مرحبا أختي الفاضلة ريمية ...
لنترك السياسة قليلا ..ودعينا نتحدث عن الادب العربي ففي الحديث عنه تسلية للنفوس في هذا الزمان العجيب ....
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا
عندما نتأمل قول شوقي رحمه الله ( الأمم أخلاق ) .. قد يستغرب البعض لماذا لم يقل إنما الامم
( عقول) ..! الجواب.. هو ان شوقي شاعر حقيقي ويعرف ان مرض الاخلاق هو شر
الامراض التي تفني الانسانية ...
بمعنى قد يكون الانسان عاقل و صاحب ثقافة لكن في نفس اللحظة يكون عاري من الاخلاق
تماما .. فما فائدة ثقافته ..! هل بقي شيء من إنسانيته ؟
الاخلاق هي : الطبائع و الغرائز و الرغبات ..
الكريم فيه رغبة للبذل يشعر بهذا الشيء ويرتاح عندما يمارس هذه الرغبة و البخيل ليس فيه رغبة
للبذل و اذا طلبت منه البذل يشعر بالالم عكس الكريم ...
هل البخيل غير عاقل .. لا بل عاقل جدا ... هل بخيل غير مثقف .. لا بل فيلسوف ويستطيع
ان يفلسف هذا البخل و يسميه بأجمل الاسماء ... يسميه اقتصاد .. حزم .. حسن تديبر .. الخ
من ليس لديه رغبة و ليس لديه احساس بالاخلاق الحميدة لو اجتمعت الارض كلها على ترغيبه فلن يستطيعوا تحريك رغبته ولو للحظه ... الا ماشاء الله..
رحم الله شوقي .. لقد كان شاعرا بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى ...
شكرا ريمية ..:وردة:
