لست من مؤيدي حملة أرحل ... نستحق الأفضل ... حتى لا يلتبس الأمر على البعض ... وإن كنت أتفق معهم في أن الحكومة ورئيسها قد قادوا البلد إلى الأسفل طوال السنوات الثلاث الماضية ... وأنه قد آن الأوان أن يبتعدوا عن كراسي السلطة التنفيذية التي تدير البلاد.
يا سمو الشيخ ناصر المحمد ... تعال نضع أوراقنا على الطاولة و نسجل فيها ما كسبته الكويت خلال ثلاثة سنوات هي عمر حكوماتك ... و ما خسرته الكويت بسبب ذلك.
يا سمو الشيخ ... تعال نتفحص كشف حسابنا الوطني لنرى ما إذا كان بلدنا يدفع من رصيده وتاريخه و سمعته من أجل بقاءك في منصبك أو يكسب المزيد من الرصيد بسبب ذلك.
يا سمو الشيخ ... ثلاثة أعوام طوال مرت وكأنها ثلاثون عاما ً علينا كشعب ... الأزمات أكثر من الشيب في شعر رأس الكهل ... و الإنجازات لا وجود لها.
ثلاثة أعوام ... أدخلتم البلد في صراعات متتالية ... تقسم الشعب الكويتي إلى طوائف وقبائل وملل ... من أجل تستمرون في منصبكم ولو كانت التكلفة هي الوحدة الوطنية.
ثلاثة أعوام ... مولتم كل منبر إعلامي ساقط لكي يدافع عنكم ... من سكوب الردح إلى عدالة الطائفة ... مرورا ً بسور الجويهل و صباح الهديبان!
ثلاثة أعوام ... دفعتم بكل ما تستطيعون دفعه من أجل ضمان البعض إلى جانبكم ليهاجم من تعتقدون أنهم خصومكم ... و ليقوو من مركزكم في الصراع السياسي ولو كان على حساب الحقيقة و المنطق والواقع.
ثلاثة أعوام ... لم تتحرك فيها التنمية (شبر واحد) ... لم نرى شيئا ً يدل على أنك تدير حكومة بلد ... وليست حكومة شخص!
ثلاثة أعوام ... والهم الأول لحكوماتك هو بقاءك و الدفاع عنك والحفاظ على منصبك ... و ضربت في عرض الحائط هموم البلد و المواطن و أجياله!
ثلاثة أعوام ... و المستشفيات هي هي ... و الجامعات هي هي ... و المشاريع الإسكانية هي هي ... و كل شيء جميل في هذا البلد هو هو ... إلا الميزانية و الفساد ... فالميزانية العامة في إزدياد ... والفساد معها في إزدياد.
لا تغرنك يا سمو الشيخ هذه الأغلبية البرلمانية التي حصلتم عليها ... فجلهم لو وضعتهم في موازين العمل النيابي في مقابل من طرحوا بك الثقة لمالت الكفة لصالح من طرحوا بك الثقة.
لا تغرنك يا سمو الشيخ هذه الأغلبية التي تحركها المصالح ... والاموال ... و العنصرية ... والطائفية ... فهي أغلبية (لا تشرف) ... فلا تتشرف بها ... فالعار منها هو الأقرب.
تحالفت مع جميع القوى السياسية ... من أجل بناء كويت أفضل ... و تركتك كل القوى السياسية لأنها تعلم أنك لا تملك من الإمكانيات ما يمكن لنا أن نحلم معه بكويت أفضل ... و لم يتبقى معك إلا كتلة الطائفين ... و كتلة مناديب المعاملات ... و جاسم الخرافي!
هل تريد أن نعدد أنتكاساتنا السياسية والأقتصادية والقانونية خلال الثلاثة أعوام التي مضت أم أننا بحاجة إلى ثلاثة أعوام أخرى لكي نتيقن بأن ما مضى لم يكن إلا رأس جبل الجليد لما هو قادم و أسوأ؟
يا سمو الشيخ ... أقولها من قلب صادق ... لا أشك في حبك للكويت ... و لا أشك أيضا ً في أن حبك لنفسك يفوق حبك للكويت ... وحبك لمنصبك يفوق حبك للكويت ... و حبك لطموحك السياسي يفوق حبك للكويت ... فلا تزعل من كلمة الحق إذا ما قيلت في وسط الملايين من كلمات النفاق والدجل و (الطرارة) ...
يا سمو الشيخ ... أقولها من قلب صادق ... لا أشك في حبك للكويت ... و لا أشك أيضا ً في حب الشرفاء من النواب الذين طرحوا الثقة فيك للكويت ... و لا أشك في أن حبهم للكويت يفوق حبهم لمناصبهم و أنفسهم ... و يفوق بكثير الكثير ... حبك للكويت و لنفسك ...
يا سمو الشيخ ... أخذها من مواطن كويتي لا يملك إلا حلمه بوطن ٍ أفضل ... أن هذا الحلم لن يتحقق في ظل إدارتك ... و في ظل ما زرعته في الكويت من قنوات فاسدة و نواب مصالح و سياسيو الطائفة والقبيلة و الدينار ...
يا سمو الشيخ ... أخذها من مواطن كويتي لا يملك إلا حلمه بكويت ديموقراطية دستورية ... أن هذا الحلم لن يتحقق في ظل شيكاتك و مصروفاتك و سياراتك و كل ما تضخه في دورة الإقتصاد المحلي ...
يا سمو الشيخ ... من أجل الكويت ... و من أجل أبناء الكويت ... و من أجل مستقبل الكويت ... و من أجل بقاء الكويت وطنا ً حرا ً مستقلا ً السيادة فيه للأمة ... تنحى عن منصبك ... و أترك المجال لغيرك ... فقد أثبت فشلك خلال ثلاثة اعوام متتالية ... و وصلت (قمة الفشل) في جلسة التصويت على كتاب عدم التعاون معك.
من أجل الكويت ... يا سمو الشيخ ... لا من أجل أي أحد ٍ آخر.
ودمتم.........