بصراحه التحقيقات على كثر ما يجيهم من زيادات وكوادر فانهم ما يستاهلونها ولا هم محللين معاشاتهم ومتمردين بدواماتهم ومعطلين شغل المواطنين بتسيبهم طبعا كلامي عن اغلبيتهم
نظام عمل المحقق شفتات (مرة ليل ومرة صبح ومرة عصر) هو السبب الرئيسي
بأن المواطن يدور المحقق ما يلقاه..
وكذلك اختلاط عمل المحقق بين تحقيقه في الحوادث المرورية وتحقيقه
في الجرائم تجعله مرتبك يتعامل مرة مع مجرمين ومرة مع مراجعين
لديهم حادث بسيط...وقد ينتظر المراجع الذي لديه حادث لمدة ساعتين
او ثلاث بسبب ان المحقق لديه جريمة او جريمتين يحقق فيها او انه ذاهب لمعاينة
جثة....والمشكلة ان اجراءات الحادث المروري طويلة للغاية وابسط
حادث مروري يحتاج نصف ساعة من اجراءات كتابية لا معني لها
علي الاطلاق....المحققين هم هم انفسهم الذين تخرجوا في كلية الحقوق
مع زملائهم وكلاء النيابة...ولكن لماذا العمل في التحقيقات يعاني من
مشاكل ولا توجد نفس المشاكل بالنيابة؟ ببساطة لان وكيل النيابة
لديه كاتب تحقيق وقلم جزائي للقيام بالأعمال المعاونة للنيابة فيجد
وكيل النيابة نفسه متفرغ تماما للعمل الفكري الخاص بالتحقيق فقط.....اما في
التحقيقات فكل شيء يقوم به المحقق نفسه فهو المحقق وهو كاتب السجلات
وهو امين السر والقلم الجزائي وكل شيء........لذلك
فما يحتاج الي الاصلاح هو الاجراءات المهترئة القديمة
التي لا يزال المحقق ملتزم فيها رغم مرور خمسين سنة علي تاسيس
الادارة وتقدم المجتمعات الا اجراءات هذه الادارة التي لم يتغير شيء فيها
...وبائت كل محاولات توجيه وزارة الداخلية للاهتمام بقضايا الناس بالفشل
وظلت الوزارة تضغط علي المحقق وتنسب الإهمال منه لتتملص هي من المسئولية
بدلا من ان تصحح الأوضاع المعوجه والاجواء الملوثة ....
وما يغيظ اكثر ان المحقق عليه نفس الالتزامات التي يجب علي القاضي ووكيل
النيابة ان يلتزم بها...ولكن من ناحية الحقوق فهو مجرد من الحقوق التي يتميز بها
وكيل النيابة؟ فكيف يكون هذا عدلا؟ وكيف لمحقق ان يشتغل بذمة وبنفسية حلوة
وهو يتم ظلمه وتعذيبه بهذه الطريقة...حقه الطبيعي محروم منه.....كيف للمحقق ان يكون
له خلق يسمع شكاوي الناس وهو نفسه محد يسمع شكواه؟! كيف للمحقق ان يكون
متحمس ليعطي الناس حقوقهم وهو يتعرض المماطلة والكذب والظلم والتدليس من اعلي المستويات
من اجل إنكار حقه وتشويه سمعته......؟؟!!!