مقالات - الشيخ مشعل مالك محمد الصباح

بلا عنوان -مقال-الشيخ مشعل مالك محمد الصباح

إن الإصلاح الحقيقي الذي ينشده الجميع يجب أن يبدأ من السلطة التنفيذية نعم، فإن الإصلاح لا يكون بسن القوانين وحدها ولا يكون برسم الخطط وحدها ولا يكون بتحديد الخطوط العريضة وحدها ولكن يقوم بتنفيذ هذه القوانين وتنفيذ هذه الخطط والاتفاق على الخطوط العريضة.
فإن تنفيذ القوانين والسير وفق خطط محددة مهم جدا ومطلوب ويساوي أهمية سن القوانين ورسم الخطط فأن المشكلة مشكلة تطبيق وما دام المشكلة متعلقة بمشكلة تطبيق فيجب أن نبحث عن السبب وإذا نظرنا إلى السبب سنجد أن السلطة التنفيذية متمثلة في الحكومة ووزاراتها هي المسئول الأولى عن تسيير الحياة وفق القوانين والخطط المدروسة والصحيحة.
فإن الإصلاح الحقيقي يبدأ من حكومات كفء على قدر كبير من تطبيق القوانين والسير وفق خطط محددة والمدروسة وليست حكومات قمعية فوق المحاسبة وليست حكومات تساعد على انتشار الفساد وتجعل البلدان أرض ممهدة لانتشار الفساد فيها.
للأسف الشديد لا يتم الإصلاح الحقيقي في أي بلد من البلدان إلى إذا قامت عليه حكومة كفء واعية تخضع لمبدأ المحاسبة الحقيقية وتمنع انتشار الفساد في مؤسساتها قبل أن تطالب الشعوب بعدم الفساد.
ونحن تعبنا من القوانين التي لا تؤدي إلى جديد وتعبنا من الحديث عن الإصلاحات التي تتخذ منها الحكومات الحالية ذراعا لها لتطبيق تلك الإصلاحات وللأسف الشديد وإلى الآن لم نجد أي إصلاحات تذكر.
والذي أريد أن أقوله للجميع فإنه لا توجد هناك أي إصلاحات مادامت الحكومة الحالية مستمرة بنفس عناصرها لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
إن ما يحدث من خلافات بين المجلس والحكومة وما يحدث من كثرة الاستجوابات للوزراء بل ورئيس الوزراء إلا أنه ناتج من عدم احتواء هذه الحكومة للشعب وعدم قدرتها على مواجهة تحدياتها وعدم وفائها بمطالب الإصلاح المطلوب.
يجب أن يتم التفكير بشكل أخر في الحكومة الحالية لأن المسألة ليست مسألة استجوابات والبراءة منها ولكن المسألة مسألة إصلاح يجب أن يشمل جميع نواحي الحياة في الكويت.
 
عدوى الإصلاح -مقال- الشيخ مشعل مالك محمد الصباح

بعد انتشار المظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات في الدول العربية، وبعد أن بدأت الثورات تجتاح الكثير من الدول وكانت البداية من تونس، أخذ الجميع يتوقع مدى تأثر الشعوب الأخرى بما حدث من ثورات وبدأ الجميع يتوقع انتقال العدوى للشعوب الاخر، وبالفعل بدأت العدوى تنتشر وتنتشر وتتوغل في جميع أنحاء الوطن العربي وهذا ما أطلق عليه عدوى الثورات أو عدوى انتقال الثورات التي شعرت جميع الحكومات خلال انتقال هذه العدوى بالرعب الشديد والخوف الكبير الذي جعل البعض يقدم المزيد من العروض الإصلاحية المختلفة التي اختلفت من دولة إلى أخرى.
وسرعان ما تحول الأمر وتغيرت وجهات نظر هذه الحكومات اصبحوا يعودون ببطء إلى ما كانوا عليه وكأنما لم يحدث أي شيء وكأنما ما حدث من ثورات وتغييرات وتقديم عروض للإصلاحات شيء عارض مؤقت ولم يتعاملوا مع الأمر ببالغ الحذر والأهمية التي تنقذهم وتنقذ شعوبهم من خطر الفوضى وعدم الاستقرار.
والسؤال الذي يحير الجميع لماذا لا تنتقل عدوى الإصلاح في الحكومات كما انتقلت عدوى الثورات والاعتصامات والاحتجاجات إلى الشعوب؟!
كم تأمل الجميع في واقع مختلف وجديد وآفاق مليئة بالأمل تجاه الإصلاح ولاسيما بعد ما حدث من تغييرات في جميع أنحاء الوطن العربي ولكن يبدو أن الحكومات في الوطن العربي لابد أن تضطر ولايجب التعامل معها على سبيل الثقة.
الجميع يعلم جيدا مدى الترابط التشابه الذي كان بين الحكومات العربية فهم جميعا وجوه متعددة لجوهر واحد لا يخفى على الجميع الطرق التي يتم بناء عليها اختيار الحكومات بل الطرق التي تعمل من خلالها هذه الحكومات.
لماذا لا تنتقل إلى هذه الحكومات عدوى الإصلاح عدوى التجارب الناجحة في شتى دول العالم ولماذا لا يخشون فقط إلا من التظاهرات والاحتجاجات التي تنتقل عدواها من مكان إلى آخر.
نأمل أن تنتقل عدوى الإصلاح إلى حكومتنا الحالية وإلى جميع الحكومات التي سوف تأتي بعدها فإنه لا يوجد خلاف على شيء صحيح ولا يوجد خلاف في مصلحة عامة تفيد الجميع.
 
لغة التهديد -مقال - الشيخ مشعل مالك محمد الصباح

لقد تحولت لغة الحوار بين المسئولين والمواطن سواء معارض أو غير معارض من لغة التعاون والتضامن بهدف تحقيق المصلحة العامة إلى لغة التهديد والوعيد.
والغريب في الأمر أن هذه العلاقة يجب أن تبنى على الحب والاحترام المتبادل بين الطرفين وهذا المتعارف عليه عرفا وقانونا، وهذا هو الأفضل لتحقيق التقدم والرقي.
لعل هناك الكثير من الأسباب التي أدت إلى تغير لغة الحوار إلى هذا الحد المهين الذي ينال من كرامة الإنسان وحريته في التعبير عن رأيه وعلى رأس هذه الأسباب هو عدم وعي المواطن العادي بحقوقه وعدم مطالبته، وأيضا كان الفترة السابقة بما تحمله من حكومات عربية أخرى تتخذ نفس الطريق في لتعامل مع المواطن مما دفع كثير من الدول أن تحذوا نفس الحذو الذي انتهجته الدول العربية أخرى.
ولكن من الغريب أن نرى هذه الحكومات تنهار بسبب هذا النهج ونرى أننا مصرّون على التمسك به بل وبالعكس لقد زادت لهجة التهديد والوعيد وشتى أنواع الضغوط على من يحاول أن يتحدث ويتكلم عن حق له ولو بسيط.
لم يعي المسئولون الدرس جيدا من طريق هذه الحكومات في تعاملها مع المواطنين ماذا حدث إليها أم أن المسئولون يسيرون على نفس الطرق حتى أخر خطوة.
وإذا لم يتحدث الإنسان بحرية داخل دولة تحكمها المؤسسات والقانون ويطالب بحقوقه ويتطلع إلى القيام بالدور الذي يناسبه فما قيمة الحياة.
وإذا لم يتناول الإنسان الذي يعيش في دولة تحكمها المؤسسات والقانون السلبيات والمساوئ التي تحيط به ويحاول أن يصلحها فما قيمة الحياة.
وهناك الكثير تجرعوا كأسا من التهديد والوعيد مما يجعلهم يقفون مكتوفين الأيدي أمام الكثير من التجاوزات وأمام الكثير من الظلم.
حيث لايزال الشعور بالقهر والظلم هو المسيطر على شرائح كثيره في هذا الوطن بسبب الظلم وعدم المساواة وعدم تحقيق العدالة الاجتماعية
ألم يئن لهذه اللغة أن تتغير ولاسيما بعدما حدث من عبر لم تخفى عن الأبصار أم أننا بصدد كتل من الظلمات وكبت للحريات وظلم اجتماعي جديد يطل بظلاله علينا في بلدنا الآمن. من منا يستطيع أن يقول ما يشاء بحرية دون ضغوط أو تهديد؟؟!!
إن الأوضاع الحالية مما يمر به الكثير من أبناء الوطن من ظلم وقهر تدعو الجميع إلى النظر في توزيع الثروات بطريقة عادلة ومكافحة الفساد أينما وجد والمطالبة بحقوق المواطنين دون تمييز أو عنصرية ويجب أن نعيد النظر لاستعادة الخلل الذي حدث في التركيبة الطبقية والسكانية للدولة قبل أن نندم وقت لا ينفع الندم.
 

GOLDEN ThiNKER

عضو مميز
الزميل مشعل المالك ....

إن الحديث عن الحكومات وتوزيع الثروات كان من المفروض أن يكون في قسم (السياسة والاقتصاد )
وهو أفضل لك حتى يشاركك الأعضاء ويقرأون كل موضوع بأعداد هائله بدلا من ضياع جهودك هنا هباء منثورا ..
انتبه يا أخي ..
نحن هنا في قسم القلم وهو مختلف تماماً وبعيد جداً عن صداع السياسة وقد هربنا منها الى هذا القسم حيث الكتب والثقافة والصالون الفكري والأدبي للاستجمام والراحه ؟

لماذا لاتتأدب بقوانين المنتدى وتحترم المشرفين الذين قاموا بوضع موضوع مخصص

لمقالاتك وبالإسم بعد ان قمت بتحويل قسم القلم الى فوضى وعبث وأرشيف خاص لمقالاتك

علماً ان المشرف الفاضل قام و أكثر من مره بدمج مواضيعك وانت تخالف وتكابر ؟

من المفيد أن تعي وتفهم أن صاحب المنتدى المهندس سعود يقوم بوضع موضوع خاص لمقالاته السياسيه

في قسم السياسة فهل أنت أولى من صاحب المكان والمجهود ؟

وماهو موقعك من الإعراب والقرار حتى تمارس وتكتب المشيخة في المنتدى ؟

طبعا لاشئ ولاصلاحية لك فأنت مواطن حالك من حالنا ولاتمييز بينك وبين أي مواطن وعضو في أي مكان ومجال ..

يجب تعديل هذا الخطأ وتنبيه ألاخ والزميل من الإدارة حرصا على رقي وقوانين المنتدى وحقوق الأعضاء مع نقل ووضع المقالات إلى القسم المخصص
تحياتي للجميع ...
 
الزميل مشعل المالك ....

إن الحديث عن الحكومات وتوزيع الثروات كان من المفروض أن يكون في قسم (السياسة والاقتصاد )
وهو أفضل لك حتى يشاركك الأعضاء ويقرأون كل موضوع بأعداد هائله بدلا من ضياع جهودك هنا هباء منثورا ..
انتبه يا أخي ..
نحن هنا في قسم القلم وهو مختلف تماماً وبعيد جداً عن صداع السياسة وقد هربنا منها الى هذا القسم حيث الكتب والثقافة والصالون الفكري والأدبي للاستجمام والراحه ؟

لماذا لاتتأدب بقوانين المنتدى وتحترم المشرفين الذين قاموا بوضع موضوع مخصص

لمقالاتك وبالإسم بعد ان قمت بتحويل قسم القلم الى فوضى وعبث وأرشيف خاص لمقالاتك

علماً ان المشرف الفاضل قام و أكثر من مره بدمج مواضيعك وانت تخالف وتكابر ؟

من المفيد أن تعي وتفهم أن صاحب المنتدى المهندس سعود يقوم بوضع موضوع خاص لمقالاته السياسيه

في قسم السياسة فهل أنت أولى من صاحب المكان والمجهود ؟

وماهو موقعك من الإعراب والقرار حتى تمارس وتكتب المشيخة في المنتدى ؟

طبعا لاشئ ولاصلاحية لك فأنت مواطن حالك من حالنا ولاتمييز بينك وبين أي مواطن وعضو في أي مكان ومجال ..

يجب تعديل هذا الخطأ وتنبيه ألاخ والزميل من الإدارة حرصا على رقي وقوانين المنتدى وحقوق الأعضاء مع نقل ووضع المقالات إلى القسم المخصص
تحياتي للجميع ...

اولا- اخي GOLDEN ThiNKER هذي الرسالة من ادارة المنتدى اي بما معنى جميع مقالات الشيخ
أهلاً الفواكه الطازجة,

الموضوع التالي الذي أضفته تم نقله
================================================== ===================================
الموضوع: الحاجز النفسي مقال الشيخ مشعل الصباح
القسم السابق: الشبكة السياسية والإقتصادية المحلية
القسم الجديد: شبكة القلم
================================================== ===================================

إذا كانت لديك أية استفسارات أو اسئلة، بإمكانك مراسلة مشرفي الموقع للمساعدة.

تحياتنا,

ثانيا-
قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ"


أنا متابع لمقالات الشيخ وجميع كتاباته ولقاءاته وأشوف أنه يمشي في أتجاه فكري معين واضح هو اتجاه الحق والعدل، وجميع كتاباته متنوعة في شتى المجالات التي تهم كل مواطن كويتي وتظهر مشاكل المواطنين أمام الرأي العام سواء السياسية أو الاجتماعية الله يوفقه وأتمنى من شباب الأسرة الحاكمة أن يمشون في نفس الاتجاه.
كفوو يا شيخ.,.....

ثالثا-

يااخي GOLDEN ThiNKER ترى كم واحد من عائلة الصباح نفس طينة هذا الاستاذ الكاتب الشيخ مشعل الصباح والله راح نرتاح ونبشر بالخير ؟!!
ولاترى ان ظهور احد ابناء الاسرة الحاكمة مؤيد للمواطنين البسطاء تعزز موقفهم امام
القيادات
ربابعا-
ياعائلة الصباح لاينقصكم الذكاء ولا الفطنة بس وين رحتوا ؟!!
يرضيكم ان الكويت تمشي للهلاك ؟!!
يرضيكم واحد من عيالكم والا اثنين والا اكثر ممكن يدمرون حتى استقراركم قبل الشعب ؟!!
يالأسرة الصباح تحملوا ماتجنيه اياديكم لأنكم فضلتوا السكوت والانزواء بعيد عن الناس ومشاكلهم وخفتوا نعم خفتوا من كباركم يسمعونكم كلمة والا يحرمونكم هبة والا هدية والشعب خله يموت ويحترق البلد اللي وقودها اول ناس انتم وبيوتكم ؟؟!!!!
اللهم بلغت ..
جزاك الله كل خير استاذ مشعل الصباح جميع مقالاتك بصميم الفكر والمنطق
الى متى والكل يتحكم بالشعب
 
رحلة الظلم -مقال - الشيخ مشعل مالك محمد الصباح

أي شخص طبيعي في هذه الحياة يمر بمراحل مختلفة سواء عمرية أو اجتماعية أو عملية فمن الناحية العمرية تكون هناك مرحلة الطفولة ومرحلة الشباب ومرحلة الكهولة والشيخوخة ومن الناحية الاجتماعية قد ينتقل الإنسان من ظروف اجتماعية معينة إلى ظروف جتماعية أخرى من مكان إلى إخرى ومن الناحية العملية قد ينتقل الإنسان من عمل إلى أخر أو من بلا عمل إلى شخص يعمل أو العكس.
جرت سنة الحياة على التغيير وعدم الثبات على حال معين، فالحياة بالنسبة للإنسان مراحل وكل مرحلة تختلف عن المرحلة التي سبقتها كما أنها أيضا تختلف عن المرحلة التي تليها ومن المفترض أن يتطور الإنسان للافضل وأنه كلما زاد تقدما في هذه المراحل زاد خبرة وزاد معرفة وزاد رقي وتحضر ولكن المثير للاهتمام وللملاحظة أنه مع العمل باختلاف هذه المراحل وعدم وجود تشابه بينها إلا أن هناك عامل مشترك يفرض نفسه ألا وهو الظلم.
في البداية وجود الإنسان طفلا على هذه الأرض يتحدد الدور الذي يمكن أن يقوم به وينظر الجميع إليه ليس على إنه إنسان بل على إنه أبن فلان وتجمعه صلة قرابة مع فلان، يبدأ الظلم مبكرا حينما نضع نحن بني البشر قواعد وشروط وضوابط لم ينزل الله بها من سلطان وتتعارض مع صحيح الدين.
التمييز في بلادنا يبدأ منذ النشأة إلى الممات فعلى قدر الجاه والمال يكون المستقبل أي زمن هذا وإذا انتقلنا إلى مرحلة أخرى غير مرحلة الطفولة نجد الشاب مثلا يقع تحت صنوف مختلفة من الفساد التي تفسد عليه حياته فبينما هو لم يعد الإعداد الصحيح نجده قد وقع ضحية تصرفات وقرارات مسئولين لا ينفعون أكثر مما يضرون، وإذا استقام له الحال واستطاع أن يجتهد بنفسه ويصل إلى درجة مرضية بالنسبة له يصطدم بالعادات والثقافات الفاسدة التي بثها المسئولون على مدار الكثير من الأعوام فلا يعمل ما يحب ولا يقدم له العون في بلد هو بلده ولا تسنح له الفرصة في المشاركة في بناء وطنه أي ظلم بعد ذلك.
وإذا انتقلت إلى مرحلة أخرى حيث استطاع هذا الفساد القاتل أن يجعل الجميع ييأس ويحاول عدم التطلع إلى محاربة الظلم أو مكافحة الفساد أو حتى معاونة الخير.
إن الثورة الحقيقية هي الثورة التي تهدف إلى تغيير القيم السائدة في المجتمع وطبعا لا تقوم ثورة إلا من أجل تغيير ما هو سيء وفاسد إذن السبب الأساسي وراء الثورة الحقيقية هو تغيير القيم الفاسدة التي دبت في المجتمع.
وما أكثر هذه القيم الآن وما أكثر الظلم الآن وما أكثر الفساد الآن لماذا يتم نشر هذه الثقافة وهذه القيم بين أبناء الوطن الذين هم أمانة في عنق الدولة يجب تنشأتهم بأفضل الطرق وإتاحة لهم أفضل السبل لماذا لا يتصدى أحد لهذه الثقافة التي جعلت الوطن يتكبد ويفقد الكثير.
لماذا لا يستطيع أحد أن يوقف رحلة الظلم التي يبدأ المواطن بمولده وينهيها بمماته وما هو المقابل الذي يحصل عليه هؤلاء المسئولون بعد كل هذه الخسائر التي أحلت بالوطن.
 
من بدل تبدل -مقال - الشيخ مشعل مالك محمد الصباح

قال سائح مسلم للإمام الغزالي تعليقا على سقوط دولة المسلمين في الأندلس ( إن الدليل الذي قادني بين آثار الحمراء تناول المسلمين بالكلمة الحاسمة فقد قامت لهم دولة هنا لما كانوا لله خلائف ثم طردوا من هذه الديار لما أصبحوا على ثراها طوائف)
إن لله سنن وقوانين ثابت لا تتغير وكل ما يحدث لأي أمة أو لأي شعب أو لأي دولة بسبب مخالفتها هذه القوانين وهذه السنن التي فطر الله عليها عباده والتي تنسجم مع فطرتهم وتستقيم حياة الناس بها ومن هذه السنن التوحد على الحق وإقامة العدل وأن يكون جميع البشر خلائف لله عز وجل.
وإذا نظرنا إلى تاريخنا العربي والإسلامي نجده حافلا بكثير من القصص لدول وممالك وأقوام سبقونا ويجب علينا أن نأخذ العبرة منهم وأن نعتبر لما حدث لهم وأن نعرف سبب سقوطهم وسبب نجاحهم حتى نستطيع أن نتفادى مساوئهم ونستفيد من إيجابياتهم.
والقرآن الكريم به الكثير من القصص التي قال عنها الله سبحانه وتعالى "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب"
إن معرفة التاريخ بهدف العبرة شيء مهم وضروري للحفاظ على أي دولة وللحفاظ على أي مملكة.
وإن كنا قد نسينا التاريخ أو لا نريد أن نتعب أنفسنا في قراءته فإننا نعيش الآن واقع مليء بالعبر والعظات الغالية التي يجب أن نجعلها نصب أعيننا أنظر إلى كثير من الأنظمة العربية التي أصابها التصدع والهوان والزوال بل وصل بهم الأمر إلى أنهم أصبحوا أذلة بعد عز ومجد يجب أن نعتبر.
إن التخلي عن المبادئ الهامة مثل العدل والمساواة والشفافية وتحري مصالح الشعوب كفيل بأن يضيع الشعوب وليس فقط الحكام، ومن بدل هذه المبادئ الطبيعية تبدل.
وللأسف رأينا على أرض الكويت ولاسيما في الفترة الأخيرة انتشار للفتن وغياب للرؤية الواضحة وغياب للإصلاحات السياسية والاقتصادية والتعليمية والصحية وتدهور على كافة المستويات والأعجب من ذلك أن الوضع يتأزم دون حل ولم تظهر أي بوادر لمواجهة هذه المشاكل لأن التحركات السياسية لم تشفي قلق المواطن المخلص لهذا الوطن الغالي.
ولكن اليوم يؤلمني أن يشعر المواطن في دولة الكويت بأن المشهد السياسي قد تغير وأصبح الأمر مختلف الآن فالكثير من التغيرات السياسية لا تعبر عن مطالب الشعب الحقيقية وأصبح الأمر أشبه بتهميش المواطن العادي وتجاهل مطالبه.
وفي ظل التغيرات الغير طبيعية والخطيرة التي تحدث في الوطن العربي وتخطي كثير من الشعوب العربية خطوات واثقة ومعلومة تجاه تحقيق العدل والديمقراطية نجد أننا في الكويت ولاسيما في الفترة الأخيرة نقف في دهشة من آثر الإصلاحات السياسية التي تصيب الجميع بخيبة الأمل ولقد أثار قضية تغيير الحكومات في الفترة الأخيرة الكثير من الجدل والكثير من الفتن.
والسؤال الذي يطرح نفسه في ظل هذا الاتجاه إلى أين يسير المسئولين في الكويت ومع كثرة هذه الفتن ومع غموض المشهد السياسي الذي يحاول أن يصنع من المواطن العادي إنسان بلا ثقل في القرارات السياسية إن تطلعات الشعب معروفة ومطالبة واضحة ومحددة وتجاهلها لن يمر مرور الكرام.
 
الضمان الحقيقي -مقال - الشيخ مشعل مالك محمد الصباح

إن أي مجتمع من المجتمعات يسير وفق قيم ومبادئ أقرها في جميع المستويات، ولسنا الآن بصدد أن تكون هذه القيم العامة والمبادئ صحيحة أم خاطئة لأنها مسألة نسبية تختلف من مجتمع لآخر، ولكن هناك خطوط عريضة ومبادئ عامة لا يختلف عليها إنسان مهما كان لونه أو جنسه أو وطنه أو لغته أو دينه مبادئ الحق العدل والمساواة وغيرها من المبادئ التي لا تخالف الفطرة السليمة التي فطر الله الإنسان عليها.
ورغم أننا مجتمع عربي إسلامي بكل ما يحمل من مبادئ قيمة سواء نابعة من حضارته العربية أم من عقيدته الإسلامية السمحة إلا أننا نجد أننا تحولنا إلى مجتمع طبقي قائم على التمييز وليس على المساواة ولا أقصد بالطبقية هنا الصورة التقليدية وهي طبقة الأغنياء والفقراء وإن كانت هذه الطبقة موجودة بالفعل ولكن أدعوى الجميع أن يتأمل أكثر في نوع أخر من الطبقية وهو طبقة السياسيين وطبقة المهمشين نعم لقد تحول المجتمع إلى طبقة من السياسيين المحتكرين للرأي والمحتكرين للتوجه متمثلين في مسئولين يمارسون هذه الممارسات والتي تعود عليها الناس ووجدوا فيها شيئا طبيعيا حتى ولو كان مخالف لمبادئهم العامة وثوابتهم القوية.
إن الضمان الحقيقي لعودة هذه المبادئ العامة الأصيلة إلى المجتمع هو تخلي المسئولين عن احتكار للمناصب السياسية أو أنهم يخضعون لمبدأ المحاسبة الحقيقية حينما توكل لهم هذه المناصب ثم لا يقومون بدورهم على أكمل وجه.
وإني أرى من الصعوبة بمكان أن يتم إسناد المناصب السياسية للأكفاء الذين يستطيعون أن يعبروا بالوطن إلى بر الآمن، أو إلى الذين يعبرون عن مطالب وتطلعات المواطنين.
فلم يعد أمامنا إلى أن نسلك الطريق الآخر وهو محاسبة من يخطئ وهذا هو الضمان الحقيقي الذي تستقيم به مصالح الوطن وتتحقق مسيرة التقدم.
إما إذا بقى الوضع على ما هو عليه دون التحول الطبيعي والمنطقي والواقعي إلى التعديلات السياسية الحقيقية التي تتيح للجميع الممارسات الفعلية والحقوق الطبيعية له كمواطن فهذا معناه ضياع الوطن
 
الحلقة المفقودة -مقال - الشيخ مشعل مالك محمد الصباح

إذا تأملنا جيدا المنظومة السياسية لدولة الكويت يتبادر إلى الذهن عدة تساؤلات ملحة تطلب إجابة إذا كانت المادة (6) من الدستور الكويتي تنص على "نظام الحكم في الكويت ديمقراطي، السيادة فيه للأمة مصدر السلطات جميعا، وتكون ممارسة السيادة على الوجه المبين بهذا الدستور" فهذا معناه واضح لا يدع مجالا للشك من أن نظام الحكم يقوم على الديمقراطية ولا تتحقق الديمقراطية إلا بالشورى ومعرفة رأي الأغلبية وهذه الديمقراطية نيابية والمادة (7) تنص على "العدل والحرية والمساواة دعامات المجتمع، والتعاون والتراحم صلة وثقى بين المواطنين" وهذا معناه تطبيق مبادئ العدل والحرية والمساواة والمادة (8) تنص على "تصون الدولة دعامات المجتمع وتكفل الأمن والطمأنينة وتكافؤ الفرص للمواطنين" أي أن تكافؤ الفرص من حق المواطن على الدولة وإذا نظرنا إلى نص المادة (56) "يعين الأمير رئيس مجلس الوزراء، بعد المشاورات التقليدية ويعفيه من منصبه، كما يعين الوزراء ويعفيهم من مناصبهم بناء على ترشيح رئيس مجلس الوزراء، ويكون تعيين الوزراء من أعضاء مجلس الأمة ومن غيرهم، ولا يزيد عدد الوزراء جميعا على ثلث عدد أعضاء مجلس الأمة" وبما أن الدستور يفسح المجال للرأي العام ومؤسسات المجتمع المدني بهدف ممارسة رقابه شعبية على مؤسسات الحكومة المنظمة، وبما أن الدستور يكفل حرية التعبير عن الرأي يظهر جلي أن هناك حلقة مفقودة في المنظمة السياسية للدولة ويمكن إظهارها.
وإذا سلمنا بهذه الصورة وقلنا إنه من الطبيعي أن يتم تعيين رئيس الوزراء وبعض الوزراء من خارج المجلس وذلك لأنه سوف يكون مسئول أمام المجلس عن ما يقوم به من الأعمال أي أن السلطة الغالبة سوف تكون سلطة المجلس، ولكن لماذا عندما يتم استجواب رئيس مجلس الوزراء يتم حل المجلس؟ وأين عبارة السيادة فيها للأمة مصدر السلطات جميعا؟ وأين تكافؤ الفرص أن كانت بعض المناصب لا تخضع للانتخاب؟
إننا أمام حلقة مفقودة ففي الوقت الذي يتم تعيين الحكومة من خارج المجلس يكون ذلك مخالفا لمبادئ الدستور وعندما يقوم مجلس الأمة بدوره في الاستجواب والمراقبة يتم حله أنا قد أيقنت أن هناك حلقة مفقودة في المنظومة السياسية للدولة.
ولا يهمني أن أعرف هذه الحلقة ولا أريد من أحد أن يبرر لي ويشرح ولكن الذي يهمني هو أن تتغير هذه المنظومة السياسية التي أثارت الكثير من الشكوك والقلق، وجعلت الحياة تصل بنا إلى طريق أخشى أن يكون مسدود.
 
الازدواجية -مقال - الشيخ مشعل مالك محمد الصباح

هناك أنواع كثيرة من الازدواجية فعلى سبيل المثال إن نظرا إلى الازدواجية في اللغة نجد أن الناس يتحدثون باللهجة العامية ولكن عندما يكتبون تكون الكتابة بالفصحى أي ان لغة التأليف تختلف عن اللغة اليومية العادية التي نتحدثها وهذا يعتبر ازدواجية لأن اللغة يجب أن تكون واحدة في حالة الكلام وعند الكتابة وهذه الازدواجية تعتبر مشكلة كبيرة ولا نعلم متى يمكن التخلص منها.
وعلى مستوى علم النفس ازدواج الشخصية مرض نفسي يجعل الإنسان يتستر في أكثر من قناع ويرسم لنفسه أكثر من شخصية فتجده يتصنع أمام الناس بإظهار شخصية ولكن وبمجرد أن يخلو بنفسه يعود إلى حقيقته وطبيعته.
وهناك ازدواجية المجتمع الذي ينتمي إلى مجموعة من القيم والمبادئ والعادات والتقاليد ولكنه يظهر نوع أخر من الثقافة والتقاليد ليست هي وليده البيئة المجتمعية الخاصة به.
وإن كان هذه الأنواع من الازدواجية حالات فردية ولا تؤدي إلى فقدان المجتمع بأكمله إلا أن هناك نوع جديد من الازدواجية أطل بظلاله على الناحية السياسية للبلاد فلم نعد نفسر ما يقوله المسئولون من تصريحات وحديث معسول عن الكثير من الوعود بالخطط التنموية والمشاريع التطوير والتغيير وما يحدث على أرض الواقع شي مختلف تماما.
لقد أصابت الازدواجية الحياة السياسية داخل البلاد بالفعل ازدواجية خاصة بالتعامل مع المواطنين فهناك معايير مزدوجة للأفراد الذين يمكن تقريبهم وتمكينهم واستخدامهم من قبل المسئولين نعم معايير مزدوجة تمكين مجموعة على حساب مجموعة أخرى.
لقد أصابت الازدواجية الحياة السياسية داخل البلاد بالفعل عندما تكون آمال الشعب وأحلامه وتطلعاته إلى المستقبل شيء للخيال فقط دون النظر إلى الجانب العملي الذي يمكن أن يلبي هذه الآمال التطلعات بالمزيد من العمل الدؤوب من قبل المسئولين.
لقد أصابت الازدواجية الحياة السياسية بالفعل عندما يتجاهل المسئولون جوانب القصور ويكون الصمت هو سيد الموقف وهو ردهم على كثير من التدهور الذي أصاب القطاعات المختلفة من الدولة.
إن الازدواجية خطر كبير في كل النواحي ويجب أن يتم حل هذه المشكلة بأسرع وقت قبل أن يتعاظم الأمر ولا ندري جميعا ما هي الخطورة التي سوف تترتب على هذه الازدواجية.
 
الازدواجية - مقال - الشيخ مشعل مالك محمد الصباح

هناك أنواع كثيرة من الازدواجية فعلى سبيل المثال إن نظرا إلى الازدواجية في اللغة نجد أن الناس يتحدثون باللهجة العامية ولكن عندما يكتبون تكون الكتابة بالفصحى أي ان لغة التأليف تختلف عن اللغة اليومية العادية التي نتحدثها وهذا يعتبر ازدواجية لأن اللغة يجب أن تكون واحدة في حالة الكلام وعند الكتابة وهذه الازدواجية تعتبر مشكلة كبيرة ولا نعلم متى يمكن التخلص منها.
وعلى مستوى علم النفس ازدواج الشخصية مرض نفسي يجعل الإنسان يتستر في أكثر من قناع ويرسم لنفسه أكثر من شخصية فتجده يتصنع أمام الناس بإظهار شخصية ولكن وبمجرد أن يخلو بنفسه يعود إلى حقيقته وطبيعته.
وهناك ازدواجية المجتمع الذي ينتمي إلى مجموعة من القيم والمبادئ والعادات والتقاليد ولكنه يظهر نوع أخر من الثقافة والتقاليد ليست هي وليده البيئة المجتمعية الخاصة به.
وإن كان هذه الأنواع من الازدواجية حالات فردية ولا تؤدي إلى فقدان المجتمع بأكمله إلا أن هناك نوع جديد من الازدواجية أطل بظلاله على الناحية السياسية للبلاد فلم نعد نفسر ما يقوله المسئولون من تصريحات وحديث معسول عن الكثير من الوعود بالخطط التنموية والمشاريع التطوير والتغيير وما يحدث على أرض الواقع شي مختلف تماما.
لقد أصابت الازدواجية الحياة السياسية داخل البلاد بالفعل ازدواجية خاصة بالتعامل مع المواطنين فهناك معايير مزدوجة للأفراد الذين يمكن تقريبهم وتمكينهم واستخدامهم من قبل المسئولين نعم معايير مزدوجة تمكين مجموعة على حساب مجموعة أخرى.
لقد أصابت الازدواجية الحياة السياسية داخل البلاد بالفعل عندما تكون آمال الشعب وأحلامه وتطلعاته إلى المستقبل شيء للخيال فقط دون النظر إلى الجانب العملي الذي يمكن أن يلبي هذه الآمال التطلعات بالمزيد من العمل الدؤوب من قبل المسئولين.
لقد أصابت الازدواجية الحياة السياسية بالفعل عندما يتجاهل المسئولون جوانب القصور ويكون الصمت هو سيد الموقف وهو ردهم على كثير من التدهور الذي أصاب القطاعات المختلفة من الدولة.
إن الازدواجية خطر كبير في كل النواحي ويجب أن يتم حل هذه المشكلة بأسرع وقت قبل أن يتعاظم الأمر ولا ندري جميعا ما هي الخطورة التي سوف تترتب على هذه الازدواجية.
 
الجمود -مقال- الشيخ مشعل مالك محمد الصباح

إن الجمود في الفكر له خطر كبير على مستقبل أي إنسان بل إنه له خطر كبير على مستقبل الأمم بشكل عام فإن التطور والتغير سنة من سنن الله في الكون والذي ينظر من حوله لم يجد شيء يثبت على حاله مهما حدث فالحديث يقدم والصغير يكبر والكبير تصيبه الشيخوخه والنهار يعقبه الليل والليل يعقبه النهار.
إن الجمود في التفكير يتوقف بالإنسان عن التغير والتطوير إلى الأفضل ويتعامل مع الأشياء كلها بناء على حسابات فترة زمنية معينة دون الاعتبار والنظر إلى التغيرات التي تطرأ على العالم من حوله.
وإن ما يحدث من خلافات بين الحكومة والمجلس وكثرة هذه الخلافات وعدم احتواء الحكومة للموقف وللشعب وبالإضافة إلى ذلك تأخر الحكومة في تقديم إصلاحات سياسية أو القيام بدورها بحيث نشهد نحن كمواطنين التطور والتغير الذي تحدثت به هذه الحكومة ولكن مايراه الجميع يدل على جمود التفكير.
وعندما تتعامل الحكومة بعد كل هذه التغيرات وفي كل الأوقات بعقلية واحدة لا تراعي التغيرات والتجديدات فهذا نتيجة طبيعة عن الجمود في التفكير.
وعندما نرى الدور الحقيقي للكويت الذي يتناسب مع إمكانياتها وثرواتها ومقوماتها المختلفة المتنوعة ليس على ارض الواقع فهذا معناه جمود في التفكير.
من قال أن الحكومات عليها تسيير الأعمال فقط من قال أن الحكومات كل ما تستطيع أن تقدمه خدمات فقط هناك الكثير من الأعباء التي تلقى على عاتق الحكومات وهناك الكثير من الرؤى المستقبلية التي يجب أن تضعها الحكومة في عين الاعتبار وهناك الكثير من التحديات التطلعات التي يجب على الحكومة أن تقدم الإجابات الشافية الكافية التامة عنها بالقول والعمل والشفافية التي تجعل الجميع يعمل في اتجاه واحد وفي تحقيق مصلحة واحدة.
إن عمل الحكومة على شعور المواطنين بالاستقرار هو دافع قوي ومهم على تحقيق الاستقرار وليس العمل المنفرد الذي يقوم على فرض الاتجاه الواحد مهما حدث من تغيرات وتطورات لا تأخذها الحكومة بعين الاعتبار.
الجمود في التفكير لا يؤدي إلى جديد بل بالعكس سوف يزيد الوضع أكثر تأزما وسوف يزيد الأمور تعقيدا وسوف يزيد الاحتقانات والمواجهات ويؤدي إلى ما لا يحمد عقباه.
 
عدوى الإصلاح -مقال- الشيخ مشعل مالك محمد الصباح

بعد انتشار المظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات في الدول العربية، وبعد أن بدأت الثورات تجتاح الكثير من الدول وكانت البداية من تونس، أخذ الجميع يتوقع مدى تأثر الشعوب الأخرى بما حدث من ثورات وبدأ الجميع يتوقع انتقال العدوى للشعوب الاخر، وبالفعل بدأت العدوى تنتشر وتنتشر وتتوغل في جميع أنحاء الوطن العربي وهذا ما أطلق عليه عدوى الثورات أو عدوى انتقال الثورات التي شعرت جميع الحكومات خلال انتقال هذه العدوى بالرعب الشديد والخوف الكبير الذي جعل البعض يقدم المزيد من العروض الإصلاحية المختلفة التي اختلفت من دولة إلى أخرى.
وسرعان ما تحول الأمر وتغيرت وجهات نظر هذه الحكومات اصبحوا يعودون ببطء إلى ما كانوا عليه وكأنما لم يحدث أي شيء وكأنما ما حدث من ثورات وتغييرات وتقديم عروض للإصلاحات شيء عارض مؤقت ولم يتعاملوا مع الأمر ببالغ الحذر والأهمية التي تنقذهم وتنقذ شعوبهم من خطر الفوضى وعدم الاستقرار.
والسؤال الذي يحير الجميع لماذا لا تنتقل عدوى الإصلاح في الحكومات كما انتقلت عدوى الثورات والاعتصامات والاحتجاجات إلى الشعوب؟!
كم تأمل الجميع في واقع مختلف وجديد وآفاق مليئة بالأمل تجاه الإصلاح ولاسيما بعد ما حدث من تغييرات في جميع أنحاء الوطن العربي ولكن يبدو أن الحكومات في الوطن العربي لابد أن تضطر ولايجب التعامل معها على سبيل الثقة.
الجميع يعلم جيدا مدى الترابط التشابه الذي كان بين الحكومات العربية فهم جميعا وجوه متعددة لجوهر واحد لا يخفى على الجميع الطرق التي يتم بناء عليها اختيار الحكومات بل الطرق التي تعمل من خلالها هذه الحكومات.
لماذا لا تنتقل إلى هذه الحكومات عدوى الإصلاح عدوى التجارب الناجحة في شتى دول العالم ولماذا لا يخشون فقط إلا من التظاهرات والاحتجاجات التي تنتقل عدواها من مكان إلى آخر.
نأمل أن تنتقل عدوى الإصلاح إلى حكومتنا الحالية وإلى جميع الحكومات التي سوف تأتي بعدها فإنه لا يوجد خلاف على شيء صحيح ولا يوجد خلاف في مصلحة عامة تفيد الجميع.
 
لغة التهديد -مقال - الشيخ مشعل مالك محمد الصباح

لقد تحولت لغة الحوار بين المسئولين والمواطن سواء معارض أو غير معارض من لغة التعاون والتضامن بهدف تحقيق المصلحة العامة إلى لغة التهديد والوعيد.
والغريب في الأمر أن هذه العلاقة يجب أن تبنى على الحب والاحترام المتبادل بين الطرفين وهذا المتعارف عليه عرفا وقانونا، وهذا هو الأفضل لتحقيق التقدم والرقي.
لعل هناك الكثير من الأسباب التي أدت إلى تغير لغة الحوار إلى هذا الحد المهين الذي ينال من كرامة الإنسان وحريته في التعبير عن رأيه وعلى رأس هذه الأسباب هو عدم وعي المواطن العادي بحقوقه وعدم مطالبته، وأيضا كان الفترة السابقة بما تحمله من حكومات عربية أخرى تتخذ نفس الطريق في لتعامل مع المواطن مما دفع كثير من الدول أن تحذوا نفس الحذو الذي انتهجته الدول العربية أخرى.
ولكن من الغريب أن نرى هذه الحكومات تنهار بسبب هذا النهج ونرى أننا مصرّون على التمسك به بل وبالعكس لقد زادت لهجة التهديد والوعيد وشتى أنواع الضغوط على من يحاول أن يتحدث ويتكلم عن حق له ولو بسيط.
لم يعي المسئولون الدرس جيدا من طريق هذه الحكومات في تعاملها مع المواطنين ماذا حدث إليها أم أن المسئولون يسيرون على نفس الطرق حتى أخر خطوة.
وإذا لم يتحدث الإنسان بحرية داخل دولة تحكمها المؤسسات والقانون ويطالب بحقوقه ويتطلع إلى القيام بالدور الذي يناسبه فما قيمة الحياة.
وإذا لم يتناول الإنسان الذي يعيش في دولة تحكمها المؤسسات والقانون السلبيات والمساوئ التي تحيط به ويحاول أن يصلحها فما قيمة الحياة.
وهناك الكثير تجرعوا كأسا من التهديد والوعيد مما يجعلهم يقفون مكتوفين الأيدي أمام الكثير من التجاوزات وأمام الكثير من الظلم.
حيث لايزال الشعور بالقهر والظلم هو المسيطر على شرائح كثيره في هذا الوطن بسبب الظلم وعدم المساواة وعدم تحقيق العدالة الاجتماعية
ألم يئن لهذه اللغة أن تتغير ولاسيما بعدما حدث من عبر لم تخفى عن الأبصار أم أننا بصدد كتل من الظلمات وكبت للحريات وظلم اجتماعي جديد يطل بظلاله علينا في بلدنا الآمن. من منا يستطيع أن يقول ما يشاء بحرية دون ضغوط أو تهديد؟؟!!
إن الأوضاع الحالية مما يمر به الكثير من أبناء الوطن من ظلم وقهر تدعو الجميع إلى النظر في توزيع الثروات بطريقة عادلة ومكافحة الفساد أينما وجد والمطالبة بحقوق المواطنين دون تمييز أو عنصرية ويجب أن نعيد النظر لاستعادة الخلل الذي حدث في التركيبة الطبقية والسكانية للدولة قبل أن نندم وقت لا ينفع الندم.
 
عصر الأساطير -مقال - الشيخ مشعل مالك محمد الصباح

«كان ياما كان في سالف العصر والأوان» و«يحكى أن» و«في إحدى البلاد» كانت هذه العبارة هي مطلع الكثير من القصص التي نشأنا عليها والتي مازالت مستمرة إلى وقتنا هذا.
وكم سمعت من القصص والأساطير وكم قرأت منها أيضا ولكن هناك قصة فريدة من نوعها غريبة في عرضها دقيقة في هدفها سيطرت على تفكيري وجعلتني أكثر تأملا وأكثر تحليلا ألا وهي قصة تأليف كتاب «كليلة ودمنة» هذا الكتاب المشهور الذي يعرفه الكثيرون ممن لهم باع في الأدب أو الهواة أو القراء العاديين لما له من أهمية كبيرة عند علماء الأخلاق والساسة عبر العصور.
وتتمحور قصة تأليف الكتاب حول تولي الملك «دبشليم» العرش في بلاد الهند وتميز هذا الملك بأنه كان ظالما لا يقبل إلا رأيه ولا يسمع إلا صوته ولا يسير إلى في توجهه فهو لا يعبأ بنصائح الناصحين ولا بآراء الحكماء الصائبين، حتى ان توجه إليه أحد هؤلاء الحكماء يدعى «بيدبا الحكيم» وهو فيلسوف وحكيم فنصح الملك فغضب الملك وسجنه مقابل ما صنع.
فوجد الفيلسوف بيدبا نفسه أمام حيرة من أمره وذات يوم أمر الملك بالإفراج عنه وطلب منه أن يعطيه من الحكمة والخبرة ما يستطيع، فقرر الحكيم ألا يقع في نفس الخطأ الذي وقع فيه من قبل وأخذ ينصح الملك ولكن من خلال القصص التي تحتوي على رموز وشخصيات حيوانية حتى لا يفعل به الملك ما صنع به من قبل وأخذ يوجه له النصائح عن طريق هذه الشخصيات التي أودعها في قصصه.
والغريب في هذا الأمر أننا في هذا العالم المتقدم الراقي في شتى مجالات الحياة نعيش في عصر الرمز فالجميع يشعر بشيء ويظهر شيئا آخر لقد أصبحنا جميعنا أمام المسؤولين «بيدبا» الذي لابد أن يحول كل شيء إلى رمز ولا يذكره صراحة حتى لا ينال العقاب.
وأصبح الناس خائفون إذا أرادوا الحديث في بعض الأمور التي يرونها شائكة وعاقبتها وخيمة وهي حق لهم سلب منهم.
فأنا لن أكون ممن يستخدمون هذه الرموز، وسوف أقول ان هناك ظلما واقعا على الكثير من أبناء الأسرة الحاكمة هذا الظلم الذي يعيشه هؤلاء الشباب دون أدنى ذنب فعلوه، إنهم لم يتعرضوا لهذا الظلم إلا بسبب احتكار المسؤولين الكبار في الأسرة المناصب وسوء توزيع الأموال بين أبناء الأسرة الحاكمة.
هذه هي الحقيقة هناك جزء كبير من شباب الأسرة الحاكمة لم ينالوا إلا التهميش والابعاد عن أي واقع سياسي أو اقتصادي أو حتى اجتماعي دون معرفة سبب واضح وصريح وحقيقي، وهناك مجموعة كبيرة من أبناء الأسرة لا تستجاب مطالبهم ولا يستمع إليهم أحد، لقد أصبح المشهد غير واضح وغير مفهوم فلا يوجد الاهتمام المطلوب.
ولكن السؤال المهم ألا يعلم هؤلاء المسؤولين ان استقرار الوطن من استقرار الأسرة ولنا في التاريخ عبرة.
ولماذا يترك المسؤولون الكثير من أبناء الأسرة يطرحون قضاياهم بين الحين والآخر أمام وسائل الإعلام سواء المكتوبة أو قد يكون في المستقبل القريب المرئية وهذا السؤال الأهم.

وإن كان الذي دفعني لكتابة تلك الأشياء مختلفة متعلقة بواقع أبناء الأسرة الحاكمة المهمشين وأيضا متعلقة بشريحة من شرائح المجتمع التي تعاني من نفس التهميش إلا ان السبب الرئيسي الذي دفعني إلى كتابة ذلك هو انني سوف أكون صريحا ولن استخدم الرمز مرة أخرى وعلى كل من يحاول أن يظلم يجب ان يكون حذرا.
 
رحلة الظلم -مقال - الشيخ مشعل مالك محمد الصباح

أي شخص طبيعي في هذه الحياة يمر بمراحل مختلفة سواء عمرية أو اجتماعية أو عملية فمن الناحية العمرية تكون هناك مرحلة الطفولة ومرحلة الشباب ومرحلة الكهولة والشيخوخة ومن الناحية الاجتماعية قد ينتقل الإنسان من ظروف اجتماعية معينة إلى ظروف جتماعية أخرى من مكان إلى إخرى ومن الناحية العملية قد ينتقل الإنسان من عمل إلى أخر أو من بلا عمل إلى شخص يعمل أو العكس.
جرت سنة الحياة على التغيير وعدم الثبات على حال معين، فالحياة بالنسبة للإنسان مراحل وكل مرحلة تختلف عن المرحلة التي سبقتها كما أنها أيضا تختلف عن المرحلة التي تليها ومن المفترض أن يتطور الإنسان للافضل وأنه كلما زاد تقدما في هذه المراحل زاد خبرة وزاد معرفة وزاد رقي وتحضر ولكن المثير للاهتمام وللملاحظة أنه مع العمل باختلاف هذه المراحل وعدم وجود تشابه بينها إلا أن هناك عامل مشترك يفرض نفسه ألا وهو الظلم.
في البداية وجود الإنسان طفلا على هذه الأرض يتحدد الدور الذي يمكن أن يقوم به وينظر الجميع إليه ليس على إنه إنسان بل على إنه أبن فلان وتجمعه صلة قرابة مع فلان، يبدأ الظلم مبكرا حينما نضع نحن بني البشر قواعد وشروط وضوابط لم ينزل الله بها من سلطان وتتعارض مع صحيح الدين.
التمييز في بلادنا يبدأ منذ النشأة إلى الممات فعلى قدر الجاه والمال يكون المستقبل أي زمن هذا وإذا انتقلنا إلى مرحلة أخرى غير مرحلة الطفولة نجد الشاب مثلا يقع تحت صنوف مختلفة من الفساد التي تفسد عليه حياته فبينما هو لم يعد الإعداد الصحيح نجده قد وقع ضحية تصرفات وقرارات مسئولين لا ينفعون أكثر مما يضرون، وإذا استقام له الحال واستطاع أن يجتهد بنفسه ويصل إلى درجة مرضية بالنسبة له يصطدم بالعادات والثقافات الفاسدة التي بثها المسئولون على مدار الكثير من الأعوام فلا يعمل ما يحب ولا يقدم له العون في بلد هو بلده ولا تسنح له الفرصة في المشاركة في بناء وطنه أي ظلم بعد ذلك.
وإذا انتقلت إلى مرحلة أخرى حيث استطاع هذا الفساد القاتل أن يجعل الجميع ييأس ويحاول عدم التطلع إلى محاربة الظلم أو مكافحة الفساد أو حتى معاونة الخير.
إن الثورة الحقيقية هي الثورة التي تهدف إلى تغيير القيم السائدة في المجتمع وطبعا لا تقوم ثورة إلا من أجل تغيير ما هو سيء وفاسد إذن السبب الأساسي وراء الثورة الحقيقية هو تغيير القيم الفاسدة التي دبت في المجتمع.
وما أكثر هذه القيم الآن وما أكثر الظلم الآن وما أكثر الفساد الآن لماذا يتم نشر هذه الثقافة وهذه القيم بين أبناء الوطن الذين هم أمانة في عنق الدولة يجب تنشأتهم بأفضل الطرق وإتاحة لهم أفضل السبل لماذا لا يتصدى أحد لهذه الثقافة التي جعلت الوطن يتكبد ويفقد الكثير.
لماذا لا يستطيع أحد أن يوقف رحلة الظلم التي يبدأ المواطن بمولده وينهيها بمماته وما هو المقابل الذي يحصل عليه هؤلاء المسئولون بعد كل هذه الخسائر التي أحلت بالوطن.
 
من بدل تبدل -مقال - الشيخ مشعل مالك محمد الصباح

قال سائح مسلم للإمام الغزالي تعليقا على سقوط دولة المسلمين في الأندلس ( إن الدليل الذي قادني بين آثار الحمراء تناول المسلمين بالكلمة الحاسمة فقد قامت لهم دولة هنا لما كانوا لله خلائف ثم طردوا من هذه الديار لما أصبحوا على ثراها طوائف)
إن لله سنن وقوانين ثابت لا تتغير وكل ما يحدث لأي أمة أو لأي شعب أو لأي دولة بسبب مخالفتها هذه القوانين وهذه السنن التي فطر الله عليها عباده والتي تنسجم مع فطرتهم وتستقيم حياة الناس بها ومن هذه السنن التوحد على الحق وإقامة العدل وأن يكون جميع البشر خلائف لله عز وجل.
وإذا نظرنا إلى تاريخنا العربي والإسلامي نجده حافلا بكثير من القصص لدول وممالك وأقوام سبقونا ويجب علينا أن نأخذ العبرة منهم وأن نعتبر لما حدث لهم وأن نعرف سبب سقوطهم وسبب نجاحهم حتى نستطيع أن نتفادى مساوئهم ونستفيد من إيجابياتهم.
والقرآن الكريم به الكثير من القصص التي قال عنها الله سبحانه وتعالى "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب"
إن معرفة التاريخ بهدف العبرة شيء مهم وضروري للحفاظ على أي دولة وللحفاظ على أي مملكة.
وإن كنا قد نسينا التاريخ أو لا نريد أن نتعب أنفسنا في قراءته فإننا نعيش الآن واقع مليء بالعبر والعظات الغالية التي يجب أن نجعلها نصب أعيننا أنظر إلى كثير من الأنظمة العربية التي أصابها التصدع والهوان والزوال بل وصل بهم الأمر إلى أنهم أصبحوا أذلة بعد عز ومجد يجب أن نعتبر.
إن التخلي عن المبادئ الهامة مثل العدل والمساواة والشفافية وتحري مصالح الشعوب كفيل بأن يضيع الشعوب وليس فقط الحكام، ومن بدل هذه المبادئ الطبيعية تبدل.
وللأسف رأينا على أرض الكويت ولاسيما في الفترة الأخيرة انتشار للفتن وغياب للرؤية الواضحة وغياب للإصلاحات السياسية والاقتصادية والتعليمية والصحية وتدهور على كافة المستويات والأعجب من ذلك أن الوضع يتأزم دون حل ولم تظهر أي بوادر لمواجهة هذه المشاكل لأن التحركات السياسية لم تشفي قلق المواطن المخلص لهذا الوطن الغالي.
ولكن اليوم يؤلمني أن يشعر المواطن في دولة الكويت بأن المشهد السياسي قد تغير وأصبح الأمر مختلف الآن فالكثير من التغيرات السياسية لا تعبر عن مطالب الشعب الحقيقية وأصبح الأمر أشبه بتهميش المواطن العادي وتجاهل مطالبه.
وفي ظل التغيرات الغير طبيعية والخطيرة التي تحدث في الوطن العربي وتخطي كثير من الشعوب العربية خطوات واثقة ومعلومة تجاه تحقيق العدل والديمقراطية نجد أننا في الكويت ولاسيما في الفترة الأخيرة نقف في دهشة من آثر الإصلاحات السياسية التي تصيب الجميع بخيبة الأمل ولقد أثار قضية تغيير الحكومات في الفترة الأخيرة الكثير من الجدل والكثير من الفتن.
والسؤال الذي يطرح نفسه في ظل هذا الاتجاه إلى أين يسير المسئولين في الكويت ومع كثرة هذه الفتن ومع غموض المشهد السياسي الذي يحاول أن يصنع من المواطن العادي إنسان بلا ثقل في القرارات السياسية إن تطلعات الشعب معروفة ومطالبة واضحة ومحددة وتجاهلها لن يمر مرور الكرام.
 
الضمان الحقيقي -مقال - الشيخ مشعل مالك محمد الصباح

إن أي مجتمع من المجتمعات يسير وفق قيم ومبادئ أقرها في جميع المستويات، ولسنا الآن بصدد أن تكون هذه القيم العامة والمبادئ صحيحة أم خاطئة لأنها مسألة نسبية تختلف من مجتمع لآخر، ولكن هناك خطوط عريضة ومبادئ عامة لا يختلف عليها إنسان مهما كان لونه أو جنسه أو وطنه أو لغته أو دينه مبادئ الحق العدل والمساواة وغيرها من المبادئ التي لا تخالف الفطرة السليمة التي فطر الله الإنسان عليها.
ورغم أننا مجتمع عربي إسلامي بكل ما يحمل من مبادئ قيمة سواء نابعة من حضارته العربية أم من عقيدته الإسلامية السمحة إلا أننا نجد أننا تحولنا إلى مجتمع طبقي قائم على التمييز وليس على المساواة ولا أقصد بالطبقية هنا الصورة التقليدية وهي طبقة الأغنياء والفقراء وإن كانت هذه الطبقة موجودة بالفعل ولكن أدعوى الجميع أن يتأمل أكثر في نوع أخر من الطبقية وهو طبقة السياسيين وطبقة المهمشين نعم لقد تحول المجتمع إلى طبقة من السياسيين المحتكرين للرأي والمحتكرين للتوجه متمثلين في مسئولين يمارسون هذه الممارسات والتي تعود عليها الناس ووجدوا فيها شيئا طبيعيا حتى ولو كان مخالف لمبادئهم العامة وثوابتهم القوية.
إن الضمان الحقيقي لعودة هذه المبادئ العامة الأصيلة إلى المجتمع هو تخلي المسئولين عن احتكار للمناصب السياسية أو أنهم يخضعون لمبدأ المحاسبة الحقيقية حينما توكل لهم هذه المناصب ثم لا يقومون بدورهم على أكمل وجه.
وإني أرى من الصعوبة بمكان أن يتم إسناد المناصب السياسية للأكفاء الذين يستطيعون أن يعبروا بالوطن إلى بر الآمن، أو إلى الذين يعبرون عن مطالب وتطلعات المواطنين.
فلم يعد أمامنا إلى أن نسلك الطريق الآخر وهو محاسبة من يخطئ وهذا هو الضمان الحقيقي الذي تستقيم به مصالح الوطن وتتحقق مسيرة التقدم.
إما إذا بقى الوضع على ما هو عليه دون التحول الطبيعي والمنطقي والواقعي إلى التعديلات السياسية الحقيقية التي تتيح للجميع الممارسات الفعلية والحقوق الطبيعية له كمواطن فهذا معناه ضياع الوطن
 
الحلقة المفقودة -مقال - الشيخ مشعل مالك محمد الصباح

إذا تأملنا جيدا المنظومة السياسية لدولة الكويت يتبادر إلى الذهن عدة تساؤلات ملحة تطلب إجابة إذا كانت المادة (6) من الدستور الكويتي تنص على "نظام الحكم في الكويت ديمقراطي، السيادة فيه للأمة مصدر السلطات جميعا، وتكون ممارسة السيادة على الوجه المبين بهذا الدستور" فهذا معناه واضح لا يدع مجالا للشك من أن نظام الحكم يقوم على الديمقراطية ولا تتحقق الديمقراطية إلا بالشورى ومعرفة رأي الأغلبية وهذه الديمقراطية نيابية والمادة (7) تنص على "العدل والحرية والمساواة دعامات المجتمع، والتعاون والتراحم صلة وثقى بين المواطنين" وهذا معناه تطبيق مبادئ العدل والحرية والمساواة والمادة (8) تنص على "تصون الدولة دعامات المجتمع وتكفل الأمن والطمأنينة وتكافؤ الفرص للمواطنين" أي أن تكافؤ الفرص من حق المواطن على الدولة وإذا نظرنا إلى نص المادة (56) "يعين الأمير رئيس مجلس الوزراء، بعد المشاورات التقليدية ويعفيه من منصبه، كما يعين الوزراء ويعفيهم من مناصبهم بناء على ترشيح رئيس مجلس الوزراء، ويكون تعيين الوزراء من أعضاء مجلس الأمة ومن غيرهم، ولا يزيد عدد الوزراء جميعا على ثلث عدد أعضاء مجلس الأمة" وبما أن الدستور يفسح المجال للرأي العام ومؤسسات المجتمع المدني بهدف ممارسة رقابه شعبية على مؤسسات الحكومة المنظمة، وبما أن الدستور يكفل حرية التعبير عن الرأي يظهر جلي أن هناك حلقة مفقودة في المنظمة السياسية للدولة ويمكن إظهارها.
وإذا سلمنا بهذه الصورة وقلنا إنه من الطبيعي أن يتم تعيين رئيس الوزراء وبعض الوزراء من خارج المجلس وذلك لأنه سوف يكون مسئول أمام المجلس عن ما يقوم به من الأعمال أي أن السلطة الغالبة سوف تكون سلطة المجلس، ولكن لماذا عندما يتم استجواب رئيس مجلس الوزراء يتم حل المجلس؟ وأين عبارة السيادة فيها للأمة مصدر السلطات جميعا؟ وأين تكافؤ الفرص أن كانت بعض المناصب لا تخضع للانتخاب؟
إننا أمام حلقة مفقودة ففي الوقت الذي يتم تعيين الحكومة من خارج المجلس يكون ذلك مخالفا لمبادئ الدستور وعندما يقوم مجلس الأمة بدوره في الاستجواب والمراقبة يتم حله أنا قد أيقنت أن هناك حلقة مفقودة في المنظومة السياسية للدولة.
ولا يهمني أن أعرف هذه الحلقة ولا أريد من أحد أن يبرر لي ويشرح ولكن الذي يهمني هو أن تتغير هذه المنظومة السياسية التي أثارت الكثير من الشكوك والقلق، وجعلت الحياة تصل بنا إلى طريق أخشى أن يكون مسدود.
 
استنساخ السياسات -مقال - الشيخ مشعل مالك محمد الصباح

أثار استنساخ الكائنات الحية جدلا كبيرا علميا ودينيا وفي جميع الأوساط ، بعد أن استقر الأمر وأصبحت هناك أنواع كثيرة من استنساخ الكائنات الحية وأصبحت هناك أغراض كثيرة من هذا الاستنساخ إلا أن الدين والقوانين وقفت في طريق كل من يحاول تطبيق ذلك على البشر ومنعت بشدة أن تتم عمليات استنساخ بشر بأي حال من الأحوال، وتساوى في ذلك القانون مع الدين لمنع العبث بالبشر.
وبما أن الحياة قائمة على التجدد والتطوير فيجب أن يكون هناك تجديد وتطوير وتغيير لأن ذلك شيء طبيعي في الكون والتطور والتجدد هو سنة الله في الكون وبما أن سنة الله في الكون أنه يتطور ويتجدد إذن هناك حكمة كبيرة من التطوير التغيير والتجديد سواء علمنا هذه الحكمة أو لم نعلمها.
إلا أننا في اختيار الحكومة والسياسات أصبحنا لا نتحرى التطوير والتجدد فإن الثبات التقليدي والروتين الفعلي يعتبر هو السمة البارزة لاستمرار السياسات واستمرار الأشخاص وكأن هناك شرط واحد لاستمرار البلاد واستقرارها ألا وهو استنساخ السياسات القديمة حتى تصير سياسات حالية واستنساخ السياسة الحالية حتى تصير سياسات مستقبلية وهكذا.
لماذا نستنسخ السياسات ولا يوجد هناك أي تطوير أو تجديد أو تغيير؟؟!! لماذا يشترط أن تستنسخ الشخصيات حتى تستمر نعم أنها استنساخ للشخصيات واستنساخ للسياسيات استنساخ يكون مبرره الأول والأخير الحفاظ على الوضع الحالي دون تقدم أو تطوير.
فإنه يجب على كل رئيس وزراء أن يكون مثل سابقه حتى يكون رئيس وزراء ويجب على جميع الوزراء أن يكونوا صورة كاملة من سابقيهم حتى يكونوا وزراء وهكذا وهكذا استنساخ واستنساخ لا ينتهي.
نفس الصورة تتكرر والمأساة واحدة نفس المشكلة تتكرر والتبرير واحد إن دعم التغيير والتطوير ليس معناه عدم الاستقرار وليس معناه الفوضى ولكنه معناه الاستمرار الحقيقي.
لا يمكن أن يكون هناك استمرار حقيقي لأي سياسات إلا إذا كانت تأخذ في الاعتبار التطوير والتجديد والعمل على تحقيق المفروض وليس على قبول الواقع وعدم التعامل معه.
هل هذا يعتبر قصور في التفكير أم أن ذلك حركات مدروسة ومحكمة التنفيذ لتستنسخ السياسات والشخصيات.
لا طريق أمام الجميع إلى التطوير والتغيير والتجدد فهذا هو الضمان الحقيقي للاستمرار.
 
أعلى