القلاف قالها في1998 : "نظرت لعيني السعدون فوجدت فيها رمد".. و تحقق ما يقصده
فهمه في الماضي للوائح واحد لا يتغير .. و اليوم يفصلها وفقا لمصلحته و ما تريد كتلته
خطابه أيام الرموز تغير .. فراح الخطيب و القطامي و المنيس و أتى البراك و الدقباسي و الطاحوس .. و لكل مقام مقال
في مطلع يونيو 1998 , كان النائب حسين القلاف على موعد مع استجوابه وزير الداخلية آنذاك الشيخ محمد الخالد .. غير أن ما أراد لم تكتب له حياة .. فرئيس المجلس وقتذاك أحمد السعدون هوى بمطرقته معلنا نتيجة تصويت على طلب حكومي , دخل حيز التنفيذ بتحويل الجلسة سرية .
يومها , ترك القلاف استجوابه يُرفع من جدول أعمال المجلس بعدما غادر الجلسة محتجا على رفض مناقشة مساءلة الوزير الخالد علنا .. آنذاك لم يترك "أبوصادق" البرلمان ساعة , بل ودعه مستقيلا.. مطلقا تصريحا عبارته الشهيرة : " نظرت في عين الرئيس السعدون , فوجدت فيها رمد " .. مقصده أن المخضرم السعدون ليس ذاك من عرفه , و رمى عليه صوته مزكيا ليتبوأ مقعد الرئاسة .
بيد أن الرمد الذي لمحه القلاف في عيني السعدون , مازال لم يبارح مكانه .. بل كبر اتساعه , فأخفى عن صاحبه ماكان له محاربا .. غدت للائحة ألف معنى , يفصلها كيفما شاء , وهو المتشرب لمحتواها , حامل لواء روحها .. في زمن مضى , عنده الرمادي لايكون أبيض , والأسود يسميه بلونه .. واليوم لابأس , إن بدت مصلحة كتلته , يتغير اللون , وتتسع اللائحة في تفاسيرها .
الرمد ياالقلاف يؤرق السعدون .. فها هو يغمض عينيه فلا يبصر أن علانية جلسة استجوابك محمد الخالد لا تجوز , و مساءلة سمو الرئيس مُحَرمٌ سريتُها .. اختلطت ألوان الحقيقة في مهجتيه , فناصع الإشراق يسرق نظره إن بدت فيه درجة علو لمصلحته و كتلته , و إلا لا يبدي اكتراثا .. يجعل الباهت سمة زاهي اللون .
الدستور واحد , و مواده يحفظ كلماتها عن ظهر قلب , لكن الزمان ليس ذاك الزمان .. و من خبرهم من الرجال تغيرت صورهم .. و حتما خطابه لم يعد موحدا .. راح جاسم القطامي و الخطيب و المنيس و الحميضي .. و أتى البراك و الدقباسي و الطاحوس , و لكل مقام مقال .. فربعه الجدد يعشقون لائحة فضفاضة تتمدد , و أسلافهم كحد السيف مقاسها لديهم لا تزيد و لا تنقص .. فلابأس أن يُرخي " أبو عبد العزيز " تفاسيره إرضاء لأحلام حلفاء شوهوا تاريخه , و أرغموه على مجاراتهم في توجهات الشخصانية , و مواقف تصفية الحسابات ... ليرمي شموخا علا به , يوم كان صفاً مع الرموز , فتخلى عن عهدهم .
الأعوام لم تزد السعدون بريقا .. و هرما كان وصفه تآكل و تناقص .. خسر الرئاسة , فانضوى في كتلة أسماها الشعبية لا يلتقي مع فكر أعضائها إلا بشئ قليل .. غير أن "زواج المصلحة " أبقاه فيها .. أراد قوة بها في المجلس تحميه من انعزالية , و تحفظ قدره قطبا لا قانون يُرسم إلا بريشته , و بصَمتُُهُ جواز مروره .. فكم أضفت كتلته عليه هيبة ... و كم سلبت من كبريائه الكثير ؟؟؟.. ألم يكن هدفا لإنتقاد تناقضات عاشها ؟.. أم يتخل عنه قرناء فكره لهجره المبدأ ؟ .. ألا يذكر إحجام أصوات عن مؤازرته ضيقا بأجندة لاتحمل ارتقاء بديموقراطية , و نموا لبلد ؟ .
عديدة هي سمات السعدون في زمن طوته السنون .. و تفُوقُها صفات توارت خجلا .. فهي لاتتخيل العم أبوعبدالعزيز ينقاد أحيانا و أحايين , لصغار لايدركون من الدستور إلا إسمه , و الديموقراطية عنوانها .
12 عاما مرت بالتمام و الكمال على رمد في عيني "أبوعبد العزيز" .. فكم من عيون غدت رمداء , بعدما بكت مجدا ضائعا للسعدون , و حنينا لوقت رأيناه طودا عاليا .
كتبها
كتلة العمل الشعبي أخذتهم العزة بالأثم
و هي بانحدار و تفقد شعبيتها مثلما حدث مع "حدس" في السنوات الأخيرة