بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه المتقين.
وبعد:-
المشركون يعبدون هذه الأصنام لاعتقادهم أنها تضر وتنفع وتجلب لهم الخير وترزقهم وتعطيهم، حتى النصارى عندما جعلوا المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام إلهًا مع الله تعالى يعطي ويرزق وينصرهم ويستمدون منه العون من دون الله تعالى مع اعتقادهم بوجود الله تبارك وتعالى، فلا يقال لهؤلاء موحدون بأفعال الله تعالى.
قال تعالى في كتابه الكريم يخبر المشركين بأن أصنامهم لا تضر ولا تنفع : { قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } سورة المائدة الآية: 76.
في سورة الرعد يقول الله تعالى إن كانوا يعبدون هذه الآلهة هل خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم حتى يعبدونها من دونه، هل هو الخالق أم هم الخالقون؟؟!! عند قوله تعالى: { قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِّن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ لاَ يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ للَّهِ شُرَكَآءَ خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} سورة الرعد:16.
قد لفت نظري كتاب اسمه ( شرح كتاب كشف الشبهات) للشيخ صالح الفوزان طبع مؤسسة الرسالة في صفحة 75 منه يقول ما نصه:
" إن المشركين مع أصنامهم ما كانوا يعتقدون فيها أنها تخلق وترزق وتنفع وتضر" اهـ
يقول الصقري: هذا القول ليس صحيحا، بل فيه نظر.
إذا كان المشركون كذلك فكيف يقول المشركون لسيدنا هود عليه الصلاة والسلام أن آلهتهم أصابته بالجنون مما كان يقول عنها بأنها ليست آلهةً؟!!
كما قال تعالى: { إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ } سورة هود الآية 54.
وهذه جارية تسمى زنّيرة وهي من جواري بني عدي القريشية أقرباء سيدنا عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- وقد آمنت بالله وبرسوله – صلى الله عليه وآله وسلم – فجاء سيدنا عمر وأخذ يعذبها حتى يفتر – أي يتعب – ثم يعاود تعذيبها في اليوم التالي وهكذا، وكان ذلك قبل إسلامه، وظلت على هذه الحالة حتى ذهب بصرها، فقالت قريش عندما سمعت بخبرها أن قد أصابها هبل بالعمى. وهذا مبسوط في كتب السير.
وفي كتاب "بهجة المحافل وبغية الأماثل" للعلامة الفقيه عماد الدين يحيى بن أبي بكر العامري (2/26) في وفد ثقيف وما كان من حديثهم.
يقول في ص29 :
"وذكر أن المغيرة لما أراد هدم اللآت قام أهل بيته دونه خشية أن يصيبه ما أصاب عروة، ولما شرع في الهدم صاح وخرَّ مغشيّا عليه مستهزأ بهم فارتجت المدينة فرحا فقام المغيرة يضحك منهم ويقول: يا خبثاء ما قصدت إلا الهزء بكم" اهـ
وفي كتاب السيرة النبوية لأبي الفداء عماد الدين إسماعيل ابن كثير (4/62) يقول:
"وذكر موسى بن عقبة أن وفد ثقيف كانوا بضعة عشر رجلا، فلما قدموا أنزلهم رسول الله المسجد ليسمعوا القرآن، فسألوه عن الربا والزنا والخمر، فحرّم عليهم ذلك.
فسألوه عن الرّبة ماهو صانع بها؟ قال: (( أهدموها ))
قالوا: هيهات! لو تعلم الرّبة أنك تريد أن تهدمها قتلت أهلها.
فقال عمر بن الخطاب: ويحك يابن عبد ياليل ما أجهلك! إنما الرّبة حَجَر. فقالوا: إنا لم نأتك يابن الخطاب.
ثم قالوا: يا رسول الله توّل أنت هَدمها، أما نحن فإنا لن نهدمها أبدا فقال: ((سأبعث إليكم من يكفيكم هدمها)) " اهـ
ثم بعث رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – كلا من خالد بن الوليد و المغيرة بن شعبة – رضي الله عنهما – إلى ثقيف في هدم تلك الرّبة فأخذ المغيرة بن شعبة المعول وقال لأصحابه لأضحكنكم من ثقيف فيقول ابن كثير في كتاب له وهو كتاب السيرة النبوية (4/63) مانصه:
" فضرب بالكرزين – يعني المعول - ثم سقط يَرْكض برجله فارتج أهل الطائف بصيحة واحدة وفرحوا وقالوا: أبعد الله المغيرة قتلته الرّبة! وقالوا لأولئك: من شاء منكم فليقترب...فقام المغيرة فقال: والله يا معشر ثقيف إنما هي لَكاع حجارة ومَدَر، فأقبلوا عافية الله واعبدوه.
ثم إنه ضرب الباب فكسره. ثم علا سورها وعلا الرجال معه، فما زالوا يهدمونها حجرَا حجرًا حتى سوّوها بالأرض، وجعل سادنها يقول: ليغضبنّ الأساس فليخسفنّ بهم.
فلما سمع ذلك المغيرة قال لخالد: دعنى أحفر أساسها.. فحفروه حتى أخرجوا ترابها وجمعوا ماءها وبناءها.. وبهتت عند ذلك ثقيف." اهـ
لو أن المشركين لا يتعقتدون أن الأصنام ترزق وتنفع من دون الله تعالى لما أمرهم الله تعالى أن يبتغوا الزرق من عنده وحده، وذلك لأن الكفار يطلبون ذلك من آلهتهم لاعتقادهم أنها ترزق ولها قدرة على الرزق من دون الله تعالى، فهذا دليل على أنهم لا يعتقدون بأن الله تعالى هو الرزّاق جل جلاله كما في قوله : {إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لايَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُواْ عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُواْ لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}. سورة العنكبوت : 17.
أظن هذا يكفي في بيان أن الكفار يعتقدون أن آلهتهم تنفع وتضر من حيث أنهم يخشون هدمها ولذلك فقد طلبوا من رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – أن يتولى بنفسه هدمها.
وانظر إلى قول الله تعالى في كتابه الكريم أيضًا في سورة الأنبياء الآية:43 حيث قال تعالى {أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِّن دُونِنَا لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلاَ هُمْ مِّنَّا يُصْحَبُونَ}
يقول ابن جرير الطبري في تفسيره على هذه الآية:
" يقول تعالـى ذكره: ألهؤلاء الـمستعجلـي ربهم بـالعذاب آلهة تـمنعهم، إن نـحن أحللنا بهم عذابنا، وأنزلنا بهم بأسنا من دوننا؟ ومعناه: أم لهم آلهة من دوننا تـمنعهم منا؟ ثم وصف جلّ ثناؤه الآلهة بـالضعف والـمهانة، وما هي به من صفتها، فقال: وكيف تستطيع آلهتهم التـي يدعونها من دوننا أن تـمنعهم منا وهي لا تستطيع نصر أنفسها." اهـ
وكذلك في تفسير فخر الدين الرازي – رحمه الله - حيث قال:
" أما قوله تعالى :{أَمْ لَهُمْ الِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مّن دُونِنَا لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلاَ هُمْ مّنَّا يُصْحَبُونَ } فاعلم أن الميم صلة يعني ألهم آلهة تكلؤهم من دوننا، والتقدير ألهم آلهة من تمنعهم. وتم الكلام ثم وصف آلهتهم بالضعف فقال: {لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ } وهذا خبر مبتدأ محذوف أي فهذه الآلهة لا تستطيع حماية أنفسها عن الآفات، وحماية النفس أولى من حماية الغير. فإذا لم تقدر على حماية نفسها فكيف تقدر على حماية غيرها"اهـ
فهذا دليلٌ واضحٌ أن المشركين يعتقدون في هذه الآلة أنها تمنعهم وتنصرهم ويستمدون منها النصر والمعونة خلافا لما يظنه البعض وآخرون من ألف الكتب في التوحيد ، وكما يقول الشيخ صالح الفوزان حيث عرضنا كلامه، والحقيقة ليس كما يقول.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه المتقين.
وبعد:-
المشركون يعبدون هذه الأصنام لاعتقادهم أنها تضر وتنفع وتجلب لهم الخير وترزقهم وتعطيهم، حتى النصارى عندما جعلوا المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام إلهًا مع الله تعالى يعطي ويرزق وينصرهم ويستمدون منه العون من دون الله تعالى مع اعتقادهم بوجود الله تبارك وتعالى، فلا يقال لهؤلاء موحدون بأفعال الله تعالى.
قال تعالى في كتابه الكريم يخبر المشركين بأن أصنامهم لا تضر ولا تنفع : { قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } سورة المائدة الآية: 76.
في سورة الرعد يقول الله تعالى إن كانوا يعبدون هذه الآلهة هل خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم حتى يعبدونها من دونه، هل هو الخالق أم هم الخالقون؟؟!! عند قوله تعالى: { قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِّن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ لاَ يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ للَّهِ شُرَكَآءَ خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} سورة الرعد:16.
قد لفت نظري كتاب اسمه ( شرح كتاب كشف الشبهات) للشيخ صالح الفوزان طبع مؤسسة الرسالة في صفحة 75 منه يقول ما نصه:
" إن المشركين مع أصنامهم ما كانوا يعتقدون فيها أنها تخلق وترزق وتنفع وتضر" اهـ
يقول الصقري: هذا القول ليس صحيحا، بل فيه نظر.
إذا كان المشركون كذلك فكيف يقول المشركون لسيدنا هود عليه الصلاة والسلام أن آلهتهم أصابته بالجنون مما كان يقول عنها بأنها ليست آلهةً؟!!
كما قال تعالى: { إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ } سورة هود الآية 54.
وهذه جارية تسمى زنّيرة وهي من جواري بني عدي القريشية أقرباء سيدنا عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- وقد آمنت بالله وبرسوله – صلى الله عليه وآله وسلم – فجاء سيدنا عمر وأخذ يعذبها حتى يفتر – أي يتعب – ثم يعاود تعذيبها في اليوم التالي وهكذا، وكان ذلك قبل إسلامه، وظلت على هذه الحالة حتى ذهب بصرها، فقالت قريش عندما سمعت بخبرها أن قد أصابها هبل بالعمى. وهذا مبسوط في كتب السير.
وفي كتاب "بهجة المحافل وبغية الأماثل" للعلامة الفقيه عماد الدين يحيى بن أبي بكر العامري (2/26) في وفد ثقيف وما كان من حديثهم.
يقول في ص29 :
"وذكر أن المغيرة لما أراد هدم اللآت قام أهل بيته دونه خشية أن يصيبه ما أصاب عروة، ولما شرع في الهدم صاح وخرَّ مغشيّا عليه مستهزأ بهم فارتجت المدينة فرحا فقام المغيرة يضحك منهم ويقول: يا خبثاء ما قصدت إلا الهزء بكم" اهـ
وفي كتاب السيرة النبوية لأبي الفداء عماد الدين إسماعيل ابن كثير (4/62) يقول:
"وذكر موسى بن عقبة أن وفد ثقيف كانوا بضعة عشر رجلا، فلما قدموا أنزلهم رسول الله المسجد ليسمعوا القرآن، فسألوه عن الربا والزنا والخمر، فحرّم عليهم ذلك.
فسألوه عن الرّبة ماهو صانع بها؟ قال: (( أهدموها ))
قالوا: هيهات! لو تعلم الرّبة أنك تريد أن تهدمها قتلت أهلها.
فقال عمر بن الخطاب: ويحك يابن عبد ياليل ما أجهلك! إنما الرّبة حَجَر. فقالوا: إنا لم نأتك يابن الخطاب.
ثم قالوا: يا رسول الله توّل أنت هَدمها، أما نحن فإنا لن نهدمها أبدا فقال: ((سأبعث إليكم من يكفيكم هدمها)) " اهـ
ثم بعث رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – كلا من خالد بن الوليد و المغيرة بن شعبة – رضي الله عنهما – إلى ثقيف في هدم تلك الرّبة فأخذ المغيرة بن شعبة المعول وقال لأصحابه لأضحكنكم من ثقيف فيقول ابن كثير في كتاب له وهو كتاب السيرة النبوية (4/63) مانصه:
" فضرب بالكرزين – يعني المعول - ثم سقط يَرْكض برجله فارتج أهل الطائف بصيحة واحدة وفرحوا وقالوا: أبعد الله المغيرة قتلته الرّبة! وقالوا لأولئك: من شاء منكم فليقترب...فقام المغيرة فقال: والله يا معشر ثقيف إنما هي لَكاع حجارة ومَدَر، فأقبلوا عافية الله واعبدوه.
ثم إنه ضرب الباب فكسره. ثم علا سورها وعلا الرجال معه، فما زالوا يهدمونها حجرَا حجرًا حتى سوّوها بالأرض، وجعل سادنها يقول: ليغضبنّ الأساس فليخسفنّ بهم.
فلما سمع ذلك المغيرة قال لخالد: دعنى أحفر أساسها.. فحفروه حتى أخرجوا ترابها وجمعوا ماءها وبناءها.. وبهتت عند ذلك ثقيف." اهـ
لو أن المشركين لا يتعقتدون أن الأصنام ترزق وتنفع من دون الله تعالى لما أمرهم الله تعالى أن يبتغوا الزرق من عنده وحده، وذلك لأن الكفار يطلبون ذلك من آلهتهم لاعتقادهم أنها ترزق ولها قدرة على الرزق من دون الله تعالى، فهذا دليل على أنهم لا يعتقدون بأن الله تعالى هو الرزّاق جل جلاله كما في قوله : {إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لايَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُواْ عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُواْ لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}. سورة العنكبوت : 17.
أظن هذا يكفي في بيان أن الكفار يعتقدون أن آلهتهم تنفع وتضر من حيث أنهم يخشون هدمها ولذلك فقد طلبوا من رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – أن يتولى بنفسه هدمها.
وانظر إلى قول الله تعالى في كتابه الكريم أيضًا في سورة الأنبياء الآية:43 حيث قال تعالى {أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِّن دُونِنَا لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلاَ هُمْ مِّنَّا يُصْحَبُونَ}
يقول ابن جرير الطبري في تفسيره على هذه الآية:
" يقول تعالـى ذكره: ألهؤلاء الـمستعجلـي ربهم بـالعذاب آلهة تـمنعهم، إن نـحن أحللنا بهم عذابنا، وأنزلنا بهم بأسنا من دوننا؟ ومعناه: أم لهم آلهة من دوننا تـمنعهم منا؟ ثم وصف جلّ ثناؤه الآلهة بـالضعف والـمهانة، وما هي به من صفتها، فقال: وكيف تستطيع آلهتهم التـي يدعونها من دوننا أن تـمنعهم منا وهي لا تستطيع نصر أنفسها." اهـ
وكذلك في تفسير فخر الدين الرازي – رحمه الله - حيث قال:
" أما قوله تعالى :{أَمْ لَهُمْ الِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مّن دُونِنَا لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلاَ هُمْ مّنَّا يُصْحَبُونَ } فاعلم أن الميم صلة يعني ألهم آلهة تكلؤهم من دوننا، والتقدير ألهم آلهة من تمنعهم. وتم الكلام ثم وصف آلهتهم بالضعف فقال: {لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ } وهذا خبر مبتدأ محذوف أي فهذه الآلهة لا تستطيع حماية أنفسها عن الآفات، وحماية النفس أولى من حماية الغير. فإذا لم تقدر على حماية نفسها فكيف تقدر على حماية غيرها"اهـ
فهذا دليلٌ واضحٌ أن المشركين يعتقدون في هذه الآلة أنها تمنعهم وتنصرهم ويستمدون منها النصر والمعونة خلافا لما يظنه البعض وآخرون من ألف الكتب في التوحيد ، وكما يقول الشيخ صالح الفوزان حيث عرضنا كلامه، والحقيقة ليس كما يقول.