محطــــــــات.. مع رحلة قلم

rightword

المعرف السابق: شموخ بدويه
اسعدنى التعبير فى موضوع رحله قلم
فعلا هى رحله قلم
جعلت من الموضوع صفحه فى مفضلتى
ارجع لها فى وقت فراغى لاستمتاع بهاا
ابدعت عزيزى
ياهل ترى بأى رحله سوف ترتقى بها
فى المره القادمه
ارجووو المزيد



تقبل تحياتى
 

رحلة قلم

عضو فعال
( قصة الخضر مع سيدنا موسى )
طويلة بعض الشيء لكنها ممتعه وبها حكمة عظيمه..
فهي من امتع القصص التاريخية التي لاتنسى..
انقلها بصياغها مع بعض التعديلات...

343425999_73e718a404.jpg


قال تعالى:

وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60) (الكهف)
كان لموسى -عليه السلام- هدف من رحلته هذه التي اعتزمها،, وأنه كان يقصد من ورائها امرا، فهو يعلن عن تصميمه على بلوغ مجمع البحرين مهما تكن المشقة، ومهما يكن الزمن الذي ينفه في الوصول. فيعبر عن هذا التصميم قائلا (أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا).
نرى أن القرآن الكريم لا يحدد لنا المكان الذي وقت فيه الحوادث، ولا يحدد لنا التاريخ، كما أنه لم يصرح بالأسماء. ولم يبين ماهية العبد الصالح الذي التقاه موسى، هل هو نبي أو رسول؟ أم عالم؟ أم ولي؟
اختلف المفسرون في تحديد المكان، فقيل إنه بحر فارس والروم، وقيل بل بحر الأردن أو القلزم، وقيل عند طنجة، وقيل في أفريقيا، وقيل هو بحر الأندلس.. ولا يقوم الدليل على صحة مكان من هذه الأمكنة، ولو كان تحديد المكان مطلوبا لحدده الله تعالى.. وإنما أبهم السياق القرآني المكان، كما أبهم تحديد الزمان، كما ضبب أسماء الأشخاص لحكمة عليا.
إن القصة تتعلق بعلم ليس هو علمنا القائم على الأسباب.. وليس هو علم الأنبياء القائم على الوحي.. إنما نحن أمام علم من طبيعة غامضة أشد الغموض.. علم القدر الأعلى، وذلك علم أسدلت عليه الأستار الكثيفة.. مكان اللقاء مجهول كما رأينا.. وزمان اللقاء غير معروف هو الآخر.. لا نعرف متى تم لقاء موسى بهذا العبد.
وهكذا تمضي القصة بغير أن تحدد لك سطورها مكان وقوع الأحداث، ولا زمانه، يخفي السياق القرآني أيضا اسم أهم أبطالها.. يشير إليه الحق تبارك وتعالى بقوله: (عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا) هو عبد أخفى السياق القرآني اسمه.. هذا العبد هو الذي يبحث عنه موسى ليتعلم منه.
لقد خص الله تعالى نبيه الكريم موسى -عليه السلام- بأمور كثيرة. فهو كليم الله عز وجل، وأحد اولي العزم من الرسل، وصاحب معجزة العصا واليد، والنبي الذي أنزلت عليه التوراة دون واسطة، وإنما كلمه الله تكليما.. هذا النبي العظيم يتحول في القصة إلى طالب علم متواضع يحتمل أستاذه ليتعلم.. ومن يكون معلمه غير هذا العبد الذي يتجاوز السياق القرآني اسمه، وإن حدثتنا السنة المطهرة أنه هو الخضر -عليه السلام- كما حدثتنا أن الفتى هو يوشع بن نون، ويسير موسى مع العبد الذي يتلقى علمه من الله بغير أسباب التلقي الني نعرفها.
ومع منزلة موسى العظيمة إلا أن الخضر يرفض صحبة موسى.. يفهمه أنه لن يستطيع معه صبرا.. ثم يوافق على صحبته بشرط.. ألا يسأله موسى عن شيء حتى يحدثه الخضر عنه.
والخضر هو الصمت المبهم ذاته، إنه لا يتحدث، وتصرفاته تثير دهشة موسى العميقة.. إن هناك تصرفات يأتيها الخضر وترتفع أمام عيني موسى حتى لتصل إلى مرتبة الجرائم والكوارث.. وهناك تصرفات تبدو لموسى بلا معنى.. وتثير تصرفات الخضر دهشة موسى ومعارضته.. ورغم علم موسى ومرتبته، فإنه يجد نفسه في حيرة عميقة من تصرفات هذا العبد الذي آتاه الله من لدنه علما.
وقد اختلف العلماء في الخضر: فيهم من يعتبره وليا من أولياء الله، وفيهم من يعتبره نبيا.. وقد نسجت الأساطير نفسها حول حياته ووجوده، فقيل إنه لا يزال حيا إلى يوم القيامة، وهي قضية لم ترد بها نصوص أو آثار يوثق فيها، فلا نقول فيها إلا أنه مات كما يموت عباد الله.. وتبقى قضية ولايته، أو نبوته.. وسنرجئ الحديث في هذه القضية حتى ننظر في قصته كما أوردها القرآن الكريم.
قام موسى خطيبا في بني إسرائيل، يدعوهم إلى الله ويحدثهم عن الحق، ويبدو أن حديثه جاء جامعا مانعا رائعا.. بعد أن انتهى من خطابه سأله أحد المستمعين من بني إسرائيل:
هل على وجه الأرض أحد اعلم منك يا نبي الله؟
قال موسى مندفعا: لا..
وساق الله تعالى عتابه لموسى حين لم يرد العلم إليه، فبعث إليه جبريل يسأله: يا موسى ما يدريك أين يضع الله علمه؟
أدرك موسى أنه تسرع.. وعاد جبريل، عليه السلام، يقول له: إن لله عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك.
تاقت نفس موسى الكريمة إلى زيادة العلم، وانعقدت نيته على الرحيل لمصاحبة هذا العبد العالم.. سأل كيف السبيل إليه.. فأمر أن يرحل، وأن يحمل معه حوتا في مكتل، أي سمكة في سلة.. وفي هذا المكان الذي ترتد فيه الحياة لهذا الحوت ويتسرب في البحر، سيجد العبد العالم.. انطلق موسى -طالب العلم- ومعه فتاه.. وقد حمل الفتى حوتا في سلة.. انطلقا بحثا عن العبد الصالح العالم.. وليست لديهم أي علامة على المكان الذي يوجد فيه إلا معجزة ارتداد الحياة للسمكة القابعة في السلة وتسربها إلى البحر.
ويظهر عزم موسى -عليه السلام- على العثور على هذا العبد العالم ولو اضطره الأمر إلى أن يسير أحقابا وأحقابا. قيل أن الحقب عام، وقيل ثمانون عاما. على أية حال فهو تعبير عن التصميم، لا عن المدة على وجه التحديد.
وصل الاثنان إلى صخرة جوار البحر.. رقد موسى واستسلم للنعاس، وبقي الفتى ساهرا.. وألقت الرياح إحدى الأمواج على الشاطئ فأصاب الحوت رذاذ فدبت فيه الحياة وقفز إلى البحر.. (فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا).. وكان تسرب الحوت إلى البحر علامة أعلم الله بها موسى لتحديد مكان لقائه بالرجل الحكيم الذي جاء موسى يتعلم منه.
نهض موسى من نومه فلم يلاحظ أن الحوت تسرب إلى البحر.. ونسي فتاه الذي يصحبه أن يحدثه عما وقع للحوت.. وسار موسى مع فتاه بقية يومهما وليلتهما وقد نسيا حوتهما.. ثم تذكر موسى غداءه وحل عليه التعب.. (قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا).. ولمع في ذهن الفتى ما وقع.
ساعتئذ تذكر الفتى كيف تسرب الحوت إلى البحر هناك.. وأخبر موسى بما وقع، واعتذر إليه بأن الشيطان أنساه أن يذكر له ما وقع، رغم غرابة ما وقع، فقد اتخذ الحوت (سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا).. كان أمرا عجيبا ما رآه يوشع بن نون، لقد رأى الحوت يشق الماء فيترك علامة وكأنه طير يتلوى على الرمال.
سعد موسى من مروق الحوت إلى البحر و(قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ).. هذا ما كنا نريده.. إن تسرب الحوت يحدد المكان الذي سنلتقي فيه بالرجل العالم.. ويرتد موسى وفتاه يقصان أثرهما عائدين.. انظر إلى بداية القصة، وكيف تجيء غامضة أشد الغموض، مبهمة أعظم الإبهام.
أخيرا وصل موسى إلى المكان الذي تسرب منه الحوت.. وصلا إلى الصخرة التي ناما عندها، وتسرب عندها الحوت من السلة إلى البحر.. وهناك وجدا رجلا.
يقول البخاري إن موسى وفتاه وجدا الخضر مسجى بثوبه.. وقد جعل طرفه تحت رجليه وطرف تحت رأسه.
فسلم عليه موسى، فكشف عن وجهه وقال: هل بأرضك سلام..؟ من أنت؟
قال موسى: أنا موسى.
قال الخضر: موسى بني إسرائيل.. عليك السلام يا نبي إسرائيل.
قال موسى: وما أدراك بي..؟
قال الخضر: الذي أدراك بي ودلك علي.. ماذا تريد يا موسى..؟

قال موسى ملاطفا مبالغا في التوقير:
(هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا).

قال الخضر: أما يكفيك أن التوراة بيديك.. وأن الوحي يأتيك..؟ يا موسى (إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا).

نريد أن نتوقف لحظة لنلاحظ الفرق بين سؤال موسى الملاطف المغالي في الأدب.. ورد الخضر الحاسم، الذي يفهم موسى أن علمه لا ينبغي لموسى أن يعرفه، كما أن علم موسى هو علم لا يعرفه الخضر.. يقول المفسرون إن الخضر قال لموسى: إن علمي أنت تجهله.. ولن تطيق عليه صبرا، لأن الظواهر التي ستحكم بها على علمي لن تشفي قلبك ولن تعطيك تفسيرا، وربما رأيت في تصرفاتي ما لا تفهم له سببا أو تدري له علة.. وإذن لن تصبر على علمي يا موسى.

احتمل موسى كلمات الصد القاسية وعاد يرجوه أن يسمح له بمصاحبته والتعلم منه.. وقال له موسى فيما قال إنه سيجده إن شاء الله صابرا ولا يعصي له أمرا.
تأمل كيف يتواضع كليم الله ويؤكد للعبد المدثر بالخفاء أنه لن يعصي له أمرا.
قال الخضر لموسى -عليهما السلام- إن هناك شرطا يشترطه لقبول أن يصاحبه موسى ويتعلم منه هو ألا يسأله عن شيء حتى يحدثه هو عنه.. فوافق موسى على الشرط وانطلقا..
انطلق موسى مع الخضر يمشيان على ساحل البحر.. مرت سفينة، فطلب الخضر وموسى من أصحابها أن يحملوهما، وعرف أصحاب السفينة الخضر فحملوه وحملوا موسى بدون أجر، إكراما للخضر، وفوجئ موسى حين رست السفينة وغادرها أصحابها وركابها.. فوجئ بأن الخضر يتخلف فيها، لم يكد أصحابها يبتعدون حتى بدأ الخضر يخرق السفينة.. اقتلع لوحا من ألواحها وألقاه في البحر فحملته الأمواج بعيدا.
فاستنكر موسى فعلة الخضر. لقد حملنا أصحاب السفينة بغير أجر.. أكرمونا.. وها هو ذا يخرق سفينتهم ويفسدها.. كان التصرف من وجهة نظر موسى معيبا.. وغلبت طبيعة موسى المندفعة عليه، كما حركته غيرته على الحق، فاندفع يحدث أستاذه ومعلمه وقد نسي شرطه الذي اشترطه عليه: (قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا).
وهنا يلفت العبد الرباني نظر موسى إلى عبث محاولة التعليم منه، لأنه لن يستطيع الصبر عليه (قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًاويعتذر موسى بالنسيان ويرجوه ألا يؤاخذه وألا يرهقه (قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا).
سارا معا.. فمرا على حديقة يلعب فيها الصبيان.. حتى إذا تعبوا من اللعب انتحى كل واحد منهم ناحية واستسلم للنعاس.. فوجئ موسى بأن العبد الرباني يقتل غلاما.. ويثور موسى سائلا عن الجريمة التي ارتكبها هذا الصبي ليقتله هكذا.. يعاود العبد الرباني تذكيره بأنه أفهمه أنه لن يستطيع الصبر عليه (قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا).. ويعتذر موسى بأنه نسي ولن يعاود الأسئلة وإذا سأله مرة أخرى سيكون من حقه أن يفارقه (قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا).
ومضى موسى مع الخضر.. فدخلا قرية بخيلة.. لا يعرف موسى لماذا ذهبا إلى القرية، ولا يعرف لماذا يبيتان فيها، نفذ ما معهما من الطعام، فاستطعما أهل القرية فأبوا أن يضيفوهما.. وجاء عليهما المساء، وأوى الاثنان إلى خلاء فيه جدار يريد أن ينقض.. جدار يتهاوى ويكاد يهم بالسقوط.. وفوجئ موسى بأن الرجل العابد ينهض ليقضي الليل كله في إصلاح الجدار وبنائه من جديد.. ويندهش موسى من تصرف رفيقه ومعلمه، إن القرية بخيلة، لا يستحق من فيها هذا العمل المجاني (قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا).. انتهى الأمر بهذه العبارة.. قال عبد الله لموسى: (هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ).
لقد حذر العبد الرباني موسى من مغبة السؤال. وجاء دور التفسير الآن..
إن كل تصرفات العبد الرباني التي أثارت موسى وحيرته لم يكن حين فعلها تصدر عن أمره.. كان ينفذ إرادة عليا.. وكانت لهذه الإرادة العليا حكمتها الخافية، وكانت التصرفات تشي بالقسوة الظاهرة، بينما تخفي حقيقتها رحمة حانية.. وهكذا تخفي الكوارث أحيانا في الدنيا جوهر الرحمة، وترتدي النعم ثياب المصائب وتجيد التنكر، وهكذا يتناقض ظاهر الأمر وباطنه، ولا يعلم موسى، رغم علمه الهائل غير قطرة من علم العبد الرباني، ولا يعلم العبد الرباني من علم الله إلا بمقدار ما يأخذ العصفور الذي يبلل منقاره في البحر، من ماء البحر..
كشف العبد الرباني لموسى شيئين في الوقت نفسه.. كشف له أن علمه -أي علم موسى- محدود.. كما كشف له أن كثيرا من المصائب التي تقع على الأرض تخفي في ردائها الأسود الكئيب رحمة عظمى.
إن أصحاب السفينة سيعتبرون خرق سفينتهم مصيبة جاءتهم، بينما هي نعمة تتخفى في زي المصيبة.. نعمة لن تكشف النقاب عن وجهها إلا بعد أن تنشب الحرب ويصادر الملك كل السفن الموجودة غصبا، ثم يفلت هذه السفينة التالفة المعيبة.. وبذلك يبقى مصدر رزق الأسرة عندهم كما هو، فلا يموتون جوعا.
أيضا سيعتبر والد الطفل المقتول وأمه أن كارثة قد دهمتهما لقتل وحيدهما الصغير البريء.. غير أن موته يمثل بالنسبة لهما رحمة عظمى، فإن الله سيعطيهما بدلا منه غلاما يرعاهما في شيخوختهما ولا يرهقهما طغيانا وكفرا كالغلام المقتول.
وهكذا تختفي النعمة في ثياب المحنة، وترتدي الرحمة قناع الكارثة، ويختلف ظاهر الأشياء عن باطنها حتى ليحتج نبي الله موسى إلى تصرف يجري أمامه، ثم يستلفته عبد من عباد الله إلى حكمة التصرف ومغزاه ورحمة الله الكلية التي تخفي نفسها وراء أقنعة عديدة.
أما الجدار الذي أتعب نفسه بإقامته، من غير أن يطلب أجرا من أهل القرية، كان يخبئ تحته كنزا لغلامين يتيمين ضعيفين في المدينة. ولو ترك الجدار ينقض لظهر من تحته الكنز فلم يستطع الصغيران أن يدفعا عنه.. ولما كان أبوهما صالحا فقد نفعهما الله بصلاحه في طفولتهما وضعفهما، فأراد أن يكبرا ويشتد عودهما ويستخرجا كنزهما وهما قادران على حمايته.
ثم ينفض الرجل يده من الأمر. فهي رحمة الله التي اقتضت هذا التصرف. وهو أمر الله لا أمره. فقد أطلعه على الغيب في هذه المسألة وفيما قبلها، ووجهه إلى التصرف فيها وفق ما أطلعه عليه من غيبه.



.................


واختفى هذا العبد الصالح.. لقد مضى في المجهول كما خرج من المجهول..

إلا أن موسى تعلم من صحبته درسين مهمين:
تعلم ألا يغتر بعلمه في الشريعة، فهناك علم الحقيقة.
وتعلم ألا يتجهم قلبه لمصائب البشر، فربما تكون يد الرحمة الخالقة تخفي سرها من اللطف والإنقاذ، والإيناس وراء أقنعة الحزن والآلام والموت.

هذه هي الدروس التي تعلمها موسى كليم الله عز وجل ورسوله من هذا العبد المدثر بالخفاء..


فسبحان الله أعلم العالمين..








انتهى...
 

!...ωαнαм...!

عضو بلاتيني
يا هلا ويا مرحبا تراحيب المطر بولد العم


احس الاعضاء بيقولون ليه وهم ما طلع لولد عمه :( بهذا الكم من الثقافه


اشكرك على قبولك الدعوه وانا متاكد ان تواجدك بيننا هو اثراء للشبكه

شرفت يا دكتور وحياك ربي بينا بالشبكه

وتسجيل متابعه لك
 

رحلة قلم

عضو فعال
( سر السعاده )

3423423455.jpg

يقولون المستقبل من نصيب أصحاب الأسئلة الصعبة ..
ولكن الإنسان كما يقول فنس بوسنت:
أصبح في هذا العالم مثل النملة التي تركب علي ظهر الفيل ..
تتجه شرقا بينما هو يتجه غربا ..

%D9%81%D9%8A%D9%84+%D9%88%D9%86%D9%85%D9%84%D8%A9.jpg

فيصبح من المستحيل أن تصل إلى ما تريد .. لماذا ؟ ..
لأن عقل الإنسان الواعي يفكر بألفين فقط من الخلايا ..
أما عقله الباطن فيفكر بأربعة ملايين خلية..
وهكذا يعيش الإنسان معركتين ..
معركة مع نفسه ومعركة مع العالم المتغير المتوحش ..
ولا يستطيع أن يصل إلي سر السعادة أبدا.

يحكى أن أحد التجار أرسل ابنه لكي يتعلم
سر السعادة
لدى أحكم رجل في العالم ..
مشي الفتى أربعين يوما حتى وصل إلى قصر جميل علي قمة جبل ..
وفيه يسكن الحكيم الذي يسعى إليه ..
وعندما وصل وجد في قصر الحكيم جمعاً كبيرا من الناس ..
انتظر الشاب ساعتين لحين دوره ..
أنصت الحكيم بانتباه إلى الشاب
ثم قال له : الوقت لا يتسع الآن وطلب منه أن يقوم بجولة داخل القصر ويعود لمقابلته بعد ساعتين ..
وأضاف الحكيم وهو يقدم للفتى
ملعقة صغيرة فيها نقطتين من الزيت :

02a93c8231.jpg

امسك بهذه الملعقة في يدك طوال جولتك
وحاذر أن ينسكب منها الزيت
أخذ الفتى يصعد سلالم القصر ويهبط مثبتاً عينيه على الملعقة ..
ثم رجع لمقابلة الحكيم الذي سأله :
هل رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام ؟ .. الحديقة الجميلة ؟ ..
وهل استوقفتك المجلدات الجميلة في مكتبتي ؟ ..
ارتبك الفتى واعترف له بأنه لم ير شيئا ..
فقد كان همه الأول ألا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة ..
فقال الحكيم : ارجع وتعرف على معالم القصر ..
فلا يمكنك أن تعتمد على شخص لا يعرف البيت الذي يسكن فيه ..
عاد الفتى يتجول في القصر منتبها إلي الروائع الفنية المعلقة على الجدران ..
شاهد الحديقة والزهور الجميلة ..
وعندما رجع إلي الحكيم قص عليه بالتفصيل ما رأى ..
فسأله الحكيم : ولكن أين قطرتي الزيت اللتان عهدت بهما إليك ؟ ..
نظر الفتى إلى الملعقة فلاحظ أنهما انسكبتا

22.JPG

فقال له الحكيم:
تلك هي النصيحة التي أستطيع أن أسديها إليك
سر السعادة..
...................

هو أن ترى روائع الدنيا وتستمتع بها دون أن تسكب أبدا قطرتي الزيت.
فهم الفتى مغزى القصة فالسعادة هي حاصل ضرب التوازن بين الأشياء..
وقطرتا الزيت هما الستر والصحة ..
فهما التوليفة الناجحة ضد التعاسة.


يقول إدوارد دي بونو:
أفضل تعريف للتعاسة..
هو أنها تمثل الفجوة بين قدراتنا وتوقعاتنا..

اننا نعيش في هذه الحياة بعقلية السنجاب..
فالسناجب تفتقر إلى القدرة على التنظيم رغم نشاطها وحيويتها
فهي تقضي عمرها في قطف وتخزين ثمار البندق..
بكميات أكبر بكثير من قدر حاجته.

فإلى متى نبقى نجري لاهثين نجمع ونجمع ولا نكتفي ولا نضع سقفا لطموحاتنا يتناسب مع قدراتنا؟؟
إن نملك أروع النِعم ، فهي قريبة هنا في أيدينا،
نستطيع معها أن نعيش أجمل اللحظات مع أحبابنا ومع الكون من حولنا...






انتهى..
 

رحلة قلم

عضو فعال
أمتعتني يمحطاتك التي تقطعها برحلة قلمك

حينما أكون في الدوام أقرأ الجرائد اليومية لأخذ وقت مستقطع مع نفسي

قلذلك سيكون موضوعك وقت مستقطع مع قصصك الرائعه عندما تتوقف عجلة النشاط في الشبكة


رحلة قلم ....:وردة:



تقديري لك بعطر الورد لك سيد شارلوك هولمز..
إنه لمن دواعي سروري ان اجد هذا الاسم في مُتصفحي المتواضع والبسيط..
وسعادتي تزيد اكثر عندما تكون هذه المحطات,, نقطة توقف للنقاهة والإستمتاع..

أشكرك بـ قدر الشكر والتقدير..





رحلة قلم..
 

رحلة قلم

عضو فعال
نعم استاذي الفاضل: السيدة تومسون بالفعل تعلمت


كيف تكون معلمة ومربية فاضلة ومميزة بسبب الطالب والدكتور الحالي.

اذا شعر الطالب بالراحة النفسية و الطمانينة تجاه معلمه

فان ذلك سببا هاما في التحصيل العلمي للطالب وتفاعل الطالب مع المعلم في الفصل،

للاسف كثير من المعلمين يفرقون بالتعامل بين الطلبة

وهذا تصرف سلبي جدا من المعلم

فاذا شعر الطالب بان المعلم يميز بين الطلبة

هنا يفقد المعلم احترامة وثقته من بقية الطلبة،

بالفعل خانتنا العبره من هذه القصة الجميلة


وانشاء الله سوف نقرأ باقي المواضيع المميزه لزميل جديد مميز.:وردة:



المميز حضوركم اخي الكريم.. وإختصاركم هذه الاسطر عن قصة السيدة تومسون والفتى النجيب..
فـ طبيعة التمييز في اي مجال من مجالات الحياة وفي أي زاوية تُحدث انشطارات كبيره..
ربما تؤدي الى انجرافات هائلة في العلاقات بين الاطراف والسلوكيات الشخصيه..

عزيزي سور الوطن.. اتفق معك كثيراً فيما ذهبت إليه...
واسعدني جداً هذا التعليق من لدنكم..
تقبل تقديري وشكري لك..




رحلة قلم..
 

رحلة قلم

عضو فعال
اسعدنى التعبير فى موضوع رحله قلم
فعلا هى رحله قلم
جعلت من الموضوع صفحه فى مفضلتى
ارجع لها فى وقت فراغى لاستمتاع بهاا
ابدعت عزيزى
ياهل ترى بأى رحله سوف ترتقى بها
فى المره القادمه
ارجووو المزيد



تقبل تحياتى


واسعدني جداً ان هذه المحطات بقت في طليعة مفضلتكم..
اتشرف بحضوركم جميعا ومرافقتكم لنا هذه الرحله..
واتمنى ان اقدم مايليق بكم ومايعود بالنفع لنا ولكم..

شكراً بحجم السماء..





رحلة قلم..
 

رحلة قلم

عضو فعال
( التسامح والنبلاء )


120510031259fdsyjnbj.jpg


القصة تبدأ عندما كان هناك صديقان يمشيان في الصحراء ، خلال الرحلة تجادل الصديقان فضرب أحدهما الآخر على وجهه.
الرجل الذي تلقى الضربة على وجهه تألم و لكنه دون أن ينطق بكلمة واحدة كتب على الرمال : اليوم أعز أصدقائي ضربني على وجهي ..

استمر الصديقان في مشيهما إلى أن وجدوا واحة فقرروا أن يستحموا.
الرجل الذي تلقى الضربة على وجهه علقت قدمه في الرمال المتحركة و بدأ في الغرق، و لكن صديقة أمسكه وأنقذه من الغرق.
و بعد ان نجا الصديق من الموت قام و كتب على قطعة من الصخر : اليوم أعز أصدقائي أنقذ حياتي .

الصديق الذي ضرب صديقه و أنقده من الموت سأله : لماذا في المرة الأولى عندما ضربتك كتبت على الرمال و الآن عندما أنقذتك كتبت على الصخرة ؟

فأجاب صديقه : عندما يؤذينا أحد علينا ان نكتب ما فعله على الرمال حيث رياح التسامح يمكن لها أن تمحيها..
و لكن...
عندما يصنع أحد معنا معروفاً فعلينا ان نكتب ما فعل معنا على الصخر حيث لا يوجد أي نوع من الرياح يمكن أن يمحيها..

.........................

تعلموا أن تكتبوا آلامكم على الرمال.. و أن تنحتوا المعروف على الصخر..
التسامح صفة نبيلة لا توجد إلا في النبلاء..









انتهى...​
 

رحلة قلم

عضو فعال
سوف نكسر الروتين مع هذه الفكاهة الظريفه..
من فصاحة الاعراب ودهاءهم. -:)

( العتابـي والبقـر )

Old_man_II77.gif




قال عمر الورّاق:‏ ‏رأيتُ كلثوم بن عمرو العتّابي الشاعر يأكل خبزاً على الطريق بباب الشام. فقلت له:‏ ويحك! أما تستحي من الناس؟
‏ ‏ فقال كلثوم:‏ ‏ أرأيت لو كنا في مكان فيه بقر، أكنت تحتشم أن تأكل والبقر يراك؟‏ ‏ فقلت: لا.‏ ‏
فقال:‏ ‏ فاصبر حتى أريكَ أن هؤلاء الناس بقر.‏ ثم قام فوعظ وقصّ ودعا حتى كثر الزحام عليه،
فقال لهم:‏ ‏ رُوي لنا من غير وجه أنه من بَلَغَ لسانُه أرنبةَ أنفه لم يدخل النار!
‏ ‏ فما بقى أحد منهم إلا أخرج لسانه نحو أرنبة أنفه ليرى هل يبلغها أولاً.
فلما تفرقوا قال لي العتابي:‏ ‏ ألم أخبرك أنهم بقر؟‏

من كتاب "فوات الوفيات" لابن شاكر الكتبي.







انتهى... :)
 

رحلة قلم

عضو فعال
( إنعكاس الصوره )


38802_337.jpg

منذ زمن طويل فى بلد كان
يوجد قصر يوجد به الف مرآة فى قاعة واحدة
سمع كلب بهذه القاعة فقرر ان يزورها وعندما وصل اخذ يقفز على السلالم فرحا
ولما دخل القاعة وجد الف كلب يبتسمون فى وجهه ويهزون اذيالهم فرحين..
فسُر جدا بهذا وقال فى نفسه لابد ان احضر هنا مرات اخرى كثيرة..

...سمع كلب اخر بهذة القصة فقرر ان يزور القصر مثل صديقه ولكنه لم يكن
فرحا بطبيعته...مشى بخطوات متثاقلة حتى وصل الى القاعة ذات الالف مرآة
ولكن يا للعجب ...وجد الف كلب يعبسون فى وجهه فكشر عن انيابه
وذعر اذ وجد الف كلب يكشرون عن انيابهم فأدار وجهه وجرى...
وهو لا ينوى على شىء...


.......................


صديقى:.كل الوجوه فى العالم مرايا فأي انعكاس تجده على وجوه الناس؟
فكل ما تريدون ان يفعل الناس بكم.. افعلوا هكذا انتم ايضا بهم..








انتهى..
 

رحلة قلم

عضو فعال
صدى الحياة قصة حكيمة!

119597827.jpg

يحكى أن أحد الحكماء خرج مع ابنه خارج المدينة ليعرفه على التضاريس من حوله في جوٍ نقي بعيداً عن صخب المدينة وهمومها..
سلك الاثنان وادياً عميقاً تحيط به جبال شاهقة .. وأثناء سيرهما .. تعثر الطفل في مشيته .. سقط على ركبته..
صرخ الطفل على إثرها بصوتٍ مرتفع تعبيراً عن ألمه: آآآآه فإذا به يسمع من أقصى الوادي من يشاطره الألم بصوتٍ مماثل:آآآآه..
نسي الطفل الألم وسارع في دهشةٍ سائلاً مصدر الصوت: ومن أنت؟؟
فإذا الجواب يرد عليه سؤاله: ومن أنت ؟؟
انزعج الطفل من هذا التحدي بالسؤال فرد عليه مؤكداً: بل أنا أسألك من أنت؟
ومرة أخرى لا يكون الرد إلا بنفس الجفاء والحدة: بل أنا أسألك من أنت؟

فقد الطفل صوابه بعد أن استثارته المجابهة في الخطاب .. فصاح غاضباً " أنت جبان"
فهل كان الجزاء إلا من جنس العمل..
وبنفس القوة يجيء الرد " أنت جبان " ...

أدرك الصغير عندها أنه بحاجة لأن يتعلم فصلاً جديداً في الحياة من أبيه الحكيم الذي وقف بجانبه دون أن يتدخل في المشهد الذي كان من إخراج ابنه .

قبل أن يتمادى في تقاذف الشتائم تملك الابن أعصابه وترك المجال لأبيه لإدارة
الموقف حتى يتفرغ هو لفهم هذا الدرس ..
تعامل _الأب كعادته _ بحكمةٍ مع الحدث.. وطلب من ولده أن ينتبه للجواب هذه المرة وصاح في الوادي" إني أحترمك "
كان الجواب من جنس العمل أيضاً..
فجاء بنفس نغمة الوقار " إني أحترمك " ..

عجب الابن من تغيّر لهجة المجيب .. ولكن الأب أكمل المساجلة قائلاً :" كم أنت رائع "
فلم يقلّ الرد عن تلك العبارة الراقية " كم أنت رائع "
ذهل الطفل مما سمع ولكن لم يفهم سر التحول في الجواب ولذا صمت بعمق لينتظر تفسيراً من أبيه لهذه التجربة الفيزيائية ....

علّق الحكيم على الواقعة بهذه الحكمة : أي بني : نحن نسمي هذه الظاهرة الطبيعية في عالم الفيزياء صدى .لكنها في الواقع هي الحياة بعينها ..
إن الحياة لا تعطيك إلا بقدر ما تعطيها ولا تحرمك إلا بمقدار ما تحرم نفسك منها ..
الحياة مرآة أعمالك وصدى أقوالك ..
إذا أردت أن يوقرك أحد فوقر غيرك ..
إذا أردت أن يرحمك أحد فارحم غيرك ..
وإذا أردت أن يسترك أحد فاستر غيرك ..
إذا أردت الناس أن يساعدوك فساعد غيرك ..
وإذا أردت الناس أن يستمعوا إليك ليفهموك فاستمع إليهم لتفهمهم أولاً ..

لا تتوقع من الناس أن يصبروا عليك إلا إذا صبرت عليهم ابتداء .

أي بني .. هذه سنة الله التي تنطبق على شتى مجالات الحياة ..
وهذا ناموس الكون الذي تجده في كافة تضاريس الحياة ..
إنه صدى الحياة.. ستجد ما قدمت وستحصد ما زرعت..








انتهى...
 

ودان

عضو جديد
رائع أخي الرائع وما تكتبه مؤثر جدا من أين لك هذه القصص هل هي من قراءاتك أم من نسج الخيال تقبل إعجابي وتحياتي
 

سهيل الجنوب

عضو بلاتيني
محطاتٌ حياتي وحياتي محطات..
يصبو بيَ الأملُ ويحرقني الوجلُ..



ألا ليتَ شعري والضحكُ والدمعات..
باتوا على صمتٍ أو رجلواْ فأرتجلوا..



وبعد...
اصدقائي الاخوة والاخوات اعضاء الوطنية الكويتيه..
لا اخفيكم مدى إعجابي بهذا الملتقى الذي يزدهرُ بوجودكم..
ومدى سعادتي بأن اكون فرداً من أفراده..
ولعلني أضع هذه " المحطات المتواضعة " التي يزينها عبوركم ومروركم
تحت ظلّ أشجارها وأفكارها وأسرارها وأخبارها وقصصها ومضحكاتها ومحزناتها
وجميع الالوان التي قد تلامس وجدان القلوب وتعزفُ على أوتارها
وتغذي أفكارنا وتُشبع ذواتنا المُطّلعه وعيوننا المستمعه..


أريدُ أن أَعرفَ وأُعرف, وآخذُ وأصرف
معكم وبكم .. بعيونكم وقلوبكم..
وحتماً سـ اكونُ راضياً تمام الرضى عندما أجد زياراتكم فقط..
لا أقولُ بأني المستغني عن وقودَ مشاركاتكم وإثراءاتكم التي سوفَ تكون نجوماً مضيئةً
في سماءِ هذا المُتصفّح الذي آمل بأن لا يكِلَّ ولا يمِلَّ من يطأُ خبوته وبساتينه فيبذر البذور ويقطفُ الزهور..


ولكم من المعاني آسماها ومن عبارات الشكرِاجزاها
وتقبلوا تحياتي وتقديري الصادق..


مُسمياً بالله مع أول محطة من هذه المحطات...







رحلة قلم..

========================





ديباجة ممتعة أغرتني بالنظر الى ما يحسر عنه هذا القلم الشيق من مواضيع فاتنة يستلذها كل قارئ شره
يبحث عن الادب الجميل أو الكلمة الصادقة في هذا الزمن الصعب

تسجيل اعجاب وشكر:وردة:
 

سهيل الجنوب

عضو بلاتيني
( اجعل السقف مناسبا )








37239_11255077104.jpg

جاء في حكم و قصص الصين القديمة أن ملكا أراد أن يكافئ أحد مواطنيه فقال له:
امتلك من الأرض كل المساحات التي تستطيع أن تقطعها سيرا على قدميك ..

فرح الرجل وشرع يزرع الأرض مسرعا ومهرولا في جنون ..
سار مسافة طويلة فتعب وفكر أن يعود للملك ليمنحه المساحة التي قطعها ..
ولكنه غير رأيه وقرر مواصلة السير ليحصل علي المزيد ..
سار مسافات أطول وأطول وفكر في أن يعود للملك مكتفيا بما وصل إليه ..
لكنه تردد مرة أخرى وقرر مواصلة السير ليحصل علي المزيد والمزيد ..
ظل الرجل يسير ويسير ولم يعد أبداً ..!!
فقد ضلّ طريقه وضاع في الحياة ..
ويقال إنه وقع صريعا من جراء الإنهاك الشديد ..
لم يمتلك شيئا ولم يشعر بالاكتفاء والسعادة..
لأنه لم يعرف حد الكــفاية أو ( القناعة ).


ألا ترى أن المواطن المسكين فعل ما اشترطه الملك الصيني على أتم وجه
ومع ذلك كان جواب الشرط بائسا جدا ..!
ياترى من يتحمل هذا المصير المؤلم ؟ .. من ؟
هل هو الملك ؟
أم المواطن ؟
أم ..من ؟

صادق الاحترام :وردة:
 

ح / م ~

عضو بلاتيني
رحلة قلم
لقد استوقفتني جميع محطات رحلتك الى النهاية
دون شعور مني...
فقلمك كتب فأجاد وأبدع
تمنياتي بقراءه القادم الاجمل
لك كل الود والاحترام
اختك خشف:وردة:
 
أعلى