خالد بن الوليد
عضو مميز
كتب أبو ناصر دمشقي "مقاتل مجهول بجبهة النصرة" مؤخرا رسالة مهمة عن الفتنة التي وقعت في الشام بين جبهة النصرة و"الدولة الإسلامية"
خاصة بعد ما رفض امير الدولة الإسلامية "أبو بكر البغدادي" والمتحدث الرسمي باسم الدولة "أبو محمد العدناني" أمر الظواهري القاضي بعودة الدولة الإسلامية إلى العراق
وهذه الرسالة الأخيرة دليل لا يمكن إنكاره على نقطتين هامتين:
أولا، قد شلت شركة القاعدة العالمية من الداخل بعد ما فقدت السيطرة على فروعها المنحرفة
وثانيا، جبهة النصرة و"الدولة الإسلامية" مجرد تجسيد جديدان من لشركة القاعدة الأم التي تهتم فقط بتحقيق طموحاتها السياسية على حساب سلامة ومستقبل المسلمين
النص الكامل ما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
نبدأ في الرد على كلام الشيخ العدناني وسوف يكون الرد على كلامه على شكل نقاط تتضمن لبعض الكواليس لما حدث قبل ظهور الفتنة وخلالها وبعدها، دون الكشف عن عورات المجاهدين بإذن الله، وسوف يكون الرد مقتصرا على ما يتعلق بقاعدة الجهاد وجبهة النصرة فقط.
يقول الشيخ العدناني:
وسنكتفي بالرد على اهم مايمس دولتنا ومنهجنا وعقيدتنا , وسأبدا بما نعتقد أنه سيثار علينا بعد الخطاب الأخير للشيخ البغدادي حفظه الله , الذي حسم فيه قضية تمدد الدولة وبقائها في الشام , والذي تطرق فيه إلى رسالة منسوبة للشيخ الدكتور أيمن الظواهري حفظه الله , وابدأ بهذا لما له من اهمية وتأثيرا مباشرا على جبهات القتال , ولما في تأخير بيانه من مفاسد وإختلال للأحوال , فنقول وبالله المستعان.انتهى
لو قال الشيخ العدناني رسالة الشيخ أيمن بدلا من الرسالة المنسوبة لكان أليق وهي محاولة منه لتضعيف صحتها مع أنها كما ذكرنا قد وصلت للدولة من قاعدة الجهاد بطرق الاتصال المتبعة بين الطرفين منذ سنين وهم متأكدين من صحتها، وقد وصلتهم قبل نشر الجزيرة لها بعدة أيام فمحاولة إضعاف صحتها بعد هذا لا يليق أبدا وبعد أن وصلتهم لم يخبروا بها أحد ولا حتى أعضاء مجلس شورى الدولة وظلوا متكتمين عليها لما يقرب الثلاثة أيام الى أن شرعت الجبهة في نشرها وكل هذا الوقت لم يعرف بها أحد الى أن نشرتها الجبهة على قواطعها بعد هذا بدأ رد فعل الدولة يظهر وعملوا على عقد مجلس شورى الدولة لأخذ القرار الذي يناسبهم بعد أن جاء الرد في غير ما يتوقعون ويهوون.
يقول الشيخ العدناني:
انه لا يخفى على المسلمين الحادث الأليم , الذي فجعهم وآلم كل موحد , وأدمى قلب كل مجاهد , ألا وهو الإنشقاق الذي حصل مؤخرا في صفوف المجاهدين في الشام , وقد وردتنا آخر المطافي من هذه الفتنة , رسالة وزعت في الجوامع وحواجز الجيش الحر والسيطرات , ونشرت في وسائل الإعلام والفضائيات تحتوي على احكام وأوامر وملابسات , وقد نسبت للشيخ الدكتور أيمن الظواهري حفظه الله , على ما تضمنته من مآخذ وقرارات لا تأتي إلا بمفاسد كبيرة , لا يختلف عليها اثنان من المسلمين عايشا واقع الحال على الأرض في الشام وهذه جملة من مآخذنا عليها.انتهى
مرة ثانية يحاول الشيخ العدناني تضعيف الرسالة الصحيحة يتوهم المستمع حين يسمعه يقول
"وقد وردتنا آخر المطافي من هذه الفتنة , رسالة وزعت في الجوامع وحواجز الجيش الحر والسيطرات , ونشرت في وسائل الإعلام والفضائيات تحتوي على احكام وأوامر وملابسات"
يتوهم المستمع أنها رسالة مكذوبة ويحاول بعض أنصار الدولة أيضا إثارة هذا. أن الرسالة مكذوبة!
إن انتشار الرسالة على الأرض ومن بعدها على الجزيرة أتى كما قلت سابقا بعدما شرعت الجبهة في نشرها على قواطعها بأيام.
ولكن مع كل هذا التضعيف والتشكيك في رسالة الشيخ أيمن التي أؤكد أنها وردتهم بطرق الاتصال المتبعة الرسمية لم يرد الشيخ العدناني ولا الشيخ أبي بكر من قبله على الرسالة لأنها مكذوبة بل لأنها تحتوي على أخطاء شرعية ومنهجية!!
فلماذا التشكيك في الرسالة إذا؟
يقول الشيخ العدناني:
أولا أن في الرسالة أمرا يؤدي إلى معصية , ألا وهي تفريق صف فئة من أكبر فئات المسلمين المجاهدة على وجه الأرض وتشتيت لشملها , وهذه التفرقة متحققة يقينا ومتحققة بغلبة الظن , فأما يقينا فمن وجهين :
فالأول : تقسيم الجماعة الواحدة حسب الحكم الوارد في الرسالة إلى واحدة عراقية وأخرى سورية.انتهى
إن الأوامر التي وردت من الشيخ أيمن لكم وللجبهة لم تأمر بتفريق صف ولا شق جماعة كما يقول الشيخ العدناني بل إن أوامره أتت صريحة لجنوده من الطرفين أن يلتزم كل أمير بالبلد المكلف بالعمل فيها ومع هذا فأتت أوامر الشيخ أيمن صريحة وواضحة .
توفر دولة العراق الإسلامية لجبهة النصرة لأهل الشام على قدر استطاعتها ما تطلبه جبهة النصرة لأهل الشام من إمداد بالرجال والسلاح والمال ومن مأوى وتموين
توفر جبهة النصرة لأهل الشام لدولة العراق الإسلامية على قدر استطاعتها ما تطلبه دولة العراق الإسلامية من إمداد بالرجال والسلاح والمال ومن مأوى وتموين. انتهى من الرسالة.
فأي شق للصف في هذا؟
هل حينما يقوم أمير بتنظيم العمل لمن هم تحته يعد تفريقا للجماعة؟
وهل لا يعتبر رفض الشيخ أبي بكر أوامر قائده وأميره الشيخ أيمن تفريقا لصف تنظيم القاعدة وتشتيت لشمله والذي هو بحق أكبر فئات المسلمين المجاهدة على وجه الأرض؟!
ثم قال الشيخ العدناني:
والثاني : تفرق عددا من الجماعات والكتائب ممن إلتحق بالدولة بعد عزل بعض الأمراء في الجانب الشامي وقد كانت تلك الجماعات والكتائب تمتنع عن الإلتحاق بالدولة لما رأوه من انحرافات ومآخذ شرعية على بعض الأمراء من اصحاب القرار في الجبهة , وقد صرحت امراء تلك الجماعات والكتائب بالإستقلال مجددا إذا ما آل أمر الجهاد في الشام إلى اولئك , هذا فضلا عن امتناع المزيد من الجماعات والكتائب الأخرى عن الإلتحاق بالدولة يقينا لذات السبب , وأما وقوع التفرقة بغلبة الظن حال التقسيم فإن العدد الأكبر من الجنود سيشكلون جماعات ومجاميع جديدة , ومنهم من سينسحب مع الدولة إلى العراق , ومنهم من سيجلس في بيته بذريعة اعتزال الفتنة , ومنهم من سيلتحق بجماعات أخرى ومنهم من سيلتحق بالمنشقين وهذا جاء على ألسنتهم.انتهى
الرد على هذه النقطة من عدة وجوه:
أولا- إن الرسالة الأخيرة للشيخ أيمن لم تكن الأولى التي وردت بعد الخلاف بل إن هناك واحدة وردت بعد شهر تقريبا على كلمة الشيخ أبي بكر وكانت مذيلة بتاريخ الأول من جمادي الأولى أي بعد يومين على كلمة الشيخ أبي بكر التي أعلن فيها الدولة وبعد يوم على كلمة الشيخ الجولاني التي أعلن فيها بيعة القاعدة.
ولأن طرق الاتصال المتبعة بين قاعدة الجهاد وفروعها تطلب وقتا حتى تصل فقد وصلت رسالة الشيخ أيمن بعد ما يقرب الشهر من تحريرها.
ومما ورد في هذه الرسالة.
قال الشيخ أنه حزن لخروج الأمر لوسائل الإعلام بهذه الطريقة.
أمر الشيخ بأن يتوقف الجميع عن اتخاذ أي مواقف جديدة ويرجع الوضع الى ما هو عليه قبل الكلمتين .
أمر الشيخ بأن ترفع كل جماعة أمرها لقيادة قاعدة الجهاد حتى يتم الفصل النهائي في المشكلة.
بناء على هذه الرسالة الإولى هل التزمت الدولة بما ورد فيها؟ الجواب لا. إلا في نقطة واحدة وهي أنهم راسلوا قيادة القاعدة بما يوضح وجهة نظرهم في إعلان الدولة أما على الأرض سعى قادة الدولة بكل قوة لفرض الأمر الوقع فعملوا على دعوة الكثير من الفصائل الموجودة على الأرض لبيعتهم وسعوا أيضا للعمل قدر المستطاع على الاتصال بجنود وأمراء الجبهة الذين لم يلحقوا بهم لأن يبايعوا الدولة ترافق هذا مع حملة إسقاط مستعرة لكافة أمراء وقادة الجبهة بداية من الجولاني إلى أصغر أمير وتم رميهم بالكثير من النقائص والتهم وما ترونه اليوم من بعض الإخوة في الدولة على النت من أن قيادة الجبهة لديها اجتهادات سياسية مشبوهة وأجندات منحرفة نتيجة لهذه الحملة والتي أؤكد أنها على الأرض أكثر استعارا منها على النت، فتخيل الكثير من الإخوة على الأرض أنهم كانوا يعملون مع شياطين لا مع إخوة منهج وعقيدة قبل أيام كانوا يأكلون في قصعة واحد وتجمعهم مضافات واحدة!
فمشكلة الجماعات التي بايعت الدولة المتسبب فيها الدولة لعدم التزامهم بأوامر الشيخ أيمن من البداية وليس غيرهم ومع هذا فإنني أؤكد أن معظم الجماعات التي بايعت الدولة ليست جماعات كبيرة وكلها جمات ليس لها ثقل على الأرض لا كما صور الشيخ العدناني،
ثانيا- قوله "فإن العدد الأكبر من الجنود سيشكلون جماعات ومجاميع جديدة" فهذا غير صحيح فالجميع يعلم أن العدد الأكبر من الجنود كان ينتظر كلام الشيخ أيمن ويستعد للالتزام به وكثير حتى من الإخوة العراقيين كانوا يصرحون بذلك ولكن رفضكم للأوامر وإسقاطكم لقادة وأمراء الجبهة كان السبب لكل ما ذكرت والله المستعان.
يقول الشيخ العدناني:
والأمر الوارد في الرسالة ينص على التفرق ويؤدي إليه وقد اثبتنا ذلك يقينا , لذا فإنه يؤول إلى معصية ومهلكة لا محالة , ويؤدي إلى شر في مقتضى السياسة والإياله.انتهى
كلام لا يصح حين تحمل كلام الشيخ أيمن مالا يحتمل فلا في كلامه دعوة إلى مهلكة ولا معصية ولا شر، غاية ما في الأمر أن يلتزم أمير العراق بالبلد المكلف عليه ويلتزم أمير الشام بالبلد المكلف عليه فما المهلكة في ذلك؟ وما الشر في هذا؟!
يقول الشيخ العدناني:
ثانيا : أن إقرار ولاية مكانية لا تفصلها عن أرض الواقع إلا حدود سايكس وبيكو التي فرضت على أمتنا تكريس لتلك الحدود المشؤومة التي مزقت جسد الأمة وفرقت شعوبها وخيلت إليهم ان هذا الرسم الجغرافي هو بمثابة شرع منزلا لا محيد عنه , والإسلام لا يعرف حدودا مرسومة يتقوقع فيها , أو يجمد عند خطوطها , والإسلام أتى للدعوة والانتشار وعلى هذا جرت عادة هذا الدين في التاريخ , فتقسيم الجماعة إلى جماعتين إحداها عراقية وأخرى سورية حسب الحدود , وأمر كل منهما بإلتزام الحدود الملعونة وعدم تخطيها مخالفة لمنهجنا وما نؤمن به , ولقد كان أبو بكر وعمر رضي الله عنهما يحركون الجيش والقادة بين العراق والشام ولا فرق بين الجيشين , وهذا ما نفعله الآن من تحريك قطاعاتنا و قاداتنا وعدم التفريق بيننا بل حتى الرافضة الأنجاس يفعلون هذا ويحركون قطاعاتهم بين ايران والعراق والشام ولا يفرقون بينها , وان الذي تعلمناه من ديننا وربانا عليه مشايخنا أن لا نعترف بحدود سايكس بيكو وأن لا يكون لها في اعماقنا أي حظا او أثر , فإلى ماذا استندت تلك الرسالة في هذا التقسيم وعلى ماذا اعتمدت في هذه التفرقة.انتهى
إن وصف كلام الشيخ أيمن بأنه تكريس لسايكس وبيكو ذلة كبيرة حقٌ على الشيخ أبي بكر أن يخرج للإعتذار عنها.
الشيخ لم يأمر بالتزام حدود سايكس بيكو كما ادعيت وأمره بتقديم الرجال والمأوى والعتاد من الطرفين هو أكبر نقض لهذا الإدعاء وقولك إن أبو بكر وعمر رضي الله عنهما يحركون الجيش والقادة بين العراق والشام ولا فرق بين الجيشين فهذا عين ما أمر به الشيخ أيمن فقط أن لا يتدخل أمير جيش العراق في قرارات أمير جيش الشام ولا يتدخل أمير جيش الشام في قرارت أمير جيش العراق، وهذا ليس اعتراف بحدود سايكس وبيكو كما ادعيت بل هو تنظيما للأمور وضبطا لها.
الذي يشهد به الجميع ويعرفه إن قاعدة الجهاد هي أول من عملت على هدم حدود سايكس وبيكو واول من دعا لذلك ولا زالت تسعى وتعمل لهذا الأمر وهذا حتى قبل أن توجد دولة العراق الإسلامية ثم يأتي بعد كل هذه السنوات من يتهم مجلس شورى القاعدة وأميرها بهذه التهمة المشينة فوالله إنها لسقطة كبيرة له ولمن وافقه في قوله والله المستعان.
يقول الشيخ العدناني:
رابعا : ان الإقرار لمن شق عصا الطاعة وفرق الجماعة على فعله لهو سن في الإسلام لسنة سيئة , لأن سرت لا قدر الله فلن تخلوا ساحة جهادية منها ولن تقوم للمسلمين جماعة أبدا , ولعلنا نتفاجأ غدا بمن يخرج علينا في إحدى الولايات مبايعا غيرنا مطالبا بحقه في الإستقلال والإنفصال.انتهى
إن أوامر الشيخ أيمن ليست إقرار على الانشقاق كما تدعي بل هي تنظيما لشئون جماعتين تحت إمرته وحكمه وهو أبدا حاشاه أن يدعو لانشقاق أي جماعة جهادية.
أما السنة السيئة التي سنت فهو ما فعلتموه من رفضكم لأوامر أميركم الشيخ أيمن وبهذا الشكل المهين الذي لا يرضاه أي إنسان منصف فلا أحسب أن رفضكم لكلام الشيخ أيمن بهذا الشكل إلا نقضا لبيعته التي في أعناقكم عامة وفي عنق الشيخ أبي بكر خاصة.
يقول الشيخ العدناني:
خامسا : لقد نقلت الرسالة حكما عن قاض حكم بين طرفين لم يرهما , ولم يرى احدهما الآخر ودون ان يُعرف الشهود , ولا أن يُعرف مانقلوا أو كتبوا عن الخصمين , فهل يجوز لقاض ان يقضي عن طريق رسائل تكتب من الطرفين ؟ فيُبنى عليهما الحكم بلا تأكد ولا تثبت ! ومن ثم يُحكم على احدهما من غير ان يعلمه بمناطات الإدانة القضائية التي بموجبها حُكم عليه فيقر بها او ينفيها ويدافع عن نفسه , ألا يحق له أن يعرف الشهود ليثبت للقاضي أنهم من الخصوم او ممن لا تصلح شهادتهم ! .انتهى
إن حكم الشيخ أيمن لم يكن حكم قاض فقط بل قاض وأمير فإن كان الأول لم يكن ملزما من طرفكم فالثاني ملزم فلا داعي للمزايدة في هذا الأمر.
أما قوله "فهل يجوز لقاض ان يقضي عن طريق رسائل تكتب من الطرفين ؟ فيُبنى عليهما الحكم بلا تأكد ولا تثبت"
فليت شعري لماذا قمتم بمراسلته إذا واللجوء له وإرسال موقفكم وتوضيحه ؟
هل لتردوا أوامره وكلامه وحكمه بهذا الشكل المهين؟ والله ما سمعت أبدا أن جماعة جهادية سبقتكم بالرد على قاض وأمير بهذا الشكل أبدا؟!!
ثم كيف تتهمه أنه بنى حكمه بلا تأكد ولا تثبت ألم تسمع يا أبا محمد باللجنة الموجود من مجاهدي خرسان وهي لجنة من عدة مجاهدين أفاضل أرسلوا من أفغانستان دعما لساحة الشام سعت هذه اللجنة لرأب الصدع والتقت بالطرفين من قيادة الدولة والجبهة عدة مرات فكان موقفكم منها أنها نالت نصيبا من لمزكم وتهمكم وهذا لأنها رأت أن اجتهادكم في إعلان الدولة كان خاطئا فقمتم بتعطيل عملها ورفض تدخلها ولقد قدمت هذا اللجنة شهادتها للقيادة هي وغيرها فكيف تدعي أن الحكم جاء بلا بينة ولا تثبت.
يقول الشيخ العدناني:
سادسا : لقد جاء الحكم في الرسالة بتخطئة الطرفين فكان خطأ الأول في أمرا إجتهاديا واردا فيه الخطأ والصواب إن اخطأ فله أجرا وإن اصاب فله أجران , ألا وهو توقيت الإعلان الذي فرح به المجاهدون واستبشر به المسلمون , وأما خطأ الثاني فقد كان شنيعا إذ شق الصف وفرق الجماعة وفجع الأمة بإعلان ذلك على الملأ فشمت العدو وأرجف بالمجاهدين , فماذا كان الحكم على هذين المخطئين سلب الأول ولاية كانت له وإعطائها للثاني الذي لم تكن له مكافأة له على شقه للصف ومعصيته وخطأه وإقرار لسنته التي سنها وتثبيتا لها وإعطائه إمارة طلبها وحرص عليها واستأثر بها وشق الصف لأجلها , فسبحان الله في أي ميزان نزل هذا الحكم وهنا لا بد أن ابين أمرا قد جهله او تجاهله الكثير وكُذب فيه على الأمة وصُور لها خلاف الحقيقة فيه ألا وهو أن الغالب من الناس اصبح يظن أو يعتقد أن اعلان إمتداد الدولة في الشام كان السبب في الإنشقاق والعصيان وهذا كذبا وإفتراء يضاف إلى قائمة الإتهامات على الدولة , ألا فليعلم الجميع أن الإنشقاق والعصيان كان قبل إعلان الدولة وليس له أي علاقة في الإعلان , إلا أن المشقين اتخذوه ذريعة واظهروا الإنشقاق إثر إعلان الدولة , فأوهموا الأمة ان الإنشقاق حدث بسبب الإعلان وإنما الحقيقة خلاف ذلك , إذ كان الإنشقاق من اهم الأسباب التي جعلت الدولة تسرع بالإعلان وذلك لردع حركة الإنشقاق ورأب الصدع وهذا ماتم بالفعل ولله الحمد.انتهى
والرد على هذه الجزئية يتضمن أمور كثيرة:
قولك "لقد جاء الحكم في الرسالة بتخطئة الطرفين فكان خطأ الأول في أمرا إجتهاديا واردا فيه الخطأ والصواب إن اخطأ فله أجرا وإن اصاب فله أجران ,"
اليس الرجوع عن الاجتهاد الخاطئ الذي أقر الجميع بخطئكم فيه أولى؟ أجيب عنكم وأقول لا لأنه أمر مسلم عندكم أنكم وحدكم مصيبون وكل من حولكم من المجاهدين في الجبهة ولجنة أفغانستان والقاعدة وغيرها مخطئون.
أما لمزك للشيخ أيمن ولأمراء الجبهة بأن الشيخ أيمن سلبكم ولاية كانت لكم وأعطاها لعصاه منشقين فهذا عين الإجحاف وهو نموذج للإسقاط والتهم التي تكال لقادة الجبهة وأمرائها على الأرض.
لمزت الجولاني بأنه طالب إمارة مع علمك أن قرار تجديد البيعة للشيخ أيمن وافق عليه غالب مجلس شورى الجبهة وقد كنت أنت أحدهم يوما ما ولو كان الجولاني طالب إمارة كما تدعي لما وافق على رسالة الشيخ أيمن والتي ضربتم بها عرض الحائط ومعلوم أنه جاء في الرسالة أن يبقى الجولاني على رأس الجبهة لمدة عام ثم بعد ذلك يرسل مجلس شورى الجبهة رسالة لقيادة القاعدة عن سير العمل ثم تقرر قيادة القاعدة بعد ذلك هل يبقى أم يتم تغييره.
هل من وافق على قرار كهذا يعتبر طالب إمارة أم من تشبث برأيه الخاطئ وضرب بكلام أميره عرض الحائط؟
أما قولك إن سبب الانشقاق ليس إعلان الدولة بل إن الانشقاق حادث قبل ذلك!!
فأقول لك "وليس يصح في الأذهان شيئا إذا احتاج النهار إلى دليل"!
لجأ الجولاني الى أميركم وأميره ليحل خلاف قائم بينكم فسميتم هذا انشقاق وبيعة لغيركم وكأنه ذهب لمبايعة عبد الله الثاني أو محمد السادس والله المستعان!!
وأما أخطر ما جاء في هذه الجزئية فهو قولك "إذ كان الانشقاق من أهم الأسباب التي جعلت الدولة تسرع بالإعلان وذلك لردع حركة الانشقاق ورأب الصدع وهذا ماتم بالفعل ولله الحمد"
فهذه من المضحكات المبكيات سرعتم بالإعلان عن دولة غير مكتملة الأركان ولا يوجد من مقوماتها على الأرض الا جزء يسير لردع الانشقاق في جماعة!
المعلوم في دين الله أن الإعلان عن الدولة يأتي بعد أن تتمكن كما كان الإعلان عن دولة العراق الإسلامية في العراق وليس لردع الانشقاق في جماعة وبهذا ليعلم الجميع حقيقة ظروف الإعلان عن مسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام.
يقول الشيخ العدناني
سابعا : في أي ميزان ينزل الحكم بتقسيم الجماعة وتفريقها وقادة المجاهدين وعلماء الأمة والمسلمين جميعا يدعون صباح مساء إلى وحدة الصف وتوحيد الكلمة , في أي ميزان ينزل الحكم بالرسالة بأمر المجاهدين بالانسحاب من الشام وقادة المجاهدين في كل مكان يتمنون اللحاق بالشام , في أي ميزان ينزل الحكم في الرسالة بإخراج الدولة الإسلامية من الشام وعلماء الأمة يحثون المسلمين كل المسلمين على النفير إلى الشام , كيف يرضى الحكم في الرسالة أن تقبع ليوث الدولة الإسلامية خلف الساتر الترابي تنظر إلى المسلمين في الشام تنتهك أعراضهم ويذبحون ويقتلون وتراق دمائهم والروافض تحشد لهم من كل حدب و صوب , كلا لن يمنعنا أحدا من نصرة أهلنا في الشام , لن يمنعنا أحدا من قتال النصيرية والجهاد في الشام , لن يمنعنا أحدا من البقاء في الشام , وسوف تبقى العراق والشام ساحة واحدة جبهة واحدة قيادة واحدة , ولن تفصل بينهما حدود , وقسما قسما لنهدمن الساتر ولنردمن الخندق ولنزيلن الأسلاك ولتمسحن الحدود من الخارطة ولا تزالن من القلوب ولتضربن المفخخات الروافض من ديالى إلى بيروت وقسما قسما لنردعن النصيرية وحزب اللات.انتهى
أوامر الشيخ أيمن كانت واضحة وصريحة وتفسيرها تفسيرات خاطئة كما فعلت في هي الجزئية وقبلها فهم يخصك وحدك.
الشيخ أيمن حفظه الله لم يقسم جماعة ويفرقها بل نظم عمل جماعتين تحت إمرته في اقليمين منفصلين.
الشيخ أيمن لم يأمر بأن ينسحب المجاهدين من الشام بل أمر أن يبقى الوضع على ما هو عليه قبل إعلان الدولة الذي شق الصف وفرق الجماعة ثم بعد عام ستقرر قيادة القاعدة هل يبقى الجولاني أم يستبدل.
الشيخ أيمن لم يأمر بأن تخرج الدولة الإسلامية من الشام بل أمر بأن تبقى ولكن تحت مسمى جبهة النصرة كما فعلتم أنتم أول مرة ولكن فقط أن يكون أميرها يتبعه مباشرة فما الضيرفي ذلك، فلا داعي لدغدغة العواطف والمشاعر.
نهاية يبقى تساؤل، هل كل ما اتهم به الشيخ العدناني قادة الجبهة وأمرائها ولمزهم به من عصيان الأمير وشق الصف وتفريق الجماعة ينسحب عليهم برفضهم لأوامر الشيخ أيمن؟
الجواب لمن قرأ!
أبوناصر الدمشقي
جندي في جبهة النصرة
بإذن الله سيكون الرد على كل ما يتعلق بهذا الموضوع تباعا شرط الإلتزام بأخلاق الإسلام واعتذر منكم اذا طال الإنقطاع عن النت لأسباب خارجة عن ارادتي.