الكويت تجمعنا
عضو مخضرم
الجنس معرجل من المحتمل أن يخونها ؟ ينام بشر كهؤلاء معظم النهار و ينتظرون مجيء رؤيتهم .
و هكذا تقل المجازفات في هذا العالم المؤلف من مشاهد قصيرة , و أولئك الذينلم يشاهدوا المستقبل بعد , ينتظرون الرؤية دون أن يجازفوا.
بعض الذينشاهدوا المستقبل يفعلون ما بوسعهم ليفندوه . يذهب رجل ليعتني بحدائق المتحف في " نيوشاتل" بعد أن رأى نفسه محامياً في " لوسيرن". ينطلق شاب في رحلة بحرية رائعة معوالده بعد أن رأى أ، والده سيموت حالاً من أزمة قلبية . تسمح شابة لنفسها أن تقع فيالغرام مع رجل رغم رؤيتها بأنها ستتزوج رجلاً آخر . يقف بشر كهؤلاء على شرفاتهم بعدالغروب و يصيحون أن المستقبل يمكن أن يُغير , أن آلاف المستقبلات ممكنة . مع مرورالزمن , يتعب حدائقي " نيوشاتل" من أجوره المنخفضة و يصبح محامياً في " لوسيرن" . يموت الأب بسبب الأزمة القلبية و يكره الإبن نفسه لأنه لم يجبر والده على البقاء فيالفراش . يهجر العشيق المرأة الشابة التي بدورها تتزوج رجلاً يمنحها العزلة والألم .
من الذي تجري أموره بشكل أفضل في عالم زمنه متقطع ؟ أولئك الذين شاهدواالمستقبل و يعيشون حياة واحدة ؟ أم أولئك الذين لم يروا المستقبل وينتظرون أنيعيشوا الحياة ؟ أم أولئك الذين ينكرون المستقبل و يعيشون حياتين ؟
29 أيار 1905إن رجلاً أو امرأةيُدفعان فجأة إلى هذا العالم يجب أن ينحرفا عن المنازل و الأبنية . ذلك أن كل شئ فيحالة حركة . تندفع المنازل و الشقق الصاعدة على عجلات عبر ساحة " باهنوفبلاتز" وتسرع عبر أزقة السوق بينما يصرخ ساكنوها من نوافذ الطوابق الثانية . لا يبقى مكتبالبريد في شارع " بوست" بل يطير عبر المدينة على سكة كالقطار . ولا يبقى مجلس الشعبمتوضعاً في شارع " بوندس". في كل مكان يجأر الجو و يزأر بصوت المحركات و السيارات . حين يخرج شخص من بابه الخارجي عند شروق الشمس يندفع راكضاً ويلحق بمكتبه . يسرعصاعداً وهابطاً الدرج يعمل على مكتب يندفع في دوائر و يعدو نحو المنزل في نهايةاليوم . لا يجلس أحد تحت شجرة حاملاً كتاباً , لا يحدق أحد إلى التجعدات في بركة , لا يستلقي أحد على العشب الكثيف في الريف . لا أحد ثابتاً.
لماذا ثبات كهذاإبان السرعة ؟ لأن الزمن في هذا العالم يمر ببطء أكبر بالنسبة للبشر الذين في حالةحركة . هكذا يتحرك الجميع بسرعة مرتفعة ليكسبوا الوقت .
لم يلاحظ تأثيرالسرعة إلى أن اخترع محرك الاحتراق الداخلي وبدأ النقل السريع .أخذ السيد راندولفويك من " سري" حماته إلى لندن بسرعة كبيرة في سيارته الجديدة في 8 أيلول 1889 . وماأفرحه هو أنه وصل في نصف الوقت المتوقع قبل أن تبدأ المحادثة , قرر أن يفكربالظاهرة . بعد أن نشرت أبحاثه لم يسافر أحد بعد ذلك ببطء .
بما أن الزمننقود فإن الاعتبارات المالية وحدها تملي على كل مكتب سمسرة , كل مركز صناعي , كلحانوت أن ينتقل باستمرار بالسرعة الممكنة ليجني فوائد أكثر من منافسيه . تزود أبنيةكهذه بآلات عملاقة ولا ترتاح أبداً. تزأر محركاتها و محاور أذرعة تدويرها بصخب أكثرمن الأجهزة و البشر الذين يشغلونها .
كذلك , تباع المنازل ليس بسبب حجمها وتصميمها فحسب , بل أيضاً بسبب سرعتها . لأنه كلما ازدادت سرعة انتقال المنزل كلماتباطأت حركة الساعات في الداخل و توفر لقاطنيه . و نظراً للسرعة , يستطيع شخص فيمنزل سريع ن يسبق جيرانه عدة دقائق في حين يمكن أن يكتسب الوقت القيم أو يخسر أثناءالنوم . في الليل تضاء الشوارع ولكي تتجنب المنازل العابرة الاصطدام الذي غالباً مايكون مهلكاً.
في الليل يحلم البشر بالسرعة وبالشباب وبالفرصة . في عالمالسرعة الكبيرة هذا أدركت إحدى الحقائق ببطء . استناداً إلى التوتولوجيا المنطقية , التأثير الحركي نسبي كله , لأنه حين يمر شخصان في الشارع يرى كل منهما الآخر فيحالة حركة تماماً كما يرى امرؤ في قطار طيران الأشجار من خلال نافذته . بالتالي , حين يعبر شخصان في الشارع يرى كل منهما زمن الآخر يتباطأ . يرى كل منهما الآخريكتسب وقتاً . يسبب هذا التبادل الجنون . و مما يزيد في الجنون أنه كلما أسرع المرءفي تجاوز جار كلما ظهر الجار مسرعاً.
محبطين و قانطين , يتوقف البعض عنالنظر من نوافذهم . إذا كانت الستائر مسدلة لا يعرفون أبداً نسبة سرعة حركتهم ونسبة سرعة جيرانهم و منافسيهم . ينهضون في الصباح , يستحمون , يأكلون خبزاً و لحمخنزير , يشتغلون على مكاتبهم , يصغون الى الموسيقى , يتحدثون مع اطفالهم , يعيشونحيوات قناعة و رضاً.
يجادل البعض أن ساعة البرج العملاقة في شارع كرام هيوحدها التي تحتفظ بالزمن الصحيح , و هي وحدها ثابتة , يشير آخرون أنه حتى الساعةالعملاقة هي في حالة حركة إذا نظر إليها من نهر آري أو من سحابة .
فاصليجلس آينشتاين و بيسو ظهراً في مقهىرصيفي في شارع " أمتهاوس " بعد أن طلب " بيسو " من صديقه مغادرة المكتب لاستنشاقبعض الهواء .
يقول بيسو : " لا تبدو على ما يرام "
يهز آينشتاينكتفيه مستاءً قليلاً . تمر الدقائق أو ربما الثواني فقط .
يقول آينشتاين : " أنا أحرز تقدماً"
يقول بيسو متفحصاً بذعر الدوائر السوداء , تحت عيني صديقه : " هذا واضح " .
من المحتمل أيضا آن آينشتاين توقف عن تناول الطعام مرةثانية . يذكر بيسو حين بدا تماماً كما يبدو آينشتاين الآن لكن لسبب آخر . شعر " بيسو " الذي لم تكن علاقته مع والده جيدة أبداً بالأسى الشديد و بالذنب . عرقلتدراساته . و فوجئ حين جاء به آينشتاين إلى منزله و اعتنى به شهراً كاملاُ.
يشاهد بيسو آينشتاين الآن و يرغب لو أنه يستطيع أن يساعده لكن آينشتاين لايحتاج إلى مساعدة . بالنسبة " لبيسو " آينشتاين لا يتألم . يبدو متناسياً لجسده وللعالم .
يقول آينشتاين مرة أخرى : " أنا أحرز تقدماً . أعتقد أن الأسرارستنكشف . هل شاهدت بحث لورينز الذي تركته على مكتبك ؟
- إنه سيءنعم , سيء و مخصص لغرض معين و على الأرجح ليس صحيحاً . تخبرنا التجاربالكهرطيسية شيئاً ما أكثر أهمية .
يحك آينشتاين شاربه و يأكل بنهم البسكويتالرقيق الموجود على الطاولة .
يصمت الرجلان قليلاً . يضع " بيسو " أربعةمكعبات سكر في فنجان قهوته بينما يحدث آينشتاين إلى جبال الألب البيرينية البعيدةجداً و التي لا تكاد ترى بسبب
و هكذا تقل المجازفات في هذا العالم المؤلف من مشاهد قصيرة , و أولئك الذينلم يشاهدوا المستقبل بعد , ينتظرون الرؤية دون أن يجازفوا.
بعض الذينشاهدوا المستقبل يفعلون ما بوسعهم ليفندوه . يذهب رجل ليعتني بحدائق المتحف في " نيوشاتل" بعد أن رأى نفسه محامياً في " لوسيرن". ينطلق شاب في رحلة بحرية رائعة معوالده بعد أن رأى أ، والده سيموت حالاً من أزمة قلبية . تسمح شابة لنفسها أن تقع فيالغرام مع رجل رغم رؤيتها بأنها ستتزوج رجلاً آخر . يقف بشر كهؤلاء على شرفاتهم بعدالغروب و يصيحون أن المستقبل يمكن أن يُغير , أن آلاف المستقبلات ممكنة . مع مرورالزمن , يتعب حدائقي " نيوشاتل" من أجوره المنخفضة و يصبح محامياً في " لوسيرن" . يموت الأب بسبب الأزمة القلبية و يكره الإبن نفسه لأنه لم يجبر والده على البقاء فيالفراش . يهجر العشيق المرأة الشابة التي بدورها تتزوج رجلاً يمنحها العزلة والألم .
من الذي تجري أموره بشكل أفضل في عالم زمنه متقطع ؟ أولئك الذين شاهدواالمستقبل و يعيشون حياة واحدة ؟ أم أولئك الذين لم يروا المستقبل وينتظرون أنيعيشوا الحياة ؟ أم أولئك الذين ينكرون المستقبل و يعيشون حياتين ؟
29 أيار 1905إن رجلاً أو امرأةيُدفعان فجأة إلى هذا العالم يجب أن ينحرفا عن المنازل و الأبنية . ذلك أن كل شئ فيحالة حركة . تندفع المنازل و الشقق الصاعدة على عجلات عبر ساحة " باهنوفبلاتز" وتسرع عبر أزقة السوق بينما يصرخ ساكنوها من نوافذ الطوابق الثانية . لا يبقى مكتبالبريد في شارع " بوست" بل يطير عبر المدينة على سكة كالقطار . ولا يبقى مجلس الشعبمتوضعاً في شارع " بوندس". في كل مكان يجأر الجو و يزأر بصوت المحركات و السيارات . حين يخرج شخص من بابه الخارجي عند شروق الشمس يندفع راكضاً ويلحق بمكتبه . يسرعصاعداً وهابطاً الدرج يعمل على مكتب يندفع في دوائر و يعدو نحو المنزل في نهايةاليوم . لا يجلس أحد تحت شجرة حاملاً كتاباً , لا يحدق أحد إلى التجعدات في بركة , لا يستلقي أحد على العشب الكثيف في الريف . لا أحد ثابتاً.
لماذا ثبات كهذاإبان السرعة ؟ لأن الزمن في هذا العالم يمر ببطء أكبر بالنسبة للبشر الذين في حالةحركة . هكذا يتحرك الجميع بسرعة مرتفعة ليكسبوا الوقت .
لم يلاحظ تأثيرالسرعة إلى أن اخترع محرك الاحتراق الداخلي وبدأ النقل السريع .أخذ السيد راندولفويك من " سري" حماته إلى لندن بسرعة كبيرة في سيارته الجديدة في 8 أيلول 1889 . وماأفرحه هو أنه وصل في نصف الوقت المتوقع قبل أن تبدأ المحادثة , قرر أن يفكربالظاهرة . بعد أن نشرت أبحاثه لم يسافر أحد بعد ذلك ببطء .
بما أن الزمننقود فإن الاعتبارات المالية وحدها تملي على كل مكتب سمسرة , كل مركز صناعي , كلحانوت أن ينتقل باستمرار بالسرعة الممكنة ليجني فوائد أكثر من منافسيه . تزود أبنيةكهذه بآلات عملاقة ولا ترتاح أبداً. تزأر محركاتها و محاور أذرعة تدويرها بصخب أكثرمن الأجهزة و البشر الذين يشغلونها .
كذلك , تباع المنازل ليس بسبب حجمها وتصميمها فحسب , بل أيضاً بسبب سرعتها . لأنه كلما ازدادت سرعة انتقال المنزل كلماتباطأت حركة الساعات في الداخل و توفر لقاطنيه . و نظراً للسرعة , يستطيع شخص فيمنزل سريع ن يسبق جيرانه عدة دقائق في حين يمكن أن يكتسب الوقت القيم أو يخسر أثناءالنوم . في الليل تضاء الشوارع ولكي تتجنب المنازل العابرة الاصطدام الذي غالباً مايكون مهلكاً.
في الليل يحلم البشر بالسرعة وبالشباب وبالفرصة . في عالمالسرعة الكبيرة هذا أدركت إحدى الحقائق ببطء . استناداً إلى التوتولوجيا المنطقية , التأثير الحركي نسبي كله , لأنه حين يمر شخصان في الشارع يرى كل منهما الآخر فيحالة حركة تماماً كما يرى امرؤ في قطار طيران الأشجار من خلال نافذته . بالتالي , حين يعبر شخصان في الشارع يرى كل منهما زمن الآخر يتباطأ . يرى كل منهما الآخريكتسب وقتاً . يسبب هذا التبادل الجنون . و مما يزيد في الجنون أنه كلما أسرع المرءفي تجاوز جار كلما ظهر الجار مسرعاً.
محبطين و قانطين , يتوقف البعض عنالنظر من نوافذهم . إذا كانت الستائر مسدلة لا يعرفون أبداً نسبة سرعة حركتهم ونسبة سرعة جيرانهم و منافسيهم . ينهضون في الصباح , يستحمون , يأكلون خبزاً و لحمخنزير , يشتغلون على مكاتبهم , يصغون الى الموسيقى , يتحدثون مع اطفالهم , يعيشونحيوات قناعة و رضاً.
يجادل البعض أن ساعة البرج العملاقة في شارع كرام هيوحدها التي تحتفظ بالزمن الصحيح , و هي وحدها ثابتة , يشير آخرون أنه حتى الساعةالعملاقة هي في حالة حركة إذا نظر إليها من نهر آري أو من سحابة .
فاصليجلس آينشتاين و بيسو ظهراً في مقهىرصيفي في شارع " أمتهاوس " بعد أن طلب " بيسو " من صديقه مغادرة المكتب لاستنشاقبعض الهواء .
يقول بيسو : " لا تبدو على ما يرام "
يهز آينشتاينكتفيه مستاءً قليلاً . تمر الدقائق أو ربما الثواني فقط .
يقول آينشتاين : " أنا أحرز تقدماً"
يقول بيسو متفحصاً بذعر الدوائر السوداء , تحت عيني صديقه : " هذا واضح " .
من المحتمل أيضا آن آينشتاين توقف عن تناول الطعام مرةثانية . يذكر بيسو حين بدا تماماً كما يبدو آينشتاين الآن لكن لسبب آخر . شعر " بيسو " الذي لم تكن علاقته مع والده جيدة أبداً بالأسى الشديد و بالذنب . عرقلتدراساته . و فوجئ حين جاء به آينشتاين إلى منزله و اعتنى به شهراً كاملاُ.
يشاهد بيسو آينشتاين الآن و يرغب لو أنه يستطيع أن يساعده لكن آينشتاين لايحتاج إلى مساعدة . بالنسبة " لبيسو " آينشتاين لا يتألم . يبدو متناسياً لجسده وللعالم .
يقول آينشتاين مرة أخرى : " أنا أحرز تقدماً . أعتقد أن الأسرارستنكشف . هل شاهدت بحث لورينز الذي تركته على مكتبك ؟
- إنه سيءنعم , سيء و مخصص لغرض معين و على الأرجح ليس صحيحاً . تخبرنا التجاربالكهرطيسية شيئاً ما أكثر أهمية .
يحك آينشتاين شاربه و يأكل بنهم البسكويتالرقيق الموجود على الطاولة .
يصمت الرجلان قليلاً . يضع " بيسو " أربعةمكعبات سكر في فنجان قهوته بينما يحدث آينشتاين إلى جبال الألب البيرينية البعيدةجداً و التي لا تكاد ترى بسبب