كويتي ملحد
عضو مميز
ألهمني لأكتب هذه المقالة (أو الخطاب) ما انتشر في مدونات بعض الكويتيين الغيورين على بلدهم. كويتيون قلة يريدون الكويت أن تكون قمة عالية بين القمم. كويتيون لم يكترثوا لما قد لا يحمد عقباه من الإعتقالات الدائمة بحق المدونون التي يسنها من يريد أخذ السيطرة في الكويت و وضع السيف على الرقبة. أما هذه الحملة فهي لإقالة رئيس مجلس الوزراء لتخاذله في منصبه.
ننادي يا أمير الكويت للتغيير نحن شباب الكويت. الكويت ثم الكويت ثم الكويت. ماذا أخذنا من المجلس حتى الآن؟ عشون سنة مرت إلا بضع أشهر مرت على الغزو العراقي المر المرير يا سمو أمير. ماذا كانت نتائج المجلس حتى الآن؟ أين الصحة أين الرياضة أين التطور أين التعليم؟ أين الوحدة الوطنية و المجلس موجود؟
الدول تتطول من حولنا و نحن قابعون في مكاننا لا نتحرك. الكويت أصبحت تحمل ثقلا في رجليها، ثقلا أحكمه خمسون شخصا بلا رحمة. منهم من نجح في الفرعيات المحرمة، و منهم من دفع الدنانير للكرسي، و منهم من حارب آخرون يخرب عليهم وصولهم للكرسي. لم ينجح المجلس حتى في بناء مستشفى جديدة، و لم يناقش أوضاع مستشفى الشيخ جابر. المواطن يلهث من التهب و ينام و هو يحلم و يتأمل لغد أفضل بالمجلس و الأعضاء الذين أعطى صوته الذهبي لهم و هم له غير مكترثين، لم لا و هم منعمون بأفضل الإمتيازات بعد الفوز في الإنتخابات؟ أصبح المجلس مصدر نعيق طائفي قبلي ديني. ولا يخفى هذا على الشعب الكويتي كله، فالنعرات القبلية تثار قبيل المجلس، و النعيق الطائفي الديني في أيامه.
حال حكومة الكويت الآن مخزي، فصار المجلس يضربها على وجهها باستهزاء، من رجال أنانيين قمعيين جاهلين. صارت الحكومة ضعيفة هزيلة مذمومة مأكولة لا كلمة لها و لا فعل. الحكومة هي التي تحكم الشعب، و ليس المجلس، الحكومة هي التي تسن القوانين و ليس المجلس، الحكومة هي الدولة و ليس المجلس، لكن للأسف هذا هو المفروض و ليست الحقيقة كما يجب أن تكون. لماذا أصبحت الحكومة خائفة من رجال فاشلين محترفي كلام سياسي؟ لماذا الحكومة هكذا هشة جدا، ينهش في لحمها من غدر بها من الأعضاء الذين أكلوا منها و تعلموا فيها و سكنوا على أرضها؟ ألا يجب على الحكومة أن تكون قوية؟ أن تكون لها الكلمة الأولى و الأخيرة؟
هذا هو حال الحكومة بوجود رئيس مجلس الوزراء الخائف، و هذا هو حال الكويت بوجود المجلس الذي يخيف الحكومة! و كلما زاد ضعفها أو ضعفه زادت شدة ضربة المجلس السخيف، الذي لا يعطي الشعب الكويتي أمل في الكويت. و حال المجلس و الحكومة في يومنا هذا كحال القطة التي توشك أن تمسك بالفأر بمخلبيه حتى تجهز عليه، و بعد ذلك تقدمه هدية للذي هو سيدها حتى يتخلص منه، و السيد هو الدين أو القبيلة. و حتى الشعب، فقد تعلم من هذا المجلس أن الحكومة هي سبب كل مشكلة في الكويت، و هي التي توقف التطور و النمو. بل و حتى كل أعضاء المجلس ضد الحكومة. و إذا أبحرنا في المنتديات السياسية في الكويت، فإن بعض الشخصيات تُذم ذما عجيبا لميلها لصف الحكومة أكثر من ميلها للمجلس! أصبح المجلس يبرمج عقل الشعب و يكرهه بالحكومة و بهذا يفرض المجلس سيطرته التامة.
قلت مؤخرا أنك تعشق الديموقراطية، و لكن هل هذه هي الديموقراطية التي تعشقها؟ ديموقراطية فاشلة تعيد الماضي كل أربع سنين، مع آفات جديدة. و لنعترف أننا لن نحقق الديموقراطية كاملة بوجود الصبغات الدينية و القبلية و العائلية. يا سمو الأمير نحتاج اليوم إلى الشخص القوي فعلا، شخص ذو قبضة حديدية على كل شيء. نحتاج إلى شخص عن خمسين يدير الكويت. شخص غير ديني ولا طائفي ولا قبلي. شخص كويتي، كويتي، كويتي. أنت ربان السفينة و قائدها، فلا تدعها تغرق جراء خمسون ثقب.
ستنكشف الحقيقة بالحل الغير الدستوري، و سيُكشف عن لب من كان فيه، و كما أصلا رأينا قبل ذلك ردود أفعال بعض الأعضاء تجاه كلام عن الحل الغير دستوري، لأن في الكويت، هناك من يريد دولته داخل دولة الكويت، هناك ما من يريد سن قوانين دولته الخاصة على الشعب عامة، هناك فعلا من يرا اسم أو اسماء كثيرة قبل الكويت، فاسم الكويت بدأ يتلاشى شيئا فشيئا من حتى أواسط أفكارهم، فبالحل الغير الدستوري تمحي أنت آمال من كان يتأمل منهم في فرض سيطرته القمعية، و توقظهم من أحلامهم الغادرة التي يحلمون بها كل يوم في تغيير الكويت للأسوء و قيادتها لحاوية الخراب. سيظهر من لا يريد قيادة من الأمير وحده على حقيقته، و سيبقى البعض غاضبا صامتا لا يبرد غليله ولا يشفى غليله ولا يهدأ حقده.
لتجعل يا سمو الأمير من الكويت دولة مدنية لا اسم فيها فوق الكويت، لتسترد الحكومة هيبتها و قوتها و سيطرتها في البلد. لتقد أنت وحدك الكويت، فرجل واحد قادر على قيادة الملايين.
لتجعل يا سمو الأمير من الكويت دولة مدنية لا اسم فيها فوق الكويت، لتسترد الحكومة هيبتها و قوتها و سيطرتها في البلد. لتقد أنت وحدك الكويت، فرجل واحد قادر على قيادة الملايين.