في اللقاء المسجل الذي تم مع سماحة السيد حسن نصرالله في قناة الراي ، ووجه السيد رساله إلى الكويت وإلى الأمه العربيه والإسلاميه وهذه نص الرساله :
المذيع عبدالله بوفتين :
سماحة السيد، في الموضوع الكويتي سنخاطبكم متعشمين طمعا بسعة صدركم وشفافيتكم.
بعد التأبين الذي اقيم لعماد مغنية في الكويت ثارت ردود فعل تحت منحى طائفي شكل في الحقيقة مفاجأة لمجتمع لم يتعود على الحدة الطائفية في الطرح من مختلف المذاهب والاطراف وليس من مذهب واحد، ما كلمتكم للكويتيين بمختلف اطيافهم؟
بعد التأبين الذي اقيم لعماد مغنية في الكويت ثارت ردود فعل تحت منحى طائفي شكل في الحقيقة مفاجأة لمجتمع لم يتعود على الحدة الطائفية في الطرح من مختلف المذاهب والاطراف وليس من مذهب واحد، ما كلمتكم للكويتيين بمختلف اطيافهم؟
السيد حسن :
- أشكركم على هذا السؤال لأنه مدخل لبحث لا يعني الكويت فقط ودائماً كنا نتكلم به.
أريد أن أؤكد بأن اليوم لم يُعد هناك نتيجة الوعي والثقافة والفهم وانكشاف الامور والحقائق أمام شعوبنا العربية والاسلامية، مشاريع الهيمنة والسيطرة على المنطقة اصبحت في نهاياتها.
المشروع الإسرائيلي في نهايته، وبالعلو وصل الى غاية العلو وبدأ بالانحدار، انتهينا والمشروع الصهيوني هو الآن نزولاً وليس صعوداً.
السلاح الأخير في يد أعدائنا هو سلاح الفتنة - أخطر فتنة يُعد لها وكان يُعد لها وأُعد لها خلال كل السنوات والعقود الماضية هي الفتنة بين الشيعة والسنة.
أريد أن أكون صريحاً جداً بهذا الموضوع... فهناك في الشيعة والسنة - حتى لا يقول أحد انني أتكلم عن السنة كوني شيعيا أو العكس - هناك في الشيعة والسنة من هو متورط في هذا المشروع - مشروع الفتنة - عن وعي وعلم وقصد، يعرف ما الذي يقوم به وبمن يتصل وبأي أجهزة مخابرات وكيف يُمول ويُغطى ويُدعم، وليس الوقت المناسب للحديث عن التفاصيل بل لربما يأتي يوم للحديث عنها.
هذا الاختراق موجود في الساحتين الشيعية والسنية، وله أشكال متنوعة ومختلفة وأحياناً قد يأخذ شكل الغيرة على المذهب والطائفة.
أحياناً عندما نجد شخصاً يبدي غيرة كبيرة على الطائفة والمذهب ويذهب بعيداً لابد ان ننتبه له لأن الغيرة الزائدة أحياناً «تخوف».
مثلاً هناك اناس عملهم وشغلهم نبش كل قضايا التاريخ مع العلم ان نبش كل قضايا التاريخ، مع العلم انه ليس من الخطأ العودة والرجوع إلى التاريخ لكن ثمة الكثير من الأمور يجب النظر الكثير إلى الأمور عند مناقشتها كالوسائل والزمان والمكان والأشخاص الذين سيناقشونها.
ونجد لغة الاتهامات واستحضار لغة السب والشتم والتعرض للمقدسات لدى الطائفتين، وطبعاً نحن لدينا مراجع كبار افتوا بحرمة كل هذا الشكل من اشكال التعرض للمقدسات أو الشخصيات أو القضايا التي تعني مقدس. أنا أستطيع مناقشتك في أي فكرة لكن من غير المسموح شتم المقدسات فهذا ليس طريقا للحوار أو الاقناع ولا طريقا للهداية.
من يشتم مقدسات الآخرين هو يحيد عن الحق ولا يهدي إليه.
واليوم نجد في المجال العقائدي والقضايا السياسية هذه النوعية من النقاش، فعلى سبيل المثال يتحول أي خلاف مالي لسبب بسيط إلى خلاف طائفي أو مذهبي، وهذا ينسحب على أمور أخرى.
وفي لبنان، الخلاف في السنوات الماضية بين حزب الله وتيار المستقبل لم يكن خلافا مذهبيا بل سياسي، ولكن يحاولون تحويله إلى مذهبي.
وكذلك فإن الخلاف الحاصل في فلسطين هو سياسي وليس مذهبيا الذي لا تعرفه فلسطين وبالتالي لم يتم الحديث عن الانقسام المذهبي بل السياسي.
ما أدعو اليه جميع المسلمين من سنة وشيعة وأصحاب المذاهب الأخرى أن تعي مخاطر هذا الأمر وأن نعرف جميعاً ان السجالات والعداوات المذهبية لا يرضى بها الله ولا أنبياؤه ولا رسله ولا أهل بيت رسول الله ولا صحابة رسول الله ولا التابعون لهم بإحسان ولا الشهداء ولا الأجيال الآتية.
إذا أردنا أن نكون منسجمين مع ديننا وأخلاقنا وقيمنا وقرآننا ونبينا وأهل بيته وصحابته وكذلك مع مصالح شعوبنا وأجيالنا القادمة يجب أن نقوم بكل ما يجمع ويقرب، وعندما نختلف على أي أمر من الأمور فمن أكبر الكبائر ومن الافساد في الأرض أن نحول خلافا سياسيا أو إعلاميا أو حزبيا إلى خلاف مذهبي، لأنه حينئذ نحن نستخدم العقائد والمقدسات في صراعات سخيفة وتافهة وترتبط بمصالح شخصية وآنية.
وهذا الكلام لا يخص الكويت بل يعني الجميع، فالكويت واحدة من الساحات الهادئة، وثمة تواصل وحوار وانفتاح ومودة بين أهلها، كما الأمر في الكثير من الساحات الأخرى التي تجمع السنة والشيعة، والآن يأتي من يريد أن يقسم هذه العائلات المترابطة، وهذا من أكبر ما يمكن أن يعتدى به على السنة والشيعة، ولذلك فإن ما أتمناه من الجميع الكلام العيب والحوار والانفتاح، واعطاء الأمور أحجامها الطبيعية لتجاوز هذه المرحلة.
عبدالله بوفتين
هل سيأتي اليوم الذي نرى فيه سماحة السيد حسن نصر الله في الكويت؟
السيد حسن :
- يا ليت، فنحن نأمل ذلك،
تعليقي :
ما بعد كلامك كلام يا بوهادي