لن نختلف أبدا على أهمية تنمية وتطوير البلد وانتشاله من الحالة المتردية التي يعيشها.
ولن نختلف على أهمية الديمقراطية والحريات في تعزيز المبادئ والأفكار المطالبة بالعدل والمساواة.
ولكن هذه الرؤية المُوَحِّدة تفترق بجرد الخوض في الممارسة العملية التي تحكمها الوسائل المختلفة .
وهنا نختلف !!
فكثير من الرؤى والأفكار تسقط من أول يوم بسبب سوء التعبير _ حتى وإن كانت الفكرة والرؤية سليمة وصحيحة _
لا أنوي في هذا الموضوع الخوض في جدل حول حملة "ارحل نستحق الأفضل" والتي أطلقتها مجموعة فاعلة من النشطاء على شبكة الإنترنت وذلك عبر المدونات و المنتديات والفيسبوك وتجاوزت اليوم الشبكة إلى الواقع.
فما أريد أن أتناوله في هذا الموضوع هو أخلاقية الحملة.
فما أريد أن أتناوله في هذا الموضوع هو أخلاقية الحملة.
إذ أن الذي دفعني إلى طرح هذا التساؤل هو مشاركة لاثنين من نشطاء الحملة المحترمين وهما:
فما أورده الأخ بن همام كان واضحا وراقيا في نفس الوقت
فقد قال في موضوع بتاريخ 17/11/2009 حول حملة (ارحل ... نستحق الأفضل) :
(( وأعني بالأخلاقية .. أن حملتنا ملتزمة بأخلاق المهنة السياسية .. فمطالبتنا بتنحية شخص سمو الشيخ ناصر المحمد لم يجرنا إلى التعرض لذاته الشخصية بأي نوع من أنواع الاستهزاء أو القذف أو المبالغة في اتهامه .. ولم نلتفت إلى انتقاد ما لا يخص دوره كرئيس وزراء .. وأعني كذلك بالأخلاقية أن مطالبتنا بتنحية رئيس الوزراء لا يجرنا إلى الانتقاص من قدره ولا تسميته بغير مسماه مع المحافظة على الألقاب .. وهذا قل ما يكون في يومنا ..))
فهذه الأخلاقية التي طرحها الأخ الفاضل صاحب المقدمة الراقية فيها من الرقي والأخلاق السياسية الشيء الكبير .
أما مداخلة الأخ الفاضل حمد فكانت من خلال موضوع طرحه أحد الإخوة الكرام في منتدى الشبكة الوطنية ( www.nationalkuwait.com ) فجاءت الردود بين إفراط وتفريط مما استدعى الأخ الفاضل حمد أن يرد على إحدى المداخلات التي تتهم الحملة بأنها (غير أخلاقية) فكان الرد كالآتي :
(( حتى يوثق ما تفضلت به فأرجو اعطائي رابط لمدونة مشاركة بالحملة وقامت بسب أحد ... مع التحية))
من هنا قررت أن أشارك بهذا الموضوع تعقيبا على ما تفضل به الحارث وحمد .
وحرصت ألا أقتبس إلا من مدونة الأخ الفاضل الطارق والأخ الفاضل بو سند
وذلك لأني بنيت رأيا مسبقا أني أملك مكانة عندهما كما يملكونها عندي ... فلا أعز من إخوة تجمعهم رابطة واحدة.
وحرصت ألا أقتبس إلا من مدونة الأخ الفاضل الطارق والأخ الفاضل بو سند
وذلك لأني بنيت رأيا مسبقا أني أملك مكانة عندهما كما يملكونها عندي ... فلا أعز من إخوة تجمعهم رابطة واحدة.
==========================
الأخ الفاضل الطارق ( www.altariq2009.com ) كتب في موضوع له بتاريخ 10 / 11 / 2009 حديثا حول ما قيل أن الأموال المصروفة من سمو رئيس الوزراء هي أموال شخصية فكان جزء من رده :
(( ندري من أموالك وعشان جذي نقولك: لازم ترحل، ولما تقعد في بيتكم وتوزعها محد راح يقولك إنت مو حر بأموالك يا سمو الرئيس .... واسمع هالسالفة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ...))
لا أنظر إلى هذه العبارة بأنها أخلاقية بأي حال من الأحوال ، إذ ليس بالضرورة أن تقوم بشتم أحد حتى توصف باللاأخلاقية فهناك عبارات تخرج عن إطار أخلاق المهنة السياسية كما سماها الأخ الحارث، وإن كانت بعيدة عن الشتم المباشر
فلا يصح أن يخاطب رئيس الوزراء _سواء كان ظالما أو مظلوما _ دون أن نراعي أدب السياسة وحفظ المقامات والألقاب ، وإلا فإن شعار الجرأة سيرفع باسم الحق بغير وجه حق.
ولست أنظر إلى كلمة ((فارج)) التي أطلقها أخي الفاضل الطارق إلا ترسيخ لهذا المبدأ ...
ولست أنظر إلى كلمة ((فارج)) التي أطلقها أخي الفاضل الطارق إلا ترسيخ لهذا المبدأ ...
مبدأ الجرأة الغير سوية للدفاع عن الحق .
أما أخي الفاضل بو سند (www.busanad.com ) فقد كرر هذا النموذج بشكل أشد وغير مبرر ، فقد أورد في موضوع له بتاريخ 3 / 11 / 2009 بعدما ذكر ترابط دخول شهر ذي الحجة مع بداية حملة (ارحل ... نستحق الأفضل) مقطع للمثل عادل إمام !! عادل إمام !!
فهذا الصنيع بعيد كل البعد عن أخلاقية السياسة _ والتي نطالب بها دائما كدعاة _ فمهما اختلف البعض منا حول ممارسات سمو رئيس الوزراء إلا أن المبادئ والقيم والأخلاق تحكمنا ونحن نتحرك من خلالها.
فلبس من اللباقة السياسة أو الأدبية أن نقول لأحد (( نقولها في وجهك )) 19/11/2009
فما نريد أن نقوله نقوله وبكل صراحة ولكن .. لن نُضيع صيحة الحق بغضبة أو قهر.
=======================
لا مجال للزيادة ، فهذا ما أردت أن أوصله من خلال هذه الكلمات التي انطلقت بها من عبارات الراشِدَين حمد والحارث ووقفت بحب وإخاء مع عبارات الطارق وبو سند.
لنعزز مبدأ وقيمة يكتب لها الخلود على مدى الزمان ...
أننا ننشد الحق ... بعدل وإنصاف وخلق.
فرحم الله حسن البنا حين قال
نحن ندعو الناس إلى "مبدأ"
وما أجمل أن تدافع عن مبدأك برقي يسمو فوق كل الجراح.
وليس هذا هذيان أو حديث غير واقعي ، بل هو أمل ننشد ونطلبه
ولعل هذا ما جعل عيسى عليه السلام يقول لحوارييه في القول المأثور عنه :
((هذا الذي أقوله لكم بالسر قولوه بالعلانية ، ستجدون أناسا يسخرون منكم أول الأمر))
ونحن اليوم نقوله علانية ، ولكن (( ولتعلمن نبأه بعد حين ))