في أمان اللّه / الحسينيات الكويتية!... أحمد الديين
يطلق البعض تصريحاته مهدداً متوعداً بفرض الرقابة على الحسينيات، وكأن الحسينيات في الكويت حديثة عهد، أو أنّ المجالس الحسينية، التي يقيمها اخوتنا من الكويتيين المسلمين من شيعة آل بيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم هي مجالس طارئة لم يعرفها المجتمع الكويتي إلا في السنوات الأخيرة، مع أنّ تاريخ إنشاء أول حسينية كويتية يعود إلى العام 1858 أي قبل نحو مئة وخمسين عاماً!
وسأحاول هنا أن أسلط بعض الضوء على تاريخ الحسينيات، التي كانت قائمة داخل مدينة الكويت حتى نهاية خمسينات القرن العشرين حيث كانت تُعقد فيها مجالس العزاء والمآتم والاحتفالات الدينية والتاريخية وذلك في إطار من التسامح الاجتماعي واحترام الخصوصية والتنوع والانفتاح، وهو ما كان يتسم به المجتمع الكويتي، خصوصاً عندما كانت الكويت ميناءً نشطاً ومركزاً تجارياً حيوياً!
فقد أسس الحسينية الأولى في الكويت السيد علي الموسوي وكان موقعها في فريج البحارنة بمحلة الميدان من الحي الشرقي في المدينة، وذلك خلال العام 1858 أواخر عهد الشيخ جابر بن عبداللّه بن صباح الملقب بـ «جابر العيش»، وهو حاكم الكويت الثالث من أسرة آل الصباح، واشتهرت تلك الحسينية باسم «حسينية سيد عمران».
أما الحسينية الثانية، فهي حسينية معرفي، التي أسسها في العام 1905 الحاج محمد بن حسين بن نصراللّه معرفي وأقامها في محلة الميدان على ثلاثة بيوت جرى دمجها، وهي أقدم حسينية لاتزال قائمة داخل مدينة الكويت حتى يومنا هذا... وكانت هناك حسينية أخرى اشتهرت أيضاً باسم حسينية معرفي أسسها الحاج محمد بن حسين معرفي في حي القبلة.
وتلتها الحسينية الزينبية في فريج الحدادة، التي يعود تأسيسها إلى العام 1914، وكانت داراً للحاج علي الياسين... أما الحسينية الخزعلية في فريج الفرج فقد بدأ تأسيسها في أواخر عهد الشيخ مبارك الصباح، وهي تُنسب إلى الشيخ خزعل بن مرداو أمير المحمرة، الذي تبرع بعشرة آلاف روبية لبنائها، أما الشيخ مبارك الصباح فتبرع للحسينية بكميات من الأخشاب، وتبعه ابنه الشيخ جابر المبارك خلال فترة حكمه بالتبرع بقطعة أرض ضُمّت إلى الحسينية، وكذلك الشيخ عبداللّه السالم، الذي تبرع في وقت لاحق للحسينية ذاتها بخمسين ألف روبية، وقد اُفتتحت الحسينية الخزعلية في العام 1918، وفي العام ذاته تأسست الحسينية الجعفرية، التي كانت بيتاً للحاج إبراهيم المِلِّة، وقد وسعها الميرزا علي الحائري.
ومن الحسينيات القديمة، التي كانت قائمة داخل مدينة الكويت ومعظمها في الحي الشرقي: حسينية بهشت للبلوش، وحسينية التراكمة، وحسينية الحاج حسن عاشور من التراكمة في محلة الميدان، وحسينية السيد حسين العضب، وحسينية الحاج حسين ششتر، وحسينية ابن حيدر في المطبة، وحسينية الشواف، وكانت مقابل مدرسة الصباح على شارع دسمان، والحسينية العباسية في «فريج الحساوية»، وحسينية الحاج علي الأربش قرب دروازة العبدالرزاق، وحسينية علي الخبار في براحة مجيبل، وحسينية الحاج علي الشمالي القريبة أيضاً من الدروازة، وحسينية السيد علي في الميدان، وحسينية غانم المرزوق في براحة مجيبل، وحسينية بوعليان في البراحة ذاتها، وحسينية قنبر البلوشي في فريج البلوش، وحسينية محمد حاجي محمد في الميدان، وهي من الحسينيات القديمة.
وأما الحسينيات النسائية فأقدمها حسينية السيدة فاطمة الموسوي في فريج الشيوخ... وكانت هناك أيضاً حسينيتان في جزيرة فيلكا.
والحمد للّه أن دستور البلاد ينصّ في مادته الخامسة والثلاثين على أنّ «حرية الاعتقاد مطلقة، وتحمي الدولة حرية القيام بشعائر الأديان طبقا للعادات المرعية، على ألا يخل ذلك بالنظام العام أو ينافي الآداب».
ما شاء الله .. كل هذا تاريخ مؤرخ .. وبقبول من أهل الكويت كافه ومن حكام كذلك ... ويطلعلك بعض اتباع الوهابين ينادون بإزاله الحسينيات لأنها غريبه ومستحدثه على المجتمع الكويتي .. والمصيبه اللي ينادي توه متجنس قبل اربعين سنه فقط او مزدوج ؟؟
يا عجبي