"يا أهل العراق : هكذا سقطت فلسطين !!
هذه الكلمات أوجهها إلى الشعب العراقي المسلم ومن خلفه من الشعوب المسلمة التي تتلاعب بها الأيدي الخفية وتساق إلى المجازر معصوبة العينين قد وثقت بسائسها الذي وعدها طيِّب المرعى !!
الأمة العربية تتجاوز المئتي مليون تأتي عصابات يهودية جبانة لتجثم على قلبها وهي تنظر !! الجيوش العربية الكثيفة تحيط بفلسطين مدججة بالأسلحة تغلبها هذه العصابات الحقيرة ، وفي غضون أيام تهزمها أشنع هزيمة عرفها التاريخ !!
هذه الكلمات تحكي مقاطع من قصة الأرض المباركة ، قصة المسرحية الهزلية التي أبطالها قادة الدول العربية الذين صفّق لهم الجماهير وهم يسلّمون مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إخوان القردة والخنازير .. إنها قصة تلك المأساة التاريخية التي مُنيت بها الأمة الإسلامية !! هذه الكلمات هي شهادة رجل عاصر ذلك التاريخ الأسود فسطر بدموعه الممزوجة بالدم آهات المسلمين لتكون عبرة لمن بعده.
هذه الكلمات سطرتها يد الشيخ المجاهد عبد الله عزام رحمه الله أنقلها لكم لعلكم تتعضون بما سبق وتكون لكم فيها عبرة فلا تنساقون وراء شعارات أو هتافات ، لتحذروا أن تكونوا أنتم اليوم جماهير هذه المسرحية الهزلية التي أبطالها الحكومات العربية ومنتجها الدول الغربية ومخرجها العقول اليهودية.
يقول الشيخ المجاهد عبدالله عزام رحمه الله (وما بين هذين المعكوفين [..]من كلامي ، وهو قليل ، والباقي هو كلام الشيخ عبدالله عزام رحمه الله) :
[ دور الحكومة الأردنية في سقوط فلسطين]
- وأما أهل فلسطين فقد كافحوا كفاحا مجيدا وأبلوا بلاء حسنا في الذود عن حياضهم، وقد قدموا اثني عشر ألف شهيد، وأضرب مثالا هنا باللد والرملة التي مكثت ستة أشهر يرابط أهلها أمام عصابات اليهود يرابط الرجال في الليل وترابط النساء في النهار، وأخيرا جاء الجيش الأردني واستلم المنطقة التي تمتد جبهتها على طول (48) "كم" ووزع الجيش مائة وخمسين جنديا لحماية هذه الجبهة ومعهم ضابط واحد، ولكن قائد المنطقة مستر لاش الإنجليزي -أحد قادة الجيش الأردني- الذي يرأسه جنرال جلوب باشا الإنجليزي .. وصدر قرار بعقوبة الإعدام على كل واحد من الأهالي يضبط متلبسا بجريمة حمل السلاح .. ولذا وفي آخر يوم من الهدنة الأولى هجم اليهود على اللد والرملة فلم تحتمل المعركة سوى ساعتين، وسقطت المدينتان.
- الأردن أرسلت كم دبابة على أعين الناس وجنودهم انسحبوا من المسجد الأقصى وما إلى ذلك، دخلوا يوم الإثنين الساعة إحدى عشر في المعركة ثاني يوم العصر أعلنوا على: أنا نحن اظطررنا أن ننسحب إلى خط الدفاع الثاني، أنا [عزام] ظننت خط الدفاع الثاني إنسحاب من القدس إلى شعفاط، بيت حنينا أو حي الشيخ جراح، وإذا بخط الدفاع الثاني جبال السلط، سقط المسجد الأقصى سنة 1967م ودخل اليهود فيه وكنت أنا هناك، يعني حصل الإحتلال وأنا في الضفة الغربية ودخلوا وصاروا يصيحون فيه وأنا أسمع: محمد مات، مات وخلف بنات، وأعلن موشى ديان في داخل المسجد الأقصى: من أورشليم إلى يثرب !! من القدس إلى المدينة المنورة !! أي خزي وأي عار للمسلمين: أن يدخل المسجد الأقصى دون أن يقتل في ساحته مئتا ألف أو ثلاثمائة ألف مسلم ؟ لا يقتل عشرة !!
- عمان دمرت، إربد، المدن، اجتمع مؤتمر القمة ، دائما يجتمع مؤتمر القمة "أنقذوا الشعب الفلسطيني" ، جاءوا: ألباهي ، الأدغم ، والنميري ، وسعد الصباح (رئيس وزراء الآن، كان وزير خارجية) جاءوا إلى الأردن أثناء الضرب حاولوا الإتصال بالملك، برئيس الوزراء ، بالحاكم العسكري (كان واحد من دار المجالي ما فيه فائدة) ، سياراتهم ضربت بالرشاش كادوا يموتون، مروا في الطريق وجدوا الجيش الأردني يخرج الجرحى، جرحى الفدائيين من المستشفيات ويدوسونهم بالدبابات، رجع النميري وعقد مؤتمر صحفي وهاجم فيه الأردن والملك والدنيا كلها ..
- ثم أصبحت الرصاصة جريمة يقدم صاحبها إلى محكمة عسكرية ... ممنوع تتحرك ثم بعدها منعوا الخطبة ثم بعدها منعوا الدروس ثم بعدها صاروا يبحثوا عن المعلمين في وزارة التربية المسلمين يرمجوهم (يعني يسرحونهم من الجيش). ثم بعدها خلصوا الجيش من المسلمين ثم بعدها ماخلوا [أي تركوا] مسلم في مكان من الأمكنة !! وأنت ماذا تصنع !! ليس معك رصاصة، كالشياة ، كحال العالم العربي كله إلا من رحم الله ، تندمنا كثيرا وبقينا من السبعين حتى التسعة وسبعين رجعنا إلى الأوراق ونتعامل مع الأوراق والكتب ونتكلم عن الجهاد في الكتب ونكتب عنه - إذا كان يوجد جهاد - نكتب على الطاولات بين المناسف والقطائف والكنائف ، لكن الذي يتذوق حلاوة الجهاد تبقى حرارة الشوق تضرم النار في أعماقه شوقا إلى الجهاد.
[وهكذا نصرت الحكومة المصرية الأرض المباركة]
- تحرك الجيش المصري أعلنوا: أننا سنحارب إسرائيل ومن وراء إسرائيل (أمريكا) - في مؤتمر صحفي – و"تجوع يا سمك " ، "في البحر حنقذفهم" ، "أم كلثوم ستغني لك في تل أبيب" !! .. الجيش تحرك، مكث في سيناء شهر كامل والأغاني توجه للجيش: "أم كلثوم معك في المعركة" ، "عبد الحليم معك في المعركة" ... إلى آخره.. للأسف ما سمعنا مرة واحدة "الله معك في المعركة" ، قدمت التقارير للرئيس عبدالناصر أن الهجوم يوم الإثنين لم يحرك ساكنا ولم يغير شيئا، الجيش في الصحراء ما اتخذ خنادق دفاعية ، حتى خنادق ، الجندي المفروض أن يحفر خندقا ، ما حفروا خنادق .. واحد سأل الرئيس قال له: أنتم ستحاربون إسرائيل؟ قال له: انت فاكر أنا سنحارب دي كلها مظاهرة سياسية !!
فكانت الإذاعة توجهه لأجل الربيع، لأجل الحياة، لأجل عشاق الحياة اضرب، وذلك بدلا من (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون) (وقاتلوا في سبيل الله...).
وتقول له أجهزة الإعلام: أم كلثوم معك في المعركة وعبد الحليم وشاديه معك في المعركة.
بدل أن تقول له: الله معك في المعركة أو تقول: (وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين).
- ثم أثناء إجتماع مؤتمر القمة فضح عبد الناصر أنه مشترك في المؤامرة وأن التخطيط كان مع عبد الناصر وشُلّ عبدالناصر في نفس جلسة مؤتمر القمة، ومات في نفس اليوم، عبدالناصر كان رئيس مؤتمر القمة يقول: كيف يعمل كذا؟ الزاي يعمل كذا، وما إلى ذلك، ثم عندما كشفت الحقائق إذا به الرجل هو الذي خطط لضرب الفدائيين، فشلّ في نفس الجلسة، وبعد ثلاث ساعات مات، في نفس اليوم مات مخزيا في الدنيا والآخرة، لما مات عبدالناصر رجع كل الرؤساء لحضور جنازته إلا الملك فيصل، رفض أن يرجع يشترك في جنازته، لما وجد أنه ضالع في المؤامرة ما رجع أبدا ولا زار قبره.
- حركوا الجيش مرتين من مصر -أكبر جيش في العالم الإسلامي- إلى سيناء، وبعد فترة يسحبونه ويبقون الأسلحة في داخل سيناء لليهود، سلحوا اليهود مرتين خلال عشر سنوات; من دم الشعب المصري الذي يموت جوعا .
الجيش المصري تحرك سنة (1967م), وعبد الناصر في المؤتمر الصحفي يشرب سيجارته يقولون له: أمريكا واليهود, قال: (سنحارب اليهود ومن وراء اليهود ولو كان وراءهم أمريكا), واحد يسألهم هل أعددتم في داخل سيناء خنادق دفاعية? ماذا أعددتم? قال: (أنت فاكر نحن عايزين نحارب ، دي كلها مظاهرة سياسية) وعندما جاءوا بصلاح نصر مدير الإستخبارات المصرية، وظيفته ملاحقة المسلمين في مصر وفي العالم الإسلامي .. عندما وقعت الهزيمة قالوا له: أنت سبب الهزيمة يا صلاح نصر... قال: أنا لست سبب الهزيمة, سببها الرئيس... قدمنا له تقريرا : أن الهجوم يوم الإثنين وأن الضربة الأولى موجهة للطيران, وكانت الأيام تقترب, فأدخل عليه وأخرج وهو يقدم ويؤخر الشطرات من أغنية عبد الحليم حافظ!! لأجل الربيع لأجل الحياة لأجل عشاق الحياة اضرب.
- وليلة الهجوم -ليلة (5) حزيران- قال: اتصل في السفير الأمريكي الساعة (7) المغرب -في خطاب الإستقالة هذا سيادة الرئيس- قال: اتصل بي السفير الأمريكي وقال: لا تضرب!! والتقريرات عنده مائة في المائة الضرب في الصباح, واتصل بي السفير الروسي الساعة الثالثة صباحا قال: لا تضرب, السفير الروسي أيقظه حتى يصلي الصبح أو حتى يقوم الليل!!
ومع ذلك في هذه الليلة (400) ضابطا من ضباط الطيران يرقصون ويشربون الخمر من المغرب إلى الساعة الرابعة والنصف صباحا , يدير الحفلة مستشار قيادة الأركان الجوية (باروخ نادل) اليهودي, مستشار قيادة الأركان الجوية في مصر من (1954- 1967م), اليهودي (باروخ نادل) وكان في الحفلة صدقي محمود قائد القوات الجوية, وباروخ نادل الذي يدير الحفلة.
أربعمائة ضابط فعال ويسهرون على أنغام ورقصات سهير زكي!! والساعة الثانية!! يقول باروخ نادل: انتهت الحفلة فخشيت إذا عاد الطيارون أن يستيقظوا عند الضربة وهي مؤقتة بالساعة الخامسة صباحا , فكرت كيف أمدد الحفلة, وبسرعة خرجت مني هذه الفكرة قسمت الضباط إلى قسمين: الذكور في جهة والإناث في جهة, وقلت للإناث: أنتن الميراج الإسرائيلي وأنتم أيها الذكور الميج المصري, وسنرى كيف ينقض الميج المصري على الميراج الإسرائيلي!! وانقض الميج المصري على الميراج الإسرائيلي مع السكر والعربدة والزنا, وبقوا كذلك حتى الرابعة والنصف, عادوا سكارى حيارى ما استيقظوا إلا بعد الظهر, بعد أن حرقت كل مطارات الجمهورية -جمهورية مصر العربية أو الجمهورية العربية المتحدة- بين الوجه القبلي والوجه البحري. [انظر كتاب: "تحطمت الطائرات عند الفجر"لباروخ نادل]
- وأنا كنت في الضفة الغربية وكان اليهود قد أخذوا بلدنا وتقدموا وأخذوا المسجد الأقصى, اليهود التقطوا برقية من عبد الناصر للملك حسين الساعة الحادية عشرة ظهرا يوم الإثنين: هل ندخل المعركة ؟ كيف المعركة عندكم ؟ قال: أسقطنا ثلثي طائرات العدو وطائراتنا فوق تل أبيب, شد حيلك يا جلالة الملك, التوقيع سلمى, اسم عبد الناصر في الشيفرة سلمى, ليس أسلم, سلمى !! ما وجد له اسم رجل.
- عبد الناصر وقف وأعلن استقالته وبكى; بعد أن أعدت الجماهير لتخرج مظاهرات كل واحد بربع جنيه !! يجمعوا الجماهير الإشتراكية هذه التي يجمعها في الباصات ، وبكى وقال: أنا اتصل بي السفير الأمريكي واتصل بي السفير الروسي الساعة الثالثة وأنا أتحمل النتيجة وبكى: فخرجت جماهير (9 و 10) يونيو لترجع الرئيس وتحولت الهزيمة إلى انتصار .. تحولت الهزيمة إلى انتصار, وكان بعدها عبد الناصر يفتخر بانتصار يوم أن انتصرت إرادة الشعب في ( 9و 10) يونيو التي أرجعته إلى الحكم.
- قال محمد حسنين هيكل: يصف شجاعة عبد الناصر وإباء عبد الناصر!! في الوقت الذي وصل الإقتصاد المصري سنة (1967م) إلى الحضيض وفي مؤتمر القمة وعزته وشممه أبى عليه أن يطلب مساعدة في ذلك الوقت الذي كان فيه الجنيه المصري قد سقط في كل العالم!! الغرب لا يشتري بأي شيء الجنيه المصري: فسعد جمعة ما احتمل الكلام -رئيس الوزراء الأردني- رد عليه في مجلة الحوادث البيروتية ، قال نعم: إن عبد الناصر لم يطلب بلسانه لقد كنت حاضرا المؤتمر ، لقد نزل على أقدام الملك فيصل يريد تقبيلها قال له: الشعب يموت ، عايز دقيق.!!
هذا الكلام سمعته (عزام) قبل أن يصرح به سعد جمعة بسنة أو أكثر من أحد الصحفيين العرب المسلمين ، فما صدقته ، قلت له: هل يمكن عبد الناصر يعملها ؟ قال لي: يا عبد الله إبنك الصغير هذا أحيانا يستحيي أن يفعل أفعالا يفعلها هؤلاء.
- (800) دبابة مصرية ما مشت إلا من المخازن إلي سيناء أقل من (300) كيلو متر !! مشت بالشحم جاء بها اليهود ضرب منها حوالي (440) ، وجاءوا ب- (360) صالحة وجاءوا بها على شواطىء يافا وأخذوا أهل الضفة الغربية -مخاتير الضفة الغربية- حتى ينظروا إلى غنائم الجيش الإسرائيلي من الجيش المصري ثم باعوها لرومانيا ، وكانت الإذاعة تقول: أم كلثوم ستغني لك في تل أبيب, والجيش الإسرائيلي أخذ أسرى من الجيش المصري ، هو لو أراد أن يأسر الجيش المصري كله لأسره ، ولكن هو الذي كان يسمح للجيش المصري بأن يتعدى سيناء ويصل إلى الحدود الغربية في القناة -المنطقة الغربية للقناة - وفي تل أبيب قال اليهود للأسرى المصريين: أين أنتم ؟ قالوا: لا ندري!!
قالوا: أنتم الآن في تل أبيب وأم كلثوم ستغني لكم في تل أبيب ... وفتحوا على أم كلثوم لتغني لهم في تل أبيب!!.
- الحركة الإسلامية مضروبة في مصر كان سيد قطب قد أعدم قبلها ، قبل النكبة بتسعة أشهر أعدم، 17 ألف في السجن أشغال شاقة مؤبدة وصدر القرار ممنوع خروج أي واحد من الحركة الإسلامية من السجن، من أنهى مدته يجب أن ينقل إلى الإعتقال الإحتياطي.
- مجاهدون سجناء: وألقى فاروق أوامره بتمزيق جمع الشباب المجاهد في فلسطين، وكان أخطرها كتيبة أحمد عبد العزيز التي تحاصر مستعمرات اليهود في القدس، وقد خشيت الدول أن يحتل أحمد عبد العزيز القدس ويطهر اليهود منها فبعث الملك فاروق صلاح سالم وقتل أحمد عبد العزيز، ولقد كان غيظهم من أحمد قد استشاط عندما علموا أن أحمد قد التقى بالبنا ورجع يائسا من كل الدول العربية نافضا يده من جيوشها.
ثم شتتوا كتيبة أحمد عبد العزيز، وبقيت سرية حسين حجازي التي تحمي منطقة "مار الياس" وعددها ثلاثمائة يقودها اثنا عشر ضابطا ، فأرسل الجيش الأردني سبعة يقودهم شاويش للإستلام مكانه ريثما يتم التسليم إلى دايان، فرفض حسين حجازي وأخيرا أخذوه إلى السجن في الخليل بتهمة جاسوس مصري.
وأما الكتائب الأخرى من الإخوان التي كانت في الجنوب: غزه وبئر السبع والنقب ، فأوعز فاروق إلى جيشه باعتقالها وقبلت الإعتقال لأنها ما أحبت أن تدخل في معركة مع الجيش المصري وعادوا بها رهن الأغلال والقيود إلى معتقل الطور -القاهره .
- محاكمة المجاهدين في فلسطين بعد خمسة أعوام في القاهرة: وفي سنة (1954م) شكل عبد الناصر محكمة الشعب (الثورة) برئاسة جمال سالم وعضوية السادات والشافعي، وكان السؤال يلقى على المتهمين من الإخوان: أشهدت حرب فلسطين ؟ فإن كان الجواب نعم فالحكم جاهز الإعدام أو الأشغال الشاقة المؤبدة .. ونفذ حكم الإعدام بمحمد فرغلي -ممثل مكتب الإرشاد في فلسطين- وعبد القادر عوده -وكيل الجماعة- ويوسف طلعت، هنداوي دوير، محمود عبد اللطيف، وإبراهيم الطيب وكانت الجريمة هي: الجهاد في فلسطين والقتال !!.
[ وهكذا نصرت الحكومة السورية مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. يقول عزام رحمه الله]:
- ورأيت النظام النصيري وقرأت لسعد جمعة رئيس وزراء الأردن -أثناء النكبة- في كتابه (المؤامرة ومعركة المصير): إن الأردن طلبت من سوريا الغطاء الجوي من القيادة القطرية في سوريا فاستمهلوهم ساعة ثم راجعوهم بعد ساعة فاستمهلوهم أخرى، ولا زالت الأردن حتى الآن تنتظر الغطاء الجوي.
قال سعد جمعه: ثم علمنا النبأ اليقين أن إسرائيل أرسلت إلى سفير دولة كبرى في دمشق -الأمريكي- تقول فيها: إن إسرائيل تعطف على التجربة الإشتراكية العلوية، فإذا التزمت سوريا الصمت فإن إسرائيل لا تمسها، وأرسل السفير البرقية إلى القيادة القطرية ، فأجابوا: نحن موافقون على أن لا نضرب اليهود !! فالفرق الثلاثة التي كانت مخصصة لاقتحام سوريا سحبت للضفة الغربية واحتلت الضفة الغربية.
هذه الكلمات أوجهها إلى الشعب العراقي المسلم ومن خلفه من الشعوب المسلمة التي تتلاعب بها الأيدي الخفية وتساق إلى المجازر معصوبة العينين قد وثقت بسائسها الذي وعدها طيِّب المرعى !!
الأمة العربية تتجاوز المئتي مليون تأتي عصابات يهودية جبانة لتجثم على قلبها وهي تنظر !! الجيوش العربية الكثيفة تحيط بفلسطين مدججة بالأسلحة تغلبها هذه العصابات الحقيرة ، وفي غضون أيام تهزمها أشنع هزيمة عرفها التاريخ !!
هذه الكلمات تحكي مقاطع من قصة الأرض المباركة ، قصة المسرحية الهزلية التي أبطالها قادة الدول العربية الذين صفّق لهم الجماهير وهم يسلّمون مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إخوان القردة والخنازير .. إنها قصة تلك المأساة التاريخية التي مُنيت بها الأمة الإسلامية !! هذه الكلمات هي شهادة رجل عاصر ذلك التاريخ الأسود فسطر بدموعه الممزوجة بالدم آهات المسلمين لتكون عبرة لمن بعده.
هذه الكلمات سطرتها يد الشيخ المجاهد عبد الله عزام رحمه الله أنقلها لكم لعلكم تتعضون بما سبق وتكون لكم فيها عبرة فلا تنساقون وراء شعارات أو هتافات ، لتحذروا أن تكونوا أنتم اليوم جماهير هذه المسرحية الهزلية التي أبطالها الحكومات العربية ومنتجها الدول الغربية ومخرجها العقول اليهودية.
يقول الشيخ المجاهد عبدالله عزام رحمه الله (وما بين هذين المعكوفين [..]من كلامي ، وهو قليل ، والباقي هو كلام الشيخ عبدالله عزام رحمه الله) :
[ دور الحكومة الأردنية في سقوط فلسطين]
- وأما أهل فلسطين فقد كافحوا كفاحا مجيدا وأبلوا بلاء حسنا في الذود عن حياضهم، وقد قدموا اثني عشر ألف شهيد، وأضرب مثالا هنا باللد والرملة التي مكثت ستة أشهر يرابط أهلها أمام عصابات اليهود يرابط الرجال في الليل وترابط النساء في النهار، وأخيرا جاء الجيش الأردني واستلم المنطقة التي تمتد جبهتها على طول (48) "كم" ووزع الجيش مائة وخمسين جنديا لحماية هذه الجبهة ومعهم ضابط واحد، ولكن قائد المنطقة مستر لاش الإنجليزي -أحد قادة الجيش الأردني- الذي يرأسه جنرال جلوب باشا الإنجليزي .. وصدر قرار بعقوبة الإعدام على كل واحد من الأهالي يضبط متلبسا بجريمة حمل السلاح .. ولذا وفي آخر يوم من الهدنة الأولى هجم اليهود على اللد والرملة فلم تحتمل المعركة سوى ساعتين، وسقطت المدينتان.
- الأردن أرسلت كم دبابة على أعين الناس وجنودهم انسحبوا من المسجد الأقصى وما إلى ذلك، دخلوا يوم الإثنين الساعة إحدى عشر في المعركة ثاني يوم العصر أعلنوا على: أنا نحن اظطررنا أن ننسحب إلى خط الدفاع الثاني، أنا [عزام] ظننت خط الدفاع الثاني إنسحاب من القدس إلى شعفاط، بيت حنينا أو حي الشيخ جراح، وإذا بخط الدفاع الثاني جبال السلط، سقط المسجد الأقصى سنة 1967م ودخل اليهود فيه وكنت أنا هناك، يعني حصل الإحتلال وأنا في الضفة الغربية ودخلوا وصاروا يصيحون فيه وأنا أسمع: محمد مات، مات وخلف بنات، وأعلن موشى ديان في داخل المسجد الأقصى: من أورشليم إلى يثرب !! من القدس إلى المدينة المنورة !! أي خزي وأي عار للمسلمين: أن يدخل المسجد الأقصى دون أن يقتل في ساحته مئتا ألف أو ثلاثمائة ألف مسلم ؟ لا يقتل عشرة !!
- عمان دمرت، إربد، المدن، اجتمع مؤتمر القمة ، دائما يجتمع مؤتمر القمة "أنقذوا الشعب الفلسطيني" ، جاءوا: ألباهي ، الأدغم ، والنميري ، وسعد الصباح (رئيس وزراء الآن، كان وزير خارجية) جاءوا إلى الأردن أثناء الضرب حاولوا الإتصال بالملك، برئيس الوزراء ، بالحاكم العسكري (كان واحد من دار المجالي ما فيه فائدة) ، سياراتهم ضربت بالرشاش كادوا يموتون، مروا في الطريق وجدوا الجيش الأردني يخرج الجرحى، جرحى الفدائيين من المستشفيات ويدوسونهم بالدبابات، رجع النميري وعقد مؤتمر صحفي وهاجم فيه الأردن والملك والدنيا كلها ..
- ثم أصبحت الرصاصة جريمة يقدم صاحبها إلى محكمة عسكرية ... ممنوع تتحرك ثم بعدها منعوا الخطبة ثم بعدها منعوا الدروس ثم بعدها صاروا يبحثوا عن المعلمين في وزارة التربية المسلمين يرمجوهم (يعني يسرحونهم من الجيش). ثم بعدها خلصوا الجيش من المسلمين ثم بعدها ماخلوا [أي تركوا] مسلم في مكان من الأمكنة !! وأنت ماذا تصنع !! ليس معك رصاصة، كالشياة ، كحال العالم العربي كله إلا من رحم الله ، تندمنا كثيرا وبقينا من السبعين حتى التسعة وسبعين رجعنا إلى الأوراق ونتعامل مع الأوراق والكتب ونتكلم عن الجهاد في الكتب ونكتب عنه - إذا كان يوجد جهاد - نكتب على الطاولات بين المناسف والقطائف والكنائف ، لكن الذي يتذوق حلاوة الجهاد تبقى حرارة الشوق تضرم النار في أعماقه شوقا إلى الجهاد.
[وهكذا نصرت الحكومة المصرية الأرض المباركة]
- تحرك الجيش المصري أعلنوا: أننا سنحارب إسرائيل ومن وراء إسرائيل (أمريكا) - في مؤتمر صحفي – و"تجوع يا سمك " ، "في البحر حنقذفهم" ، "أم كلثوم ستغني لك في تل أبيب" !! .. الجيش تحرك، مكث في سيناء شهر كامل والأغاني توجه للجيش: "أم كلثوم معك في المعركة" ، "عبد الحليم معك في المعركة" ... إلى آخره.. للأسف ما سمعنا مرة واحدة "الله معك في المعركة" ، قدمت التقارير للرئيس عبدالناصر أن الهجوم يوم الإثنين لم يحرك ساكنا ولم يغير شيئا، الجيش في الصحراء ما اتخذ خنادق دفاعية ، حتى خنادق ، الجندي المفروض أن يحفر خندقا ، ما حفروا خنادق .. واحد سأل الرئيس قال له: أنتم ستحاربون إسرائيل؟ قال له: انت فاكر أنا سنحارب دي كلها مظاهرة سياسية !!
فكانت الإذاعة توجهه لأجل الربيع، لأجل الحياة، لأجل عشاق الحياة اضرب، وذلك بدلا من (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون) (وقاتلوا في سبيل الله...).
وتقول له أجهزة الإعلام: أم كلثوم معك في المعركة وعبد الحليم وشاديه معك في المعركة.
بدل أن تقول له: الله معك في المعركة أو تقول: (وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين).
- ثم أثناء إجتماع مؤتمر القمة فضح عبد الناصر أنه مشترك في المؤامرة وأن التخطيط كان مع عبد الناصر وشُلّ عبدالناصر في نفس جلسة مؤتمر القمة، ومات في نفس اليوم، عبدالناصر كان رئيس مؤتمر القمة يقول: كيف يعمل كذا؟ الزاي يعمل كذا، وما إلى ذلك، ثم عندما كشفت الحقائق إذا به الرجل هو الذي خطط لضرب الفدائيين، فشلّ في نفس الجلسة، وبعد ثلاث ساعات مات، في نفس اليوم مات مخزيا في الدنيا والآخرة، لما مات عبدالناصر رجع كل الرؤساء لحضور جنازته إلا الملك فيصل، رفض أن يرجع يشترك في جنازته، لما وجد أنه ضالع في المؤامرة ما رجع أبدا ولا زار قبره.
- حركوا الجيش مرتين من مصر -أكبر جيش في العالم الإسلامي- إلى سيناء، وبعد فترة يسحبونه ويبقون الأسلحة في داخل سيناء لليهود، سلحوا اليهود مرتين خلال عشر سنوات; من دم الشعب المصري الذي يموت جوعا .
الجيش المصري تحرك سنة (1967م), وعبد الناصر في المؤتمر الصحفي يشرب سيجارته يقولون له: أمريكا واليهود, قال: (سنحارب اليهود ومن وراء اليهود ولو كان وراءهم أمريكا), واحد يسألهم هل أعددتم في داخل سيناء خنادق دفاعية? ماذا أعددتم? قال: (أنت فاكر نحن عايزين نحارب ، دي كلها مظاهرة سياسية) وعندما جاءوا بصلاح نصر مدير الإستخبارات المصرية، وظيفته ملاحقة المسلمين في مصر وفي العالم الإسلامي .. عندما وقعت الهزيمة قالوا له: أنت سبب الهزيمة يا صلاح نصر... قال: أنا لست سبب الهزيمة, سببها الرئيس... قدمنا له تقريرا : أن الهجوم يوم الإثنين وأن الضربة الأولى موجهة للطيران, وكانت الأيام تقترب, فأدخل عليه وأخرج وهو يقدم ويؤخر الشطرات من أغنية عبد الحليم حافظ!! لأجل الربيع لأجل الحياة لأجل عشاق الحياة اضرب.
- وليلة الهجوم -ليلة (5) حزيران- قال: اتصل في السفير الأمريكي الساعة (7) المغرب -في خطاب الإستقالة هذا سيادة الرئيس- قال: اتصل بي السفير الأمريكي وقال: لا تضرب!! والتقريرات عنده مائة في المائة الضرب في الصباح, واتصل بي السفير الروسي الساعة الثالثة صباحا قال: لا تضرب, السفير الروسي أيقظه حتى يصلي الصبح أو حتى يقوم الليل!!
ومع ذلك في هذه الليلة (400) ضابطا من ضباط الطيران يرقصون ويشربون الخمر من المغرب إلى الساعة الرابعة والنصف صباحا , يدير الحفلة مستشار قيادة الأركان الجوية (باروخ نادل) اليهودي, مستشار قيادة الأركان الجوية في مصر من (1954- 1967م), اليهودي (باروخ نادل) وكان في الحفلة صدقي محمود قائد القوات الجوية, وباروخ نادل الذي يدير الحفلة.
أربعمائة ضابط فعال ويسهرون على أنغام ورقصات سهير زكي!! والساعة الثانية!! يقول باروخ نادل: انتهت الحفلة فخشيت إذا عاد الطيارون أن يستيقظوا عند الضربة وهي مؤقتة بالساعة الخامسة صباحا , فكرت كيف أمدد الحفلة, وبسرعة خرجت مني هذه الفكرة قسمت الضباط إلى قسمين: الذكور في جهة والإناث في جهة, وقلت للإناث: أنتن الميراج الإسرائيلي وأنتم أيها الذكور الميج المصري, وسنرى كيف ينقض الميج المصري على الميراج الإسرائيلي!! وانقض الميج المصري على الميراج الإسرائيلي مع السكر والعربدة والزنا, وبقوا كذلك حتى الرابعة والنصف, عادوا سكارى حيارى ما استيقظوا إلا بعد الظهر, بعد أن حرقت كل مطارات الجمهورية -جمهورية مصر العربية أو الجمهورية العربية المتحدة- بين الوجه القبلي والوجه البحري. [انظر كتاب: "تحطمت الطائرات عند الفجر"لباروخ نادل]
- وأنا كنت في الضفة الغربية وكان اليهود قد أخذوا بلدنا وتقدموا وأخذوا المسجد الأقصى, اليهود التقطوا برقية من عبد الناصر للملك حسين الساعة الحادية عشرة ظهرا يوم الإثنين: هل ندخل المعركة ؟ كيف المعركة عندكم ؟ قال: أسقطنا ثلثي طائرات العدو وطائراتنا فوق تل أبيب, شد حيلك يا جلالة الملك, التوقيع سلمى, اسم عبد الناصر في الشيفرة سلمى, ليس أسلم, سلمى !! ما وجد له اسم رجل.
- عبد الناصر وقف وأعلن استقالته وبكى; بعد أن أعدت الجماهير لتخرج مظاهرات كل واحد بربع جنيه !! يجمعوا الجماهير الإشتراكية هذه التي يجمعها في الباصات ، وبكى وقال: أنا اتصل بي السفير الأمريكي واتصل بي السفير الروسي الساعة الثالثة وأنا أتحمل النتيجة وبكى: فخرجت جماهير (9 و 10) يونيو لترجع الرئيس وتحولت الهزيمة إلى انتصار .. تحولت الهزيمة إلى انتصار, وكان بعدها عبد الناصر يفتخر بانتصار يوم أن انتصرت إرادة الشعب في ( 9و 10) يونيو التي أرجعته إلى الحكم.
- قال محمد حسنين هيكل: يصف شجاعة عبد الناصر وإباء عبد الناصر!! في الوقت الذي وصل الإقتصاد المصري سنة (1967م) إلى الحضيض وفي مؤتمر القمة وعزته وشممه أبى عليه أن يطلب مساعدة في ذلك الوقت الذي كان فيه الجنيه المصري قد سقط في كل العالم!! الغرب لا يشتري بأي شيء الجنيه المصري: فسعد جمعة ما احتمل الكلام -رئيس الوزراء الأردني- رد عليه في مجلة الحوادث البيروتية ، قال نعم: إن عبد الناصر لم يطلب بلسانه لقد كنت حاضرا المؤتمر ، لقد نزل على أقدام الملك فيصل يريد تقبيلها قال له: الشعب يموت ، عايز دقيق.!!
هذا الكلام سمعته (عزام) قبل أن يصرح به سعد جمعة بسنة أو أكثر من أحد الصحفيين العرب المسلمين ، فما صدقته ، قلت له: هل يمكن عبد الناصر يعملها ؟ قال لي: يا عبد الله إبنك الصغير هذا أحيانا يستحيي أن يفعل أفعالا يفعلها هؤلاء.
- (800) دبابة مصرية ما مشت إلا من المخازن إلي سيناء أقل من (300) كيلو متر !! مشت بالشحم جاء بها اليهود ضرب منها حوالي (440) ، وجاءوا ب- (360) صالحة وجاءوا بها على شواطىء يافا وأخذوا أهل الضفة الغربية -مخاتير الضفة الغربية- حتى ينظروا إلى غنائم الجيش الإسرائيلي من الجيش المصري ثم باعوها لرومانيا ، وكانت الإذاعة تقول: أم كلثوم ستغني لك في تل أبيب, والجيش الإسرائيلي أخذ أسرى من الجيش المصري ، هو لو أراد أن يأسر الجيش المصري كله لأسره ، ولكن هو الذي كان يسمح للجيش المصري بأن يتعدى سيناء ويصل إلى الحدود الغربية في القناة -المنطقة الغربية للقناة - وفي تل أبيب قال اليهود للأسرى المصريين: أين أنتم ؟ قالوا: لا ندري!!
قالوا: أنتم الآن في تل أبيب وأم كلثوم ستغني لكم في تل أبيب ... وفتحوا على أم كلثوم لتغني لهم في تل أبيب!!.
- الحركة الإسلامية مضروبة في مصر كان سيد قطب قد أعدم قبلها ، قبل النكبة بتسعة أشهر أعدم، 17 ألف في السجن أشغال شاقة مؤبدة وصدر القرار ممنوع خروج أي واحد من الحركة الإسلامية من السجن، من أنهى مدته يجب أن ينقل إلى الإعتقال الإحتياطي.
- مجاهدون سجناء: وألقى فاروق أوامره بتمزيق جمع الشباب المجاهد في فلسطين، وكان أخطرها كتيبة أحمد عبد العزيز التي تحاصر مستعمرات اليهود في القدس، وقد خشيت الدول أن يحتل أحمد عبد العزيز القدس ويطهر اليهود منها فبعث الملك فاروق صلاح سالم وقتل أحمد عبد العزيز، ولقد كان غيظهم من أحمد قد استشاط عندما علموا أن أحمد قد التقى بالبنا ورجع يائسا من كل الدول العربية نافضا يده من جيوشها.
ثم شتتوا كتيبة أحمد عبد العزيز، وبقيت سرية حسين حجازي التي تحمي منطقة "مار الياس" وعددها ثلاثمائة يقودها اثنا عشر ضابطا ، فأرسل الجيش الأردني سبعة يقودهم شاويش للإستلام مكانه ريثما يتم التسليم إلى دايان، فرفض حسين حجازي وأخيرا أخذوه إلى السجن في الخليل بتهمة جاسوس مصري.
وأما الكتائب الأخرى من الإخوان التي كانت في الجنوب: غزه وبئر السبع والنقب ، فأوعز فاروق إلى جيشه باعتقالها وقبلت الإعتقال لأنها ما أحبت أن تدخل في معركة مع الجيش المصري وعادوا بها رهن الأغلال والقيود إلى معتقل الطور -القاهره .
- محاكمة المجاهدين في فلسطين بعد خمسة أعوام في القاهرة: وفي سنة (1954م) شكل عبد الناصر محكمة الشعب (الثورة) برئاسة جمال سالم وعضوية السادات والشافعي، وكان السؤال يلقى على المتهمين من الإخوان: أشهدت حرب فلسطين ؟ فإن كان الجواب نعم فالحكم جاهز الإعدام أو الأشغال الشاقة المؤبدة .. ونفذ حكم الإعدام بمحمد فرغلي -ممثل مكتب الإرشاد في فلسطين- وعبد القادر عوده -وكيل الجماعة- ويوسف طلعت، هنداوي دوير، محمود عبد اللطيف، وإبراهيم الطيب وكانت الجريمة هي: الجهاد في فلسطين والقتال !!.
[ وهكذا نصرت الحكومة السورية مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. يقول عزام رحمه الله]:
- ورأيت النظام النصيري وقرأت لسعد جمعة رئيس وزراء الأردن -أثناء النكبة- في كتابه (المؤامرة ومعركة المصير): إن الأردن طلبت من سوريا الغطاء الجوي من القيادة القطرية في سوريا فاستمهلوهم ساعة ثم راجعوهم بعد ساعة فاستمهلوهم أخرى، ولا زالت الأردن حتى الآن تنتظر الغطاء الجوي.
قال سعد جمعه: ثم علمنا النبأ اليقين أن إسرائيل أرسلت إلى سفير دولة كبرى في دمشق -الأمريكي- تقول فيها: إن إسرائيل تعطف على التجربة الإشتراكية العلوية، فإذا التزمت سوريا الصمت فإن إسرائيل لا تمسها، وأرسل السفير البرقية إلى القيادة القطرية ، فأجابوا: نحن موافقون على أن لا نضرب اليهود !! فالفرق الثلاثة التي كانت مخصصة لاقتحام سوريا سحبت للضفة الغربية واحتلت الضفة الغربية.