* حللت أهلاً ونزلت سهلاً السرداب ... وعودك أحمد إن شاء الله .
* قلت بأن عقيدة أهل السنة والجماعة في الصفات هي أنها زائدة على الذات .... ثم عقبت باعتقاد الشيعة لها أنها عين الذات .
وسألت سؤال :
- فهمك لعقيدة الشيعة فيه خلل .... قول العلامة المازندراني مشفوعاً بقول المفيد في أوائل المقالات ... لا ينفي الصفات عن الباري سبحانه وتعالى ، بل ينفي أن تكون الصفات زائدة عن الذات أو ان تكون الصفات موجودة بآلة .
- نأتي إلى نقلك عن الكافي ، ويظهر أن نسختك عن الكافي مختلفة عن النسخة التي بين يدي ... ولكن نقول ، الكافي للكليني قدس سره الشريف ، باب صفات الذات : ص 108
* علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن حماد، عن حريز، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال في صفة القديم: إنه واحد صمد أحدي المعنى ليس بمعاني كثيرة مختلفة، قال: قلت: جعلت فداك يزعم قوم من أهل العراق أنه يسمع بغير الذي يبصر ويبصر بغير الذي يسمع، قال: فقال: كذبوا وألحدوا وشبهوا تعالى الله عن ذلك، إنه سميع بصير يسمع بما يبصر ويبصر بما يسمع، قال: قلت: يزعمون أنه بصير على ما يعقلونه، قال، فقال: تعالى الله إنما يعقل ما كان بصفة المخلوق وليس الله كذلك.
* حديث الزنديق الذي سأل أبا عبدالله عليه السلام: أنه قال له: أتقول: إنه سميع بصير؟ فقال أبوعبدالله عليه السلام: هو سميع بصير سميع بغير جارحة وبصير بغير آلة بل يسمع بنفسه ويبصر بنفسه وليس قولي: إنه سميع بنفسه أنه شئ والنفس شئ آخر ولكني أردت عبارة عن نفسي إذ كنت مسؤولا وإفهاما لك إذ كنت سائلا فأقول يسمع بكله لا أن كله له بعض لان الكل لنا [له] بعض ولكن أردت إفهامك والتعبير عن نفسي وليس مرجعي في ذلك كله الا أنه السميع البصير العالم الخبير بلا اختلاف الذات ولا اختلاف معنى.
(انتهى نقلي عن الكافي)
أقول أنا بومهدي : ما فهمته من أن الشيعة تنفي الصفات هذا خلف ، الشيعة تنفي زيادة الصفات عن الذات بل تراها هي عين الذات ... واما ما نقلته في شأن أنه سميع بلا سمع وبصير بلا بصر فعولته على نفس الصفات ، كان مداره انه سميع بلا آلة يحتاج بها إلى السماع وإلا لكان محتاجاً وما هو محتاج نقصت عنه صفة الاستغناء المطلق ، وبذلك فقد _والعياذ بالله_ مقام الإلوهية المطلقة .... ولذا كان لزاماً عقلا ان يكون سبحانه وتعالى سامع بصير بلا آلة تعينه على السمع أو البصر كما نقلنا في الرواية الثانية من نقاش الإمام الصادق عليه السلام مع الزنديق .
* وأما ما ألحقته بقول العلامة المازندراني فهو ملحوق شرحاً بما أوردناه أعلاه ، فيكون ناتجه ان تعدد الصفات تلزم تعدد الذوات القديمة ، فوقع الباحث هنا في الشرك من حيث لا يعلم .
- فيتضح بعد القراءة الواضحة لما نقلت ، أنك لم تفهم عقيدة الشيعة جيداً بل نسختها نسخ على ما عند المعتزلة ، وهو خلف ....
يقول الشيخ السبحاني في الإلهيات :
إِنَّ صفاته سبحانه تنقسم إلى قسمين : ثبوتية و سلبية ، أَوْ جمالية و جلالية.
فإِذا كانت الصفة مثبتة لجمال في الموصوف و مشيرة إلى واقعية في ذاته سميت « ثبوتية ذاتيّة » أَو « جمالية ». و إِذا كانت الصفة هادفة إلى نفي نقص و حاجة عنه سبحانه سميت « سلبية » أو « جلالية ».
فالعلم و القدرة و الحياة من الصفات الثبوتية المشيرة إلى وجود كمال واقعية في الذات الإِلهية. ولكن نفي الجسمانية و التحيز و الحركة و التغير من الصفات السلبية الهادفة إلى سلب ما هو نقص عن ساحته سبحانه.
و قد أَشار صدر المتأَلهين إلى أنَّ هذين الإِصطلاحين « الجمالية » و « الجلاليَّة » قريبان مما ورد في الكتاب العزيز. قال سبحانه : ( تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالاِْكْرَام ) فصفة الجلال ما جلّت ذاته عن مشابهة الغير ، و صفة الإِكرام ما تكرمت ذاته بها و تجملت . فيوصف بالكمال و ينزّه بالجلال.
إِنَّ علماء العقائد حصروا الصفات الجمالية في ثمانية و هي : العلم ، القدرة ، الحياة ، السمع ، البصر ، الإِرادة ، التكلم ، و الغنى. كما حصروا الصفات السلبية في سبع و هي أنَّه تعالى ليس بجسم و لا جوهر و لا عرض و أنَّه غير مرئي و لا متحيز و لا حال في غيره و لا يتّحد بشيء.
غير أَنَّ النظر الدقيق يقتضي عدم حصر الصفات في عدد معين ، فإِنَّ الحق أَنْ يقال إِنَّ الملاك في الصفات الجمالية و الجلالية هو أَنَّ كل وصف يعد كمالا ، فالله متصف به. و كل أَمر يعتبر نقصاً و عجزاً فهو منزَّه عنه ، و ليس علينا أَنْ نحصر الكمالية و الجلالية في عدد معين.
( انتهى نقلي) .
فما فهمته أنت من نفي الصفات يبدو أنك اجتررته اجتراراً عند فهمك للصفات السلبية التي ننفيها عن الله سبحانه وتعالى .... إذا يخلص إليك أن الشيعة تعتقد بأن الصفات الكمالية الجمالية التي تليق بذاته تعالى مثبتة له تسمى صفاة ثبوتية .... واما صفات النقص والتي يجب أن نجل الله سبحانه وتعالى عنها ... فتسمى صفات جلالية لأننا نجل الله سبحانها وتعالى عنها .... وننفيها عنه ... فنحن ننفي الصفات التي لا تناسب ذاته .... وليس ما فهمته أنت من أننا ننفي جميع الصفات ، فراجع !
- أما ردي على سؤالك عن الكلام في ذات الله : انت تقول أننا نقول بأن الله له ذات لا تشبه الذوات .... لماذا هل علمت أن اهل السنة يقولون بأن الله سبحانه له ذات تشابه الذوات ؟
أرجو أن لا تغيب عنك هذه النقطة ... أنه ليس الشيعة فقط تنفي أن تكون ذات الله مخالفة لمخلوقاته ... بل هي عقيدة القرآن الكريم من أنه سبحانه الله لا يشبه خلقه .... ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )
* وأما الكلام في ذاته فأنت تقع في نفس الخطأ الذي وقع به علماء الأشاعرة عندما أنكروا على القائلين بذاتية الصفات ... أنا أقول لك أن صفاته عين ذاته لا تنفك عنها مطلقاً فكيف تريدني أن أتكلم عن الذات منحياً الصفات ؟ إذا كنت أقول لك أن صفاته هي عين ذاته وذاته متعينة بصفاته ، وأمثل لك بكلام أمير المؤمنين وسيد الموحدين بعد رسول الله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام :
الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون. ولا يحصي نعماءه العادون. ولا يؤدي حقه المجتهدون، الذي لا يدركه بعد الهمم ولا يناله غوص الفطن . الذي ليس لصفته حد محدود ولا نعت موجود. ولا وقت معدود ولا أجل ممدود. فطر الخلائق بقدرته. ونشر الرياح برحمته. ووتد بالصخور ميدان أرضه . أول الدين معرفته وكمال معرفته التصديق به. وكمال التصديق به توحيده. وكمال توحيده الاخلاص له. وكمال الاخلاص له نفى الصفات عنه لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة. فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه. ومن قرنه فقد ثناه ومن ثناه فقد جزأه، ومن جزأه فقد جهله . ومن جهله فقد أشار إليه. ومن أشار إليه فقد حده . ومن حده فقد عده، ومن قال فيم فقد ضمنه. ومن قال علام فقد أخلى منه. كائن لا عن حدث موجود لا عن عدم. مع كل شئ لا بمقارنة. وغير كل شئ لا بمزايلة . فاعل لا بمعنى الحركات والآلة. بصير إذ لا منظور إليه من خلقه .
(انتهى)
* أقول : هذا أمير المؤمنين عليه السلام يوضح معنى نفي الصفات الجلالية عن الله سبحانه وتعالى ، والذي فهمتها أنت خطأ ... من أن الشيعة تنفي كل الصفات .... ولكن اتضح من كلامي الشيخ السبحاني الذي نقلته لك أعلاه خطأ ما ذهبت إليه ... وأن الشيعة تثبت لله سبحانه وتعالى صفاة ً جمالية تليق بذاته تعالى ، كالسمع والبصر والعلم والإرادة والقدرة .... وأن ما نقلته أنت من قول العلامة المازندراني كان في توكيد أن صفاته هي عين ذاته لا بتعدد الذوات الخارجية .... وأن سمعه وبصره لا يكون بآلة ... وإلا لكان محتاجاً إليه تعالى الله عن ذلك .
بومهدي
* قلت بأن عقيدة أهل السنة والجماعة في الصفات هي أنها زائدة على الذات .... ثم عقبت باعتقاد الشيعة لها أنها عين الذات .
وسألت سؤال :
وأقول لمن سار على نهج المعتزلة من الشيعة في نفي الصفات – أو بعضها - بحجة مشابهة الصفات بصفات المخلوقين: إن القول في الصفات كالقول في الذات. أي أن أثبت لله تعالى ذاتاً لا تماثل ذوات المخلوقين ؟؟؟؟؟
ألستم تقولون بوجود ذات لا تشبه الذوات؟ فكذلك قولوا بصفات لا تشبه الصفات!!
القول في الصفات كالقول في الذات فأخبرنا كيف ذاته؟ يابومهدي
- فهمك لعقيدة الشيعة فيه خلل .... قول العلامة المازندراني مشفوعاً بقول المفيد في أوائل المقالات ... لا ينفي الصفات عن الباري سبحانه وتعالى ، بل ينفي أن تكون الصفات زائدة عن الذات أو ان تكون الصفات موجودة بآلة .
- نأتي إلى نقلك عن الكافي ، ويظهر أن نسختك عن الكافي مختلفة عن النسخة التي بين يدي ... ولكن نقول ، الكافي للكليني قدس سره الشريف ، باب صفات الذات : ص 108
* علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن حماد، عن حريز، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال في صفة القديم: إنه واحد صمد أحدي المعنى ليس بمعاني كثيرة مختلفة، قال: قلت: جعلت فداك يزعم قوم من أهل العراق أنه يسمع بغير الذي يبصر ويبصر بغير الذي يسمع، قال: فقال: كذبوا وألحدوا وشبهوا تعالى الله عن ذلك، إنه سميع بصير يسمع بما يبصر ويبصر بما يسمع، قال: قلت: يزعمون أنه بصير على ما يعقلونه، قال، فقال: تعالى الله إنما يعقل ما كان بصفة المخلوق وليس الله كذلك.
* حديث الزنديق الذي سأل أبا عبدالله عليه السلام: أنه قال له: أتقول: إنه سميع بصير؟ فقال أبوعبدالله عليه السلام: هو سميع بصير سميع بغير جارحة وبصير بغير آلة بل يسمع بنفسه ويبصر بنفسه وليس قولي: إنه سميع بنفسه أنه شئ والنفس شئ آخر ولكني أردت عبارة عن نفسي إذ كنت مسؤولا وإفهاما لك إذ كنت سائلا فأقول يسمع بكله لا أن كله له بعض لان الكل لنا [له] بعض ولكن أردت إفهامك والتعبير عن نفسي وليس مرجعي في ذلك كله الا أنه السميع البصير العالم الخبير بلا اختلاف الذات ولا اختلاف معنى.
(انتهى نقلي عن الكافي)
أقول أنا بومهدي : ما فهمته من أن الشيعة تنفي الصفات هذا خلف ، الشيعة تنفي زيادة الصفات عن الذات بل تراها هي عين الذات ... واما ما نقلته في شأن أنه سميع بلا سمع وبصير بلا بصر فعولته على نفس الصفات ، كان مداره انه سميع بلا آلة يحتاج بها إلى السماع وإلا لكان محتاجاً وما هو محتاج نقصت عنه صفة الاستغناء المطلق ، وبذلك فقد _والعياذ بالله_ مقام الإلوهية المطلقة .... ولذا كان لزاماً عقلا ان يكون سبحانه وتعالى سامع بصير بلا آلة تعينه على السمع أو البصر كما نقلنا في الرواية الثانية من نقاش الإمام الصادق عليه السلام مع الزنديق .
* وأما ما ألحقته بقول العلامة المازندراني فهو ملحوق شرحاً بما أوردناه أعلاه ، فيكون ناتجه ان تعدد الصفات تلزم تعدد الذوات القديمة ، فوقع الباحث هنا في الشرك من حيث لا يعلم .
- فيتضح بعد القراءة الواضحة لما نقلت ، أنك لم تفهم عقيدة الشيعة جيداً بل نسختها نسخ على ما عند المعتزلة ، وهو خلف ....
يقول الشيخ السبحاني في الإلهيات :
إِنَّ صفاته سبحانه تنقسم إلى قسمين : ثبوتية و سلبية ، أَوْ جمالية و جلالية.
فإِذا كانت الصفة مثبتة لجمال في الموصوف و مشيرة إلى واقعية في ذاته سميت « ثبوتية ذاتيّة » أَو « جمالية ». و إِذا كانت الصفة هادفة إلى نفي نقص و حاجة عنه سبحانه سميت « سلبية » أو « جلالية ».
فالعلم و القدرة و الحياة من الصفات الثبوتية المشيرة إلى وجود كمال واقعية في الذات الإِلهية. ولكن نفي الجسمانية و التحيز و الحركة و التغير من الصفات السلبية الهادفة إلى سلب ما هو نقص عن ساحته سبحانه.
و قد أَشار صدر المتأَلهين إلى أنَّ هذين الإِصطلاحين « الجمالية » و « الجلاليَّة » قريبان مما ورد في الكتاب العزيز. قال سبحانه : ( تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالاِْكْرَام ) فصفة الجلال ما جلّت ذاته عن مشابهة الغير ، و صفة الإِكرام ما تكرمت ذاته بها و تجملت . فيوصف بالكمال و ينزّه بالجلال.
إِنَّ علماء العقائد حصروا الصفات الجمالية في ثمانية و هي : العلم ، القدرة ، الحياة ، السمع ، البصر ، الإِرادة ، التكلم ، و الغنى. كما حصروا الصفات السلبية في سبع و هي أنَّه تعالى ليس بجسم و لا جوهر و لا عرض و أنَّه غير مرئي و لا متحيز و لا حال في غيره و لا يتّحد بشيء.
غير أَنَّ النظر الدقيق يقتضي عدم حصر الصفات في عدد معين ، فإِنَّ الحق أَنْ يقال إِنَّ الملاك في الصفات الجمالية و الجلالية هو أَنَّ كل وصف يعد كمالا ، فالله متصف به. و كل أَمر يعتبر نقصاً و عجزاً فهو منزَّه عنه ، و ليس علينا أَنْ نحصر الكمالية و الجلالية في عدد معين.
( انتهى نقلي) .
فما فهمته أنت من نفي الصفات يبدو أنك اجتررته اجتراراً عند فهمك للصفات السلبية التي ننفيها عن الله سبحانه وتعالى .... إذا يخلص إليك أن الشيعة تعتقد بأن الصفات الكمالية الجمالية التي تليق بذاته تعالى مثبتة له تسمى صفاة ثبوتية .... واما صفات النقص والتي يجب أن نجل الله سبحانه وتعالى عنها ... فتسمى صفات جلالية لأننا نجل الله سبحانها وتعالى عنها .... وننفيها عنه ... فنحن ننفي الصفات التي لا تناسب ذاته .... وليس ما فهمته أنت من أننا ننفي جميع الصفات ، فراجع !
- أما ردي على سؤالك عن الكلام في ذات الله : انت تقول أننا نقول بأن الله له ذات لا تشبه الذوات .... لماذا هل علمت أن اهل السنة يقولون بأن الله سبحانه له ذات تشابه الذوات ؟
أرجو أن لا تغيب عنك هذه النقطة ... أنه ليس الشيعة فقط تنفي أن تكون ذات الله مخالفة لمخلوقاته ... بل هي عقيدة القرآن الكريم من أنه سبحانه الله لا يشبه خلقه .... ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )
* وأما الكلام في ذاته فأنت تقع في نفس الخطأ الذي وقع به علماء الأشاعرة عندما أنكروا على القائلين بذاتية الصفات ... أنا أقول لك أن صفاته عين ذاته لا تنفك عنها مطلقاً فكيف تريدني أن أتكلم عن الذات منحياً الصفات ؟ إذا كنت أقول لك أن صفاته هي عين ذاته وذاته متعينة بصفاته ، وأمثل لك بكلام أمير المؤمنين وسيد الموحدين بعد رسول الله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام :
الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون. ولا يحصي نعماءه العادون. ولا يؤدي حقه المجتهدون، الذي لا يدركه بعد الهمم ولا يناله غوص الفطن . الذي ليس لصفته حد محدود ولا نعت موجود. ولا وقت معدود ولا أجل ممدود. فطر الخلائق بقدرته. ونشر الرياح برحمته. ووتد بالصخور ميدان أرضه . أول الدين معرفته وكمال معرفته التصديق به. وكمال التصديق به توحيده. وكمال توحيده الاخلاص له. وكمال الاخلاص له نفى الصفات عنه لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة. فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه. ومن قرنه فقد ثناه ومن ثناه فقد جزأه، ومن جزأه فقد جهله . ومن جهله فقد أشار إليه. ومن أشار إليه فقد حده . ومن حده فقد عده، ومن قال فيم فقد ضمنه. ومن قال علام فقد أخلى منه. كائن لا عن حدث موجود لا عن عدم. مع كل شئ لا بمقارنة. وغير كل شئ لا بمزايلة . فاعل لا بمعنى الحركات والآلة. بصير إذ لا منظور إليه من خلقه .
(انتهى)
* أقول : هذا أمير المؤمنين عليه السلام يوضح معنى نفي الصفات الجلالية عن الله سبحانه وتعالى ، والذي فهمتها أنت خطأ ... من أن الشيعة تنفي كل الصفات .... ولكن اتضح من كلامي الشيخ السبحاني الذي نقلته لك أعلاه خطأ ما ذهبت إليه ... وأن الشيعة تثبت لله سبحانه وتعالى صفاة ً جمالية تليق بذاته تعالى ، كالسمع والبصر والعلم والإرادة والقدرة .... وأن ما نقلته أنت من قول العلامة المازندراني كان في توكيد أن صفاته هي عين ذاته لا بتعدد الذوات الخارجية .... وأن سمعه وبصره لا يكون بآلة ... وإلا لكان محتاجاً إليه تعالى الله عن ذلك .
بومهدي