محمد الوشيحي
كاتب و سياسي كويتي
أسعد الله مساءكم
مقالة خاصة بالشبكة
وحدوا المولى، لا إله إلا الله... بلغني أن فرماناً حكومياً شفوياً، مليئاً بأحرف "العطف" تارة وأحرف "الجر" والسحل تارات أخر، صدر إلى الصحف والفضائيات الكويتية لتجاهل الحديث عن اعتصام الغد "8 مارس"، والتعامل معه وكأن شيئاً لن يحدث! رئيس حكومتنا يريد تحويل صحفنا إلى "صحف قومية" يديرها "صفوت الشريف" الكويتي، ويرأس تحريرها قطط أليفة من أشباه "ممتاز القط" رئيس تحرير أخبار اليوم، أو مرتزقة من أمثال "عبد الله كمال" رئيس تحرير "روزا اليوسف"، أو عملاء أمن دولة من شاكلة "أسامة سرايا" رئيس تحرير جريدة الأهرام.
والحق أن لدينا نسخاً كويتية مطابقة لهؤلاء الثلاثة، بل أشد وأنكى، فلدينا صحيفة لا تمل من اللطم والصراخ في وجه كل غاضب من أداء الحكومة ورئيسها: "التنمية... التنمية"، دون أن تشرح لنا شفيها التنمية؟ مكسورة مثلاً؟ تخر؟ تنقط على الزولية؟ في حين لا تكلّ صحيفة أخرى من الحديث بحكمة حكومية: "في ظل هذه الظروف التي تعصف بالمنطقة يجب أن نحافظ على استقرار البلد"، " في ظل هذه الظروف لا يجب أن...، في ظل هذه الظروف يتحتم علينا أن..."، ولا أدري متى تطلع الشمس ويختفي هذا الظل الخبيث. وتذكرت شمطاء إسبانية ملعونة تدير مكتباً سياحياً في برشلونة، حباها الله من الدمامة والجمود وسوء المكياج والمنقلب ما يُقرف الغراب والضبعة، ولا تعرف من الإنجليزية إلا جملة واحدة: "في هذا الطقس لا يمكنني تسيير رحلات سياحية، في هذا الطقس، في هذا الطقس"، فاقتربت منها وهمست باللغة العربية: "في هذا الطقس إنتي حقيرة".
ولا يستفزني شيء كتلك الفضائية البكاءة التي ترتدي ثياب الأرملة وتنثر التراب على رأسها، قبل أن تتهم كل معارضي الرئيس وحكومته بأنهم "عيال عادل أدهم"، كلهم مجرمون متوحشون بائخون... ألا إن الحكومة وأنصارها هم البائخون ولكن لا يعلمون، أو هم يعلمون ويستعبطون.
ورئيس الحكومة يتمنى لو لم يخلق الله "8 مارس" من الأساس، كي "ياخذها قطوع" من تاريخ 7 إلى 9 مباشرة دون أن يمر على محطة "8 مارس"، ويتمنى لو أنه يستطيع انتزاع "8 مارس" من الروزنامة، وهو لا يدرك أن "9 مارس" سيكون مثل "شهاب الدين... أصعب من أخيه"، وأن "10 مارس" سيقول "الزود عندي"، وأن يوم "11" سيجعله يترحم على ما قبله، ووو، وليس أمامه لينجو من العاصفة إلا أن يوقف ساعة الزمن، أو يغير اتجاه عقاربها.
خلاص، ساحة الصفاة ستكون خيمتنا ومحل إقامتنا، وفي نهاية كل أسبوع سنصحب أطفالنا إلى هناك، وستغيّر هذه السيدة "حفاظات" ابنها أثناء الاعتصام، وسيساعد ذاك أطفاله في حل الواجبات المدرسية، وسيلعب الثالث مع أولاده "بلي ستيشن"، ليتدرب الصغار على قول "لا" في الوقت والمكان المناسبين، وينشأ جيل تهابه الحكومة وتسهر بجانب سريره. وأخشى أن ترسل الحكومة بلطجيتها وبلطجية "الضبعة المزورة" إلينا فيثور الغبار فتتدخل الحكومة مستعينة بالأرصفة المجاورة، فنزلق جميعاً وتزلق الدولة كلها معنا هذه المرة.
على أننا لن نقبل بأن تذهب حكومة ناصر المحمد لتأتي حكومة أخرى من نوع "صبه حقنه"، تشبه سابقتها منهجاً وتختلف عنها وجهاً، فلا فرق بين الثوم الهندي والثوم السيلاني (كتبت الثوم الإيراني ثم تداركت نفسي قبل أن يتهمني ذو الفاكس الخبيث بالطائفية)، وأهلنا في الحجاز يقولون: "طعم الثوم واحد".
موعدنا الساعة السادسة مساء "8 مارس" في ساحة الصفاة، تلبية لدعوة التيارات الشبابية المتوهجة، التي وإن اختلفت مسمياتها، إلا أن سفنها كلها تسير في الاتجاه ذاته، كلها تتجه "جمالاً"، (كما يقول الزميل صلاح الساير)... ويا معين.
مقالة خاصة بالشبكة
وحدوا المولى، لا إله إلا الله... بلغني أن فرماناً حكومياً شفوياً، مليئاً بأحرف "العطف" تارة وأحرف "الجر" والسحل تارات أخر، صدر إلى الصحف والفضائيات الكويتية لتجاهل الحديث عن اعتصام الغد "8 مارس"، والتعامل معه وكأن شيئاً لن يحدث! رئيس حكومتنا يريد تحويل صحفنا إلى "صحف قومية" يديرها "صفوت الشريف" الكويتي، ويرأس تحريرها قطط أليفة من أشباه "ممتاز القط" رئيس تحرير أخبار اليوم، أو مرتزقة من أمثال "عبد الله كمال" رئيس تحرير "روزا اليوسف"، أو عملاء أمن دولة من شاكلة "أسامة سرايا" رئيس تحرير جريدة الأهرام.
والحق أن لدينا نسخاً كويتية مطابقة لهؤلاء الثلاثة، بل أشد وأنكى، فلدينا صحيفة لا تمل من اللطم والصراخ في وجه كل غاضب من أداء الحكومة ورئيسها: "التنمية... التنمية"، دون أن تشرح لنا شفيها التنمية؟ مكسورة مثلاً؟ تخر؟ تنقط على الزولية؟ في حين لا تكلّ صحيفة أخرى من الحديث بحكمة حكومية: "في ظل هذه الظروف التي تعصف بالمنطقة يجب أن نحافظ على استقرار البلد"، " في ظل هذه الظروف لا يجب أن...، في ظل هذه الظروف يتحتم علينا أن..."، ولا أدري متى تطلع الشمس ويختفي هذا الظل الخبيث. وتذكرت شمطاء إسبانية ملعونة تدير مكتباً سياحياً في برشلونة، حباها الله من الدمامة والجمود وسوء المكياج والمنقلب ما يُقرف الغراب والضبعة، ولا تعرف من الإنجليزية إلا جملة واحدة: "في هذا الطقس لا يمكنني تسيير رحلات سياحية، في هذا الطقس، في هذا الطقس"، فاقتربت منها وهمست باللغة العربية: "في هذا الطقس إنتي حقيرة".
ولا يستفزني شيء كتلك الفضائية البكاءة التي ترتدي ثياب الأرملة وتنثر التراب على رأسها، قبل أن تتهم كل معارضي الرئيس وحكومته بأنهم "عيال عادل أدهم"، كلهم مجرمون متوحشون بائخون... ألا إن الحكومة وأنصارها هم البائخون ولكن لا يعلمون، أو هم يعلمون ويستعبطون.
ورئيس الحكومة يتمنى لو لم يخلق الله "8 مارس" من الأساس، كي "ياخذها قطوع" من تاريخ 7 إلى 9 مباشرة دون أن يمر على محطة "8 مارس"، ويتمنى لو أنه يستطيع انتزاع "8 مارس" من الروزنامة، وهو لا يدرك أن "9 مارس" سيكون مثل "شهاب الدين... أصعب من أخيه"، وأن "10 مارس" سيقول "الزود عندي"، وأن يوم "11" سيجعله يترحم على ما قبله، ووو، وليس أمامه لينجو من العاصفة إلا أن يوقف ساعة الزمن، أو يغير اتجاه عقاربها.
خلاص، ساحة الصفاة ستكون خيمتنا ومحل إقامتنا، وفي نهاية كل أسبوع سنصحب أطفالنا إلى هناك، وستغيّر هذه السيدة "حفاظات" ابنها أثناء الاعتصام، وسيساعد ذاك أطفاله في حل الواجبات المدرسية، وسيلعب الثالث مع أولاده "بلي ستيشن"، ليتدرب الصغار على قول "لا" في الوقت والمكان المناسبين، وينشأ جيل تهابه الحكومة وتسهر بجانب سريره. وأخشى أن ترسل الحكومة بلطجيتها وبلطجية "الضبعة المزورة" إلينا فيثور الغبار فتتدخل الحكومة مستعينة بالأرصفة المجاورة، فنزلق جميعاً وتزلق الدولة كلها معنا هذه المرة.
على أننا لن نقبل بأن تذهب حكومة ناصر المحمد لتأتي حكومة أخرى من نوع "صبه حقنه"، تشبه سابقتها منهجاً وتختلف عنها وجهاً، فلا فرق بين الثوم الهندي والثوم السيلاني (كتبت الثوم الإيراني ثم تداركت نفسي قبل أن يتهمني ذو الفاكس الخبيث بالطائفية)، وأهلنا في الحجاز يقولون: "طعم الثوم واحد".
موعدنا الساعة السادسة مساء "8 مارس" في ساحة الصفاة، تلبية لدعوة التيارات الشبابية المتوهجة، التي وإن اختلفت مسمياتها، إلا أن سفنها كلها تسير في الاتجاه ذاته، كلها تتجه "جمالاً"، (كما يقول الزميل صلاح الساير)... ويا معين.