلم من لا يعلم فإن العلم لا ينهلك حتى يكون سرا"(7) .
وكنب إلى علماء المسلمين في الأمصار المختلفة، وكان ممن كتب إليهم الإمام محمد بن مسلم الزهري (تـ 124هـ)، فعن ابن شهاب الزهري قال: "أمرنا عمر بن عبد العزيز بجمع السنن فكتبناها دفترا دفترا فبعث إلى كل أرض له عليها سلطان دفتراً" (8) حيث استجاب لطلب عمر بن عبد العزيز..
وكان تدوين الإمام الزهري للسنة عبارة عن جمع ما سمعه من أحاديث الصحابة من غير تبويب على أبواب العلم، وربما كان مختلطا بأقوال الصحابة وفتاوى التابعين، وهذا ما تقتضيه طبيعة البداءة في كل أمر جديد، وبذلك مهد الإمام الزهري الطريق لمن أعقبه من العلماء والمصنفين، ووضع حجر الأساس في تدوين السنة في كتب خاصة.

- تدوين السنة في القرن الثاني الهجري
ثم نشطت حركة التدوين بعد ذلك، وأخذت في التطور والازدهار، وتعاون الأئمة والعلماء في مختلف الأمصار، على خدمة السنة وعلومها. وكان لهذا الجيل الريادة في ابتداء التدوين المرتب على الأبواب والفصول، كذلك
*- تطور التدوين في هذا القرن عن مجرد الجمع للأحاديث في الصحف بدون ترتيب ولا تبويب الذي كان في القرن السابق إلى التصنيف الذي هو الترتيب والتبويب والتمييز وجمع الأحاديث المتناسبة في باب واحد، ثم جمع جملة من الأبواب في مصنف واحد.
*- هذه المصنفات المكتوبة جمعت في هذا العصر قد جمعت إلى جانب أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم المجموعة من الصحف والكراريس التي دونت في عصر الصحابة والتابعين ومن أفواه الرجال أقوال الصحابة وفتاوى التابعين، بعد أن كانت تتناقل مشافهة..
وقد حملت مصنفات علماء القرن الثاني عناوين (موطأ- مصنف- جامع- سنن..) وبعضها كان بعناوين مثل (الجهاد- المغازي- السير..)

- تدوين السنة في القرن الثالث الهجري
يعتبر القرن الثالث عصر السنة الذهبي الذي ونت فيه السنة وعلومها تدويناً كاملاً، ففيه دونت الكتب الستة التي اعتمدتها الأمة فيما بعد، وفيه ظهر أئمة الحديث وجهابذته، وفيه نشطت رحلة العلماء في طلب الحديث، ولذلك جعل كثير من أهل العلم هذا القرن الحد الفاصل بين المتقدمين والمتأخرين من نقاد الحديث.
وقد تميز التدوين في هذا القرن بما يلي(10) :
*- تجريد أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وتمييزها عن غيرها بعد أن كانت قد دونت في القرن الثاني ممزوجة بأقوال الصحابة وفتاوى التابعين.
*-الاعتناء ببيان درجة الحديث من حيث الصحة والضعف.
*- تنوع المصنفات في تدوين السنة، فبدأ علماء هذا العصر ينهجون في مصنفاتهم مناهج جديدة وطرقا مختلفة. ومن أشهر طرق التصنيف في هذا العصر تصنيف المسانيد • .
وفي هذا العصر أيضا أصبح لكل نوع من أنواع الحديث علماً خاصاً، مثل علم الحديث الصحيح، وعلم المرسل، وعلم الأسماء والكنى وهكذا. وأفرد العلماء كل نوع منها بتأليف خاص
يتبع
 

regrego

عضو مخضرم
السنة من القرن الرابع إلى أوائل القرن السابع
شهد هذا الدور حركة نشطة في سبيل ترتيب الحديث وتهذيب مصنفاته وتنقيحها حتى عد هذا الدور دور المصنفات الجامعة وظهور فن علوم الحديث مدوناً، فبرزت مصنفات على غرار مصنفات القرون السابقة. فمنهم من صنف في الصحيح (كصحيح ابن خزيمةـ وصحيح ابن حبان)، ومنهم من جمع السنن، ومنهم من اهتم بالمسانيد. كما ظهرت مصنفات من نوع آخر بعضها اهتم بجمع الحديث وترتبه أو شرحه، وبعضها تخصص في علوم الحديث كعلم الرجال وعلم مصطلح الحديث. ونهج علماء هذا القرن مناهج مختلفة في التصنيف فتنوعت مؤلفاتهم..

- السنة النبوية من القرن السابع إلى القرن العاشر
بلغ التصنيف في هذا الدور كماله التام، فوضعت مؤلفات استوفت أنواع هذا علم الحديث، وجمعت إلى ذلك تهذيب العبارات وتحرير المسائل بدقة. وقد برز في هذا الطور علماء كبار أحاطوا بالحديث حفظاً، واضطلعوا من فنونه وأحوال أسانيده ومتونه دراية وعلما..
ومن أبرز علماء هذا الفن في هذا الطور الإمام المحدث أبو عمرو عثمان بن الصلاح (تـ643هـ)، في كتابه المشهور "علوم الحديث"، فقد جمع فيه ما تفرق في الكتب السابقة، واستوفى أنواع علوم الحديث..

- السنة النبوية بعد القرن العاشر إلى عصرنا الحالي
اتسم هذا الدور على العموم بسمة الركود والجمود، حيث توقفت الحركة الاجتهادية في هذا الفن كما توقفت الحركة الإنتاجية. وفي مقابل ذلك كثرت المختصرات في علوم الحديث شعراً ونثراً. وانصبت مجهودات الكتاب بإعادة اجترار عبارات السابقين. ومن المؤلفات البارزة في هذا لبدور: "المنظومة البيقونية" لعمر بن محمد بن فتوح البيقوني الدمشقي (تـ 1080هـ)، و"توضيح الأفكار" لمحمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني (تـ 1182هـ)..
خاتمة
يكاد يجمع علماء هذا الشأن على أن كتب السنة بأشكالها المتنوعة ومناهجها المختلفة دونت جميعها في القرون الخمسة الأولى. وبانتهاء القرن الخامس انتهى عصر الرواية وجُمِعَتِ الأحاديث في كتب أئمة الحديث.. وقد ظهر في كل قرن من قام بخدمة السنة وعلومها، اقتصر عمل هؤلاء على خدمة هذا التراث وترتيبه وتهذيبه، فميزوا الصحيح من السنة من سقيمها، وقاموا بشرح غريبها واستنباط فقهها. كما أفردوا مدونات اهتمت بدراسة الرجال جرحا وتعديلا. وهذه المجهودات جميعها أثمرت في النهاية تصورا كاملا لما اصطلحوا عليه بعلم "مصطلح الحديث
مصادر السيرة النبوية
اهتم المسلمون اهتماما كبيرا بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسننه، ومختلف مراحل حياته ومناقبه ومغازيه. وكانت مختلف هذه الأحاديث محفوظة في الصدور ابتداء وتروى شفاهيا من لدن الصحابة والتابعين قبل أن تدون في مدونات خاصة في آخر القرن الأول الهجري، ومن ذلك ما يتعلق بسيرة النبي ومغازيه.

ومن أهم مصادر السيرة النبوية:

القرآن الكريم: يحتل القرآن الكريم مقدمة مصادر السيرة، حيث يتضمن الكثير من التفاصيل عن حياة النبي عليه السلام حول مختلف مراحل حياته، ويتضمن وصفاً للعديد من الأحداث والغزوات. وقد اشتملت سورة الأحزاب مثلا على كثير من تفاصيل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مع أزواجه وأصحابه كما تضمنت تفاصيل كثيرة عن غزوة الأحزاب.

السنة النبوية: ويلي القرآن في الأهمية كُتُب الحديث المتنوعة، حيث حوت هذه المصنفات جل تفاصيل السيرة سواء مما رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه أو مما رواه عنه أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين. ثم إن كتب الحديث وشروحها تناولت الكثير من المغازي والأحداث التاريخية، وحوت معلومات مهمة في هذا المجال.
السيرة تروى كجزء من الحديث
وقد شغلت السيرة النبوية حيزاً غير قليل من الأحاديث، فالذين جمعوا الأحاديث لم تخل كتبهم غالبا من ذكر ما يتعلق بحياة النبي ومغازيه، وخصائصه، ومناقبه، ومناقب صحابته، وقد استمر هذا المنهج حتى بعد انفصال السيرة عن الحديث في التأليف.
فموطأ مالك بن أنس (المتوفى 179هـ)، لم يَخْلُ من ذكر جملة الأحاديث فيما يتعلق بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وأوصافه، وأسمائه، وذكر ما يتعلق بالجهاد.

وصحيح الإمام أبي عبد الله البخاري (المتوفى 256هـ) ذكر فيه قطعة كبيرة مما يتعلق بحياة النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وبعدها، كما ذكر كتاب "المغازي" وما يتعلق بخصائصه وفضائله عليه الصلاة والسلام، وفضائل أصحابه ومناقبهم، وذلك كله لا يقل عن عشر الكتاب، وكذلك صحيح الإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج (المتوفى 261هـ) اشتمل على جزء كبير من سيرة النبي، وفضائله، وفضائل أصحابه، والجهاد والسير.

*- كما أن كتب أسباب النزول والناسخ والمنسوخ في القرآن، وكتب التفسير تعد من أهم المنابع التي تستقى منها معلومات عن السيرة النبوية.
*-كتب السيرة المتخصصة: تعتبر سيرة ابن إسحاق أهم وأوثق كتب السيرة المتخصصة التي وصلت إلينا بتهذيب ابن هشام ..ومغازي الواقدي، وثالث كتب السيرة المهمة هو الطبقات الكبرى لمؤلفه محمد بن سعد ( ت .230هـ) ..
*- كتب الدلائل والشمائل: ومن أهمها كتاب: "دلائل النبوة" للبيهقي، وأيضا كتب الخصائص، ومن أبرزها كتاب "غاية السول في خصائص الرسول" لابن الملقن..
أما المتأخرون الذين كتبوا في السيرة النبوية فقد اعتمدوا على كتب الحديث إلى جانب كتب السيرة المتخصصة، ويبرز هذا المنهج بوضوح بشكل خاص في كتاب "عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير" لابن سيد الناس. وفي قسم السيرة من كتابه "البداية والنهاية" لابن كثير
 

regrego

عضو مخضرم
علم الجرح و التعديل:

الجرح عند المحدثين هو الحكم على راوي الحديث بالضعف لثبوتب ما يسلب أو يخل بعدالته أو ضبطه. و التعديل هو عكسه، و هو تزكية الراوي و الحكم عليه بأنه عدل ضابط.

فعلم الجرح و التعديل هو ميزان رجال الرواية ، به نعرف الراوي الذي يُقبَل حديثه و نميزه عمن لا يُقبَل حديثه. و من هنا اعتنى به علماء الحديث كل العناية، و بذلوا فيه أقصى جهد، و تكبدوا المشاق، ثم قاموا في الناس بالتحذير من الكذابين و الضعفاء المخلطين و لقد انعقد إجماع العلماء على مشروعيته، بل على وجوبه للحاجة الملجئة إليه.

ولقد اشتُرِطت شروط لا بد من أن تتوفر في الجارح و المعدل لكي تجعل حكمه منصفاً كاشفاً عن حال الراوي، كالعلم، و التقوى، و الورع، و الصدق، واليقظة التي تحمله على التحري و الضبط و أن يكون عالِماً بأسباب الجرح و التعديل و بتصاريف كلام العرب فلا يضع اللفظ لغير معناه.

ولقد تعجب علماء الغرب و قالوا نحن لا نتصور أنَّ أي حضارة ينشأ فيها علم كهذا، لأنه علم يحتاج إلى جهد كبير و إنفاق الأموال و السفر ... و لكن لو علموا كيف كان حب المسلمين لرسول الله صلى الله عليه و سلم، و كيف كان الواحد منهم يفديه بروحه كما فعل ذاك الصحابي في معركة أُحُد وهو سيد الأنصار، حيث جعل من نفسه و صدره و وجهه درعاً لرسول الله صلى الله عليه و سلم، و عندما انتهت المعركة أرسل النبي عليه الصلاة و السلام يتفقده، جاءه الصحابة فوجدوه ملقياً على الأرض على شفير الموت، سألوه عن حاله فقال لهم: " كيف رسول الله صلى الله عليه و سلم؟ قالوا: بخير، قال:إذاً أنا بخير و الحمد لله ، بلِّغوا عني الأنصار ، لأن متم جميعاً فداءً للنبي صلى الله عليه و سلم خير لكم من أن يجرح رسول الله صلى الله عليه و سلم بجرح ".

لذلك شعر علماء المسلمين أنهم بعملهم هذا ( و هو تدوين السنة ) إنما يدافعون عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و عن حديثه، فكان الواحد منهم يشقي نفسه و يفني عمره بالسهر و التعب و السفر و إنفاق الأموال في سبيل المحافظة على سنّة الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم ، جزاهم الله تعالى عن أمة الإسلام كل خير.
 

regrego

عضو مخضرم
الله يعينك نقلت لك الكثير !!

أهم كتب الرواية في القرنين الثاني و الثالث هجري:

1- موطأ مالك : و يعود تدوين هذا الكتاب إلى منتصف القرن الثاني هجري ، وقد استغرق تصنيفه و جمعه و تحريره أربعين عاماً. أما عن تسميته، فقد رُوِيَ عن الإمام مالك أنه قال : " عرضتُ كتابي هذا على سبعين فقيهاً من فقهاء المدينة، كلهم وطَّأني عليه فسمَّيته الموطأ، ( وطَّأ أي وافق ).

جمع في الموطأ 1720 حديثاً مرفوعاً و600 مرسلاً و222 موقوفاً و أقوال التابعين وفتاويهم.

و الموطأ له مكانة عالية جداً و أغلب ما فيه صحيح. قال الشافعي: " ما على ظهر الأرض كتاب بعد كتاب الله أصح من موطأ مالك ". ولم يكن كتاب البخاري قد ظهر بعد.

2- مُسنَد الإمام أحمد: دوَّنه في أول القرن الثالث هجري و يُعتبَر من أشهر دواوين السُنة المشهورة وأجمعها للأحاديث، فقد وضع فيه الإمام أحمد قُرابة ثلاثين ألف حديث، انتقاها من نحو سبعمائة وخمسين ألف حديث. ولقد راعى فيه تسلسل نظام الطبقات بالنسبة للصحابة الذين أسند إليهم الحديث، حيث قدَّم أولاً أحاديث العشرة المُبَشَّرين بالجنة وأولهم الخلفاء الأربعة ثم بعدهم أحاديث أهل البيت وأقدم الصحابة إسلاماً ...

أكثر أحاديث المسند صحيحة بل وفيه من الأحاديث الصحيحة زيادة على ما في الصحيحين بل والسنن الأربعة، وفيه الحديث الحسن والضعيف، ويُقال إنَّ فيه بعض الأحاديث الموضوعة ولكن ما وُجِدَ فيه لا يزيد عن أربعة أحاديث وقد اعتُذِرَ عنها بأن تركها الإمام أحمد سهواً، و قد عاجلته منيَّته قبل إتمام تنقيح المسند منها، و قيل هي من زيادة ابنه عبد الله بن أحمد.

3- صحيح البخاري: و يسمى الجامع الصحيح و يُعتَبَر صحيح البخاري عند أهل السُنة و جمهور الفقهاء والأصوليين أصح كتب السنة والأحاديث على الإطلاق، بل هو عندهم أصح كتاب بعد القرآن الكريم.

ويُعتبَر صحيح البخاري أول كتاب دُوِّنَ في بداية النصف الثاني من القرن الثالث هجري، وقد بذل الإمام البخاري في تصنيف كتابه " الجامع الصحيح " جهداً كبيراً ووقتاً طويلاً بلغ ستة عشر عاماً حتى جمعه.

وقد اختار أحاديثه من ستمائة ألف حديث، واقتصر على إخراج الصحيح منها ولم يستوعب كل الصحيح بل اختار منه ما وافق شرطه، وقد ترك من الصحيح أكثر مما أثبته لئلا يطول الكتاب. جمع الإمام البخاري في كتابه هذا نبذة من أحاديث الأحكام والفضائل والأخبار والأمور الماضية و المستقبلية بالإضافة إلى الآداب والرقائق والدعوات والمغازي والسِّيَر لذلك سمي كتابه بالجامع الصحيح . وما كان من الأحاديث غير المسندة مما لم يتصل سنده من المعلقات، مما حُذِفَ من أول سنده راوِ أو أكثر فهذا خارج عن نمط الكتاب ومنهجه وموضوعه و مقاصده ، وإنما أورده البخاري للإستشهاد فقط في تراجم أبواب الكتاب ولا يوجد شيء منها في صلب الكتاب. و مما ينبغي أن يُعلَم أنَّ ما أورده البخاري منها بصيغة الجزم مثل " قال " و " ذكر " وروى " فهذا يفيد الصحة إلى من علَّق عنه، وأما ما علَّقه عن شيوخه بصيغة الجزم فليس من المعلَّق و إنما هو من المتصل و قد يعلِّق البخاري الحديث في بعض المواضع من الجامع الصحيح و هو بسند متصل في مكان آخر في نفس الصحيح و قد يكون الحديث معلقاً عنده في الصحيح و هو صحيح متصل عند مسلم أو عند غيره من أصحاب كتب السنة المشهورة. أما إذا كان المعلق بصيغة لا تدل على الجزم و يقال لها صيغة التمريض مثل " قيل "و " يُروى " و"يُذكر"، فهذا لا يستفاد منه الصحة ولا عدمها بل يحتمل.

أحاديث الجامع الصحيح على ما حققه ابن حجر بلغت 2602 حديثاً غير مكرراً، و إنَّ جملة ما فيه من الأحاديث المكررة سوى المعلقات والمتابعات 7398 حديثاً و جملة ما فيه من المعلقات 341 وجمع ما فيه بالمكرر 9082.

أجمع شروحه:

1- فتح الباري شرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر العسقلاني الشافعي .

2- عمدة القاري بشرح البخاري للعيني الحنفي
.

4- صحيح مسلم : يسمى الجامع الصحيح و يُعتبَر ثاني كتب الصحاح. استغرق جمعه 12 عاماً، وقد انتقاه من ثلاثمائة ألف حديث. جملة ما في صحيح مسلم دون المكرر أربعة آلاف حديث وهو بالمكرر يزيد على صحيح البخاري لكثرة طُرُقه. لم يستوعب البخاري ومسلم في صحيحيهما كل الأحاديث الصحيحة ولا التزما إخراج كل الصحيح وإنما أخرجا من الصحيح ما هو على شرطهما. فقد رُويَ عن البخاري أنه قال: " ما وضعتُ في كتابي الجامع إلا ما صح و تركتُ من الصحاح مخافة الطول ". وقال مسلم: " ليس كل شيء عندي صحيح وضعتُه هنا وإنما وضعتُ ما أجمعوا عليه ". إذاً فإنَّ كثيراً من الأحاديث الصحيحة توجد عند غيرهما من الكتب المعتمَدة ، ممن التزم أصحابها إخراج الصحيح فيها كمستدرك الحاكم وصحيح ابن حِبَّان و صحيح ابن خزيمة. والصحيح أن يُقال إنه لم يفُت الأمهات الست - الصحيحين و السنن الأربعة ( سنن أبي داود وسنن الترمذي و سنن ابن ماجه و سنن النَّسائي ) - إلا اليسير من الأحاديث الصحيحة و توجد هذه الزوائد من الأحاديث الصحيحة في مسند أبي يعلى و البزَّار و بقية السنن الأخرى.

5- سنن أبي داود: اعتنى أبو داود بأحاديث الأحكام خاصة و انتقى صحيحه من خمسمائة ألف حديث واشتمل على أربعة آلاف حديث من أحاديث الأحكام خاصة، لذلك فهو مرجع للفقهاء في أحاديث الأحكام. وهذا الكتاب هو أول السنن الأربعة و أقدمها منزلة بعد الصحيحين. قال أبو داود: " قد ذكرتُ فيه الصحيح وما يقاربه وما كان فيه وهن شديد بيَّنتُه و ليس في كتابي هذا الذي صنَّفتُه عن رجل متروك الحديث شيء ". و لكن مع هذا فهو لا ينص على صحة الحديث ولا ضعفه، فيسكت عنه. وما سكت عنه في منهجه صالح للإحتجاج به و لكن العلماء تتبعوا أحاديث السنن و دققوا فيها وحكموا عليها.

6- جامع الترمذي: ويسمى سنن الترمذي، ويُعتبَر في المرتبة الثانية بعد سنن أبي داود. التزم فيه الترمذي بأن لا يُخَرِّج إلا حديثاً عَمِلَ به فقيه أو احتج به مجتهد. ولم يلتزم الترمذي بإخراج الصحيح فقط و لكنه أخرج الصحيح ونصَّ على صحته و أخرج الحسن و بيَّنه و نوَّه به وأكثر من ذِكره وهو الذي شهره، وأخرج الحسن الصحيح. يُعتبَر كتاب الترمذي من مظان الحديث الحسن. وأخرج أيضاً الضعيف ونصَّ على ضعفه وأبان علته وأخرج بعض الأحاديث المنكرة في باب الفضائل و نبَّه عليها غالباً. تميَّز كتابه بالاستدلالات الفقهية واستنباط الأحكام من الأحاديث وبيَّن من أخذ بها أو عمِلَ بها من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين من فقهاء الأمصار. وقد تضمَّن كتابه أيضاً كتاباً آخر سماه " العلل "، كشف فيه علل بعض الأحاديث و بذلك يكون جامع الترمذي قد تضمَّن فوائد كثيرة.

7- سنن النَّسائي: صنَّف النسائي "سننه الكبرى" التي تُعتبَر أقل الكتب - بعد الصحيحين - حديثاً ضعيفاً ورَجُلاً مجروحاً ، ثم استخلص منه " السنن الصغرى " و تسمى " المجتبى " و هذا الكتاب هو أقل السنن حديثاً ضعيفاً و عدد أحاديثه 5761 حديثاً.

8- سنن ابن ماجه: يُعتبَر هذا الكتاب أدنى الكتب الستة في الرتبة. رتب ابن ماجه الأحاديث فيه على أبواب الفقه شأنها شأن السنن الأخرى. جمع فيه 4341 حديثاً منها 3002 حديثاً أخرجها أصحاب الكتب الخمسة و 1339 حديثاً زائداً عن الكتب الخمسة، منها 428 حديثاً صحيحالإسناد و613 حديثاً ضعيفاً والباقي 99 حديثاً ما بين واهٍ أو منكر أو موضوع.



خلاصة: إنَّ أصحاب السنن الأربعة لم يلتزموا إخراج الصحيح فقط كما فعل صاحبا الصحيحين البخاري ومسلم، بل أخرجوا الصحيح والحسن والضعيف، وتتفاوت كتبهم في المنزلة بحسب تفاوتهم في العلم والمعرفة، ولقد كان منهجهم في التأليف هو ترتيب الأحاديث على أبواب الفقه والاقتصار على أحاديث الأحكام. أما أصحاب الجوامع فقد تناولوا مع أحاديث الأحكام أحاديث العلم والوحي والتفسير والمغازي والسَّيَر والقصص والفتن و أشراط الساعة و غير ذلك من المواضيع العامة الجامعة لكثير من الأبواب.

و نخلص إلى القول أن كل ما في صحيح البخاري و مسلم صحيح و أغلب ما في السنن الأربعة صحيح.
 
أعلى