الحكم لن يطفئ شموعاً أضاءت الطريق
نص الكلمة التى القاها عبدالجليل السنكيس في الاعتصام امام المحكمة صباحا
13 أكتوبر 2009م
(الكلمة التي ألقيت في الأعتصام أمام المحكمة قبل صدور الحكم على معتقلي كرزكان بالبراءة)
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، منهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا"
إننا هنا لنحي أولئك الأبطال الأحرار ونرفع شممنا وهاماتنا ورؤوسنا بهم.
إننا هنا لنسمعهم ونسمع القاضي ونسمع النظام ونسمع العالم:" فلتقض ما أنت قاض. إنما تقضي هذه الحياة الدنيا"
ليكن حكمكم بالتغييب على أولئك النشطاء ما يكون، فوالله لن يزيدهم ذلك إلا سطوعاً في هذا العهد الحالك.
فهم شموع قاومت لتبقى منيرة تبدد الظلمة وتكشف الأكاذيب.. ودعاوى الإصلاح والتغيير، وترجع الذاكرة بما حصل للأجداد في هذه البلاد.
لن يكون الحكم إلا تعبيراً عن الحقد تجاه أبناء هذا الشعب الذي كل قضيته ومطالبه هو أن يعيش بعزة وكرامة في موطنه ومسقط رأسه.
هذا الدرب لن ينتهي.. وهذه المطالب لن تتوقف مهما كان الحكم اليوم قاسياً على أولئك الشباب.
ستظل المطالب بالإصلاح الشامل والحقيقي على المستويات السياسية والإقتصادية والحقوقية قائمة. وستتواصل رتل الضحايا في سبيل ذلك، فلن يكون أبناء القرية الصامدة " كرزكان" نهاية القائمة. بل هم في مقدمة الركب ومن أوائل المضحين في سبيل الإصلاح الحقيقي.
هم.. أبناء محمد وعلي وفاطمة (عليهم السلام)
هم.. أبناء الحسن والحسين (عليهم السلام)
هم.. أبناء كربلاء.. أبناء التضحية والفداء، وعليه ، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
هم مطمئونون لقضاء الله وقدره، مسلّمون له راغبون في رضاه، طامعون في ثوابه ومستعدون للمزيد من العطاء.
وعليه؛
فإننا هنا لا نندبهم.. لا نبكي عليهم.
إننا هنا نقول لهم وللعالم.. إننا فخورٌ بهم.. رفعوا رؤوسنا عالياً، وكشفوا الزيف والتضليل فيما يحدث في هذا العهد "الجديد".
بالنسبة للنظام نقول:
أبناء كرزكان.. هم أبناء البحرين..
هم أبناء بو نفور.. العليوات.. والعلوي والشيخ جمال العصفور..
هم أبناء العلي والإسكافي ونوح.
هم أبناء تلك الدماء الزكية التي لا زالت غضة طرية ما دام للشعب قلب ينبض، وهو ينبض.
مطالب الشعب، لن يغطي عليها أو تحيدها هذه القضية أوتلك التي يحاول النظام تغليفها بالغلاف الأمني، ورفعها بأي "رافعة " شاء.
المشاركة في صناعة القرار من خلال دستور ديمقراطي عصري يكتبه الشعب بيده، سيظل مطلباً حياً، قائماً وفي مقدمة المطالب.
لن نقر بما حدث في الظلام في 14 فبراير 2002م.. لن نعطي الشرعية لتلك الوثيقة التي سلبت إرادة الشعب وألغته، كما ألغت وجود التعاقد بين شعب البحرين والعائلة.
سنعمل على اسقاط تلك الوثيقة وكشفها وتعريتها أينما نحل ونذهب.
سنقول للعالم بأن النظام لا يرى وجوداً غيره، ولايعتد بوجود الشعب.
وإن تلك التجميلات والتضليلات عبر ما يعبر عنه بصناديق الإقتراع، ما هي إلا خدعة لم ولا تنطلي على أبناء الشعب ويعرفها العالم.
وليعقد النظام ما يريد من انتخابات يسمح فيها للموطنين والمجنسين بالمشاركة، وليتلاعب بالدوائر وليتحكم بالأصوات، كلها لن تضف أمر مهماً؛ الشرعية الحقيقية والإعتراف بالشعب.
إن هذه المحاكمات، وما شابهها دليل على عدم صدق النظام في توجهه بفتح صفحة بيضاء مع الشعب. إنها وضع القاطرة على السكة الخطأ، حيث تأخذ البلاد الى المجهول والظلام، وإن دلائل ذلك ماثلة أمامنا.
سلامنا للابطال الأحرار ونقول لهم:
طابت نفوسكم، وعلت هاماتكم، فإنتم بعين الله التي لا تنام، وإن الله غالب على أمره. وهو حافظكم وراعيكم وناصركم، وإننا نتطلع الى لقاءكم عن قريب. إنهم يرونه بعيداً ونراه قريبا.
صبراً .. صبراً آل ياسر، فإن موعدكم الجنة.. صبراً أيها الأهالي.. أيها الأحبة، فإن ما حدث لأبناءكم لاشك بعلم ورحمة الله. وما عليكم إلا الإحتساب والدعاء بالفرج وإن الله سبحانه وتعالي على كل شيئ قدير، وسيجمع بينكم وبينهم في القريب العاجل إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
