بقلم//ياسين شملان الحساوى
مع النهار الكويتية
تعالوا ننسى الهموم
في المرة الاولى بمقالة «الله يخلي لكم هالبلد الزين» تطرقت بقوة لتأثير عباءتنا الرسمية «البشت» على البسطاء اصحاب السريرة النقية، فكل من يرتديها في نظرهم شيخ.. مع الاحترام والتقدير لشيوخنا الكرام فمنهم اصدقاء اعزاء يمتازون بالتواضع وفي مقالة «العم.. سلطان بن عبدالعزيز» بينت نفوري من ارتداء البشت لجهلي بكيفية التعامل مع طريقة لبسه.
فبالنسبة لي ارتديه مرغما ان استدعى الامر ذلك واعترف ان للبشت فوائد اهمها التقدير والاحترام لمن يلبسه واعترف ايضا ان له مساوئ لي بالذات فدائما اواجه معه مواقف محرجة والحكاية هذه المرة تختلف..
فقد اتصل والدي -رحمه الله- ذات يوم وكان وقتها مديرا للجمارك يطلب بشته على استعجال ليكون باستقبال اميرنا عبدالله السالم -رحمه الله- الذي قرر زيارتهم، كنا بصيف والحرارة لا تطاق.. وكان عمري وقتها بحدود 13 عاما، سلمتني الوالدة -حفظها الله - البشت بعد ان اعدته على احسن ما يكون وبخرته وطبقته بعناية فائقة.
ذهبت مع السائق الهندي «راج» الذي يرتدي الدشداشة والعقال طاعة لأوامر الوالد، وعند البوابة الرئيسة منعنا حارسها الكبير في السن من الدخول الا بتصريح اخبرته انني ابن فلان ولكنه اصر على تنفيذ الاوامر فهى من والدى خصوصا ان سمو الامير سيحضر اليوم،
احترت ماذا افعل فالمسافة من المواقف الخارجية لمكتب الوالد تقريبا كيلومتر.. والجمارك القديمة على السيف مكان مجلس الوزراء الان.. ومكاتب الادارة على البحر.. وقبلها ساحات واسعة مليئة بالحاويات والتريلات وشبرات المخازن العملاقة.. ولعناد الحارس بعدم رفع العصا الطويلة والغليظة التي تغلق المدخل تراجعنا الى الشارع لنبحث عن موقف.. ولكننا لم نجد موقفا الا في اماكن الوقوف البعيدة
.
رأف السائق بحالي فقال: بابا.. انت صير شيخ.. تفاجأت، فقلت: كيف.. شلون يا راج؟ أنا صغير.. قال: بابا: انا يشوف واجد شيخ صغير يلبس بشت.. فكرت باقتراحه وفكرت ايضا بهذا الجو الحارق وبعد المسافة.. ثم قلت: نجرب والله يستر
نزلت من السيارة ولبست البشت الذي كان طولي مرة ونصف.. والبسني راج عقاله وجعلني اجلس بالمقعد الخلفي.. وكان خوفي من ان يجبرني احد على النزول ليكتشف أنني ارتدي بيت شعر او خيمة على جسمي الصغير لوسع البشت وطوله..
استدار السائق بالسيارة واتجه الى البوابة من جديد.. فتقدم اليه الحارس وسأله: الى أين؟ وهل معك تصريح؟ رد السائق: ما اعرف.. اسأل شيخ..
انتبه الحارس لوجود الانسان الضئيل في الخلف فنظر الي من زجاج الباب الخلفي وتفحصني بعينين حائرتين ثم ابتسم بعد تردد وقال مبتهجاً: ما شاء الله.. الظاهر طويل العمر أرسل عياله قبله..
ثم رفع العصا الغليظة بخفة وهو يصيح: تفضل يا شيخ.. حياك الله.لم ينتبه لملامحنا التى رآها قبل قليل
ليتني اعرف ما هو السحر بالبشت..ولماذا لا يوجد السحر نفسه ببنى آدم
لقد نجحت خطة راج الذكي وتم تسليم البشت للوالد ولكن ليس على الهيئة الأنيقة التي اعدتها الوالدة.
حكاية "بشت "..ثالث مرة
مع النهار الكويتية
تعالوا ننسى الهموم
في المرة الاولى بمقالة «الله يخلي لكم هالبلد الزين» تطرقت بقوة لتأثير عباءتنا الرسمية «البشت» على البسطاء اصحاب السريرة النقية، فكل من يرتديها في نظرهم شيخ.. مع الاحترام والتقدير لشيوخنا الكرام فمنهم اصدقاء اعزاء يمتازون بالتواضع وفي مقالة «العم.. سلطان بن عبدالعزيز» بينت نفوري من ارتداء البشت لجهلي بكيفية التعامل مع طريقة لبسه.
فبالنسبة لي ارتديه مرغما ان استدعى الامر ذلك واعترف ان للبشت فوائد اهمها التقدير والاحترام لمن يلبسه واعترف ايضا ان له مساوئ لي بالذات فدائما اواجه معه مواقف محرجة والحكاية هذه المرة تختلف..
فقد اتصل والدي -رحمه الله- ذات يوم وكان وقتها مديرا للجمارك يطلب بشته على استعجال ليكون باستقبال اميرنا عبدالله السالم -رحمه الله- الذي قرر زيارتهم، كنا بصيف والحرارة لا تطاق.. وكان عمري وقتها بحدود 13 عاما، سلمتني الوالدة -حفظها الله - البشت بعد ان اعدته على احسن ما يكون وبخرته وطبقته بعناية فائقة.
ذهبت مع السائق الهندي «راج» الذي يرتدي الدشداشة والعقال طاعة لأوامر الوالد، وعند البوابة الرئيسة منعنا حارسها الكبير في السن من الدخول الا بتصريح اخبرته انني ابن فلان ولكنه اصر على تنفيذ الاوامر فهى من والدى خصوصا ان سمو الامير سيحضر اليوم،
احترت ماذا افعل فالمسافة من المواقف الخارجية لمكتب الوالد تقريبا كيلومتر.. والجمارك القديمة على السيف مكان مجلس الوزراء الان.. ومكاتب الادارة على البحر.. وقبلها ساحات واسعة مليئة بالحاويات والتريلات وشبرات المخازن العملاقة.. ولعناد الحارس بعدم رفع العصا الطويلة والغليظة التي تغلق المدخل تراجعنا الى الشارع لنبحث عن موقف.. ولكننا لم نجد موقفا الا في اماكن الوقوف البعيدة
.
رأف السائق بحالي فقال: بابا.. انت صير شيخ.. تفاجأت، فقلت: كيف.. شلون يا راج؟ أنا صغير.. قال: بابا: انا يشوف واجد شيخ صغير يلبس بشت.. فكرت باقتراحه وفكرت ايضا بهذا الجو الحارق وبعد المسافة.. ثم قلت: نجرب والله يستر
نزلت من السيارة ولبست البشت الذي كان طولي مرة ونصف.. والبسني راج عقاله وجعلني اجلس بالمقعد الخلفي.. وكان خوفي من ان يجبرني احد على النزول ليكتشف أنني ارتدي بيت شعر او خيمة على جسمي الصغير لوسع البشت وطوله..
استدار السائق بالسيارة واتجه الى البوابة من جديد.. فتقدم اليه الحارس وسأله: الى أين؟ وهل معك تصريح؟ رد السائق: ما اعرف.. اسأل شيخ..
انتبه الحارس لوجود الانسان الضئيل في الخلف فنظر الي من زجاج الباب الخلفي وتفحصني بعينين حائرتين ثم ابتسم بعد تردد وقال مبتهجاً: ما شاء الله.. الظاهر طويل العمر أرسل عياله قبله..
ثم رفع العصا الغليظة بخفة وهو يصيح: تفضل يا شيخ.. حياك الله.لم ينتبه لملامحنا التى رآها قبل قليل
ليتني اعرف ما هو السحر بالبشت..ولماذا لا يوجد السحر نفسه ببنى آدم
لقد نجحت خطة راج الذكي وتم تسليم البشت للوالد ولكن ليس على الهيئة الأنيقة التي اعدتها الوالدة.