======
باب الآسار
======
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد اللهم صلي وسلم وبارك عليه صلاة وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم الدين ثم أما بعد...
الآسار هي جمع للسؤر , والسؤر هو بقية الشيء أو فضله ويعني ما بقي في الإناء بعد الشرب منه.
وباب الآسار مهم لأنه يتناول ما يفضل من الماء بعد ضرب الإنسان أو الحيوان منه ل, فإذا كان متنجسا اي الماء فإن المسلم لا يحل له أن يستخدمه في رفع الحدث أو زوال الخبث وأما لو بقي على طهارته فيجوز إستعماله ,وهذا الباب يتناول سؤر الآدمي وسؤر الحيوانات.
.
.
.
سؤر الآدمي
طاهر سواء كان من مسلم ذكرا كان أم أنثى طاهرا كان أم جنبا أو حتى حائض لا فرق أبدا.
وحتى سؤر الكافر طاهر وليس بنجس وقد خالطوا النبي صلى الله عليه وسلم وأكل معهم في آوانيهم ولو كان هناك نجاسة حسية منهم لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالغسل منها ولكن ليس ثمة أمر ولا نهي في هذه المسأل’ , وقد سبق بيان أن نجاسة المشركين نجاسة معنوية.
سؤر الحيوانات ينقسم إلى أقسام
القسم الأول : سؤر ما يؤكل لحمه : وهو طاهر لأن لعابه متولد من لحم طاهر فأخذ حكمه , ونقل أبو بكر بن المنذر رحمه الله الإجماع على أن سؤر ما أكل لحمه يجوز شربه والوضوء به, ولا يستنثى من ذلك إلا الجلالة وهو الحيوان الذي يغلب على طعامها أكل النجاسات فيتنجس لحمها جراء ذلك , فسؤرها ليس بطاهر إلا أن يُطهر لحمها.
القسم الثاني : سؤر ما لا يؤكل لحمه كالهرة والبغال والحمير والسباع وغير ذلك فإنه أيضا طاهر لأنه قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الهرة ( إنها ليست بنجس إنها من الطوافين عليكم والطوافات ) وقد رواه الخمسة .
وباقي الحيوانات والتي لا يؤكل لحمها كالبغال والحمير تلحق بالهرة لأن أصلهما واحد ,ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يركبها ويختلط بها ولو كانت نجسة لبين لنا ذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
القسم الثالث : سؤر ما ليس له نفس سائلة طاهر سواء كان مما يعيش في البر أو الماء لحديث الذبابة المعروف.
القسم الرابع : سؤر الكلب والخنزير وهو نجس لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
انتهى باب الآسار ويليه باب النجاسات.
والحمد لله رب العالمين