كويتي ملحد
عضو مميز
يقول توباك في أغنيته "أنا و صديقتي" :
أنا و صديقتي، أسود من أظلم ليل
عندما يفتعل الزنوج كالعواهر صديقتي لها الشجاعة لتقاتل
يا زنجي أنا و صديقتي نفترق بعض الأوقات
لكن أعرف في أعماق داخلي أن صديقتي ستكون ملكي
أخذتك عندما كنتي في التاسعة فبدأت حياة الإجرام
معك اشتريت الطلقات في سنك الثاني و العشرين
حقيقة، لا شيء يُقارن بالراحة التي اشعر بها عندما اطحن بالخارج
أنا و صديقتي
و في مقطع آخر :
أحب أن أوطئك بإصبعي و فجأة اسمع صراخك كالرعد
عندما تفجرين يختبىء الزنوج أو يأخذون الأرقام
أحب أن أراكي في حفلة تتوقين للدراما
سأعطي حياتي لك، خلف أبواب مغلقة
الصديقة التي يقصدها هنا توباك عمارو شكور لم تكن إنسانة ذات لحم و دم كما هو مشار إليه في كلماته، لكنه استخدم هذه التعابير الإنسانية لوصف مسدسه! نعم، فهو طوال الأغنية لم يقصد أي بنت كان على علاقة معها، بل قصد مسدسه الذي لم يفارق اصابعه الذي كانت تضاجع هذا المسدس و تتحسسه من كل صوب. ارتبطت حياة توباك بالعنف، و بحروب الغيتو، و كان مع من يمثل الساحل الغربي للولايات المتحدة الأمريكية، المتمثل غالبا في مدينة لوس أنجليس، ضد الساحل الشرقي المتمثل غالبا في مدينة نيو يورك، هذه الحرب القذرة التي كلفته بالنهاية حياته في بعض طلقات في صدره. لهذا، لم يفترق توباك ثانية عن صديقته و لم تفترق هي عنه، و كما قال بنفسه في الأغنية "سأعطي حياتي لك" و لم يخلف في وعده.
هكذا الدين ارتبط بالعنف كما ارتبط توباك بصديقته، و ربما علاقة الدين بالعنف كانت أقوى من علاقة توباك بصديقته. لو رجعنا بالتاريخ الديني إلى أول أيام الإنسان، نجد قابيل يقتل أخيه هابيل، و لو تقدمنا قليلا نجد الإمبراطوريات العظمى كالرومانية و الإسلامية و ما بعدهم من دول أقيمت على الدين و استهلك أرواح ملايين الملايين من أجل نشر الدين و إجباره على الناس، لهذا تظهر عدة علامات استفهام هنا حقا تستفسر هذه الظاهرة الدموية، كمثل: إذا كان الله يحب الإنسان و يريد النور له فلماذا أرواح؟ هل لزم الأمر عليه أن يعذب الناس بأيدي عباده و من ثم يدخلهم جهنم؟ أين الحب؟ لماذا القتل بإسم إله رحمن رحيم عادل؟ لا يستطيع هنا أن ينكر أن درب أي دين قد عُبد بالدماء، فاختر لي دين، و أريك الدماء.
لا أحتاج أن آتي بمثال على ما يُفعل هذه الأيام في اسم الله أو في اسم أي إله، و التاريخ يكفيني لما دخلت الجيوش الإسلامية ساحقة كل جدار في وجهها لإقامة دينها على حساب دين الآخرين، و في هذا الإطار قال استاذي فارس استاذ التربية الإسلامية في سنتي الرابعة من الثانوية: "إذا رفضت الدولة نشر الدين الإسلامي فواجب على المسلمين الدخول بجيوشهم حتى ينشروا الدين الإسلامي بين المُستعمر." و هنا تجلت الأنانية الإسلامية الشهيرة و ظهرت في أوضح صورها، فللمسلمين الحق في نشر دينهم إما بالسلم أو بالقوة في دول الغير، لكن الويل كل الويل تمام الويل كمال الويل لكل من تسول له نفسه نشر دينه في الدول الإسلامية... هل من مسلم معارض؟
و يسأل سائل هنا: "ماذا عن جرائم الملحدين؟" هذه الجملة يرددها قطيع المسلمون في كل مكان و في كل وسيلة تستطيع يداه أن تمسكها، و يبدو هذا السؤال في الوهلة الأولى قوي ذو صدى رنان. إن الملحدين كـ"لينن" و "ستالن" الذين أبادوا كما هائل من البشرية في الحرب العالمية الثانية، لم يكن الإلحاد دافعهم للقتل، فهم لم يقتلوا بإسم الإلحاد، و لم يظهر بلشفي واحد على شاشة التلفزيون ماسكا سيف يحز نحر نازي و هو يقول "الإلحاد اكبر! الإلحاد أكبر! الإلحاد أكبر!" بين رفاقه ثم رافعين الرأس من الشعر أمام الشاشة حتى تطيب صدورهم، إنما السبب كان سياسي بحت، لأن السياسة بحد ذاتها دين و هو لنشر الفكر الشيوعي تأمينا لدولة شيوعية و لتصفية الحساب مع بعض المعادين، كنما يفعل الدكتاتوريون عادة. الإلحاد و عدم الإيمان بأي إله لم يكن الدافع لستالين أبدا، فكم من مؤمن بإله قتل الملايين؟
إحصائية ذكرتها في مقال سابق و أحب جدا أن أذكرها دوريا هي نسبة الملحدين في سجون أمريكا، و هي 0.2%! بينما نسبة المسيح 75%! أهذه صدفة؟ لا أعتقد ذلك، أعد النظر في الإحصائية إذا كنت متعجبا. (المصدر: إحصائيات القسم الفدرالي للسجون – 2009). من الواضح هنا أن صناعة المشاكل يحترفها المؤمنون، و ليس الملحدون.
"هتلر" على سبيل المثال، كان مسيحي و في كتابه "كفاحي" قد ذكر كونه مسيحي لن يسمح لنفسه بأن يُخدع من اليهود، و تكرر جمله التي يستخدم فيها كلمة الله مثل "من يقول أنا لست تحت العناية الخاصة من الله؟" فهو اصلا ترعرع في عائلة مسيحية، و حياته كانت ذات طابع مسيحي، بل حتى الإعلام النازي كان يستعمل الدين المسيحي لمحاربة اليهودية بجعل اليهود قاتلين المسيح عيسى. و هكذا اضحى الدين أداة لمحو البشر.
أنا متأكد مئة بالمئة أن لو جمعنا عدد الناس المقتولين بإسم أي إله سيكون الناتج أكبر أُسيا من ناتج مجموع المقتولين من الملحدين الذين أصلا لم يقتلون بإسم الإلحاد. كم قتل هتلر المؤمن؟ كم قتل صدام المؤمن؟ كم قتلت الإمبراطورية الرومانية المؤمنة؟ كم قتل اليهوديون المؤمنون؟ كم قتلت الجيوش الإسلامية المؤمنة؟
من الأفضل الآن نترك هذا الموضوع، حتى لا نشتت انتباه صديقة الدين "العنف"، فهي منشغلة بدماء الناس حاليا، ولا اعرف إن كانت ستفارق صديقها، ربما دوائهما العنف نفسه كما كان لبوني و صديقها كلايد.
أنا و صديقتي، أسود من أظلم ليل
عندما يفتعل الزنوج كالعواهر صديقتي لها الشجاعة لتقاتل
يا زنجي أنا و صديقتي نفترق بعض الأوقات
لكن أعرف في أعماق داخلي أن صديقتي ستكون ملكي
أخذتك عندما كنتي في التاسعة فبدأت حياة الإجرام
معك اشتريت الطلقات في سنك الثاني و العشرين
حقيقة، لا شيء يُقارن بالراحة التي اشعر بها عندما اطحن بالخارج
أنا و صديقتي
و في مقطع آخر :
أحب أن أوطئك بإصبعي و فجأة اسمع صراخك كالرعد
عندما تفجرين يختبىء الزنوج أو يأخذون الأرقام
أحب أن أراكي في حفلة تتوقين للدراما
سأعطي حياتي لك، خلف أبواب مغلقة
الصديقة التي يقصدها هنا توباك عمارو شكور لم تكن إنسانة ذات لحم و دم كما هو مشار إليه في كلماته، لكنه استخدم هذه التعابير الإنسانية لوصف مسدسه! نعم، فهو طوال الأغنية لم يقصد أي بنت كان على علاقة معها، بل قصد مسدسه الذي لم يفارق اصابعه الذي كانت تضاجع هذا المسدس و تتحسسه من كل صوب. ارتبطت حياة توباك بالعنف، و بحروب الغيتو، و كان مع من يمثل الساحل الغربي للولايات المتحدة الأمريكية، المتمثل غالبا في مدينة لوس أنجليس، ضد الساحل الشرقي المتمثل غالبا في مدينة نيو يورك، هذه الحرب القذرة التي كلفته بالنهاية حياته في بعض طلقات في صدره. لهذا، لم يفترق توباك ثانية عن صديقته و لم تفترق هي عنه، و كما قال بنفسه في الأغنية "سأعطي حياتي لك" و لم يخلف في وعده.
هكذا الدين ارتبط بالعنف كما ارتبط توباك بصديقته، و ربما علاقة الدين بالعنف كانت أقوى من علاقة توباك بصديقته. لو رجعنا بالتاريخ الديني إلى أول أيام الإنسان، نجد قابيل يقتل أخيه هابيل، و لو تقدمنا قليلا نجد الإمبراطوريات العظمى كالرومانية و الإسلامية و ما بعدهم من دول أقيمت على الدين و استهلك أرواح ملايين الملايين من أجل نشر الدين و إجباره على الناس، لهذا تظهر عدة علامات استفهام هنا حقا تستفسر هذه الظاهرة الدموية، كمثل: إذا كان الله يحب الإنسان و يريد النور له فلماذا أرواح؟ هل لزم الأمر عليه أن يعذب الناس بأيدي عباده و من ثم يدخلهم جهنم؟ أين الحب؟ لماذا القتل بإسم إله رحمن رحيم عادل؟ لا يستطيع هنا أن ينكر أن درب أي دين قد عُبد بالدماء، فاختر لي دين، و أريك الدماء.
لا أحتاج أن آتي بمثال على ما يُفعل هذه الأيام في اسم الله أو في اسم أي إله، و التاريخ يكفيني لما دخلت الجيوش الإسلامية ساحقة كل جدار في وجهها لإقامة دينها على حساب دين الآخرين، و في هذا الإطار قال استاذي فارس استاذ التربية الإسلامية في سنتي الرابعة من الثانوية: "إذا رفضت الدولة نشر الدين الإسلامي فواجب على المسلمين الدخول بجيوشهم حتى ينشروا الدين الإسلامي بين المُستعمر." و هنا تجلت الأنانية الإسلامية الشهيرة و ظهرت في أوضح صورها، فللمسلمين الحق في نشر دينهم إما بالسلم أو بالقوة في دول الغير، لكن الويل كل الويل تمام الويل كمال الويل لكل من تسول له نفسه نشر دينه في الدول الإسلامية... هل من مسلم معارض؟
و يسأل سائل هنا: "ماذا عن جرائم الملحدين؟" هذه الجملة يرددها قطيع المسلمون في كل مكان و في كل وسيلة تستطيع يداه أن تمسكها، و يبدو هذا السؤال في الوهلة الأولى قوي ذو صدى رنان. إن الملحدين كـ"لينن" و "ستالن" الذين أبادوا كما هائل من البشرية في الحرب العالمية الثانية، لم يكن الإلحاد دافعهم للقتل، فهم لم يقتلوا بإسم الإلحاد، و لم يظهر بلشفي واحد على شاشة التلفزيون ماسكا سيف يحز نحر نازي و هو يقول "الإلحاد اكبر! الإلحاد أكبر! الإلحاد أكبر!" بين رفاقه ثم رافعين الرأس من الشعر أمام الشاشة حتى تطيب صدورهم، إنما السبب كان سياسي بحت، لأن السياسة بحد ذاتها دين و هو لنشر الفكر الشيوعي تأمينا لدولة شيوعية و لتصفية الحساب مع بعض المعادين، كنما يفعل الدكتاتوريون عادة. الإلحاد و عدم الإيمان بأي إله لم يكن الدافع لستالين أبدا، فكم من مؤمن بإله قتل الملايين؟
إحصائية ذكرتها في مقال سابق و أحب جدا أن أذكرها دوريا هي نسبة الملحدين في سجون أمريكا، و هي 0.2%! بينما نسبة المسيح 75%! أهذه صدفة؟ لا أعتقد ذلك، أعد النظر في الإحصائية إذا كنت متعجبا. (المصدر: إحصائيات القسم الفدرالي للسجون – 2009). من الواضح هنا أن صناعة المشاكل يحترفها المؤمنون، و ليس الملحدون.
"هتلر" على سبيل المثال، كان مسيحي و في كتابه "كفاحي" قد ذكر كونه مسيحي لن يسمح لنفسه بأن يُخدع من اليهود، و تكرر جمله التي يستخدم فيها كلمة الله مثل "من يقول أنا لست تحت العناية الخاصة من الله؟" فهو اصلا ترعرع في عائلة مسيحية، و حياته كانت ذات طابع مسيحي، بل حتى الإعلام النازي كان يستعمل الدين المسيحي لمحاربة اليهودية بجعل اليهود قاتلين المسيح عيسى. و هكذا اضحى الدين أداة لمحو البشر.
أنا متأكد مئة بالمئة أن لو جمعنا عدد الناس المقتولين بإسم أي إله سيكون الناتج أكبر أُسيا من ناتج مجموع المقتولين من الملحدين الذين أصلا لم يقتلون بإسم الإلحاد. كم قتل هتلر المؤمن؟ كم قتل صدام المؤمن؟ كم قتلت الإمبراطورية الرومانية المؤمنة؟ كم قتل اليهوديون المؤمنون؟ كم قتلت الجيوش الإسلامية المؤمنة؟
من الأفضل الآن نترك هذا الموضوع، حتى لا نشتت انتباه صديقة الدين "العنف"، فهي منشغلة بدماء الناس حاليا، ولا اعرف إن كانت ستفارق صديقها، ربما دوائهما العنف نفسه كما كان لبوني و صديقها كلايد.