عبد العزيز بن باز مفتي مملكة (...........)
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
قال ابن الجوزي رحمه الله:
(وأعلم؛ ان عموم اصحاب المذاهب يعظم في قلوبهم الشخص فيتبعونه من غير تدبر بما قال، وهذا عين الضلال، لأن النظر ينبغي ان يكون إلى القول لا إلى القائل، كما قال علي رضي الله عنه للحارث بن حوط وقد قال له: "اتظن انا نظن ان طلحة والزبير كانا على باطل؟!" فقال له: "يا حارث انه ملبوس عليك، ان الحق لا يعرف بالرجال، اعرف الحق تعرف أهله") [تلبيس ابليس]
وبعد:
إن كل من يقلب ناظريه في واقع هذه الأنظمة الطاغوتية الرابضة على قلوب المسلمين اليوم،
لن يحتاج إلى كثير عناء ليبصر أن هذه الأنظمة – وبالرغم من شدة كفرها وحربها لله وعباده المؤمنين – تحاول أن تلقي الغشاوة على أعين الكثيرين كيلا يبصروا كفرها البواح،
فتراهم يشيدون المساجد،
أو يبنون الدور للأيتام،
أو يحجون ويعتمرون... الخ من ذلك،
مما يلبسون به على الناس من أعمال لا تمس سلطانهم الأرضي.
ولكن اشد من ذلك تلبيسا وتضليلا للناس هو اتخاذ السدنة والرهبان ممن يحلون لهذه الأنظمة كفرها وردتها،
ولكن بـ "غطاء شرعي"! – زعموا –
ولقد نجح القوم في ذلك أيما نجاح،
فترى العامي المقلد يقول: "لو لم يكن في هذه الدول خيرا لما صاحبهم شيخنا الفلاني،
ولما تفنن الشيخ العلاني في كيل المديح لهم"، فضل القوم، وأضلوا كثيرا من الخلق بفعلهم الشنيع ذلك.
وقد علم اعداء الله انه لا يمكنهم السيطرة على هذا "المارد" الإسلامي، وانه لا سبيل لهم إلى القضاء على شعلة الجهاد في قلوب المسلمين إلا من خلال زرع هذه العمائم واللحى على أبواب قصورهم ومجالسهم،
لتكون بعد ذلك كالدمى يحركونها كيفما شاؤوا وينطقون باسمها بما شاؤوا،
فتبنوا هؤلاء "المشايخ"، واستغلوهم في صالحهم،
ولمعوهم ورفعوهم وصدروهم المجالس والاجتماعات،
وخلعوا عليهم أرفع الألقاب والمناصب،
وسخروا لهم امكانات هائلة لنشر طريقتهم،
من اذاعات وصحف ومؤتمرات،
فصاروا من اهم اسلحة الطواغيت والحكومات المرتدة في حرب دعاة التوحيد والسنة.
وحتى لا يفكر احد بمعارضة هؤلاء "المشايخ"،
وضع الطواغيت هالة من القدسية حولهم،
فلا يتجرأ احد على مساسهم ولا حتى بكلمة نقد [1]،
لئلا يفتضضحوا ويسقط ذلك المنهج وتلك الفتاوي التي دعمت الطواغيت واعطتهم الشرعية،
التي تلزمهم لبقاء دولهم المرتدة.
ولعل المتابع لفتاوى "مشايخ" الدولة يبصر كيف أن هذه الأنظمة تلعب بهم وتحركهم حيثما تريد،
فتراهم يفتون في النازلة اليوم بحكم "شرعي" ثم إذا احتاج ولي أمرهم فتوى بضد ذلك غدا؛
أصدروا له من الفتاوى "الشرعية" ما يناسب حاله!
ولعلك أخي القارئ لا تسارع وتتهمنا بالتجني على القوم،
فما هي إلا أسطر قليلة تقرأها بعد قليل مما جمعناه لك من فتاوى مفتى آل سلول "عبد العزيز بن باز" [2]،
وستقول حينها: وا عجباه!! ألم يفتي "الشيخ" بخلاف ذلك ويقل بضده من قبل [3ومن كان هذا حاله،
كيف يكون اهلا ليتبع في دينه؟!
أمتي كم صنم مجدته لم يكن يحمل طهر الصنم
وقد يقول قائل: لماذا ابن باز الان؟
والجواب:
ان كان ابن باز قد مات،
فان الكثير من أصحاب الاغراض ومن المغفلين والحمقى يتبنون افكاره ويدعون إليها ويعتبرونها حقا،
لا يأتيها الباطل لا من خلفها ولا من بين يديها !
من خالفها فقد خرج من السنة - على اقل تقدير - اذا لم يكن قد كفر وارتد وصار حلال الدم ! - لانه من الخوارج بزعمهم -
فصار منهج ابن باز سببا لكثير من الناس يدعوهم للدخول في موالاة الطواغيت وعداوة اهل السنة والتوحيد،
ويحاربون الله ورسوله والمجاهدين، سالكين سبيل ابن باز،
هذا أولا.
وثانيا:
اننا نرى في هذه الايام حملات تشويه المجاهدين و "الحرب الإعلامية" ضدهم قد اشتد اوارها،
وهي في جزء كبير منها تعتمد وتستند على منهج ابن باز،
ويستدل الساعون فيها بـ "سباب" ابن باز و "شتائمه" و "تسفيهه" و "تكفيره" للمجاهدين! [4].
فكان لزاما - والحال هذا - ان يسعى كل مسلم بما يستطيع لرد كيد اعداء الله.
وهذا البحث كان لهذا الغرض.
ولست ابالغ ان قلت ان ابن باز ومن هم على نهجه هم السبب الاول لما وصلت إليه الامة اليوم من ذل وركون الى الطواغيت وترك جهادهم،
فهم كانوا الحربة التي يطعن بها الطواغيت كل مصلح ومجاهد،
وعند الله تجتمع الخصوم.
يقول الشيخ أبو قتادة الفلسطيني حفظه الله:
(لقد استطاعت الحكومة الطّاغوتيّة السّعوديّة أن تجنّد الكثير من المشايخ السّلفيين في العالم عملاء لها،
يكتبون لها التّقارير الأمنيّة عن نشاط الحركات الإسلاميّة،
وهذه كذلك نتيجة سننيّة،
فإنّ السّلفيّ الذي يعتقد بإمامة عبد العزيز بن باز ومحمّد بن صالح العثيمين واللحيدان والفوزان وربيع المدخلي،
كائناً من كان هذا السّلفيّ ومن أيّ بلدٍ كان،
فإنّه سيعتقد في النّهاية بإمامة آل سعود،
لأنّ مشايخه هؤلاء يدينون بالولاء والطّاعة لآل سعود،
فإمام شيخي إمامي،
وإمام ابن باز هو إمام السّلفيين،
ولذلك ففهد بن عبد العزيز هو إمام السّلفيين في العالم أجمع لأنّه هو الإمام الرّسميّ والشّرعيّ لمشايخ السّلفيّة الجديدة،
ومن ثمّ علينا أن لا نستغرب من وجود طلبة علم سلفيّين من الجزائر ومن ليبيا ومن الأردن ومن مصر ومن سوريّا ومن الهند وباكستان وغيرها من الدول عملاء لآل سعود عملاً بالقاعدة المتقدّمة) اهـ [5].
وقال الإمام المجدد أسامة بن لادن:
(وكذلك حكام المنطقة يخادعوننا,
ويوالون الكفار,
ثم يدعون أنهم ما زالوا على الإسلام،
ومما يزيد في هذا الخداع هو استحداث هيئات غرضها التدليس على الناس،
وقد يستغرب الناس عندما نتحدث عن أن بعض الهيئات المنتسبة إلى الشرع والمنتسبة إلى الفقه وإلى العلم أنها تقوم بهذا الدور - من حيث تدري أو لا تدري - فغرض النظام من إظهار بعض العلماء على شاشات التلفاز وعبر محطات الإذاعات لإفتاء الناس,
ليس هذا هو الغرض الأساس لهذه المهمة,
ولو كان كذلك لظهر الصادقون من العلماء على شاشات المحطات المحلية وغيرها,
وعلى المحطات الإذاعية المحلية,
ولكن الغرض أن هذه الهيئات لها مهمة في الظروف الحرجة وفي ساعات الصفر،
كما رأينا من قبل عندما والى النظام القوات الأمريكية الصليبية وأدخلها إلى بلاد الحرمين,
وضج الناس وضج الشباب,
فكان صمّام الأمان للناس أن هذه الهيئة وأمثالها صدّرت فتاوى بإلحاق الإجازة لتصرف الحاكم وَسمّوه بـ "ولي الأمر" - وما هو للمسلمين بولي أمر على الحقيقة - فينبغي الانتباه إلى ذلك.
وقد يتعجب الناس؛
هل يعقل أن هذا الشيخ فلان أو ذلك على جلالة قدره في العلم,
ورغم كبر سنه,
هل يعقل أن يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل؟!
أقول؛
إن الإنسان ليس بمعصوم,
وإذا نظرنا في تاريخنا وفي تاريخ العالم الإسلامي عبر القرون الماضية فنجد أن هذه الحالات تتكرر. . .
فالنظام كما أنه استحدث وزارة الإعلام مهمتها التدليس على الناس,
كذلك هو فرّغ ميزانية ضخمة لهذه الهيئات التي تنتسب إلى الإسلام,
مهمتها أن تعطي الشرعية للنظام وأن النظام على حق.
فحتى تتصوروا المسألة, تصور أن مبنى هيئة كبار العلماء هو ملحق بالقصر الملكي,
وتصور أن دار الإفتاء في الأزهر هي ملحقة بالقصر الجمهوري التابع لحسني مبارك,
ودار الإفتاء في بلاد الحرمين ملحقة بقصر الملك،
فهل تذهب وتسأل هذا الرجل الموظف الذي يتقاضى راتباً من الملك,
تسأله عن حكم الملك؟
وهل الملك فعلاً والى الكفار؟!
وهل الولاء للكفار ناقض من نواقض الإسلام؟!
هذه المسائل واضحة بينة،
وإن التبس على بعض الناس لقلة علمهم،
فيُرجع بها إلى الصادقين،
فلا تذهب تسأل موظفاً عند الملك عن حكم الملك!. . .
فهذه المسألة حاصل فيها – للأسف - تقليد كبير,
كثير من الشباب يقلدون أمرهم لبعض موظفي الدولة,
وهؤلاء يوضع عليهم عباءه ويعطون أسماء كبيرة،
وهم في الحقيقة موظفون للدولة،
عن علم أضلهم الله سبحانه عن علم,
ففي كتبهم,
وتعلمنا من كتبهم؛
أن من نواقض الإسلام العشرة موالاة الكافرين،
ويصارحوننا في مجالسهم الخاصة,
ولكن يخافون ويتأولون. . . فينبغي التنبه لذلك) اهـ [6].
--------------------------------------------------------------------------------
[1] فلحوم هؤلاء المشايخ "مسمومة"! ومن ذا الذي يريد أن يتسمم بأكلها؟!!
[2] يمكن مراجعتها في مواضعها كما هي مثبتة في الهوامش، أو عبر موقعه على شبكة الإنترنت (http://www.binbaz.org.sa/).
[3] قال صلى الله عليه وسلم: (مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى؛ إذا لم تستح فاصنع ما شئت) [رواه الإمام أحمد وابو داود].
[4] يظهر هذا جليا في استدلال واحتجاج عبيد الطواغيت في جدالهم عن الحكام المرتدين ومحاولتهم مواجهة وتضليل أهل التوحيد والسنة والجهاد، بابن باز ومنهجه، خذ على سبيل المثال لا الحصر هذا:
يقول المحقق عائض القرني في حوار "التراجع" المزعوم الذي اجراه مع الشيخ الاسير علي الخضير حفظه الله: (هنا كان عندنا في هذه البلاد رمزان وعالمان كبيران نفع الله بهما على مدى طويل وعلى سنوات، الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين يرحمهما الله، أما ترى ان هذه هي الطريقة المثلى؟ أو لك تعقيب على هذه المسألة؟) اهـ
ويقول للشيخ الأسير ناصر الفهد حفظه الله: (الان يا شيخ ناصر! عندنا تجربة رائدة عشناها وعاشها جيلنا المعاصر في بلادنا، تجربة مثل مدرسة اللين التي عليها علماءنا وعلى رأسهم سماحة الوالد الشيخ عبدالعزيز بن باز، اللين والحكمة والرفق، فهو في حياته 70 سنة خطب ووعظ وأفتى واتصل بولاة الأمر وربّى العامة والكبير والصغير، هل هذه هي الاسلمُ والاحسنُ والانجحُ؟ ام هو المركبُ الاخر؛ مركب العنف ومركب التكفير ومركب التفجير، يعني قل بصراحة؟) اهـ
[5] مقالات "بين منهجين" (76).
[6] توجيهات منهجية (2)، للشيخ أسامة بن لادن، إصدار "منبر التوحيد والجهاد"، واصلها محاضرة للشيخ بعنوان "النفير".
مقدمة كتاب ... مفتي ممكلة ال سعود ؛ عبد العزيز بن باز
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
قال ابن الجوزي رحمه الله:
(وأعلم؛ ان عموم اصحاب المذاهب يعظم في قلوبهم الشخص فيتبعونه من غير تدبر بما قال، وهذا عين الضلال، لأن النظر ينبغي ان يكون إلى القول لا إلى القائل، كما قال علي رضي الله عنه للحارث بن حوط وقد قال له: "اتظن انا نظن ان طلحة والزبير كانا على باطل؟!" فقال له: "يا حارث انه ملبوس عليك، ان الحق لا يعرف بالرجال، اعرف الحق تعرف أهله") [تلبيس ابليس]
وبعد:
إن كل من يقلب ناظريه في واقع هذه الأنظمة الطاغوتية الرابضة على قلوب المسلمين اليوم،
لن يحتاج إلى كثير عناء ليبصر أن هذه الأنظمة – وبالرغم من شدة كفرها وحربها لله وعباده المؤمنين – تحاول أن تلقي الغشاوة على أعين الكثيرين كيلا يبصروا كفرها البواح،
فتراهم يشيدون المساجد،
أو يبنون الدور للأيتام،
أو يحجون ويعتمرون... الخ من ذلك،
مما يلبسون به على الناس من أعمال لا تمس سلطانهم الأرضي.
ولكن اشد من ذلك تلبيسا وتضليلا للناس هو اتخاذ السدنة والرهبان ممن يحلون لهذه الأنظمة كفرها وردتها،
ولكن بـ "غطاء شرعي"! – زعموا –
ولقد نجح القوم في ذلك أيما نجاح،
فترى العامي المقلد يقول: "لو لم يكن في هذه الدول خيرا لما صاحبهم شيخنا الفلاني،
ولما تفنن الشيخ العلاني في كيل المديح لهم"، فضل القوم، وأضلوا كثيرا من الخلق بفعلهم الشنيع ذلك.
وقد علم اعداء الله انه لا يمكنهم السيطرة على هذا "المارد" الإسلامي، وانه لا سبيل لهم إلى القضاء على شعلة الجهاد في قلوب المسلمين إلا من خلال زرع هذه العمائم واللحى على أبواب قصورهم ومجالسهم،
لتكون بعد ذلك كالدمى يحركونها كيفما شاؤوا وينطقون باسمها بما شاؤوا،
فتبنوا هؤلاء "المشايخ"، واستغلوهم في صالحهم،
ولمعوهم ورفعوهم وصدروهم المجالس والاجتماعات،
وخلعوا عليهم أرفع الألقاب والمناصب،
وسخروا لهم امكانات هائلة لنشر طريقتهم،
من اذاعات وصحف ومؤتمرات،
فصاروا من اهم اسلحة الطواغيت والحكومات المرتدة في حرب دعاة التوحيد والسنة.
وحتى لا يفكر احد بمعارضة هؤلاء "المشايخ"،
وضع الطواغيت هالة من القدسية حولهم،
فلا يتجرأ احد على مساسهم ولا حتى بكلمة نقد [1]،
لئلا يفتضضحوا ويسقط ذلك المنهج وتلك الفتاوي التي دعمت الطواغيت واعطتهم الشرعية،
التي تلزمهم لبقاء دولهم المرتدة.
ولعل المتابع لفتاوى "مشايخ" الدولة يبصر كيف أن هذه الأنظمة تلعب بهم وتحركهم حيثما تريد،
فتراهم يفتون في النازلة اليوم بحكم "شرعي" ثم إذا احتاج ولي أمرهم فتوى بضد ذلك غدا؛
أصدروا له من الفتاوى "الشرعية" ما يناسب حاله!
ولعلك أخي القارئ لا تسارع وتتهمنا بالتجني على القوم،
فما هي إلا أسطر قليلة تقرأها بعد قليل مما جمعناه لك من فتاوى مفتى آل سلول "عبد العزيز بن باز" [2]،
وستقول حينها: وا عجباه!! ألم يفتي "الشيخ" بخلاف ذلك ويقل بضده من قبل [3ومن كان هذا حاله،
كيف يكون اهلا ليتبع في دينه؟!
أمتي كم صنم مجدته لم يكن يحمل طهر الصنم
وقد يقول قائل: لماذا ابن باز الان؟
والجواب:
ان كان ابن باز قد مات،
فان الكثير من أصحاب الاغراض ومن المغفلين والحمقى يتبنون افكاره ويدعون إليها ويعتبرونها حقا،
لا يأتيها الباطل لا من خلفها ولا من بين يديها !
من خالفها فقد خرج من السنة - على اقل تقدير - اذا لم يكن قد كفر وارتد وصار حلال الدم ! - لانه من الخوارج بزعمهم -
فصار منهج ابن باز سببا لكثير من الناس يدعوهم للدخول في موالاة الطواغيت وعداوة اهل السنة والتوحيد،
ويحاربون الله ورسوله والمجاهدين، سالكين سبيل ابن باز،
هذا أولا.
وثانيا:
اننا نرى في هذه الايام حملات تشويه المجاهدين و "الحرب الإعلامية" ضدهم قد اشتد اوارها،
وهي في جزء كبير منها تعتمد وتستند على منهج ابن باز،
ويستدل الساعون فيها بـ "سباب" ابن باز و "شتائمه" و "تسفيهه" و "تكفيره" للمجاهدين! [4].
فكان لزاما - والحال هذا - ان يسعى كل مسلم بما يستطيع لرد كيد اعداء الله.
وهذا البحث كان لهذا الغرض.
ولست ابالغ ان قلت ان ابن باز ومن هم على نهجه هم السبب الاول لما وصلت إليه الامة اليوم من ذل وركون الى الطواغيت وترك جهادهم،
فهم كانوا الحربة التي يطعن بها الطواغيت كل مصلح ومجاهد،
وعند الله تجتمع الخصوم.
يقول الشيخ أبو قتادة الفلسطيني حفظه الله:
(لقد استطاعت الحكومة الطّاغوتيّة السّعوديّة أن تجنّد الكثير من المشايخ السّلفيين في العالم عملاء لها،
يكتبون لها التّقارير الأمنيّة عن نشاط الحركات الإسلاميّة،
وهذه كذلك نتيجة سننيّة،
فإنّ السّلفيّ الذي يعتقد بإمامة عبد العزيز بن باز ومحمّد بن صالح العثيمين واللحيدان والفوزان وربيع المدخلي،
كائناً من كان هذا السّلفيّ ومن أيّ بلدٍ كان،
فإنّه سيعتقد في النّهاية بإمامة آل سعود،
لأنّ مشايخه هؤلاء يدينون بالولاء والطّاعة لآل سعود،
فإمام شيخي إمامي،
وإمام ابن باز هو إمام السّلفيين،
ولذلك ففهد بن عبد العزيز هو إمام السّلفيين في العالم أجمع لأنّه هو الإمام الرّسميّ والشّرعيّ لمشايخ السّلفيّة الجديدة،
ومن ثمّ علينا أن لا نستغرب من وجود طلبة علم سلفيّين من الجزائر ومن ليبيا ومن الأردن ومن مصر ومن سوريّا ومن الهند وباكستان وغيرها من الدول عملاء لآل سعود عملاً بالقاعدة المتقدّمة) اهـ [5].
وقال الإمام المجدد أسامة بن لادن:
(وكذلك حكام المنطقة يخادعوننا,
ويوالون الكفار,
ثم يدعون أنهم ما زالوا على الإسلام،
ومما يزيد في هذا الخداع هو استحداث هيئات غرضها التدليس على الناس،
وقد يستغرب الناس عندما نتحدث عن أن بعض الهيئات المنتسبة إلى الشرع والمنتسبة إلى الفقه وإلى العلم أنها تقوم بهذا الدور - من حيث تدري أو لا تدري - فغرض النظام من إظهار بعض العلماء على شاشات التلفاز وعبر محطات الإذاعات لإفتاء الناس,
ليس هذا هو الغرض الأساس لهذه المهمة,
ولو كان كذلك لظهر الصادقون من العلماء على شاشات المحطات المحلية وغيرها,
وعلى المحطات الإذاعية المحلية,
ولكن الغرض أن هذه الهيئات لها مهمة في الظروف الحرجة وفي ساعات الصفر،
كما رأينا من قبل عندما والى النظام القوات الأمريكية الصليبية وأدخلها إلى بلاد الحرمين,
وضج الناس وضج الشباب,
فكان صمّام الأمان للناس أن هذه الهيئة وأمثالها صدّرت فتاوى بإلحاق الإجازة لتصرف الحاكم وَسمّوه بـ "ولي الأمر" - وما هو للمسلمين بولي أمر على الحقيقة - فينبغي الانتباه إلى ذلك.
وقد يتعجب الناس؛
هل يعقل أن هذا الشيخ فلان أو ذلك على جلالة قدره في العلم,
ورغم كبر سنه,
هل يعقل أن يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل؟!
أقول؛
إن الإنسان ليس بمعصوم,
وإذا نظرنا في تاريخنا وفي تاريخ العالم الإسلامي عبر القرون الماضية فنجد أن هذه الحالات تتكرر. . .
فالنظام كما أنه استحدث وزارة الإعلام مهمتها التدليس على الناس,
كذلك هو فرّغ ميزانية ضخمة لهذه الهيئات التي تنتسب إلى الإسلام,
مهمتها أن تعطي الشرعية للنظام وأن النظام على حق.
فحتى تتصوروا المسألة, تصور أن مبنى هيئة كبار العلماء هو ملحق بالقصر الملكي,
وتصور أن دار الإفتاء في الأزهر هي ملحقة بالقصر الجمهوري التابع لحسني مبارك,
ودار الإفتاء في بلاد الحرمين ملحقة بقصر الملك،
فهل تذهب وتسأل هذا الرجل الموظف الذي يتقاضى راتباً من الملك,
تسأله عن حكم الملك؟
وهل الملك فعلاً والى الكفار؟!
وهل الولاء للكفار ناقض من نواقض الإسلام؟!
هذه المسائل واضحة بينة،
وإن التبس على بعض الناس لقلة علمهم،
فيُرجع بها إلى الصادقين،
فلا تذهب تسأل موظفاً عند الملك عن حكم الملك!. . .
فهذه المسألة حاصل فيها – للأسف - تقليد كبير,
كثير من الشباب يقلدون أمرهم لبعض موظفي الدولة,
وهؤلاء يوضع عليهم عباءه ويعطون أسماء كبيرة،
وهم في الحقيقة موظفون للدولة،
عن علم أضلهم الله سبحانه عن علم,
ففي كتبهم,
وتعلمنا من كتبهم؛
أن من نواقض الإسلام العشرة موالاة الكافرين،
ويصارحوننا في مجالسهم الخاصة,
ولكن يخافون ويتأولون. . . فينبغي التنبه لذلك) اهـ [6].
--------------------------------------------------------------------------------
[1] فلحوم هؤلاء المشايخ "مسمومة"! ومن ذا الذي يريد أن يتسمم بأكلها؟!!
[2] يمكن مراجعتها في مواضعها كما هي مثبتة في الهوامش، أو عبر موقعه على شبكة الإنترنت (http://www.binbaz.org.sa/).
[3] قال صلى الله عليه وسلم: (مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى؛ إذا لم تستح فاصنع ما شئت) [رواه الإمام أحمد وابو داود].
[4] يظهر هذا جليا في استدلال واحتجاج عبيد الطواغيت في جدالهم عن الحكام المرتدين ومحاولتهم مواجهة وتضليل أهل التوحيد والسنة والجهاد، بابن باز ومنهجه، خذ على سبيل المثال لا الحصر هذا:
يقول المحقق عائض القرني في حوار "التراجع" المزعوم الذي اجراه مع الشيخ الاسير علي الخضير حفظه الله: (هنا كان عندنا في هذه البلاد رمزان وعالمان كبيران نفع الله بهما على مدى طويل وعلى سنوات، الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين يرحمهما الله، أما ترى ان هذه هي الطريقة المثلى؟ أو لك تعقيب على هذه المسألة؟) اهـ
ويقول للشيخ الأسير ناصر الفهد حفظه الله: (الان يا شيخ ناصر! عندنا تجربة رائدة عشناها وعاشها جيلنا المعاصر في بلادنا، تجربة مثل مدرسة اللين التي عليها علماءنا وعلى رأسهم سماحة الوالد الشيخ عبدالعزيز بن باز، اللين والحكمة والرفق، فهو في حياته 70 سنة خطب ووعظ وأفتى واتصل بولاة الأمر وربّى العامة والكبير والصغير، هل هذه هي الاسلمُ والاحسنُ والانجحُ؟ ام هو المركبُ الاخر؛ مركب العنف ومركب التكفير ومركب التفجير، يعني قل بصراحة؟) اهـ
[5] مقالات "بين منهجين" (76).
[6] توجيهات منهجية (2)، للشيخ أسامة بن لادن، إصدار "منبر التوحيد والجهاد"، واصلها محاضرة للشيخ بعنوان "النفير".
مقدمة كتاب ... مفتي ممكلة ال سعود ؛ عبد العزيز بن باز
التعديل الأخير بواسطة المشرف: