عمر الأنصاري
عضو مميز
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و لا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على الضحوك القتال وآله وصحبه الأطهار.
أما بعد؛؛
أكتب هذه الكلمات إلى علماء الأمة خصوصا وإلى أمة الإسلام عموما، فأقول مستعينا بالله..
رأينا في الأيام القليلة الماضية كيف حاول الإعلام إثارة مشاعر المسلمين عن حادثة محاولة حرق كتاب ربنا تعالى، ورأينا من خلال تلك الحملات الإعلامية الخبث الجلي الذي أظهر حقيقة الفضائيات العربية المتأمركة، وذلك عندما حاولت تصوير الجاني بأنه مجني عليه، وظهر حرص تلك الفضائيات عن كل ما يرضي أمريكا وبث أي خبر يروج لها ولسياستها وساستها.
والعجيب الغريب أن كتاب ربنا عز وجل قد رسم عليه الصليب من قبل في مساجد أفغانستان والعراق ولم يتحرك حينها الإعلام ولا مشايخ الفضائيات!
ودنس كتاب ربنا تعالى في كوبا وأبي غريب وقندهار ولم يتحرك الإعلام حينها ولا مشايخ الفضائيات!
وجعل القرآن هدفا يرمى بأسلحة الصليبيين من قبل ولم يتحرك الإعلام ومشايخه!
فما هذا الحب المفاجئ الذي نزل على القنوات الإخبارية العلمانية وعلى فقهاء الأباتشي والبنتاغون؟!!
وقد لمست في تلك الحملات حرصا شديدا على دماء الأمريكان ولوما وطعنا شديدا لمجاهدي الأمة، حتى وصل الأمر بأحدهم أن قال هذا اليوم: '' لا قدر الله لو حدثت عملية ارهابية جديدة في أمريكا سيتضرر المسلمين فيها!!!''
فيا سبحان الله..! ماذا يريد القوم؟!
هل يريدون أن يرى المسلم دماء إخوانه المسلمين تسفك يوميا في وزيرستان بطائرات أمريكا ولا يحرك ساكنا؟!
هل نترك أمريكا تعيث فسادا في أفغانستان وتنتهك حرمات المسلمين وتغتصب نساء المسلمين وتهدم المساجد وتعتقل الموحدين وتقتل شباب المسلمين ثم نتفرج ونغض الطرف مراعاة لمشاعر الأمريكان الصليبيين ولكي نحافظ على سمعة الإسلام في نظر الكفار..؟!!
لقد حرق المسجد الأقصى من قبل ولم يكن ابن لادن قد ولد، ولم تكن القاعدة موجودة.
لقد جاءتنا الحروب الصليبية من قبل واستعمرت جل بلداننا وقتل الصليبيون ملايين المسلمين ولم يكن ابن لادن قد ولد، ولم تكن القاعدة موجودة.
وقد وقفت أمريكا بصف اليهود منذ احتلالهم لمسرى نبينا - صلى الله عليه وسلم - بالسلاح والمال والطائرات وبجميع أنواع الدعم ولم يكن ابن لادن قد ولد، ولم تكن القاعدة موجودة.
ومنذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا والإعلام يتباكى على فلسطين! وكأن الدموع واللطم وشق الجيوب والوقوف على الأطلال ستعيد لأمة الإسلام عزتها ومجدها وأقصاها!!
ولكن ما أن قام ثلة من خيرة شباب الأمة من تلاميذ محمد - عليه الصلاة والسلام - بالثأر لدماء المسلمين المستضعفين في فلسطين والصومال والعراق والسودان والبوسنة والشيشان بضرب أمريكا رأس الشر وطاغوت العصر، إلا وثارت ثائرة الإعلام المتأمرك وجن جنون فقهاء التسول الذين كانوا يتباكون من قبل على دماء المسلمين!!
فشنوا حربا على شباب الإسلام وكأنهم هم الجاني وهم المعتدي وليست أم الخبائث أمريكا، فتركوا الجاني وتوجهوا باللوم إلى الضحية!
ولسان حالهم يقول:
''دعوا أمريكا تسفك دمائكم وتحتل بلدانكم وتغتصب نسائكم وتحارب عقيدتكم وتنصر شبابكم وتفسد مجتمعاتكم وتقتل خيرتكم لا تردوا عليها أبدا، بل في كل مرة تصفعكم على خدكم أديروا لها الآخر! حتى لا تشوهوا صورة الإسلام!!!''
عن أي صورة للإسلام تسعى هذه القطعان السائبة للمحافظة عليها؟!
منذ ما يزيد على ستين سنة والإعلام الصهيوصليبي يشن حربا فكرية متواصلة في محاربة الإسلام وأهله، وكان ولا زال يصورهم بأبشع الصور في المسلسلات الأمريكية وأفلام هوليود اليهودية.
وحينها أيضا لم يكن ابن لادن قد ولد، ولم تكن القاعدة موجودة.
فما الذي تغير....؟!
ثم هذا كتاب الله ينطق بيننا ويخبرنا بأن اليهود والنصارى لن يرضوا عنا أبدا حتى نتبع ملتهم،
فوالله لن يرضى عنكم أوباما وشعبه حتى يروكم على ملتهم.
قال تعالى:
(ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)
وقال سبحانه:
(ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا)
خبر رباني صريح لا يستطيع ليه وكتمه وتحريفه فقهاء المارينز.
لم يهاجم أبطال أمتنا أمريكا إلا بعد أن حاربتنا وقتلت أهلنا بدعمها لليهود وحصارها لأطفال وضعفاء العراق،
وما أتاها إلا يسيرا من أثار جرائمها وجزءا بسيطا من فاتورة حسابها الطويلة، ونحن لم نعتد عليها إلا بمثل ما أعتدت به علينا ومن عامل بالمثل فما ظلم، فالعين بالعين والسن بالسن، ودماء الأمريكان الخنازير ليست بأعز وأغلى من دماء أطفال ونساء وعجائز فلسطين والعراق، وليست بأغلى من دماء الموحدين في الصومال الذين قتلوا علي يد القوات الأمريكية عام ٩٦م، وليست بأغلى من دماء المسلمين في البوسنة والشيشان والتي كانت أمريكا في رأس حربة قاتليهم.
إن أهل العدل والإنصاف أكانوا من المسلمين أو الكفار يعلمون يقينا أن ضربات سبتمبر المباركة كانت سببا في دخول الكثير من شعوب الغرب في دين الله أفواجا، وذلك عندما كانت الضربات بفضل الله وحكمته سببا إلى جعلهم يبحثون عن كل شيئ متعلق بالإسلام وأثارت فضولهم إلى القراءة في كتب الإسلام وتفسير القرآن العظيم، وهذا بشهادة أعداءنا أنفسهم.
وهذا هو ما يفسر إستعار حملات التشويه للإسلام وشدتها بعد الضربات المباركة، بدء من الإساءة لنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - على لسان بابا الفاتيكان وكبيرهم، مرورا بالرسوم المسيئة إلى محاربة المساجد والمآذن إلى محاربة الحجاب والنقاب إلى تحزب الأحزاب من أجل محاربة الموحدين في أفغانستان إلى محاولات الطعن بأيات الله ومحاولات حرق كتابه تعالى وعز وجل.
وقد قيل في المثل:
''الصراخ على قدر الألم''
أقول لعلماء الأمة..
إن الإعلام المتأمرك يهدف إلى جركم إلى نفق مظلم نهايته تعطيل ذروة سنام دينكم وإماتة أوثق عرى الإيمان والتحول إلى إسلام متأمرك ترضاه لنا أمريكا وتجعل أوباما يرضى عنا ويقول بأننا لسنا أعداءه،
ومن أجل رضاه عنا نتخلى عن مفهوم الجسد الواحد وليفعل الصليبيون ما يشاؤون بالمسلمين المستضعفين.
ومع الأسف الشديد فإن الكثير منكم إلا من رحم ربي قد وقع في شراك الفضائيات التي تسمى بالإسلامية، وذلك عندما فتح له الطواغيت أبوابها، فأوقعوه في شراك فتنة الشهرة والتي غالبا تعمي الأبصار والبصائر عن رؤية الحق والصدع به.
ونحن والله لسنا ضد القنوات التي تعلم الناس دين الله الحق ''إن وجدت'' ولكن أن تكون شراكا لجلب العلماء حتى يسيروا وفق ما يريده عملاء أمريكا وكلاب صيدها في بلادنا ووفق ما يرسمه لهم هؤلاء العملاء من خطة عمل لا يحيدون عنها أبدا فذلك الذي يؤلمنا ويدمي قلوبنا حسرة على من أخذ الله عليهم الميثاق والموقعين عنه.
فتحت حجة الدعوة وتعليم الناس انطوى العلماء على أنفسهم وانشغلوا عن ماهو خير بالذي هو أدنى، وتركوا نوازل الأمة وأداروا ظهورهم لمن يستصرخون بهم صباح مساء.
ومن حاول من أولئك الأفاضل الخروج قليلا عن الخط الذي رسمه أذناب أمريكا له - خط رسم بعلمه أو دون علمه - فإن مصيره كمصير قناة الأسرة وكمواقع بعض العلماء التي حجبت، ومن عاند ولم يرتدع فإن مصيره مصير المحدث عبدالله السعد والمحدث سليمان العلوان والشيخ علي الخضير وخالد الراشد وغيرهم ممن نحسبهم والله حسيبهم عملوا بعلمهم ولم يرضوا ببيعه بثمن بخس، أو يبتغوا به منابر الفضائيات وأبواب السلاطين.
إن واقعنا اليوم هو واقع مر يحاك لأمة الإسلام، عطلت فيه شريعة الله واستبدلت بقوانين البشر، وعطل الجهاد، وميعت عقيدة الولاء والبراء، وانتشر الإنحلال والسفور والإختلاط، وقطعت الأمة إلى أشلاء وعلى كل جزء نصب عميل للصليبيين يضمن تدفق خيرات المسلمين إلى أعداءهم ويمكن الكفار من رقاب الموحدين، وحرفت المناهج وسقط القناع عن دعاوى الدعاة الكاذبين الذين لا هم غيروا واقع الأمة ولا هم الذين جاهدوا أعدائها ليعيدوا لها شيئا من كرامتها.
وإني أسأل علمائنا ودعاتنا فأقول:
إن لم تبينوا أنتم للناس الدين الذي أتى به محمد - صلى الله عليه وسلم - دون تمييع ولا تعطيل ولا مداهنة ولا خوف فمن إذن سيقوم بتبيانه؟!
أننتظر أمريكا أن تبينه لنا؟!
أم ننتظر تابعها وكلب صيدها أبو رغال يبينه لنا؟!
أم ننتظر بطانة أبي رغال وأحبابه العلمانيين؟!
أم ننتظر فقهاء السلاطين وأبواقهم؟!
يا علماء الأمة..
ما الأولى بأن تبينوه للناس ولا تكتمونه..؟!
عقيدة التوحيد والولاء والبراء والدفاع عن أراضي الإسلام، أم فتاوى النساء والمعاملات المالية؟!
إنكم ترون بأعينكم عشرات الدماء تسفك يوميا في وزيرستان بطائرات أمريكا، ولا كأن الأمر يعنيكم! وكأنكم تظنون أن الله لن يسألكم يوم القيامة عن كل قطرة دم واحدة سفكت لم تنصروها.
فهل هانت دماء المسلمين عندكم؟!
أم أن دماء مسلمي باكستان وأفغانستان لا كرامة لها عندكم كما هي كرامة جبل دخان ''السعودي'' الذي أعلنتم الجهاد من أجله؟!!
أم أن مسلمي ومستضعفي وزيرستان لا يحملون جنسية ولي أمركم التي وضعها لكم سايس وبيكو فأنستكم إخوانكم في العقيدة؟!
ترى لو كانت تلك الدماء الزكية هي لأحد الصليبيين الأمريكان هل كنتم ستسكتون؟!!
أم أننا سنرى الكثير منكم تقوم قيامتهم ويسلقون المجاهدين بألسنة حادة عليمة..
كما فعل كثير منكم عندما نحر مهندس طائرات الأباتشي بول جونسون في الرياض، وعندما انتقم أبطالنا لكرامة أمتنا في الحادي عشر من سبتمبر.
يا علماء الأمة..
لا نقول لكم احملوا أسلحتكم وقوموا وانفروا لتغبروا أقدامكم في جبهات القتال وساحات الرجال دفاعا عن أراضي الإسلام المحتلة، ولا نقول لكم انفروا لتقودوا صفوف المجاهدين كما قادها محمد - عليه الصلاة والسلم - في تبوك وبدر وأحد والأحزاب وخيبر وحنين، وكما قادها أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والأنصار والمهاجرين الذين جلهم قبورهم في ساحات القتال، ولا كما قادها العز بن عبدالسلام وابن تيمية وابن المبارك ونور الدين زنكي وابن النحاس وعمر المختار وعبدالله عزام وغيرهم من الربانيين.
لا نقول افعلوا مثل فعلهم، فنحن نعلم أن الدنيا والشهرة وبرامج الفضائيات قد أثقلت كاهل الكثير منكم إلا من رحم ربي،
ولكن فقط بينوا الحق للناس وحرضوا الأمة على القتال وقدموا شيئا لأراضي الإسلام المحتلة وحرماته المنتهكة قياما بما أمركم به ربكم جل وعلا.
ولعلكم في قرارة أنفسكم تعلمون أنكم لستم من أهل الأعذار بترك الجهاد، وأن الشيطان قد قعد لكم على طريق الجهاد فسول لأنفسكم أنه لا يوجد جهاد رغم أن أراضي إسلامية أحتلت بأكملها وليس شبرا واحدا فقط، ورغم تحزب الصليبيون على إخوانكم الأفغان، ورغم صرخات المستضعفين التي تدوي يوميا في مسامعكم إلا أنكم رضيتم بالقعود وزين لكم الشيطان ذلك وكرهتم القتال،
أكاد أجزم أنكم في قرارة أنفسكم تدركون أنكم مقصرين بترككم نصرة المستضعفين وبقعودكم مع الخوالف وافتتانكم بالتجارة والأموال والمساكن والزوجات والأولاد ومناصب الحكام وهباتهم وفضائياتهم.
ولكن لا نريد منكم سوى جهد المقل وأضعف الإيمان وأما حسابكم فهو على العليم الخبير يوم القيامة حين تعرضون عليه فرادى يوم لا تنفع ولا تجدي حجج واهية ولا أعذار كاذبة.
وفي الختام أقول.. يا علماء الأمة
إني والله ما كتبت لكم إلا نصحا وإشفاقا وحبا لكم ما أحب لنفسي، وإن كان من قسوة فهي قسوة محب يتألم لحالكم؛
وإني أدرك أن دين الله ليس بحاجة لي و لا لكم وكذلك المجاهدين ليسوا بحاجتنا،
فدين الله منصور بنا أو بغيرنا والمجاهدين لن يضرهم كيد أعداءهم إلا أذى، وقد وعدهم ربهم بإحدى حسنيين إما نصر أو شهادة.
ولكني أسألكم بالله أن لا تركنوا لحب الدنيا وتكرهوا القتال، ولا تركنوا إلى الذين ظلموا، ولا تفتنكم الدنيا بزينتها وزخرفها،
اعلموا أنها أيام وتلقون ربكم فأعدوا جوابا عن كل مسلم خذلتموه أو أعنتم طاغية وعميلا على قتله.
وليكن عندكم شيئا يسيرا من شجاعة سادة الرافضة وقساوسة النصارى وأحبار اليهود في دعمهم لأبنائهم ووقوفهم بصفهم وعدم السماح لكائن من كان أن يتطاول عليهم.
واعلموا أن انطفاء شعلة الجهاد يعني انحلال الأمة وانسلاخها وتمكن العلمانيين من رقابها.
وها نحن مع كل أسف نرى كثيرا منكم قد عطل الجهاد الذي أخبر عنه رسولنا بأنه ماض إلي قيام الساعة، بل حتى فلسطين المحتلة التي لا ترون الجهاد بغيرها وإن أحتلت جميع أراضي الإسلام ها نحن نرى ربيب إيران فيها هنية يمنع إطلاق الصواريخ على اليهود ويصفها بالعبثية ويقتل ويسجن كل من يفكر مجرد تفكير بقتال اليهود وطرد اليهود وتحرير الأقصى!
يا علماء الأمة و يا شبابها..
قد أعلن الصليبي أوباما رضاه عنكم وعداوته لقاعدة الجهاد ومن هو على طريقها..
وإن ذلك والله قد زادنا ثباتا ويقينا بصحة وسلامة طريقنا وإننا نرجوا ربنا أن نلقاه وأعدء الله لم يرضوا عنا.
أما أنتم فراجعوا حساباتكم وحري بكم أن تكونوا في جانب وأعداء ربكم في جانب آخر،
وضعوا دائما نصب أعينكم قول ربكم:
(ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)
أسأل الله أن يردنا وإياكم إليه ردا جميلا وأن يبرم لأمتنا أمر رشد يعز به أهل طاعته ويذل به أهل معصيته.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
والآن أدعوكم لتتصدقوا على من وقتكم بسبع دقائق فقط لنشاهد معا هذا المقطع:
http://www.safeshare.tv/v/xyjEktZ7nL4
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ابنكم: عمر القحطاني
٢ شوال ١٤٣١هــــ
١١ ستمبر ٢٠١٠م
اللهم اشهد بأني قد بلغت
المصدر:
http://www.atahadi.com/vb/showthread.php?t=28081