ثقافة الحرية والديمقراطية

المعري

عضو بلاتيني
هل نتقدم ونحن نلتفت إلى الوراء؟



العفيف الأخضر


طرح عيسى مخلوف من إذاعة الشرق هذا السؤال على ثلاثة مثقفين هم جورج طرابيشي وصادق جلال العظم والعفيف الأخضر. في ما يلي إجابة العفيف الأخضر على السؤال:



الزمن ثلاثي الأبعاد، ماضي وحاضر ومستقبل. المجتمعات المتقدمة تلتفت إلى الوراء، أي إلى ماضيها، إلتفاتة نقدية لكي تأخذ الدرس من تاريخها عسى أن تتفادى تكرار أخطائها. وهكذا، فعلاقتها بماضيها علاقة واعية ونقدية. وهذا ما يساعدها على عيش حاضرها بمقاييس عصرها أي بمؤسساته وقيمه وعلومه، وتحضير مستقبلها بالاستثمار في التعليم والبنية التحتية والتجديد التكنولوجي.



أما المجتمعات التقليدية فهي تلتفت إلى الوراء، إلى ماضيها الذي استرقّها فشلّ عقلها، لتعبد أسلافها ناسيةً عيش حاضرها وتحضير مستقبلها.



قبيلة أرنثا البدائية الأسترالية لا تعيش إلا بعبادة أسلافها وتكرار أقوالهم وأفعالهم وشعائرهم. فهي تقول : نأكل كما كان أسلافنا يأكلون، ونجلس كما كانوا يجلسون، ونقضي حاجتنا كما كانوا يقضون . فماضي القبيلة البدائية هو حاضرها ومستقبلها، ولا جديد تحت الشمس.



كلمة "المستقبل" لا وجود لها عند بعض القبائل الأفريقية لأنها قبائل بدون مستقبل.



أمام نُخَب وشعوب المجتمعات العربية خياران: فإما أن تعيش زمانها بأبعاده الثلاثة، الماضي والحاضر والمستقبل، كما تعيشه المجتمعات المتقدمة، وإما أن تتسمر في ماضيها أي في عبادة أسلافها، باجترار أقوالهم وأفعالهم وشعائرهم مثل قبيلة أرنثا، وعندئذ تكون كامرأة لوط التي التفتت إلى الوراء فتحولت إلى تمثال من الملح.

 

kkk

عضو مخضرم
آية الله وتوطين العمل الخيري




كتب أحمد الصراف :​



8dfb6180-3841-4eeb-b71d-ac98a613c0be_author.jpg

لعلم من لم يعلم فقد كانت الكويت، ولقرون، فقيرة يعاني أهلها شظف العيش وقسوة الحياة وقلة في كل مورد وزيادة في الأمراض واتساعا في الأمية، وعلى الرغم من عمري القصير نسبيا، مقارنة بعمر الدول والأمم، فانني «لحقت» أو شاهدت الكثير من قسوة العيش تلك، خصوصا في أوقات الفيضانات والحر الشديد والعواصف الرملية المخربة وحتى القحط. وأثناء تلك السنوات كانت دول كثيرة مثل الهند (باكستان) وإيران والعراق تنعم بالكثير من الخير وصفاء العيش والخاطر مع توافر مختلف الموارد والخيرات لديهم، ومع هذا لم يتذكرنا أحد منهم ويرسل لنا ما يقيم أودنا أو يبعد عنا شر الأوبئة وأخطار المجاعة.
وبناء على قاعدة أن ما يحتاجه البيت يحرم على المسجد، فإن كل الأموال التي جمعت في نصف القرن الماضي، سواء في صورة خمس أو زكاة وأرسلت الى خارج الكويت لصرفها على حوزات علمية أو بناء مساجد أو حفر آبار وتجييش دعاة، ما كان يجب أن تخرج قبل أن تنتهي حاجة أهل البيت، أو الكويت، ومن فيها.
ومن هذا المنطلق كتبنا قبل أيام نؤيد فكرة آية الله الكويتي، الشيخ علي الصالح، المتعلقة بسعيه لإبقاء أموال الخمس داخل الكويت وصرفها على حاجات الناس بدلا من إرسالها للخارج الذي يبدو أنه في غنى عنها. فكيف نرسل أموالنا لخارج الكويت وهناك عشرات الآلاف الذين هم بأمس الحاجة اليها، ومن يقول ان مستوصفا في قرية في باكستان أو جنوب لبنان أو في أي مكان في العالم أكثر أهمية من مستوصف في الصليبية مثلا التي تفتقد كل خدمة؟. ولماذا نهتم بإرسال مئات ملايين الدولارات لمساعدة فقراء الهند وأندونيسيا وبنغلادش، بينما يعيش عشرات الآلاف منهم في الكويت في أسوأ الظروف، وبشهادة وزير الشؤون الاجتماعية والعمل؟ الذي صرح للصحافة قبل أيام أن الوزارة رفعت الحد الأدنى للأجور ليصبح 60 دينارا، وأن هناك من العمال من يتقاضى 18 دينارا فقط في الشهر، هذا غير عشرات آلاف «البدون» الذين يعيش غالبيتهم في ظروف بائسة حقا وهم بأمس الحاجة للمساعدة، فكيف يحرم عليهم ويحل لفقراء أفريقيا وآسيا؟
لقد سبق أن شكلت «الشؤون» لجنة دائمة لتوطين العمل الخيري، ولكن لارتباط مصالح الكثيرين داخل الكويت، ومن مسؤولي الجمعيات، بإرسال الأموال للخارج، حيث لا رقابة على طريقة الصرف، فقد حوربت اللجنة ولم تستطع فعل شيء. وقد أصدر الوزير الكبير العفاسي قرارا بإعادة تشكيلها، ولكن من المتوقع أن يجد التشكيل الجديد مصير سابقه نفسه بفضل جهود أصحاب المصالح الكبيرة في أموال الجمعيات!

***
ملاحظة: صرح آية الله كاظم صديقي في خطبة الجمعة الماضية في طهران ان السبب وراء تزايد حدوث الزلازل في العالم يعود لتزايد العلاقات الجنسية غير المشروعة. وان الكوارث الطبيعية هي نتيجة سلوكنا، وان الكثير من النساء اللواتي لا يرتدين ملابسهن كما يجب يفسدن الشباب!! ربما نسي مولانا أن آخر زلزال كبير ضرب إيران حدث في منطقة قروية نائية لا مجال فيها لما ذكره من أسباب

 

kkk

عضو مخضرم
كلام الناس
ليبرالية هايف والطبطبائي



كتب أحمد الصراف :


8dfb6180-3841-4eeb-b71d-ac98a613c0be_author.jpg

ألقت الأستاذة ابتهال الخطيب محاضرة في الجمعية الثقافية النسائية، التي لم أجد أحدا من ناشطاتها ضمن الحضور، عن الليبرالية والعلمانية حيث ذكرت أن الليبرالية فكر وفلسفة وليست منهاجا ولا نظاما ذا قوانين يجب اتباعها، لأنها تقوم على مبدأ الحرية مما يكفل حقوق الآخرين وحرياتهم. وقد لفتت هذه المقدمة، وكلمة ليبرالي نظري إلى ملاحظة أن الليبرالية أو Liberal, Liberalism, Liberality, Liberate جميعها تعطي معنى الحرية والتحرر من القيود. ولو فكرنا في ما تعنيه فضيلة الحرية لوجدنا أنها من أسمى الفضائل التي يحرص كل إنسان على التمتع بها، فليس هناك ما هو أقسى من القيد في المعصم أو حجز الحرية أو السجن، وهي وسيلة العقاب القصوى في جميع دول العالم المتحضر، عدا بعض ولايات اميركا، ولو قبض على هتلر قبل انتحاره، كما يشاع، وهو الذي تسبب في مقتل أكثر من 60 مليون إنسان، لما حكم عليه بأكثر من السجن مدى الحياة. وحب الحرية وعشقها ليسا قاصرين على فئة من البشر دون غيرها، بل تشملان الجميع حتى الحيوان والطير والأسماك، التي يصاب بعضها بالجنون إن احتجزت حريتها لفترات طويلة. ومن هذا المنطلق فإن حب الحرية لدي لا يزيد أو يقل عنه لدى اي كائن بشري مثل النائب محمد هايف أو النائب وليد الطبطبائي أو حتى العاشق القديم النائب خالد السلطان. ولكن الفرق بيني وبينهم أنهم يعشقون الحرية لأنفسهم ويريدون قراءة ما يسرهم ورؤية ما ترتاح له أعينهم وممارسة ما ترغب به عضلاتهم، وتناول ما تشتهيه أنفسهم، وفي الوقت نفسه كراهية كل ما يقوم به الغير أو يريده أو يرغب به، خاصة إن لم يكن حسب رغباتهم ومطابقا تماما لمعتقداتهم ومنسجما مع أهوائهم وأمزجتهم! فهؤلاء وغيرهم الكثير لا شك من محبي الحرية، وإن لأنفسهم، ولكنهم يسعون بكل جهدهم لفرض هوسهم العقائدي على الغير وكأن لا أحد غيرهم يمتلك الحقيقة أو يعرف الحق، ومن دون التفات أو اعتبار لمئات الأمور التي تفرق البشر بعضهم عن بعض، فبإمكان أي منا أن يأخذ الحصان إلى النهر ولكن لا أحد يستطيع إجباره على شرب الماء منه!!
وبالتالي فأنا وهايف إخوة في محبتنا للحرية ولكنه يريدها لنفسه وعلى طريقته وبأسلوبه، وأنا، وغيري من الأحرار، نريدها للجميع، حتى ولو اختلفوا معنا في الاعتقاد والفكر!

 

kkk

عضو مخضرم

فهد البسام

أصل الحكاية


بعد مخاضات عسيرة «تدسترت» الديرة في بداية الستينات، في عز المد القومي والناصرية والاشتراكية والاستقطابات الدولية، جماعة الخطيب وبعض التجار لهم القول الفصل، ويشكرون على اجتهاداتهم، السلطة زوّرت الانتخابات لاسقاطهم في الستينات بعد وفاة الشيخ العود عبدالله السالم، لم تفلح عملية التزوير في تحقيق غايتها، في ظل الصراع على الحكم جرت عملية تغيير في شكل التركيبة السكانية للتحكم في تركيبة مجلس الأمة، من جهة أخرى وفي سبيل اضعاف «ربع الخطيب والقطامي» تم الاستقواء بجماعات الاسلام السياسي، في اثناء كل ذلك وفي جميع المراحل كانت الخطوط مفتوحة لنواب التنفيع والمعاملات والمراسلات وتخليص ما لا يخلص، السلطة في منتصف السبعينات علقت المجلس وحاولت تعديل الدستور وفشلت، لكنها في أوائل الثمانينات استطاعات تغيير الدوائر الانتخابية بشكل مريب أو غير مدروس في أحسن الأحوال وذلك لما يساعد على الاستفادة من كافة المعطيات الجديدة من تجنيس واسلام سياسي ومعاملات وتناقضات طائفية وقبلية، نتيجة الغزو اهتزت صورة السلطة وهيبة الدولة فانفتحت صنابير الأموال العامة لتهدئة النفوس وترويض الغضب، وبعد طول تخمر لعنب التجنيس تحت شمس الاسلام السياسي انسكب الاسلام القبلي، اختلط الاسلام الشكلي مع السلوك التنفيعي المصلحي مع تحفيز للنزعة الاستهلاكية، فكان على مدى نصف قرن أن تغيرت ثقافة ومفاهيم وطموحات وأخلاق الانسان الكويتي نتيجة محاولات العبث بقواعد اللعبة وصراعات الحكم والسلطة، ساعد بالطبع على ذلك تعليم رديء وغياب الرؤية، فخاب ظننا بالجميع...
ما ذنب الدستور؟!
 

kkk

عضو مخضرم
مسرحية حوار الأديان
كتب أحمد الصراف :


8dfb6180-3841-4eeb-b71d-ac98a613c0be_author.jpg

معروف تاريخيا أن من قتل من المسيحيين، في حروب دينية، على أيدي مسيحيين آخرين يزيد بكثير عما قتل منهم على أيدي أعدائهم منذ نشأة الكنيسة وحتى اليوم. كما هو معروف أيضا أن من قتل من المسلمين في حروب طائفية على يد «إخوة» مسلمين يفوق بكثير ما قتل منهم في كل حروبهم مع الغير، حتى الرموز الدينية والتاريخية لكل طرف قتلت وحرقت وشوهدت بأيدي جماعتهم المضادة لهم، وليس بيد غيرهم المعادين لهم، وبالتالي يبلغ الأمر قمة النفاق عندما ينادي البعض بالحوار بين الديانات، ليس لسخافة الهدف بحد ذاته، بل لأننا لم نتحاور بعد مع أنفسنا ولم نتفاهم مع ذواتنا، ونصر على القفز على المراحل والتحاور مع الفاتيكان وغيره، والتقاء رجال الدين الإسلامي بالكرادلة والمطارنة والبابا، ونحن نعلم ما يعتقده هؤلاء بعضهم في بعض، وما يمثله كل طرف من فكر مخالف تماما لفكر الآخر ومعتقده وعقيدته، فالحوار مطلوب عندما يكون هناك اختلاف يمكن تجاوزه للوصول الى أرضية مشتركة على أساس مبادئ عامة، أو حقائق محددة، ولكن الحوار الديني هو أقرب ما يكون لحوار الطرشان، فكل طرف يقوم باستماتة بإبداء وجهة نظره في مجموعة من الأمور الخلافية، والطرف الآخر وكأنه غير موجود أو كالأطرش لا يسمع، ويبتسم منتظرا دوره وهو يقول لنفسه، ما هذا الهراء؟ دعني أوضح لك، فينتقل الطرش فجأة للجهة الأخرى... وهكذا!
لقد صرفت الملايين على مؤتمرات الحوار هذه، والتهم المشاركون فيها أطنانا من أطايب الطعام ولثم بعضهم وجوه بعض تقبيلا، ولكن بعد نصف قرن تقريبا لم يتقدم الحوار شبرا واحدا ولم ينتج عنه تزحزح أي طرف بوصة عن سابق مواقفه، وبالتالي فإن هذه المحاورات والمناقشات واللقاءات «الأخوية» لا تعدو أن تكون تمثيلا من كل طرف على الطرف الآخر، فكل مشارك مؤمن ومصدق لما جاء في كتابه، ولا نية لديه لتصديق محتويات كتاب الآخر، وحجة الأول أنه الأسبق الى الحقيقة وبالتالي على الآخرين الاقتداء به، والثاني يدعي أنه الناسخ وهو الذي يعرف الحقيقة وبيده ناصيتها، وما على الآخرين سوى قبول رسالته ومن ثم السير خلفه، وبالتالي لا تلاقي، خاصة أنه لا براهين أو حججا بيد أي طرف يمكن أن يستغلها لإفحام غيره، ولو كانت تلك الحجج والبراهين دامغة وغير مشكوك فيها لما كانت هناك خلافات أصلا! فجدول الضرب تم وضعه وآمن به الجميع منذ يومه الأول، ووقوع خلاف عليه أمر غير متوقع لبساطة فكرته ووضوحه. أما هذه المحاورات فأمرها غريب حقا، فهدف أي مشارك فيها إما الاحتكاك بعلية القوم وسكن أفخم الفنادق وتناول أطايب الطعام، وهؤلاء لا يرجى منهم أي خير، فهم والخواء واحد. أو أنهم مدركون لعقيدتهم، وأن الطرف الآخر لن يرضى عنهم حتى يتبعوا ملته! ولا أدري كيف قبل هؤلاء فكرة الجلوس مع غيرهم!
لست ضد أي تقارب مع الآخر بالطبع، ولكن محاولة حرق المراحل لم تؤد ولن تؤدي الى أي نتيجة، والحلم بوحدة دينية يشبه حلم الوحدة العربية، فطالما أننا، ككيانات، ضعاف في كل شيء فاتحادنا لن ينشأ عنه غير صفر!
 

المعري

عضو بلاتيني
اختلال الميزان فى مقال الامير سلمان !



طارق حجي





قام الكاتب المصري النابه ابراهيم عيسي (بمنطق أحد من السيف المرسوم على علم دولة اتخذت من السيف شعارا لها) بذبح منطق أمير سعودي ! فقد دافع الأمير السعودي عن الوهابية ووصفها بأنها هى الممثلة للأصول الصحيحة للعقيدة الاسلامية الصافية ! ولو كان للأمير محصول معرفي وثقافي معاصر ثري لأدرك ان ابراهيم عيسي قد ذبح منطقه من الوريد للوريد عندما قال (مخاطبا الأمير ) : ( وهكذا يا سمو الأمير قررت لنا أن الوهابية هى مضامين القرآن والسنة ، ومن ثم من يخالفها إنما يخالف ويعارض القرآن و السنة ) ... ثم أردف ابراهيم عيسي بمنطق سديد : ( هذه هى بالضبط مشكلة الوهابية ، إذ تدعي وتزعم انها الممثل الشرعي للقرآن والسنة ، وان فهمها للإسلام هو الفهم الصحيح الصافي) . وقد أكمل ابراهيم عيسي "ذبحه" لمنطق الأمير (أحادي البعد ككل افكار ابناء سوسيولوجيا قبائل الصحراء) بعرضه لبعض الثمار الفاسدة للمدرسة التى وصفها الأمير السعودي بانها التعبير الأصح عن الأصول الصحيحة للعقيدة الاسلامية الصافية، مثل القول بعدم كروية الأرض ومعارضة تعليم البنات وحرمان المرأة من قيادة السيارة وفرض إرتداء العباءة على النساء عنوة ومنع بناء دور عبادة لأتباع الديانات الأخري والموقف الشائن من المذهب الشيعي والمعاملة السيئة لشيعة المملكة وتحريم الإنتخابات .... ثم (بكلمات ابراهيم عيسي الدقيقة) فانها (أي الوهابية) " هى سلسلة كاملة من الفهم الضيق الشكلي القشري للدين ، وهى نموذج فى الأحادية وغياب التسامح مع المذاهب الإسلامية الأخري ، والتعصب ضد الأديان الأخرى) . وأضيف أنا ، مخاطبا الأمير (الذى ما كان له ان يدلي بدلوه فى موضوع هو غير ملم بواحد فى المائة من عناصره ومادته وخلفياته ) : انك بمقولاتك المطلقة ذات البعد الواحد تكون قد ألغيت مذاهبا فقهية اسلامية اشد ثراءا من البنيان الوهابي (وهو بنيان اقامه واكمله ابن حنبل وابن تيمية وابن قيم الجوزية ومحمد بن عبد الوهاب) واعني الفقه الحنفي والفقه المالكي والفقهين الشافعيين (فقه الشافعي للعراق وفقه الشافعي لمصر) وفقه الليث وفقه جعفر الصادق ، ولن أثقل عليك بالاشارة لفقه الإباضية وفقه الأزارقة ! علما بأن كل ثمار هذه المدارس الفقهية هى محض عمل بشري صرف (يقول أبو حنيفة النعمان " علمنا هذا رأي ، فمن جاءنا بأفضل منه قبلناه") .... ولمضاعفة التأكيد على بشرية كل ثمار الفقه الآسلامي أذكرك بتعريف علم أصول الفقه ، فهو (علم استنباط الأحكام العملية من أدلتها الشرعية ) . كما اضيف ان المؤسسة الدينية الوهابية السعودية لا يمكن ان تفرز أبناءا وبناتا للمجتمع على صلح وتناغم مع مسيرة العلم والتقدم والانسانية ، ولا اعتقد انني يجب ان أذكرك بعقيدة الولاء والبراء التى افرزت "القاعدة" وجعلت الاسلام اليوم فى حالة حرجة مع الانسانية ؟وأخيرا ، اقولها لك جهارا نهارا ، ان الحلف الذى ابرم فى الدرعية بيم المحمدين (ابن عبدالوهاب ولبن سعود) والذى كان أساس الدولة السعودية الأولي التى قوض دعائمها ابراهيم باشا بن محمد على باشا وكذا الدولة السعودية الثانية التى أفل نجمها فى 1891 فى عهد جدك عبدالرحمن وحتى الدولة السعودية الثالثة التى استغرق تأسيسها الربع الأول من القرن العشرين بأكمله - هذا الحلف قد اصبح امرا مجافيا للعصر والتقدم والحضارة وحقوق الانسان والنظم الدستورية والسياسية العصرية ومكانة المرأة فى المجتمعات المتحضرة ، وانه من الهزل ان يكون لرجال المؤسسة الدينية فى المملكة القول الفصل فى كل او فى جل الأمور ، فالمرجعية الدينية لا أثر لها الا فى المسائل الدينية الصرف ، اما ادارة المجتمع (بكل ما تعنيه العبارة) فإنما يكون للعلم الحديث ومن فروعه علوم الإدارة الحديثة ... ولا يخفي عنك ان مثلي لا يمكن ان يطلق تسمية "العلماء" على رجال الدين (أي دين) . وأصدقك القول أن عدم تنحية رجال المؤسسة الدينية عن دورهم الواسع (بل والمتوحش) فى ادارة الحياة سيكون هو معول هدم الدولة السعودية الثالثة ، فالإطار الحالي ضد العلم وضد الانسانية وضد التقدم وضد الحضارة وضد الحداثة وضد المرأة وضد الآخر - طارق حجي
 

المعري

عضو بلاتيني
البُرقع

2435.jpg


الخميس, 06 مايو 2010

ادونيس



قرأت، اليوم، بضغطٍ من وسائل الإعلام الأوروبي التي امتلأت بالكلام على الإسلام والبرقع، مادّة: برقع، في معجم «لسان العرب». جاء فيها:

«البُرقع والبَرقع (بفتح الباء) والبرقوع (بضم الباء) معروف، وهو لِلدّوابّ ونساء الأعراب، وفيه خَرْقان للعينين.

قال توبة بن الحُميِّر:

وكنتُ، إذا ما جئتُ ليلى تَبَرقَعَت

فقد رابني منها الغدَاةَ سُفورُها».

كلمة تتألّف من أربعة أحرف تشغل الآن أوروبّا بأبجديّتها القانونية والاجتماعيّة والثقافية كلّها، من الألف الى الياء.

*

بدلاً من أن تكون القضايا الكبرى، الإنسانية والحضاريّة، مادّةً للحوار أو الخصام أو الصّداقة بين الإسلام والغرب، تحلّ محلّها «مادّة البرقع».

«الثورة» في حربٍ مع «العَوْرة».

آهِ، أيّها الدّين كم من الأخطاء تُرتكب باسمك.

*

المؤنّث في الأديان الوحدانيّة مشتقٌ، وجوديّاً، من المذكّر (آدم). المؤنّث في اللّغة العربيّة مشتقٌّ هو كذلك من المذكّر: مصادفة، أم مطابقة بين اللّغة والوجود؟

*

كلّما تَأمّلتُ في ما آلت اليه الحركات الـسـيّاسـية التقـدمـيّة في المـجـتمع الـعـربـي، خصوصاً في كلّ ما يتعلّق بقضايا المرأة وأوضاعها، يتأكّد لي أكثر فأكثر أَنّنا كنّا ولا نزال في حاجةٍ الى فرويد وعلم النَفس أكثر منا إلى ماركس وصراع الطبقات.

*

هل يمكن إنتاج معرفة جديدة في مجتمع لا يُعاد النّظر جذريّاً في الأُسس التي نهضت عليها معرفته القديمة؟

* (12 نيسان، 2010):

دفعتني قراءة «لسان العرب» إلى أن أعيدَ قراءة ما تقوله التّوراةُ عن المرأة الأولى، حوّاء. فهذه تابعة للذكر - آدم، وخاضعةٌ له، بوصفها جزءاً منه. التَّفاوتُ بين آدم وحوّاء، بين الـذّكـورة والأنوثة، تَفاوتٌ وجوديُ - أصليّ. لم يُخلقا معاً، في اللّحظة ذاتِها. خُلق، أوّلاً، آدم. ثم خلقت، بعده حواء. ولم تخلق مثله على صورة الله، وإنما خلقت مِن «صورته» - من «ضلعه». الأُنثى «جُزَيءٌ» من جِسم «الذَّكر». العلاقة بـينهما، بـدئـيّـاً، ليست علاقة مساواة، بل علاقة تَراتُب وتفاضُل.

*

مريم (العَذْراء)، وإن كانت خلقت كمثل حوّاء، نقيضٌ لحوّاء: من الأنوثة وُلدت روح من الألوهة (الذّكورة). مريم نَقْضٌ للأصل التّوراتي.

*

مشكلة المرأة في المجتمع العربي دينية - ميتافيزيقيّة، قبل أن تكون سياسيّة - اجتماعية. أهناك حَلٌّ لهذه المشكلة، وللمشكلات المتعلقة بها، إلاّ بدءاً من إعادة النّظر، جذريًّ، في هذا الأصل الميتافيزيقيّ؟

* (15 نيسان 2010):

أعيش في مجتمع ينهض على أصولٍ دينيّة، وعلى مؤسّساتٍ بُنِيت للمحافظة على هذه الأصول، والعَمل والتفكير وفقاً لمقتضياتها. كيف يمكن الفَصل، إذاً، في هذا المجتمع بين ما هو خاصٌ بالفَرد، وما هو عامٌ يشملُ الحياةَ كلّها؟ إذ، دون ذلك، لا وجودَ للحريّة في هذا المجتمع، ولا مكانَ لها، بالنسبة الى الفَرد، ذكراً وأنثى، بعامّةٍ، وبالنسبة الى الفرد الأنثى، بخاصّة. ومثل هذا المجتمع لا يتألّف مِن أفراد، وإنما يتألفُ من أسماءٍ وأعدادٍ وأرقام.

هكذا، يمكن الكلام فيه على «تحسين» أوضاع المرأة، لكن لا يمكن الكلامُ على المساواة بينها وبين الرّجل، حقوقاً وواجباتٍ، إلاّ بشرطٍ واحد: الخروجُ على الأصل النّظريّ، تأسيساً لنظرة جديدة تقول: الدّين فرديٌ وليس اجتماعيّاً. أو: الدّين إيمانٌ خاصٌ لا يُلزم إلا صاحبه.

مسألة المرأة هي، قبل كلّ شيء، كما أشرت، مسألة دينية - ميتافيزيقيّة. وقبل أن تُطرح، مِن أجل حرّياتها أو تحريرها، الأسئلة الاجتماعيّة الثقافية، يجب البدءُ بطرح الأسئلة الدينية - الميتافيزيقيّة.

دون ذلك ستظلّ «الحلقة المفرغة» سيدة التّاريخ. وسوف تظلّ المرأة «خاضعةً»، «تابعةً». ستظلّ مُجرَّد مُلْكٍ ومتعَة.

* (17 نيسان 2010):

«... أنت هنا تثيرين فيّ رغبةًَ لكي أكشف لكِ أنّني كتبتُ إليكِ بوصفكِ صديقةً رسالةً لم أرسلها، غير أَننّي احتفظتُ بها. أذكر أنني تحدّثت فيها عن الثقافة التي نشأنا فيها معاً، وتشرّبنا قيمَها. وعن المرحلة التاريخيّة التي نعيشها وكيف أنها استمرارٌ في تاريخٍ يتواصل مجروراً بحبال الغيب. رسالة بحتُ لكِ فيها بغضبي على هذا التّاريخ. بحت لكِ أيضاً بشعوري أنّ الأنثى عندنا لا تُولَدُ بالضرورة امرأة، وإنما تصير امرأة، ولا تصير امرأةً إلاّ بالحرّية. بسيادتها على نفسها وحياتها ومصيرها...».

*

* (20 نيسان، 2010):

قرأتُ أن الضَّوءَ وحداتٌ من الطّاقة تُسمّى «فوتونات». هكذا تَسخن بالضوء بَشرَة الإنسان. وربّما تَسخنُ كذلك أعماقه. تساءلَتُ فيما أقرأ: ألا نحتاج الى طاقة ضوئيّةٍِ من نوعٍ آخر تَزيد في قُدرات الإنسان، عقلاً وقلباً. أُتُراهُ اللّيل ينطوي على شيءٍ من تلك الطّاقة؟ وإلاّ، من أي يجيء ضوء الجسد، أو ضوء عميانٍ - عباقرة، وأخصّ هنا بالتحيّة عبقريّنا الكبيرَ المعرّي.

إذاً، أسألك أيّها الضّوء: أين أجد كلمة السرّ لكي أعبرَ فيك الى جهاتِكَ غير المرئيّة؟

*

* (21 نيسان 2010):

أحياناً، أقولُ متردّداً (لماذا أتردّد؟):

أمامَ أيّ طغيانٍ، من أيّة جهة جاءَ،

أفضّل أن أنكسِرَ على أن أَنْحني.

*

«الأمّة»: «النّحنُ»: لفظتان مُغلقتَانِ، بخيلتان.

«المرأة»، «الرّجل»: لفظتان مَفتوحتان، كريمتان.

*

كَلاّ، لا يقيم الإنسانُ، شعريّاً، على هذه الأرض،

كما يقول هوليد يرلن، إلاّ بِشرطٍ واحد:

أن يكونِ الحبُّ هذه الأَرض.

*

هَل يقدر أن يُحِبّ إنسانٌ

لا يقدر أن يَنسى؟

*

* (23 نيسان 2010):

لا نفهمُ الشيءً إلاّ إذا رأيناهُ

بطريقةٍ يبدو فيها كأنه هو نفسه يَرانا.

*

هل، حقّاً، خيرٌ لكِ، أيّتها العاشقة

أن تَفيئي الى الرّيح،

وأن تُملي جراحكِ عليها؟

هل البُرْقعُ هو هذه الرّيح؟

*

ظِلُّكِ، أيّتها العاشقة، يَجيئ مِن تَعب الضّوء

ضَوءُكَ، أيّها العاشِق، يجي مِن تَعب الظلّ.

هل البرقعُ هو هذا الظلّ؟

*

المرأة هي التي فتحت البابَ لهبوط آدم، كما تقول السّماء،

المرأة، إذاً، هي التي فتحت بابَ الأرضَ، وباب التّاريخ:

مُذَاك، تمزّقَت جميعُ البراقع.

*

* (25 نيسان 2010):

ما هذا العالم الذي أعيش فيه؟

أهو مجرَّدُ كُرةٍ تُدحرجها الذُّكورة؟

*

كنت في طفولتي، أتخيّل أبي،عندما ينامُ الى جوار أمّي،

أنّه يحوّل الحقولَ الى شبكةٍ ضوئيّة تتموّج في سريرها.

الآن، بعد موته، أشعرُ أنّه تركَ لي

أن أنسجَ بيديَّ شبكتي الخاصّة،

لكن لكي أقذفَ بها في بحيرة الفلَك.

*

أحبّ هذه الوردة التي تتفتّح في نافذةٍ

يتفتّح جسدي بين أحضانِها.

حبٌّ يُغويني لكي أعيدَ هذا الذي كتبته،

في صيغةٍ ثانية:

أحبّ هذه الوردة التي تذبلُ في نافذةٍ

يذبلُ جسدي بين أِحضانِها.



عن الحياة اللندنية

 

المعري

عضو بلاتيني
أدبيات تحقير الاسلام : الى اين ؟



[EMAIL="tarek@tarek-heggy.com?subject=الحوار المتمدن -أدبيات تحقير الاسلام : الى اين ؟&body=Comments about your article http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=216706"]طارق حجي[/EMAIL]



أتعجب كثيرا من المقالات التى تدبج للتحقير من الاسلام والتطاول على مقدسات مليار ونصف مليار مسلم (وفى مقدمتها القرآن ونبي الاسلام) . ما الهدف الذى يتوخاه كتبة هذه المقالات ؟ ولمن تكتب ؟ وما الأثر الذى يظن كتاب هذه المقالات انهم سيحدثوه ؟ ... ان كاتب هذه السطور انسان لا يشك عاقل فى ايمانه بالحداثة والعلم والانسانية وفصل الدين عن السياسة . كيف لا وهو الذى اولى جل وقته وجهده لتأليف قرابة الثلاثين كتابا واكثر من الف مقالة بأكثر من لغة للدفاع عن هذه القيم (التعددية ، الغيرية ، عالمية العلم والمعرفة ، اعلاء شأن العقل بمنطق أرسطي - رشدي يتهمه البعض بالغلو فى رشديته (نسبة لابن رشد)، حقوق الانسان واهمها حقوق المرأة ، التسامح الديني والثقافي والعيش المشترك ، اعلاء قيمة الحياة الانسانية .... الخ) . ولكن هذا شيء وكتابات البعض التى لا هدف لها غير تحقير معتقدات ربع (25% من) البشرية شيء آخر . ان هدف المصلح الحقيقي ينبغي ان يكون احترام معتقدات الجميع (وفى طليعتها "معتقدات المسلمين") والتركيز على مطالبتهم باحترام قيم الانسانية المتحضرة والتى ذكرت آنفا بعضها . ان اليهود لا يؤمنون بالمسيح لا كإبن لله (كما تقول العقيدة المسيحية) ولا كرسول او نبي (كما يقول الاسلام) ... ولكن اليهود لم يفعلوا ما يفعله بعض الكتاب الذين لا قضية لهم الا تحقير الاسلام . والمسيحيون بالمثل لا يؤمنون بالاسلام كدين سماوي ، ولكنهم لم ينشغلوا بذات العملية التحقيرية . واتباع البوذية (بشتى فروعها) لم يكن شغلهم فى يوم من الايام تحقير اية مجموعة بشرية . وكيف نتصدي لاصلاح احوال بشر (هم اهلنا) اذا كنا نستهل العملية الاصلاحية بتحقير واهانة اهم ما عندهم ؟ ... ان ما يكتب وينشر تحقيرا واهانة وادانة للإسلام لا يعجب به الا اقران وامثال كتابه بدون استثناء ، اي انه كلام داخل النادي وبين اعضاءه ليس الا . انني افهم ان يتحرك مفكر مخلص لاصلاح احوال مجتمعاتنا العربية ولاسلامية من نقطة انطلاق قوامها ان فهم الكثير من المسلمين لدينهم (وبفعل عوامل سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وتعليمية معروفة) هو فهم بحاجة ماسة لمراجعة شبه كلية ، وان دور الاسلام السياسي فى الوصول لتلك الحالة الثقافية المتردية هو احد اهم اسباب وجود الحالة . ان يهودية اليوم (فى القرن الحادى والعشرين) تختلف عن يهودية القرن العاشر الميلادي ... ومسيحية اليوم ، جد مختلفة عن المسيحية التى قتلت علماء مثل غاليلليو وكوبرينيكوس وغيرهما ... احيانا اشعر وانا اقرأ تلك الأدبيات التحقيرية ان بصدور كاتبيها (من الجنسين) من المشاكل والمعضلات السيكوباتية ما يحتاج بالفعل لترياق . انهم أصحاب الموضوع الواحد الذين حذر البشرية منهم روتشيليو ! واذا افترضنا جدلا انهم (وهم ليسو كذلك) صائبون فى كل ما يكتبون : فهل يتوقع أيهم (أيهن) سقوط قلعة الاسلام بسبب مقالاتهم التى لا تحظى باعجاب احد غير اعضاء ناديهم ؟ ... فى شهر فبراير 2006 زارت وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية كونداليزا رايس القاهرة والتقت بعشرة من مثقفيها (كنت احدهم) . فى هذا اللقاء (وهذا منشور على نطاق واسع على شبكة الانتيرنيت) قلت للسيدة رايس ان التعامل مع الاسلاميين ينبغي ان يلتزم بالآتي : (1) احترام معتقدات الجميع (2) التعامل مع خطابهم بخطاب عقلاني مقابل (3) عدم استعمال العنف او الاعتقالات مع اي منهم الا اذا حمل السلاح ضد الناس وضد الدولة . واكرر هنا ان الغضبات السيكوباتية المترجمة فى كتابات تحقيرية ومهينة لربع البشرية لا يمكن ان تصلح اي شىء ، بل ان مساهمتها فى اتساع الشقة بين ربع البشرية وسائر الانسانية "مؤكدة" ... ورغم أن قلة من كتبة هذه الادبيات التحقيرية هم من اصحاب المحصول المعرفي الثري (وان كان إسطرابلهم قد افسدته نوازعهم السيكولوجية) ، فان غالبية كتبة هذه المقالات التحقيرية هم من اصحاب التكوين المعرفي الهزيل ، ومعرفتهم بالأديان المقارنة وتاريخ الأديان معرفة ضئيلة ونحيلة غاية الضآلة والنحالة . ومن الواضح ان معظم كتاب الموقع من الماركسيين لا يشاركوا فى هذه العملية (عملية تحقير واهانة الاسلام) ... فالماركسي الحقيقي لا يمكن ان يسير عى أديم هذه الطريق الخاسرة . ان اصلاح احوال المسلمين المعاصرين وحال المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة لا تتأتى بتحقير واهانة الاسلام وانما (فقط) بتحسين الظروف الحياتية وتحديث التعليم بهذه المجتمعات ... اما السباب والاهانات والتحقير ورمي المقدسات بالوحل فانه يزيد الشقة ما بين المسلمين والذين يزعمون انهم يتوخون الاصلاح (وبعض هؤلاء يزعم انه يتوخى اصلاح مجتمعات فر وهرب منها للمنافي عوضا عن البقاء في مجتمعه كما آثر كاتب هذه السطور ، ومواصلة محاولات الاصلاح عن قرب وبدون هروب ) ... ط . ح

 

ولنا أثر

عضو بلاتيني
وفقت في نقلك اخي المعري .....

يريدون ليطفؤوا نور الله بافواههم و يأبى الله الا ان يتم نوره و لو كره الكافرون ..

اخي المعري شكرا لك :وردة:
 

المعري

عضو بلاتيني
وفقت في نقلك اخي المعري .....

يريدون ليطفؤوا نور الله بافواههم و يأبى الله الا ان يتم نوره و لو كره الكافرون ..

اخي المعري شكرا لك :وردة:

لاشكر على واجب

الشكر لك اختي الفاضله على متابعتك للموضوع :وردة:
 

Weaam

عضو مميز
احتاج إلى قراءة الموضوع كاملاً، لكن لي رأي سريع عطفاً على عنوان الموضوع. كيف لهم أن يتعلموا ثقافة الحرية وهم متقوقعون على أنفسهم ولا يعلمون بوجود آخرين في هذا الكون الفسيح؟
 

فريمان

عضو مخضرم
الاخ المعري

استغربت انك نقلت مقاله تنتقد من ينتقد الدين فلما قرأتها زادت غرابتى فقد خُيل لي ان كاتبها ملتحي لكن تبين انه كاتب ليبرالي , فكيف يكتب ليبرالي ضد نفسه ؟! لكن عندما قرأت المقاله السابقه لنفس الكاتب الصحفي طارق حجي وعنوانها (اختلال الميزان في مقال الامير سلمان ) حيث ينتقد الامير الذي يدعي ان الوهابيه هي العقيده الصحيحه -اقول عندما قرأتها انقشعت غرابتى فالصحفي وقع في تناقض مابين المقالتين فهنا ينتقد من ينتقد الدين وهناك هو بنفسه ينتقد الدين في السعوديه بقوله "أن عدم تنحية رجال المؤسسة الدينية عن دورهم الواسع (بل والمتوحش) فى ادارة الحياة سيكون هو معول هدم الدولة السعودية الثالثة ، فالإطار الحالي ضد العلم وضد الانسانية وضد التقدم وضد الحضارة وضد الحداثة وضد المرأة وضد الآخر ."

انا في نظري انه تناقض اسميه كبوة فرس فكثيرا من الكتاب والسياسيين تأتيهم لحظات يتحولون فيها الى النقيض لكن سرعان مايعودون الى منطلقاتهم الاساسيه وهذا بالضبط ما اراه .


اما كلامه ان المسيحيه لاتعترف بالاسلام ومع هذا لاتجدهم في الغرب ينتقدون الاسلام وان فقط منتقدي الاسلام هم من اهله فهذا كلام صحيح لكن الاسباب يطول شرحها فلسنا بصددها .
 

برقان73

عضو بلاتيني
وهناك هو بنفسه ينتقد الدين في السعوديه بقوله "أن عدم تنحية رجال المؤسسة الدينية عن دورهم الواسع (بل والمتوحش) فى ادارة الحياة سيكون هو معول هدم الدولة السعودية الثالثة ، فالإطار الحالي ضد العلم وضد الانسانية وضد التقدم وضد الحضارة وضد الحداثة وضد المرأة وضد الآخر ."

.
الاخ المحترم فريمان

أين إنتقاد الدين في الكلام المقتبس للكاتب ؟
هو إنتقد القائمين على المؤسسه الدينيه في السعوديه و هيمنتهم و إسلوب إدارتهم للحياة بما يتعارض مع ما جاء في آخر الإقتباس .. و لم ينتقد الدين
و أظن الفرق كبير بين الدين و رجال الدين , ثم لا أجد تناقضا بين المقالين فكلاهما يهدف للإصلاح .

الله تعالى إنتقد رجال الدين في القرأن أكثر من مره , منها قوله :
{ إن كثيرا من الأحبار و الرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل و يصدون عن سبيل الله .. }

الاستاذ طارق حجي ذكر الآتي في المقال الثاني , و هو كلام سليم و لا غبار عليه و يدل على صدق مسعاه للإصلاح :
ان اصلاح احوال المسلمين المعاصرين وحال المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة لا تتأتى بتحقير واهانة الاسلام وانما (فقط) بتحسين الظروف الحياتية وتحديث التعليم بهذه المجتمعات ... اما السباب والاهانات والتحقير ورمي المقدسات بالوحل فانه يزيد الشقة ما بين المسلمين والذين يزعمون انهم يتوخون الاصلاح
 

المعري

عضو بلاتيني
الاخ المعري

استغربت انك نقلت مقاله تنتقد من ينتقد الدين فلما قرأتها زادت غرابتى فقد خُيل لي ان كاتبها ملتحي لكن تبين انه كاتب ليبرالي , فكيف يكتب ليبرالي ضد نفسه ؟! لكن عندما قرأت المقاله السابقه لنفس الكاتب الصحفي طارق حجي وعنوانها (اختلال الميزان في مقال الامير سلمان ) حيث ينتقد الامير الذي يدعي ان الوهابيه هي العقيده الصحيحه -اقول عندما قرأتها انقشعت غرابتى فالصحفي وقع في تناقض مابين المقالتين فهنا ينتقد من ينتقد الدين وهناك هو بنفسه ينتقد الدين في السعوديه

فريمان استاذي الفاضل ...:وردة:

الكاتب طارق حجي لايندرج تحت قائمة الصحفيين وليست كتاباته كذلك ...

فهو أكاديمي كبير في قلمه وتخصصاته ...

والمهم هو التفرق بين تحقير الدين وبين النقد الذي لاخلاف عليه ...

موضوع المقال لايتكلم عن نقد الدين ...لأن هذا النقد يعتبر من ضمن النقاش الطبيعي الذي تضبطه أسس الحوارات المحترمه فقط .

المقصود هنا هو تحقير الدين والمقدسات الدينيه وليس النقاش فيها ...

أتمنى ان الصوره اتضحت ...

برقان :وردة: شكرا على التوضيح وأوافقك على ماذكرت ...
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
أول مرة أقرأ لطارق الحجي كلاما فيه إتزانا , يا ليتك تتعلم من هذه المقالة يا المعري سبيل الحوار بدلا من محاولة رمي الفكر الإسلامي بكل نقيصة وخلط القواعد الفقهية بالكلام الإنشائي.


.
 

المعري

عضو بلاتيني
الإسلاميون بين هوية القاتل والمقتول



شريف حافظ .

صُدمنا جميعاً، عندما رأينا الاعتداء الإسرائيلى الوحشى على ناشطى حقوق الإنسان بأسطول الحرية، فى عرض البحر المتوسط بالقرب من شواطئ غزة.
كان الاعتداء من قبل القوة الغاشمة لدى بعض البشر على الآخرين العُزل، من بنو الإنسان أيضاً، حيث البحر الذى لا يمكن إيجاد ملجأ آمن فيه من البطش!
كان كل ما حدث (فيما يخص الضحية) هو حدث ضد الإنسانية! لا دخل لذلك فى الأيديلوجيات التى تفصل بيننا! فهنا، لا نزاع بيننا ويستوجب أن نقف جميعاً مع الإنسان مجرداً من أى هوى!
القصة تكمن فى الوصول بالمعونة للإنسان، ليس إلا! فهل يختلف فى هذا الأمر شخصان؟ إنه الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية، أن يأكل البشر ويشربون! ليس لهذا أدنى علاقة بما هو إسلامى أو ليبرالى، ومن يريد تصوير الأمر فى هذا الإطار، إنما يتلاعب بالحقوق الأساسية للبشر، وتلك تُعد، سابقة خطيرة جدا، أن يريد البعض الاعتداء على الفكر باسم المصلحة الضيقة للغاية، والقول بأن الليبرالى، يؤيد البطش بالإنسان، بينما الإسلامى لا يفعل!
إن تلك قيم إنسانية، يتفق فيها الجميع، ولا داعى إلى إقامة خطوط تضارب فى كل مناحى الحياة بين الأيديلوجيات المختلفة، لأن هذا نوع من السفسطة الفارغة الغبية، التى تريد خلق خطوط فصل عنصرية، تظهر أن هناك إنسانا أكثر من الآخر، وهو أمر غاية فى التخلف والعنصرية والتطرف!
فالروح تُحترم فى أى مكان، ولا يفصل فى هذا ما بين الإسلامى أو الليبرالى والشيوعى!
بل إن هناك إسرائيليين، أدانوا ما حدث بأصوات عالية للغاية، وصلت مسامعها إلى العالم، عبر المنابر الإعلامية المختلفة فى إسرائيل! فلقد تساءل روفن بداتسور بسخرية فى مقاله بالهآرتس، تحت عنوان "فشل بأى طريق يمكنك وصفه"،.. هل هؤلاء الجنود، الذى يصفهم قادتهم بأنهم "الأعلى تمريناً وفاعلية فى العالم" توقعوا أن يُستهدفوا من قبل مجموعة من المدنيين فى معيتهم سكاكين..؟
هل توقعوا هذا، مع الوضع فى الاعتبار، أن تلك العملية، كان قد خُطط لها بدقة عبر عدد من الأيام السابقة؟ وتحت عنوان "أسطول غزة يجذب إسرائيل إلى بحر الغباء"، كتب جيدعون ليفى، الصحفى الإسرائيلى المعارض، دوماً لآلة البطش الخاصة ببلاده، "كل [تلك العملية] فى مواجهة ماذا؟
المئات من الناشطين الدوليين، وأغلبهم بشر لديهم الضمير الذى حاولت الدعاية الإسرائيلية أن تلوثه، إنهم فى أغلبهم بشر مهتمون بالإنسان، وهو حقهم وواجبهم، حتى ولو لم يعنينا الحصار على الإطلاق.
نعم! هذا الأسطول، هو استفزاز سياسى، ولكن ما هو التظاهر ضد السلطة، ما لم يكن استفزاز سياسى؟"
وبالطبع، هناك من يدافع عن تصرف إسرائيل من داخلها، تماماً مثلما يحدث فى مصر أو فى البلاد العربية الأخرى، عندما تقوم السلطة بفعل ما يعبر عن خطأ فى الرؤية، فيدافع المزايدون عنها فى الإعلام.
ولكن، ألا يحدث هذا أيضاً فى أحزاب المعارضة والحركات والجماعات السياسية؟ إنه يعبر عن أمر طبيعى فى العمل السياسى المهترئ!
ولكن الدفاع عن الخطأ، لا يقيم منه الصواب! إن الخطأ خطأ والصواب صواب! والإنسان فوق كل شئ ويعلو كل الأيديولوجيات!
إن الدفاع عن حركة حماس عندما تقترف الخطأ أيضاً، إنما يعبر عن كيل بمكيالين، عندما يأتى الأمر إلى الإنسان المجرد! هل الإنسان "الفلسطينى" الذى يُعذب أو يُقتل فى مسجد فى قطاع غزة، من قبل حركة حماس، مختلف عن ذاك الذى قُتل فى أسطول الحرية؟ هل الإنسان الفلسطينى، الذى أُلقى من أعلى بنايات غزة، مختلف عن ذاك الذى قتل فى هذا الأسطول؟ لماذا، دافع "الإسلاميون" عن حركة حماس عندما قتل هذا الإنسان فى غزة من قبلهم، واليوم تتهجم على الفعل الإسرائيلى الوحشى فى عرض البحر، ضد أُناس عُزل من السلاح؟!
أليس هذا الأمر غريباً حقاً وكيل واضح بمكيالين؟!
إنه السؤال الذى يواجهنى دوماً، وأنا أشاهد الإنسان المعذب فى أى مكان: لماذا يقيم الإسلاميون المحاكم، عندما يكون القاتل إسرائيليا والمقتول عربيا، بينما لا يفعلون المثل، عندما يكون القاتل والمقتول عربيين؟ أليس هذا الأمر يعبر عن عدم الاهتمام بهوية المقتول بقدر الاهتمام بهوية القاتل؟
فلم نسمع يوماً عن أى صوت إسلامى، عندما يُقتل عربى، شخصا مصريا أو مسلما بصفة عامة! ولكن نسمع أصواتهم عالية فى إطار تمثيليات معروفة للمحللين، عندما يكون القاتل أجنبى الجنسية! والمفترض، أن الإنسان يستيقظ ضميره بصفة عامة عندما يُقتل أى إنسان، وليس وفقا لتمييز هوية القاتل، إلا لو كان هناك غرض فى نفس يعقوب!
الصدفة المهمة أنه تمر فى تلك الأيام 43 عاما على هزيمة 1967، وربما كان اختيار أسطول الحرية، هذا التوقيت، متزامناً مع تلك المناسبة، ليس بالصدفة بالفعل!! فهو تذكرة، لمن يريد الذكرى بدرس تعرضت له الأمة العربية جمعاء، ولم تتعلم كثيراً، لأنها لا تزال تحيا فى ظلال اليوم السابع لتلك الحرب التى استمرت 6 أيام! إن التعامل مع الإنسان لا يزال نفسه! الخداع والرياء، باسم الإنسانية المعذبة، مازال هو السائد فى منطقتنا، ولكن اليوم، لم تعد المسألة خداع دولة، بقدر ما هو خداع البعض الذى يريد أن يستغل الاعتداءات على الإنسان لمصلحته الخاصة! قديماً، أعلن الرئيس عبد الناصر، تحمله المسئولية عن حرب يونيو، ومنع عبد الحكيم عامر، قائد الجيش المصرى وقتها، من تحمل نفس المسئولية، لأن إعلان تلك المسئولية، إنما كان بشكل من الأشكال خطابا لعب دور الضحية، وتعبير عن تبرئة ما لما حدث! اليوم، بعد 43 عاما من الهزيمة الكبرى، يخدعنا البعض الآخر، باسم الإنسان، تهجماً على القاتل وليس دفاعاً عن حق المقتول، منعاً لقتل متجدد! إنها الخدعة نفسها فى ثوب جديد!
إن الإنسان، أينما كان، هو الأساس، وهو الجدير بالاحترام، وليس هو مسار دعاية سياسية رخيصة! يجب على الجميع الوقوف مع الإنسان بعيداً عن الخدع واللعب بالقيم والأيديولوجيات والدفاع عن العقيدة السياسية، بعيدا عن روح الإنسان أياً كان انتماؤه! فلو قتل إنسان ينتمى إلى التيار الإسلامى، يجب على الجميع الوقوف من أجل حقه! ولو قتل إنسان ينتمى إلى أى تيار سياسى آخر، يجب الوقوف مع الحصول على حقوقه!
إن هوية القاتل والمقتول ليست ذات أهمية تذكر، طالما أننا نناقش حق الإنسان! أوقفوا التلاعب بالأرواح من أجل نيل مصالح دنيوية ضيقة! أيقظوا ضمائركم من أجل هذا الإنسان، وإن كان منبركم هو الدين، فلا تلوثوه، بمصالح البحث عن كراسى سلطة أو انتقامات لن تجلب الحق، وإنما ستزيد الظلم أياما وليالى.. وسنوات وعقود! يجب أن نتوحد جميعاً كبشر، عندما يأتى الأمر للحقوق الأساسية لأى إنسان، وليس أن نتفرق على أساس مصالح ضيقة من أجل إعلاء أجندات ومصالح، لا تهتم بالإنسان من الأصل!

 

kkk

عضو مخضرم
عندما تلتقي أنهر التخلف


كتب أحمد الصراف :


8dfb6180-3841-4eeb-b71d-ac98a613c0be_author.jpg

كشف السيد محمد الرشيد، وزير التربية والتعليم السعودي السابق، عن تلقيه تهديدات بالقتل، عندما كان في منصبه، إن فكر في تغيير مناهج التربية الدينية، أو حتى تقليل ساعات تدريسها. والتهديد بقتل سياسي في السعودية يشبه التهديد بالاستجواب في الكويت عندما يتعلق الأمر بتعديل المناهج والاقتراب من المواد الدينية، على الأقل من منطلق أن وراء التهديد والاستجواب العقليات نفسها التي لم نجن من الاستماع إليها واتباعها غير الخراب العقلي والدمار الاجتماعي، فما الذي جنته أي دولة متشددة دينيا في مجال المعرفة والعلوم والتقدم الإنساني والاهتمام بالمعارف؟ لا شيء طبعا!
وفي الكويت، وعندما حاولت وزيرة التربية الحالية، ومن سبقها من وزراء تربية متنورين، على قلتهم، الاقتراب من تطوير.. نكرر، تطوير وليس تخريب، بعض المواد قامت عليها القيامة ووجهت لها مختلف التهم من غير المدركين لمصلحة وطنهم لضيق أفق تفكيرهم، وعدم قدرتهم على تلمس حقيقة المخاطر التي تحيط به. فكيف يمكن أن يصدق من هو بعيد عن الكويت، ويسمع بكل ثرائها وسابق إبداعاتها، أن أسئلة امتحانات نهاية السنة للصف التاسع تضمنت السؤال التالي: بم تنصح رجلا يذهب إلى القبور لدعاء أصحابها لرفع الضر وطلب المنفعة؟ فواضح أن من وضع هذا السؤال هو إما إنسان فارغ التفكير، أو أنه محرض على كراهية فئة معينة، إضافة لتسفيه فكر ومعتقد أكثر من ثلاثة مليارات من البشر من زوار المقابر، أو من المؤمنين بأن الأموات، من قديسين وأولياء، يدفعون الضر ويجلبون المنفعة! فدول العالم المتقدم، وحتى نصف المتعلم، تتعارك على تقديم أفضل الإبداعات وتتزاحم على الوصول إلى أحسن المكتشفات، وتتصارع لتقديم أفضل المنجزات في عالم الطب والكمبيوتر والصواريخ والهندسة الوراثية والخلايا البشرية المصنعة. أما نحن، فلا نزال منذ قرون ننشغل بمن هو على حق ومن على باطل، وحكم إهداء الزهور ورضاعة الكبير وزيارة القبور والتلهي بقشور الأمور وتوافهها، في سعينا لمزاحمة غيرنا على أبواب الجنة والطلب من رضوانها عدم إدخال من نبغض، ونعتقد أنه على ضلال!

أحمد الصراف
 

المعري

عضو بلاتيني
انهيارات سلفية وأصولية في رمضان!

شاكر النابلسي


GMT 6:00:00 2010 الإثنين 16 أغسطس



كنا قد كتبنا في الماضي، أن المستقبل في العالم وفي العالم العربي للحداثة والليبرالية. وأن السلفية والأصولية، تخسر في كل يوم موقعاً جديداً، وتنهار لها قلعة هنا، أو حصناً هناك من البسكويت. ورغم أن الليبرالية ليست حزباً جماهيرياً، وليس لها تجمعاً شعبياً يضمها، ويفتح الباب لمزيد من الأنصار و(المحاسيب)، إلا أن كتابها ومفكريها يتزايدون يوماً بعد يوم. فالكتّاب الليبراليون اليوم – وخاصة في منطقة الخليج – لم يكونوا في الأمس بهذا العدد الكبير، وبهذا الوعي العميق، وبهذه الشجاعة المقدامة، وبهذا العلم السياسي والاجتماعي والاقتصادي والفلسفي الواسع. كذلك الحال، بالنسبة للكتّاب والمفكرين الليبراليين العرب المهاجرين، في أوروبا، وأمريكا، وكندا، واستراليا، وغيرها من بقاع العالم الرحبة.

المستقبل لليبرالية والماضي للأصولية
ورغم أن الليبرالية العربية، تفقد في كل يوم مفكراً، وكاتباً، وشاعراً، وأديباً ليبرالياً قيماً، وثميناً، إلا أن الفكر الليبرالي، والدعوة الليبرالية، تشقُّ طريقها بقوة، وتخترق حواجز وقلاعاً سلفية وأصولية متينة ومحصنة، تحصيناً قوياً من قبل المؤسسات الدينية والسُلط السياسية. والسبب في ذلك، يعود إلى أن أبناء الليبرالية هم أبناء المستقبل. بينما أبناء السلفية والأصولية، هم أبناء الماضي. ويقول أستاذنا الفيلسوف الليبرالي المصري مراد وهبه في كتابه (مُلاّك الحقيقة المطلقة) إن للزمان ثلاث آنات (الماضي، والحاضر، والمستقبل) والأسبقية في الرؤية المستقبلية، هي للمستقبل، وليست للماضي. وإذا كان الزمان لاحقاً من لواحق الحركة، وإذا كانت الحركة تتم عن تشوق – على تعبير ابن رشد – فالتشوق هو الدافع للحركة. وإذا كان التشوق مطروحاً في المستقبل، فالحركة لا بُدَّ، وأن تبدأ من المستقبل، وليس من الماضي. وهذا هو معنى التقدم على نحو ما هو وارد لدى اثنين من فلاسفة القرن الثامن عشر، وهما: تورجو، وكوندرسيه.

الداعية سويدان يرفض شعار: "الإسلام هو الحل" !
من منكم لا يعرف الداعية السلفي والأصولي الكويتي طارق سويدان؟
من لا يعرفه، يمكن أن يعرف عنه الكثير، من خلال الانترنت. ولكن لا بأس ففكرة سريعة عن هذا الداعية السلفي والأصولي، تقول لنا، إن سويدان يحمل شهادة الدكتوراه في هندسة البترول، من جامعة "تلسا" بأمريكا، ولكنه عاد إلى الكويت لا ليعمل في مجال اختصاصه (حيث لا ملايين الدنانير هناك)، ولكن ليعمل في مجال الدعوة الدينية حيث ملايين الدنانير هنا. فأصدر عدة كتب دينية. وقدم عدة برامج تلفزيونية وإذاعية. وسافر وجاب العالم الإسلامي. وخطب في المنابر والمساجد. وحارب الليبرالية. ووقف ضد الحداثة. وكان إمامه الأكبر ابن تيمية، وأبو الأعلى المودودي، وسيد قطب. وهو الآن مدير قناة "الرسالة" الفضائية الدينية. وكان يردد مع الإخوان المسلمين شعار:

" الإسلام هو الحل".
ولكنه في الأمس، ومع تراجع الدعوات السلفية والأصولية الدينية/السياسية، أنكر هذا الشعار. ورفضه جملة وتفصيلاً. وقال في حديث لفضائية العربية، أن شعار "الإسلام هو الحل" لم يعُد ينفع، أو يشفع، أو يرقع!
كذلك، فقد اعتبر سويدان، في برنامج "وجوه إسلامية" على فضائية "العربية" 13/8/2010:
"إن دخول الإسلاميين إلى معترك السياسة يُسيءُ إلى الدين."
وهو ما تقول به العَلْمانية.
وما سبق ورددناه آلاف المرات!
منتصر الزيّات نادمٌ، ويرفض الدولة الدينية!
ومن منكم لا يعرف الداعية المصري منتصر الزيّات، محامي الجماعات الإسلامية الأشهر؟!
ومن لا يعرفه، يمكن أن يعرف عنه الكثير من خلال الانترنت. ولكن لا بأس، ففكرة سريعة عن هذا الداعية السلفي والأصولي المصري تقول لنا، إن منتصر الزيّات، هو مؤلف الكتب الأصولية: (الجهاد كلمة، 1998)، و (أيمن الظواهري كما عرفته، 2001)، و (الطريق إلى "القاعدة، 2004)، و (الجماعات الإسلامية: رؤية من الداخل، 2005). والزيّات هو مؤسس "جماعة المحامين الإسلاميين" في نقابة المحامين المصريين عام 1985. وفي عام 1986 اعتقل مع الإرهابي عمر عبد الرحمن السجين في أمريكا مدى الحياة، بتهمة تفجير مركز التجارة العالمي 1993.
منتصر الزيّات، قال يوم الخميس الماضي (12/8/2010 ) في برنامج "مصر النهارده" في الفضائية المصرية، وفي فقرة "اعتراف" مع تامر أمين، قال، بأنه "لا يقبل بالدولة الدينية."
وعندما سأله المذيع:
لماذا؟
أجاب:
"لأن الدينيين السياسيين كالإخوان المسلمين، يظلمون بعض المواطنين الآن، وهم خارج الحكم، فما بالك لو حكمونا غداً؟!
وعن دفاعه عن الجماعات الإسلامية، قال:
"أنا نادمٌ على ما قُمتُ به!"
ورمضان كريم..
 

Anonymous Farmer

عضو مميز
عندما يصبح الشعب مجرد قطيع ضال!

بقلم/التجاني بولعوالي

باحث مغربي مقيم بهولندا

www.tijaniboulaouali.nl
اليهودي الذي يكره نفسه!

يوصف بأنه "اليهودي الذي يكره نفسه"، لا لشيء إلا لأنه اختار أن يلهج بلسان حال الحقيقة! ويصرخ في وجه الطاغوت، بينما الجميع صم بكم! فلا يبالي بما يربطه والجلاد من أواصر ومصالح، كالأرومة والوطن والهوية واللغة... ولا يهمه إن كانت الضحية لا تمت بصلة إليه، سواء أكانت هذه الصلة دموية أم ترابية أم أيديولوجية أم غير ذلك.

أصبح بمثابة شوكة في حلقوم الفكر الأمريكي المتصهين أو الصهيوني المتأمرك! أراد لقلمه أن يتحدث بصوت كل مستضعف، في أي جهة من جهات الكرة الأرضية، وهو يعري مهازل التاريخ البشري الحديث، ويميط اللثام عن فضائح النظام العالمي الجديد، وما ابتكره من آليات وقوانين لاسترقاق الإنسان، وابتزاز خيراته، ومسخ هوياته، وطمس خصوصياته، كالعولمة والسوق الحرة ومحاربة الإرهاب والأمن العالمي والديموقراطية وغيرها كثير.

يقول في مقالة له بعنوان (حرب الإرهاب تتحدى الإمبراطورية): "نحن نجتمع فى لحظة استثنائية فى تاريخ العالم, لحظة ليست منذرة بالسوء وفقط، ولكنها أيضا مفعمة بالأمل.. الدولة الأكثر قوة فى التاريخ تعلن, بتبجح وبوضوح, أنها تعتزمحكم العالم بالقوة, القوة التى تعتبرها سبيلها الوحيد للسيادة وفرض سلطانها على العالم"[1]، وهذه القوة ما هي إلا الإرهاب نفسه، كما يحدده المعجم الرسمي الأمريكي، وعادة ما يطلق عليه إرهاب الدولة ضد رعيتها، تحت ذريعة حماية الأمن القومي، وقد تتعدد المناطق التي ينشط فيها هذا الإرهاب، كفلسطين وأفغانستان وتركيا وكولومبيا وغيرها، لكنه موحد، سواء أمن حيث المنطلقات التي يتخذها، أم الأهداف التي يتوخاها؛ إنه يسعى حثيثا إلى سيادة العالم بالقوة العمياء، التي تدحر كل من يقف في طريقها، ويتم ذلك بمباركة من الإمبراطورية الأم، التي تزعم أنها تخوض الحرب ضد الإرهاب، لكنها تتناسى بأن الحرب التي تمارسها هي الإرهاب عينه!

ترى من يكون هذا الإنسان الذي اختار أن يسبح عكس التيار، وهو يتحدى أعظم دولة في التاريخ الإنساني الحديث، التي هي دولته! إنه، حسب ما ورد في موقعه الرسمي[2]، أفرام نعوم تشومسكي (Avram Noam Chomsky)، ولد في 7 ديسمبر عام 1928 في فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا، وهو يشغل منصب أستاذ دائم في تخصص اللغويات، لدى معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا، وذلك منذ سنة 1955، وقد أبلى بلاء حسنا في حقل اللغويات، حيث كان وراء وضع نظرية النحو التوليدي، التي تعتبر من أهم ما أنجز في القرن العشرين في مجال اللغويات النظرية، ثم إنه تحدى المقاربة السلوكية لدراسة العقل واللغة، كما أنه يعود إليه الفضل في تصنيف اللغات حسب إمكاناتها التوليدية، وهو ما يعرف بتراتبية تشومسكي.

إن المطلع على هذا السجل الحافل بمختلف الإنجازات العلمية واللغوية والمعرفية، سوف لن يتبادر إلى ذهنه بأن هذا العالم اللغوي يسهم بقسط وافر، في الجدال السياسي الذي يشهده الفكر السياسي المعاصر، حتى أنه صار أهم مفكر غربي يدافع عن حقوق الأمم المستضعفة، غير مبال بهويته الأمريكية، أو أرومته اليهودية، مما جعله يحتل مكانة شريفة في نفوس شعوب العالم الثالث.

ورغبة مني في رد الاعتبار إلى هذا المفكر الفذ، الذي يؤدي دورا رياديا في الذود عن جملة من قضايا العالم الذي نندرج فيه، أرى أنه من اللازم أن يكرم، وذلك ولو من خلال التعريف الموضوعي بجانب من فكره النير وإنجازه العظيم، وهكذا ارتأيت أن أتناول بالقراءة أحد أبلغ كتبه، وهو الموسوم بـ (السيطرة على الإعلام)، الصادر في ترجمته العربية عن دار النشر اتصالات سبو – المغرب، وذلك عام 2005، ورغم أن هذا الكتاب لا يتجاوز ثمانين صفحة من القطع الصغير، إلا أنه يستحق أن يقرأ، ليس قراءة عادية، وإنما قراءة متأنية، تتأمل ما ورد فيه من أفكار متمردة على الهيمنة الغربية الجديدة على العالم، وتفسيرات رزينة ومتوازنة للكثير من إشكالات التاريخ المعاصر.

بعد قراءة كتاب (السيطرة على الإعلام) يخلص القاريء إلى أن صاحبه يحاول إثبات أن القوة العظمى؛ التي هي الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها من الدول الغنية أو النامية، تمكنت من تزييف العديد من الأمور، والتعتيم على الكثير من الحقائق، بل وشرعنة ما هو مرفوض في المواثيق الدولية من الجرائم والانتهاكات، وقد تم توظيف الإعلام لتبرير هذه المواقف اللاإنسانية، بدعوى حماية الأمن القومي أو العالمي، أو القضاء على الإرهاب الدولي، أو الحفاظ على تطبيق القوانين الدولية، أو غير ذلك.

هكذا ومن خلال السيطرة على الإعلام تأتى للقوة العظمى أن تغير جملة من المفاهيم العالمية، وتستحدث مفاهيم جديدة، تستجيب لمنطق الهيمنة التي تعامل بها العالم، وهو منطق يدحر كل من يملك تفسيرا أو فهما مغايرا، لما تسوقه أدبيات العولمة والنظام العالمي الجديد، ومع ذلك فإن نعوم تشومسكي اختار أن يتحدى، وهو يوضح بأسلوبه الرزين جملة من الحقائق التاريخية والواقعية المطموسة، سواء أكان ذلك من خلال الإعلام الرسمي، أم بواسطة الأقلام المشبوهة.

ويحاول الكتاب في عمومه مناقشة مجموعة من المفاهيم ومن ثم تبيان حقيقتها، وهي مفاهيم ساهم هذا الإعلام الذي تسيطر عليه القوة العظمى، في صياغتها وتوجيهها وفق الأهواء الأيديولوجية لأولئك المسيطرين، وأهم هذه المفاهيم هي: القطيع الضال، صناعة الإجماع، الإرهاب، الديموقراطية، وغيرها. وسوف أقتصر في هذه الورقة على مقاربة مفهوم القطيع الضال من خلال طرح نعوم تشومسكي في كتابه (السيطرة على الإعلام).
عندما يصبح الشعب مجرد قطيع ضال!

يفهم من طرح تشومسكي أن المجتمع الأمريكي يمكن تقسيمه إلى ثلاث فئات، أولها تتمثل في أصحاب القرار من حكام وقياديين سياسيين، وثانيها تتحدد في المثقفين والمفكرين، وثالثها تتجسد في بقية الشعب. وهو على المستوى النظري تقسيم موضوعي وعلمي، لكنه على صعيد تمثله في الواقع الأمريكي خاصة، يبدو أنه محكوم بالانتقاء والإقصاء والتدجين.
استنادا إلى تفسير ليبمان، فإنه في مناخ ديموقراطي سليم، ينبغي تصنيف "المواطنين إلى طبقات، فهناك أولا طبقة من المواطنين لا بد وأن تقوم بدور فعال في إدارة الشئون العامة، هذه هي الطبقة المتخصصة وهم الذين يحللون وينفذون ويصنعون القرارات ويديرون الأمور في النظم السياسية والاقتصادية والأيديولوجية، وهي نسبة ضئيلة من السكان".

أما فئة المثقفين من رجال العلم والفكر، فإن الكاتب يحشرها في طبقة أصحاب القرار والسياسة، ويرى أنها تؤدي دورا طليعيا، يتحدد في المعرفة الدقيقة بالمجتمع وأفكاره وتوجهاته، مما يساعد الطبقة الحاكمة على ترويض الشعب وتضليله، وهذا يعني أن نخبة صغيرة، وهي ما يطلق عليه مجتمع المفكرين، "فقط بإمكانها فهم وإدراك ماهية المصالح العامة، ومن ثم تقرير الأمور التي من شأنها أن تعنينا جميعا، وأن يروا بأن هذه الأمور من شأنها أن تضلل الرأي العام".

هكذا تلتقي فئة المسؤولين بفئة المفكرين على طاولة واحدة ليس لتأتمر وإنما لتتآمر على الفئة الثالثة المتبقية، التي هي "الغالبية العظمى من السكان والذين يصفهم ليبمان بأنهم "القطيع الحائر أو الضال" ويقول بأننا يجب أن نحمي أنفسنا من وقع أقدام وزئير هذا القطيع".

والملاحظ أن المتآمرين على الشعب/القطيع من سياسيين ومثقفين، يظلون مسكونين بهاجس واحد، وهو كيفية السيطرة على القطيع، ليس خوفا عليه من الضياع، وإنما خشية منه من العصيان، لاسيما وأن "الجمهور على درجة من الغباء لا تمكنهم من فهم الأشياء، وإذا ما حاولوا المشاركة في إدارة أمورهم فهم يتسببون في خلق مشاكل، ولذا قد يبدو لا أخلاقيا إذا ما سمحنا لهم بفعل ذلك – فحسب منطقهم – لا بد وأن نروض هذا القطيع الحائر وألا نسمح له بالغضب وتحطيم كل شيء". لذلك فهم يحاولون جاهدين ابتكار شتى طرائق التدجين والأدلجة والتعتيم، التي يتم تسويقها وتعميمها من خلال مختلف وسائط الإعلام، وتتحدد أهم الآليات الإعلامية التي توظفها القوة العظمى قصد تضليل الشعب وتدجينه، في العناصر الآتية:

1 - فن الدعاية: يرى السياسيون بأن السيطرة العقلانية على الشعب، هي الأسلوب الوحيد الذي يمكنهم من التمتع بعسيلة الحكم والجاه والحياة، بعيدا عن أي تمرد طاريء أو خطر محدق، ولا يتحقق ذلك لأغلب الحكام إلا عن طريق سياسة العصا الغليظة أو الهراوات، غير أن السياق الجديد أصبح لا يسمح بذلك، يقول تشومسكي وهو يقصد وسيلة استخدام الهراوات: "ولكن في مجتمع أكثر ديموقراطية وحرية، فقدت هذه الوسيلة، فعليك إذن اللجوء إلى أساليب الدعاية والمنطق، فالدعاية في النظام الديموقراطي هي بمثابة الهراوات في الدولة الشمولية، وهذا أمر يتسم بالحكمة".

2 - شغل القطيع: وقد ابتكرت الأنظمة (الديموقراطية!) الحديثة أساليب جديدة، يتم بواسطتها صرف الشعب عن قضاياه الكبرى، وشغله بشتيت من القضايا الكمالية، حيث "القطيع الضال يعد مشكلة وعلينا منعه من الزئير ووقع الأقدام، عليهم أن ينشغلوا بمشاهدة أفلام العنف والجنس، أو المسلسلات القصيرة، أو مباريات الكرة..."، وهذا ما يطلق عليه تشومسكي في موضع آخر (ديموقراطية المشاهد)، ففي النظام الديموقراطي يتمتع الشعب بحق الانتخابات، فهو مدعو من فينة لأخرى للتصويت على أحد أعضاء الطبقة المتخصصة، وبعدها يعود إلى وظيفته الأصلية، التي هي المشاهدة لا المشاركة في الأفعال.

3 - تخويف القطيع: ثم إن آلية التخويف تعد من أهم الطرق الناجعة لتوحيد صفوف الشعب وأفكاره، حيث تخلق الأنظمة عدوا داخليا أو خارجيا (الشيوعية، كواتيمالا، الإرهاب، العراق...)، تعبيء مختلف شرائح المجتمع لمواجهته، حيث "عليك أن تجعلهم خائفين طوال الوقت؛ لأنه إذا لم تتم إخافتهم من كل أنواع الشياطين التي ستقضي عليهم من الداخل والخارج، فربما يبدؤون بالتفكير، وهو أمر جد خطير؛ لأنهم ليسوا مؤهلين للتفكير؛ ولذا من المهم تشتيتهم وتهميشهم. هذا هو تصور الديموقراطية".

4 - تشتيت القطيع: إن التشتيت هنا يعني قطع أي إمكانية من شأنها أن توحد الشعب، أو تجعله بأن ثمة أمرا معينا يوحد شعوره، لذلك يلاحظ أنه كلما طرأ في العالم حدث معين؛ كارثة أو حرب أو مجزرة... قد يثير غضب الشعوب، فيجعلها تستنكر وتنتفض وتنظم مسيرات الاحتجاج، إلا وحاول الإعلام الرسمي، إما تغييب ذلك الحدث، أو تزييف حقيقته، أو شغل الرأي العام بحدث مواز له، يخفف من وقع الغضب الشعبي وتأثيره، وهكذا تتمكن الفئة الحاكمة من تشتيت القطيع، وجعله لا يفكر إلا في نزواته وأغراضه الشخصية.

جملة القول، على هذا النحو يمضي تشومسكي وهو يتناول مختلف القضايا السياسية والثقافية المعاصرة، وهي كلها تندرج في دائرة ما يعرف بالفكر السياسي، ليس كما ينظر له مجتمع المفكرين الموالين للسلطة، وإنما كما يعالجه مجتمع المفكرين الموالين للشعب، وهو مجتمع تسود فيه القيم الإنسانية العادلة، كالمساواة والتآخي والتكافل والسلام وغيرها. وقلما يجود التاريخ بعالم من عيار تشومسكي، يفضل أن يقف في صف القطيع الضال، لا في صف الراعي الظالم، مما جعل الكثير من أبناء جلدته يتهمونه بالأمريكي المتطرف، واليهودي الذي يكره نفسه!

***

التعليق : تتحدث هذه المقالة - والتي تحتوي على آراء المفكر الأميركي نعوم تشومسكي - عن عدة أفكار فيما يخص ما تقوم به سياسة الدول بشكل عام ، الرأي والوعي العام لدى المواطنين (وكل ذلك في الدول المتقدمة) ، كما يتحدث قليلا عن الإرهاب بأنواعه ، تعريفه ، ومنبعه . والإشارة الى العنصرية الأكاديمية التي يمر بها الكثير من المفكرين الغرب حينما تكون أفكارهم حرة ذات مبدأ وتصادف أن تكون ضد سياسة المجتمعات الغربية ، وقد مر تشومسكي بهذا الشيء كما أشار الى العنصرية الأكاديمية التي مر بها مفكرون غيره ممن لم يتم نشر كتاباتهم المناهضة للسياسة الأميركية ، في "بلد الحريات" .

شكرا للعضو KKK لإعطائنا هذه الفرصة .



قراءة سعيدة
 

kkk

عضو مخضرم
عندما يصبح الشعب مجرد قطيع ضال!


بقلم/التجاني بولعوالي

باحث مغربي مقيم بهولندا



اليهودي الذي يكره نفسه!

يوصف بأنه "اليهودي الذي يكره نفسه"، لا لشيء إلا لأنه اختار أن يلهج بلسان حال الحقيقة! ويصرخ في وجه الطاغوت، بينما الجميع صم بكم! فلا يبالي بما يربطه والجلاد من أواصر ومصالح، كالأرومة والوطن والهوية واللغة... ولا يهمه إن كانت الضحية لا تمت بصلة إليه، سواء أكانت هذه الصلة دموية أم ترابية أم أيديولوجية أم غير ذلك.

أصبح بمثابة شوكة في حلقوم الفكر الأمريكي المتصهين أو الصهيوني المتأمرك! أراد لقلمه أن يتحدث بصوت كل مستضعف، في أي جهة من جهات الكرة الأرضية، وهو يعري مهازل التاريخ البشري الحديث، ويميط اللثام عن فضائح النظام العالمي الجديد، وما ابتكره من آليات وقوانين لاسترقاق الإنسان، وابتزاز خيراته، ومسخ هوياته، وطمس خصوصياته، كالعولمة والسوق الحرة ومحاربة الإرهاب والأمن العالمي والديموقراطية وغيرها كثير.

يقول في مقالة له بعنوان (حرب الإرهاب تتحدى الإمبراطورية): "نحن نجتمع فى لحظة استثنائية فى تاريخ العالم, لحظة ليست منذرة بالسوء وفقط، ولكنها أيضا مفعمة بالأمل.. الدولة الأكثر قوة فى التاريخ تعلن, بتبجح وبوضوح, أنها تعتزمحكم العالم بالقوة, القوة التى تعتبرها سبيلها الوحيد للسيادة وفرض سلطانها على العالم"[1]، وهذه القوة ما هي إلا الإرهاب نفسه، كما يحدده المعجم الرسمي الأمريكي، وعادة ما يطلق عليه إرهاب الدولة ضد رعيتها، تحت ذريعة حماية الأمن القومي، وقد تتعدد المناطق التي ينشط فيها هذا الإرهاب، كفلسطين وأفغانستان وتركيا وكولومبيا وغيرها، لكنه موحد، سواء أمن حيث المنطلقات التي يتخذها، أم الأهداف التي يتوخاها؛ إنه يسعى حثيثا إلى سيادة العالم بالقوة العمياء، التي تدحر كل من يقف في طريقها، ويتم ذلك بمباركة من الإمبراطورية الأم، التي تزعم أنها تخوض الحرب ضد الإرهاب، لكنها تتناسى بأن الحرب التي تمارسها هي الإرهاب عينه!

ترى من يكون هذا الإنسان الذي اختار أن يسبح عكس التيار، وهو يتحدى أعظم دولة في التاريخ الإنساني الحديث، التي هي دولته! إنه، حسب ما ورد في موقعه الرسمي[2]، أفرام نعوم تشومسكي (Avram Noam Chomsky)، ولد في 7 ديسمبر عام 1928 في فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا، وهو يشغل منصب أستاذ دائم في تخصص اللغويات، لدى معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا، وذلك منذ سنة 1955، وقد أبلى بلاء حسنا في حقل اللغويات، حيث كان وراء وضع نظرية النحو التوليدي، التي تعتبر من أهم ما أنجز في القرن العشرين في مجال اللغويات النظرية، ثم إنه تحدى المقاربة السلوكية لدراسة العقل واللغة، كما أنه يعود إليه الفضل في تصنيف اللغات حسب إمكاناتها التوليدية، وهو ما يعرف بتراتبية تشومسكي.

إن المطلع على هذا السجل الحافل بمختلف الإنجازات العلمية واللغوية والمعرفية، سوف لن يتبادر إلى ذهنه بأن هذا العالم اللغوي يسهم بقسط وافر، في الجدال السياسي الذي يشهده الفكر السياسي المعاصر، حتى أنه صار أهم مفكر غربي يدافع عن حقوق الأمم المستضعفة، غير مبال بهويته الأمريكية، أو أرومته اليهودية، مما جعله يحتل مكانة شريفة في نفوس شعوب العالم الثالث.

ورغبة مني في رد الاعتبار إلى هذا المفكر الفذ، الذي يؤدي دورا رياديا في الذود عن جملة من قضايا العالم الذي نندرج فيه، أرى أنه من اللازم أن يكرم، وذلك ولو من خلال التعريف الموضوعي بجانب من فكره النير وإنجازه العظيم، وهكذا ارتأيت أن أتناول بالقراءة أحد أبلغ كتبه، وهو الموسوم بـ (السيطرة على الإعلام)، الصادر في ترجمته العربية عن دار النشر اتصالات سبو – المغرب، وذلك عام 2005، ورغم أن هذا الكتاب لا يتجاوز ثمانين صفحة من القطع الصغير، إلا أنه يستحق أن يقرأ، ليس قراءة عادية، وإنما قراءة متأنية، تتأمل ما ورد فيه من أفكار متمردة على الهيمنة الغربية الجديدة على العالم، وتفسيرات رزينة ومتوازنة للكثير من إشكالات التاريخ المعاصر.

بعد قراءة كتاب (السيطرة على الإعلام) يخلص القاريء إلى أن صاحبه يحاول إثبات أن القوة العظمى؛ التي هي الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها من الدول الغنية أو النامية، تمكنت من تزييف العديد من الأمور، والتعتيم على الكثير من الحقائق، بل وشرعنة ما هو مرفوض في المواثيق الدولية من الجرائم والانتهاكات، وقد تم توظيف الإعلام لتبرير هذه المواقف اللاإنسانية، بدعوى حماية الأمن القومي أو العالمي، أو القضاء على الإرهاب الدولي، أو الحفاظ على تطبيق القوانين الدولية، أو غير ذلك.

هكذا ومن خلال السيطرة على الإعلام تأتى للقوة العظمى أن تغير جملة من المفاهيم العالمية، وتستحدث مفاهيم جديدة، تستجيب لمنطق الهيمنة التي تعامل بها العالم، وهو منطق يدحر كل من يملك تفسيرا أو فهما مغايرا، لما تسوقه أدبيات العولمة والنظام العالمي الجديد، ومع ذلك فإن نعوم تشومسكي اختار أن يتحدى، وهو يوضح بأسلوبه الرزين جملة من الحقائق التاريخية والواقعية المطموسة، سواء أكان ذلك من خلال الإعلام الرسمي، أم بواسطة الأقلام المشبوهة.

ويحاول الكتاب في عمومه مناقشة مجموعة من المفاهيم ومن ثم تبيان حقيقتها، وهي مفاهيم ساهم هذا الإعلام الذي تسيطر عليه القوة العظمى، في صياغتها وتوجيهها وفق الأهواء الأيديولوجية لأولئك المسيطرين، وأهم هذه المفاهيم هي: القطيع الضال، صناعة الإجماع، الإرهاب، الديموقراطية، وغيرها. وسوف أقتصر في هذه الورقة على مقاربة مفهوم القطيع الضال من خلال طرح نعوم تشومسكي في كتابه (السيطرة على الإعلام).

عندما يصبح الشعب مجرد قطيع ضال!




يفهم من طرح تشومسكي أن المجتمع الأمريكي يمكن تقسيمه إلى ثلاث فئات، أولها تتمثل في أصحاب القرار من حكام وقياديين سياسيين، وثانيها تتحدد في المثقفين والمفكرين، وثالثها تتجسد في بقية الشعب. وهو على المستوى النظري تقسيم موضوعي وعلمي، لكنه على صعيد تمثله في الواقع الأمريكي خاصة، يبدو أنه محكوم بالانتقاء والإقصاء والتدجين.
استنادا إلى تفسير ليبمان، فإنه في مناخ ديموقراطي سليم، ينبغي تصنيف "المواطنين إلى طبقات، فهناك أولا طبقة من المواطنين لا بد وأن تقوم بدور فعال في إدارة الشئون العامة، هذه هي الطبقة المتخصصة وهم الذين يحللون وينفذون ويصنعون القرارات ويديرون الأمور في النظم السياسية والاقتصادية والأيديولوجية، وهي نسبة ضئيلة من السكان".

أما فئة المثقفين من رجال العلم والفكر، فإن الكاتب يحشرها في طبقة أصحاب القرار والسياسة، ويرى أنها تؤدي دورا طليعيا، يتحدد في المعرفة الدقيقة بالمجتمع وأفكاره وتوجهاته، مما يساعد الطبقة الحاكمة على ترويض الشعب وتضليله، وهذا يعني أن نخبة صغيرة، وهي ما يطلق عليه مجتمع المفكرين، "فقط بإمكانها فهم وإدراك ماهية المصالح العامة، ومن ثم تقرير الأمور التي من شأنها أن تعنينا جميعا، وأن يروا بأن هذه الأمور من شأنها أن تضلل الرأي العام".

هكذا تلتقي فئة المسؤولين بفئة المفكرين على طاولة واحدة ليس لتأتمر وإنما لتتآمر على الفئة الثالثة المتبقية، التي هي "الغالبية العظمى من السكان والذين يصفهم ليبمان بأنهم "القطيع الحائر أو الضال" ويقول بأننا يجب أن نحمي أنفسنا من وقع أقدام وزئير هذا القطيع".

والملاحظ أن المتآمرين على الشعب/القطيع من سياسيين ومثقفين، يظلون مسكونين بهاجس واحد، وهو كيفية السيطرة على القطيع، ليس خوفا عليه من الضياع، وإنما خشية منه من العصيان، لاسيما وأن "الجمهور على درجة من الغباء لا تمكنهم من فهم الأشياء، وإذا ما حاولوا المشاركة في إدارة أمورهم فهم يتسببون في خلق مشاكل، ولذا قد يبدو لا أخلاقيا إذا ما سمحنا لهم بفعل ذلك – فحسب منطقهم – لا بد وأن نروض هذا القطيع الحائر وألا نسمح له بالغضب وتحطيم كل شيء". لذلك فهم يحاولون جاهدين ابتكار شتى طرائق التدجين والأدلجة والتعتيم، التي يتم تسويقها وتعميمها من خلال مختلف وسائط الإعلام، وتتحدد أهم الآليات الإعلامية التي توظفها القوة العظمى قصد تضليل الشعب وتدجينه، في العناصر الآتية:

1 - فن الدعاية: يرى السياسيون بأن السيطرة العقلانية على الشعب، هي الأسلوب الوحيد الذي يمكنهم من التمتع بعسيلة الحكم والجاه والحياة، بعيدا عن أي تمرد طاريء أو خطر محدق، ولا يتحقق ذلك لأغلب الحكام إلا عن طريق سياسة العصا الغليظة أو الهراوات، غير أن السياق الجديد أصبح لا يسمح بذلك، يقول تشومسكي وهو يقصد وسيلة استخدام الهراوات: "ولكن في مجتمع أكثر ديموقراطية وحرية، فقدت هذه الوسيلة، فعليك إذن اللجوء إلى أساليب الدعاية والمنطق، فالدعاية في النظام الديموقراطي هي بمثابة الهراوات في الدولة الشمولية، وهذا أمر يتسم بالحكمة".

2 - شغل القطيع: وقد ابتكرت الأنظمة (الديموقراطية!) الحديثة أساليب جديدة، يتم بواسطتها صرف الشعب عن قضاياه الكبرى، وشغله بشتيت من القضايا الكمالية، حيث "القطيع الضال يعد مشكلة وعلينا منعه من الزئير ووقع الأقدام، عليهم أن ينشغلوا بمشاهدة أفلام العنف والجنس، أو المسلسلات القصيرة، أو مباريات الكرة..."، وهذا ما يطلق عليه تشومسكي في موضع آخر (ديموقراطية المشاهد)، ففي النظام الديموقراطي يتمتع الشعب بحق الانتخابات، فهو مدعو من فينة لأخرى للتصويت على أحد أعضاء الطبقة المتخصصة، وبعدها يعود إلى وظيفته الأصلية، التي هي المشاهدة لا المشاركة في الأفعال.

3 - تخويف القطيع: ثم إن آلية التخويف تعد من أهم الطرق الناجعة لتوحيد صفوف الشعب وأفكاره، حيث تخلق الأنظمة عدوا داخليا أو خارجيا (الشيوعية، كواتيمالا، الإرهاب، العراق...)، تعبيء مختلف شرائح المجتمع لمواجهته، حيث "عليك أن تجعلهم خائفين طوال الوقت؛ لأنه إذا لم تتم إخافتهم من كل أنواع الشياطين التي ستقضي عليهم من الداخل والخارج، فربما يبدؤون بالتفكير، وهو أمر جد خطير؛ لأنهم ليسوا مؤهلين للتفكير؛ ولذا من المهم تشتيتهم وتهميشهم. هذا هو تصور الديموقراطية".

4 - تشتيت القطيع: إن التشتيت هنا يعني قطع أي إمكانية من شأنها أن توحد الشعب، أو تجعله بأن ثمة أمرا معينا يوحد شعوره، لذلك يلاحظ أنه كلما طرأ في العالم حدث معين؛ كارثة أو حرب أو مجزرة... قد يثير غضب الشعوب، فيجعلها تستنكر وتنتفض وتنظم مسيرات الاحتجاج، إلا وحاول الإعلام الرسمي، إما تغييب ذلك الحدث، أو تزييف حقيقته، أو شغل الرأي العام بحدث مواز له، يخفف من وقع الغضب الشعبي وتأثيره، وهكذا تتمكن الفئة الحاكمة من تشتيت القطيع، وجعله لا يفكر إلا في نزواته وأغراضه الشخصية.

جملة القول، على هذا النحو يمضي تشومسكي وهو يتناول مختلف القضايا السياسية والثقافية المعاصرة، وهي كلها تندرج في دائرة ما يعرف بالفكر السياسي، ليس كما ينظر له مجتمع المفكرين الموالين للسلطة، وإنما كما يعالجه مجتمع المفكرين الموالين للشعب، وهو مجتمع تسود فيه القيم الإنسانية العادلة، كالمساواة والتآخي والتكافل والسلام وغيرها. وقلما يجود التاريخ بعالم من عيار تشومسكي، يفضل أن يقف في صف القطيع الضال، لا في صف الراعي الظالم، مما جعل الكثير من أبناء جلدته يتهمونه بالأمريكي المتطرف، واليهودي الذي يكره نفسه!

***


التعليق : تتحدث هذه المقالة - والتي تحتوي على آراء المفكر الأميركي نعوم تشومسكي - عن عدة أفكار فيما يخص ما تقوم به سياسة الدول بشكل عام ، الرأي والوعي العام لدى المواطنين (وكل ذلك في الدول المتقدمة) ، كما يتحدث قليلا عن الإرهاب بأنواعه ، تعريفه ، ومنبعه . والإشارة الى العنصرية الأكاديمية التي يمر بها الكثير من المفكرين الغرب حينما تكون أفكارهم حرة ذات مبدأ وتصادف أن تكون ضد سياسة المجتمعات الغربية ، وقد مر تشومسكي بهذا الشيء كما أشار الى العنصرية الأكاديمية التي مر بها مفكرون غيره ممن لم يتم نشر كتاباتهم المناهضة للسياسة الأميركية ، في "بلد الحريات" .

شكرا للعضو KKK لإعطائنا هذه الفرصة .




قراءة سعيدة

شكر لك على نقل المقال القيم فعلا
:وردة::وردة:
 
أعلى