حقيقة دخلت هنا لا للنقاش, فأنا اتجنب الخوض في المسائل الدينية لقلة علمي بها وخصوصا الاسانيد, وهذا لايعني تعطيل العقل والموائمة والاستنتاج, وجل مداخلاتي ارتكز فيها على مخاطبة العقل, لذا لي بعض الملاحظات والتساؤلات:
أولا:
عن ابن عباس انه قال :كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه. فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا نبي الله! ثلاث أعطنيهن. قال : نعم قال: عندي أحسن العرب وأجمله، أم حبيبة بنت أبي سفيان، أزوجكها. قال: نعم قال: ومعاوية، تجعله كاتبا بين يديك. قال: نعم. قال: وتؤمرني حتى أقاتل الكفار، كما كنت أقاتل المسلمين. قال: نعم
المعلوم أن رملة بنت ابي سفيان " ام حبيبه" هاجرت للحبشه وارتد زوجها عبيدالله بن جحش وتنصر هناك, فبعث الرسول يخطبها من النجاشي, ووافقت بعد توكيل خالد بن سعيد بن العاص لتزويجها من النبي وتم ذلك.
ومن المعلوم كذلك, موقفها من ابيها " ابو سفيان" عندما جاء ليطلب من النبي تمديد الهدنه , وعندما أراد الجلوس على فراش الرسول منعته من ذلك قائله: انت مشرك نجس, فرد عليها قائلا: لقد اصابك بعدي شر يا بنيه.
(مصادر ما اتيت به موجود لمن ارادها, واعتقد انها مشهوره لدى الجميع)
فكيف تستقيم الرواية التي أتت بها الاخت ريم مع ما هو معروف من زواج النبي بأم حبيبة ..وقبل أن يسلم ابوها ويعرضها على النبي كما جاء في مداخلة الاخت ريم.
ثانيا:
اعترف أن في نفسي شئ على معاوية -للعلم انا سني- ولكن لم اقتنع حتى الآن بأن معاوية قاتل من أجل ثأر عثمان وإلا لما ورّث المُلك لابنه يزيد( ويزيد هذا لم اقتنع ايضا بعدم علمه او تحريضه على مقتل الحسين)..واعتقد أن السنة وضعوا معاوية في مصاف الصحابة امثال ابو بكر وعمر...وهذا عسير على العقل فهمه...وبكل صراحه.
وبكل صراحه ايضا, لا أؤيد من يشتمهم او يلعنهم...فلنأخذ من التاريخ بياضه ان امكن دون غلو او محاولة لنشر الكره واللعن والاحقاد.
حتى ابو لؤلؤة المجوسي قاتل عمر, لو رأيت السنه يكررون على اسماعنا لعنه وجعلوا من قصته عاده سنوية للكره واللعن لمقتهم كل عاقل, يحمل في جمجمته عقل.
ثالثا:
لا اعلم من أول من ابتدع مقولة ( كل من رأى الرسول ومات وهو مؤمن يطلق عليه صحابي), ويدخل ضمن العداله- المثبته من القرآن- والتي تشمل صحابته الذين عاشروه وصاهروه وقاتلوا من دونه, فأين ابي سفيان منها, واين الاقرع بن حابس منها وهم (المؤلفة قلوبهم)؟
رابعا:
لا اعلم سر مدعي الليبرالية والعلمانية- في كل منتدى- باحتجاجهم الشديد والمتشنج وعقلانيتهم الزائفه تجاه مواضيع السنه, وعدم تحريكهم ساكنا امام اساطير الشيعه وغلوهم في الرموز , وقصص لا تصلح إلا في الف ليلة وليلة, اعتقد أنهم يخشون وصفهم بالطائفية فآثروا الظهور بهذا المظهر, رغم أن الاحتجاج والنقاش يجب ان يكون شاملا لكل مظهر مخالف لمبدأهم, فعلام الانتقائية؟
خامسا:
يتضح هنا أن الميزان مختل عند البعض, فهم يتهمون السليطي وبقية الاعضاء المشاركين دائما في المنتدى الديني بالطائفية, رغم عدم تعرضهم لرموز غيرهم من الأولين, كما يفعل غيرهم, كنت اتمنى لو ان احدهم تعرض لرموز الغير من الأولين - ولن يحدث بالطبع-حتى نرى ردود افعالهم.
وشتان بين من يحب (الجميع) ويدعو البقية لمحبته, وبين من يبغض ويلعن (الكثير) ويدعو غيره للكره معه واللعن...!!
سادسا:
هناك من يريد أن يأخذ من كتب التاريخ مرتكزا لمعارضته لأمور عقائدية, بينما العقيدة تؤخذ من الكتب الموثقة بالاسانيد, والسنة مشهورون بالسند والتوثيق, والبخاري ومسلم وغيرهما دليل على الزام السنة لانفسهم بها...وهذا ما يجعل الفرد مطمئنا عند مناقشتهم, فلن يتعب في الحوار معهم ولن يتخذ الحوار الشكل الزئبقي والتملص من كل شئ عندما لايوافق هواه.