مقالات - الشيخ مشعل مالك محمد الصباح

استنساخ السياسات -مقال - الشيخ مشعل مالك محمد الصباح

أثار استنساخ الكائنات الحية جدلا كبيرا علميا ودينيا وفي جميع الأوساط ، بعد أن استقر الأمر وأصبحت هناك أنواع كثيرة من استنساخ الكائنات الحية وأصبحت هناك أغراض كثيرة من هذا الاستنساخ إلا أن الدين والقوانين وقفت في طريق كل من يحاول تطبيق ذلك على البشر ومنعت بشدة أن تتم عمليات استنساخ بشر بأي حال من الأحوال، وتساوى في ذلك القانون مع الدين لمنع العبث بالبشر.
وبما أن الحياة قائمة على التجدد والتطوير فيجب أن يكون هناك تجديد وتطوير وتغيير لأن ذلك شيء طبيعي في الكون والتطور والتجدد هو سنة الله في الكون وبما أن سنة الله في الكون أنه يتطور ويتجدد إذن هناك حكمة كبيرة من التطوير التغيير والتجديد سواء علمنا هذه الحكمة أو لم نعلمها.
إلا أننا في اختيار الحكومة والسياسات أصبحنا لا نتحرى التطوير والتجدد فإن الثبات التقليدي والروتين الفعلي يعتبر هو السمة البارزة لاستمرار السياسات واستمرار الأشخاص وكأن هناك شرط واحد لاستمرار البلاد واستقرارها ألا وهو استنساخ السياسات القديمة حتى تصير سياسات حالية واستنساخ السياسة الحالية حتى تصير سياسات مستقبلية وهكذا.
لماذا نستنسخ السياسات ولا يوجد هناك أي تطوير أو تجديد أو تغيير؟؟!! لماذا يشترط أن تستنسخ الشخصيات حتى تستمر نعم أنها استنساخ للشخصيات واستنساخ للسياسيات استنساخ يكون مبرره الأول والأخير الحفاظ على الوضع الحالي دون تقدم أو تطوير.
فإنه يجب على كل رئيس وزراء أن يكون مثل سابقه حتى يكون رئيس وزراء ويجب على جميع الوزراء أن يكونوا صورة كاملة من سابقيهم حتى يكونوا وزراء وهكذا وهكذا استنساخ واستنساخ لا ينتهي.
نفس الصورة تتكرر والمأساة واحدة نفس المشكلة تتكرر والتبرير واحد إن دعم التغيير والتطوير ليس معناه عدم الاستقرار وليس معناه الفوضى ولكنه معناه الاستمرار الحقيقي.
لا يمكن أن يكون هناك استمرار حقيقي لأي سياسات إلا إذا كانت تأخذ في الاعتبار التطوير والتجديد والعمل على تحقيق المفروض وليس على قبول الواقع وعدم التعامل معه.
هل هذا يعتبر قصور في التفكير أم أن ذلك حركات مدروسة ومحكمة التنفيذ لتستنسخ السياسات والشخصيات.
لا طريق أمام الجميع إلى التطوير والتغيير والتجدد فهذا هو الضمان الحقيقي للاستمرار.
 
نقطة سوداء -مقال - الشيخ مشعل مالك محمد الصباح

ما هو السبب وراء تعطيل الحياة النيابية داخل الكويت؟ هذا السؤال يجب أن نبحث له عن حل ولاسيما بعد هذه الفترة العصيبة التي مر بها الوطن دون تحديد هوية الحياة النيابية داخل الكويت، وبعد حدوث الكثير من الانقسامات وتبادل التهم والاختلافات داخل مجلس الأمة الأمر الذي ينذر بالخطر ويدق نواقيس القلق في نفوس الكويتيين، لا تزال الإجابة على هذا السؤال غامضة ولكن يمكن أن نقدم عرض تاريخيا سريع وموجز عن الحياة النيابية والمرات التي تم حل فيها مجلس الأمة والنظر إليها بشكل أخر حتى يتسنى لنا الإجابة على هذا التساؤل وذلك من خلال ربط المرات التي تم فيها حل المجلس بالحياة السياسية وقت الحل والحياة السياسية بشكل عام.
ولقد تم حل مجلس الأمة أربع مرات وكانت المرة الأولى في (1976) وجه سمو أمير البلاد الراحل الشيخ صباح السالم الصباح كلمة إلى الشعب بعد أن تأزم الموقف بين الحكومة ومجلس الأمة أعلن فيها حل المجلس وأمر بتنقيح الدستور ووقف العمل ببعض المواد.
وكانت المرة الثانية (1986) عندما وجه الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح كلمة إلى الشعب الكويتي أعلن فيها عن حل مجلس الأمة وتعطيل بعض مواد الدستور.
وكانت المرة الثالثة (1999) حين أصدر سمو أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح المرسوم رقم 134 لسنة 1999 بحل مجلس الأمة حلا دستوريا، وكانت مبررات الحكومة أنه حدث تعسف من بعض الممارسات النيابية.
وكانت المرة الرابعة (2006) حين أصدر سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد المرسوم رقم 146 لسنة 2006 بحل مجلس الأمة والدعوة لانتخابات برلمانية جديدة وكان السبب أيضا تشتت الرأي وانقسامه داخل مجلس الأمة.
لما كان ما تقدم وكان الثابت في صحيح الدستور والحياة السياسية أن نظام الحكم في دولة الكويت ديمقراطي فإن مجلس الأمة هو المؤسسة الوحيدة التي تمثل الشعب نيابيا وهذا يدل على أهمية المجلس الكبيرة مما يجعلنا نشعر بالخطر لسببين.
حل المجلس المتكرر والذي يعقبه تعديل أو تنقيح لبعض مواد الدستور وهذا يدل على أن هناك الكثير من النصوص يجب إعادة النظر فيها.

ومن ناحية أخرى هناك أسباب خفية تعمل على تعطيل الحياة النيابية داخل الدولة وزرع الفتن بين أعضاء المجلس ومعركة البوكسات الأخيرة كانت خير شاهد على ذلك.
تكرر هذا السيناريو من الأحداث حتى أصبح أشبه النقطة السوداء في تاريخ الحياة السياسية الكويتية ولا أعلم لماذا يترك المسئولون هذه النقطة السوداء دون محوها ومعالجة أسباب حدوثها.
 
نقطة سوداء -مقال - الشيخ مشعل مالك محمد الصباح

ما هو السبب وراء تعطيل الحياة النيابية داخل الكويت؟ هذا السؤال يجب أن نبحث له عن حل ولاسيما بعد هذه الفترة العصيبة التي مر بها الوطن دون تحديد هوية الحياة النيابية داخل الكويت، وبعد حدوث الكثير من الانقسامات وتبادل التهم والاختلافات داخل مجلس الأمة الأمر الذي ينذر بالخطر ويدق نواقيس القلق في نفوس الكويتيين، لا تزال الإجابة على هذا السؤال غامضة ولكن يمكن أن نقدم عرض تاريخيا سريع وموجز عن الحياة النيابية والمرات التي تم حل فيها مجلس الأمة والنظر إليها بشكل أخر حتى يتسنى لنا الإجابة على هذا التساؤل وذلك من خلال ربط المرات التي تم فيها حل المجلس بالحياة السياسية وقت الحل والحياة السياسية بشكل عام.
ولقد تم حل مجلس الأمة أربع مرات وكانت المرة الأولى في (1976) وجه سمو أمير البلاد الراحل الشيخ صباح السالم الصباح كلمة إلى الشعب بعد أن تأزم الموقف بين الحكومة ومجلس الأمة أعلن فيها حل المجلس وأمر بتنقيح الدستور ووقف العمل ببعض المواد.
وكانت المرة الثانية (1986) عندما وجه الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح كلمة إلى الشعب الكويتي أعلن فيها عن حل مجلس الأمة وتعطيل بعض مواد الدستور.
وكانت المرة الثالثة (1999) حين أصدر سمو أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح المرسوم رقم 134 لسنة 1999 بحل مجلس الأمة حلا دستوريا، وكانت مبررات الحكومة أنه حدث تعسف من بعض الممارسات النيابية.
وكانت المرة الرابعة (2006) حين أصدر سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد المرسوم رقم 146 لسنة 2006 بحل مجلس الأمة والدعوة لانتخابات برلمانية جديدة وكان السبب أيضا تشتت الرأي وانقسامه داخل مجلس الأمة.
لما كان ما تقدم وكان الثابت في صحيح الدستور والحياة السياسية أن نظام الحكم في دولة الكويت ديمقراطي فإن مجلس الأمة هو المؤسسة الوحيدة التي تمثل الشعب نيابيا وهذا يدل على أهمية المجلس الكبيرة مما يجعلنا نشعر بالخطر لسببين.
حل المجلس المتكرر والذي يعقبه تعديل أو تنقيح لبعض مواد الدستور وهذا يدل على أن هناك الكثير من النصوص يجب إعادة النظر فيها.

ومن ناحية أخرى هناك أسباب خفية تعمل على تعطيل الحياة النيابية داخل الدولة وزرع الفتن بين أعضاء المجلس ومعركة البوكسات الأخيرة كانت خير شاهد على ذلك.
تكرر هذا السيناريو من الأحداث حتى أصبح أشبه النقطة السوداء في تاريخ الحياة السياسية الكويتية ولا أعلم لماذا يترك المسئولون هذه النقطة السوداء دون محوها ومعالجة أسباب حدوثها.
 

Fire wall

عضو فعال
من وجهة نظري ..

ان مقالاتك هذه عباره عن شخابيط مسكينه لاتجد حتى مشاركه أو رد من الاعضاء

لانها عباره عن هراء فاضي وكلام مكرر ملئت فيه المنتدى ولايصلح للنشر الا في سلة المهملات

ليش ماتسويلك منتدى بو 30 دينار وتنشر كومة مقالاتك وتريح وتستريح لانك مسوي ازعاج على الفاضي

ولاشرايك تشتري الشبكة وتصفر عدد الاعضاء ؟
 
اخي الكريم samsung

من وجهة نظري ..

ان مقالاتك هذه عباره عن شخابيط مسكينه لاتجد حتى مشاركه أو رد من الاعضاء

لانها عباره عن هراء فاضي وكلام مكرر ملئت فيه المنتدى ولايصلح للنشر الا في سلة المهملات

ليش ماتسويلك منتدى بو 30 دينار وتنشر كومة مقالاتك وتريح وتستريح لانك مسوي ازعاج على الفاضي

ولاشرايك تشتري الشبكة وتصفر عدد الاعضاء ؟
اخي الكريم samsung

1- قالى سبحانه وتعالى في الاية الاتية وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
2- قلت \مقالاته هذه عباره عن شخابيط مسكينه لاتجد حتى مشاركه أو رد من الاعضاء\\ لو انها شخابيط كما تدعي ماعلقت عليها في كل بساطه ولا نالت على جل تفكيركم وهذه دليل على انها ماهي شخابيط

3- قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( أحبّ الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحبّ الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربةً ، أو تقضي عنه دَيناً ، أو تطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهراً ، ومن كفَّ غضبه سَتَرَ الله عورته ، ومن كَظَمَ غيظاً ولو شاء أن يُمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رضاً يوم القيامة ، ومَن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له ، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزلُّ الأقدام ، وإن سوء الخُلُق ليُفْسد العمل كما يُفْسد الخلُّ العَسَل )) [ رواه ابن أبي الدنيا وحسَّنه الألباني ] . وكل حرف من ردك يقول انك مومعترف في هذه الحديث

4- حتى انا اطلب من هذه المنتدى ان يكون له منتدى خاصة حتى يكون لي وللغيري ان ننهل من هذه العلم في كل سهولة بدل من الجرايد

5- كم عطوك المسؤولين حتى تهمش كل من يحاول ان يتحدث عن حقوق الوطن والمواطن والسؤال هنا ماقيمة هذه مقابل تاخر بلد = الفتن والفساد = نهب المال العام والمستفيد مجموعة بسيطة اتقي الله يااخي الكريم samsung ان الله شديد العقاب
 
الهروب من الغرق -مقال - الشيخ مشعل مالك محمد الصباح

«أنا الغريق فما خوفي من البلل» بهذا الشطر الرائع المبدع الذي قاله المتنبي الموهبة التي لاتتكرر تكون البداية حيث اذا تدبرنا معنى هذه الشطر نرى صورة رائعة حيث ان الذي يغرق لايكون همه وخوفه من البلل الذي يصيبه ويصيب ملابسه ولكن الفاجعة أكبر والمصيبة أعظم انه الغرق أي الموت تحت سطح الماء.
وإذا أسقطنا هذه الصورة على الواقع الكويتي نجد ان المسؤولين لايهتمون بالمصيبة الكبرى وبعظائم الأمور التي قد تؤدي الى فقدان كل شيء وينظرون الى صغائر الامور التي تعتبر هي البلل الذي يصيب من يغرق ولايلتفتوا الى الغريق وكيف يمكن انقاذه.
وسوف نذكر اسبابا عدة توضح لنا حقيقة هذه الصورة الخطيرة التي تؤدي الى عدم الاهتمام بالأمر الجلل وتركه والنظر الى الامور التي سوف تؤدي الى الغرق في اقرب وقت هذه الاسباب كالآتي:
أولا: على المستوى الداخلي اصبحت شؤون البلاد هي آخر شيء يهتم المسؤولون بها فكثرة النزاعات الداخلية التي أثقلت عاتق الدولة وجعلت المسؤولين ينظرون الى تحسين صورتهم أكثر من النظر الى المصلحة العامة فالحكومة اصبحت مشغولة بالدفاع عن نفسها وعن صورتها وعن مناصبها امام استجوابات مجلس الامة الذي اصابه التفكك والضعف هو ايضا بسبب النزاعات والصراعات داخله التي تصل الى حد «الهواش» وفي انشغال السلطة التنفيذية بالدفاع عن نفسها والمجلس النيابي في إلقاء الاتهامات عليها يلهون جميعا عن المصلحة العليا للبلاد.
ومن ناحية أخرى ارتفاع سقف الفساد داخل المؤسسات بالدولة وهذا لايخفى على احد من واسطة ورشوة وايضا انتشار ذوي المناصب الذين يعلون مصالحهم الشخصية فوق المصلحة العامة.
وعدم سير المسؤولين وفق الخطط المناسبة التي تمكنهم من تحقيق المشروعات التي تخدم أكبر قدر من المواطنين بالاضافة الى انهم يمارسون هذا الدور بصورة تقليدية لاتؤدي الى جديد.
تراجع دور المؤسسات الخاصة بالوعي وانتشار المعرفة وزيادة الكفاءات مثل تراجع دور التربية وانحدار الدور التعليمي للمؤسسات التعليمية فلايوجد الى الآن الجيل القادر على رسم المستقبل المشرق بمؤهلاته العلمية التي توازي الدول المتقدمة.
وعلى مستوى الانتاج فلا يزايد أحد على ان الدولة على رأس قائمة الدول المستهلكة والسياسة الاستهلاكية للكويت اصبحت شيئا مرعبا ومخيفا ما دفعها الى التراجع عن التنافس الخارجي او حتى على الاقل ان تكون قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي.
وعلى مستوى التصنيع فالوضع لايحتاج الى توضيح ولا الى كلام فلم تعدُ الكويت ان تكون دولة مصنعة في يوم من الايام ولم ترسم السياسات الحالية هذا الدور ولاتضعه في حسبانها.
وعلى المستوى الاجتماعي اصبحت تعزز دور التعصب والتفرق والفتن على دور الدولة والمواطنة الذي يدمج الجميع تحت سقف واحد ويجعلهم نسيجا متشابكا واصبحت تسن الكثير من المبادئ التي تعزز التعصب دون النظر الى المصلحة العامة.
وعلى المستوى الخارجي: لم يأخذ المسؤولون في الاعتبار الاوضاع الراهنة التي يمر بها الوطن العربي من تحولات وتغيرات الوطن العربي الذي لم يبدأ مرحلة البناء وتحقيق الحلم المشترك المعهود لان الدولتين اللتين استطاعتا اسقاط النظام لم تتوصلا الى الآن لمرحلة البناء ويبقى الوضع محل نزاع التيارات المختلفة.
وتحولت ليبيا لساحة حرب للتغلب على نظام القذافي وزادت الاوضاع سوءا في سوريا بسبب تعامل النظام السوري مع المتظاهرين بالقسوة التي تصل الى حد الإبادة والأوضاع في الأردن والمغرب والجزائر لاتختلف كثيرا عن ذلك فعلى الرغم من اقتراح اصلاحات مختلفة إلا انها غير مجدية.
ومن ناحية اخرى رأت ايران الفرصة للتدخل بكل حرية في شؤون الخليج بسبب الظروف التي يمر بها الوطن العربي وساعد على ذلك تراجع الدور الأميركي الذي رأى ان الأموال التي أنفقها على الحروب السابقة ضد الارهاب في العراق وافغانستان وغيرها من دول الشرق الاوسط اصبحت عبء ثقل عليها أدى إلى تراجعها.
في ظل كل هذه التحولات لانجد التخطيط السليم والسياسات الجديدة التي يمكن ان يتخذها المسؤولون تجاه ما حدث من تحولات وتغيرات.
لماذا تزداد النزاعات ويزداد الامر سوءا داخل الكويت رغم وجود كل هذه المخاطر المحيطة بنا؟ لماذا يهتم المسؤولون بالنزاعات والصراعات دون العمل على إيجاد حل مستقبلي للازمات التي احلت بالوطن وأحلت بالبلاد بشكل عام.
لماذا لم يعد هناك تغيير ملحوظ يشعرنا جميعا بأن هناك عملا دائما من أجل تحقيق الأمن والأمان والمستقبل الافضل المشرق.
أليس كل هذا مبرر على ان نجتمع لمواجه الغرق؟!
 
المسؤولون يدفعون الناس للتدخل في السياسة -مقال- الشيخ مشعل مالك الصباح

هناك الكثير من المبادئ التي انتشرت في الآيام الأخيرة والأحداث الماضية تعمل على زيادة الفجوة بين المسؤولين والمواطنين وكان من المفترض ألا تكون هناك فجوة أصلا لأن العلاقة بين المسؤولين والمواطنين علاقة تكاملية مبنية على تحقيق المصلحة العامة.
ويأتي على رأس هذه المبادئ التي تستمد من المذهب الميكافيلي الذي من وجهة نظري يعلي من قيمة الدهاء واستخدام القوة وتفضيل المصلحة الشخصية فوق المصلحة العامة للوطن وفرض سياسة الاتجاه الواحد، هذا المذهب الذي يتبنى أفكارا مثل «من الأفضل أن يخشاك الناس على أن يحبوك، والغاية تبرر الوسيلة..» وغيرها من المبادئ.
وأنا لا أتهم المسؤولين باتباع المذهب الميكافيلي ولكن لسان حال المسؤولين ينبئ عن أكثر من ذلك حيث أصبح لهم مذهب جديد ينتهجه المسؤولون لا يعلم له أحد اسما ولكنه قد ظهرت ملامحه وخصائصه في هذه الأيام واصبح جليا على الرجل البسيط أن يقرأه بسهولة وأن يعلمه دون عناء.
قديما كانت الحكومات تبرر الدكتاتورية والاستبداد بالرأي على أن هناك نوعا من الدكتاتورية العادلة وكانت الحكومات توازن بين سيطرتها على السلطة ومناصبها ومصالحها في البلاد وفي نفس الوقت تحاول بقدر الإمكان أن ترضي المواطن وتحافظ على مصالحه نوعا ما وكانت الحياة تسير دون المساس بمصالح المسؤولين الشخصية أو مصالح المواطنين التي تعتبر مصلحة عامة وكان هذا الوضع مريحا نوعا ما مع وجود الكثير من الملاحظات عليه.
ولكن المرحلة الجديدة والمذهب الجديد الذي انتهجه المسؤولون اليوم ينبئ عن خطر شديد فهم لا يأخذون في الاعتبار المصالح العليا للبلاد ولا المصلحة العامة ولا حتى تسيير شؤون البلاد بنحو يرضي المواطنين واصبحوا يعملون بالمبدأ القائل «حبي لنفسي دون حبي لبلادي» وهذا ما دفع المسؤولين للتمسك بمناصبهم ومصالحهم الشخصية دون النظر إلى المصلحة العامة للبلاد.
بل وزاد على ذلك التدهور الذي لحق بجميع القطاعات داخل البلاد فالدولة تحولت إلى مخيم كبير في أحد الصحارى إذا انقطع عليه المدد في أي وقت من الأوقات ضاع الجميع دون مبالغة.
لم يعد في تفكير المسؤولين أنهم موجودون في مناصبهم لتحقيق آمال وطموح الوطن التي ألقت على عاتقهم ويأتي على رأسها على الأقل الاكتفاء الذاتي وخلق سياسات داخلية جديدة تعمل على تطوير القطاعات ودعمها بكل السبل لتمد الوطن بالكوادر الحقيقية التي تستطيع أن تحمل اللواء في المستقبل.
لم يعد في تفكير المسؤولين التوصل إلى إصلاحات سياسية تزيل الاحتقان بين التيارات الموجودة داخل الدولة وتعلي من المصلحة العامة فوق المصلحة الخاصة.
لم يفلح الكلام إلى الآن مع هؤلاء المسؤولين حتى يبدؤوا بصورة جدية في وضع الإصلاحات التي ترضي المواطنين.
فالمواطن الآن ومع هذه السياسات والمبادئ القديمة لم يعد أمامه إلى منفذ واحد ألا وهو التدخل في السياسة والعمل على إبداء رأيه بكل جرأة لأنه لم يعد ينفع السكوت وهو يرى قطاعات الدولة ومؤسساتها تتراخى وتتهاوى يوما بعد يوما ولم يعد يستطيع أن يجد نوعا من التعامل مع هؤلاء المسؤولين الذين يعيشون في برج عاجي بعيد عن هموم المواطن.
لماذا يدفع المسؤولون الجميع إلى الفوضى؟! لماذا لا يتحرك المسؤولون ويعالجون هذه الأمراض التي انتشرت في مجتمعنا في ظل اضطراب الأوضاع العربية وفي ظل التغيرات العالمية أما آن الوقت للبدء في احتواء الوطن قبل انتظار الزلزال.
 
لقاء الشيخ مشعل الصباح مع جريدة الكويتية - الوضع الحالي يجعلنا ندور في حلقة مغلقة

hh7.net_13124945981.jpg
 
اختلال التوازن الاجتماعي -مقال - الشيخ مشعل مالك محمد الصباح

إن التوازن هو أساس الاستقرار فأن الأرض تدور حول محورها الذي يخترق وسطها ويتوازن نصف الأرض الشمالي مع نصف الأرض الجنوبي ويتوازن الصيف مع الشتاء والربيع مع الخريف وتتابع فصول السنة متناسبة مع نمو النبات والحيوان فلولا هذا التوازن لما كانت هناك حياة.
إذا نظرنا داخل الأرض نفسها نجد أن عناصر التربية متوازنه حيث أنه تشمل على كل ما يحتاجه النبات الحيوان والإنسان ، وكذلك عناصر الهواء متوازنه إذا اختل هذا التوازن اختلت حياة الإنسان والحيوان والنبات.
وكذلك يجب أن يكون هناك توازن اجتماعي بين أفراد المجتمع توازن اجتماعي يعمل على تحقيق النمو الاقتصادي والعدالة الاقتصادية والاجتماعية دون النظر إلى النمو الاقتصادي فقط الذي قد يؤدي إلى الاحتكار والظلم بين الناس وتمتع فئة قليلة بالمزيد من الصلاحيات على حساب الفئة الاخرى.
فيجب مع تحقيق التنمية الاقتصادي وجود الديمقراطية والحرية الاقتصادية والعدالة الاقتصادية والعدالة الاجتماعية وليس الاهتمام بالنمو فقط كما يحدث الآن فيجب أن تقوم مؤسسات الدولة باستثمار الموارد المتاحة وأن تهتم بتوزيع واستغلال الموارد.
ويجب أن تعمل الدولة على تشجيع الاستثمار بدل من نشر ثقافات العمل على حساب الاستثمار ويجب أن يكون هناك النظام السياسي الصحيح الذي يتعامل على تحقيق التوازن بين أفراد المجتمع.
هناك فئات يتم إعطائها صلاحيات على حساب فئات أخرى وهذا يعمل على الاخلال بالتوازن بين أفراد المجتمع الذي يعمل على عدم الاستقرار ويؤدي إلى حدوث كوارث لا يستطيع أحد التصدي لها.
إن المسئولين لم يتوصلوا إلى الأن إلى الطريق التي يمكن من خلالها إحداث توازن بين القوى الاجتماعية وخلق واقع جديد يعمل على دمج كل هذه القوى الاجتماعية في إطار واحد يعمل على تحقيق الاستقرار بدل من تعزيز السياسات التي تؤدي إلى إحداث اختلال بين قوى المجتمع وتفتت أواصره.
 
العدل -مقال - الشيخ مشعل مالك محمد الصباح

قال الله تعالى: "إن الله يامر بالعدل والإحسان" وفي أية أخرى "لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط" والسنة النبوية المشرفة أيضا بينت أهمية العدل حيث ذكر الرسول صلى الله عليه سلم أول السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل وفي مسند الإمام أحمد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (أحب الخلق إلى الله إمام عادل).
إن قيمة العدل أكبر بكثير وأشمل بكثير مما نتخيل فلا ينبغي أن نقصر العدل على نوع معين فهناك العدل بين الأبناء والعدل بين الزوجات والعدل بين المتخاصمين ولكن يجب أن نهتم بكل أنواع العدل لأنه أساس الحياة ولا يمكن لحياة أن تستمر إذا تجاهلنا قيمة العدل.
إن العدل اسم من أسماء الله سبحانه وتعالى وهو العدل في كل شيء عدل في خلقه فخلق الإنسان في أحسن تقويم (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) ودعانا للتدبر في ذلك فقال (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) نعم جاء تكوين الإنسان وشكله بهذه الكيفية دليلا على عدل من الله سبحانه وتعالى قال تعالى (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَر) هذه هي فطرة الله التي فطر الناس عليها وجعل العدل مبدأ أساسي في سير الحياة واستمرارها فأخذ الله القرى الظالمة بظلمهم ودمر جميع الأقوام الذين ظلموا والحمد لله العدل لقد جعل الله العدل في كل نواحي الحياة بين الإنسان وأخيه الإنسان وبين المجتمع بأكمله.
وللأسف الشديد الآن تم حصر المفهوم الكبير للعدل في نوع واحد وهو العدل بين المتخاصميين وتجاهلنا العدل بين المجتمع وتحقيق العدالة الاجتماعية وهي أهم انواع العدل وسابقا عرف أفلاطون العدل حينما تحدث عن المدينة الفاضلة بأن يقوم كل إنسان في مجتمعه بالوظيفة التي تتلاءم مع طبيعته أفضل ما يمكن، والمجتمع العادل هو المجتمع الذي يتألف من هؤلاء الأفراد وهذا يكون ضد مفهوم القلة المستغلة التي تسعى لتحقيق المصالح الشخصية على حساب الآخرين من أبناء مجتمعهم.
والآن الذي ينظر إلى الواقع الحالي يصاب بالدهشة والحيرة مما نحن فيه من غياب للعدالة الاجتماعية فلا يتم النظر إلى الكفاءات وإلى ما يمكن أن يقوم به الفرد داخل المجتمع ولكن هناك أشياء أخرى تحكم الوظائف التي يقوم بها الأفراد داخل المجتمع مثل (الواسطة – المحسوبية – المال – الجاه – الصيت ) لم نعلم إلى متى سيستمر هذا الحال بالمسئولين وهم يخالفون قوى الطبيعة نعم لأن حركة الكون تسير بقدر وبعدل لذلك هي تستمر ولكن هؤلاء المسئولين يخالفون نظام الكون ويتحدون خالقه بكبرهم.
وأنا في هذا الشهر الكريم أذكرهم وأذكر نفسي بأن العدل والعدالة الاجتماعية شيء أساسي لاستمرار الحياة في بلدنا الكريم ويجب علينا جميعا المحافظة عليه حتى يستمر وحتى يستمروا هم أيضا.
 
(تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى) -مقال - الشيخ مشعل مالك محمد الصباح

إن أخوة الوطن والاشتراك في الرأي هي الأرضية الحقيقية التي يبنى عليها الاستقرار وينبت منها أي تقدم ونجاح وتنمية ورقي، أم استئثار أفراد معينين الحياة السياسية والرأي وتجاهل جميع العناصر الموجودة في الوطن وتتجاهل الرأي العام وتتجاهل حديث العامة وتتجاهل حديث المثقفين وتتجاهل حديث ما دونها من فئات وقوى وطنيه ما هو الأسم الحقيقي لهذه الظاهرة ولا يقول أحد هناك تمثيل نيابي ومجلس أمة فأنا أقصد الحريات العامة وحرية التعبير عن الرأي.
أصبح الجميع يتحدث عن أي أنسان يعبر عن رأيه في الواقع الذي يعيشه ويعبر عن رأيه في وطنه الذي نشأ على أرضه وكأنه إنسان ليس له أي حق في ذلك، استقر الناس على أن السياسة والرأي للسياسيين ولذوي المناصب - قال تعالى- (تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى) نعم قسمة غير عادلة أن نكون أخوة في الوطن ويستبد مجموعة من المسئولين برأيهم دون الناس بل يعملون على قمع أصوات من لا منصب له.
كل فرد يجب أن يعبر عن رأيه ويجب أن يتحدث في كل الأمور لم يقتصر الله سبحانه وتعالى الرأي واتخاذ القرار على فرد واحد ، بل جعل الجميع شركاء في الرأي ووصف الله سبحانه وتعالى المؤمنين بأنهم – قال تعالى - (وأمرهم شورى) فإذا طلب منا المسئولون في دولة الكويت أن نكون أصحاب مناصب حتى نتكلم في السياسة وندلي بآرائنا (تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى) إذا طلب المسئولون في دولة الكويت من المواطنين غير ذوي المناصب أن يكمموا أفواهم (تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى) نعم قسمة غير عادلة فالمواطن فرد من أفراد المجتمع يجب أن يفعل كل ما بوسعه حتى يتحقق الإصلاح الذي يرضاه لوطنه.
وفي القرآن الكريم (صاحب يس) الذي لم يخشى في قومه لومة لائم وكان فردا وتوجه على قومه ونصحهم وفقد في سبيل ذلك حياته قال تعالى (وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ) لقد جاء من أبعد مكان في المدينة حتى يقول الحق وهذا رأيه في مسألة لابد أن يبلغها للناس ولو فقد حياته في سبيلها وبالفعل فقد أودوا به قومه، وحتى مؤمن آل فرعون الذي كان يكتب إيمانه لم يترك بلدة التي نشأ فيها دون أن يدافع عن الحق قال تعالى (وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ) هذان نموذجان من القرآن لفردين عاديين من أفراد المجتمع توجها للدفاع عن الحق وعدم السكوت عن الباطل والخوف على الوطن وعلى المجتمع الذي ينشأ الإنسان فيه وأولا وأخيرا دفاع عن الحق وإن الله سبحانه وتعالى مظهر الحق قال تعالى (ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون).
لماذا يطلب المسئولون من الناس أن يكونوا صم بكم عمي، لماذا انعكست الأية فبدل من أن نأخذ في الاعتبار الرأي العام ورأي الديوانية ورأي المثقفين ورأي الطلاب ورأي المواطن العادي البسيط أصبح ذوي المناصب هم الأمر الناهي والجميع لهم مطيعون.
وإذا تحدث أحد في يوم توجه إليه الانتقادات الشديدة لابد أن يعلم الجميع أن تنازلهم عن نصرة الحق من السلبية والواجب عليهم معاقبة الظالم والوقوف في وجهه لأن ذلك واجب على كل فرد في المجتمع ويجب أن نثور جميع على هذه المبادئ السلبية التي تسللت إلى حياتنا الاجتماعية أفسدت علينا حياتنا قبل أن يندم الجميع (وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ).
إن إعلاء قيمة الحوار وإعطاء مساحات للحرية في التعبير أمر لا جدال فيه وإن من دور أي مواطن مهما كان بسيط ان يعمل على تحقيق الإصلاح ما استطاع إلى ذلك سبيلا ولا يعبأ بقول المحبطين من الذين استكانوا ورضوا بالسياسة الواهية التي زرعها فيهم المسئولون والتي ستكون سبب انتكاسهم ودمارهم.
 
النهوض والانحدار -مقال - الشيخ مشعل مالك محمد الصباح

الأمة التي تريد النهوض في جميع النواحي لابد أن تسعى كل السعي لتحقيق العدل وبدون العدل لا يمكن أبدا أن يكون هناك نهوض بل بالعكس سوف يكون هناك انحدار في القيم أنحدار في جميع المستويات والجوانب والنواحي.
والأمة الناهضة هي التي تمتلك مقومات النهوض من المبادئ السامية التي تجعلها مثلا لجميع الأمم و تؤهلها لتصبح قائدة وسائدة وبدون هذه القيم السامية تصبح أمة منحدرة بائدة.
لقد منح الله سبحانه وتعالى الأمة الأسلامية المقومات الحقيقية للنهوض والريادة وقيادة العالم أجمع في شتى المجالات ومن يبتعد عن هدي الإسلام سوف لا يكون أمامه إلا الانحدار والضياع والتخلف ...الخ.
العدل مبدأ لا تراجع عنه في أي دولة تريد أن تستمر وتنهض ودفاع أي نظام في أي دولة عن العدل هو رهن بقائه في القيادة والسلطة فإذا تنازل عن العدل أصبح ذلك بداية النهاية لهذا النظام.
ومبدأ العدل يجب أن يطبق على الجميع الغريب والقريب ويجب أن يكون هناك مدافعين عن الحق لا يخشون في ذلك لومة لائم يطبقون العدل ولو على أنفسهم فلا فرق بين عربي أو أعجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح والناس سواسية كأسنان المشط وهذا علمنا إياه الرسول صلى الله عليه وسلم.
قد يتوهم البعض أن هناك تعارض في الأدلة الشرعية المذكورة في الكتاب والسنة في بعض القضايا وهذا مبني على الفهم الخاطئ لحقيقة الأدلة من قبلهم وليس هناك أي تعارض بين الأدلة الشرعية بل بالعكس هناك تكامل وتوضيح فالأدلة الشرعية من آيات وأحاديث صحيحة لايمكن بأي حال من الأحوال أن تتعارض أبدا بل هي تتكامل وتوضح بعضها البعض ويجب أن ننظر للأدلة الشرعية على هذا النحو ولا يمكن أن نأخذ بجزء من الادلة الشرعية في موضوع معين دون النظر في كل الأدلة الشرعية الآخرى في هذا الموضوع.
فإن كانت طاعة أولي الأمر واجبة فإنها لا تكون واجبة أيضا بالأدلة الشرعية عندما يأمرون بمعصية (فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) وطاعتهم مقرونة بطاعة الله ورسوله وإلا لكان الناس اطاعوا كل ملك أو حاكم حتى ولو لم يكن مسلم، فالأمر مختلف لأن هناك شروط للطاعة إذا انتفت هذه الشروط انتفت الطاعة هذا بصدد البعض الذين يدافعون عن بعض الحكام بالأدلة الشرعية التي لا يضعونها جنبا إلى جنب مع الأدلة الشرعية الاخرى.
وهناك البعض الأخر لا ينطق بالحق ولا يطبق العدل إذا كان على أقاربه وهذا مخالف لمبادئ الدين الإسلامي الحنيف الذي لم يفرق في تطبيق العدل بين مسلم وغير مسلم بل طبقه على الجميع سواء من المسلمين أو غيرهم وأول مثل لنا وقدوة هو الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال (وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها).
فيا كل من يدافع عن مسئول أو ذو منصب لا يقوم بعمله بحجة أنه قريب لك ولا يجوز لك الطعن في ذمته ونزاهته وأنت تعلم خطأه وعدم قيامه بدوره هل أنت مستعد لأن تدافع عنه يوم القيامة وهل تجرؤ أن تكون أنت وكيله يوم القيامة، لقد جاء الوحي واضح وصريح في أمر الذين ذهبوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم لكي يجادلوا الرسول عن سارق منهم يدعى بشير السارق حتى يعفيه الرسول من السرقة ويلقون بالتهمة على شخص أخر بريء من اليهود ووصفوا قريبهم بشير بأن قومه أهل صلاح وتقى وأخذوا يدافعون عنه ويلقون بالتهمة على اليهودي البريء.
قال تعالى في ذلك "هَٰأَنْتُمْ هَـٰؤُلاۤءِ جَٰدَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا فَمَن يُجَٰدِلُ ٱللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ أَمْ مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً" إلى كل من يجادل ويدافع عن أي ظالم وكل من لا يقيم العدل هل تجرؤ على أن تجادل عنه الله يوم القيامة.
ولأن الإسلام يوفر لأمته ولأتباعه أسباب النهوض أقر لهم هذا المبدأ وهو تطبيق العدل على الجميع على القريب والغريب وعلى المسلم وغير المسلم فيا عجبا من الذين يتوانوا عن نصرة الحق ويا عجبا من الذين يدافعون عن أقاربهم المسئولين لأنهم أقاربهم ويا عجبا من الذين يتركون بريء يعاقب بتهمة لم يقترفها.
على الجميع أن يقرر الآن أن يطبقوا مبدأ العدل على الجميع ليكون هناك نهوض وقيادة حقيقية أم أن يطبقوا العدل على مجموعة دون أخرى وفئة دون أخرى ونسير جميعا إلى الانحدار.
التنازل عن العدل هو تنازل عن النهوض والاستمرار وهو بداية الانحدار والضياع.
 
هل يجوز تقديم الحكم على أسبابه؟؟؟!! -مقال - الشيخ مشعل الصباح

الحكم البات القاطع هو الذي يستند إلى أسباب ودلائل قاطعة لا تقبل الشك أو التوهم وبالتالي يجب أن تكون هذه الأسباب والأدلة صحيحة قبل أن يطبق الحكم نعم هذه الصورة المنطقية لتطبيق الحكم يجب أن تقدم أسباب الحكم على تطبيقه.
ولقد ذكر الله المشركين الذين كانوا يوئدون البنات بلا سبب ليحملهم فعل ذلك (وَإِذَا ٱلْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ. بِأَىِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ) لا يوجد هناك سبب للقتل الذي قام به المشركون وهذا تقديم للحكم على أسبابه فإن القتل تم قبل أن نعرف ما هو السبب القاطع المقنع الذي دفعهم لقتل البنات والسؤال في الآية عن السبب (بأي ذنب قتلت) فلا يوجد سبب حقيقي لهذا القتل مع تبرير المشركين لذلك تبريرات خاطئة.
وبالقياس على ما سبق واهتداءا بكلام الله سبحانه وتعالى نستطيع أن نتوصل إلى نتيجة حتمية وواضحة وصريحة وهي :أنه لا يمكن أن يمنح إنسان حق إو يحرم إنسان من حق إلا بتوافر الأسباب المقنعة التي ترشحه لأن يأخذ حق أو الأسباب التي تقصيه ويحرم من حق.
والسؤال الآن هل كل إنسان اعتمد على الواسطة والمحسوبية حتى يصل إلى حق ما، يمتلك الأسباب والشروط اللازمة للحصول على هذه الحق؟ أم أن الواسطة جعلت الناس يفعلون ما يريدون بلا أسباب كافية وأصبح الحكم متقدم على سببه!!! من الواضح أن الاعتماد على واسطة للحصول على (منحة أو وظيفة .....الخ) والاعتماد على واسطة (لتعفيك من تقصير أو تبعد عن شر ...الخ) هي مساعدة لمن لا يستحق كالذي يقدم الحكم على سببه ومثله مثل المشركين الذين قتلوا بناتهم دون سبب شرعي واقعي، فهم حرموا إنسان من حقه دون سبب مقنع وكذلك الواسطة التي تساعد إنسان على أن يأخذ حق دون سبب تعتبر تقديم للحكم على سببه.
لم يقر الإسلام أبدا استثناء أحد من العقاب إو أن يعاقب بريء إلا بالأسباب المقنعة والمنطقية لذلك فلا شفاعة عند الله إلا إذا أذن الله ورضي عن ذلك ولا يقبل الله الظلم أبدا تعلى عن ذلك علوا كبيرا وهو أحكم الحاكمين.
قال تعالى للذين كانوا يطلبون الشفاعة بعبادة الإصنام والملائكة للتقرب من الله: ( وَكَمْ مِّن مَّلَكٍ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ ٱللَّهُ لِمَن يَشَآءُ وَيَرْضَىٰ ) هذا توبيخ من الله تعالى لمن عبد الملائكة والأصنام، وزعم أن ذلك يقرّبه إلى اللَّه تعالى، فأعلم أن الملائكة مع كثرة عبادتها وكرامتهم على الله لا تشفع إلا لمن أذن أن يشفع له ومن يستحق ذلك من البشر.
وللأسف الشديد إننا اليوم نسمع جملة خطيرة تتكرر على ألسنة الجميع دون معرفة الضرر والخسارة التي سوف يخسرها الجميع من جراء هذه الجملة ألا وهي (لازم واسطة ) كل من أراد أن ينجز معاملة يقول لازم واسطة – كل من أراد أن يوظف في مكان ما. يقول لازم واسطة كل من يريد أن يعفى من المخالفات يقول لازم واسطة كل من أراد العلاج يقول لازم واسطة كل من اراد أن يكمل تعليمه يقول لازم واسطة وجميع حالات الواسطة غير مقبولة ويجب أن تبتر من المجتمع الكويتي.
ولعل ذلك لأن هناك مجموعة من المسئولين لا يعملوا اعتبار لأخلاق اجتماعية ولا لتعاليم الدين الإسلامي العظيمة فإنهم يشجعون على الواسطة بهدف تحقيق المصالح الشخصية لهم ولذويهم فيعاونون ويساعدون أفراد في الحصول على حقوق هي ليست لهم وهذا تقديم للحكم على سببه وغير منطقي ولا يتقبله عقل ولا منطق ولا دين.
لقد انعكست الآية وأصبح المواطن يحاسب على ذنب لم يتقرفه وأصبح يحاسب قبل أن يخطأ وأصبح يلقى في النار دونما سبب واضح ومنطقي يدعو لذلك.
لا يمكن أن ترجع الحياة لطبيعتها ولا يمكن أن يسود العدل ولا يمكن أن يأخذ كل ذي حق حقه إلا بالتنازل عن هذا المبدأ الحقير مبدأ الواسطة الذي خرب علينا الشعور الحقيقي بالتنافس الشريف وجعل أصحاب النفوس المريضة يتمكنون من حياتنا وجعل أقلنا علما هم الذين يديرون شئوننا وجعل العقلاء والمتعلمون يقصون بعيدا ولا حول ولا قوة إلا بالله.
 
البطانة الفاسدة والذهاب إلى المجهول مقال مشعل الصباح

إذا بحثنا عن كلمة بطانة في معاجمنا العربية سوف تخبرنا عن المعنى الحقيقي لهذه الكلمة التي زاد استخدامها في يومنا هذا والتي ترددت كثيرا على ألسنة الدعاة الذين يدعون لولاة الأمور في جميع المنابر (ألهم أرزق ولاة أمورنا البطانة الصالحة) فنجد أنها في لسان العرب أن الباطِنةُ عكس وخلافُ الظاهرة وبِطانةُ الرجل هي خاصَّتُه، وأَبْطَنَه أي اتَّخَذَه بِطانةً إذا جَعَله من خَواصه.
وبعيدا عن معنى الكلمة نريد أن نعلم ما هي الشروط الحقيقية التي يجب أن تتوفر في الذين نطلق عليهم كلمة بطانة وهم خاصة الملك أو الأمير أو الرئيس أو أي مسئول، ولعل أعظم مرجع يمكن أن نرجع إليه ونعتمد عليه هو كتاب الله وبعده السنة النبوية المشرفة حتى يظهر لنا جليا الخطوط العريضة لاختيار البطانة.
قال تعالى: ("يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ" ) إذن لا يجوز أبدا أن يتخذ الحكام أو ولاة الأمر أو المسئولون بطانة من (الكفار وأهل الكتاب وأهل الأهْوَاء وذي المصالح الخاصة والفاسدين) ولأن البطانة تكون بمثابة القرين للحاكم فيجب أن يختارها بدقة ويجب أن يتوخى الحذر في اتخاذ أي إنسان بطانة يقول الشاعر :
عن الْمَرءِ لاَ تَسْألْ وَسَلْ عن قَرِينهِ فَكلُّ قَرِينٍ بِالمُقارن يَقْتَدِي
فلا ينبغي أن يتخذ الحاكم أو ولي الأمر أو المسئول دخلاء السوء والفساد قرناء له ولا يجوز اختيار البطانة بشكل عشوائي إلا بعد أن يتحرى صلاحهم وسيرهم على الطريق الصحيح وذلك لأن أي حاكم أو ولي أمر أو مسئول له بطانة بل له بطانتان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه، فالمعصوم من عصم الله تعالى)
ويجب أن تكون هذه البطانة غير منافقة لأنه في كثير من الأحيان تنقل البطانة للحاكم شيء أخر غير الذي تراه على أرض الواقع، فعن ابن عمر رضي الله عنهما: (أن ناسا قالوا له إنا ندخل على سلاطيننا فنقول لهم بخلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم ؟ قال ابن عمر رضي الله عنهما: كنا نعد هذا نفاقاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم) رواه البخاري، فيجب أن تكون البطانة صادقة ولا تنافق الحاكم حتى تنقل له الصورة الصحيحة والواقع كما هو بالفعل.
ويجب أن تتسم البطانة بالصلاح وإعانة الحاكم على الحق والخير فكل ما سبق تنبيه لمن ولي أمرا من أمور المسلمين أن يختار الوزير الصالح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (‏من ولي منكم عملا فأراد الله به خيرا جعل له وزيرا صالحا إن نسي ذكره وإن ذكر أعانه) والبطانة هي كل من يدخل على الحاكم خلوته وقد فسّرها ابن حجر بالدخلاء، جمع دخيل وهو الذي يدخل على الرئيس في مكان خلوته، يفضي إليه بسره، ويصدقه فيما يخبره به مما يخفى عليه من أمر رعيته، ويعمل بمقتضاه أي ليس الوزراء فقد.
ويجب أن تتبع هذه البطانة الحق وتكون راشدة ومؤتمنة فإذا استشارهم الحاكم أعطوه الرأي الصحيح الذي فيه مصلحة الجميع وهذا ما كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد جاءت فاطمة بنت قيس إلى الرسول تستشيره في أمر خاص بها حينما قالت :فَخَطَبَنِي خُطَّابٌ مِنْهُمْ مُعَاوِيَةُ وَأَبُو الْجَهْمِ" فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَمَّا مُعَاوِيَةُ تَرِبٌ خَفِيفُ الْحَالِ، وَأَبُو الْجَهْمِ يَضْرِبُ النِّسَاءَ ، أَوْ فِيهِ شِدَّةٌ عَلَى النِّسَاءِ، وَلَكِنْ عَلَيْكِ بِأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ " أَوْ قَالَ : " انْكِحِي أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، ولا يعتبر ذلك غيبه لهم لأن ذلك بهدف النصح والإرشاد وما فيه من المصلحة أكبر بكثير من الضرر الناتج من السكوت عنه فالمشورة أمانة قال صلى الله عليه وسلم " المستشار مؤتمن"، وفي حديث أخر" من استشاره أخوه المسلم فأشار عليه بغير رشد فقد خانه"
إن الحاكم الذي لا يتحرى الدقة في اختيار بطانته حتى تكون بطانة صالحة عليه الذنب الأكبر والأثم الأكبر من جراء ما تفعله به البطانة الفاسدة ولقد رأينا بأم أعيننا ما فعلته البطانة الفاسدة على أرض الواقع على الحكام والحكومات أنظر إلى الانظمة على مدى التاريخ وماذا فعلت بهم البطانة الفاسدة ومجموعة من الوجوه التي لا تتغير فعلا لقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال (‏من ولي منكم عملا فأراد الله به خيرا جعل له وزيرا صالحا).
إن ما نجنيه من وراء البطانة الصالحة كل خير والاستقرار وتحقيق التنمية والسداد في الرأي والمشورة الصادقة التي تفيد الوطن أما ما نجنيه من وراء البطانة الفاسدة هو الخراب بعينه الخراب الذي يصل لدرجة أهمال شئون البلاد والاطاحة بحاكمها.
إن للبطانة الفاسدة علامات وسلوكيات إذا انتشرت في المجتمع فهذا معناة على وجود هذه البطانة الفاسدة وتمكنها من الحاكم أو أولي الأمر أو المسئولين وأول هذه العلامات أن يعيش الشعب في وادي وتكون الحكومة في وادي أخر فلم يعد هم الحكومة العمل على تحقيق مصالح الناس بل همها الرئيسي العمل لمصالحها الشخصية فلا تهتم باستطلاع الأراء ومشاركة المواطن مشاكله وحلها والعمل على تذليل العقبات التي تواجهه ولكنه تضع الكثير من العقبات وتريد من المواطن يعمل جاهدا لتخطي هذه العقبات.
عندما تتأخر التنمية في البلاد فهذا معناه أيضا أن هناك بطانة فاسدة تعمل على إهدار المال العام وتعمل على تقديم الآراء الكاذبة التي تؤدي إلى توقف التنمية مما يؤدي إلى خراب البلاد تدريجيا ولا مبالاة من الحكومة.
عندما تكثر المعارضة وتزداد الانتقادات الموجهة إلى الحكومة ولا تأخذ هذا بعين الاعتبار ولا تقوم بتصفية هذه الاتهامات وتفنيدها وإثبات عكسها للمواطنين فهذا معناة أن المعارضة على حق وأن الانتقادات في محلها وأن هناك بطانة فاسدة لا تقدم المشورة السليمة ولا الرأي السديد الذي يجعل المواطن يشعر بالثقة.
عندما نعاني من نفس المشاكل التي طالما عانينا منها السنين الماضية فهذا معناة أن هناك بطانة فاسدة لا تهتم بحل المشاكل التي يعاني منها المواطن أو أنها بطانة لا تستطيع أن تقدم المشورة السديدة للقضاء على هذه المشاكل فمن الأولى الاستغناء عنها.
عندما ينحدر التعليم عام بعد عام وتكون هناك وزارة شكلية للصحة لا تستطيع أن تقدم خدمات حقيقية للمواطن وعندما يختفي دور الإعلام الوطني الحكومي وعجزه عن التواصل مع المواطنين وعندما تكون الدولة مصنفة من حيث الاستهلاك على العالم ويوجد بها وزارة للصناعة والتجارة وعندما تزداد الانتقادات والاتهامات لكل مؤسسات الدولة فهذا معناة أن هناك بطانة فاسدة نعم لا يستطيع أن يصدق عاقل بعد كل هذه السلوكيات والوقائع التي نراها بأم أعيننا بأنه لا يوجد هناك بطانة فاسدة فالواقع يقول أننا فعلا بصدد بطانة فاسدة.
والمواطن العادي الذي يقوم بإنجاز أي معاملة من أي مؤسسة من مؤسسات الدولة يظهر له جليا من السلوكيات العامة في المؤسسات أنه بصدد بطانة فاسدة لا تستطيع أن تقدم الرأي السديد ولا المشورة الموفقة التي تنقذ الدولة من تبعات الفساد والتدهور والذهاب إلى المجهول.
 
تحدثنا أم لم نتحدث سواء -مقال-اليشخ مشعل مالك الصباح

إن القوم الذين لا يعملون بالنصيحة ولا يستمعون للتحذير من الخطر ويكابرون ولا يقبلون الإرشاد ويصرون على التوجه في طريقهم حتى ولو كان خطأ أو بنهايته الهلاك لهم ولا يلتفتون إلى أحد مهما كثرت الأصوات من حولهم لهدايتهم ولإعادتهم إلى الطريق الصحيح يعتبرون من الذين ختم الله على قلوب وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة.
قال تعالى (إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ) لقد وصف الله الكفار بأن البلاغ والتحذير لا يجدي معهم فسواء عليهم أنذرتهم أم لم تنذرهم أي لا يغير ذلك فيهم لأن قلوبهم عليها غشواة وكذلك سمعهم وأبصارهم.
يظهر لنا جليا من الأية السابقة وتتبين لنا سنة الله تعالى في أهل العناد والمكابرة والإِصرار بأن الله تعالى يحرمهم الهداية وذلك بتعطيل حواسهم حتى لا ينتفعوا بها فلا يؤمنوا ولا يهتدوا، فيجب عدم العناد وعدم الإصرار على الاستبداد والظلم والفساد الموجب للعذاب العظيم.
والقاعدة التي يمكن أن نستنبطها من هذه الآية هي (اتباع الحق وعدم المكابرة بتجاهله أو تركه أو الالتفاف عليه ويجب ان نعمل بالنصح والتحذير من الخطر وأن نضع كل ما يقال لنا في بؤرة الاهتمام فنتبع الحق ونبتعد عن الباطل حتى لا يكون سواء بالنسبة لنا أن يوجه إلينا نصح أم لا لأن ذلك من صفات معدومي الهداية الذين ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة)
ويمكن أن نستخلص هذا القاعدة من واقع الأمة العربية الآن فكم سقط من رؤساء وكم سقطت من أنظمة كان سواء عندهم تحدثت شعوبهم عن الظلم الواقع عليهم أم لم يتحدثوا لذلك لم تهتدي هذه الأنظمة وأصحابها اصطدموا بالنهاية المؤلمة نعم كم من معارضين لهذه الانظمة وكم من صرخات صادقة خرجت من مواطنين صالحين طالبت بتغيير الوضع الذي كانوا عليه وكم نداءات لمظلومين اشتد عليهم وقع هذه الأنظمة وللاسف لم تبالي هذه الأنظمة فسواء عليهم إزدادت الصراخات أو المطالبات بالعدل والحريات أم لم تزداد فلم يتأثروا ولم يتحركوا وكابروا حتى جاءتهم النهاية المحتمة التي يعلمها الجميع وذلك الكبر لا يجتمع مع الهداية أبدا.
هديا بما سبق أخشى ما أخشاه أن تصبح هذه الصورة المتكررة التي رأيناها والتي نراها هي التي سوف نكون عليها في المستقبل فكم من معارضين وكم من مستغيثين وكم من مظلومين وكم من كتاب صادقين وكم من أحرار وكم من رجال تذمروا من الحالة المتدينة التي وصلت إليها أداء مؤسسات الدولة ولا مجيب
وكم من دعاة للتنمية وكم من دعاة للنهوض وكم من دعاة لتطوير التعليم والصحة وغيرها من القطاعات لم يلتفت إليهم وكأنما هم في وادي والمسئولين في وادي أخر مما يجعلنا نتأكد بأن سواء علينا نصحنا هؤلاء المسئولين أم لم ننصحهم لا يعملون بالنصيحة ولا يستمعون إليها أصلا.
أتمنى أن يضع المسئولون في الاعتبارا هذه النداءات الآن أتمنى أن يعلم المسئولون الصف الأخير الذي هو السواد الأعظم الذي هو بعيد كل البعد عن الاهتمام في كل شيء هذا الصف الأخير الذي أصبح ضحية السياسات الخاطئة التي يتبعها المسئولين وأصبح ضحية أداء حكومي هزيل لا يلبي مطالبهم.
أصحاب الصف الأخير من المواطنين العاديين والمهمشين لماذا لا تصل معاناتهم الحقيقية عند المسئولين هل المسئولين يعلمون ولا يتحركون ام أن معاناتهم لم تصل إلى الآن؟؟ إن أصحاب الصف الأخير من المواطنين العاديين والمهمشين الذين لا يوجد لديهم الواسطة ولا المال الكافي ليأخذوا مكانهم المناسب بين أصحاب المال والنفوذ ولا يوجد لديهم الاهتمام الكافي الذي يناله أصحاب المال والنفوذ الذي يؤهلم لمواجهة تحديات الحياة.
أتمنى أن تصل صورة أصحاب الصف الأخير كما هي بنفس المعاناة بنفس الألم بنفس الكبت النفسي الذي يعيشون فيه بنفس التجاهل حتى يتسنى لنا جميعا حل هذه المشكلة الكبيرة التي قد تطيح بالجميع. حتى أبناء الأسرة الحاكمة أصبح بهم أصحاب الصف الأخير الذين يهمشون ويعانون دون مجيب ولا رقيب وهناك الكثير من ابناء الاسرة الذين عبروا عن مشاكلهم في وسائل الاعلام المرئية والمقروءة ولايخفى على احد من هم فإن الظلم الذي انتشر في المجتمع نال من الجميع فلم يترك حتى الأسرة الحاكمة واصبح كبار المسئولين ينظرون إلى أبناء الاسرة بالتمييز في المعاملة فهناك درجات نعم درجة أولى ودرجة ثانية فأصحاب الدرجة الأولى
لا خوف عليهم ولا هم يحزنون أم بالنسبة لأصحاب الدرجة الثانية وأصحاب الصف الأخير فليس لهم حظ ولا نصيب ولا حولا ولا قوة إلا بالله.
إن الأمراض التي أصابت مجتمعنا يعتبر السبب الحقيقي لها أننا بصدد مسئولين لا يسمعون أو يسمعون ولا يعملون أو يكابرون ويتكابرون لقد مللنا الحديث بلا مجيب وكثرة الانتقادات التي لا يلتفت إليها المسئولين. أرجو أن نتحرك جميعا لمواجهة هذا الظلم الذي دب في جذور مجتمعنا الحبيب والسبب الحقيقي فيه هو الكبر والمكابرة من المسئولين وعدم السماع إلى آلام الناس ومشاكلهم وعدم الأخذ بأيديهم وإدارة شئونهم بشكل صحيح بعيدا عن الظلم والتمييز، قال تعالى «ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون» فإن الله يحصي لهم كل ما يعملون قال تعالى (ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا) هل سوف يلتفت المسئولون ام يكابرون ويتجاهلون
 
صناعة النجوم والشخصيات العامة - مقال - الشيخ مشعل الصباح

لعل من الأشياء البارزة التي كانت تميز الشرق العربي عن الغرب في الماضي أن بلاد المشرق العربي كانت تعلي من قيمة الأخلاق الفاضلة فتخلطها بكل شيء حتى السياسة نعم كانت سياسات المشرق العربي لا تخلوا من الأخلاق الفاضلة النبيلة والتاريخ خير شاهد على مدار السنين منذ ظهور الإسلام إلى انهيار الخلافة العثمانية فالجميع كان يعلم الفرق بين الشرق والغرب عندما ينظر لسلوكيات الجيوش الإسلامية العربية وسلوكيات الجيوش الغربية الشنيعة الفظيعة في الحروب.
ولكن مع تأثر الشرق بالغرب وتمكن الغرب من السيطرة على الشرق أصبح الشرق مقلد ومحاكي للغرب دون النظر إلى شكل أو مضمون هذا التقليد إنما العلاقة بين الشرق والغرب الآن أصبحت قائمة على التقليد فقد دون تفكير وياليت هذا التقليد في جميع الأمور التي قد تفيد ولكن هذا التقليد في الشكل وفي كيفية إحكام السيطرة على الرعية الشعوب وفي محاكاة أقذر طرق السياسية للسيطرة على الشعوب العربية المغلوب على أمرها.
وبما أن الغرب يفصل السياسة عن الدين وعن الاخلاق فمباح له استخدام أي الطرق وكل الوسائل لأن مبدأهم الرئيسي الغاية تبرر الوسيلة بمعنى عندما تكون غايتهم حسنه فمباح لهم استخدام الوسائل المشروعة وغير المشروعة في تحقيق هذه الغاية وهذا هو محل الخلاف بين السياسات الغربية التي لا تنظر إلى الاخلاق والسياسات العربية الإسلامية القديمة التي كانت تضع الأخلاق شرط أساسي لممارسة جميع السياسات.
وبسبب بعد الغرب كل البعد عن الأخلاق واتباعه شتى الوسائل المشروعة وغير المشروعة في تنفيذ ما يريد نجده يقع في حرج كبير أمام العالم وتناقض ليس له مثيل ويظهر هذا جيدا حيث أنهم
لا يسعون إلا لتحقيق هدفهم فقد وليس كما يقنعونا دائما أنهم يعملون على نشر الخير والسلام في جميع أنحاء العالم.
ففي الوقت الذي ينادون بفصل الدين عن السياسة وأن الدين ليس محرك لإقامة دولة أو لتسيير مصالح دولة نجدهم يدعمون إسرائيل كل الدعم لإقامة دولة دينية يهودية والمحرك الأساسي لها هو الدين والدليل على ذلك أنهم اختاروا مكان هذه الدولة في أرض الميعاد كما تخبرهم التوراة، وفي الوقت الذي ينادون فيه بالحريات تمنع فرنسا المسلمين الذين يعيشون فيها من الحرية فتطلب منهم التجرد من أي مظهر إسلامي مثل ارتداء الحجاب أو غير ذلك، هذا غير سياسة الكيل بمكيالين التي تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية في المسائل المتعلقة بالعرب والمسلمين في شتى بقاع الأرض فتتدخل تدخلا عسكريا سريعا مخرب في جميع الدول العربية والإسلامية وتنتظر وتحذر وتكتفي بالإدانة في الدول الأخرى التي لا تمت للعرب والإسلام بصلة نعم أنها سياسة فصل الأخلاق عن السياسة وسياسة الضحك على الذقون والكذب والتضليل وسياسة الغاية تبرر الوسيلة.
قد يكون البعض قرأ الكثير عن السياسة القذرة التي يستخدمها الغرب ولكن الغريب في الأمر الذين يتبعون الأساليب القذرة التي ابتكرها الغرب ليستخدمونها في تضليل رعيتهم وشعوبهم وإحكام السيطرة عليهم فالجميع يعلم مصطلح الطابور الخامس وهو ويقصد به الجواسيس التي تستخدمهم الحكومة للسيطرة على شعوبهم هذا الطابور الذي يعيش بين الشعب كأنه فرد من أفراد الشعب ولكن له دور في الكذب والتضليل يقوم به متى أرادت الحكومة ذلك ومن هؤلاء كثير من الشخصيات العامة مثل نجوم السينما والإعلاميين المشهورين وكبار المفكرين وبعض المعارضين حتى يتم حبك القصة على المواطن المسكين والتمكن من خداعه وتضليله.
ولقد ظهر الطابور الخامس جليا في الدول العربية وظهر اعتمادهم عليه ورآه الناس بأعينهم قبل سقوط الأنظمة العربية التي سقطت وأثناء سقوطها بل وبعد سقوطها أيضا فسمعنا كثير ممن لقبوهم الناس بالقائمة السوداء للنجوم وكثير ما انكشف أمر المعارضين الذين تحولوا إلى مدافعين عن النظام ولكن بعد أن انتهت اللعبة وانكشف أمرهم وظهر للناس نفاقهم وتلقتهم حملات شرسة من الشعب فتكت بهم.
أنه من المؤسف أن تكون صناعة النجوم والشخصيات العامة هدف رئيسي للسيطرة على الشعوب وتوجيههم ونحن الأن نطلب التطلع إلى واقع أكثر شفافية نستطيع أن نتوجه فيه إلى التنمية والبناء بكل طاقة ممكنه، وإنه من المؤسف أن تعمل الحكومة على خلق شخصيات من المعارضة الوهمية التي يلتف حولها الناس وتساعدهم الحكومة في جعلهم نجوم لامعه يصدقهم الناس حينما يتحدثون ويسرون على دربهم عندما يسيرون وهم في الحقيقة لسان الحكومة وقلبها النابض.
أنه من العار أن نسير على سياسة هي في الأصل للغرب فلا تعرف الأخلاق وتبعد كل البعد عن الشفافية وعن الصدق وتعتمد على الوهم والخداع والتضليل الذي يؤخر الوطن ولا يعمل على تقدمه وينال منه ولا ينصره.
لقد مللنا هذا الأسلوب الساذج الذي تتبعه الحكومة وطريقها الواهية في صناعة النجوم اللامعة من المعارضين الذي يلتف حلوهم الناس ويثق بهم وهم في الأصل معارضة هشة تنطق بلسان الحكومة ولا يمكن أن تعبر عن مشاكل المواطن الحقيقي لقد فهمنا هذا الأسلوب ودرسناه جيدا وحفظنا هذه الوجوه التي نشرتها الحكومة في كل مكان وأصبحوا خداما لها نعم لقد أساءت التدبير والتوجه.
المواطن يعلم جيدا من يعبر عنه وعن مشاكله وعن همومه ومن يتحرك للدفاع عنه وعن مصالحه
ولا يمكن أبدأ أن ينخدع بنجم ساطع مزيف من صنع الحكومة وإذا انخدع مرة فلن ينخدع الثانية فلا يلدغ مؤمن من جحر مرتين.
كان الأولى على هذه الحكومة أن تعمل على تكافؤ الفرص التي تجعل النجوم الحقيقية تسطع وتلمع بحق وتجعل النجوم الوهمية والمزيفة تذهب بلا عوده فلا يرى أحد شعاعها ولا يصاب أحد بكذبها كان أولى على الحكومة أن تعمل على دعم النجوم الحقيقية في المجتمع بكل السبل لأنهم هم النجوم التي تعبر عن الوطن وتعيش همومه وتريد مصلحته.
لقد مللنا من الشخصيات التي ارتادت الديوانيات وانهالت على الحكومة بالاتهامات والسلبيات التي
لا تنتهي ويعجب الناس بكلامهم الرائع وعندما يذهبوا إلى الحكومة ومسئوليها يتقرب إليها وينشد ودها ويعلي من شأنها لمصلحة شخصية وليس لمصلحة الناس وللعلم أنه سوف يكون مؤثرا لو تمسك برأيه الذي يعبر عن الناس ويترك هذا الخداع الذي يجعل الشك والريبة تحيط به ويجعل الناس ينقلبون عليه في يوم من الأيام.
كان أولى على الحكومة بدل من صناعة نجوم الطابور الخامس أن تدعم النجوم الحقيقية في كل التخصصات فهناك نجوم سياسة حقيقيين لم يعلم عنهم أحد وهناك نجوم في الإعلام حقيقيين ولكنهم مهمشين وهناك نجوم في كل مجال حقيقيين وللأسف يغمرهم التراب الذي القته عليهم الحكومة التي لا تعرف إلا صناعة النجوم المضللة من المعارضين الوهميين الذين يعملون لصالحها ألا تعيد حكومتنا حساباتها؟؟؟!!!.

الشيخ مشعل مالك محمد الصباح
 
همزة الوصل - مقال - الشيخ مشعل مالك محمد الصباح

إن أي تحرك يقوم به الإنسان أو أي عمل لابد أن يشمل شقين النية التي تدفع للقيام بهذا العمل وهي الشق الباطن للفعل، والشق الثاني وهو الظاهر يكون الفعل نفسه أيا كان أو العمل نفسه أيا كان.
والضرورة تقتضي أن يكون هذان الشقين متزامنين وملازمين حتى يتم العمل أو الفعل سواء كان هذا الفعل صواب أم خطأ فهناك نية تدفع لفعل شيء سيء فيقوم به صاحبه العكس صحيح إذن فالنية بغير العمل تكون أمنية بعيدة الأمل قد تحدث أو لا تحدث وفي الغالب عندما يطول الأمل يبطل العمل، وفي نفس الوقت العمل بلا نية وبلا قصد يكون عمل ارعن يدل على تصرف مجنون ولا يصدر عن عاقل أو حكيم.
لذلك ربط الإسلام النية بالعمل قال صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات , وإنما لكل امرئ ما نوى) نعم لابد أن تتزامن النية بالعمل حتى يكمل العمل فتكتمل النتيجة المترتبة عليه من ثواب وعقاب.
واستنادا إلى ما سبق نتوصل إلى قاعدة منطقية وعامة يجب أن تكون ركيزة لبناء نتيجة قوية صحيحة وهي (النية بدون عمل روح بلا جسد والعمل بدون نية جسد بلا روح وهمزة الوصل هي الهمة التي التي تقرب المسافة بين النية والفعل نفسه فكلما زات الهمة زادت سرعة إنجاز الفعل وكلما قلت الهمة وضعفت قل وضعف إنجاز الفعل)
وبالنظر إلى أرض الواقع وبالمتابعة الدؤوبة للواقع الذي نعيشه نجد أننا بصدد أمنيات وأفكار وآراء نعبر عنها كالأمنيات بلا أفعال وبلا أعمال تعبر عنها- فكل من لديه نية تدفعه لحب هذا الوطن وكل من لديه نية لمكافحة الفساد وكل من لديه نية للوقوف أمام الظلم وكل من لدية نية ويتمنى أن يخلق واقع أفضل وكل من لديه نية أن يجعل دولته أكثر دولة متقدمة في العالم لابد أن يكلل هذه النية والهمة ويتزامن ويترابط معها الفعل الذي يخرج كل هذه النيات والأمنيات إلى النور ويجعلها قيد التنفيذ.
كل من يكتب في وسائل الإعلام المقروءة أو يظهر في وسائل الإعلام المرئية مثل البرامج الحوارية أو كل من يتحدث في جميع وسائل الاتصال الاجتماعي وجميع الوسائل التكنولوجية الحديثة الجميع برمج نيته إلى كتابة فقط والجميع برمج نيته إلى حديث فقد قد تكون الكتابة فعلا وقد يكون الحديث فعلا كما أن للفعل أهمية لإظهار النية إلى النور فأن نوع الفعل هو الأكثر أهمية.
الجميع ينشد الإصلاح والجميع ينشد إحداث تنمية حقيقية والجميع ينشد واقع أفضل الجميع ينشد القضاء على الفساد في مؤسسات الدولة ولكن بالكتابة والحديث فقط لقد حان وقت الفعل الحقيقي الذي يجعلنا جميعا نرى النور ونعيش على أرض واقع حقيقي نحدد فيه خطواتنا كيفما نشاء وليس كما يفرض علينا.
إن الشباب الآن يتعطش للقيام بدورة الحقيقي وفي أتم الاستعداد لتقلد هذا الدور بالنشاط والحيوية والعطاء والكفاح وعلى أتم الاستعداد أن يجعل نفسه وقود للتنمية الحقيقية ووقود للإصلاح الفعال ولكن يجب همزة وصل تجمع هذا الشباب الذي توحد فكريا وتفرق جسديا الجميع يعمل حرص الشباب على تحقيق الإصلاح الجميع يعمل حرص الشباب على مواجهة الفساد الجميع يعلم مدى أهمية الشباب في تحقيق النهوض.
والحمد لله شباب الكويت يجمعهم فكر واحد وتوجه واحد وهم قادرون على فعل أي أصلاح بل هو واجب عليهم تجاه وطنهم ولكن يجب أن تكون هناك همزة وصل تجمع الشباب وتوحد كلمة الشعب فتحول النوايا إلى أفعال حقيقية قوية تدفع عجلة التنمية الحقيقية للصالح العام ولإفادة الجميع دون فساد أو تدهور أو ركود كما يحدث الآن، ولكن لابد من همزة وصل تجمع هذا الشباب، وأنا متأكد بأن الشباب قادرون على إيجاد همزة الوصل فيما بينه وفي أقرب وقت.
 
ليس خروجا على الحكام -مقال - الشيخ مشعل مالك محمد الصباح

على ضوء الأحداث الأخيرة التي يشهدها الوطن العربي الإسلامي من ثورة على الظلم بالنزول إلى الشارع والمطالبة بتحقيق العدل ورفع الظلم وتوفير المقومات الأساسية التي تتيح للمسلم الحفاظ على حدود الله في الأرض، نجد أن الناس يقفون أمام هذا الثورات والتظاهرات موقفين؛ الموقف الأول: من يبرر خروج الناس إلى الشوارع بهدف الإصلاح وتحقيق العدل وقول كلمة الحق دون خوف بالأسلوب الذي يرتضيه الإسلام -وليس الخروج بالسلاح - يعتبرونه من قبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وليس فيه حرمة.
والموقف الثاني: من يرى أن الخروج إلى الشارع يعتبر خروج على الحاكم ويعممون ذلك على الجميع سواء من خرج بالسلاح أو من خرج مسالما ليعبر عن رأيه ويقول كلمة حق أو لدفع ظلم عنه أو لتحقيق عدل فموقفهم عام ولم يخصص أحد.
ولمعرفة أي الموقفين على صواب يجب معرفة أو على الأقل أيهما أقرب إلى الصواب يجب توضيح بعض النقاط.
أولا ما هو الخروج على الحاكم المحرم شرعا:
الخروج بالسلاح هو المحرم شرعا وهناك حالتين يمكن الخروج فيهما بالسلاح ويكون واجب على المسلمين أن يسقطوا الحاكم ويولوا غيره ليقيم حدود الله كما أجمع علماء المسلمين وهما الشرط الأول: وجود كفر بواح عندهم من الله فيه برهان. والشرط الثاني: القدرة على إزالة الحاكم إزالة لا يترتب عليها شر أكبر منه، وبدون ذلك لا يجوز.
ونحن نثق بعلمائنا الأجلاء وبكلامهم ولكن هل يجوز أن نفهم كلامهم خطأ فالذي يعتبر الخروج إلى الشارع لطلب رفع الظلم وطلب تحقيق العدل هو الخروج الذي قصده العلماء فهو خاطئ في الفهم بعيد عن المعنى وإلا لماذا اشترط العلماء في الشرط الثاني القدرة على إزالة الحاكم إزالة لا يترتب عليها شر أكبر منه، والإزالة لا تكون إلا بالسلاح وسفك الدماء وعندما تكون القوتين غير متكافئتين قد تقضي القوى الكبيرة وهي قوة الدولة المنظمة على القوة الصغيرة وهي الجماعة التي خرجت بالسلاح وهي غير منظمة هذا هو المعنى الصحيح للخروج على الحاكم أي محاربته وإزالته بالقوة أي بالسلاح ولا ننكر أي شرط من شروط الخروج إذا كان الخروج على الحاكم مسلحا.
ومن الأسباب التي تجعل البعض يخطئ في فهم ما قصده العلماء من توفر الشرطين هذين في الخروج على الحاكم أنهم لا ينظرون إلى كل النصوص القرآنية ومجملها وكل الأحاديث النبوية الشريفة ومجملها ورأي العلماء فيها مجملة دون الاستهداء بجزء وترك جزء فالنصوص الشرعية متكاملة تفهم من خلال بعضها ولا يمكن أن تفهم منفردة والذي يفهمها منفردة يشعر بتناقضها والعياذ بالله ولو أن كل من استند إلى رأي العلماء وجعله معمم على جميع الخروج حتى ولو كان سلميا أو تعبيرا عن الرأي نظروا إلى أقوال العلماء أيضا في النصوص الأخرى التي قد تضيف للموضوع معنى جديدا أو تخصصه أو تعممه لما وقعوا في تعميم حكما خاصا.
والجميع يعلم أن دين الإسلام دين حياة (مَّا فَرَّطْنَا فِي ٱلكِتَابِ مِن شَيْءٍ) وفي تفسير الجامع لأحكام القرآن للقرطبي قيل في القرآن أي ما تركنا شيئاً من أمر الدين إلا وقد دَلَلْنَا عليه في القرآن؛ إما دلالة مبينة مشروحة، وإما مجملة يُتَلقّى بيانها من الرسول عليه الصلاة والسلام، أو من الإجماع، أو من القياس الذي ثبت بنص الكتاب؛ قال الله تعالى(وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ ) أي أن الدين الإسلامي لم يترك شيئا سواء كان موجودا أو سوف يستحدث من بعد إلا وبين لنا من خلال الكتاب والسنة جميع جوانب الدين الذي هو ينظم لنا حياتنا كمسلمين والذي لم يذكر صراحة فهناك الأجماع والقياس.
إذا كان الإسلام قد نظم جميع شئون الحياة سواء اقتصاد أو سياسة أو علوم أو أخلاق في جميع المجالات وقد نظم حياة الفرد بربه الفرد بأسرته والفرد بمجتمع والرعية بالراعي والراعي بالرعية والزوج بالزوجة وغيرها من العلاقات الاجتماعية فهل نهتدي بالإسلام في جميع هذه الفروع ونترك هدي الإسلام في علاقة الراعي بالرعية.
العرب تقول: حَكَمْتُ وأَحْكَمْتُ وحَكَّمْتُ بمعنى مَنَعْتُ ورددت، ومن هذا قيل للحاكم بين الناس حاكِمٌ، لأنه يَمْنَعُ الظالم من الظلم فكيف بمن يمنع الظلم عن الناس أن يكون هو الظالم أو عاصي أو معطل لحدود الله أو غير ذلك مما يتنافى معى مقاصد الشريعة الإسلامية ودعائم الدين الإسلام هو إقامة العدل والقسط والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الحكم بما أنزل الله.
إن من يطلق تقويم الحاكم على أنه حرام مطلقا هذا يعني أنه يعطل الكثير من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية التي يجب عليه أن يهتدي بها عندما ينظر لطاعة العامة وتقويمه.
فيجب أن تعلم أولا من هو الحاكم أو أمير المؤمنين أو السطان أو الملك قبل أن تأمر بطاعته الطاعة المطلقة ويجب أن تعلم أيضا المقصود بالخروج عليه والهدف من هذا الخروج ويجب أن تعلم طرق تقويمه والظروف ولملابسات والعصر الذي يوجد به قبل أن تطلق الأحكام.
ويقول القائل لقد أجمع العلماء على عدم الخروج على الحاكم وهم أعلم مننا بذلك وأعلم بآيات الله أكثر من العامة أقول له كلام صحيح ولكن هل فهمت ما هم اجمعوا عليه لقد أجمعوا على عدم الخروج على الحاكم لإزالته بالقوة أو بالسلاح إلا بشرطين الأول كفر بواح لكم فيه من الله برهان، والقدرة على إزالة الحاكم إزالة لا يترتب عليها شر أكبر منه، وهذا دليل على استخدام القوة.
إذا لا خروج على الحاكم بالقوة والسلاح إلا إذا توافر الشرطين ولكن هل أجمع العلماء على أن الخروج إلى الشارع بهدف الإصلاح وبهدف رفع الظلم عن المظلومين وبهدف قول الحق حراما
لا والله إنه من قبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وقد يقول قائل وما دليل كلامك من القرآن السنة سوف أذكر له الآتي:
من القرآن قال تعالى: ( وَلاَ تُطِيعُوۤاْ أَمْرَ ٱلْمُسْرِفِينَ ٱلَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِى ٱلأرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ } في ابن كثير يعني: رؤساءهم وكبراءهم، الدعاة لهم إلى الشرك والكفر ومخالفة الحق) والجميع يعلم أن العطف بين الشرك والكفر ومخالفة الحق يدل على الاختلاف بينهما ولا يمكن أن نستثنى من ذلك حاكم أو محكوم فالنهي عام والجمع يدل على عمومه.
وقال تعالى: (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) في ابن كثير أي: شغل عن الدين وعبادة ربه بالدنيا، { وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا } أي: أعماله وأفعاله سفه وتفريط وضياع، ولا تكن مطيعاً ولا محباً لطريقته، ولا تغبطه بما هو فيه.
وعندما ذكر الطاعة في القرآن قال تعالى (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ) في جامع البيان في تفسير القرآن أي فسلـموا لله ولرسوله يحكمان فـيها بـما شاءا، ويضعانها حيث أرادا.
وقال تعالى(وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) وفي أية أخرى (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) وفي أية أخرى (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ) وفي أية أخرى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ) وفي أية أخرى (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) وفي أية أخرى (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ)
وفي الأية التي ذكر فيها أولي الأمر قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) في تفسير جامع البيان في تفسير القرآن للطبري قال اختلفوا في أولي الأمر فمنهم من رأى أنهم الأمراء أي في عصر الرسول حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن عنبسة، عن ليث، قال: سأل مسلمة ميمون بن مهران، عن قوله: { أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِى مِّنكُمْ } قال: أصحاب السرايا على عهد النبيّ صلى الله عليه وسلم، وفي الحديث حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أطاعَنِي فَقَدْ أطاعَ اللّهَ وَمَنْ أطاعَ أمِيري فَقَدْ أطاعَنِي، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللّهَ وَمَنْ عَصَا أمِيرِي فَقَدْ عَصَانِي " اي من أطاع الذي أمره رسول الله في عهده والمعنى واضح فليس الأمر مطلق لأن من أمره الرسول يعتبر أمر لا يمكن الرجعه فيه مثل تنفيذ أبو بكر الصديق بعث إسامة بن زيد.
وقد يقول قائل أنا سوف أخذ بقول أن أولي الأمر هم الحكام والسلاطين فترد عليه الأية حيث أن الأية تكرر لفظ أطيعوا (أطيعوا) الله و(أطيعوا) الرسول وعند أولي الأمر عطفها على ما قبلها وذلك دلالة واضحة على أنه لا يمكن طاعتهما إذا لم يطيعون الله ورسوله وهذا ما جاء في الحديث الشريف عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة ) رواه البخاري، وقد نص العلماء على أن الطاعة تكون في غير معصية فقد روى الإمام البخاري الحديث السابق في ( باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية ) صحيح البخاري مع فتح الباري 16/239 وجاء في رواية أخرى ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) وهي رواية صحيحة.
أما تقويم الحاكم فهذا ما جاء على لسان الخلفاء الراشدين المهديين والذي نقتدي بهم جميعا والذين كان النموذج العملي لتطبيق السنة النبوية المشرفة وهم الصحابة والصحابة أبر هذه الأمة قلوبا ، وأعمقها علما ، وأقلها تكلفا ، وأقومها هديا ، وأحسنها حالا اختارهم الله لصحبة نبيه -صلى الله عليه وسلم- وإقامة دينه "كما قاله ابن مسعود رضي الله عنه "فحبهم سنة والدعاء لهم قربة والإقتداء بهم وسيلة والأخذ بآثارهم فضيلة " وقال قتادة في قوله تعالى ( يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِه) هم أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -آمنوا بكتاب الله وعملوا بما فيه.
وها هو أبو بكر عندما تولى أمر المسلمين (فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني - أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم) هذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه والجميع يعلم فضله، وكان عمر يقول : ( مَن رأى منكم فيَّ اعوجاجًا فليقومه ) هؤلاء الصحابة والخلفاء وهم من هم لقد وصلت الدولة الإسلامية في عهدهم أوج ازدهارها تقدما وحضارة وعلم واقتصاد وتوسع في شتى المجالات فمن الذي يأتي اليوم ويقول أن من ساعد على تخلف الأمة وسبب في فساد مؤسساتها وسبب في نشر الفساد الأخلاقي والمؤسسي وغيره من أنواع الفساد أنه لا يحتاج إلى تقويم يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه) وفي الحديث أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم ـ وقد وضع رجله في الغرز ـ أي الجهاد أفضل قال ( كلمة حق عند سلطان جائر)، رواه النسائي ، قال المنذري في الترغيب : إسناده صحيح ، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر أو أمير جائر".
وفي الحديث أيضا وعن ابن عباس رضي الله عنهما؛ قال: قال رسول الله : "سيد الشهداء حمزة بن عبد المطَّلب، ورجل قام إلى إمام جائر، فأمره ونهاه، فقتله)
والأحاديث والمواقف على فقه التقويم كثيرة وهناك دراسات وكتب ومصنفات أعدت في النظام السياسي الإسلامي ونظام الحكم في الإسلام وكيفية تقويم الحاكم ولا يمكن أن نأخذ بجزء ونترك جزء ولا يمكن أن نعطل بعض النصوص الشرعية ونعمل بجزء لأن ذلك من صفات الذين قال فيهم القرآن الكريم (أتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض).
لقد ذكرت بعض الأيات والأحاديث التي توضح أنه يمكن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتقويم الحاكم متى استعدى الأمر لذلك وأن ذلك طبقا لمبادئ الشريعة ومقاصدها ولابد أن يتناسب مع أدابها ونصوصها فلا يكون معالجة الذنب بذنب,
ولم انوي الرد على النصوص التي أوردها أصحاب الرأي الذين يقولون بحرمة جواز الخروج على الحاكم مطلقا سواء كان مسلحا أو غير مسلحا لأن النصوص القرآنية تتكامل ولا تتعارض ولكن يجب أن نعمل بكل النصوص جميعها ونكون صورة كاملة فإن توافرت الشروط التي وضعها اصحاب هذا الرأي وجب الخروج على الحاكم بالسلاح وإذا لم تتوافر هذه الشروط سوف يكون العمل بالنصوص التي تدعوا لإقامة العدل والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ورفع الظلم وإقامة حدود الله وعدم تعطيل أي مبدأ من مبادئ الشريعة أو حد من حدودها فيجب أن يكون التقويم في ذلك .
وهذين الرأيين لا يتعارضا مادام أن الأسلوب والطريقة سوف تكون طبقا لتعاليم الدين الإسلامي فلا تخرج عليها فمن يخرج للتعبير عن رأيه لا يسب ولا يشتم ولا يعطل طريق ولا يؤذي أحد من أخوانه ولكن يعبر عن مطالبه التي يرى أنها بها الخير للجميع وأن تكون نيته الإصلاح وبإذن الله فإن صوته سوف يصل وغايته سوف تتحقق.
وأخيرا أدعو كل من يدافع عن الحكام اليوم أن يعود إلى التراث الإسلامي وتاريخنا الإسلامي ويتخذه مرجعا لتقويم الحكام وإقامة العدل وينظر كيف مجد التاريخ الإسلامي الحكام الأبطال والقادة الفاتحين على الذين خذلوا الدين ولا ينبغي أبدا أن يكون من نصر الدين متساوي مع من خذل الدين.
لقد اختلف الأمر الآن فلم يعد هناك أمير مؤمنين واحد يتبعه الحكام في الولايات الإسلامية بل أصبحت بلاد الإسلام دويلات وخلائق متفرقة كل منها مستقل على الأخر وأصبحت أرض المسلمين غنيمة لغيرهم فانظر إلى فلسطين المحتلة وانظر إلى السودان المنقسمة وأنظر تحت حكم هؤلاء الحكام الذين تركوا الجهاد وعطلوه وجعلوا غير المسلمين يحموا أرض المسلمين فلا حدود ولا دين حفظوا ولا على أراضي المسلمين حافظوا ولا اقتصاد إسلامي ناجح اقاموا ولا مساواة أقاموا ولا عدل أقاموا بل الكثير من حارب شعبه وأحل دمائهم عندما وعندما كانوا صامتون ضيعوا حقوقهم.
وقد يقول قائل إن الخروج لتظاهر يترتب عليه مفاسد كثيرة أقول له الذي يحدد ذلك علماء الأمة وعلماء الأمة الآن لم نرى أي عالم من علماء السلف أو غيرهم من العلماء دان من قام به المتظاهرون في كل مكان فعلماء السلف في مصر الشيخ محمد حسان وأبي اسحاق الحويني لم يعدوا ما حدث في مصر خروجا على الحاكم بل أن الشيخ محمد حسان كان من المتواجدين بين الناس والشيخ القرضاوي خطب خطبة بعد سقوط النظام دان فيها النظام وكان يدينه من قبل وفي أثناء ما يحدث في سوريا نجد علماء الأزهر وعلماء الإسلام في كل مكان يدينون النظام السوري من يعتبر الخروج للتظاهر السلمي وطلب الحق ودفع الظلم حرام شرعا مخطئ في فهم رأي العلماء.
بل بالعكس أن ما يترتب على عدم تقويم حكام مثل حكام الأنظمة التي طاحت أنظمتها أو مثل الأنظمة التي يطاح بها الآن أكبر من الخروج عليهم فقد ثبت تهاونهم مع إعدائهم وأعداء الله وتهاونهم على ضياع أرض المسلمين وتخاذلهم في نصرة الدين ومحاربة الإسلام في كل مكان وما اصاب الأمة الإسلامية في عهدهم أكبر بكثير من الخروج عليهم.
إن الواقع الحالي لا يستدعي أبدا التسليم بمخالفات الحكام بل يستدعي تقويمهم بكل الطرق المشروعة فالتظاهرات السلمية مشروعة بشرط أن تتحلى بآداب الإسلام حتى يتم تحكيم شرع الله
(أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ)
 
مقال الشيخ مشعل الصباح رفعت الأقلام وجفت الصحف في جريدة الوطن

المقال الذي فجر الكثير من قضايا الفساد
ــــــــــ
( رُفـِـعــَـــــــــت الأقــــــــــلام وجـــَـــفــــَّـــــــــت الــصُـحـــُــــــــف )

عندما تتداخل الاتجاهات، وتتعدد التيارات، وتكثر الرؤى والأفكار، قد يجد الإنسان نفسه في حيرة من أمره، فأي الاتجاهات يتبع وأي التيارات يعتنق، وأي الرؤى والأفكار يتبنى، لاسيما أننا في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل، والغث مع السمين، والتف الناس حول الصادق والكاذب والمنافق والواضح إلى درجة أعمت أعين الكثيرين عن الحقيقة.
فهناك صنف من الناس يدور في فلك الحكومة وسلطة المسؤولين، ويدافع عنهم، وهناك مجموعة من المثقفين يؤيدونهم بالرأي، وهناك جموع كثيرة تفضل الحديث في صمت دون البوح أو الكلام بما تخفي صدورهم، وهناك المجموعات المعارضة وإن تعددت وتنوعت إلا أنها ضعيفة الصدى وتسير على استحياء.
لذلك فضلت الاختيار الصعب مهما كلفني ذلك، وهو أن أكون نفسي بأفكاري النابعة من داخلي دون تغير، فلا أدور في فلك المؤيدين للمسؤولين وهم المنافقين الذين يتجاهلون الحقيقة، ولا أركن للصامتين الذين هم مخدرين عن الحقيقة، وفي نفس الوقت لا أتعاون مع المعارضين الذين يعارضون على استحياء بلا فعالية.
ولعل قناعتي بقضيتي نابعة من الخطر العظيم والأمر الخطير الذي يهدد أمن واستقرار كويتنا الحبيبة، ونابعة من الاغتيال الصامت للوطن الحبيب على مرأى ومسمع المسؤولين، ونابعة من الطريق الخاطئ الذي دفع فيه الوطن على أيدي المسؤولين بلا رشد أو تأمل أو تفكير، ومع أن اختياري صعب إلا أنني لن أندم ولو للحظة على هذا الاختيار، فلا نافع ولا ضار إلا الله، وقد رفعت الأقلام وجفت الصحف وقال تعالى: (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون).
إن الاستمرار بنفس السياسات ونفس الاستراتيجيات في الإصلاح الذي لا يأتي أبداً إلى الآن، وهذا معناه فناء الكويت وانتهاء أمر الوطن الغالي الذي وقع ضحية تآمر وجهل هؤلاء المسؤولين، فالأمر تعدى زعزعة أمن الوطن واستقراره، وجوانب الخطورة تكمن في عدة أوجه.
الوجه الأول:
غياب الديمقراطية الحقيقية

إن الديمقراطية ليست الشعارات الرنانة التي ليس لها مضمون والتي يرددها المسؤولون كل صباح ومساء، فالديمقراطية ومن وجهة نظرهم لا تتجاوز المعنى الروتيني الشكلي، فلا يوجد ديمقراطية حقيقية دون عمق اجتماعي لها، يتطلب حرية واستقلالية تامة ولا يتحقق ذلك إلا بديمقراطية حقيقية، وهي ديمقراطية توزيع ثروة المجتمع بصورة عادلة، وفي ظل عدالة اجتماعية تضمن حقوق الأغلبية المدافعين عن استقلال الوطن وحريته وهم من يصنعون مجد الوطن.
فالديمقراطية هي السلاح الحقيقي للحشد والتعبئة لتحقيق حلم الوطن ونجاحه وتقدمه، وهي التي تنظم صفوف الجماهير من مختلف الفئات والطوائف والمذاهب من أجل الدفاع عن حقوقهم وعن بلادهم، وهي التي تدفع المواطن للشعور بالاستقرار، والاستقرار الحقيقي نابع من الديمقراطية الحقيقية والحرية الفعلية، وللأسف الشديد لقد تم اغتيال الديمقراطية من سنين.
فالديمقراطية التي نعيشها الآن هي ديمقراطية مزيفة تدعو للاستبداد وتسمح للمسؤولين العبث بمصيرنا والتدخل في مستقبلنا، بل وتسمح للخارج العبث بنا والتدخل في صنع مصيرنا، إنها ديمقراطية مقنعة لأن ما يحدث الآن هو اغتيال منظم للديمقراطية الحقيقية جعلنا نفقد معنى الحرية ونسلم الأمر لمسؤولين لا ينفذون آمالنا ولا طموح وطننا، نعم هذه الديمقراطية المزيفة تزيد الاحتقان بين الطبقات المهمشة المقهورة والمسلوبة حقها من أبناء الشعب، الطبقات التي ضاع منها حلمها بالمستقبل، وهنا تكمن الخطورة حيث إنه سوف يأتي يوم وتتحرك فيه هذه الطبقات وتتدخل بنفسها لإحداث الإصلاح.
الوجه الثاني:
عدم توازن قوى الطبقات الاجتماعية

في غياب الديمقراطية تلجأ الطبقات المختلفة في المجتمع إلى الصراعات الشرسة فيما بينها، لأنه مع غياب الديمقراطية لن تكون هناك تسوية سياسية تنظم العلاقة بين تيارات وفئات وطبقات الشعب، ولا توجد سياسات تحفظ مصالح الطبقات المختلفة، وليست هناك الآلية التي تنظم قوى المجتمع وتنظمها، وفي نفس الوقت لا توجد قوة حقيقية تؤدي إلى مشروعية السلطة وتدافع عن حقوق المواطن، وبالفعل فالواقع الذي نعيشه الآن يُعلي من شأن المصالح الشخصية على حساب المصلحة المجتمعية، ويُعلي من أساليب الفساد كانتشار الواسطة والمحسوبية وشتى أنواع الفساد على الالتزام بالقانون، لأن الديمقراطية الزائفة تؤدي إلى عدم حدوث توازن بين قوى المجتمع مما يؤدي بنا في النهاية إلى الهاوية، وما نسمع من إصلاح لن يأتي ولا يأتي إلا بالعودة إلى الديمقراطية الفعلية.
الوجه الثالث:
الركون إلى الحكم البوليس
ي
عندما يتعمد المسؤولون العمل على تكريس مبدأ الطاعة المطلقة دون نقاش من الشعب، ويعتبرون أن أي معارض أو مخالف في الرأي يسبب إزعاجاً كبيراً لهم، ويجب احتواؤه أو القضاء عليه، فهذا معناه أننا في دولة بوليسية، وعندما لا يكون هناك أي أسس وآليات للحوار الوطني بين المواطن والحكومة تدير الحوار والخلاف بشكل فعال وعلمي، هذا معناه أننا في دولة بوليسية، وعندما تعتمد الحكومة على العنصر الأمني كأداة للحكم دون العمل على الفصل بين السلطات فهذا معناه أننا في دولة بوليسية. أخي القارئ والمواطن لا تجعل نفسك تعيش مخدوعاً وتنظر إلى الأقنعة الزائفة، بل يجب عليك أن تنظر إلى ما وراء هذه الأقنعة وإلى الحقيقة المرّة التي نسير نحوها جميعاً في وطننا الحبيب.
الوجه الرابع:
إن المسؤولين لم يأخذوا في الاعتبار التطورات التي لحقت بالمنطقة

المسؤولون لم ينظروا يوماً إلى التطورات والتغيرات التي لحقت بالمنطقة العربية، وأداروا عنها وجوههم، فهم الآن يعيشون في عصر ديمقراطية الأشخاص المشهورين، ويعتمدون على شهرتهم باعتقادهم أن شخصية القائد هو الزعيم والرائد والأب وهو قادر على فعل كل شيء، وهو المخلص لشعبه ويستطيع مخاطبة كل الجماهير في وقت واحد، فيجب أن يعلموا أن هذه العقلية وهذا التفكير قد انتهى زمانه، فالأمر الآن اختلف، فصوت الشعوب تقدم على صوت المسؤولين وأصبح سمة بارزة في هذا العصر الذي نعيشه، هو القيادة للشعوب، وهذا هو التطور الذي لحق ببلادنا العربية بأكملها، فانظر أين ذهب المستبد (بن علي)؟!! وأين ذهب القائد (مبارك) ونظامه؟!! وماذا حدث مع (ملك ملوك أفريقيا)؟!! كما كان يلقب نفسه (القذافي)، وانظر إلى باقي الشعوب العربية الأخرى التي باتت وشيكة على إعلاء كلمتها، كشعوب اليمن وسوريا وغيرها من الشعوب، صدقوني الأمر مختلف كثيراً عما مضى، فالعقلية الحالية والتفكير الحالي والاستراتيجية الحالية في الإصلاح لن تنقذ وطننا الحبيب من الوصول إلى الهاوية، فيجب إعادة النظر وتمعن التفكير وتوخي الحذر والاعتماد على الكفاءات وتنظيم صفوف الشعب بأكمله، وإظهار إرادته والدفاع عن مصالحه العامة فوق أي اعتبارات فئوية أو شخصية، ولا يغتر المسؤولون بسلاح الإعلام الذي يشهرونه على الشعب ليل نهار ليضللوهم.

الوجه الخامس:
عدم فهم قضية الإصلاح وتهديد الشعب بعدم الاستقرار وانتشار الفتن

لم يقدم لنا المسؤولين حتى الآن فهماً واضحاً وموضوعياً لقضية الإصلاح المزعوم الذي يتحدثون عنه، فمع كل نداءاتهم المتكررة بتحقيق الإصلاح إلا أننا نُعتبر دولة من دول العالم الثالث، ولا مناص من هذه التسمية، ومن ناحية أخرى اتهام كل من يحاول أن يتدخل ويكشف كذب وزيف المسؤولين بأنه يعمل على زعزعة استقرار البلد، وكل من يعارض المسؤولين بأنه يريد نشر الفتن، وللأسف المسؤولون يلبسون الحق بالباطل وهم يعلمون الحق، قال تعالى: (وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُون).
إن الإصلاح الحقيقي لن يتحقق إلا بتوافر عدة محاور أجمع عليها علماء الاجتماع والسياسة دون اختلاف.
أولها: ترشيد السُلطة وهو يعني إسنادها على أسس قانونية ينظم اعتلائها وممارستها وتداولها، وهو مبدأ مشروعية السلطة، وأبلغ تعبير قيل عن هذا المبدأ هو الذي ذكره عالم الاجتماع (مونتسكيو) في كتابه (روح القانون): «إن مبدأ شرعية السلطة القاضي بانسلاخها عن شخص الحاكم، كي يصبح عاملاً عليها يمارسها لحساب صاحبها الأصيل المتمثل في الدولة (الشعب)» وهذا لا يختلف في جميع الأنظمة سواء الملكية أو الجمهورية، فالسلطة تستمد شرعيتها من تمثيلها الحقيقي للشعب، وليست لشخصية المسؤولين، والآن نجد أننا بصدد حكومة تتصرف وفق ما يروق لها، دون النظر إلى تطلعات الشعب ودون تمثيل كامل له، ليس كما يظن البعض أن الحرية هي أن تعبّر عن رأيك بالكلام، بل يجب أن يكون هناك عمل منظم بين صفوف المجتمع، يعبر عنهم ويمثلهم بشكل صحيح ووعي سياسي وممارسات سياسية اجتماعية لا نجدها أبداً بيننا اليوم، قضى عليها المسؤولون فإن كان صوت الشعب لا يصل إلى الحكومة أصلاً، فالحكومة تصنع ما تراه، فعن أي إصلاح تتحدث هذه الحكومات وإسناد السلطة التنفيذية لمجموعة من الوجوه وفئات معروفة لا تتزحزح.
وثاني هذه المحاور: وهو الفصل بين السلطات (القضائية والتشريعية والتنفيذية) وهذا المبدأ مهم جداً، ولكن أليس يدعو للريبة والشك الآن، مدى الاهتمام والحفاوة بالسلطة التنفيذية دون غيرها من السلطات، وما هي مكانة السلطة التنفيذية بالنسبة للسلطات الأخرى، أخشى أن نصبح مثل بعض الدول العربية التي أصبحت هيئات الدولة جميعها في يد هيئة واحدة، وهي السلطة التنفيذية، وربما وصل الأمر لجمعها في شخصية واحدة، فما قيمة مبدأ الفصل بين السلطات إن كانت كلها تتركز في هيئة واحدة، فيجب إعلاء جميع السلطات على قدر المساواة.
وثالثها: المشاركة السياسية. وهي الدور المناط بالجمهور والواجب عليه القيام به في الحياة السياسية، من خلال قنوات المشاركة المعتادة أو الجديدة مثل (تكوين الأحزاب، الجماعات الإصلاحية، هيئات المجتمع المدني وغيرها)، ونحن الآن نجد أنفسنا أمام مسؤولين يعملون على تدني معدلات المشاركة الشعبية في العمل السياسي، ويفعلون كل الطرق لعرقلة هذه المشاركة، إذن نحن لسنا بصدد إصلاح إنما بصدد مجموعة من المسؤولين ومجموعة من الوجوه يغرقون الوطن ويضيّعون كل شيء.
لقد وصل هؤلاء المسؤولون إلى مرحلة من الخبث السياسي الذي استطاعوا من خلاله أن يخدعوا وطنهم وأن ينالوا من أحلامه في الإصلاح وأنا لا أسمي هذا خبثاً سياسياً، بل أسميه تخلفاً سياسياً، لأنه عندما يضيع الوطن لن يبق مسؤولاً ولا مواطناً.
والآن إلى أين نحن نسير؟!! لقد كرّس هؤلاء المسؤولون مبدأ انعدام الولاء السياسي للمواطن داخل الدولة، فأصبح الجميع يلجأ إلى قوى أخرى مثل القبيلة وغيرها، بدلاً من الاحتماء بالدولة، وإعلاء قيمة الوطن، لقد شكك هؤلاء المسؤولون في مشروعيتهم باستيلائهم على هذه المناصب، لأنهم لم يرضوا شعوبهم ولم يمثلوهم ولم يحققوا حلمهم في الإصلاح، واختاروا اخضاعهم بالضغط بدلاً من تفهم معاناتهم، وقضوا على مشاركاتهم في الحياة السياسية، لقد عجزت هذه الحكومة عن توزيع الموارد والقيم الاقتصادية المتاحة بين أفراد المجتمع.
إن ما وصلنا إليه الآن هو نابع من تدهور سياسي، دب في أرجاء وأركان الدولة، أدى إلى تقطيع أوصالها، وهذا يمثل خطورة كبيرة إذا تزامن مع التحديات الخارجية التي تلاقيها كويتنا الحبيبة، ولازال المسؤولين يتعاملون بعقليات وبفكر بائد لن يسعف وطننا ولن يلبي احتياجاتنا، ولن نصل في ظله أبداً إلى بر الأمان .
وللاسف الشديد هم يعتبرون أن ما يقولونه قرآن منزل، ولا يجب الجدال فيه، أو يعتبرونه قدراً لا يجب تغييره، أو التدخل لمعالجته، فكأنهم يقولون لنا هذا هو الوضع وهذا هو الواقع وهذا هو القدر، أي (رفعت الأقلام وجفت الصحف).
وأنا أقول لهم لا يمكن تحقيق الإصلاح إلا بأشخاص يؤمنون فعلًا بالإصلاح الجذري، وتجمعهم المصلحة العامة في تنفيذه، وإن حُلم الوطن أكبر من جميع المسؤولين والشخصيات التي تعمل لحسابها الخاص.
مقال الشيخ
مشعل مالك محمد الصباح
جريدة الوطن الصفحة الأولى 17-10-2011

على تويتر - http://twitter.com/#!/meshalmalek
 
أعلى