العلمانية والدين ..

الموسوي

عضو مخضرم
العلمانيّة والدين


أغلب الصراعات التي تدور في الأوساط الفكرية والتي تهاجم العلمانية والمنتسبين لها عبارة عن صراعات مسبوقة بمفاهيم خاطئة تجعل كل طرف يتهم الآخر بما ليس فيه , هذه المفاهيم الخاطئة جعلت من التناطح الفكري تناطحا سطحيا لا يعتمد على علميّة الطرح بل على خلفيّة الشخص الذي نقلها , نعم ربما نكون متفقين بشكل المفهوم لكننا نختلف في مصاديقه , لكن المصيبة بمن يأخذ المفهوم ويفسّره حسب ما هو يراه وما يتناسب و ميوله واتجاهاته لا من حيث الاختلاف بالمصاديق , وما يزيد الدين بلّة وجود ثقافة جديدة وهي ثقافة( خلق ) المفاهيم لا تفسيرها هي المشكلة الحقيقة التي نعاني منها في ساحات الحوار في شتى المجالات .

هذا الأمر كان له الدور البارز في ايجاد مفاهيم جديدة للعلمانية ومع الاستقراء البسيط يتبين أن هذه المفاهيم ( الحديثة ) التي وضعت لتعريف العلمانية غير حقيقية وعبارة عن نتيجة طبيعية لثقافة خلق المفاهيم , وهذا ما يجعلنا نتطرق الى مفاهيم العلمانية ونناقش المفهوم المشهور الذي يقول بأن العلمانية هي ( فصل الدين عن الدولة ) , كون المفاهيم الأخرى ضيقة الأفق من حيث الرد عليها وقبل التعرض للعلمانية وجب التطرق الى مرحلة نشوء العلمانية التي بات يعرفها كل متتبع ولو بدرجة بسيطة , لكن هذا لا يمنع من التذكير .

نشأت العلمانية

ينقل لنا التاريخ أن العالم الأوربي في العصور الوسطى كان يعيش حالة من سيطرة الكنيسة الكهنوتية على جميع شؤون الحياة , وكل ما تقول به الكنيسة هو حقيقة مطلقة مقدسة غير قابلة للنقاش , وهذه الكنيسة كانت تفسر الظواهر الكونيّة والاجتماعيّة حسب ما هي تراه مناسبا حتى لو تعارض مع العلم أو العقل , هذه السيطرة استعبدت الناس حتى شعروا بالظلم الشديد وهذا الأمر مهّد أرضية مناسبة لتيارات مناهضة للكنيسة وهذه التيارات تنادي بأن يكون التحليل والفلسفة ووضع الأطر والموازين كلها لابد أن تعتمد على أسس علميّة تجريبيّة تعتمد على العلم التجريبي لا على أسس كنسّية لاهوتية وهذه التيارات المناهضة سميّت بــ ( العلمانيّة ) .


تعريف العلمانيّة

تعددت تعريفات العلمانية لكننا سوف ننتخب أدقها وهي على ثلاث :

1- العلمانية التجريبيّة : بالمعنى الذي ذكرناه في أصل نشوئها , فالعلمانية عبارة عن الاتجاه الذي يتبنى المنطق التجريبي في مقابل المنطق الغيبي والذي يقول بأنه ينبغي لتحليل الظواهر الاجتماعية الاعتماد على المنهج التجريبي الحسي وليس على المنهج الغيبي اللاهوتي .

2- العلمانية الفكرية : وهي التي تقول بمبدأ النسبية , أيّ أنها لا ترى الحقيقة المطلقة التي تؤدي الى قداسة هذه الحقيقة وبالتالي الغاء أي دين آخر , فهي تقف من الدين الكهنوتي موقف النسبيّة فلا تعده حقيقة مطلقة مقدسة بل مجرّد دين يقبل ويدللون على ذلك بأن الحروب والصراعات والتشنجات الانسانية منشؤها الاصرار على الحقيقة المطلقة التي تلغي الآخر أما النسبيّة تقبل الآخر وهذا لا يؤدي الى صراعات وتشنجات وبالتالي سوف نصل الى تعايش سلمي خال من الحروب .

3- العلمانية السياسيّة : وهي التي تنادي بفصل الدين عن الدولة فهي تقول بأن الدين شئ والدولة شئ آخر فالدين يقتصر على علاقة الانسان بربه أما الدولة هي التي تدير شؤون الانسان السياسية والاجتماعية .

ملاحظات :

* ان هناك فكرة سائدة أن العلمانية هي اللادين , وهذه الفكرة يؤخذ عليها بأنه ممكن أن يكون هناك انسان متديّن معتقد ومسلّم بالدين لكن له اتجاه معيّن من اتجاهات الحياة يختلف عن النظرة الدينية الطاغية ولا أعتقد أن هذه الفكرة صحيحة .

* ان هناك من يتبنى العلمانية السياسية انطلاقا من عدم القدرة على تطبيق الدين لا من حيث أنه يقول بأن الدين ليس شامل ولا يتدخل في جميع شؤون الحياة لكن لأننا لا نستطيع تطبيق الدين فوجب الاعتماد على العلمانيّة .

* ان هناك من المنتسبين للعلمانية من طبق التجربة الأوربية مع الكنيسة الكهنوتية على الدين الاسلامي الحنيف , وهذا التطبيق خاطئ حيث أن الاسلام أتى من الله سبحانه وتعالى وبشريعة خاتم النبي صلى الله عليه واله وسلم وأهل بيته الطيبين الطاهرين , لكّن من أسقط التجربة الأوربية على الاسلام أصبحت لديه ردة فعل من جميع ما لا ينسجم مع عقله هو , وأصبح لا يعرف طبيعة العلاقة بين العقل والدين .

النقد

أما العلمانية التجريبية واتخاذ المنهج التجريبي فقط في تحليل وتفسير الظواهر الكونية والاجتماعية , المأخذ الرئيسي عليها هو عدم قدرتها تعميم التجارب وتأصيل قواعد تجريبيّة دون منهج عقلي وخير مثال على ذلك لو أردنا ان نناقش تجربة علميّة مثل تجربة أن الحديد لو عرضّناه للحرارة تمدد فهذه التجربة منحصرة في عناصرها من حديد وحرارة , وتعميم هذه التجربة على أن كل حديد يتمدد بالحرارة نحتاج الى منهج ومنطق عقلي لكي يتحقق التعميم فنحن لم نجرب على كل حديد في هذه الأرض وهذا أبسط رد على المنهج التجريبي المستأثر بأنه المصدر الوحيد لتحليل وتفسير الظواهر الكونية والاجتماعية .

والعلمانية الفكرية التي لا تقول بالحقيقة المطلقة وتقول بمبدأ النسبيّة علاوة على أنها تنطلق من ردة فعل , فهي تقف أمام الأدلة العقليّة والنقليّة على أن الاسلام هو الحقيقة المطلقة والشريعة الالهيّة المنزلة على خاتم النبيين محمد صلى الله عليه واله وسلم وسوف نبيّن هذا الأمر في معرض ردنا على العلمانية السياسيّة .

ننهي البحث في مناقشة العلمانية السياسية التي تقول بوجوب فصل الدين عن السياسة وأن الدين عبارة عن علاقة الانسان بربه ولا دخل للدين بادارة شؤون حياة , الرد على هذه المقولة وجب الوقوف على أنواع العلاقات التي ولدت مع الانسان .

العلاقات التي ولدت مع الانسان أربع :

1- علاقة الانسان بـ نفسه
2- علاقة الانسان بـ الطبيعة
3- علاقة الانسان بـ الانسان الآخر
4- علاقة الانسان بـ الغيب أو بـ الله سبحانه وتعالى

وكل من هذه العلاقات نظمّها وقننها الاسلام والشواهد أقل من أن تحصى في هذا المجال وسوف نشير لها ..

 

حمد

عضو بلاتيني
عزيزي الموسوي

لدي بعض الملاحظات سأثيرها واسمح لي تعجلي واستباقي لإستكمال المقالة :

شخصيا ارى العلمانية بشكل عام انها علاج لمشكلة الاديان مع مختطفيها , ومن اختطف الاديان لا يريد التنازل عن السلطة السياسية والاجتماعية ولا يريد ان يخسر نفوذه وبالتالي هو مستعد لإخفاء الحقائق ولتكييف الدين او المذهب لخدمة مصالحه ولضمان استمراره , ولذلك فأنا اعترض على ما اوردته

وهذا الأمر مهّد أرضية مناسبة لتيارات مناهضة للكنيسة

ولكي نكون اكثر صدقا نقول بأن هذا الامر مهد ارضية مناسبة لتيارات مناهضة ( لسلطة ) الكنيسة , لا كما تفضلت .

هذا الأمر يتكرر مع كل الأديان , و منها الدين الذي نسلم به و هو الاسلام الذي من خلال ( احداث الماضي بالاضافة الى صعوبة فهم القرآن في بعض الاحيان ) سنكون قادرين على تكفير بعضنا البعض وسنكون قادرين على تخريب مبدأ التعايش السلمي تحت مظلة الدولة ( الارض والادارة والامة الواحدة ) , وبالتالي فإن الدين الاسلامي بشقيه السني والشيعي هما مختطفين ايضا ولابد من تحرير الدولة من عبودية ما تم السيطرة عليه من قبل رجال المساجد .

بالنسبة للدين الاسلامي , فلست اجزم بإتهامه بالنقصان من ناحية العلم التجريبي لأن العلم التجريبي وما وصل اليه اليوم قد يكون هو المتأخر عما بالدين من علوم , ما اعنيه اننا قد لم نكن قد توصلنا الى المستوى العلمي للدين , وبالتالي لا يمكن الجزم عند اتهام الدين بالنقصان وبالتالي علينا الاعتماد على ما لدينا من قواعد التقييم والقول بأن الدين بشكله الحالي وبفهمنا الناقص له لا يصلح للإعتماد عليه في جانب ادارة حياة الناس وخصوصا في مسألة المختلفين دينيا او مذهبيا , اما كمال الدين فهو يعتمد على ما فهمناه من علوم يحتويها الدين الى الان , بالاضافة الى الايمان بالغيبيات وهذا الايمان سيكون من التعصب فرضه على الاخرين .

بالنسبة للرابط الذي تفضلت بوضعه تحت عنوان طبيعة العلاقة مابين العقل والدين , فلا اعتقد بأنه يجيب على تساؤلنا الرئيسي وانما ما ورد بالرابط يتجاوز نقطتنا الاساسية ولا يقدم شيئا مفيد في الحوار وسأقول كيف :

يقول المنقول عنه :

النظرية الثانية ( أديّنة العقل ) وتنص هذه النظرية على أن الدين هو الوحيد القادر على بناء الانسان والمجتمع والحضارة لأن العقل قاصر وغير معصوم

عندما نكتفي بالنظر الى الناحية الانشائية فقط فقد تكون هذه النظرية مقنعة , ولكن في الحقيقة ان الدين وتفسير الدين يعتمد هو الاخر على العقل القاصر والغير معصوم , إذن هذه النظرية لا تقدم شيئا حيث لا تتميز أدينة العقل على المنهج العلماني , بل ان المنهج العلماني هو الافضل من وجهة نظري لأنه يربط الاخطاء التشريعية بالاجتهادات البشرية فقط وبذلك فهو يحمي الاديان من اخطاء العقل البشري , بدليل اننا صادفنا الكثير من القوانين المدنية الخاطئة وتم التعديل عليها , في حين اننا نواجه مشكلة طويلة عند اكتشاف اخطاء الفهم الديني ( التدين ) ونواجه مشكلة اكبر عند التغيير بدليل التفرعات التي اصابت المسلمين ومذاهبهم والخ , اضف الى ذلك حكمة الرب في رغبته بإدخال النفس البشري بالدين فهو لم ينزل الينا دينا معلبا ولذلك فإن هناك مساحة شرعية للإجتهاد البشري ..

الاهم من هذا وذاك , ما ذكرته في البداية حول تعارض تدين القوانين مع التعايش السلمي , الاسلام به مذهب يرفض الاخر ويرفض المسيحية وغيرها والمسيحية ترفض هذا وذاك والخ من مشكلات التصنيف على الاساس العقائدي ولذلك لابد من ان يكون الدين لله والوطن للجميع .

تحية لك اخي العزيز وشكرا على مجهودك القيم وبانتظار استكمال المقالة
 

الطومار

عضو بلاتيني
الزميل العزيز الموسوي/

تعقبا على ما ذكرت:

ينقل لنا التاريخ أن العالم الأوربي في العصور الوسطى كان يعيش حالة من سيطرة الكنيسة الكهنوتية على جميع شؤون الحياة , وكل ما تقول به الكنيسة هو حقيقة مطلقة مقدسة غير قابلة للنقاش , وهذه الكنيسة كانت تفسر الظواهر الكونيّة والاجتماعيّة حسب ما هي تراه مناسبا حتى لو تعارض مع العلم أو العقل

الدين باختلاف اسمه و نهجه الا ان كل الديانات تتفق على امور ثابته فيها اهما الهيمنة، فالدين المسيحي و اليهودي الي الدين الاسلامي كلها اديان استغلت من قبل رجال الدين لانها افضل وسيلة للسيطرة على البشر، فلا اسهل من الترهيب و الوعيد,

يقول ماركس : الدين افيون الشعوب.

وهي عبارة مدوية تستوجب الوقوف عندها كثيرا، فلماذا يقتل المسحي باسم الرب بينما يفعل اليهودي ذات الشئ و يفجر نفسه المسلم ايضا لذات السبب, مع العلم بان هذه الديانات لا تعترف بصلاحية منهج الاخريين؟ لكن و بالرغم من الاختلاف فداوعي سفك الدم واحدة.

ليس فقط رهبان الكنسية هم من تدخل في شئون الناس و فسر الظواهر الطبيعية لخدمته انما رجال الدين الاسلامي كذلك و من كافة المذاهب دون اي استثناء (و بالادلة),

تعددت تعريفات العلمانية لكننا سوف ننتخب أدقها وهي على ثلاث :

تعريفات العلمانية كثيرة، منها ما ذكرت، لكن الاهم من كل ذلك بان العلمانية تنادي بالاختصاص وهذا ما عجز عن تقديمة رجل الدين للحياة البشرية، فانا عندما اذهب امرض واذهب الي الطبيب فانا علماني لانني اخذ بالعقل و بالعلم و لم اذهب الي رجل دين ليقرأ علي او يبصق او يأول مرضي بالحجج المعروفه ( حسد - سحر,,الخ), وهذا الامر لا يريده رجل الدين فهو لا يريد ان يرجع الي حجمة الطبيعي و يلزم مسجده، انما يريد التدخل في شربنا و اكلنا و زواجنا و ممارساتنا اليومية، حتى في الاكشافات العلمية و الظواهر السلبية فهو يشارك كل العلماء في علمهم !
و لازال الدين حائرا امام كثير من المستجدات التي لا يستطيع البحث فيها و من هنا خرجت لنا ثقافة التحريم و ذلك بسبب العجز عن المجاراة.

ان هناك فكرة سائدة أن العلمانية هي اللادين , وهذه الفكرة يؤخذ عليها بأنه ممكن أن يكون هناك انسان متديّن معتقد ومسلّم بالدين لكن له اتجاه معيّن من اتجاهات الحياة يختلف عن النظرة الدينية الطاغية ولا أعتقد أن هذه الفكرة صحيحة .

فكرة ان العلمانية هي الادين اطلقها رجال الدين و هي تهمة من التهم الكثيرة التي يحاولون بها تنفير الناس من العلمانية، مع العلم ان الكنسية زادت قيمتها بالعلمانية، و المساجد بنيت في الغرب بالعلمانية، بينما دول مثل ايران و السعودية (الاسلاميتتين) تمارس اقسى انواع الاضطهاد ضد الاقليات ( السنة في ايران و الشيعة في السعودية),

لاشك بان المطالبين بالدول الاسلامية انما هي شعارات لا اكثر ولا اقل فلا يوجود مثال واحد يحتذى به للتطبيق.! وانا اتحدى اي انسان ان يأتي بمثال واحد على دولة اسلامية قابل للتطبيق.

العلمانية هي الحل وهي بالتأكيد مظلة كبيرة باستطاعتها ان تشمل الكل بكافة دياناتهم و مذاهبهم، و الاهم هو التطبيق وليس الشعارات، فالدول الاسلامية قائمة على الشعارات و الخطب و القصص التي لا تسمن ولا تغني من جوع، اعطوا للبشرية مساحتها من الحرية و اعطوا الاختصاص لاهله تزدهر المجتمعات و ينجلي التخلف.
 

الموسوي

عضو مخضرم
التتمة ..

وقبل الاشارة لها وجب أن نلتفت الى نقطة جوهرية في البحث ان كانت العلمانية تدعي أن الدين ليس له مدخلية في تنظيم الحياة الاجتماعية والسياسية للانسان فيكون السؤال هل الدين نظّم علاقات الانسان ام اقتصر على تنظيم علاقة الانسان بربه فقط ؟

الاجابة عن هذا السؤال تكشف الرد الرئيسي على العلمانية السياسية , فان كانت الاجابة بنعم ان الدين نظّم علاقات الانسان الاربع فيسقط القول بأن الدين نظّم علاقة الانسان بربه فقط , أما ان كان الجواب بلا فنرحّب بالدليل على ذلك ومع أقل استقراء للقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة نعلم أن من يجيب على السؤال بلا لم يعرف ما هو الاسلام وهذه اشارة الى أن المسلمين الذين يتخذون العلمانية منهجا يعرفون أن الاسلام قد نظم العلاقات الأربع للانسان لكنّهم ينطلقون من مفهوم أننا لا نستطيع تطبيق الدين لهذا نتخذ العلمانية منهج .

قبل الشروع في مسألة العلاقات وكيف نظمها وقننها الاسلام نشير الى قاعدة عقليّة ونقليّة سليمة ننطلق من خلالها لشرح ما نريد , هذه القاعدة ببساطة واختصار شديدين تسمى بقاعدة ( اللطف الالهي ) وتقول " كما يشرحها الشيخ المظفر في كتابه عقائد الاماميّة بتصرّف ":

ان الله سبحانه وتعالى خلق الانسان وركبّه من عقل وعاطفة وهذا التركيب جمع بين نوازع الشر وبواعث الخير مما يؤدي الى صراع داخلي بين العقل والعاطفة فمن جهة قد جبل على العواطف والغرائز من حب النفس والهوى والأثرة وإطاعة الشهوات ، وفطر على حب التغلب والاستطالة والاستيلاء على ما سواه ، ومن الجهة الثانية خلق الله تعالى فيه عقلا هاديا يرشده إلى الصلاح ومواطن الخير وضميرا وازعا يردعه عن المنكرات والظلم ويؤنبه على فعل ما هو قبيح ومذموم .

وعلى هذا فالانسان في أشد الحاجة ليبلغ درجات السعادة إلى من ينصب له الطريق اللاحب والنهج الواضح إلى الرشاد واتباع الهدى ، لتقوى بذلك جنود العقل حتى يتمكن من التغلب على خصمه اللدود اللجوج عندما يهيئ الانسان نفسه لدخول المعركة الفاصلة بين العقل والعاطفة وتشتد هذه الحاجة عندما تخادعه نفسه وتراوغه .

لأجل هذا يعسر على الانسان المتمدن المثقف فضلا عن الوحشي الجاهل أن يصل بنفسه إلى جميع طرق الخير والصلاح وهذا يوجب على الله سبحانه وتعالى أن يبعث للناس ( رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ) , والوجوب ليس أنه أمرا له سبحانه بل لأنه يستحيل انفكاك اللطف عنه سبحانه وتعالى . " انتهى النقل بتصرّف "

الانطلاق من هذه القاعدة يؤدي بنا الى نتائج من خلالها يتضح الرد السليم على العلمانية بأشكالها الثلاث , ان النتيجة الحتميّة هي أن الله سبحانه وتعالى خلق الانسان وهو أعلم بما خلق فهو من يضع له الطريق ويشرّع له القوانين التي تجعل من عقله ينتصر على عاطفته ويبلغ بذلك أسمى درجات السعادة وهنا نقول لمن يريد أن يسّن القوانين أنه وجب عليك أن تعرف كيفيّة تركيب هذا الانسان وتكشف عن الأسرار التي فيه كيّ تقدم لنا قانون يتناسب و امكاناته وقدراته ويوفق بين مصلحته الخاصة ومصالح المجتمع العامة كما وجب أن تسّن قوانين تتخطى المقيدات الزمانية والمكانيّة وتجعل من هذه التشريعات مرنة شاملة كاملة وهذا لن يتحقق كون الانسان لم يستطع حتى الآن أن يعرف حقيقة الانسان ؟! وبالمناسبة هذا المأخذ الرئيسي على كل القوانين الوضعيّة ؟!

والنتيجة الثانية هي أن الدين الاسلامي حقيقة مطلقة مقدسة لا نسبيّة تقبل أن تؤخذ وترد ومن تخلّف عنه نتيجة طبيعية لانتصار عاطفته على عقله وأيضا كشف القرآن عن هذا المعنى بقوله تعالى ( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ) فالحقائق المقدسّة تتبين بالدليل العقلي والنقلي الصرف وقاعدة اللطف الالهي وجب أن تكون مسبوقة بالاعتقاد بوجود الله سبحانه وتعالى وحكمته حتى ينفذ الاعتقاد به .

نهاية نبيّن دور الاسلام في علاقات الانسان الأربع وكما قلنا ان أقلّ استقراء للقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة يكشف عن أن الاسلام قد اعتنى بهذه العلاقات .

علاقة الانسان بنفسه

ان الاسلام أعطى للانسان قيمة عالية لم يعطها لأيّ مخلوق آخر على وجه الأرض ويكفي أنه جعله " الخليفة الأرضي " لهذه الأرض ( اني جاعل في الأرض خليفة ) كما عهد الله سبحانه وتعالى للانسان أمانة قد عرضها على المخلوقات جميعا فلم يستطع حملها سوى الانسان ( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ) , فلا توجد نظرية أو فكرة أو أيّ مذاهب وضعيّة جعلت من الانسان خليفة أرضي , كما أن الاسلام أعطى للانسان حقوق وواجبات واعتنى بالقيم الانسانية من عدالة ( وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ) وصدق ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) وأمانة , وروح المبادرة و تنظيم الأولويات وادارة الوقت و كيفيّة المحافظة على النفس بما يتناسب و قدراتها وامكاناتها .

علاقة الانسان بالطبيعة

النص السابق أيضا ينطبق هنا حيث أن قوله تعالى ( اني جاعل في الأرض خليفة ) هذه الآية تكشف عن أن علاقة الانسان بالأرض وجب ان تكون علاقة بناء الحضارة , وما يقرّب هذا المفهوم قوله تعالى ( يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان ) فأنت يا أيها الانسان ان استطعت ان تبني حضارة كونيّة فافعل وتستطيع ذلك من خلال السلطان أيّ ( العلم ) كما يفسرها الامام الصادق عليه السلام , وربما نتعرض في احدى المقالات الى فقه البيئة .

علاقة الانسان بالانسان الآخر

هذا الأمر بالذات قد اعتنى به الاسلام بشكل واسع فالاسلام وضع حقوق الوالدين ( بالوالدين احسانا ) والولد ( ولا تقتلوا اولادكم من املاق نحن نرزقهم واياكم ) , والزوجين والجار والعدو والصديق وغيرها وأنصح بمطالعة رسالة الحقوق للامام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام للاستزادة .

علاقة الانسان بالله سبحانه وتعالى , بالغيب

أكتفي بمراجعة ( الصحيفة السجادية ) للامام زين العابدين عليه السلام

لم ننته بعد من العلمانية والدين وربما هناك مقال آخر .

لي عودة لمناقشة الردود .



لمشاهدة المقال بالكامل
 

الموسوي

عضو مخضرم
عزيزي الموسوي

لدي بعض الملاحظات سأثيرها واسمح لي تعجلي واستباقي لإستكمال المقالة :

شخصيا ارى العلمانية بشكل عام انها علاج لمشكلة الاديان مع مختطفيها , ومن اختطف الاديان لا يريد التنازل عن السلطة السياسية والاجتماعية ولا يريد ان يخسر نفوذه وبالتالي هو مستعد لإخفاء الحقائق ولتكييف الدين او المذهب لخدمة مصالحه ولضمان استمراره , ولذلك فأنا اعترض على ما اوردته

أهلا بالعزيز حمد ..

بالنسبة لهذه الجزئيّة فقد وضحّناها بالقول "


* ان هناك من يتبنى العلمانية السياسية انطلاقا من عدم القدرة على تطبيق الدين لا من حيث أنه يقول بأن الدين ليس شامل ولا يتدخل في جميع شؤون الحياة لكن لأننا لا نستطيع تطبيق الدين فوجب الاعتماد على العلمانيّة . "


ولكي نكون اكثر صدقا نقول بأن هذا الامر مهد ارضية مناسبة لتيارات مناهضة ( لسلطة ) الكنيسة , لا كما تفضلت .
هذا الأمر يتكرر مع كل الأديان , و منها الدين الذي نسلم به و هو الاسلام الذي من خلال ( احداث الماضي بالاضافة الى صعوبة فهم القرآن في بعض الاحيان ) سنكون قادرين على تكفير بعضنا البعض وسنكون قادرين على تخريب مبدأ التعايش السلمي تحت مظلة الدولة ( الارض والادارة والامة الواحدة ) , وبالتالي فإن الدين الاسلامي بشقيه السني والشيعي هما مختطفين ايضا ولابد من تحرير الدولة من عبودية ما تم السيطرة عليه من قبل رجال المساجد .

سلطت الكنسيّة أو الكنسيّة نفسها مفاهيم تعبّر عن ( استغلال الكنيسة ) في السيطرة على جميع شؤون الحياة مع عدم الأخذ بالمبادئ ( العلميّة والعقليّة ) , ان منشأ صعوبة فهم القرآن الكريم ليست مجرّد صعوبة بل منشؤها ( منهجي ) حيث أن هناك من خلق منهج جديد لفهم القرآن الكريم باعتبارات معيّنة وانسحب هذا الأمر الى جميع آيات القرآن الكريم , فمثلا من وضع ( منهج ) يفسّر القرآن بالظاهر في جميع آياته , وقع في أن القرآن الكريم وجب أن تصرف بعض آياته عن المعنى الظاهري بقرائن عقليّة وعلميّة , لكن هذا المنهج خوّل أصحابه في وضع أسس وقواعد ( خاطئة ) على اثرها تم فهم القرآن الكريم بشكل خاطئ وليس بــ ( صعوبة ) , ان مبدأ التعايش السلمي ( الاسلام ) أول من دعى له وبكل قوّة لكننا يا زميل نناقش ( من يمثل الاسلام ) ليست هذه المشكلة بقدر معرفة ماهو ( دستور الاسلام ) .


بالنسبة للدين الاسلامي , فلست اجزم بإتهامه بالنقصان من ناحية العلم التجريبي لأن العلم التجريبي وما وصل اليه اليوم قد يكون هو المتأخر عما بالدين من علوم , ما اعنيه اننا قد لم نكن قد توصلنا الى المستوى العلمي للدين , وبالتالي لا يمكن الجزم عند اتهام الدين بالنقصان وبالتالي علينا الاعتماد على ما لدينا من قواعد التقييم والقول بأن الدين بشكله الحالي وبفهمنا الناقص له لا يصلح للإعتماد عليه في جانب ادارة حياة الناس وخصوصا في مسألة المختلفين دينيا او مذهبيا , اما كمال الدين فهو يعتمد على ما فهمناه من علوم يحتويها الدين الى الان , بالاضافة الى الايمان بالغيبيات وهذا الايمان سيكون من التعصب فرضه على الاخرين .

أخي الكريم , ان الدين لا يحث على العلم سواء كان تجريبي أو غيره ولا مدخليّه للدين الا عند اعتبارات تؤدي الى خرق أحد الضوابط العامة له , فالدين لا يعارض العمل على ايجاد أدوية جديدة لكن بما أن التجارب سوى تحصد أرواح بشر يقف الدين بكل قوّة أمام اراقة الدماء وهذا أحد الضوابط العامة التي لا يمكن خرقها , فالقول أن الدين لا يصلح لادارة شؤون الحياة نابع من مسألة أن الكل يدعي انه يمثل الدين اذن نلغي الدين وهذه المعادلة التي تتبناها يا أخي وهي ليست بصحيحة , فمنطقيا ان هناك علل غائيّة وهناك علل اعدادية , فالعلة الغائية من الدين تنظيم شؤون الحياة أما العلل الاعدادية فهي عبارة عن رجال الدين ( الجامعين للشرائط ) وان كان هناك خلل في العلل الاعدادية لا يعني ان العلة الغائية لا تصلّح لادارة شؤون الحياة .

أقرب المسألة بمثال , ان الكرسي علّته الغائيّة هي الجلوس عليّه , ان كان هناك خلل في الخشب والحديد المصنوع عليه ( علل اعدادية ) هذا لا يعني أننا نلغي غاية الكرسي وهي الجلوس عليه بل العمل على اصلاح ( العلل الاعدادية ) من خشب وكرسي كي يتحقق لنا الجلوس على الكرسي , كذلك الأمر مع الدين فالدين غايته اسعاد البشرية وجعل الحياة هادفة , ان كانت هناك أخطاء بمن يمثل الدين هذا لا يعني أننا نلغي الدين بل البحث في أسباب هل هذا حقا يمثّل الدين أم يتقمص دور المتدين ؟! كما وجب الالتفات الى أن ليس كل ( رجال الدين ) سيئين وغير صالحين فلو خليت خربت المشكلة لدينا هي كثرة السئ على الجيّد فوجب ان نمحّص المسألة وهذا ما يدعون القرآن الكريم لفعله بقوله أولا " ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا " ثم يقول " أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون " ..




بالنسبة للرابط الذي تفضلت بوضعه تحت عنوان طبيعة العلاقة مابين العقل والدين , فلا اعتقد بأنه يجيب على تساؤلنا الرئيسي وانما ما ورد بالرابط يتجاوز نقطتنا الاساسية ولا يقدم شيئا مفيد في الحوار وسأقول كيف :
يقول المنقول عنه :
عندما نكتفي بالنظر الى الناحية الانشائية فقط فقد تكون هذه النظرية مقنعة , ولكن في الحقيقة ان الدين وتفسير الدين يعتمد هو الاخر على العقل القاصر والغير معصوم , إذن هذه النظرية لا تقدم شيئا حيث لا تتميز أدينة العقل على المنهج العلماني , بل ان المنهج العلماني هو الافضل من وجهة نظري لأنه يربط الاخطاء التشريعية بالاجتهادات البشرية فقط وبذلك فهو يحمي الاديان من اخطاء العقل البشري , بدليل اننا صادفنا الكثير من القوانين المدنية الخاطئة وتم التعديل عليها , في حين اننا نواجه مشكلة طويلة عند اكتشاف اخطاء الفهم الديني ( التدين ) ونواجه مشكلة اكبر عند التغيير بدليل التفرعات التي اصابت المسلمين ومذاهبهم والخ , اضف الى ذلك حكمة الرب في رغبته بإدخال النفس البشري بالدين فهو لم ينزل الينا دينا معلبا ولذلك فإن هناك مساحة شرعية للإجتهاد البشري ..

أولا وجب أن تلتفت الى أن أننا في نفس الرابط تطرقنا بالقول أن العقل القاصر الغير معصوم ليس هذا مرادنا بل ( العقل القطعي ) هذا ما يجب الاعتماد عليه ومتى ما وفقنا بين الدين والعقل القطعي نصل الى نتيجة حتميّة أنه لا تعارض , وهذا ما يكشف عن أن الدين وما يفسر الدين هو العقل القطعي ..

ان المنهج العلماني ( بالأشكال الثلاث ) الفكري والسياسي والنسبي قد رددنا عليه بشكل مفصّل في تتمة المقال أعلاه , ثم نأتي لقولك أن العلمانية أفضل لأنها " تربط بين الأخطاء التشريعية والاجتهادات البشريّة " وقلت " بدليل أننا صادفنا الكثير من القوانين المدنية الخاطئة وتم التعديل عليها " ..

أخي الكريم ان الدين يؤدي بك الى عدم الوقوع ( بالأخطاء التشريعية ) فهو ينفي أصل المسألة ولا ينتظر ( وقوع المشكلة ) كيّ يحلّها , وهذا يعتبر مأخذ على العلمانية حيث انها لم تقدم لنا منهج كامل شامل مرن , ان قابليّة تغيير القوانين يجب ان تكون ( مرنّة ) والمرونة لا تعني التغير في حال وجود الأخطاء , بل التغيير لفهم طبعية المجتمع والمكان والزمان الذي نعيشه وهذا يكشف عن أن الدين ليس معلبا بل قابل للاجتهاد البشري , أما العلمانية لا تعطي هذا المفهوم ( وأرجو أن تقصد العلمانية السياسية ) , فالعلمانية لا توفق بين الاجتهادات البشرية والتشريعية بل هي ( تقصي ) الدين واجتهاداته معا ؟!

فمن قال أن اقصاء الدين هو عبارة عن حماية له ؟ وقلنا في تتمة المقال أن للانسان علاقات أربع ولدت معه ونظمها الدين , فكل ما تتعلق به أخي الكريم هو استغلال الدين , ان فكرة الاستغلال غير قاصر على الدين بل على غيره لكن المفارقة أن الدين مقدسّ وحقيقة مطلقة وهذا ما يؤدي الى تزايد أعداد المستغلين له لكن حتى هذا الأمر عالجه الدين ووضع شروط وضوابط تكشف عن مستغليّه , فان كانت هذه الشروط والضوابط خافية على معظم الناس هذا لا يعطي لك الحق بالقول أن العلمانية حماية للدين .


الاهم من هذا وذاك , ما ذكرته في البداية حول تعارض تدين القوانين مع التعايش السلمي , الاسلام به مذهب يرفض الاخر ويرفض المسيحية وغيرها والمسيحية ترفض هذا وذاك والخ من مشكلات التصنيف على الاساس العقائدي ولذلك لابد من ان يكون الدين لله والوطن للجميع .
تحية لك اخي العزيز وشكرا على مجهودك القيم وبانتظار استكمال المقالة

لا يوجد تعارض أبدا , فمن قال أن الدين يرفض الآخر ؟! وهنا اتكلم عن الاسلام على وجه الخصوص , أعطني نصا واحدا مع الاخذ بالاعتبار ( لجميع ملابساته ) يؤدي بنا الى رفض الآخر , ان الاسلام جعل معيار التفاضل ( قلبي ) وهو التقوى و ( العلم ) و ( الايمان ) فهذه كلها معايير قلبيّة تنعكس على السلوك البشري , فان كان الانسان متقي وعالم ومؤمن لا يستطيع الا أن يتعايش مع الآخر , ( حمد يبيلك قعدة بقهوى ورأس سلوم وتنتاقش ) :cool:

( الزميل الطومار يايك .. :وردة:)
 

الموسوي

عضو مخضرم
الزميل العزيز الموسوي/

تعقبا على ما ذكرت:



الدين باختلاف اسمه و نهجه الا ان كل الديانات تتفق على امور ثابته فيها اهما الهيمنة، فالدين المسيحي و اليهودي الي الدين الاسلامي كلها اديان استغلت من قبل رجال الدين لانها افضل وسيلة للسيطرة على البشر، فلا اسهل من الترهيب و الوعيد,

يقول ماركس : الدين افيون الشعوب.

وهي عبارة مدوية تستوجب الوقوف عندها كثيرا، فلماذا يقتل المسحي باسم الرب بينما يفعل اليهودي ذات الشئ و يفجر نفسه المسلم ايضا لذات السبب, مع العلم بان هذه الديانات لا تعترف بصلاحية منهج الاخريين؟ لكن و بالرغم من الاختلاف فداوعي سفك الدم واحدة.

ليس فقط رهبان الكنسية هم من تدخل في شئون الناس و فسر الظواهر الطبيعية لخدمته انما رجال الدين الاسلامي كذلك و من كافة المذاهب دون اي استثناء (و بالادلة),



تعريفات العلمانية كثيرة، منها ما ذكرت، لكن الاهم من كل ذلك بان العلمانية تنادي بالاختصاص وهذا ما عجز عن تقديمة رجل الدين للحياة البشرية، فانا عندما اذهب امرض واذهب الي الطبيب فانا علماني لانني اخذ بالعقل و بالعلم و لم اذهب الي رجل دين ليقرأ علي او يبصق او يأول مرضي بالحجج المعروفه ( حسد - سحر,,الخ), وهذا الامر لا يريده رجل الدين فهو لا يريد ان يرجع الي حجمة الطبيعي و يلزم مسجده، انما يريد التدخل في شربنا و اكلنا و زواجنا و ممارساتنا اليومية، حتى في الاكشافات العلمية و الظواهر السلبية فهو يشارك كل العلماء في علمهم !
و لازال الدين حائرا امام كثير من المستجدات التي لا يستطيع البحث فيها و من هنا خرجت لنا ثقافة التحريم و ذلك بسبب العجز عن المجاراة.



فكرة ان العلمانية هي الادين اطلقها رجال الدين و هي تهمة من التهم الكثيرة التي يحاولون بها تنفير الناس من العلمانية، مع العلم ان الكنسية زادت قيمتها بالعلمانية، و المساجد بنيت في الغرب بالعلمانية، بينما دول مثل ايران و السعودية (الاسلاميتتين) تمارس اقسى انواع الاضطهاد ضد الاقليات ( السنة في ايران و الشيعة في السعودية),

لاشك بان المطالبين بالدول الاسلامية انما هي شعارات لا اكثر ولا اقل فلا يوجود مثال واحد يحتذى به للتطبيق.! وانا اتحدى اي انسان ان يأتي بمثال واحد على دولة اسلامية قابل للتطبيق.

العلمانية هي الحل وهي بالتأكيد مظلة كبيرة باستطاعتها ان تشمل الكل بكافة دياناتهم و مذاهبهم، و الاهم هو التطبيق وليس الشعارات، فالدول الاسلامية قائمة على الشعارات و الخطب و القصص التي لا تسمن ولا تغني من جوع، اعطوا للبشرية مساحتها من الحرية و اعطوا الاختصاص لاهله تزدهر المجتمعات و ينجلي التخلف.


أختصر كلامك في بثلاث:

1- أن هناك من يستغل الدين .

2- أنه لا توجد دولة اسلاميّة قابلة للتطبيق .

3- أن العلمانية هي الحل الأنسب لما نعاني منه في مشكلة استغلال الدين .

لا يخفى من كتاباتك زميلي الطومار أنه لديك ردّة فعل من أفعال المتدينين والنماذج السلبيّة الكثيرة التي نراها كل يوم وقد أشرنا الى ذلك في الملاحظة الثالثة في المقال , لكن هناك مسألة جوهريّة وجب الالتفات لها أنه ليس كل مبدأ يتقمصه انسان ويدعو له يكون معيار معرفة هذا المبدأ هو الانسان نفسه لا المبدأ نفسه , وهذه مسألة كشف عنها امير المؤمنين عليه السلام بقوله " اعرف الحق تعرف أهله " لا اعرف أهل الحق حتى تعرف الحق , وهذه القضيّة الشائعة لدى الزملاء متقمصين دور العلمانية أو اللبرالية وغيرها .

هذا الأمر أيضا يجيب عن النقطة الأولى والثانية , فانت زميلي ترى نماذج سلبيّة وتقرنها بالمبادئ الاسلاميّة نفسها وهذا خطأ بيّن , ولكي لا نطيل بنقطة قد رددنا عليها نحيلك الى هذا الاقتباس البسيط من المشاركة السابقة ..

فالقول أن الدين لا يصلح لادارة شؤون الحياة نابع من مسألة أن الكل يدعي انه يمثل الدين اذن نلغي الدين وهذه المعادلة التي تتبناها يا أخي وهي ليست بصحيحة , فمنطقيا ان هناك علل غائيّة وهناك علل اعدادية , فالعلة الغائية من الدين تنظيم شؤون الحياة أما العلل الاعدادية فهي عبارة عن رجال الدين ( الجامعين للشرائط ) وان كان هناك خلل في العلل الاعدادية لا يعني ان العلة الغائية لا تصلّح لادارة شؤون الحياة .

أقرب المسألة بمثال , ان الكرسي علّته الغائيّة هي الجلوس عليّه , ان كان هناك خلل في الخشب والحديد المصنوع عليه ( علل اعدادية ) هذا لا يعني أننا نلغي غاية الكرسي وهي الجلوس عليه بل العمل على اصلاح ( العلل الاعدادية ) من خشب وكرسي كي يتحقق لنا الجلوس على الكرسي , كذلك الأمر مع الدين فالدين غايته اسعاد البشرية وجعل الحياة هادفة , ان كانت هناك أخطاء بمن يمثل الدين هذا لا يعني أننا نلغي الدين بل البحث في أسباب هل هذا حقا يمثّل الدين أم يتقمص دور المتدين ؟! كما وجب الالتفات الى أن ليس كل ( رجال الدين ) سيئين وغير صالحين فلو خليت خربت المشكلة لدينا هي كثرة السئ على الجيّد فوجب ان نمحّص المسألة وهذا ما يدعون القرآن الكريم لفعله بقوله أولا " ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا " ثم يقول " أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون " ..

والمقال أعتقد أنه يكفي للرد على جميع تساؤلاتك زميلي ان كان هناك سؤال لم تجد جوابه بالمقال ( حاضر ومن عيوني ) ..

نقطة أخيرة ان أفضل نموذج الى الدولة الاسلامية هو نموذج دولة النبي صلى الله عليه واله وسلم وأمير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب عليهما السلام , كما يجب الالتفات الى أن الاسلام وضع اسس وقواعد و ( دستور ) الدولة الاسلاميّة وبحضور المعصوم هو من يطبقها لكن ان لم يحضر المعصوم يكون الدستور الاسلامي موجود .

تقبل تحياتي
 

الطومار

عضو بلاتيني
نقطة أخيرة ان أفضل نموذج الى الدولة الاسلامية هو نموذج دولة النبي صلى الله عليه واله وسلم وأمير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب عليهما السلام , كما يجب الالتفات الى أن الاسلام وضع اسس وقواعد و ( دستور ) الدولة الاسلاميّة وبحضور المعصوم هو من يطبقها لكن ان لم يحضر المعصوم يكون الدستور الاسلامي موجود .

تقبل تحياتي


مع جل احترامي لشخص الكاتب، لكن يبدوا بانه يعيش في معزل عن الواقع!
لكن حتى لا نطيل النقاش دعني اختصر لك بعض النقاط المهمة في الحوار.

1- الدولة الاسلامية المزعومة لم تكن ولم توجد في التاريخ الافي زمن الرسول و هي دول غير قابلة للتطبيق لسبب بسيط هو عدم وجود الرسول بيننا.
كما ان الدولة الاسلامية التي بناها الرسول في نظر المدرسة الدينية الشيعيه لم تحقق اهدافها.

2- ما هي ابزر مقومات و انجازات دولة الامام علي بن ابي طالب؟ و هل يعقل بان تطلب منا ان نقتنع بمنهجية دولة لم يكتب لها النجاح والاستمرار؟

3- اذا اردت ان تقيس صحة المنهج فعليك بتجربته، و التجارب السابقة الكثيرة كلها تثبت عدم صلاحية الفكرة! فهي شوية شعارات لا اكثر ولا اقل.

5- الدول الاسلامية تستند الي مذهب دون اخر، ولا تحقق العدالة بين المذاهب و الديانات الاخرى.

6- لايمكن دمج الدين بالحكم البشري فالاحكام الاسلامية في مجملها احكام فقهيه في العبادة و قليل منها في الاقتصاد و السياسية ..الخ. اي لا يمكن ان نستقي من الشريعه حلولا لمشاكل البشرية ( التضخم، البطالة)..

7- تقول بان الدستور الاسلامي سيطبقه مهديكم المنتظر, وانا سئل ماهو هذا الدستور الاسلامي؟ و هل سيعزز من الحريات و الثقافة و العلوم؟
و اذا كان قابل للتطبيق فلماذا تتنظرون المهدي؟ منذ 1400 سنة خرج الاسلام و الملايين من البشر حرموا من كثير من الحقوق و الحريات و كرامة العيش وانت تعلق الامل على دستور اسلامي يطبقه المهدي المنتظر.
 

الموسوي

عضو مخضرم
مع جل احترامي لشخص الكاتب، لكن يبدوا بانه يعيش في معزل عن الواقع!
لكن حتى لا نطيل النقاش دعني اختصر لك بعض النقاط المهمة في الحوار.


أعيش واقع ( سيئ ) بممارسات بعض المتعلمنين والمتألحدين بابتكارهم نظريات وضعيّة وانسلاخهم عن هويتهم الاسلاميّة , كما أعجبني اختزالك البحث ( بالدولة الاسلاميّة ) دون التطرق حتى الى مناقشة ما جاء في المقال , سوى القول ( هناك نماذج سلبية تستغل الدين اذن نلغي الدين ؟! ) زميلي الطومار ( ان كان من يستغل العلمانية فنقول نلغي العلمانيّة ؟! ) مناهج جديدة تخرج من معيشتي لهذا الواقع .

ربما بعد أن عشت مع واقعنا المؤسف أحببت الانعزال كي لا أناقش أفكارا سطحيّة وبشرا همهم علفهم أنت وأنا نعرف أن الواقع ( طايح حظ ) أكثر من غيرنا , فلنجعل الحوار منهجا لمعرفة سبل الخروج من هذا الواقع لا ( استمرارا ) على ما نحن فيه .

1- الدولة الاسلامية المزعومة لم تكن ولم توجد في التاريخ الافي زمن الرسول و هي دول غير قابلة للتطبيق لسبب بسيط هو عدم وجود الرسول بيننا.
كما ان الدولة الاسلامية التي بناها الرسول في نظر المدرسة الدينية الشيعيه لم تحقق اهدافها.

جميل اتفقنا على دولة اسلاميّة قابلة للتطبيق , وقلت أن الدولة حاليا غير قابلة للتطبيق لأن الحاكم غير موجود , ويكون الرد على هذه المقولة بأنه نعم وجود الحاكم ( المعصوم ) ضرورة لا بد منها لكن ام يكن حاضرا فهذا لا يعني ( تعطيل الدولة الاسلاميّة ) مع وجود دستور اسلامي ينظم جميل أمور الحياة , وقولك أن في النظرة الشيعية لم تحقق الدولة الاسلاميّة أهدافها كلام غير صحيح بتاتا , المسألة أنه تبيان لموقف النبي صلى الله عليه واله وسلم وموقف الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه , فالنبي صلى الله عليه واله وسلم المصلح والامام المهدي ( الوارث ) أيّ أنه يمثل نهاية الخلافة الالهيّة والنبي يمثل بداية الخلافة الالهية ( الاسلاميّة ) , فالأدوار تختلف والنقل ( عن السيد الخميني بيّن هذه الجزئيّة ) علّقت على هذه المسألة حتى لا تتكرر كثيرا ( ان استمر النقاش ) .


2- ما هي ابزر مقومات و انجازات دولة الامام علي بن ابي طالب؟ و هل يعقل بان تطلب منا ان نقتنع بمنهجية دولة لم يكتب لها النجاح والاستمرار؟

ان المقياس الأساسي لنجاح أي دولة هو ليس استمراريتها بل ( مبادؤها وقواعدها وأسسها ) , فالمناقشة يا زميل تكون بــ ( منهج ) الدولة لا باستمراريتها , فكل الدول ( زائلة ) عبر التاريخ فهل المقياس الحقيقي لنجاح أي دولة هو الاستمرارية لكان الاتحاد السوفيتي ( دولة عظيمة لأنه استمر طويلا ) كذا الحال مع بريطانيا .

ان دولة الامام علي عليه السلام هي المثال الحقيقي والواقعي لتطبيق الدستور الاسلامي الالهي , النجاح كان للانسانيّة جمعاء وحقيقة لا أحب الخوض في هذه المسألة بالذات ( معك ) كون الأمر سوف يخرج عن الطرح ( العقلاني ) اذا استمر النقاش بما لا يتوافق معك نظرتك الخاصة .

3- اذا اردت ان تقيس صحة المنهج فعليك بتجربته، و التجارب السابقة الكثيرة كلها تثبت عدم صلاحية الفكرة! فهي شوية شعارات لا اكثر ولا اقل.

أنت أقررت أعلاه أن دولة النبي صلى الله عليه واله وسلم ناجحة وتم تطبيق المنهج , ولكي نرد على مقولتك برد مختلف حيث قلت ( أن الرسول غير موجود بيننا ) لهذا لا نستطيع أن نطبق المنهج نقول , أن الرسول صلى الله عليه واله وسلم تخلّف عن ( عاصمة دولته المدينة ) عدّة مرات , فهل بعدم وجوده ( لا وجود لدولة ) أم أن هناك دستور يحكم وينظّم حياة الناس , وكي أقطع عليك الطريق , غياب النبي صلى الله عليه واله وسلم لأيام أو لسنوات لا يعد فرقا بل هو غياب الحاكم مع وجود الدستور .

فيا زميل الاسلام قنن هذه المسألة بأن قال أن هناك حاكم ودستور , والحاكم ( معصوم ) والدستور هو ( كتاب الله وعترتي أهل بيتي ) فان غاب الحاكم نرجع للدستور ولا تقل أن النبي صلى الله عليه واله وسلم لم يخلّف دستور ( السنّة ) نعم ربما تشكل من ينقل لنا السنّة وأي المذاهب , نقول النقاش في معرّفة من ينقل لنا سنّة النبي صلى الله عليه واله وسلم أجدا من ( خلق نظام جديد ) فنحن هنا نناقش ( الطريق للتعرف على تراث النبي ) ولم نأتي بمنهج جديد نريد تطبيقه .

5- الدول الاسلامية تستند الي مذهب دون اخر، ولا تحقق العدالة بين المذاهب و الديانات الاخرى.

هذا الأمر نابع من عدم معرفتك زميلي لنظرة الاسلام للمذاهب والأديان الأخرى انما هي نظرة سطحيّة تتبناها مع استقراء ناقص للأدلة القرآنية والنبوية , فلا يصّح أن تطلق حكم وأنت تجهل مقدمات المسألة بل لا يحق لك أن تطلق حكم وتخفى عليك أغلب ملابسات القضيّة ( هذا من ناحيّة قضائية ) .

6- لايمكن دمج الدين بالحكم البشري فالاحكام الاسلامية في مجملها احكام فقهيه في العبادة و قليل منها في الاقتصاد و السياسية ..الخ. اي لا يمكن ان نستقي من الشريعه حلولا لمشاكل البشرية ( التضخم، البطالة)..

ان اجابة هذه الجزئية " لا يمكن دمج الدين بالحكم البشري " تقدمت في نظريّة اللطف , أما بالنسبة للأحكام الاسلاميّة فهي عبارة عن عبادات ومعاملات , أما قولك هناك قليل في الاقتصاد والسياسة , نرجعك الى كتاب فلسفتنا واقتصادنا للشهيد الصدر ان كانت لك ميول في هذه الناحيّة , أما قولك " لا يمكن أن نستقي من الشريعة حلولا لمشاكل البشريّة " أيضا حكم سطحي فليس لديّ أدنى مانع من مناقشتك في هذه المسألة وتبيان الأدلة على بطلان هذا القول وهنا نحتاج الى ( استقراء ) للأدلة الشرعيّة .


7- تقول بان الدستور الاسلامي سيطبقه مهديكم المنتظر, وانا سئل ماهو هذا الدستور الاسلامي؟ و هل سيعزز من الحريات و الثقافة و العلوم؟
و اذا كان قابل للتطبيق فلماذا تتنظرون المهدي؟ منذ 1400 سنة خرج الاسلام و الملايين من البشر حرموا من كثير من الحقوق و الحريات و كرامة العيش وانت تعلق الامل على دستور اسلامي يطبقه المهدي المنتظر.

قد قلنا بأن الدستور ( كتاب الله وعترتي ) وأن التطبيق ان كان المعصوم حاضرا هو طبقه لم يكن حاضرا ( الدستور موجود ) , كما أنني لا أعلّق الأمل على دستور سوف يأتي بل دستور موجود بين أيدينا ولجأنا لاختراع دساتير جديدة مع أقل مواجهة يتبيّن ( قصر نظر الانسان وضعفه في وضع قانون لهذا الانسان الآخر ) , والأمثلة كثيرة .

تقبل تحياتي
 

نورالكويت

عضو فعال
الدين اذا لم يطبق صح اصبح تهديدا للبشرية

وعليه من يطبق الدين صح؟

بتنا نخاف من المتدين واحكامه

هل تتخيل ان يطلق عليك مشرك ويستباح دمك لانك لم تؤدي الزكاة مثلا

قرأت هالموضوع في كتاب ابنتي سادس الدين

ما اتخيل ان يقتلوني لاني لم ازكي اموالي

والحمدلله اننا في دولة يحكمها الدستور

صرت اتقبل العلمانية واميل للعلمانيين كونهم ناس سهلين

ويفهمونك بسهوله

اشكرك على المقال المفيد والله يوفقك
 

فريمان

عضو مخضرم
الاخ الموسوى

الكلام الانشائى الطويل (لايودى ولايجيب ) والواقع هو البرهان والدليل (والشوف غير السمع ) والنظر الى الواقع المرير غير التنظير من على فراش مصنوع من الديباج والحرير .

امامنا مثلان الدوله السنيه ممثله بالسعوديه والدوله الشيعيه فى ايران وهما اسوأ دولتان فى العالم فى سجل حقوق الانسان فلا عدل ولامساواة ولاحريه ولاحقوق انسان ولا.....ولا...ولا....
ونظام ايران الملالي يترنح فهو ايل للسقوط في اي لحظه فالدوله الدينيه فاشله بكل المقاييس.

بعد الذى ذكرته لك انفا اضف اليه تاريخ الامه الاسلاميه الموغل فى العنف والقتل والدسائس والفتن واول ضحاياه الرموز الذين لازال الناس يمجدونهم ثم اتبع ذلك ب 1400 سنه حتى الان من الخلافات الاسلاميه او الممالك الاسلاميه ولم يستطع المسلمين حتى هذه اللحظه انشاء دولة الخلافه المثلى او الخلافه الحلم على الرغم من توفر الفرص تاريخيا لكلا المذهبين الشيعى والسنى وتكوبن خلافات اسلاميه شيعيه وسنيه لكنهما دائما ينتهيان فى ماسى وكوارث مازالت الاجيال الان تعانى منها .
 

مستر محمد

عضو مميز
الفكر العلماني فكر غبي.......يعتقد انه عارف وفاهم الكون اما مخالفيه يعتبرونهم جهال وعقولهم محدوده
الفكر العلماني فكر احمق:إستنكار:
 

برقان73

عضو بلاتيني
لاشك أن الزميل الموسوي لايتحدث عن الدين كنظام و فكره قابله للتطبيق في أي مكان في العالم , إنما يتحدث من المنظور الأناني عن دوله و مجتمع معين , و على ابعد تقدير في إقليم محدد , من المؤكد أنه لا ينظر أبعد ذلك , ربما لمصالح تتمثل في الخشيه من ضياع سلطه سياسيه و فقدان نفوذ إجتماعي و إقتصادي . فـ حين وضع الدين مقابل العلمانيه فإنه بالطبع لا يتحدث مناصرا لفكرة الدوله الدينيه لأي دين .. إنما يقصد كما هو واضح سيادة دينه أو مذهبه , و فرضه , بإعتباره الحقيقه المطلقه و ما دونه باطل , نلاحظ كذلك عدم التطرق إلى التفاصيل في الدوله الدينية حول ضمانات العدل و المساواه بين المواطنين و تداول السلطه و الحريات و غيرها .. و هكذا هي الحال مع المتدينين عموما .
ها هم رجال الدين في إيران أستولوا على الحكم و السلطه هناك فلماذا لا يقيموا العدل و المساواه و الرخاء فيها ؟ لماذا لم يثبتوا حسن النوايا على الأقل تجاه شعبهم رغم الوقت الكافي الذي منح لهم .

الأمريكان أوصلوا رجل أسود إلى الرئاسة و الهنود كذلك اوصلوا مسلميّن لرئاسة الدوله , و هذه هي العلمانيه و نتائجها , إستطاعت أن تزرع روح التضحيه و التسامح و الإنسانيه و العدل في نفوس المواطنين و ان الجميع متساوون , و الأصلح أقدر على الحكم .. ناهيك عن الإستقرار و الامن الإجتماعي و التقدم في كل المجالات .

المساجد و المراكز الإسلاميه شيدت و بنيت في اوروبا و امريكا في ظل الأنظمه العلمانيه , لا في زمن و حكم رجال الدين .

لا أدري هل يطلب الزميل الموسوي أن نُحكّم دين الأغلبيه في دوله مثل الهند ؟
مع وجود حوالي 170 مليون مسلم ضمن الأقليات هناك !
 

فريمان

عضو مخضرم
انظروا امام اعينكم كم دوله علمانيه قائمه الان وتتسيد العالم بالعلم والصحه والاختراعات ومستوى المعيشه والقوه العسكريه وبالمقابل لاتوجد على الارض دوله يحكمها الدين الا دولتان ايران رمز للتخلف والسعوديه اكبر مصدر للارهاب تسببت فى استفزاز امريكا وشنها حربان فى افغانستان والعراق وتغيير جوهرى فى السياسه العالميه واول ضحاياها المسلمين.
 

حمد

عضو بلاتيني
اخي العزيز الموسوي

انت بالجزء الثاني من المقالة تحاول مخادعتنا , فأنت تعتمد على القرآن كمصدر للمقالة وكأن القرآن هو المصدر الوحيد لفهم علاقة الدين بحياة الانسان , و قمت هنا بإلغاء تأثيرات افراد سابقين على هذه العلاقة , منهم الرسول الاكرم وآله وصحبه والعلماء والمفسرين , ولذلك فإنك هنا تأتي بمنهج ليس بموجود على الساحة وربما لا يعتمد عليه كمصدر لفهم الدين الا لدى القرآنيين , ولو كان هذا المذهب هو المعتمد لمن يدعو الى اعتماد الدين كمصدر وحيد للتشريع فكان من الممكن مناقشة الامر واعادة النظر في مسألة افضلية العلمانية .

اخي الكريم

انت هنا تطرح مثالية ليس لها اثر في الواقع , وكان الاولى الحديث عن الاديان بما فيها من اختلافات جوهرية لايمكن تخطيها بسهولة فنحن امام اختلافات جذرية بمصادر لها مكانتها .

تحية لك اخي العزيز
 

kkk

عضو مخضرم
سيدنا ما كنت اتوقع من اي شيعي يدعوا لدولة دينية كويتية او خليجية!!
وهو يعرف ان الاغلبية سنية بحته...لا مجال لاي حكم شيعي.
الا اذا كان مصالح الدعوة اهم من مصالح الاقلية الشيعية...
الواضح انك تدافع عن مصالح رجال الدين ولو على حساب الناس
والحمدالله انها دعوة منك لتثبيت احقية مطالب العلمانية باقصاء
رجال الدين عن رقاب الناس وجعل كل الفتاوي لمصلحتهم فقط
وليس مقبول منك ان ان تقول ان المذهب الشيعي هو صاحب الدعوة
الحقيقية لانشاء الدولة الدينية المنتظرة ...وعلى الانتظار اعلان سقوط الدولة الشيعية الدينية
الايرانية بين لحظة واخرى.....واصبح اصحاب الثورة هم قادة الفرق هناك!!
ولكنك فعلا تعيش بالاحلام او بالاوهام فقط بعيد عن الواقع...
سيدنا ان الفكر العلماني يضمن لك الان وبالواقع وليس بالاوهام
وانا اقول الان ....يضمن لك التعبد بحرية والتظاهر السياسي وانك متساوى بالحقوق وبالواجبات
بدولة مدنية وتحت ظل قانون بشرى صنعه الفكر العلماني....
وتاكد من الان ان الفكر العلماني يعلن وصوله للمنطقة بقوة وبسرعة وانطلاقا من العراق وايران والسعودية والكويت ولا عزاء للفكر الديني ...الذي اثبت انه منبع الارهاب والقتل والطائفية والعنصرية.....وهذا واقع ولا يحتاج لدليل على ما اعتقد

وما الكويت والحالة التى تعيشها الان الا دليل على فشل الفكر الديني بشقيه السني والشيعي ....
كنت اتمنى منك شكر العلمانية على الوضع الجيد للاقلية الشيعية بالكويت وعلى وصول الشيعة العرب للحكم بالعراق لاول مرة بالتاريخ الاسلامي؟؟
وعلى سماع صوت الشيعة بالسعودية .....بعد غياب طويل جدا؟؟؟
واتكلم معك بصراحه
انك محسوب على رجال الدين ومن الطبيعي انك تدافع عن مصالحك وعن المميزات الممنوحه لك ....وتفكيرك بان الفكر العلماني خطر...لماذا.. لانه يحجم هذه المميزات ويفقدك السلطات المقدسة ويمنعك من استغلال الناس باسم الدين ... ويجعلك مواطن عادي امام القانون والشعب....ونحن نعرف ان رجال الدين همهم الوحيد مصالحهم
ولاستمرار وضعكم الحالي ..يجب خلق لكم عدو....لاستمرار حلب الناس ؟؟؟

ولكن الحسنة الوحيدة من هذا الموضوع .....هو توحيد المتطرفين الشيعة والسنة ....ضد عدو واحد ...وهو الخطر العلماني؟؟؟
تحياتي
 

الموسوي

عضو مخضرم
لي عودة للرد على مشاركات الزملاء الاعزاء وخصوصا الاخ بوأحمد kkk ..

لكن بعد تصليح شاشة الــ ( lap top ) ..

تحياتي
 
وانا اقول الان ....يضمن لك التعبد بحرية والتظاهر السياسي وانك متساوى بالحقوق وبالواجبات
بدولة مدنية وتحت ظل قانون بشرى صنعه الفكر العلماني....
وتاكد من الان ان الفكر العلماني يعلن وصوله للمنطقة بقوة وبسرعة وانطلاقا من العراق وايران والسعودية والكويت ولا عزاء للفكر الديني ...الذي اثبت انه منبع الارهاب والقتل والطائفية والعنصرية.....وهذا واقع ولا يحتاج لدليل على ما اعتقد

وما الكويت والحالة التى تعيشها الان الا دليل على فشل الفكر الديني بشقيه السني والشيعي ....



طبعا مع أحترامي الشديد لزميلي kkk الا أنه في رده هنا وخصوصا الذي لونته


بالأحمر قاعد ( يبيض) ......!!


الفكر الديني يا زميل kkk ليس منبع للأرهاب والقتل والطائفية هذا الطرح يروجه


أعلام اليهود في أوربا وأمريكا لكن أستغرب كيف يروجه شخص منا وفينا ...؟؟


الشىء الآخر هذا الأرهاب الذي ينسب للفكر الديني هو مدعوم من جهات عالمية


بقصد تشويه الدين الإسلامي الذي بدأ يرعب الساسة في أوربا بعد أن انتشر بشكل


بات يهدد الهوية الأوربية المسيحية لبعض الدول هناك ....!!


كان عليك يازميلي أن تفرق بين الفكر الديني والذي هو رسالة محمد ابن عبد الله


التي وصفها رب العباد بأنها ( رحمة للعالمين ) والتي يقوم على رعايتها في كل عصر


رجال يختارهم رب العالمين لرعايتها ونشرها وهي نور الله الذي وعد بأن يظهره على


جميع الأديان .... وبين القلة المتطرفة بين السنة والشيعة والتطرف موجود منذ عهد


رسولنا الكريم ولكن لايعبر المتطرفون عن الجوهر الحقيقي للدين وللفكر الديني ...!


إن الغرب والعلمانيين يحاولون ربط الدين الإسلامي بالأشخاص أو الأحزاب المتطرفة


مثل بن لادن والقاعدة ونصر الله وحزب الله .. ويتجاهل الأفكار والمبادىء التي يقوم


عليها الإسلام والتي انتشرت في العالم بأسره ... ويهدف بهذا الى تشويه الصورة


الحقيقية للإسلام ...!


لاننكر نجاح بعض المبادىء للعلمانية وتقدم بعض الدول بسببها ولكن عليها من المثالب


مالله به عليم .... لدرجة أن أصحابها بدأوا ينتحرون ويصيبهم الإكتئاب والأمراض النفسية



أخيرا أحب أهدي سيدي الكريم kkk هذه المقاله لرجل علماني من الغرب وهو مستشرق !!



(( لو أن محمد حي لحل مشاكل العالم وهو يشرب فنجان قهوه ...!! ))



عذرا من الأخ الموسوي لتطفلي على موضوعه ولكن ماخطه kkk رفع ضغطي ....!!




مية وردة

:وردة:
 
أعلى