بسم الله الرحمن الرحيم
" 305 .. عز المطران "
سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركاته
محول الكهرباء .. هذه " السبورة الكبيرة " لعيال الشارع وقت " القايلة " وبربع دينار يتحصل هؤلاء الأطفال الأبرياء " حافي ورابط دشداشته الظهر " على صبغ رش غاليا يكون لونه أسود ويبدأ هؤلاء " الأبرياء " بالكتابه على المحولات . قديماً " مو قديم حيل " كانت طوفة محول الكهرباء هى عبارة عن " لوحة اعلانات محلية " فقد كان يكتب " العاشق الولهان " اول حرف من اسم " محبوبته " ويلحقها بكلمات مثل " أموت فيك " أو " حبيبي للأبد " . ولا تعتقدوا انى كنت من هواة الكتابة على المحولات ولكن المحجول لا يبعد الا أمتار قليلة عن منزلنا العامر . لذلك كنت متابع يومي لأخبار العشاق فى القطعة .
فى ظهيرة الأمس وبعد أن ملأت " كرشتي المتواضعة " والتى مصر بالاحتفاظ بها فقط " للوجاهة " .ملأتها بكل مالذ وطاب من المأكولات البدوية من " كبسة لحم " وما يأتى مها من ملحقات تجعلك تنظر للسفرة وتقول " هيهات منا الذلة " لا للفنادق ذوات الخمس والسبع نجوم أيضاً . طللت من الدريشه للتمتع بمنظر الشارع قبل أن " ابدأ الخطاب الرسمي اليومي بينى وبين المخدة " فان لها مكانة كبيرة على قلبى ولدى من الخطابات الطوال معها وخصوصاً بعدما يميل مؤشر " خيرات الله فى الكرشة العزيزة الى أقصى اليمين " . نظرت الى جهة الشارع وإذا بى أرى " هاك العلبا اللى قالب أسود من الشموس " وحافي ومعاه صبغ وتوه يبي يبدأ بالكتابه على المحول .وبالمناسبة هذا المحول قد " قطينا قطية فى المسجد من أجل أن يتم صبغه من جديد " والأخ الملتحي " اثابه الله " قد جمع المبلغ وكان " عشرة من الدنانير الكويتية العزيزة على قلبى " منذ سنوات ولم يتم صبغ المحول الى اليوم . عموماً نزلت مسرعاً من الدور الثالث الى الدور الأرضي فى زمن قياسي وخرجت الى الشارع مسرعاً متجاوزاً كل ما يعترض طريقي بالقفز تارة وبتجنبها تارة أخرى وكأننى " بن جونسون " فى زمانه . وصلت اليه وبادرته " بطراق على علباه سمعت له صدى من البيوت المجاورة " مع القبض على أداة الجريمة وكام قد بدأ بكتابة " 305" وسألته هل تريد أن تكتب رقم موبايلك على المحول ؟ قال لا انما أردت أن اكتب " 305 عز المطران " ووقتها " تأسفت على حاله " وعلى حال من لقنه وعلمه وأدخل فى نفسه " البريئة " أن قبيلة مطير " تنتظر من هذا المخلوق " أن يكتب " عز المطران " حتى تكتب لها المعزة . وسألته سؤال بسيط . " هل تعلم ما أصل هذه الأرقام " ؟ 305 لمطير و511 لعتيبة وغيرها وغيرها لكل القبائل ؟ فأجاب انه لايعرف وإنما حفظها من أخوته وأصدقائه .ناسفين كل ما تعلموه من التعايش السلمي فى المجتمع المدني . محاولين بنا وبأطفالنا العودة للعنصرية البغيضة والتى لا تؤدي الا الى التفرقة والتناحر بين أبناء الوطن الواحد . فبادرته بالقول " تبي تسويلي حرب أهلية فى الشارع ؟ صايرلي بوعزيزي الكويت أنت ووجهك . عندها سحبت منه علبة الصبغ الأسود وطلبت منه الذهاب للبيت ماشياً على الرصيف " لأنه حافي ولا يلبس شئ فى رجليه " . وعدت للبيت وانا أشعر أننى قد وأدت فتنه " قبلية " فى الشارع وقد أمسكت الصبغ الأسود وكتبت على طوفة جارنا " العتيبي " 305 عز المطران .فقد كان " باط جبدي " وهو كاتب على سيارته " 511 .. عز عتيبة ".
دمتم بود