السلام عليكم..
هناك فارق كبير جدا بين مناقشة المشركين أو الملحدين أو النصارى أو اليهود أو أي ملة منحرفة عن دين التوحيد , وبين إحترام الذي يدعيه , فالإسلام فرق بين العدالة في المعاملة وبين المحبة القلبية والتي لا يجب أن تُصرف إلا لله ورسوله وللمؤمنين , وكثيرا ما يخلط بعض الناس بين الأمرين ولا يعرف أن في المسألة فرق كبير ولكن من ملك زمام امره استطاع أن يفصل بين الأمرين.
المسلم شخص عملي يعرف إلى من يصرف مشاعره وولاءه , وإلى من يصرف عدالته وحكمه فهو يعامل هؤلاء بالعدل إذا لم يظهروا عداوة ولا تخطيطا على المسلمين ولا سعيا لإفساد حياتهم أو نشر كلام أئمتهم على صغار أو تائهين فهؤلاء لا كرامة لهم لا في معاملة ولا في كلمة , وأما الذي عاش وسط المسلمين مظهرا مودتهم محترم ديانتهم بالكلام والفعل فهذا حق المسلمين عليه أن يعاملوه بالعدل إلا من كان مسلما ثم ارتد فأمره إلى ولي الأمر ليحكم فيه.
هؤلاء يضربون قنابل الدخان ليزحفوا من تحته , فيدعون الحرية وإبداء الرأي والنصح وهم في الحقيقة يزحفون من تحت هذه النزعات لإغتيال صغار العقول والأفهام , والواجب على من فهم هذا أن يحمي صغاره سواء كان بمنع هؤلاء من التسلل داخل بيوت المسلمين , أو بمواجهتهم أمام الناس جميعا ومناقشتهم لبيان ضعفهم وتهافت حججهم ومنطقهم الأعوج , وهم بالطبع في الحالتين يصرخون يتباكون.
لا يجب أن تضيع بوصلة المسلم في مثل هذا الأمر القلبي الهام , فإن موالاة غير المسلمين ومؤازرتهم خطأ عقدي كبير , وخلل ديني عظيم ودليل على ضعف محبة الله تعالى وتقديم الرأي بين يديه , فلو كان محبا لله تعالى ما تولى عدوه والساعي في الطعن عليه والإنتقاص من شريعته , وهذه أبسط عقيدة عرفها المحبون فحبيب حبيبي حبيبي , وعدو حبيبي عدوي ...
قد رأيتم كلام الملحد عندما سألته عن الجاسوس ماذا قال , فعنده من ينفتح على الجاسوس جاسوسٌ مثله , وهذا منطق سليم نطق به على الرغم من كونه يضرب كلامه ضربا , فلماذا يعيبوا هؤلاء على المعاني العقدية المستنبطة من كتاب الله تعالى , مثل قوله (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمن )) واليهود والنصارى أفضل ألف مرة من الملحدين المجرمين الذين عقوا حق الله تعالى عليهم , ولم يقروا له بالخلق والإحياء والإماتة , ونسبوا ذلك لخلية أو قرد أو حيوان في غابر الزمان..
!!