الأخ العزيز أبو عمر
وددت أن أطرح الموضوع بموقف المتسائل ليأخذ الحوار مجراه الطبيعي، لما قد يعنيني في الرد على المتسائلين، وواضح منذ البداية ا، الزميل الملف رقم 9 قد فهم النية، والأخت al.uwaitia أجادت في الأجابات المفصلة كما أفدتنا أنت أيضا
ولدي سؤال جديد، ولكن في البداية اليكم مقدمته
في تعاملاتنا اليومية سواءا مع العمالة أوفي الشركات نجد الأخلاص والأمانة والمواظبة من العاملين المسيحيين، و أضرب مثالا على ذلك الجالية المصرية، أما المسلمون منهم فيقصك قص،
ونتعرض لنفس التجربة عند سفرنا للدول الاسلامية فترى الشوارع القذرة والوساخة وتتعرض للنصب ومحاولات الاحتيال، أما عند ذهابك للدول الغير مسلمة أو بمناطق فترى مسيحية العكس فترى النظام والنظافة والصدق والسلوكيات الطيبة ،وحتى عند زيارة الدول العربية و التي بها جاليات مسيحية ومثال على ذلك سوريا ولبنان فترى الفرق الشائع بين المناطق المسيحية والمناطق المسلمة من ناحية المنظر والنظافة والسلوك. حتى في أمريكا و عندما تثق الشركات الغربية بالمسلمين بمنحم بطاقات الائتمان وغيرها من المميزات فان الكثير منهم يقوم بالنصب بحجة أنها غنيمة من الكفار، على الرغم من أن القرآن الكريم يقول "الذين لآماناتهم وعهدم راعون"
كما أن المسلمون يسيئون استخدام حتى المرافق العامة في المساجد فترها كما نراها للأسف.
وبعد تلك المقدمة اليكم بالسؤال:
لم استطاعت الديانة المسيحية مثلا أن تهذب سلوك الفرد المسيحي وتجده مخلصا في عمله أمينا " وعى العكس في الدين الاسلامي فعلى الرغم من كثرة التعاليم ودقة وصولها الى المتلقين فتجدالكثير من المسلمون نصابون جمبازية حرامية ولا يحافظون عى النظافة، ومنهم من يحافظ على الصلوات الخمس الا أنه حريص في النصب أيضا، فلم بعد 1400 عام ام يستطع الدين الاسلامي تهذيب الفرد المسلم؟
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى ثم أما بعد...
أخي العزيز manger
مناقشة السؤال الأخير لها شقين
الشق الأول صحة وخطأ الأصل المقاس عليه.
ينبغي أن يعلم الفرق بين واقع المسلمين كواقع ملموس عام وخاص وبين المنهج الذي كان ينبغي للمسلم أن يتبعوه.
بمعنى اعرف الحق تعرف أهله ولا تعرف الحق بالرجال.
وهذه قاعدة ولكن كثير من الناس لا يحسنون الحكم على الواقع لفقدانهم الدقة والتمييز بين الداعي والدعوة أو بين المنهج والمطبق.
والإنصاف أن يُدرس المنهج الذي يتبعه الفئة من الناس فإن علم قوة المنهج وصحته وعدله يلزم من ذلك القياس على واقع الناس بحيث يحدد مقدار الإنحراف عن الإتباع.
وقد يدرس منهج ما فنرى أن المنهج معوج وأنه لا يستقيم في العقل ولا في المنطق مع ضعف الوازع فيه.
ومن هنا فإذا علمنا أن الإسلام كمنهج حياة مغيب من واقع المسلمين العملي في العادات والمعاملات والمحاكمات في بلاد المسلمين , فلا يصح في الأذهان أن نحكم على المنهج بأنه السبب في كل هذا التخلف لاسيما وانه مغيب بالفعل عن الواقع.
وأيضا في المجتمعات الغربية فإن المنهج النصارني مغيب بالكامل عن دنياهم فلا يتحاكمون إليه ولا يحترمونه ولا يقدسونه بل هو أمر لازم لبعض الأشخاص في ايام معينة أما اصل المسألة من إختلاط الإله بالإنسان فليس في العقل مقبولة ولا في الطبع محبوبة.
ولهذا فإنك تجد أننا في هذا الزمان الذي ضعف المسلمون عن إظهار حقيقة دينهم عن طريق الواقع العملي أن أعدادا غفيرة من النصارى الغربيين والذين وصلوا إلى حضارة كبيرة يدخلون في دين الله تعالى .
وقد أورد ألكسندر دو فال في كتابه الحروب ضد أوروربا إحصائية تفيد دخول 63 أوروبيا يوميا في الإسلام في قارة أوروبا وحدها. فلماذا ياترى هذا الأمر ...
واسأل مريم جميلة وروبرت كرين مستشار نيكسون ومراد هوفمان سفير ألمانيا السابق بالمغرب وغيرهم كثير وكثير جدا من رؤوس الغرب عن سبب إختيارهم لدين الله تعالى في زمن رجحت فيه ظاهريا دولهم وأنظمتهم على دولنا وأنظمتنا.
والسبب بإختصار أن هذه الحضارة المادية البراقة والتي تجملت قد خلت من الروح تقريبا , فأمست الأمراض العقلية والعصبية النفسية أمرا شائعا بينهم , والطوابير التي يقف فيها المسلمون إنتظارا للخبز في دول إسلامية , عندهم مثلها ولكن على عيادات الطب النفسي.
وأصبحت الجريمة عندهم منظمة لها قوانين وحماية وغير ذلك , وما تجد في دول الإسلام من أولها إلى آخرها منظمة إجرامية تقبع في الدول الإسلامية تنشط للجريمة من مخدرات ودعارة وتقيم الأماكن لذلك وتدافع عنها بالسلاح.
أصبح الواقع الغربي مريض ينام بالمسكن ويصحو بالخمر وينظر إلى أبناءه ولا يعلم آباءه ..
اما واقع المرأة فحدث ولا حرج فملايين النساء في ثلاث دول فقط كألمانيا وإنجلترا وفرنسا يعشن بغير عائل من أب أو زوج أو حتى ابن واصبحت أعداد الكلاب في دول كالدنمارك تساوي أعداد البشر بل تزيد عليهم , لما اهتم بها سكانها لفقدهم بر أبناءهم مع إحتياجهم إليهم في نفس الوقت.
فعالم اليوم والذي تقوده القاطرة النصرانية للأسف قد أضحى عالما ماديا خاليا من الروح وأصبحت أعلى تجارة الآن هي تجارة الدعارة والسلاح والمخدرات.
الشق الثاني المقارنة بين نتيجة التطبيق لكلا المنهجين
والمقياس الصحيح هو أن تقاس هذه الأمم من حيث المناهج المطبقة في عصورها ثم نرى إنجازتها.
ففي العصور الوسطي كان الإسلام يحكم المسلمين - مع عدم سلامة المنهج بالكامل أيضا ولكن كان الحالة العامة هي حكم الإسلام في أغلب الشئون , وكان الغرب تحكمه النصرانية..
فماذا كان الحال وكيف كانت الحياة.
كانت العلوم كالطب والهندسة وغير ذلك لها إهتمام كبير في الواقع الإسلامي...
وكان الطب في الدولة الإسلامية راقيا جدا فكانت تنتقل سيارات للمرضى في بيوتهم تطببهم بالطب الحديث وتجري له راتب إلى أن يشفى وكانت الدول الغربية النصراينة تعالج الأمراض حتى وجع الأسنان بالبخور والضرب وعلاج مس الشياطين.
وأما واقع المرأة فلقد كان بائسا إلى أقصى حد
في القرن الخامس شاعت عندهم تساؤلات حول حول طبيعة المرأة وهل هي جثمان بحت أم أنها جسد وروح ثم انتهوا إلى خلوها من الروح الناجية لم يستثنوا إلا أم المسيح عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى السلام
وعقد الفرنسيون عام 586 مؤتمرا والذي تداعوا إليه ليبحثوا فيه هل تعد المرأة إنسانا أم لا؟ وهل لها روح أم أنها مخلوق بلا روح ؟ وأخيرا أنعموا عليها بأنها إنسان ولكنها خلقت لخدمة الرجل
وتأمل ما أصدره البرلمان الإنجليزي في عصر هنري الثامن من حظر على المرأة أن تقرأ الكتاب المقدس ( العهد الجديد) لأنها تعتبر نجسة.
وانعكست هذه الروح على القوانين المدنية و التي كانت تفرض غير بعيد عن رأي القسس و الأساقفة ، فقد بقيت المرأة في القانون الإنجليزي تباع من زوجها لآخر بست بنسات ، و استمر هذا القانون سارياً حتى عام 1805م ، فيما اعتبر قانون الثورة الفرنسية المرأة قاصراً كالصبي و المجنون ، و استمر ذلك حتى عام 1938م .
في هذا الوقت المظلم والهاضم لحقوق المرأة في هذا الجانب من العالم كانت المرأة في الدول الإسلامية وتحت ظل الخلافة تقرأ وتكتب وتتعلم وتناقش وتعمل وتختار الزوج وتخلعه.
بل كانت المرأة تعلم الدين وتدرسه وتكتب الحديث وترويه قال الحافظ الذهبي ( لم يؤثر عن امرأة أنها كذبت في الحديث)
ويقول الشوكاني رحمه الله ( لم ينقل عن أحد من العلماء بأنه رد خبر امرأة لكونها امرأة فكم من سنة قد تلقتها الأمة بالقبول من امرأة واحدة من الصحابة وهذا لا ينكره من له أدنى نصيب من السنة) انتهت
والإسترسال في هذا الكلام سهل وقد بدأت موضعا منذ فترة ولم أتتمه إلى الآن وهوبعنوان
رد سهام النصارى اللئام أوردت فيه جزءا من هذا القول مع إراداتي أن أورد فيه أيضا رد شبهات حول المرأة.
ولكن في الحقيقة لم يستفيق الغرب المسكون بالعفاريت إلا عندما دشنت الحروب الصليبية ورأوو تقدم العرب والمسلمين في شتى مناحي الحياة بينما هم يزرحون تحت وطأ الكتاب المقدس الذي أخبرهم أن آدم لعن بسبب أكله من شجرة ....
العلم
فارتدوا على أعقابهم بكل قوة وأخرجوا حكم الدين الذي أخرهم ورموا به إلى أقصى ركن في حياتهم وحذوره من التدخل في أمورهم , وامسى السخرية من الدين ومن مناهجه أمرا محببا إليهم ليزيدوا من تنفير قومهم من إتباع هذه المناهد المناقضة للعقل والمفسدة للدنيا.
ولكنهم أحبوا أن يصدروا لنا هذه البضاعة الفاسدة والتي أفسدها أولهم بالتحريفات ثم أفسدها اخرهم بالتطبيق بغير عقل ولا علم فاستحالت دنياهم خرابا
واسمع إلى ما يقوله
هنري دي شاميون : تحت عنوان ( الانتصار الهمجي على العرب)
لولا انتصار جيش شار مارتل الهمجي على العرب في فرنسا في معركة " تور" على القائد الإسلامي " عبد الرحمن الغافقي " لما وقعت فرنسا في ظلمات العصور الوسطى . ولما أصيبت بفظائعها ولما كابدت المذابح الأهلية الناشئة عن التعصب الديني- ولولا ذلك الانتصار البربري لنجت أسبانيا من وصمة محاكم التفتيش ، ولما تأخر سير المدنية ثمانية قرون بينما كنا مثال الهمجية .
ويقول أناتول فرانس : عن أفظع سنة في تاريخ فرنسا
هي سنة 732م وهي السنة التي حدثت فيها معركة " بواتيه" والتي انهزمت فيها الحضارة العربية أمام البربرية الإفرنجية- ويقول أيضاً :
ليت شارل مارتل قطعت يده ولم ينتصر على القائد الإسلامي "عبد الرحمن الغافقي" إن انتصاره أخر المدنية عدة قرون .
ولعل إختصاري يكون غير مخل
والنهاية نحن قوم تركنا ديننا فتأخرنا وهم قوم تركوا دينهم فتقدموا
ولله عاقبة الأمور