بسم الله الرحمن الرحيم
سأعرض لكم في هذا الموضوع ما حدث مع عدنان عبدالصمد وأحمد لاري في انتخابات المجلس في عامين 2003 و2006 وموقفهم الحالي في انتخابات 2008 , وأترك لعقولكم التقييم والتحكيم .
سأعرض لكم في هذا الموضوع ما حدث مع عدنان عبدالصمد وأحمد لاري في انتخابات المجلس في عامين 2003 و2006 وموقفهم الحالي في انتخابات 2008 , وأترك لعقولكم التقييم والتحكيم .
السقوط في عام 2003
نبدأ في عام 2003 وفي موسم الانتخابات وبالدائرة الأولى تحديدا حيث سجل كل من عدنان عبدالصمد وأحمد لاري ترشحيهم في الدائرة الانتخابية الأولى ( شرق ) , والمعروف للجميع أن الأثنين يتبعان نفس التجمع وهو ( التحالف الإسلامي الوطني ) , أي أنهما أرادا إغلاق الدائرة على تجمعهم وعدم إعطاء فرصة لبقية التيارات لنيل مقاعد الدائرة على الرغم من التحذيرات الكثيرة من خطورة هذه الخطوة ولكن لم تلقى هذه التحذيرات آذان صاغية من عدنان ولاري , مما جعل أبناء الدائرة يتذمرون من طريقة الأثنين في إغلاق الدائرة على تجمعهم فما كان من يوسف الزلزلة ( دار الزهراء ) وصالح عاشور ( تيار الشيرازي ) إلا إعلان تحالفهما الانتخابي في مواجهة قائمة عدنان ولاري , ليس حبا في بعضهما البعض ولكن لكسر احتكار ( التحالف الإسلامي الوطني ) لمقاعد الدائرة .
وبالفعل ظهرت النتائج عكس ما أرادها ( التحالف الإسلامي الوطني )حيث نجح تحالف الزلزلة وعاشور ( نور على نور ) كما يسمى آنذاك في الفوز بمقاعد الدائرة وسقط عدنان ولاري في الأولى , وصاح وقتها أنصار الزلزلة في المقر بالدسمة ( طاح الصنم ) في إشارة واضحة إلى عدنان عبدالصمد ( الذي صار شريف روما بالنسبة لهم في هذه الأيام ) , وانعكس السخط الشعبي وقتها على بقية مرشحين التحالف فسقط عبدالمحسن جمال في الدعية وباسل دشتي في الرميثية , ولم ينجح أي مرشح تحالفي ما عدا حسن جوهر الذي مازال البعض ( بجهل أو تجاهل ) يعتبره مستقلا عن التحالف الإسلامي الوطني .
انتهى موسم الانتخابات وتلقى ( التحالف الإسلامي الوطني ) ضربة موجعة بسقوط 4 من مرشحيه في مختلف الدوائر , وكانت الاتهامات توزع يمنة وشمالا , فوجهت الاتهامات تارة إلى تيارات وتجمعات شيعية وتارة أخرة إلى بعض الشيوخ .
تعلم الدرس في عام 2006
لم يكمل المجلس سنواته الأربع كالعادة وجاء الحل , ولكن هذه المرة تعلم ( التحالف الإسلامي الوطني ) الدرس , فدخل الانتخابات بطريقة ومنهجية جديدة تمثلت في تحالفات من تحت الطاولة وإعطاء الأماني والعهود لبعض المرشحين ومن ثم التخوين بهم .
نبدأ أولا بتوزيع مرشحين التحالف في هذه الانتخابات , فعلى عكس انتخابات 2003 قام التحالف بإنزال مرشحين فقط هما أحمد لاري في الدائرة الأولى ( الشرق ) وعدنان عبدالصمد في الدائرة الثالثة عشر ( الرميثية ) حتى يتم التركيز وإيصال الأثنين معا إلى قبة البرلمان .
في الدائرة الأولى وقع لاري الصفقة الأولى مع قبيلة العوازم حيث اتفق الطرفان على تبادل الأصوات بحيث يصوت عوازم الأولى لأحمد لاري مقابل تصويت جماعة لاري لعوازم الدائرة الـ 18 ( الصليبيخات ) , أما الصفقة الثانية فقد قام بها عدنان عبدالصمد في الدائرة الثالثة عشر ( الرميثية ) وقد تمثلت الصفقة في التحالف الخفي مع ( الحركة الدستورية ) ممثلة بمرشحها جمال الكندري آنذاك , وكان الهدف إيصال الأثنين إلى المجلس .
ولم يكتف عدنان عبدالصمد بهذا التحالف ولكن استغل أولا نسبه فروج لثقافة ( السيدين ) لكسب أصوات سيد حسين القلاف وهذا ما حدث بالفعل , ثم أعطى العهود والأماني لصلاح خورشيد بعدد من الأصوات ثم نكث بوعده بعد أن حصل على مجموعة من أصوات خورشيد التي لو قطعها عن عدنان لكان هو الفائز الثاني بمقعد الدائرة .
إذا لاري اكتفى بتبادل أصوات مع العوزام في حين وضع عدنان خطة ثلاثية الأضلاع ( التحالف مع حدس , الترويج لثقافة السيدين , وعد خورشيد ومن ثم الاخلاف بالوعد ) , ونجحت خطة التحالف الإسلامي الوطني في تلك السنة وفاز لاري بمقعد الدائرة الأولى مع صالح عاشور , ونجح تحالف عدنان وجمال في الدائرة الثالثة عشر , مما جعل الشارع الشيعي يسخط أيما سخط على عدنان ولاري في بداية الأمر وخصوصا على عدنان بسبب تحالفه مع الكندري وإسقاط المرشحين الشيعة في دائرة غالبيتها العظمى من أبناء الطائفة الشيعية , وهذا ما كان يقصده السيد القلاف بـ ( استهداف العمامة وإسقاطها ) ولكن كالعادة سرعان ما خمدت ثورة الشارع وعادت المياه إلى مجاريها وهو الوضع المعتاد في هذا البلد .
التأبين وانتخابات 2008
جاء تأبين عماد مغنية من قبل ( التحالف الإسلامي الوطني ) ليؤجج الشارع على الطائفة الشيعية بشكل عام و ( التحالف الإسلامي الوطني ) بشكل خاص فطالب البعض بتسفيرهم إلى عبادان في حين طالب البعض بسحب الجناسي , وشنت حملة إعلامية ضخمة على الشيعة في الكويت جائت نتائجها عكسية على مؤججيها ومرضية تماما لعدنان ولاري .
فأول نتائج هذه الحملة المسعورة هي توحد جزئي لصفوف الشيعة ووقوفهم خلف عدنان ولاري واعتبارهم رموز شيعية لا يمكن المساس بها , الأمر الذي استغله عدنان ولاري أفضل استغلال ووظفوه للانتخابات القادمة خير توظيف .
أول بوادر هذا الاستغلال هو تعاطف العديد من البسطاء والمغفلين مع عدنان ولاري والترويج لإعادة اعتبارهما بانتخابهما من جديد كممثلين للطائفة في البرلمان متناسين مواقفهم السيئة في العديد من القضايا التي تهم الطائفة وأبرزها قانون الزكاة الطائفي والغير الدستوري , هذا الترويج كما يقال ( ليس حبا بمعاوية ولكن بغضا لعلي ) .
الأمر الآخر تمثل في تشكيل قائمة الإئتلاف التي تضم ( عدنان ولاري وجابر بهبهاني ) الذين يمثلون تجمعين هما ( التحالف الإسلامي الوطني ) و ( دار الزهراء ) , والرابح الأكبر من هذه القائمة بطبيعة الحال هما عدنان ولاري لان كتلتهم الانتخابية هي الأكبر أولا ولن تصوت كلها لجابر بهبهاني لعدة اعتبارات ثانيا , في حين ستصوت غالبية كتلة ( دار الزهراء ) المحصورة في منطقة الدسمة وفي ( دار الزهراء ) تحديدا لعدنان ولاري للأسباب التي ذكرناها سابقا .
يذكر أن المفاوضات فشلت مع صالح عاشور الذي لم يقبل بقائمة فيها ممثلين من نفس التجمع فما كان من الصف الشيعي إلا أن ينشق من جديد ( أمر طبيعي ) وتشكلت القائمة الأخرى التي ضمت ( عاشور وبو خمسين والصالح ) الممثلين لتجمعين شيعيين هما ( العدالة والسلام ) و ( الحساوية ) لتكون المنافس الطبيعي لقائمة الإئتلاف .
وسرعان ما بدأت ضربات قائمة الأولى لقائمة الإئتلاف بالظهور في أول ندوة انتخابية للقائمة بعنوان ( أزمة الديمقراطية ) وتلاها ضربات عاشور للاري في مناظرة الراي , والقادم من الأيام سترون ما هو أدهى وأعظم .
كان هذا سرد تاريخي بسيط لما حدث منذ انتخابات 2003 وحتى الانتخابات الحالية .
ويبقى عدنان ولاري الأوفر حظا بين المرشحين الشيعة للوصول إلى البرلمان يليهم عاشور وخورشيد والقلاف .