بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
كتاب نهج البلاغة جمعه الشريف الرضي رضوان الله تعالى عليه من كلام أمير المؤمنين
وسيد الوصيين الامام علي بن أبي طالب عليهما السلام ..
سوف ننقل الخطب الموجودة في الكتاب من أولها الى آخرها .. والنقل سوف يكون
حسب الترتيب الموجود في الكتاب نفسه .. دون تقديم أو تأخير ..
حتى يتسنى للقارئ الاستفادة من العظيم الجليل علي بن أبي طالب عليهما السلام ..
يقول الشريف الرضي رحمه الله في مقدمته :
" ورأيت كلامه عليه السلام يدور على أقطاب ثلاثة : أولها الخطب والأوامر . وثانيها الكتب
والرسائل وثالثها الحكم والمواعظ "
باختصار هذا هو الكتاب يدور حول ثلاث جوانب ونقل منها السيد أحسنها وأفضلها ..
ثم يقول رحمه الله :
" لأني أورد النكت واللمع ولا أقصد التتالي والنسق " هنا يقول أنه لم يقصد الترتيب
للأحسن أو الاقل حسنا , بل من باب النقاط النكت و اللمع ..
كما نذكر أن هذه طبعة بيروت لبنان للشيخ محمد عبدة مكوّنه من أربعة أجزاء ..
نبدأ بحوله تعالى ..
الخطبة الأولى :
ومن خطبة له - الامام علي بن أبي طالب - عليه السلام
" يذكر فيها ابتداء خلق السماء والأرض وخلق آدم "
الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون . ولا يحصي نعماءه العادون . ولا يؤدي حقه المجتهدون ،
الذي لا يدركه بعد الهمم ولا يناله غوص الفطن. الذي ليس لصفته حد محدود ولا نعت موجود .
ولا وقت معدود ولا أجل ممدود . فطر الخلائق بقدرته . ونشر الرياح برحمته . ووتد بالصخور
ميدان أرضه أول الدين معرفته وكمال معرفته التصديق به . وكمال التصديق به توحيده . وكمال
توحيده الاخلاص له . وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف
وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة . فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه . ومن قرنه فقد ثناه ومن
ثناه فقد جزأه ، ومن جزأه فقد جهله. ومن جهله فقد أشار إليه . ومن أشار إليه فقد حده .
ومن حده فقد عده ، ومن قال فيم فقد ضمنه . ومن قال علام فقد أخلى منه . كائن لا عن حدث
موجود لا عن عدم . مع كل شئ لا بمقارنة . وغير كل شئ لا بمزايلة . فاعل لا بمعنى الحركات
والآلة . بصير إذ لا منظور إليه من خلقه . متوحد إذ لا سكن يستأنس به ولا يستوحش لفقده . أنشأ
الخلق إنشاء . وابتدأه ابتداء . بلا روية أجالها. ولا تجربة استفادها . ولا حركة أحدثها . ولا همامة
نفس اضطرب فيها . أحال الأشياء لأوقاتها . ولأم بين مختلفاتها. وغرز غرائزها وألزمها أشباحها
عالما بها قبل ابتدائها محيطا بحدودها وانتهائها . عارفا بقرائنها وأحنائها. ثم أنشأ سبحانه فتق
الأجواء وشق الارجاء وسكائك الهواء . فأجرى فيها ماء متلاطما تياره ، متراكما زخاره . حمله
على متن الريح العاصفة ، والزعزع القاصفة . فأمرها برده ، وسلطها على شده ، وقرنها إلى
حده . الهواء من تحتها فتيق ، والماء من فوقها دفيق . ثم أنشأ سبحانه ريحا اعتقم مهبها وأدام
مربها . وأعصف مجراها وأبعد منشاها . فأمرها بتصفيق الماء الزخار ، وإثارة موج البحار .
فمخضته مخض السقاء ، وعصفت به عصفها بالفضاء . ترد أوله إلى آخره ، وساجيه إلى مائره .
حتى عب عبابه ، ورمى بالزبد ركامه فرفعه في هواء منفتق ، وجو منفهق . فسوى منه سبع
سماوات جعل سفلاهن موجا مكفوفا وعلياهن سقفا محفوظا . وسمكا مرفوعا . بغير عمد يدعمها ،
ولا دسار ينظمها . ثم زينها بزينة الكواكب ، وضياء الثواقب. وأجرى فيها سراجا مستطيرا ،
وقمرا منيرا . في فلك دائر ، وسقف سائر ، ورقيم مائر ثم فتق ما بين السماوات العلا . فملأهن
أطوارا من ملائكته منهم سجود لا يركعون ، وركوع لا ينتصبون ، وصافون لا يتزايلون ومسبحون
لا يسأمون . لا يغشاهم نوم العين . ولا سهو العقول . ولا فترة الأبدان . ولا غفلة النسيان . ومنهم
أمناء على وحيه ، وألسنة إلى رسله ، ومختلفون بقضائه وأمره . ومنهم الحفظة لعباده والسدنة
لأبواب جنانه . ومنهم الثابتة في الأرضين السفلى أقدامهم ، والمارقة من السماء العليا أعناقهم ،
والخارجة من الأقطار أركانهم ، والمناسبة لقوائم العرش أكتافهم . ناكسة دونه أبصارهم .
متلفعون تحته بأجنحتهم . مضروبة بينهم وبين من دونهم حجب العزة وأستار القدرة . لا يتوهمون
ربهم بالتصوير . ولا يجرون عليه صفات المصنوعين . ولا يحدونه بالأماكن . ولا يشيرون إليه
بالنظائر .
يتبع ..
تحياتي للجميع
:وردة:
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
كتاب نهج البلاغة جمعه الشريف الرضي رضوان الله تعالى عليه من كلام أمير المؤمنين
وسيد الوصيين الامام علي بن أبي طالب عليهما السلام ..
سوف ننقل الخطب الموجودة في الكتاب من أولها الى آخرها .. والنقل سوف يكون
حسب الترتيب الموجود في الكتاب نفسه .. دون تقديم أو تأخير ..
حتى يتسنى للقارئ الاستفادة من العظيم الجليل علي بن أبي طالب عليهما السلام ..
يقول الشريف الرضي رحمه الله في مقدمته :
" ورأيت كلامه عليه السلام يدور على أقطاب ثلاثة : أولها الخطب والأوامر . وثانيها الكتب
والرسائل وثالثها الحكم والمواعظ "
باختصار هذا هو الكتاب يدور حول ثلاث جوانب ونقل منها السيد أحسنها وأفضلها ..
ثم يقول رحمه الله :
" لأني أورد النكت واللمع ولا أقصد التتالي والنسق " هنا يقول أنه لم يقصد الترتيب
للأحسن أو الاقل حسنا , بل من باب النقاط النكت و اللمع ..
كما نذكر أن هذه طبعة بيروت لبنان للشيخ محمد عبدة مكوّنه من أربعة أجزاء ..
نبدأ بحوله تعالى ..
الخطبة الأولى :
ومن خطبة له - الامام علي بن أبي طالب - عليه السلام
" يذكر فيها ابتداء خلق السماء والأرض وخلق آدم "
الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون . ولا يحصي نعماءه العادون . ولا يؤدي حقه المجتهدون ،
الذي لا يدركه بعد الهمم ولا يناله غوص الفطن. الذي ليس لصفته حد محدود ولا نعت موجود .
ولا وقت معدود ولا أجل ممدود . فطر الخلائق بقدرته . ونشر الرياح برحمته . ووتد بالصخور
ميدان أرضه أول الدين معرفته وكمال معرفته التصديق به . وكمال التصديق به توحيده . وكمال
توحيده الاخلاص له . وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف
وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة . فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه . ومن قرنه فقد ثناه ومن
ثناه فقد جزأه ، ومن جزأه فقد جهله. ومن جهله فقد أشار إليه . ومن أشار إليه فقد حده .
ومن حده فقد عده ، ومن قال فيم فقد ضمنه . ومن قال علام فقد أخلى منه . كائن لا عن حدث
موجود لا عن عدم . مع كل شئ لا بمقارنة . وغير كل شئ لا بمزايلة . فاعل لا بمعنى الحركات
والآلة . بصير إذ لا منظور إليه من خلقه . متوحد إذ لا سكن يستأنس به ولا يستوحش لفقده . أنشأ
الخلق إنشاء . وابتدأه ابتداء . بلا روية أجالها. ولا تجربة استفادها . ولا حركة أحدثها . ولا همامة
نفس اضطرب فيها . أحال الأشياء لأوقاتها . ولأم بين مختلفاتها. وغرز غرائزها وألزمها أشباحها
عالما بها قبل ابتدائها محيطا بحدودها وانتهائها . عارفا بقرائنها وأحنائها. ثم أنشأ سبحانه فتق
الأجواء وشق الارجاء وسكائك الهواء . فأجرى فيها ماء متلاطما تياره ، متراكما زخاره . حمله
على متن الريح العاصفة ، والزعزع القاصفة . فأمرها برده ، وسلطها على شده ، وقرنها إلى
حده . الهواء من تحتها فتيق ، والماء من فوقها دفيق . ثم أنشأ سبحانه ريحا اعتقم مهبها وأدام
مربها . وأعصف مجراها وأبعد منشاها . فأمرها بتصفيق الماء الزخار ، وإثارة موج البحار .
فمخضته مخض السقاء ، وعصفت به عصفها بالفضاء . ترد أوله إلى آخره ، وساجيه إلى مائره .
حتى عب عبابه ، ورمى بالزبد ركامه فرفعه في هواء منفتق ، وجو منفهق . فسوى منه سبع
سماوات جعل سفلاهن موجا مكفوفا وعلياهن سقفا محفوظا . وسمكا مرفوعا . بغير عمد يدعمها ،
ولا دسار ينظمها . ثم زينها بزينة الكواكب ، وضياء الثواقب. وأجرى فيها سراجا مستطيرا ،
وقمرا منيرا . في فلك دائر ، وسقف سائر ، ورقيم مائر ثم فتق ما بين السماوات العلا . فملأهن
أطوارا من ملائكته منهم سجود لا يركعون ، وركوع لا ينتصبون ، وصافون لا يتزايلون ومسبحون
لا يسأمون . لا يغشاهم نوم العين . ولا سهو العقول . ولا فترة الأبدان . ولا غفلة النسيان . ومنهم
أمناء على وحيه ، وألسنة إلى رسله ، ومختلفون بقضائه وأمره . ومنهم الحفظة لعباده والسدنة
لأبواب جنانه . ومنهم الثابتة في الأرضين السفلى أقدامهم ، والمارقة من السماء العليا أعناقهم ،
والخارجة من الأقطار أركانهم ، والمناسبة لقوائم العرش أكتافهم . ناكسة دونه أبصارهم .
متلفعون تحته بأجنحتهم . مضروبة بينهم وبين من دونهم حجب العزة وأستار القدرة . لا يتوهمون
ربهم بالتصوير . ولا يجرون عليه صفات المصنوعين . ولا يحدونه بالأماكن . ولا يشيرون إليه
بالنظائر .
يتبع ..
تحياتي للجميع
:وردة: