No Comment
عضو مميز
وبه نستعين
كلنا نتذكر كلام النائب مسلم البراك في مجلس الأمه سابقا حول رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد
وحيث بأن الشيخ ناصر ذو توجه إصلاحي ، وكانت الكتله تدعم ناصر المحمد وتدافع عنه في بعض الأحيان
ولا ننسى تصريحات النائب أحمد السعدون حول أفضلية الشيخ ناصر المحمد لقيادة مجلس الوزراء
ولكن .. خلال مجلس 2008 المنحل لوحت كتلة العمل الشعبي باستجواب رئيس مجلس الوزراء
والآن تكرر هذا الآمر في مجلس 2009
وعلى ضوء هذه الأحداث والتغيرات الأخيرة .. كتب النائب السابق المحامي أحمد المليفي هذه الدراسه
دراسة تحليلية وتقويمية لمواقف التكتل المتغيرة
«الشعبي».. من داعم لرئيس الوزراء.. إلى مستجوب له.. كيف؟.. ولماذا؟
البيان الذي أصدرته كتلة العمل الشعبي المكونة من النائبين أحمد السعدون ومسلم البراك والذي تطرق الى المشاكل والحوادث الاخيرة التي تعرضت لها البلاد مثل حريق الجهراء والعطل الذي أصاب محطة الصرف الصحي في منطقة مشرف والارتباك الحكومي في التعامل مع انفلونزا الخنازير وتعطيل المدارس. ورأت الكتلة ان هذه الامثلة للكوارث والازمات تؤكد يوما بعد يوم وعبر كارثة بعد اخرى حقيقة الفشل الحكومي المتكرر وسوء الادارة المتأصلة والعجز والتخبط والارتباك والاهمال الواضح في القرار كما ورد في بيان الكتلة. وختمت الكتلة بيانها «انها تريد حكومة غير هذه الحكومة التي اثبتت انها في نسختها السادسة لم تختلف في عجزها وفشلها عما كانت عليه في نسخها الخمس السابقة برئاستها واختياراتها»، أي أن كتلة العمل الشعبي في بيانها قد أوضحت أن الفشل ليس وليد التشكيل الحكومي الحالي بل هو فشل متأصل ومستمر في الحكومات الخمس السابقة. والمتتبع لمسيرة كتلة العمل الشعبي وبالاخص النائبان السعدون والبراك في تعاملهما مع الحكومات الخمس الأخيرة والتي تقول عنها كتلة العمل الشعبي في بيانها الحالي انها كلها فاشلة يجد أن هناك تناقضا صارخا وتضاربا واضحا في المواقف والتصريحات السابقة لهذا البيان. لا سيما أن بيان الكتلة لم يعبر عن تغيير للموقف بل أكد أن الفشل هو عنوان الحكومات الست الأخيرة ولو ان البيان تحدث عن فشل حالي نتيجة لمواجهة الحوادث التي عددها ما كان هناك أي تناقض او تضارب في المواقف والتصريحات بل هو تغيير قائم عن تبدل في المعطيات وكيفية التعامل معها. وهنا نتساءل كيف كان موقف التكتل الشعبي من حكومات الشيخ ناصر المحمد السابقة خاصة حكومة 2008؟ ولماذا هذا التغيير المفاجئ في الموقف؟ ففي 14مارس 2008 وردا على البيان الذي اصدرته شخصيا وطالبت فيه باستقالة رئيس مجلس الوزراء للفشل في ادارة البلد نشرت الصحف تصريحا للنائب البراك عضو الكتلة أشاد فيه بسمو رئيس مجلس الوزراء وبمواقفه الصلبة تجاه كثير من القضايا، مؤكداً أن اختيار رئيس الحكومة حق مطلق لسمو أمير البلاد، «ونحن نعتقد - يقول البراك - أن الشيخ ناصر المحمد رجل المرحلة ولو كان هناك طرف ذو استحقاق في تولي رئاسة الوزراء في هذه المرحلة أو المرحلة المقبلة لأعلنا ذلك بالفم المليان ولكن نحن نرى أن الشيخ ناصر المحمد هو رجل المرحلة». وأضاف في تصريحه وهو يتحدث باسم الكتلة بقوله: «لاسيما أننا في كتلة العمل واعلاننا في وقت سابق أن الشيخ ناصر المحمد رئيس ذو توجهات اصلاحية وهذا الكلام ليس من فراغ بل من خلال الوقائع والمواقف لسمو رئيس الوزراء». وزاد البراك: «اننا نعتقد أن وجود هذا الرجل المحاور والمستمع والمتقبل لعملية النقد، والذي يستطيع من خلال الحوار أن يحول القضايا الى أمر واقع، وهذا ما لمسناه منه خلال مواقف سابقة». هذا ما قاله النائب البراك في حق سمو رئيس مجلس الوزراء سابقا وقبل عام. فماذا قال النائب السعدون؟ للنائب السعدون اكثر من تصريح مادحا سمو رئيس مجلس الوزراء فقد جاء في جريدة الوطن التصريح التالي له: «أحمد السعدون لـ «الوطن»: ناصر المحمد أفضل الموجودين لرئاسة الحكومة الجديدة». كما كان له تصريح آخر ابان حملته الانتخابية عندما تمنى على سمو الأمير عودة الشيخ ناصر المحمد الى رئاسة الوزراء ولا شك أن هذا التمنى كان له أثر كبير في دعم عودة الشيخ ناصر الى رئاسة الوزراء لأنه صادر من أحد رؤساء مجلس الامة السابقين والذين يشاركون في المشاورات الدستورية لتعيين رئيس الوزراء. كما هاجم النائب السعدون في أكثر من مناسبة من ينتقدون سمو رئيس مجلس الوزراء ووصفهم بانهم يدافعون عن مصالحهم وعن مصالح الفاسدين. لذلك كان موقف كتلة العمل الشعبي من حكومات الشيخ ناصر مدافعا ومنافحا عنها امام أي هجوم او انتقاد فماذا حدث اليوم؟ وما الذي تغير حتى يتغير موقف الكتلة؟
قبل أن نتحدث عن أسباب تحول التكتل الشعبي من داعم قوي الى سمو رئيس مجلس الوزراء الى ملوح باستجوابه ومطالب بتغييره لا بد من التحدث عن أسباب ذلك الدعم في ذلك الوقت بعد ان اتضحت قناعة التكتل الشعبي في بيانها الاخير من ان فشل هذه الحكومة هو امتداد لفشل الحكومات السابقة التي كان التكتل الشعبي الممثل بالعضوين السعدون والبراك من اشد المدافعين عن رئيسها والواصفين من يواجهه ويصفه بأقل مما وصفوه في بيانهم الاخير بالفساد او التعاون مع المفسدين.
من وجهة نظري رغم تطابق النتيجة في الدفاع عن سمو رئيس مجلس الوزراء في حكوماته السابقة بين النائبين السعدون والبراك الا أن اسباب كل منهما تختلف عن الاخر. فالأسباب الدافعة لوقوف النائب السعدون مع سمو رئيس مجلس الوزراء والدفاع عنه تعود لتطلعه الى رئاسة مجلس الامة ورغبته في الحصول على الدعم الحكومى برئاسة الشيخ ناصر فهو يعرف جيدا ان الوصول الى الرئاسة في هذه المرحلة لن يكون الا عبر أصوات الحكومة. فكان النائب احمد السعدون يراهن في دعمه هذا للشيخ ناصر المحمد بأن تتوجه اصوات الحكومة له في الترشيح للرئاسة. اما النائب البراك فكانت دوافعه تختلف عن ذلك فعلاقته بكل من الوكيل المساعد في ديوان سمو رئيس مجلس الوزراء نايف الركيبي وشقيقه د. صعفق الركيبي وهو يعلم مكانتهما عند سمو رئيس مجلس الوزراء وما يملكانه من تأثيرات مختلفة على النائب البراك جعلته يتخذ مثل هذا الموقف فالنائب البراك غالبا في مواقفه ينظر الى توجهات دائرته بصورة عامة وقبيلته بصورة خاصة فهما المحك الرئيسي في النهاية بالعملية الانتخابية وتوجهات الاصوات فيها. لذلك فهو لن يخاطر في اتخاذ أي موقف يؤدي الى خسارة عنصرين مهمين ومؤثرين من وجوه عدة في أي انتخابات قادمة.
تطورات ومراحل التغيير في التوجه
أما عن أسباب تحول التكتل الشعبي من داعم لسمو الرئيس الى ملوح باستجوابه فهناك أسباب عدة وقبل أن نسرد بعضها لا بد أن نقول ان البيان الأخير الذي أصدره التكتل الشعبي قد سبقه تمهيد واضح لهذا التوجه قاده النائب السعدون. اول هذا التمهيد عندما أبدى السعدون موقفا غريبا ومفاجئا من الشيخ أحمد الفهد بعد أن كان من اشد المهاجمين له حيث وصفه أكثر من مناسبة بأنه أحد عناصر التأزيم. فبعد اجتماع واحد في اللجنة الاسكانية لم تتجاوز نتائجه الا حديثا نعلم ان معظمه مكرر أثنى النائب السعدون على موقف الفهد وشكره على تطابق الأفكار بينهما في اللجنة الاسكانية وهذا الشكر الصادر من النائب السعدون الذي يحسب حساب كل كلمة تصدر منه لا يعود من وجهة نظري الى ما قدمه الشيخ احمد من وعود او مقترحات شفهية في اللجنة الاسكانية بل هو بداية علاقة جديدة مع قوى جديدة ستظهر على الساحة ولاعب جديد. هذا الثناء من النائب السعدون على الفهد هو رسالة ذات مغزى من اتجاهين. احدهما الى رئيس الحكومة بأن النائب السعدون لن ينسى موقفه من التصويت على الرئاسة وانه مستعد ان يتعامل مع أطراف أخرى. والآخر رسالة للفهد بأن هناك مرحلة جديدة وان النائب السعدون مستعد ان يسلكها في التعامل معه ولكن لها استحقاقاتها. وهنا نتساءل ونقول هل يعتبر الثناء على الفهد الذي أطلقه النائب السعدون هو بداية لمسلسل سياسي جديد؟ وهل هذا التقارب يعني تغييرا في اوراق اللعبة وان معركة الصراع على كرسي الرئاسة لم ولن تنته؟ ثم تبع النائب السعدون هذا التوجه برسالة اخرى من خلال التصريح باستجواب سمو رئيس مجلس الوزراء اذا امتنع الوزراء عن الاجابة على الاسئلة الموجهة لهم من النواب وهو احدهم. ولا شك أن هذا التصريح يراد منه ارسال رسالة واضحة لسمو الرئيس بأن قواعد اللعبة قد تغيرت لأن النائب السعدون وهو الضليع بأمور الدستور يعلم جيدا بأن ما جاء بتصريحه بشأن استجواب رئيس الوزراء باختصاصات كل وزير بالرد على الاسئلة مسألة مخالفة للدستور مئة في المئة.
أسباب التغيير
اذا الهدف من التصريح ليس الاستجواب وانما التمهيد للموقف الجديد بوجود لاعب جديد دخل الملعب والمستقبل يقول انه سيكون شريكا اساسيا في اللعبة السياسة ان لم يكن لا عبا وحيدا فيها. اما النائب مسلم فان موقفه هذا يختلف عن موقف زميله في الكتلة فالمعركة الكلامية التي وقعت بينه وبين ناصر الخرافي ودخوله في صراع واضح ومكشوف امام طرف يفوق في تأثيره على ما يملكه الآخرون ومن حولهم من تأثير جعلته يفكر كثيرا في تحييد هذه الخصوم في المستقبل ولا شك أن مهاجمة سمو رئيس مجلس الوزراء رسالة واضحة لهم بأنه يمكن ان يتعاون في المستقبل او على اقل تقدير لن يكون حليفا وداعما لمن يختلفون معه. ان هذا التناقض والتضارب في المواقف الذي وقع فيه التكتل الشعبي لا شك تقابله ارصدة سياسية متغيرة ومتبدلة ولكن الى متى واين؟ وبعد هذا البيان الذي اكد فيه التكتل الشعبي رؤيته بعدم نجاح سمو رئيس مجلس الوزراء في ادارة البلاد من خلال حكوماته الست وأنه لم يعد رجلا للمرحلة كما يرى التكتل. نسألهم الآن من هو رجل المرحلة ومن هو افضل الموجودين الآن؟ فهل يستطيعون الاجابة على ذلك بالفم المليان كما يقولون؟ هل سيقدم التكتل الشعبي استجواب سمو رئيس مجلس الوزراء؟ اقول إن عضوي التكتل الشعبي السعدون والبراك وبأجندتهما المختلفة يعلمان جيدا ان استجواب سمو رئيس مجلس الوزراء من قبلهما ستكون له آثاره السلبية عليهما من الناحية السياسية والانتخابية. لذلك فانهما لن يبادرا الى تقديم أي استجواب وما بياناتهما الا للمناورة السياسية وارسال رسائل مختلفة لأطراف متعددة ومحاولة للتمسك بأطراف كل اوراق اللعبة فاذا تقدم احدها او استخدم بعضها من الغير فيكون لهما موضع من الاعراب فيها. في النهاية اقول إن التكتل الشعبي وبسبب اجندة أعضائه الخاصة قد تأخر كثيرا في كشف ما يؤمن به ويعرفه حق المعرفة من أسباب تراجع الاوضاع في البلد لذلك يعد سببا رئيسيا وشريكا متداخلا فيما وصلت اليه الامور من سوء.
كلنا نتذكر كلام النائب مسلم البراك في مجلس الأمه سابقا حول رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد
وحيث بأن الشيخ ناصر ذو توجه إصلاحي ، وكانت الكتله تدعم ناصر المحمد وتدافع عنه في بعض الأحيان
ولا ننسى تصريحات النائب أحمد السعدون حول أفضلية الشيخ ناصر المحمد لقيادة مجلس الوزراء
ولكن .. خلال مجلس 2008 المنحل لوحت كتلة العمل الشعبي باستجواب رئيس مجلس الوزراء
والآن تكرر هذا الآمر في مجلس 2009
وعلى ضوء هذه الأحداث والتغيرات الأخيرة .. كتب النائب السابق المحامي أحمد المليفي هذه الدراسه
دراسة تحليلية وتقويمية لمواقف التكتل المتغيرة
«الشعبي».. من داعم لرئيس الوزراء.. إلى مستجوب له.. كيف؟.. ولماذا؟
البيان الذي أصدرته كتلة العمل الشعبي المكونة من النائبين أحمد السعدون ومسلم البراك والذي تطرق الى المشاكل والحوادث الاخيرة التي تعرضت لها البلاد مثل حريق الجهراء والعطل الذي أصاب محطة الصرف الصحي في منطقة مشرف والارتباك الحكومي في التعامل مع انفلونزا الخنازير وتعطيل المدارس. ورأت الكتلة ان هذه الامثلة للكوارث والازمات تؤكد يوما بعد يوم وعبر كارثة بعد اخرى حقيقة الفشل الحكومي المتكرر وسوء الادارة المتأصلة والعجز والتخبط والارتباك والاهمال الواضح في القرار كما ورد في بيان الكتلة. وختمت الكتلة بيانها «انها تريد حكومة غير هذه الحكومة التي اثبتت انها في نسختها السادسة لم تختلف في عجزها وفشلها عما كانت عليه في نسخها الخمس السابقة برئاستها واختياراتها»، أي أن كتلة العمل الشعبي في بيانها قد أوضحت أن الفشل ليس وليد التشكيل الحكومي الحالي بل هو فشل متأصل ومستمر في الحكومات الخمس السابقة. والمتتبع لمسيرة كتلة العمل الشعبي وبالاخص النائبان السعدون والبراك في تعاملهما مع الحكومات الخمس الأخيرة والتي تقول عنها كتلة العمل الشعبي في بيانها الحالي انها كلها فاشلة يجد أن هناك تناقضا صارخا وتضاربا واضحا في المواقف والتصريحات السابقة لهذا البيان. لا سيما أن بيان الكتلة لم يعبر عن تغيير للموقف بل أكد أن الفشل هو عنوان الحكومات الست الأخيرة ولو ان البيان تحدث عن فشل حالي نتيجة لمواجهة الحوادث التي عددها ما كان هناك أي تناقض او تضارب في المواقف والتصريحات بل هو تغيير قائم عن تبدل في المعطيات وكيفية التعامل معها. وهنا نتساءل كيف كان موقف التكتل الشعبي من حكومات الشيخ ناصر المحمد السابقة خاصة حكومة 2008؟ ولماذا هذا التغيير المفاجئ في الموقف؟ ففي 14مارس 2008 وردا على البيان الذي اصدرته شخصيا وطالبت فيه باستقالة رئيس مجلس الوزراء للفشل في ادارة البلد نشرت الصحف تصريحا للنائب البراك عضو الكتلة أشاد فيه بسمو رئيس مجلس الوزراء وبمواقفه الصلبة تجاه كثير من القضايا، مؤكداً أن اختيار رئيس الحكومة حق مطلق لسمو أمير البلاد، «ونحن نعتقد - يقول البراك - أن الشيخ ناصر المحمد رجل المرحلة ولو كان هناك طرف ذو استحقاق في تولي رئاسة الوزراء في هذه المرحلة أو المرحلة المقبلة لأعلنا ذلك بالفم المليان ولكن نحن نرى أن الشيخ ناصر المحمد هو رجل المرحلة». وأضاف في تصريحه وهو يتحدث باسم الكتلة بقوله: «لاسيما أننا في كتلة العمل واعلاننا في وقت سابق أن الشيخ ناصر المحمد رئيس ذو توجهات اصلاحية وهذا الكلام ليس من فراغ بل من خلال الوقائع والمواقف لسمو رئيس الوزراء». وزاد البراك: «اننا نعتقد أن وجود هذا الرجل المحاور والمستمع والمتقبل لعملية النقد، والذي يستطيع من خلال الحوار أن يحول القضايا الى أمر واقع، وهذا ما لمسناه منه خلال مواقف سابقة». هذا ما قاله النائب البراك في حق سمو رئيس مجلس الوزراء سابقا وقبل عام. فماذا قال النائب السعدون؟ للنائب السعدون اكثر من تصريح مادحا سمو رئيس مجلس الوزراء فقد جاء في جريدة الوطن التصريح التالي له: «أحمد السعدون لـ «الوطن»: ناصر المحمد أفضل الموجودين لرئاسة الحكومة الجديدة». كما كان له تصريح آخر ابان حملته الانتخابية عندما تمنى على سمو الأمير عودة الشيخ ناصر المحمد الى رئاسة الوزراء ولا شك أن هذا التمنى كان له أثر كبير في دعم عودة الشيخ ناصر الى رئاسة الوزراء لأنه صادر من أحد رؤساء مجلس الامة السابقين والذين يشاركون في المشاورات الدستورية لتعيين رئيس الوزراء. كما هاجم النائب السعدون في أكثر من مناسبة من ينتقدون سمو رئيس مجلس الوزراء ووصفهم بانهم يدافعون عن مصالحهم وعن مصالح الفاسدين. لذلك كان موقف كتلة العمل الشعبي من حكومات الشيخ ناصر مدافعا ومنافحا عنها امام أي هجوم او انتقاد فماذا حدث اليوم؟ وما الذي تغير حتى يتغير موقف الكتلة؟
قبل أن نتحدث عن أسباب تحول التكتل الشعبي من داعم قوي الى سمو رئيس مجلس الوزراء الى ملوح باستجوابه ومطالب بتغييره لا بد من التحدث عن أسباب ذلك الدعم في ذلك الوقت بعد ان اتضحت قناعة التكتل الشعبي في بيانها الاخير من ان فشل هذه الحكومة هو امتداد لفشل الحكومات السابقة التي كان التكتل الشعبي الممثل بالعضوين السعدون والبراك من اشد المدافعين عن رئيسها والواصفين من يواجهه ويصفه بأقل مما وصفوه في بيانهم الاخير بالفساد او التعاون مع المفسدين.
من وجهة نظري رغم تطابق النتيجة في الدفاع عن سمو رئيس مجلس الوزراء في حكوماته السابقة بين النائبين السعدون والبراك الا أن اسباب كل منهما تختلف عن الاخر. فالأسباب الدافعة لوقوف النائب السعدون مع سمو رئيس مجلس الوزراء والدفاع عنه تعود لتطلعه الى رئاسة مجلس الامة ورغبته في الحصول على الدعم الحكومى برئاسة الشيخ ناصر فهو يعرف جيدا ان الوصول الى الرئاسة في هذه المرحلة لن يكون الا عبر أصوات الحكومة. فكان النائب احمد السعدون يراهن في دعمه هذا للشيخ ناصر المحمد بأن تتوجه اصوات الحكومة له في الترشيح للرئاسة. اما النائب البراك فكانت دوافعه تختلف عن ذلك فعلاقته بكل من الوكيل المساعد في ديوان سمو رئيس مجلس الوزراء نايف الركيبي وشقيقه د. صعفق الركيبي وهو يعلم مكانتهما عند سمو رئيس مجلس الوزراء وما يملكانه من تأثيرات مختلفة على النائب البراك جعلته يتخذ مثل هذا الموقف فالنائب البراك غالبا في مواقفه ينظر الى توجهات دائرته بصورة عامة وقبيلته بصورة خاصة فهما المحك الرئيسي في النهاية بالعملية الانتخابية وتوجهات الاصوات فيها. لذلك فهو لن يخاطر في اتخاذ أي موقف يؤدي الى خسارة عنصرين مهمين ومؤثرين من وجوه عدة في أي انتخابات قادمة.
تطورات ومراحل التغيير في التوجه
أما عن أسباب تحول التكتل الشعبي من داعم لسمو الرئيس الى ملوح باستجوابه فهناك أسباب عدة وقبل أن نسرد بعضها لا بد أن نقول ان البيان الأخير الذي أصدره التكتل الشعبي قد سبقه تمهيد واضح لهذا التوجه قاده النائب السعدون. اول هذا التمهيد عندما أبدى السعدون موقفا غريبا ومفاجئا من الشيخ أحمد الفهد بعد أن كان من اشد المهاجمين له حيث وصفه أكثر من مناسبة بأنه أحد عناصر التأزيم. فبعد اجتماع واحد في اللجنة الاسكانية لم تتجاوز نتائجه الا حديثا نعلم ان معظمه مكرر أثنى النائب السعدون على موقف الفهد وشكره على تطابق الأفكار بينهما في اللجنة الاسكانية وهذا الشكر الصادر من النائب السعدون الذي يحسب حساب كل كلمة تصدر منه لا يعود من وجهة نظري الى ما قدمه الشيخ احمد من وعود او مقترحات شفهية في اللجنة الاسكانية بل هو بداية علاقة جديدة مع قوى جديدة ستظهر على الساحة ولاعب جديد. هذا الثناء من النائب السعدون على الفهد هو رسالة ذات مغزى من اتجاهين. احدهما الى رئيس الحكومة بأن النائب السعدون لن ينسى موقفه من التصويت على الرئاسة وانه مستعد ان يتعامل مع أطراف أخرى. والآخر رسالة للفهد بأن هناك مرحلة جديدة وان النائب السعدون مستعد ان يسلكها في التعامل معه ولكن لها استحقاقاتها. وهنا نتساءل ونقول هل يعتبر الثناء على الفهد الذي أطلقه النائب السعدون هو بداية لمسلسل سياسي جديد؟ وهل هذا التقارب يعني تغييرا في اوراق اللعبة وان معركة الصراع على كرسي الرئاسة لم ولن تنته؟ ثم تبع النائب السعدون هذا التوجه برسالة اخرى من خلال التصريح باستجواب سمو رئيس مجلس الوزراء اذا امتنع الوزراء عن الاجابة على الاسئلة الموجهة لهم من النواب وهو احدهم. ولا شك أن هذا التصريح يراد منه ارسال رسالة واضحة لسمو الرئيس بأن قواعد اللعبة قد تغيرت لأن النائب السعدون وهو الضليع بأمور الدستور يعلم جيدا بأن ما جاء بتصريحه بشأن استجواب رئيس الوزراء باختصاصات كل وزير بالرد على الاسئلة مسألة مخالفة للدستور مئة في المئة.
أسباب التغيير
اذا الهدف من التصريح ليس الاستجواب وانما التمهيد للموقف الجديد بوجود لاعب جديد دخل الملعب والمستقبل يقول انه سيكون شريكا اساسيا في اللعبة السياسة ان لم يكن لا عبا وحيدا فيها. اما النائب مسلم فان موقفه هذا يختلف عن موقف زميله في الكتلة فالمعركة الكلامية التي وقعت بينه وبين ناصر الخرافي ودخوله في صراع واضح ومكشوف امام طرف يفوق في تأثيره على ما يملكه الآخرون ومن حولهم من تأثير جعلته يفكر كثيرا في تحييد هذه الخصوم في المستقبل ولا شك أن مهاجمة سمو رئيس مجلس الوزراء رسالة واضحة لهم بأنه يمكن ان يتعاون في المستقبل او على اقل تقدير لن يكون حليفا وداعما لمن يختلفون معه. ان هذا التناقض والتضارب في المواقف الذي وقع فيه التكتل الشعبي لا شك تقابله ارصدة سياسية متغيرة ومتبدلة ولكن الى متى واين؟ وبعد هذا البيان الذي اكد فيه التكتل الشعبي رؤيته بعدم نجاح سمو رئيس مجلس الوزراء في ادارة البلاد من خلال حكوماته الست وأنه لم يعد رجلا للمرحلة كما يرى التكتل. نسألهم الآن من هو رجل المرحلة ومن هو افضل الموجودين الآن؟ فهل يستطيعون الاجابة على ذلك بالفم المليان كما يقولون؟ هل سيقدم التكتل الشعبي استجواب سمو رئيس مجلس الوزراء؟ اقول إن عضوي التكتل الشعبي السعدون والبراك وبأجندتهما المختلفة يعلمان جيدا ان استجواب سمو رئيس مجلس الوزراء من قبلهما ستكون له آثاره السلبية عليهما من الناحية السياسية والانتخابية. لذلك فانهما لن يبادرا الى تقديم أي استجواب وما بياناتهما الا للمناورة السياسية وارسال رسائل مختلفة لأطراف متعددة ومحاولة للتمسك بأطراف كل اوراق اللعبة فاذا تقدم احدها او استخدم بعضها من الغير فيكون لهما موضع من الاعراب فيها. في النهاية اقول إن التكتل الشعبي وبسبب اجندة أعضائه الخاصة قد تأخر كثيرا في كشف ما يؤمن به ويعرفه حق المعرفة من أسباب تراجع الاوضاع في البلد لذلك يعد سببا رئيسيا وشريكا متداخلا فيما وصلت اليه الامور من سوء.