أقوال علماء أهل السنة في الاباضية

عماني أصيل

عضو ذهبي
لا تستغرب فهم اتباع حرقوص وبن وهب وبن ملجم وباقي شلة الخوارج

الصحابي حرقوص بن زهير السعدي، ذكره الطبري، فقال: إن الهرمزان الفارسي، صاحب خوزستان، كفر ومنع ما قبله، واستعان بالأكراد، فكثف جمعه، فكتب سلمى ومن معه بذلك إلى عتبة بن غزوان، فكتب عتبة إلى عمر بن الخطاب، فكتب إليه عمر يأمر بقصده، وأمد المسلمين بحرقوص بن زهير السعدي، وكانت له صحبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمره على القتال وعلى ما غلب عليه، فاقتتل المسلمون والهرمزان، فانهزم الهرمزان، وفتح حرقوص سوق الأهواز ونزل بها، وله أثر كبير في قتال الهرمزان،
 
علماء الإباضية يتبعون الحق أينما وجدوه

ولا يحابون أحدا أبدا !

ولا معصوم من الخطأ إلا النبي محمد صلى الله عليه وسلم
ليش ====== لماذا لا تجاوب على السؤال ,الهذة الدرجة تستحى من دينك ولا تستطيع أن تجهر بما يقوله دينك .
إذن أنت بذلك تثبت أن دينك على خطأ ولا تستطيع أن تجاوب على السؤال.
السؤال مرة أخرى:


ماذا تقول فى الأمام على رضى الله عنه؟
ومن فال فى تكفيره من علماءك؟

فهل تستطيع أن ترد؟
أم تستحى مما فى دينك؟
بانتظارك:وردة:
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
لا تعلق في ما ليس لك به علم -- اقرا ثم تكلم
فلحوم العلماء مسمومة

---------------------------------------------

"موقف الإباضية من الخليفتين عثمان وعلي"
لسماحة الشيخ العلامة الجليل بدر الدين أحمد بن حمد بن سليمان الخليلي المفتي العام للسلطنة حفظه الله تعالى




بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حق حمدهِ كما ينبغي لجلال وجهه وكماله والصلاة والسلام على أفضل خلق الله وعلى آله وصحبه أجمعين أم بعد :
فهناك أسئلة وصلتني من أحد الأخوة الذين يدرسون في الولايات المتحدة الأمريكية وقد كانت رغبته أن تكون الإجابة على هذه الأسئلة كتابياً وتلك هي رغبتي لولا أن الأشغال تحول بيني وبين الكتابة لذلك آثرت تسجيل الأجوبة ،،،

يقول في سؤاله الأول: من بعض النقاط التي طالما تجول في خاطري وتثير التساؤل في ذهني نقطة موقف الإباضية من عثمان وعلي رضوان الله عنهما ولا أخفي عليك أني أكن لهما حبا عظيما كما أكنه لعمر وأبو بكر رضوان الله عليهما وهذا يخلق نوعا من التضارب في ذهني بينما عرفت من فصول حياة عمر وأبي بكر وعلي وعثمان رضي الله عنهم وبينما أسمعه من رأي الإباضية في هذا الموضوع.

* الجواب على هذا البحث :

إنني أعتقد أن لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلة كبرى فقد أثنى الله سبحانه وتعالى عليهم في كتابه في قوله ((مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً )) الفتح29, وأثنى الحق تعالى عليهم في قوله : (( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً )) الفتح18 , وفي قوله (( لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )) الحشر8, وإنني لحريص جدا على دخول في ضمن الذين قال الله تعالى عنهم: (( وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )) الحشر10. وإنني أعتقد أن أحدنا لو أنفق مثل جبل أحد ذهبا لما ساوى ذلك مد أحدهم أو نصفيه كما أخبر عن ذلك الرسول صلوات الله وسلامه عليه, وإنني لحريص جدا على طي صحيفة الفتنة التي كانت بينهم ولم أكن أريد أن يتحدث لساني أو أن يكتب قلمي شيئا عن تلك الفتن عملا بقول الله سبحانه وتعالى : {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ }البقرة134وهذا المبدأ هو الذي أعلنه الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه إذ قال : ( تلك دماء طهر الله منها أسنتنا أفلا نطهر منها ألسنتنا).
وهو نفسه الذي قاله الإمام نور الدين السالمي – رحمه الله - :
فما مضى قبلك ولو بساعة *** فدعه ليس البحث عنه طاعة
وفي قوله :
نحن الأُوْلَى نسكت عما قد مضى *** ولا نعد الشتم دينا يرتضى
فهذه بلادنا لا تلقى *** فيها لسب الصحب قط نطقا
وهكذا كل بلاد المذهب *** مع كل عالم ومع كل غبي
جاهلنا لا يعرف الخلافا *** بينهموا حتى الممات وافا
وعالم بالاختلاف يمضي *** بالسر ما يلزمه من فرض

إلى آخر ما قاله.
وإذا كنت أكره شيئا من التاريخ فإنني أكره ذلك التاريخ , تاريخ الفتنة العمياء التي نجمت بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدت إلى تفرق هذه الأمة أشلاء ممزعة حتى طمع فيها عدوها ولو كان بالإمكان محو آثار هذه الدمغات السوداء من صحائف التاريخ ومن أذهان الناس لفعلت لتعود الوحدة بين هذه الأمة, ولكن أنى لي أن أعمل ذلك والقدر قد كتب ما كتب والله سبحانه وتعالى لا راد لحكمه ولا معقب له وكل ما يحدث في هذا الوجود إنما هو بقضاء وقدر منه سبحانه وتعالى .
ولست هنا بصدد الحكم في تلك الفتنة العمياء ولا على أحد ممن خاض في تلك الفتنة أو ممن أصيب بشيء من شررها وإنما كل ما أريده الآن هو دفع التهم التي توجه إلى الإباضية لأنهم يعادون بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , وينالون من كرامتهم , والذي أريد أن أقول أن الإباضية ليسوا وحدهم في هذا الميدان, فكثير من الناس تحدثوا عن تلك الفتنة ودونوا ما حدث فيها وقد كان موقف الإباضية كموقف غيرهم الذين تحروا الحقيقة مجرد ذكر تلك الأحداث العظيمة التي وقعت في ذلك العصر, ولا ريب أن الخلافة الإسلامية قد ولج إليها ما ولج بعد ما كبر الخليفة الثالث واستولى الرجال على أمره كما أثبت ذلك المؤرخون وكان على رأس هؤلاء الذين أوقدوا هذه الفتنة العمياء مروان بن الحكم ابن طريد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ونحن إذا جئنا نتدبر ما قاله القائلون وما كتبه الكاتبون وجدنا أن الناس كانوا غير راضين عن تلك الفتنة فلنسمع إلى أحد الخطباء ألقى خطبته أمام الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز – رضي الله تعالى عنه – وهو عبد الله ابن الأهتم الذي وفد مع الوافدين إلى الخليفة العادل بعد ما ولي الخلافة , ولم يُرعَ الخليفة إلا وعبد الله ابن الأهتم يخطب بدون استئذان منه حمد الله تعالى في خطبته وأثنى عليه وصلى على نبيه صلى الله عليه وسلم ثم ذكر جانباً من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما واجهه من تحديات من قبل قومه, ثم ذكر الخليفة الأول ثم ذكر الخليفة الثاني ثم قال بعد ذلك ثم إنا والله لم نجتمع بعدهما إلا على ضلع أعوج,
وهذه الخطبة موجودة في الجزء الرابع من كتاب العقد الفريد لابن عبدالربي وموجودة أيضا في البيان والتبيين أما في العقد الفريد فهي في الجزء الرابع في الصفحة الرابعة والتسعين وكلامه يعني :
انتقاد الأوضاع بعد عهد الخليفتين أبي بكر وعمر وكذلك جاء في كثير من الكتب ذِكر بعض الأحداث التي وقعت في عصر الخليفة الثالث عثمان بن عفان بعد ما بلغ من الكبر عتيا وتدخل مروان بن الحكم في أمر المسلمين ولنسمع إلى ما يقوله ابن قتيبة صاحب كتاب الإمامة والسياسة فهو يقول في الجزء الأول من هذا الكتاب صفحة 35 تحت عنوان ما أنكر الناس على عثمان قال :
وذكروا أنه اجتمع الناس من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام وكتبوا كتابا ذكروا فيه ما خالف فيه عثمان من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنة صاحبيه وما كان من هبته خُمس افريقية لمروان وفيه حق الله ورسوله ومنهم ذوي القربى واليتامى والمساكين وما كان من تطاوله في البنيان حتى عدوا سبع دور بناها في المدينة دارا لنائلة ودارا لعائشة وغيرهما من أهله وبناته وبنيان مروان القصور بذي خُشب وعمارة الأموال بها من الخُمس الواجب لله ولرسوله وما كان من إفشاءه العمل و الولايات في أهله وابن عمه من بني أمية أحداث وغلمه لا صحبة لهم بالرسول ولا تجربة لهم بالأمور.
وما كان من الوليد بن عقبة في الكوفة إذ صلى بهم الصبح وهو أمير عليها سكران أربع ركعات ثم قال إن شئتم أزيدكم صلاة زدتكم وتعطيله إقامة الحد عليه وتأخيره ذلك عنه وتركهم المهاجرين والأنصار لا يستعملهم على شيء ولا يستشيرهم واستغنى برأيه عن رأيهم وما كان من الحمى الذي حمى حول المدينة وما كان من إدراره القطائع والأرزاق والأعطيات على أقوام بالمدينة ليست لهم صحبة بالنبي عليه الصلاة والسلام ثم لا يغزونا ولا يذبون.
وما كان من مجاوزته الخيزران إلى السوط وأنه أول من ضرب بالسياط ظهور الناس وإنما كان ضرب الخليفتين قبله بالدرة والخيزران ثم تعاهد القوم ليدفعون الكتاب في يد عثمان وكان ممن حضر الكتاب عمار بن ياسر والمقداد بن الأسود وكانوا عشرة فلما خرجوا بالكتاب ليدفعوه إلى عثمان والكتاب في يد عمار جعلوا يتسللون عن عمار حتى بقي وحده فمضى حتى جاء دار عثمان فاستأذن عليه فأذن له في يوم شاتم فدخل عليه وعنده مروان بن الحكم وأهله من بني أمية فدفعا إليه الكتاب فقرأه فقال له أأنت كتبت هذا الكتاب قال : نعم قال : ومن كان معك قال : كان معي نفر تفرقوا فرقا منك قال : ومن هم : قال : لا أخبرك بهم قال : فلم اجترأت من بينهم فقال : مروان يا أمير المؤمنين إن هذا العبد الأسود – يعني عمار – قد جرَّأ عليك الناس وإنك إن قتلته نكلت به من وراءه قال عثمان : اضربوه فضربوه وضربه عثمان معهم حتى فتقوا بطنه فأغشي عليه فجروه حتى طرحوه على باب الدار فأمرت به أم سلمه زوج النبي عليه الصلاة والسلام فأُدخل منزلها وغضب فيه بني المغيرة وكان حليفهم.
فلما خرج عثمان لصلاة الظهر عرض له هشام بن الوليد بن المغيرة فقال أمَا والله لو مات عمار من ضربه هذا لأقتلن به رجلا عظيما من بني أمية فقال عثمان لست هناك إلى آخر ما جاء في كلامه ،، وهذا موجود في الصفحة 35 و36 من الجزء الأول من كتاب الإمامة والسياسة وليس هو من مؤلفات الإباضي.
وإذا جئنا إلى أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحاضر نجد كثيرا منهم أيضا تناولوا هذه الفتنة وتحدثوا عما جرى فيها بكل جرأه ومن بين هؤلاء شهيد الإسلام الأستاذ : سيد قطب في كتابه العدالة الاجتماعية في الإسلام ولنسمع بعض ما قاله الأستاذ سيد قطب في صفحة 210 من الكتاب المذكور يقول هذا التصور لحقيقة الحكم قد تغير شيئا ما دون شك على عهد عثمان وإن بقي في سياج الإسلام لقد أدركت الخلافة عثمان وهو شيخ كبير ومن وراءه مروان بن الحكم يُصرّف الأمر بكثير من الانحراف عن الإسلام كما أن طبيعة عثمان الرخية وحدبه الشديد على أهله قد ساهم كلاهما في صدور تصرفات أنكرها الكثير من الصحابة من حوله وكانت لها معقبات كبيرة وآثار في الفتنة التي عانى منها الإسلام كثيرا منح عثمان من بيت المال زوج ابنته الحارث بن الحكم يوم عرسه مائتي ألف درهم فلما أصبح الصباح جاء زيد بن أرقم خازن مال المسلمين وقد بدا في وجهه الحزن وترقرقت في عينيه الدموع فسأله أن يعفيه من عمله ولما علم منه السبب وعرف أنه عطيته لصهره من مال المسلمين قال مستغربا أتبكي يا ابن أرقم أن وصلت رحمي فرد الرجل الذي يستشعر روح الإسلام المرهف لا يا أمير المؤمنين ولكن أبكي لأني أظنك أخذت هذا المال عوضا عن ما كنت أنفقته في سبيل الله في حياة رسول الله والله لو أعطيته مائة درهم لكان كثيرا .
فغضب عثمان على الرجل الذي لا يطيق ضميره هذه التوسعة من مال المسلمين على أقارب خليفة المسلمين وقال له ألق بالمفاتيح يا ابن أرقم فإنا سنجد غيرك والأمثلة كثيرة في سيرة عثمان على هذه التوسعات فقد منح الزبير ذات يوم ست مائة ألف ومنح طلحة مائتي ألف ونفذ مروان بن الحكم خمس خراج أفريقيه ولقد عاتبه في ذلك ناس من الصحابة على رأسه علي بن أبي طالب فأجاب : إن لي قرابة ورحما فأنكروا عليه وسألوه فما كان لأبي بكر وعمر قرابة ورحم فقال : كان أبي بكر وعمر يحتسبان في منع قرابتهما وأن أحتسب في إعطاء قرابتي فقاموا عنه غاضبين يقولون فهديهما والله أحب إلينا من هديه وغير المال كانت الولايات تغلق على الولاة من قرابة عثمان وفيهم معاوية الذي وسع عليه في الملك فضم إليه فلسطين وحلب وجمع له قيادة الأجناد الأربعة ومهد له بعد ذلك أن يطلب الملك في خلافة علي وقد جمع المال والأجناد وفيهم الحكم بن العاص طريد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي آواه عثمان وجعل ابنه مروان بن الحكم وزيره المتصرف وفيهم عبد الله بن أبي السرح أخوه من الرضاعة ولقد كان الصحابة يرون هذه التصرفات الخطيرة العواقب فيتداعون إلى المدينة لإنقاذ تقاليد الإسلام وإنقاذ الخليفة من المحنة والخليفة في كثرته لا يملك أمره من مروان ولأنه من الصعب أن نتهم روح الإسلام في نفس عثمان ولكن الصعب كذلك أن نعفيه من الخطأ الذي نلتمس أسبابه في ولاية مروان الوزارة في كبرة عثمان ولقد اجتمع الناس فكلفوا علي بن أبي طالب أن يدخل على عثمان فيكلمه فدخل إليه فقال الناس ورائي وقد كلموني فيك والله ما أدري ما أقول لك وما أعرف شيئا تجهله ولا أدلك على أمر لا تعرفه إنك تعلم ما نعلم ما سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه ولا خلونا بشيء فنبلغك وما خُصصنا بأمر دونك وقد رأيت وسمعت وصحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ونلت صهره وما بأبي قحافة بأولى بعمل الحق منك ولم يُخصى بأول بشيء من الخير منك وإنك اقرب إلى رسول صلى الله عليه وسلم فهماً ولقد نلت من صهر رسول الله ما لم ينالا ولا سبقاك إلى شيء فالله الله في نفسك فإنك والله ما تبصر من عمى ولا تعلم من جهل وإن الطريق لواضح بيّن وإن أعلام الدين لقائمة.
تعلم يا عثمان أن أفضل عباد الله عند الله إمام عادل هُدي وهَدى فأقام سنة معلومة وأمات بدعة متروكة فوالله إن كُلاً لبين وإن السنة لقائمة وإن لها أعلام وإن شر الناس عند الله إمامٌ جائر ضَل وضُل به فأمات سنة معلومة وأحيى بدعة متروكة وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (يؤتى يوم القيامة بالإمام الجائر وليس معه نصير ولا عاذر فيُلقى في جهنم)
فقال عثمان :قد والله علمت ليقولن الذي قلت أمَا والله لو كانت مكاني ما عنتك ولا أسلبتك ولا أرد عليك وما جئت منكرا أن وصلت رحما وسددت خلة وآويت ضائعا ووليت شبيها بمن كان عمر يولي أُنشدك الله يا علي هل تعلم أن المغيرة بن شعبة ليس هناك ، قال : نعم، قال : أتعلم أن عمرا ولاه قال : نعم قال : فلم تلومني أن وليت ابن عامر في رحمي وقرابتي قال علي : سأخبرك إن عمر كان من ولى فإنما يطأ على صماخه إن بلغه عنه حرف جلبه ثم بلغ به أقصى الغاية وأنت لا تفعل ضعفت ورفقت على أقربائك قال عثمان : وأقربائك أيضا قال على : لعمري إن لرحمهم مني لقريبا ولكن الفضل في غيرهم قال عثمان : هل تعلم أن عمر ولى معاوية خلافته كلها فقد وليته فقال علي : أنشدك الله هل تعلم أن معاوية كان أخوف من عمر من يرفع غلام عمر منه قال: نعم قال علي :فإن معاوية يقطع الأمور دونك وأنت لا تعلمها ويقول للناس هذا أمر عثمان فيبلغك ولا تغير على معاوية .
ثم يقول الأستاذ شهيد الإسلام بعد ذلك :
وأخيرا ثارت الثائرة على عثمان واختلط فيها الحق بالباطل والخير بالشر ولكن لا بد بمن ينظر إلى الأمور بعين الإسلام ويستشعر الأمور بروح الإسلام أن يقر أن تلك الثورة في عمومها كانت ثورة من روح الإسلام وذلك دون إغفال ما كان وراءها من كيد اليهودي ابن سبأ عليه لعنة الله هذا كله موجود في كتابه العدالة الاجتماعية في الإسلام من صفحة 2010 إلى صفحة 2012 وكثير من الكاتبين تناولوا هذا الموضوع بالنقد والتحليل ومن بينهم العلامة الأستاذ الموجودي في كتابه الخلافة والمُلك وكذلك في كتابه التجديد لهذا الدين وقد علل ما حدث في كتابهِ التجديد لهذا الدين بأن الخليفة الثالث جاءته الخلافة وقد بلغ من الكبر عتيا وكان لم يُمنح تلك المواهب التي أوتيها العظيمان اللذان تقدما .
فهل الإباضية وحدهم الذين يتحدثون عن مثل هذه الأشياء أو يكتبون عنها وهل نستطيع القول بأن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا مجمعين على كراهة ما حدث على عثمان مع أن عثمان لم يُقتل غيلة وإنما قُتل بعد حصار دام نحو شهر فهل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين فتحوا مدائن كسرى وهزموا قيصر واستطاعوا أن يطئوا بأقدامهم على عرشيهما هل كانوا عاجزين عن فك الحصار الذي كان مضروبا على عثمان لمدة شهر وهم في عاصمة الإسلام في المدينة المنورة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام؟! ..
ولننقل هنا أيضا ما قاله ابن قتيبة أيضا في كتابه الإمامة والسياسة في صفحة 46 في دفن عثمان لنستجلي الحقيقة يقول: وذكروا أن عبد الرحمن بن الأزهر قال لم أكن دخلت في شيء من أمر عثمان لا عليه ولا له فإني لجالس في فناء داري ليلا بعدما قُتل عثمان بليلة إذ جاءني المنذر بن الزبير فقال إن أخي يدعوك فقمت إليه فقال لي : إنا أردنا أن ندفن عثمان فهل لك : قلت والله ما دخلت في شيء من شأنه وما أريد ذلك فانصرفت عنه ثم اتبعته فإذا هو في نفر فيه الزبير ابن مطعن وأبو الجهم ابن حذيفة والمسور ابن مقدمه وعبد الرحمن ابن أبي بكر وعبد الله بن الزبير فاحتمله على باب وإن رأسه ليقول طقطق ووضعوه في موضع الجنائز فقام إليهم رجال من الأنصار فقالوا لهم : لا والله لا تصلون عليه فقال أبو الجهم : ألا تدعونا نصلي عليه فقد صلى الله تعلى عليه وملائكته فقال له رجل منهم إن كنت فأدخلك الله مُدخلا ، قال له : حشرني الله معه فقال له : إن الله حاشرك مع الشياطين والله إن تركناكم به انزعجتم منا فقال القوم لأبي جهم اسكت عنه فسكت فاحتملوه ثم انطلقوا مسرعين فكأني أسمع وقع رأسه على اللوح حتى وضعوه عند البقيع،فأتاهم جبلة بن عمر الساعدي من الأنصار فقال لا والله لا تدفنوه ولا نترككم تصلون عليه فقال أبو جهم انطلقوا بنا إن لم نصلي عليه فقد صلى عليه الله ، فخرجوا ومعهم عائشة ابنة عثمان معها مصباح في حُق حتى إن إذا أتوا به حفروا له حفرة ثم قاموا يصلون عليه وأمهم الزبير بن مطعم ثم دلوه في حفرته فلما رأته ابنته صاحت فقال لها الزبير والله لئن لم تسكتي لأضربن الذي فيه عينيك فدفنوه ولم يُلحدوه بلبن وحثوا عليه التراب حثوا فهذا الذي نقله ابن قتيبة وهو من غير الإباضية وهو يدل على موقف جماعة من الأنصار من هذه الفتنة فهل يمكن بعد ذلك أن نحكم بأن الذين قتلوه هم رُعاع من الناس جاءوا شذاذا من الآفاق إلى المدينة المنورة فاستطاعوا أن يحققوا مقصدهم وأن يصلوا إلى غايتهم وأن يصدعوا الإسلام بقتل خليفته مع عجز المهاجرين والأنصار عن الكف عنه إن ذلك مما لا يقبله المنطق السليم وإنني مع ذلك كله لا أريد أن أعلق شيئا على ما قاله المؤرخون وأقول إن العهدة عليهم بأنفسهم ولستُ أستطيع أن أحكم بشيء في تلك الأحداث العظام وإنما أقول ما قلته من قبل بأن السلامة في العمل بقول الله سبحانه: (( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) البقرة134
وإنما أردت بما ذكرته هاهنا تبرئة الإباضية من التهمة فهم ليسوا وحدهم الذين يتحدثون عن هذه الأحداث التي وقعت في عهد الخليفة الثالث وإنما ثَمَّ كثيرا من المؤرخين والكاتبين من المتقدمين والمحدثين تحدثوا عنها فكيف يُنحى باللوم على الإباضية وحدهم إن ذلك أمر لا يخلو من تعصب من هؤلاء الذين ينحون بالملامة على الإباضية ويدبون غيرهم من الذين خاضوا في هذه الأحداث بالكلام ،،،،
أما بالنسبة إلى الخليفة الرابع الإمام علي بن أبي طالب كرم الله تعالى وجهه فإن الإباضية لا يزيدون عن حكاية ما حدث في عهده ولا ينالون من شخصهِ شيئا وهم أكثر الناس تقديرا له واحتراما لصحبته رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرابته منه ويدركون كل الإدراك أنه من أفقه صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وأكثرهم إطلاعا على سيرته عليه أفضل الصلاة والسلام وأكثرهم علما بكتاب الله سبحانه وتعالى ولذلك كثيرا ما يأخذون بآرائه في الفقه كما هو واضح في كتب الفقه حتى في الأشياء التي لا يأخذ فيها الجمهور بآراء الخليفة الرابع الإمام علي كرم الله وجهه .
وإنما يذكرون قضية التحكيم تحكيم الحكمين التي أُكرِهَ عليها الإمام علي ولم يكن راضيا عنها ونصحه كثير من أصحاب العقول والأفكار والبصائر عن قبول التحكيم ولكن الظروف أجبرته على قبول التحكيم ثم بعد ذلك انقلب أولائك الذين أرغموه على التحكيم إلى أولئك الذين رفضوا التحكيم بعد ظهور آثار التحكيم السلبية فكان السبب في قتلهم وإبادة جم غفير منهم ونجد الأمة جلها تقف موقف غير المنصف في هذه القضية فنجد أولائك الذين ناصروا الإمام علي ووقفوا بجانبه وعضدوه وحرصوا على أن لا تنال الخدعة شيئا منه ولا من أمره أولائك هم الذين يُرمَونَ من قِبل الكثيرين من الكُتّاب.
فنجد أهل النهروان معرضين للنقد ومعرضين للتكفير من قِبل كثير من الكُتَّاب مع أنهم يعدلون الذين ثاروا على الإمام علي بقصد القضاء على الخلافة الإسلامية وبِقصد تحويلها إلى مُلك عضوب فنجدهم يعذرون معاوية بن أبي سفيان وأصحابه أهل الشام بينما ينتقدون أهل النهروان ويقولون إن معاوية كان مجتهدا وإذا كان معاوية مجتهداً فلماذا لا يسوغ الاجتهاد لأهل النهروان ويقولون أيضا إن معاوية كان من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإذا كان هذا مسوغا لعذره فكثير من أهل النهروان أيضا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم حُرقوص بن زهير وعبد الله بن وهب الراسبي وآخرون كانوا أيضا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا جئنا إلى ما كتبه الإباضية في ذلك نجد كتاباتهم تتسم بالأدب والحشمة وتعظيم مقام الإمام علي واحترام قرابته من النبي صلى الله عليه وسلم؟
حتى في مقام العتاب لنسمع إلى أحد الذين عاتبوا الإمام علياً على قبولهِ تحكيم الحكمين ماذا قال له ،

يقول العلامة أبو مسلم البهلاني في قصيدته الرائية المشهورة براية المحكمة :
على أن علت فوق الرماح مصاحف ** ونادوا إلى حكم الكتاب نصير
مكيدة عَمرو حيث رثت حباله ** وكادت بحور القاسطين تغور
أبا حسن ذرها حكومة فاسق ** جراحات بدر في حشاه تفور
أبا حسن أقدم فأنت على هدى**وأنت بغايات الغوي بصير
أبا حسن لا تعطين دنية**وأنت بسلطان القدير قدير
أبا حسن ان تعطها اليوم لم تزل**يحل عراها فاجر ومبير
أبا حسن طلقتها لطليقها ** وأنت بقيد الأشعري أسير
أتحبس خيل الله عن خيل خصمه**وسبعون ألفا فوقهن هصور
أثرها رعالا تنسف الشام نسفة**بثارات عمار لهن زفير
وصك ثغور القاسطين بفيلق** له مدد من ربه وظهير
فما لك والتحكيم والحكم ظاهر ** وأنت علي والشام تمور
أفي الدين شك أم هوادة عاجز** تجوزتها أم ذو الفقار كسير


وهكذا كان كلامهم كله يشعر باحترام الإمام علي وتقديره وإنما كانوا يعاتبونه على قبول التحكيم ونحن نقول إن قبوله للتحكيم كان ليس عن رضا منه كما يذم عن ذلك كلامه بنفسه وهذه القضية تحتاج إلى دراسة ولست أريد أن أخوض فيها وأتحدث عنها طويلا وإنما بحسب ما قلته والذي أصرح به لأن جميع الإباضية مستعدون أن يطووا صحائف تلك الفتن التي حدثت في عهد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يغمسوا فيها ببنك شفه ولا يخطوا فيها حرفا وعدم النيل منهم فيجب على المسلمين جميعا أن يتساعدوا على الكف عن الخوض في تلك الفتن حتى يعود للمسلمين وحدتهم ولا يثيروا أشياء حدثت قبل أربعة عشر قرنا هم في ألف غنا عن إثارتها في هذا العصر الذين هم فيه أحوج ما يجمع الشمل ويؤلف بين القلوب والله تعالى ولي التوفيق.
 

عماني أصيل

عضو ذهبي
لا تعلق في ما ليس لك به علم -- اقرا ثم تكلم
فلحوم العلماء مسمومة

---------------------------------------------

"موقف الإباضية من الخليفتين عثمان وعلي"
لسماحة الشيخ العلامة الجليل بدر الدين أحمد بن حمد بن سليمان الخليلي المفتي العام للسلطنة حفظه الله تعالى




بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حق حمدهِ كما ينبغي لجلال وجهه وكماله والصلاة والسلام على أفضل خلق الله وعلى آله وصحبه أجمعين أم بعد :
فهناك أسئلة وصلتني من أحد الأخوة الذين يدرسون في الولايات المتحدة الأمريكية وقد كانت رغبته أن تكون الإجابة على هذه الأسئلة كتابياً وتلك هي رغبتي لولا أن الأشغال تحول بيني وبين الكتابة لذلك آثرت تسجيل الأجوبة ،،،

يقول في سؤاله الأول: من بعض النقاط التي طالما تجول في خاطري وتثير التساؤل في ذهني نقطة موقف الإباضية من عثمان وعلي رضوان الله عنهما ولا أخفي عليك أني أكن لهما حبا عظيما كما أكنه لعمر وأبو بكر رضوان الله عليهما وهذا يخلق نوعا من التضارب في ذهني بينما عرفت من فصول حياة عمر وأبي بكر وعلي وعثمان رضي الله عنهم وبينما أسمعه من رأي الإباضية في هذا الموضوع.

* الجواب على هذا البحث :

إنني أعتقد أن لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلة كبرى فقد أثنى الله سبحانه وتعالى عليهم في كتابه في قوله ((مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً )) الفتح29, وأثنى الحق تعالى عليهم في قوله : (( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً )) الفتح18 , وفي قوله (( لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )) الحشر8, وإنني لحريص جدا على دخول في ضمن الذين قال الله تعالى عنهم: (( وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )) الحشر10. وإنني أعتقد أن أحدنا لو أنفق مثل جبل أحد ذهبا لما ساوى ذلك مد أحدهم أو نصفيه كما أخبر عن ذلك الرسول صلوات الله وسلامه عليه, وإنني لحريص جدا على طي صحيفة الفتنة التي كانت بينهم ولم أكن أريد أن يتحدث لساني أو أن يكتب قلمي شيئا عن تلك الفتن عملا بقول الله سبحانه وتعالى : {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ }البقرة134وهذا المبدأ هو الذي أعلنه الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه إذ قال : ( تلك دماء طهر الله منها أسنتنا أفلا نطهر منها ألسنتنا).
وهو نفسه الذي قاله الإمام نور الدين السالمي – رحمه الله - :
فما مضى قبلك ولو بساعة *** فدعه ليس البحث عنه طاعة
وفي قوله :
نحن الأُوْلَى نسكت عما قد مضى *** ولا نعد الشتم دينا يرتضى
فهذه بلادنا لا تلقى *** فيها لسب الصحب قط نطقا
وهكذا كل بلاد المذهب *** مع كل عالم ومع كل غبي
جاهلنا لا يعرف الخلافا *** بينهموا حتى الممات وافا
وعالم بالاختلاف يمضي *** بالسر ما يلزمه من فرض

إلى آخر ما قاله.
وإذا كنت أكره شيئا من التاريخ فإنني أكره ذلك التاريخ , تاريخ الفتنة العمياء التي نجمت بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدت إلى تفرق هذه الأمة أشلاء ممزعة حتى طمع فيها عدوها ولو كان بالإمكان محو آثار هذه الدمغات السوداء من صحائف التاريخ ومن أذهان الناس لفعلت لتعود الوحدة بين هذه الأمة, ولكن أنى لي أن أعمل ذلك والقدر قد كتب ما كتب والله سبحانه وتعالى لا راد لحكمه ولا معقب له وكل ما يحدث في هذا الوجود إنما هو بقضاء وقدر منه سبحانه وتعالى .
ولست هنا بصدد الحكم في تلك الفتنة العمياء ولا على أحد ممن خاض في تلك الفتنة أو ممن أصيب بشيء من شررها وإنما كل ما أريده الآن هو دفع التهم التي توجه إلى الإباضية لأنهم يعادون بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , وينالون من كرامتهم , والذي أريد أن أقول أن الإباضية ليسوا وحدهم في هذا الميدان, فكثير من الناس تحدثوا عن تلك الفتنة ودونوا ما حدث فيها وقد كان موقف الإباضية كموقف غيرهم الذين تحروا الحقيقة مجرد ذكر تلك الأحداث العظيمة التي وقعت في ذلك العصر, ولا ريب أن الخلافة الإسلامية قد ولج إليها ما ولج بعد ما كبر الخليفة الثالث واستولى الرجال على أمره كما أثبت ذلك المؤرخون وكان على رأس هؤلاء الذين أوقدوا هذه الفتنة العمياء مروان بن الحكم ابن طريد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ونحن إذا جئنا نتدبر ما قاله القائلون وما كتبه الكاتبون وجدنا أن الناس كانوا غير راضين عن تلك الفتنة فلنسمع إلى أحد الخطباء ألقى خطبته أمام الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز – رضي الله تعالى عنه – وهو عبد الله ابن الأهتم الذي وفد مع الوافدين إلى الخليفة العادل بعد ما ولي الخلافة , ولم يُرعَ الخليفة إلا وعبد الله ابن الأهتم يخطب بدون استئذان منه حمد الله تعالى في خطبته وأثنى عليه وصلى على نبيه صلى الله عليه وسلم ثم ذكر جانباً من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما واجهه من تحديات من قبل قومه, ثم ذكر الخليفة الأول ثم ذكر الخليفة الثاني ثم قال بعد ذلك ثم إنا والله لم نجتمع بعدهما إلا على ضلع أعوج,
وهذه الخطبة موجودة في الجزء الرابع من كتاب العقد الفريد لابن عبدالربي وموجودة أيضا في البيان والتبيين أما في العقد الفريد فهي في الجزء الرابع في الصفحة الرابعة والتسعين وكلامه يعني :
انتقاد الأوضاع بعد عهد الخليفتين أبي بكر وعمر وكذلك جاء في كثير من الكتب ذِكر بعض الأحداث التي وقعت في عصر الخليفة الثالث عثمان بن عفان بعد ما بلغ من الكبر عتيا وتدخل مروان بن الحكم في أمر المسلمين ولنسمع إلى ما يقوله ابن قتيبة صاحب كتاب الإمامة والسياسة فهو يقول في الجزء الأول من هذا الكتاب صفحة 35 تحت عنوان ما أنكر الناس على عثمان قال :
وذكروا أنه اجتمع الناس من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام وكتبوا كتابا ذكروا فيه ما خالف فيه عثمان من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنة صاحبيه وما كان من هبته خُمس افريقية لمروان وفيه حق الله ورسوله ومنهم ذوي القربى واليتامى والمساكين وما كان من تطاوله في البنيان حتى عدوا سبع دور بناها في المدينة دارا لنائلة ودارا لعائشة وغيرهما من أهله وبناته وبنيان مروان القصور بذي خُشب وعمارة الأموال بها من الخُمس الواجب لله ولرسوله وما كان من إفشاءه العمل و الولايات في أهله وابن عمه من بني أمية أحداث وغلمه لا صحبة لهم بالرسول ولا تجربة لهم بالأمور.
وما كان من الوليد بن عقبة في الكوفة إذ صلى بهم الصبح وهو أمير عليها سكران أربع ركعات ثم قال إن شئتم أزيدكم صلاة زدتكم وتعطيله إقامة الحد عليه وتأخيره ذلك عنه وتركهم المهاجرين والأنصار لا يستعملهم على شيء ولا يستشيرهم واستغنى برأيه عن رأيهم وما كان من الحمى الذي حمى حول المدينة وما كان من إدراره القطائع والأرزاق والأعطيات على أقوام بالمدينة ليست لهم صحبة بالنبي عليه الصلاة والسلام ثم لا يغزونا ولا يذبون.
وما كان من مجاوزته الخيزران إلى السوط وأنه أول من ضرب بالسياط ظهور الناس وإنما كان ضرب الخليفتين قبله بالدرة والخيزران ثم تعاهد القوم ليدفعون الكتاب في يد عثمان وكان ممن حضر الكتاب عمار بن ياسر والمقداد بن الأسود وكانوا عشرة فلما خرجوا بالكتاب ليدفعوه إلى عثمان والكتاب في يد عمار جعلوا يتسللون عن عمار حتى بقي وحده فمضى حتى جاء دار عثمان فاستأذن عليه فأذن له في يوم شاتم فدخل عليه وعنده مروان بن الحكم وأهله من بني أمية فدفعا إليه الكتاب فقرأه فقال له أأنت كتبت هذا الكتاب قال : نعم قال : ومن كان معك قال : كان معي نفر تفرقوا فرقا منك قال : ومن هم : قال : لا أخبرك بهم قال : فلم اجترأت من بينهم فقال : مروان يا أمير المؤمنين إن هذا العبد الأسود – يعني عمار – قد جرَّأ عليك الناس وإنك إن قتلته نكلت به من وراءه قال عثمان : اضربوه فضربوه وضربه عثمان معهم حتى فتقوا بطنه فأغشي عليه فجروه حتى طرحوه على باب الدار فأمرت به أم سلمه زوج النبي عليه الصلاة والسلام فأُدخل منزلها وغضب فيه بني المغيرة وكان حليفهم.
فلما خرج عثمان لصلاة الظهر عرض له هشام بن الوليد بن المغيرة فقال أمَا والله لو مات عمار من ضربه هذا لأقتلن به رجلا عظيما من بني أمية فقال عثمان لست هناك إلى آخر ما جاء في كلامه ،، وهذا موجود في الصفحة 35 و36 من الجزء الأول من كتاب الإمامة والسياسة وليس هو من مؤلفات الإباضي.
وإذا جئنا إلى أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحاضر نجد كثيرا منهم أيضا تناولوا هذه الفتنة وتحدثوا عما جرى فيها بكل جرأه ومن بين هؤلاء شهيد الإسلام الأستاذ : سيد قطب في كتابه العدالة الاجتماعية في الإسلام ولنسمع بعض ما قاله الأستاذ سيد قطب في صفحة 210 من الكتاب المذكور يقول هذا التصور لحقيقة الحكم قد تغير شيئا ما دون شك على عهد عثمان وإن بقي في سياج الإسلام لقد أدركت الخلافة عثمان وهو شيخ كبير ومن وراءه مروان بن الحكم يُصرّف الأمر بكثير من الانحراف عن الإسلام كما أن طبيعة عثمان الرخية وحدبه الشديد على أهله قد ساهم كلاهما في صدور تصرفات أنكرها الكثير من الصحابة من حوله وكانت لها معقبات كبيرة وآثار في الفتنة التي عانى منها الإسلام كثيرا منح عثمان من بيت المال زوج ابنته الحارث بن الحكم يوم عرسه مائتي ألف درهم فلما أصبح الصباح جاء زيد بن أرقم خازن مال المسلمين وقد بدا في وجهه الحزن وترقرقت في عينيه الدموع فسأله أن يعفيه من عمله ولما علم منه السبب وعرف أنه عطيته لصهره من مال المسلمين قال مستغربا أتبكي يا ابن أرقم أن وصلت رحمي فرد الرجل الذي يستشعر روح الإسلام المرهف لا يا أمير المؤمنين ولكن أبكي لأني أظنك أخذت هذا المال عوضا عن ما كنت أنفقته في سبيل الله في حياة رسول الله والله لو أعطيته مائة درهم لكان كثيرا .
فغضب عثمان على الرجل الذي لا يطيق ضميره هذه التوسعة من مال المسلمين على أقارب خليفة المسلمين وقال له ألق بالمفاتيح يا ابن أرقم فإنا سنجد غيرك والأمثلة كثيرة في سيرة عثمان على هذه التوسعات فقد منح الزبير ذات يوم ست مائة ألف ومنح طلحة مائتي ألف ونفذ مروان بن الحكم خمس خراج أفريقيه ولقد عاتبه في ذلك ناس من الصحابة على رأسه علي بن أبي طالب فأجاب : إن لي قرابة ورحما فأنكروا عليه وسألوه فما كان لأبي بكر وعمر قرابة ورحم فقال : كان أبي بكر وعمر يحتسبان في منع قرابتهما وأن أحتسب في إعطاء قرابتي فقاموا عنه غاضبين يقولون فهديهما والله أحب إلينا من هديه وغير المال كانت الولايات تغلق على الولاة من قرابة عثمان وفيهم معاوية الذي وسع عليه في الملك فضم إليه فلسطين وحلب وجمع له قيادة الأجناد الأربعة ومهد له بعد ذلك أن يطلب الملك في خلافة علي وقد جمع المال والأجناد وفيهم الحكم بن العاص طريد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي آواه عثمان وجعل ابنه مروان بن الحكم وزيره المتصرف وفيهم عبد الله بن أبي السرح أخوه من الرضاعة ولقد كان الصحابة يرون هذه التصرفات الخطيرة العواقب فيتداعون إلى المدينة لإنقاذ تقاليد الإسلام وإنقاذ الخليفة من المحنة والخليفة في كثرته لا يملك أمره من مروان ولأنه من الصعب أن نتهم روح الإسلام في نفس عثمان ولكن الصعب كذلك أن نعفيه من الخطأ الذي نلتمس أسبابه في ولاية مروان الوزارة في كبرة عثمان ولقد اجتمع الناس فكلفوا علي بن أبي طالب أن يدخل على عثمان فيكلمه فدخل إليه فقال الناس ورائي وقد كلموني فيك والله ما أدري ما أقول لك وما أعرف شيئا تجهله ولا أدلك على أمر لا تعرفه إنك تعلم ما نعلم ما سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه ولا خلونا بشيء فنبلغك وما خُصصنا بأمر دونك وقد رأيت وسمعت وصحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ونلت صهره وما بأبي قحافة بأولى بعمل الحق منك ولم يُخصى بأول بشيء من الخير منك وإنك اقرب إلى رسول صلى الله عليه وسلم فهماً ولقد نلت من صهر رسول الله ما لم ينالا ولا سبقاك إلى شيء فالله الله في نفسك فإنك والله ما تبصر من عمى ولا تعلم من جهل وإن الطريق لواضح بيّن وإن أعلام الدين لقائمة.
تعلم يا عثمان أن أفضل عباد الله عند الله إمام عادل هُدي وهَدى فأقام سنة معلومة وأمات بدعة متروكة فوالله إن كُلاً لبين وإن السنة لقائمة وإن لها أعلام وإن شر الناس عند الله إمامٌ جائر ضَل وضُل به فأمات سنة معلومة وأحيى بدعة متروكة وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (يؤتى يوم القيامة بالإمام الجائر وليس معه نصير ولا عاذر فيُلقى في جهنم)
فقال عثمان :قد والله علمت ليقولن الذي قلت أمَا والله لو كانت مكاني ما عنتك ولا أسلبتك ولا أرد عليك وما جئت منكرا أن وصلت رحما وسددت خلة وآويت ضائعا ووليت شبيها بمن كان عمر يولي أُنشدك الله يا علي هل تعلم أن المغيرة بن شعبة ليس هناك ، قال : نعم، قال : أتعلم أن عمرا ولاه قال : نعم قال : فلم تلومني أن وليت ابن عامر في رحمي وقرابتي قال علي : سأخبرك إن عمر كان من ولى فإنما يطأ على صماخه إن بلغه عنه حرف جلبه ثم بلغ به أقصى الغاية وأنت لا تفعل ضعفت ورفقت على أقربائك قال عثمان : وأقربائك أيضا قال على : لعمري إن لرحمهم مني لقريبا ولكن الفضل في غيرهم قال عثمان : هل تعلم أن عمر ولى معاوية خلافته كلها فقد وليته فقال علي : أنشدك الله هل تعلم أن معاوية كان أخوف من عمر من يرفع غلام عمر منه قال: نعم قال علي :فإن معاوية يقطع الأمور دونك وأنت لا تعلمها ويقول للناس هذا أمر عثمان فيبلغك ولا تغير على معاوية .
ثم يقول الأستاذ شهيد الإسلام بعد ذلك :
وأخيرا ثارت الثائرة على عثمان واختلط فيها الحق بالباطل والخير بالشر ولكن لا بد بمن ينظر إلى الأمور بعين الإسلام ويستشعر الأمور بروح الإسلام أن يقر أن تلك الثورة في عمومها كانت ثورة من روح الإسلام وذلك دون إغفال ما كان وراءها من كيد اليهودي ابن سبأ عليه لعنة الله هذا كله موجود في كتابه العدالة الاجتماعية في الإسلام من صفحة 2010 إلى صفحة 2012 وكثير من الكاتبين تناولوا هذا الموضوع بالنقد والتحليل ومن بينهم العلامة الأستاذ الموجودي في كتابه الخلافة والمُلك وكذلك في كتابه التجديد لهذا الدين وقد علل ما حدث في كتابهِ التجديد لهذا الدين بأن الخليفة الثالث جاءته الخلافة وقد بلغ من الكبر عتيا وكان لم يُمنح تلك المواهب التي أوتيها العظيمان اللذان تقدما .
فهل الإباضية وحدهم الذين يتحدثون عن مثل هذه الأشياء أو يكتبون عنها وهل نستطيع القول بأن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا مجمعين على كراهة ما حدث على عثمان مع أن عثمان لم يُقتل غيلة وإنما قُتل بعد حصار دام نحو شهر فهل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين فتحوا مدائن كسرى وهزموا قيصر واستطاعوا أن يطئوا بأقدامهم على عرشيهما هل كانوا عاجزين عن فك الحصار الذي كان مضروبا على عثمان لمدة شهر وهم في عاصمة الإسلام في المدينة المنورة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام؟! ..
ولننقل هنا أيضا ما قاله ابن قتيبة أيضا في كتابه الإمامة والسياسة في صفحة 46 في دفن عثمان لنستجلي الحقيقة يقول: وذكروا أن عبد الرحمن بن الأزهر قال لم أكن دخلت في شيء من أمر عثمان لا عليه ولا له فإني لجالس في فناء داري ليلا بعدما قُتل عثمان بليلة إذ جاءني المنذر بن الزبير فقال إن أخي يدعوك فقمت إليه فقال لي : إنا أردنا أن ندفن عثمان فهل لك : قلت والله ما دخلت في شيء من شأنه وما أريد ذلك فانصرفت عنه ثم اتبعته فإذا هو في نفر فيه الزبير ابن مطعن وأبو الجهم ابن حذيفة والمسور ابن مقدمه وعبد الرحمن ابن أبي بكر وعبد الله بن الزبير فاحتمله على باب وإن رأسه ليقول طقطق ووضعوه في موضع الجنائز فقام إليهم رجال من الأنصار فقالوا لهم : لا والله لا تصلون عليه فقال أبو الجهم : ألا تدعونا نصلي عليه فقد صلى الله تعلى عليه وملائكته فقال له رجل منهم إن كنت فأدخلك الله مُدخلا ، قال له : حشرني الله معه فقال له : إن الله حاشرك مع الشياطين والله إن تركناكم به انزعجتم منا فقال القوم لأبي جهم اسكت عنه فسكت فاحتملوه ثم انطلقوا مسرعين فكأني أسمع وقع رأسه على اللوح حتى وضعوه عند البقيع،فأتاهم جبلة بن عمر الساعدي من الأنصار فقال لا والله لا تدفنوه ولا نترككم تصلون عليه فقال أبو جهم انطلقوا بنا إن لم نصلي عليه فقد صلى عليه الله ، فخرجوا ومعهم عائشة ابنة عثمان معها مصباح في حُق حتى إن إذا أتوا به حفروا له حفرة ثم قاموا يصلون عليه وأمهم الزبير بن مطعم ثم دلوه في حفرته فلما رأته ابنته صاحت فقال لها الزبير والله لئن لم تسكتي لأضربن الذي فيه عينيك فدفنوه ولم يُلحدوه بلبن وحثوا عليه التراب حثوا فهذا الذي نقله ابن قتيبة وهو من غير الإباضية وهو يدل على موقف جماعة من الأنصار من هذه الفتنة فهل يمكن بعد ذلك أن نحكم بأن الذين قتلوه هم رُعاع من الناس جاءوا شذاذا من الآفاق إلى المدينة المنورة فاستطاعوا أن يحققوا مقصدهم وأن يصلوا إلى غايتهم وأن يصدعوا الإسلام بقتل خليفته مع عجز المهاجرين والأنصار عن الكف عنه إن ذلك مما لا يقبله المنطق السليم وإنني مع ذلك كله لا أريد أن أعلق شيئا على ما قاله المؤرخون وأقول إن العهدة عليهم بأنفسهم ولستُ أستطيع أن أحكم بشيء في تلك الأحداث العظام وإنما أقول ما قلته من قبل بأن السلامة في العمل بقول الله سبحانه: (( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) البقرة134
وإنما أردت بما ذكرته هاهنا تبرئة الإباضية من التهمة فهم ليسوا وحدهم الذين يتحدثون عن هذه الأحداث التي وقعت في عهد الخليفة الثالث وإنما ثَمَّ كثيرا من المؤرخين والكاتبين من المتقدمين والمحدثين تحدثوا عنها فكيف يُنحى باللوم على الإباضية وحدهم إن ذلك أمر لا يخلو من تعصب من هؤلاء الذين ينحون بالملامة على الإباضية ويدبون غيرهم من الذين خاضوا في هذه الأحداث بالكلام ،،،،
أما بالنسبة إلى الخليفة الرابع الإمام علي بن أبي طالب كرم الله تعالى وجهه فإن الإباضية لا يزيدون عن حكاية ما حدث في عهده ولا ينالون من شخصهِ شيئا وهم أكثر الناس تقديرا له واحتراما لصحبته رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرابته منه ويدركون كل الإدراك أنه من أفقه صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وأكثرهم إطلاعا على سيرته عليه أفضل الصلاة والسلام وأكثرهم علما بكتاب الله سبحانه وتعالى ولذلك كثيرا ما يأخذون بآرائه في الفقه كما هو واضح في كتب الفقه حتى في الأشياء التي لا يأخذ فيها الجمهور بآراء الخليفة الرابع الإمام علي كرم الله وجهه .
وإنما يذكرون قضية التحكيم تحكيم الحكمين التي أُكرِهَ عليها الإمام علي ولم يكن راضيا عنها ونصحه كثير من أصحاب العقول والأفكار والبصائر عن قبول التحكيم ولكن الظروف أجبرته على قبول التحكيم ثم بعد ذلك انقلب أولائك الذين أرغموه على التحكيم إلى أولئك الذين رفضوا التحكيم بعد ظهور آثار التحكيم السلبية فكان السبب في قتلهم وإبادة جم غفير منهم ونجد الأمة جلها تقف موقف غير المنصف في هذه القضية فنجد أولائك الذين ناصروا الإمام علي ووقفوا بجانبه وعضدوه وحرصوا على أن لا تنال الخدعة شيئا منه ولا من أمره أولائك هم الذين يُرمَونَ من قِبل الكثيرين من الكُتّاب.
فنجد أهل النهروان معرضين للنقد ومعرضين للتكفير من قِبل كثير من الكُتَّاب مع أنهم يعدلون الذين ثاروا على الإمام علي بقصد القضاء على الخلافة الإسلامية وبِقصد تحويلها إلى مُلك عضوب فنجدهم يعذرون معاوية بن أبي سفيان وأصحابه أهل الشام بينما ينتقدون أهل النهروان ويقولون إن معاوية كان مجتهدا وإذا كان معاوية مجتهداً فلماذا لا يسوغ الاجتهاد لأهل النهروان ويقولون أيضا إن معاوية كان من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإذا كان هذا مسوغا لعذره فكثير من أهل النهروان أيضا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم حُرقوص بن زهير وعبد الله بن وهب الراسبي وآخرون كانوا أيضا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا جئنا إلى ما كتبه الإباضية في ذلك نجد كتاباتهم تتسم بالأدب والحشمة وتعظيم مقام الإمام علي واحترام قرابته من النبي صلى الله عليه وسلم؟
حتى في مقام العتاب لنسمع إلى أحد الذين عاتبوا الإمام علياً على قبولهِ تحكيم الحكمين ماذا قال له ،

يقول العلامة أبو مسلم البهلاني في قصيدته الرائية المشهورة براية المحكمة :
على أن علت فوق الرماح مصاحف ** ونادوا إلى حكم الكتاب نصير
مكيدة عَمرو حيث رثت حباله ** وكادت بحور القاسطين تغور
أبا حسن ذرها حكومة فاسق ** جراحات بدر في حشاه تفور
أبا حسن أقدم فأنت على هدى**وأنت بغايات الغوي بصير
أبا حسن لا تعطين دنية**وأنت بسلطان القدير قدير
أبا حسن ان تعطها اليوم لم تزل**يحل عراها فاجر ومبير
أبا حسن طلقتها لطليقها ** وأنت بقيد الأشعري أسير
أتحبس خيل الله عن خيل خصمه**وسبعون ألفا فوقهن هصور
أثرها رعالا تنسف الشام نسفة**بثارات عمار لهن زفير
وصك ثغور القاسطين بفيلق** له مدد من ربه وظهير
فما لك والتحكيم والحكم ظاهر ** وأنت علي والشام تمور
أفي الدين شك أم هوادة عاجز** تجوزتها أم ذو الفقار كسير


وهكذا كان كلامهم كله يشعر باحترام الإمام علي وتقديره وإنما كانوا يعاتبونه على قبول التحكيم ونحن نقول إن قبوله للتحكيم كان ليس عن رضا منه كما يذم عن ذلك كلامه بنفسه وهذه القضية تحتاج إلى دراسة ولست أريد أن أخوض فيها وأتحدث عنها طويلا وإنما بحسب ما قلته والذي أصرح به لأن جميع الإباضية مستعدون أن يطووا صحائف تلك الفتن التي حدثت في عهد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يغمسوا فيها ببنك شفه ولا يخطوا فيها حرفا وعدم النيل منهم فيجب على المسلمين جميعا أن يتساعدوا على الكف عن الخوض في تلك الفتن حتى يعود للمسلمين وحدتهم ولا يثيروا أشياء حدثت قبل أربعة عشر قرنا هم في ألف غنا عن إثارتها في هذا العصر الذين هم فيه أحوج ما يجمع الشمل ويؤلف بين القلوب والله تعالى ولي التوفيق.



إضافة طيبة اخي مصطفى :وردة:
وهذا ما نحاول إيصاله ..
أحداث الفتنة شارك فيها كثير من الصحابة وليس الإباضية وحدهم ..​
 
الصحابي حرقوص بن زهير السعدي، ذكره الطبري، فقال: إن الهرمزان الفارسي، صاحب خوزستان، كفر ومنع ما قبله، واستعان بالأكراد، فكثف جمعه، فكتب سلمى ومن معه بذلك إلى عتبة بن غزوان، فكتب عتبة إلى عمر بن الخطاب، فكتب إليه عمر يأمر بقصده، وأمد المسلمين بحرقوص بن زهير السعدي، وكانت له صحبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمره على القتال وعلى ما غلب عليه، فاقتتل المسلمون والهرمزان، فانهزم الهرمزان، وفتح حرقوص سوق الأهواز ونزل بها، وله أثر كبير في قتال الهرمزان،

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يقسم قسما أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم فقال يا رسول الله اعدل فقال (ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل)، فقال (ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل ) . فقال عمر يا رسول الله ائذن لي فيه فأضرب عنقه؟ فقال (دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ..) رواه البخاري.

فهذا ذو الخويصرة رأى النبي صلى الله عليه وسلم،

ولكن ما الفائدة فقد أخبر النبي عن أن له أصحابا يمرقون من الدين

قال ابن الأثير في أسد الغابة:

أخبرنا أحمد بن عثمان بن أبي علي الزرزاري إجازة إن لم يكن سماعا بإسناده عن أبي إسحاق الثعلبي أخبرنا عبد الله بن حامد بن محمد حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين أخبرنا محمد بن يحيى أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري قال: بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم يقسم قسما قال ابن عباس: كانت غنائم هوازن يوم حنين إذ جاءه ذو الخويصرة التميمي وهو حرقوص بن زهير أصل الخوارج فقال: أعدل يا رسول الله . فقال: " ويحك ومن عدل إذا لم أعدل "! وذكر نحو ما تقدم

قال ابن الأثير معلقا على هذا الخبر:

(فقد جعل في هذه الرواية اسم ذي الخويصرة: حرقوص بن زهير، والله أعلم).

ما علمتنا أيها العماني

وش أخبار عبد الرحمن بن ملجم عند الإباضية؟
 
---------------------------------------------

"موقف الإباضية من الخليفتين عثمان وعلي"
لسماحة الشيخ العلامة الجليل بدر الدين أحمد بن حمد بن سليمان الخليلي المفتي العام للسلطنة حفظه الله تعالى

............................................................................................


أما بالنسبة إلى الخليفة الرابع الإمام علي بن أبي طالب كرم الله تعالى وجهه فإن الإباضية لا يزيدون عن حكاية ما حدث في عهده ولا ينالون من شخصهِ شيئا وهم أكثر الناس تقديرا له واحتراما لصحبته رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرابته منه ويدركون كل الإدراك أنه من أفقه صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وأكثرهم إطلاعا على سيرته عليه أفضل الصلاة والسلام وأكثرهم علما بكتاب الله سبحانه وتعالى ................


الله المستعان يخفي معتقده من غير مبرر، هذا والله العجب!!!!!!


كتاب " جوابات الإباضي السالمي " لإمامهم نور الدين السالمي:جوابات السالمي ( 6 / 132 ) وهي في " العقد الثمين":


السؤال : حكم من صوب المخالفين أهل المذاهب الأربعة في ولا يتهم لعلي وعثمان ومعاوية جهلا منه وغرورا بما وجده عن عدو الله دحلان من الحمية والعصبية لمذهبه العاطل ، ومعتقده الفاسد الباطل ، وهل هذا منه نوع رجوع عن معتقده إذا كان معتقدا قبل ذلك عداوتهم؟ وهل يسعه عدم الجزم بمعتقد الإباضية الوهبية فيهم؟

الجواب : لا يحل لأحد تصويب هؤلاء المخالفين فيما خالفوا فيه المسلمين من أمر الدين، فمن صوبهم على ذلك فهو منهم ، وحكمه حكمهم ، ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) ورأس الولاية التصويب ، وعليه أن يتولى المسلمين ، وأن يعتقد أنهم على الحق في ولا يتهم لأوليائهم ، وبراءتهم من أعدائهم ، وليس الاغترار بقول دحلان على رسول الله صلى الله عليه وسلم خصوصا في نصرة مذهبهم ، فإنهم يدعون ذلك قربة ، ويحتسبونه في الآخرة ، ولقد رأيت في سيرة دحلان ، نوعا من الكذب لم يسبقه إليه أحد فيما علمت ، فليأخذ المرء حذره ( ولا تسألون عما كانوا يعملون ),الله أعلم)

وقال أيضا: (فأهل النهروان هم المحقون ، ومن قاتلهم هم المبطلون ، فمن أدرك علم ذلك ، وجب عليه ولايتهم بلا خلاف بين المسلمين ، وكذلك – أيضا – تلزمه البراءة ممن قاتلهم) انتهى.

ومن الذي قاتلهم بل وقتلهم؟ أليس هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه.


وكتاب " المعتبر " للإباضي أبي سعيد الكدمي:

جاءفيه: ( .... وبرئنا من علي بن أبي طالب بما شهر في الدار من مخالفته الحق، وسفكه لدماء المسلمين، وإمساكه عن الرجوع إلى الحق ..).

يتبرأ الإباضية من علي بن أبي طالب والخليلي يقول عنهم:

(.. فإن الإباضية لا يزيدون عن حكاية ما حدث في عهده ولا ينالون من شخصهِ شيئا وهم أكثر الناس تقديرا ...)


أكثر الناس براءة منه!!!!!!!






......................
فنجد أهل النهروان معرضين للنقد ومعرضين للتكفير من قِبل كثير من الكُتَّاب مع أنهم يعدلون الذين ثاروا على الإمام علي بقصد القضاء على الخلافة الإسلامية وبِقصد تحويلها إلى مُلك عضوب فنجدهم يعذرون معاوية بن أبي سفيان وأصحابه أهل الشام بينما ينتقدون أهل النهروان ويقولون إن معاوية كان مجتهدا وإذا كان معاوية مجتهداً فلماذا لا يسوغ الاجتهاد لأهل النهروان ويقولون أيضا إن معاوية كان من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإذا كان هذا مسوغا لعذره ...

معاوية رضي الله عنه قاتل عليا رضي الله عنه متأولا يريد الاقتصاص لقريبه عثمان رضي الله عنه، ولم يكن قتاله مع علي بن أبي طالب على التكفير، بخلاف الخوارج وعلى رأسهم عبد الله بن وهب الراسبي يوم النهروان، فإن أهل النهروان كفروا عليا وتبرؤوا منه وهذا أصل في معتقد الخوارج.

وكذلك علي بن أبي طالب ندم على ما جرى في الجمل وصفين، ولكنه سجد لله شكرا على قتله أهل النهروان.



................
فكثير من أهل النهروان أيضا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم حُرقوص بن زهير وعبد الله بن وهب الراسبي وآخرون كانوا أيضا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا جئنا إلى ما كتبه الإباضية في ذلك نجد كتاباتهم تتسم بالأدب والحشمة وتعظيم مقام الإمام علي واحترام قرابته من النبي صلى الله عليه وسلم؟
.............

حرقوص وعبد الله بن وهب الراسبي صحبتهم كصحبة ذي الخويصرة التميمي وقد قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم:


(يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية)

 
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يقسم قسما أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم فقال يا رسول الله اعدل فقال (ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل)، فقال (ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل ) . فقال عمر يا رسول الله ائذن لي فيه فأضرب عنقه؟ فقال (دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ..) رواه البخاري.



فهذا ذو الخويصرة رأى النبي صلى الله عليه وسلم،

ولكن ما الفائدة فقد أخبر النبي عن أن له أصحابا يمرقون من الدين

قال ابن الأثير في أسد الغابة:

أخبرنا أحمد بن عثمان بن أبي علي الزرزاري إجازة إن لم يكن سماعا بإسناده عن أبي إسحاق الثعلبي أخبرنا عبد الله بن حامد بن محمد حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين أخبرنا محمد بن يحيى أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري قال: بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم يقسم قسما قال ابن عباس: كانت غنائم هوازن يوم حنين إذ جاءه ذو الخويصرة التميمي وهو حرقوص بن زهير أصل الخوارج فقال: أعدل يا رسول الله . فقال: " ويحك ومن عدل إذا لم أعدل "! وذكر نحو ما تقدم

قال ابن الأثير معلقا على هذا الخبر:

(فقد جعل في هذه الرواية اسم ذي الخويصرة: حرقوص بن زهير، والله أعلم).

ما علمتنا أيها العماني


وش أخبار عبد الرحمن بن ملجم عند الإباضية؟

قبل ان نتعرض بالنقد لما نقلت من اقوال في كتب الإباضية ان ثبتت أصلا
فأرجوا منك أن تتعرض فعلا لتلك الحقبة من التاريخ فتتعرف ما الذي حصل بين تلك الفئات فأمر عثمان ذي النورين لا بخفى على احد إلا لمن أعمى الله بصيرته وقد ذكرت في كتب التأريخ من مذاهبكم السنية وربما تحيل نفسك إلى موسوعة الكامل في التاريخ لابن الأثير الجزء الثالث من الصفحة 73 اخر سطرين بالصفحة ، وواصل قراءتك لتصل إلى الصفحة 75 واقرأ اول اسطر في هذه الصفحة إلى آخرها وواصل إلى أن تتم الصفحة 77، واقرأ كذلك إلى 92

فلتعلم أن الإباضية إن ذكروا تلك الأحداث فقد ذكرها المؤرخون ولكنهم لم يحكموا او لم يقولوا على هؤلاء الناس ظلما وبهتانا


أخي عبد الوهاب بارك الله فيك
لقد طهر الله أسنتنا من تلك الدماء أفلا نطهر ألسنتنا

اتق الله ولا تجعل العصبية والمذهبية والنفاق تفسد دينك
فوالله وتالله وبالله وأيم الله ما يغني قولك عنك يوم القيامة مثقالا ودفاعك عن عثمان أو علي أو ابن إباض أو غيرهم لا يغني عنك شيئا
فدع هذا الأمر وابحث عن الحق فهو ظاهر وتجنب الباطل فهو باذن الله زاهق

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
 
لا تعلق في ما ليس لك به علم -- اقرا ثم تكلم

فلحوم العلماء مسمومة

---------------------------------------------

"موقف الإباضية من الخليفتين عثمان وعلي"
لسماحة الشيخ العلامة الجليل بدر الدين أحمد بن حمد بن سليمان الخليلي المفتي العام للسلطنة حفظه الله تعالى




بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حق حمدهِ كما ينبغي لجلال وجهه وكماله والصلاة والسلام على أفضل خلق الله وعلى آله وصحبه أجمعين أم بعد :
فهناك أسئلة وصلتني من أحد الأخوة الذين يدرسون في الولايات المتحدة الأمريكية وقد كانت رغبته أن تكون الإجابة على هذه الأسئلة كتابياً وتلك هي رغبتي لولا أن الأشغال تحول بيني وبين الكتابة لذلك آثرت تسجيل الأجوبة ،،،

يقول في سؤاله الأول: من بعض النقاط التي طالما تجول في خاطري وتثير التساؤل في ذهني نقطة موقف الإباضية من عثمان وعلي رضوان الله عنهما ولا أخفي عليك أني أكن لهما حبا عظيما كما أكنه لعمر وأبو بكر رضوان الله عليهما وهذا يخلق نوعا من التضارب في ذهني بينما عرفت من فصول حياة عمر وأبي بكر وعلي وعثمان رضي الله عنهم وبينما أسمعه من رأي الإباضية في هذا الموضوع.

* الجواب على هذا البحث :

إنني أعتقد أن لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلة كبرى فقد أثنى الله سبحانه وتعالى عليهم في كتابه في قوله ((مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً )) الفتح29, وأثنى الحق تعالى عليهم في قوله : (( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً )) الفتح18 , وفي قوله (( لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )) الحشر8, وإنني لحريص جدا على دخول في ضمن الذين قال الله تعالى عنهم: (( وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )) الحشر10. وإنني أعتقد أن أحدنا لو أنفق مثل جبل أحد ذهبا لما ساوى ذلك مد أحدهم أو نصفيه كما أخبر عن ذلك الرسول صلوات الله وسلامه عليه, وإنني لحريص جدا على طي صحيفة الفتنة التي كانت بينهم ولم أكن أريد أن يتحدث لساني أو أن يكتب قلمي شيئا عن تلك الفتن عملا بقول الله سبحانه وتعالى : {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ }البقرة134وهذا المبدأ هو الذي أعلنه الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه إذ قال : ( تلك دماء طهر الله منها أسنتنا أفلا نطهر منها ألسنتنا).
وهو نفسه الذي قاله الإمام نور الدين السالمي – رحمه الله - :
فما مضى قبلك ولو بساعة *** فدعه ليس البحث عنه طاعة
وفي قوله :
نحن الأُوْلَى نسكت عما قد مضى *** ولا نعد الشتم دينا يرتضى
فهذه بلادنا لا تلقى *** فيها لسب الصحب قط نطقا
وهكذا كل بلاد المذهب *** مع كل عالم ومع كل غبي
جاهلنا لا يعرف الخلافا *** بينهموا حتى الممات وافا
وعالم بالاختلاف يمضي *** بالسر ما يلزمه من فرض
إلى آخر ما قاله.
وإذا كنت أكره شيئا من التاريخ فإنني أكره ذلك التاريخ , تاريخ الفتنة العمياء التي نجمت بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدت إلى تفرق هذه الأمة أشلاء ممزعة حتى طمع فيها عدوها ولو كان بالإمكان محو آثار هذه الدمغات السوداء من صحائف التاريخ ومن أذهان الناس لفعلت لتعود الوحدة بين هذه الأمة, ولكن أنى لي أن أعمل ذلك والقدر قد كتب ما كتب والله سبحانه وتعالى لا راد لحكمه ولا معقب له وكل ما يحدث في هذا الوجود إنما هو بقضاء وقدر منه سبحانه وتعالى .
ولست هنا بصدد الحكم في تلك الفتنة العمياء ولا على أحد ممن خاض في تلك الفتنة أو ممن أصيب بشيء من شررها وإنما كل ما أريده الآن هو دفع التهم التي توجه إلى الإباضية لأنهم يعادون بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , وينالون من كرامتهم , والذي أريد أن أقول أن الإباضية ليسوا وحدهم في هذا الميدان, فكثير من الناس تحدثوا عن تلك الفتنة ودونوا ما حدث فيها وقد كان موقف الإباضية كموقف غيرهم الذين تحروا الحقيقة مجرد ذكر تلك الأحداث العظيمة التي وقعت في ذلك العصر, ولا ريب أن الخلافة الإسلامية قد ولج إليها ما ولج بعد ما كبر الخليفة الثالث واستولى الرجال على أمره كما أثبت ذلك المؤرخون وكان على رأس هؤلاء الذين أوقدوا هذه الفتنة العمياء مروان بن الحكم ابن طريد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ونحن إذا جئنا نتدبر ما قاله القائلون وما كتبه الكاتبون وجدنا أن الناس كانوا غير راضين عن تلك الفتنة فلنسمع إلى أحد الخطباء ألقى خطبته أمام الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز – رضي الله تعالى عنه – وهو عبد الله ابن الأهتم الذي وفد مع الوافدين إلى الخليفة العادل بعد ما ولي الخلافة , ولم يُرعَ الخليفة إلا وعبد الله ابن الأهتم يخطب بدون استئذان منه حمد الله تعالى في خطبته وأثنى عليه وصلى على نبيه صلى الله عليه وسلم ثم ذكر جانباً من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما واجهه من تحديات من قبل قومه, ثم ذكر الخليفة الأول ثم ذكر الخليفة الثاني ثم قال بعد ذلك ثم إنا والله لم نجتمع بعدهما إلا على ضلع أعوج,
وهذه الخطبة موجودة في الجزء الرابع من كتاب العقد الفريد لابن عبدالربي وموجودة أيضا في البيان والتبيين أما في العقد الفريد فهي في الجزء الرابع في الصفحة الرابعة والتسعين وكلامه يعني :
انتقاد الأوضاع بعد عهد الخليفتين أبي بكر وعمر وكذلك جاء في كثير من الكتب ذِكر بعض الأحداث التي وقعت في عصر الخليفة الثالث عثمان بن عفان بعد ما بلغ من الكبر عتيا وتدخل مروان بن الحكم في أمر المسلمين ولنسمع إلى ما يقوله ابن قتيبة صاحب كتاب الإمامة والسياسة فهو يقول في الجزء الأول من هذا الكتاب صفحة 35 تحت عنوان ما أنكر الناس على عثمان قال :
وذكروا أنه اجتمع الناس من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام وكتبوا كتابا ذكروا فيه ما خالف فيه عثمان من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنة صاحبيه وما كان من هبته خُمس افريقية لمروان وفيه حق الله ورسوله ومنهم ذوي القربى واليتامى والمساكين وما كان من تطاوله في البنيان حتى عدوا سبع دور بناها في المدينة دارا لنائلة ودارا لعائشة وغيرهما من أهله وبناته وبنيان مروان القصور بذي خُشب وعمارة الأموال بها من الخُمس الواجب لله ولرسوله وما كان من إفشاءه العمل و الولايات في أهله وابن عمه من بني أمية أحداث وغلمه لا صحبة لهم بالرسول ولا تجربة لهم بالأمور.
وما كان من الوليد بن عقبة في الكوفة إذ صلى بهم الصبح وهو أمير عليها سكران أربع ركعات ثم قال إن شئتم أزيدكم صلاة زدتكم وتعطيله إقامة الحد عليه وتأخيره ذلك عنه وتركهم المهاجرين والأنصار لا يستعملهم على شيء ولا يستشيرهم واستغنى برأيه عن رأيهم وما كان من الحمى الذي حمى حول المدينة وما كان من إدراره القطائع والأرزاق والأعطيات على أقوام بالمدينة ليست لهم صحبة بالنبي عليه الصلاة والسلام ثم لا يغزونا ولا يذبون.
وما كان من مجاوزته الخيزران إلى السوط وأنه أول من ضرب بالسياط ظهور الناس وإنما كان ضرب الخليفتين قبله بالدرة والخيزران ثم تعاهد القوم ليدفعون الكتاب في يد عثمان وكان ممن حضر الكتاب عمار بن ياسر والمقداد بن الأسود وكانوا عشرة فلما خرجوا بالكتاب ليدفعوه إلى عثمان والكتاب في يد عمار جعلوا يتسللون عن عمار حتى بقي وحده فمضى حتى جاء دار عثمان فاستأذن عليه فأذن له في يوم شاتم فدخل عليه وعنده مروان بن الحكم وأهله من بني أمية فدفعا إليه الكتاب فقرأه فقال له أأنت كتبت هذا الكتاب قال : نعم قال : ومن كان معك قال : كان معي نفر تفرقوا فرقا منك قال : ومن هم : قال : لا أخبرك بهم قال : فلم اجترأت من بينهم فقال : مروان يا أمير المؤمنين إن هذا العبد الأسود – يعني عمار – قد جرَّأ عليك الناس وإنك إن قتلته نكلت به من وراءه قال عثمان : اضربوه فضربوه وضربه عثمان معهم حتى فتقوا بطنه فأغشي عليه فجروه حتى طرحوه على باب الدار فأمرت به أم سلمه زوج النبي عليه الصلاة والسلام فأُدخل منزلها وغضب فيه بني المغيرة وكان حليفهم.
فلما خرج عثمان لصلاة الظهر عرض له هشام بن الوليد بن المغيرة فقال أمَا والله لو مات عمار من ضربه هذا لأقتلن به رجلا عظيما من بني أمية فقال عثمان لست هناك إلى آخر ما جاء في كلامه ،، وهذا موجود في الصفحة 35 و36 من الجزء الأول من كتاب الإمامة والسياسة وليس هو من مؤلفات الإباضي.
وإذا جئنا إلى أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحاضر نجد كثيرا منهم أيضا تناولوا هذه الفتنة وتحدثوا عما جرى فيها بكل جرأه ومن بين هؤلاء شهيد الإسلام الأستاذ : سيد قطب في كتابه العدالة الاجتماعية في الإسلام ولنسمع بعض ما قاله الأستاذ سيد قطب في صفحة 210 من الكتاب المذكور يقول هذا التصور لحقيقة الحكم قد تغير شيئا ما دون شك على عهد عثمان وإن بقي في سياج الإسلام لقد أدركت الخلافة عثمان وهو شيخ كبير ومن وراءه مروان بن الحكم يُصرّف الأمر بكثير من الانحراف عن الإسلام كما أن طبيعة عثمان الرخية وحدبه الشديد على أهله قد ساهم كلاهما في صدور تصرفات أنكرها الكثير من الصحابة من حوله وكانت لها معقبات كبيرة وآثار في الفتنة التي عانى منها الإسلام كثيرا منح عثمان من بيت المال زوج ابنته الحارث بن الحكم يوم عرسه مائتي ألف درهم فلما أصبح الصباح جاء زيد بن أرقم خازن مال المسلمين وقد بدا في وجهه الحزن وترقرقت في عينيه الدموع فسأله أن يعفيه من عمله ولما علم منه السبب وعرف أنه عطيته لصهره من مال المسلمين قال مستغربا أتبكي يا ابن أرقم أن وصلت رحمي فرد الرجل الذي يستشعر روح الإسلام المرهف لا يا أمير المؤمنين ولكن أبكي لأني أظنك أخذت هذا المال عوضا عن ما كنت أنفقته في سبيل الله في حياة رسول الله والله لو أعطيته مائة درهم لكان كثيرا .
فغضب عثمان على الرجل الذي لا يطيق ضميره هذه التوسعة من مال المسلمين على أقارب خليفة المسلمين وقال له ألق بالمفاتيح يا ابن أرقم فإنا سنجد غيرك والأمثلة كثيرة في سيرة عثمان على هذه التوسعات فقد منح الزبير ذات يوم ست مائة ألف ومنح طلحة مائتي ألف ونفذ مروان بن الحكم خمس خراج أفريقيه ولقد عاتبه في ذلك ناس من الصحابة على رأسه علي بن أبي طالب فأجاب : إن لي قرابة ورحما فأنكروا عليه وسألوه فما كان لأبي بكر وعمر قرابة ورحم فقال : كان أبي بكر وعمر يحتسبان في منع قرابتهما وأن أحتسب في إعطاء قرابتي فقاموا عنه غاضبين يقولون فهديهما والله أحب إلينا من هديه وغير المال كانت الولايات تغلق على الولاة من قرابة عثمان وفيهم معاوية الذي وسع عليه في الملك فضم إليه فلسطين وحلب وجمع له قيادة الأجناد الأربعة ومهد له بعد ذلك أن يطلب الملك في خلافة علي وقد جمع المال والأجناد وفيهم الحكم بن العاص طريد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي آواه عثمان وجعل ابنه مروان بن الحكم وزيره المتصرف وفيهم عبد الله بن أبي السرح أخوه من الرضاعة ولقد كان الصحابة يرون هذه التصرفات الخطيرة العواقب فيتداعون إلى المدينة لإنقاذ تقاليد الإسلام وإنقاذ الخليفة من المحنة والخليفة في كثرته لا يملك أمره من مروان ولأنه من الصعب أن نتهم روح الإسلام في نفس عثمان ولكن الصعب كذلك أن نعفيه من الخطأ الذي نلتمس أسبابه في ولاية مروان الوزارة في كبرة عثمان ولقد اجتمع الناس فكلفوا علي بن أبي طالب أن يدخل على عثمان فيكلمه فدخل إليه فقال الناس ورائي وقد كلموني فيك والله ما أدري ما أقول لك وما أعرف شيئا تجهله ولا أدلك على أمر لا تعرفه إنك تعلم ما نعلم ما سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه ولا خلونا بشيء فنبلغك وما خُصصنا بأمر دونك وقد رأيت وسمعت وصحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ونلت صهره وما بأبي قحافة بأولى بعمل الحق منك ولم يُخصى بأول بشيء من الخير منك وإنك اقرب إلى رسول صلى الله عليه وسلم فهماً ولقد نلت من صهر رسول الله ما لم ينالا ولا سبقاك إلى شيء فالله الله في نفسك فإنك والله ما تبصر من عمى ولا تعلم من جهل وإن الطريق لواضح بيّن وإن أعلام الدين لقائمة.
تعلم يا عثمان أن أفضل عباد الله عند الله إمام عادل هُدي وهَدى فأقام سنة معلومة وأمات بدعة متروكة فوالله إن كُلاً لبين وإن السنة لقائمة وإن لها أعلام وإن شر الناس عند الله إمامٌ جائر ضَل وضُل به فأمات سنة معلومة وأحيى بدعة متروكة وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (يؤتى يوم القيامة بالإمام الجائر وليس معه نصير ولا عاذر فيُلقى في جهنم)
فقال عثمان :قد والله علمت ليقولن الذي قلت أمَا والله لو كانت مكاني ما عنتك ولا أسلبتك ولا أرد عليك وما جئت منكرا أن وصلت رحما وسددت خلة وآويت ضائعا ووليت شبيها بمن كان عمر يولي أُنشدك الله يا علي هل تعلم أن المغيرة بن شعبة ليس هناك ، قال : نعم، قال : أتعلم أن عمرا ولاه قال : نعم قال : فلم تلومني أن وليت ابن عامر في رحمي وقرابتي قال علي : سأخبرك إن عمر كان من ولى فإنما يطأ على صماخه إن بلغه عنه حرف جلبه ثم بلغ به أقصى الغاية وأنت لا تفعل ضعفت ورفقت على أقربائك قال عثمان : وأقربائك أيضا قال على : لعمري إن لرحمهم مني لقريبا ولكن الفضل في غيرهم قال عثمان : هل تعلم أن عمر ولى معاوية خلافته كلها فقد وليته فقال علي : أنشدك الله هل تعلم أن معاوية كان أخوف من عمر من يرفع غلام عمر منه قال: نعم قال علي :فإن معاوية يقطع الأمور دونك وأنت لا تعلمها ويقول للناس هذا أمر عثمان فيبلغك ولا تغير على معاوية .
ثم يقول الأستاذ شهيد الإسلام بعد ذلك :
وأخيرا ثارت الثائرة على عثمان واختلط فيها الحق بالباطل والخير بالشر ولكن لا بد بمن ينظر إلى الأمور بعين الإسلام ويستشعر الأمور بروح الإسلام أن يقر أن تلك الثورة في عمومها كانت ثورة من روح الإسلام وذلك دون إغفال ما كان وراءها من كيد اليهودي ابن سبأ عليه لعنة الله هذا كله موجود في كتابه العدالة الاجتماعية في الإسلام من صفحة 2010 إلى صفحة 2012 وكثير من الكاتبين تناولوا هذا الموضوع بالنقد والتحليل ومن بينهم العلامة الأستاذ الموجودي في كتابه الخلافة والمُلك وكذلك في كتابه التجديد لهذا الدين وقد علل ما حدث في كتابهِ التجديد لهذا الدين بأن الخليفة الثالث جاءته الخلافة وقد بلغ من الكبر عتيا وكان لم يُمنح تلك المواهب التي أوتيها العظيمان اللذان تقدما .
فهل الإباضية وحدهم الذين يتحدثون عن مثل هذه الأشياء أو يكتبون عنها وهل نستطيع القول بأن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا مجمعين على كراهة ما حدث على عثمان مع أن عثمان لم يُقتل غيلة وإنما قُتل بعد حصار دام نحو شهر فهل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين فتحوا مدائن كسرى وهزموا قيصر واستطاعوا أن يطئوا بأقدامهم على عرشيهما هل كانوا عاجزين عن فك الحصار الذي كان مضروبا على عثمان لمدة شهر وهم في عاصمة الإسلام في المدينة المنورة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام؟! ..
ولننقل هنا أيضا ما قاله ابن قتيبة أيضا في كتابه الإمامة والسياسة في صفحة 46 في دفن عثمان لنستجلي الحقيقة يقول: وذكروا أن عبد الرحمن بن الأزهر قال لم أكن دخلت في شيء من أمر عثمان لا عليه ولا له فإني لجالس في فناء داري ليلا بعدما قُتل عثمان بليلة إذ جاءني المنذر بن الزبير فقال إن أخي يدعوك فقمت إليه فقال لي : إنا أردنا أن ندفن عثمان فهل لك : قلت والله ما دخلت في شيء من شأنه وما أريد ذلك فانصرفت عنه ثم اتبعته فإذا هو في نفر فيه الزبير ابن مطعن وأبو الجهم ابن حذيفة والمسور ابن مقدمه وعبد الرحمن ابن أبي بكر وعبد الله بن الزبير فاحتمله على باب وإن رأسه ليقول طقطق ووضعوه في موضع الجنائز فقام إليهم رجال من الأنصار فقالوا لهم : لا والله لا تصلون عليه فقال أبو الجهم : ألا تدعونا نصلي عليه فقد صلى الله تعلى عليه وملائكته فقال له رجل منهم إن كنت فأدخلك الله مُدخلا ، قال له : حشرني الله معه فقال له : إن الله حاشرك مع الشياطين والله إن تركناكم به انزعجتم منا فقال القوم لأبي جهم اسكت عنه فسكت فاحتملوه ثم انطلقوا مسرعين فكأني أسمع وقع رأسه على اللوح حتى وضعوه عند البقيع،فأتاهم جبلة بن عمر الساعدي من الأنصار فقال لا والله لا تدفنوه ولا نترككم تصلون عليه فقال أبو جهم انطلقوا بنا إن لم نصلي عليه فقد صلى عليه الله ، فخرجوا ومعهم عائشة ابنة عثمان معها مصباح في حُق حتى إن إذا أتوا به حفروا له حفرة ثم قاموا يصلون عليه وأمهم الزبير بن مطعم ثم دلوه في حفرته فلما رأته ابنته صاحت فقال لها الزبير والله لئن لم تسكتي لأضربن الذي فيه عينيك فدفنوه ولم يُلحدوه بلبن وحثوا عليه التراب حثوا فهذا الذي نقله ابن قتيبة وهو من غير الإباضية وهو يدل على موقف جماعة من الأنصار من هذه الفتنة فهل يمكن بعد ذلك أن نحكم بأن الذين قتلوه هم رُعاع من الناس جاءوا شذاذا من الآفاق إلى المدينة المنورة فاستطاعوا أن يحققوا مقصدهم وأن يصلوا إلى غايتهم وأن يصدعوا الإسلام بقتل خليفته مع عجز المهاجرين والأنصار عن الكف عنه إن ذلك مما لا يقبله المنطق السليم وإنني مع ذلك كله لا أريد أن أعلق شيئا على ما قاله المؤرخون وأقول إن العهدة عليهم بأنفسهم ولستُ أستطيع أن أحكم بشيء في تلك الأحداث العظام وإنما أقول ما قلته من قبل بأن السلامة في العمل بقول الله سبحانه: (( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) البقرة134
وإنما أردت بما ذكرته هاهنا تبرئة الإباضية من التهمة فهم ليسوا وحدهم الذين يتحدثون عن هذه الأحداث التي وقعت في عهد الخليفة الثالث وإنما ثَمَّ كثيرا من المؤرخين والكاتبين من المتقدمين والمحدثين تحدثوا عنها فكيف يُنحى باللوم على الإباضية وحدهم إن ذلك أمر لا يخلو من تعصب من هؤلاء الذين ينحون بالملامة على الإباضية ويدبون غيرهم من الذين خاضوا في هذه الأحداث بالكلام ،،،،
أما بالنسبة إلى الخليفة الرابع الإمام علي بن أبي طالب كرم الله تعالى وجهه فإن الإباضية لا يزيدون عن حكاية ما حدث في عهده ولا ينالون من شخصهِ شيئا وهم أكثر الناس تقديرا له واحتراما لصحبته رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرابته منه ويدركون كل الإدراك أنه من أفقه صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وأكثرهم إطلاعا على سيرته عليه أفضل الصلاة والسلام وأكثرهم علما بكتاب الله سبحانه وتعالى ولذلك كثيرا ما يأخذون بآرائه في الفقه كما هو واضح في كتب الفقه حتى في الأشياء التي لا يأخذ فيها الجمهور بآراء الخليفة الرابع الإمام علي كرم الله وجهه .
وإنما يذكرون قضية التحكيم تحكيم الحكمين التي أُكرِهَ عليها الإمام علي ولم يكن راضيا عنها ونصحه كثير من أصحاب العقول والأفكار والبصائر عن قبول التحكيم ولكن الظروف أجبرته على قبول التحكيم ثم بعد ذلك انقلب أولائك الذين أرغموه على التحكيم إلى أولئك الذين رفضوا التحكيم بعد ظهور آثار التحكيم السلبية فكان السبب في قتلهم وإبادة جم غفير منهم ونجد الأمة جلها تقف موقف غير المنصف في هذه القضية فنجد أولائك الذين ناصروا الإمام علي ووقفوا بجانبه وعضدوه وحرصوا على أن لا تنال الخدعة شيئا منه ولا من أمره أولائك هم الذين يُرمَونَ من قِبل الكثيرين من الكُتّاب.
فنجد أهل النهروان معرضين للنقد ومعرضين للتكفير من قِبل كثير من الكُتَّاب مع أنهم يعدلون الذين ثاروا على الإمام علي بقصد القضاء على الخلافة الإسلامية وبِقصد تحويلها إلى مُلك عضوب فنجدهم يعذرون معاوية بن أبي سفيان وأصحابه أهل الشام بينما ينتقدون أهل النهروان ويقولون إن معاوية كان مجتهدا وإذا كان معاوية مجتهداً فلماذا لا يسوغ الاجتهاد لأهل النهروان ويقولون أيضا إن معاوية كان من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإذا كان هذا مسوغا لعذره فكثير من أهل النهروان أيضا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم حُرقوص بن زهير وعبد الله بن وهب الراسبي وآخرون كانوا أيضا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا جئنا إلى ما كتبه الإباضية في ذلك نجد كتاباتهم تتسم بالأدب والحشمة وتعظيم مقام الإمام علي واحترام قرابته من النبي صلى الله عليه وسلم؟
حتى في مقام العتاب لنسمع إلى أحد الذين عاتبوا الإمام علياً على قبولهِ تحكيم الحكمين ماذا قال له ،

يقول العلامة أبو مسلم البهلاني في قصيدته الرائية المشهورة براية المحكمة :
على أن علت فوق الرماح مصاحف ** ونادوا إلى حكم الكتاب نصير
مكيدة عَمرو حيث رثت حباله ** وكادت بحور القاسطين تغور
أبا حسن ذرها حكومة فاسق ** جراحات بدر في حشاه تفور
أبا حسن أقدم فأنت على هدى**وأنت بغايات الغوي بصير
أبا حسن لا تعطين دنية**وأنت بسلطان القدير قدير
أبا حسن ان تعطها اليوم لم تزل**يحل عراها فاجر ومبير
أبا حسن طلقتها لطليقها ** وأنت بقيد الأشعري أسير
أتحبس خيل الله عن خيل خصمه**وسبعون ألفا فوقهن هصور
أثرها رعالا تنسف الشام نسفة**بثارات عمار لهن زفير
وصك ثغور القاسطين بفيلق** له مدد من ربه وظهير
فما لك والتحكيم والحكم ظاهر ** وأنت علي والشام تمور
أفي الدين شك أم هوادة عاجز** تجوزتها أم ذو الفقار كسير

وهكذا كان كلامهم كله يشعر باحترام الإمام علي وتقديره وإنما كانوا يعاتبونه على قبول التحكيم ونحن نقول إن قبوله للتحكيم كان ليس عن رضا منه كما يذم عن ذلك كلامه بنفسه وهذه القضية تحتاج إلى دراسة ولست أريد أن أخوض فيها وأتحدث عنها طويلا وإنما بحسب ما قلته والذي أصرح به لأن جميع الإباضية مستعدون أن يطووا صحائف تلك الفتن التي حدثت في عهد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يغمسوا فيها ببنك شفه ولا يخطوا فيها حرفا وعدم النيل منهم فيجب على المسلمين جميعا أن يتساعدوا على الكف عن الخوض في تلك الفتن حتى يعود للمسلمين وحدتهم ولا يثيروا أشياء حدثت قبل أربعة عشر قرنا هم في ألف غنا عن إثارتها في هذا العصر الذين هم فيه أحوج ما يجمع الشمل ويؤلف بين القلوب والله تعالى ولي التوفيق.
أخوى مصطفى هل بذكرك لهذا الكلام عن مفتى السلطنة ,تنفى رأى المذهب الإباضى بالخلفاء .
أتمنى تكون شجاع وترد ,ولا تكون كصاحبك عمانى الذى يستحى مما يعتقده؟
 

عماني أصيل

عضو ذهبي
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يقسم قسما أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم فقال يا رسول الله اعدل فقال (ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل)، فقال (ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل ) . فقال عمر يا رسول الله ائذن لي فيه فأضرب عنقه؟ فقال (دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ..) رواه البخاري.

فهذا ذو الخويصرة رأى النبي صلى الله عليه وسلم،

ولكن ما الفائدة فقد أخبر النبي عن أن له أصحابا يمرقون من الدين

قال ابن الأثير في أسد الغابة:

أخبرنا أحمد بن عثمان بن أبي علي الزرزاري إجازة إن لم يكن سماعا بإسناده عن أبي إسحاق الثعلبي أخبرنا عبد الله بن حامد بن محمد حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين أخبرنا محمد بن يحيى أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري قال: بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم يقسم قسما قال ابن عباس: كانت غنائم هوازن يوم حنين إذ جاءه ذو الخويصرة التميمي وهو حرقوص بن زهير أصل الخوارج فقال: أعدل يا رسول الله . فقال: " ويحك ومن عدل إذا لم أعدل "! وذكر نحو ما تقدم

قال ابن الأثير معلقا على هذا الخبر:

(فقد جعل في هذه الرواية اسم ذي الخويصرة: حرقوص بن زهير، والله أعلم).

ما علمتنا أيها العماني

وش أخبار عبد الرحمن بن ملجم عند الإباضية؟

أنت الآن تنتقص من الفاروق عمر بن الخطاب :D

عمر بن الخطاب أرسل حرقوص كمدد للمسلمين :)

أخي رعاك الله افهم وشغل عقلك
ولا يخدعنك مؤرخي وعلماء السلاطين من بني أمية:وردة:
 
أنت الآن تنتقص من الفاروق عمر بن الخطاب :D



عمر بن الخطاب أرسل حرقوص كمدد للمسلمين :)

أخي رعاك الله افهم وشغل عقلك
ولا يخدعنك مؤرخي وعلماء السلاطين من بني أمية:وردة:


لم تجب على سؤالي:

هل عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي بن أبي طالب من أهل الولاية عند الإباضية؟؟؟

أما عن حرقوص فهل كانت هذه نهايته كما قال قال ابن كثير:

(.. وأقبلت الخوارج يقولون: لا حكم إلا لله، الرواح الرواح إلى الجنة، فحملوا على الخيالة الذين قدمهم علي، ففرقوهم حتى أخذت طائفة من الخيالة إلى الميمنة، وأخرى إلى الميسرة، فاستقبلهم الرماة بالنبل، فرموا وجوههم، وعطفت عليهم الخيالة من الميمنة والميسرة ونهض إليهم الرجال بالرماح والسيوف فأناموا الخوارج فصاروا صرعى تحت سنابك الخيول، وقتل أمراؤهم عبد الله بن وهب، وحرقوص بن زهير، وشريح بن أوفى، وعبد الله بن سخبرة السلمي، قبحهم الله. انتهى كلام ابن كثير.

هل كانت نهاية حرقوص على يد جيش علي بن أبي طالب كما قال ابن كثير؟؟؟

الرجاء أجب؟
 
علماء الإباضية يتبعون الحق أينما وجدوه

ولا يحابون أحدا أبدا !

ولا معصوم من الخطأ إلا النبي محمد صلى الله عليه وسلم


انا من اليوم بس قاعد اقرى

ووجدت انك تهرب دائما ولا تجيب بشكل مباشر؟

لما لاتجيب هذا السؤال اللي بكل تعليق يسؤلونه لك؟

ماذا تقول فى رأى مذهبك فى الإمام على ؟
هل ترى رأيهم أم لا؟ أم تتبرأ من كلامهم؟

 
لم تجب على سؤالي:


هل عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي بن أبي طالب من أهل الولاية عند الإباضية؟؟؟

أما عن حرقوص فهل كانت هذه نهايته كما قال قال ابن كثير:

(.. وأقبلت الخوارج يقولون: لا حكم إلا لله، الرواح الرواح إلى الجنة، فحملوا على الخيالة الذين قدمهم علي، ففرقوهم حتى أخذت طائفة من الخيالة إلى الميمنة، وأخرى إلى الميسرة، فاستقبلهم الرماة بالنبل، فرموا وجوههم، وعطفت عليهم الخيالة من الميمنة والميسرة ونهض إليهم الرجال بالرماح والسيوف فأناموا الخوارج فصاروا صرعى تحت سنابك الخيول، وقتل أمراؤهم عبد الله بن وهب، وحرقوص بن زهير، وشريح بن أوفى، وعبد الله بن سخبرة السلمي، قبحهم الله. انتهى كلام ابن كثير.

هل كانت نهاية حرقوص على يد جيش علي بن أبي طالب كما قال ابن كثير؟؟؟


الرجاء أجب؟
أخوى عبد الوهاب جزاك الله خير .تساؤلاتك مهمة وفى صلب الموضوع.
ولن يجيبك عمانى على سؤالك صراحة ,هذا إن جاوب.
أتدرى لماذا؟
لأنه يستحى من دينه ولا يستطيع أن يواجه:eek::eek:
سألته عن رأيه فى الإمام على ,وما يقوله مذهبه فيه ,فلم يجيب ولن يجيب
شخص غير واثق بدينه ومرتبك فى الرد ولا يجيب على السؤال بصراحه ووضوح
بل يشرق ويغرب ,شأنه فى ذلك شأن الشيعة .
 
فأرجوا منك أن تتعرض فعلا لتلك الحقبة من التاريخ فتتعرف ما الذي حصل بين تلك الفئات فأمر عثمان ذي النورين لا بخفى على احد إلا لمن أعمى الله بصيرته وقد ذكرت في كتب التأريخ من مذاهبكم السنية وربما تحيل نفسك إلى موسوعة الكامل في التاريخ لابن الأثير الجزء الثالث من الصفحة 73 اخر سطرين بالصفحة ، وواصل قراءتك لتصل إلى الصفحة 75 واقرأ اول اسطر في هذه الصفحة إلى آخرها وواصل إلى أن تتم الصفحة 77، واقرأ كذلك إلى 92


المؤرخون يذكرون تلك الأحداث، وعقيدتهم أن ما جرى بين الصحابة من شجار، وشحناء إن كانت صحيحة عنهم فالصحابة متأولون فيه، وما لا يمكن تأويله فعقيدتهم فيه كما أرشدهم الله تعالى: (والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم)

أي جاؤوا من بعد الصحابة لا سيما كبار المهاجرين كعلي بن أبي طالب وعثمان ..

والإباضية تقرأ التاريخ وتقول المسلمون هم عبد الرحمن بن ملجم وعبد الله بن وهب الراسبي وحرقوص، وأما علي وعثمان فيرون البراءة منهما!!!!

الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: (يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قاتلهم عند الله يوم القيامة)

هل تساوي هؤلاء المارقة بصهري رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان وعلي الذين شهد لهما النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة.

فلتعلم أن الإباضية إن ذكروا تلك الأحداث فقد ذكرها المؤرخون ولكنهم لم يحكموا او لم يقولوا على هؤلاء الناس ظلما وبهتانا

في (جوابات السالمي الإباضي) قال السالمي وهو يقرر صفة الباغي: (ومنها أن يعطل الإمام الحدود، ويتسلط على الرعية، ويفعل فيهم بهوى نفسه ما شاء فيستتيبونه فيصر على ذلك فيصير بعد الإمامة جبارا عنيدا، فإنه يكون بذلك باغيا على المسلمين، ويجوز لكل من قدر عليه قتله ليريح الناس من ظلمه وفساده ، فإن أمكن الاجتماع عليه من المسلمين كان ذلك أولى كما فعل المسلمون بعثمان ، وإن لم يمكن جاز قتله غيلة كما فعلوا في علي ومعاوية وعمرو بن العاص فإن ثلاثة من المسلمين اتفقوا على قتل هؤلاء الرؤساء في ليلة واحدة بعد أن خلع علي نفسه ، وقاتل أهل النهروان … )

شوف قوله: (كما فعل المسلمون بعثمان، وإن لم يمكن جاز قتله غيلة كما فعلوا في علي ومعاوية وعمرو بن العاص ..).

قوله: (كما فعل المسلمون..) يعني الخوارج هم المسلمون!!! أما عثمان وعلي .. ليسوا ...!!!
 
أخوى عبد الوهاب جزاك الله خير .تساؤلاتك مهمة وفى صلب الموضوع.
ولن يجيبك عمانى على سؤالك صراحة ,هذا إن جاوب.
أتدرى لماذا؟
لأنه يستحى من دينه ولا يستطيع أن يواجه:eek::eek:
سألته عن رأيه فى الإمام على ,وما يقوله مذهبه فيه ,فلم يجيب ولن يجيب
شخص غير واثق بدينه ومرتبك فى الرد ولا يجيب على السؤال بصراحه ووضوح
بل يشرق ويغرب ,شأنه فى ذلك شأن الشيعة .

بوركت يا أخي،

وأسأل الله أن يجزيك خير الجزاء.
 
قال: شيخ الإباضية الخليلي المفتي العام للسلطنة:
... ونحن إذا جئنا نتدبر ما قاله القائلون وما كتبه الكاتبون وجدنا أن الناس كانوا غير راضين عن تلك الفتنة فلنسمع إلى أحد الخطباء ألقى خطبته أمام الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز – رضي الله تعالى عنه

من كتاب السير والجوابات لعلماء وأئمة عمان

جاء فيه في معرض الحديث عن الإمام العادل عمر بن عبد العزيز:


((وقد كانت سيرته سيرة عدل ولم ينقم عليه المسلمون من سيرته ولا من أحكامه شيئاً وإنما طلبوا إليه إظهار البراءة ممن خالف الحق، وإظهار دعوة المسلمين، والبراءة ممن خالفهم فلم يفعل، وأمره أبنه بذلك لما أمره المسلمون فقال له: يا أبي ابرأ منهم ولو علت القدور بلحومنا أخر النهار فلم يفعل عمر بن عبدالعزيز ذلك، فمن المسلمين من وقف عنه ومنهم من برأ منه وتولوا أبنه عبدالملك))

الخليفة عمر بن عبد العزيز عادل

لكن موقف المسلمين (يعني الإباضية هم المسلمين) موقفهم من عمر بن عبد العزيز إما البراءة منه أو الوقوف عنه.




قال: شيخ الإباضية الخليلي المفتي العام للسلطنة:
.... وكذلك جاء في كثير من الكتب ذِكر بعض الأحداث التي وقعت في عصر الخليفة الثالث عثمان بن عفان بعد ما بلغ من الكبر عتيا وتدخل مروان بن الحكم في أمر المسلمين ولنسمع إلى ما يقوله ابن قتيبة صاحب كتاب الإمامة والسياسة فهو يقول في الجزء الأول من هذا الكتاب صفحة 35 تحت عنوان ما أنكر الناس على عثمان قال :
وذكروا أنه اجتمع الناس من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام وكتبوا كتابا ذكروا فيه ما خالف فيه عثمان من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنة صاحبيه


سبحان الله!!

لماذا كتاب الإمامة والسياسة؟؟!!

وهو كتاب مكذوب على ابن قتيبة العالم السني المشهور


والأدلة على عدم صحة نسبة هذا الكتاب لابن قتيبة كثيرة. منها:

1. أن الذين ترجموا لابن قتيبة لم يذكروا هذا الكتاب بين ما ذكروه له ، اللهم إلا القاضي أبا عبد الله التوزي المعروف بابن الشباط ، فقد نقل عنه في الفصل الثاني من الباب الرابع والثلاثين من كتابه (صلة السمط).


2. أن الكتاب يذكر أن مؤلفه كان بدمشق. وابن قتيبة لم يخرج من بغداد إلا إلى دينور.

3. أن الكتاب يروى عن أبي ليلى ، وأبو ليلى كان قاضيا بالكوفة سنة (148هـ) أي قبل مولد ابن قتيبة بخمس وستين سنة.

4. أن المؤلف نقل خبر فتح الأندلس عن امرأة شهدته، وفتح الأندلس كان قبل مولد ابن قتيبة بنحو مائة وعشرين سنة.

5. أن مؤلف الكتاب يذكر فتح موسى بن نصير لمراكش، مع أن هذه المدينة شيدها يوسف بن تاشفين سلطان المرابطين سنة (455هـ) وابن قتيبة توفي سنة (276هـ).

6. أن هذا الكتاب مشحون بالجهل والغباوة والركة والكذب والتزوير؛ ففيه أبو العباس والسفاح شخصيتان مختلفتان ، وهارون الرشيد هو الخلف المباشر للمهدي ، وأن الرشيد أسند ولاية العهد للمأمون ، وهذه الأخطاء يتجنبها صغار المؤرخين، ....

7. أن مؤلف (الإمامة والسياسة) يروي كثيرا عن اثنين من كبار علماء مصر ، وابن قتيبة لم يدخل مصر ولا أخذ من هذين العالمين؛ فدل هذا على أن الكتاب مدسوس عليه.

وقد جزم بوضع الكتاب على ابن قتيبة غير واحد من الباحثين، من أشهرهم:

1-محب الدين الخطيب في مقدمة كتاب ابن قتيبة (الميسر والقداح) ص 26-27 .

2-ثروت عكاشة في مقدمة كتاب ابن قتيبة (المعارف) ص 56 .

3-عبد الله عسيلان في سالة صغيرة مطبوعة بعنوان (كتاب الإمامة والسياسة في ميزان التحقيق العلمي) ، ساق فيها اثني عشر دليلا على بطلان نسبة هذا الكتاب لابن قتيبة .

4-عبد الحميد عويس في كتابه (بنو أمية بين الضربات الخارجية والانهيار الداخلي) ص 9-10.

5-سيد إسماعيل الكاشف في كتابه (مصادر التاريخ الإسلامي) ص33 .

6-وقد قدمت في الجامعة الأردنية كلية الآداب عام 1978م رسالة ماجستير عنوانها (الإمامة والسياسة دراسة وتحقيق) ، قال الباحث فيها : وعلى ضوء هذه الدراسة ؛ فقد تبين أن ابن قتيبة الدينوري بعيد عن كتاب (الإمامة والسياسة)، وبنفس الوقت؛ فإنه لم يكن بالإمكان معرفة مؤلف الكتاب، مع تحديد فترة وفاته بحوالي أواسط القرن الثالث الهجري،

7- وقد جزم ببطلان نسبة هذا الكتاب لابن قتيبة أيضا السيد أحمد صقر في مقدمة تحقيقه لـ (تأويل مشكل القرآن) ص32 ؛ فقال : (كتاب مشهور شهرة بطلان نسبته إليه) ، ثم قال بعد أن ساق بعض الأدلة الآنفة الذكر : (إن هذا وحده يدفع نسبة الكتاب إلى ابن قتيبة ، فضلا عن قرائن وأدلة أخرى كلها يثبت تزوير هذه النسبة) . وإلى هذا ذهب الحسيني في رسالته (ص77-78) ، والجندي في كتابه عن ابن قتيبة (169-173) ، وفاروق حمادة في (مصادر السيرة النبوية) ص91 ، وشاكر مصطفى في (التاريخ العربي والمؤرخون) (1/241-242) ، والله الموفق " انتهى .

وإذا كان الكتاب لا يعرف مؤلفه ، وفيه من الانحراف والضلال ما مر عليك ، فلا وزن له ولا قيمة ، وفي كتب التاريخ المعروفة غنية وكفاية .

[المصدر]
من موقع الإسلام سؤال وجواب .. باختصار
 

عماني أصيل

عضو ذهبي
لم تجب على سؤالي:

هل عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي بن أبي طالب من أهل الولاية عند الإباضية؟؟؟

أما عن حرقوص فهل كانت هذه نهايته كما قال قال ابن كثير:

(.. وأقبلت الخوارج يقولون: لا حكم إلا لله، الرواح الرواح إلى الجنة، فحملوا على الخيالة الذين قدمهم علي، ففرقوهم حتى أخذت طائفة من الخيالة إلى الميمنة، وأخرى إلى الميسرة، فاستقبلهم الرماة بالنبل، فرموا وجوههم، وعطفت عليهم الخيالة من الميمنة والميسرة ونهض إليهم الرجال بالرماح والسيوف فأناموا الخوارج فصاروا صرعى تحت سنابك الخيول، وقتل أمراؤهم عبد الله بن وهب، وحرقوص بن زهير، وشريح بن أوفى، وعبد الله بن سخبرة السلمي، قبحهم الله. انتهى كلام ابن كثير.

هل كانت نهاية حرقوص على يد جيش علي بن أبي طالب كما قال ابن كثير؟؟؟

الرجاء أجب؟


هل تصدق أنت كل ما يقوله ابن كثير ؟؟

أجب وسأجيبك :وردة:
 

عماني أصيل

عضو ذهبي
انا من اليوم بس قاعد اقرى

ووجدت انك تهرب دائما ولا تجيب بشكل مباشر؟

لما لاتجيب هذا السؤال اللي بكل تعليق يسؤلونه لك؟

ماذا تقول فى رأى مذهبك فى الإمام على ؟
هل ترى رأيهم أم لا؟ أم تتبرأ من كلامهم؟



علي بن أبي طالب كرم الله وجهه لا ينكر فضله وعلمه إلا جاهل ..
والإباضية يجلون ويقدرون سائر الصحابة ولا ينكرون فضلهم
وجميع الخلفاء الراشدين أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم جميعا وعفا عنهم

 

عماني أصيل

عضو ذهبي
أخوى عبد الوهاب جزاك الله خير .تساؤلاتك مهمة وفى صلب الموضوع.
ولن يجيبك عمانى على سؤالك صراحة ,هذا إن جاوب.
أتدرى لماذا؟
لأنه يستحى من دينه ولا يستطيع أن يواجه:eek::eek:
سألته عن رأيه فى الإمام على ,وما يقوله مذهبه فيه ,فلم يجيب ولن يجيب
شخص غير واثق بدينه ومرتبك فى الرد ولا يجيب على السؤال بصراحه ووضوح
بل يشرق ويغرب ,شأنه فى ذلك شأن الشيعة .



علي بن أبي طالب كرم الله وجهه لا ينكر فضله وعلمه إلا جاهل ..
والإباضية يجلون ويقدرون سائر الصحابة ولا ينكرون فضلهم
وجميع الخلفاء الراشدين أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم جميعا وعفا عنهم

سؤالي لك : هل ابن تيمية إباضي؟؟


انظر :
ابن تيمية في كتابه المنهاج الجزء السابع :

يقول عن علي بن أبي طالب ما نصه: "ولم يكن كذلك علي، فإنّ كثيرًا من الصحابة والتابعين كانوا يبغضونه ويسبونه" انتهى


ما رأيك ؟؟ لماذا الصحابة يسبون ويبغضون علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ؟؟
 
علي بن أبي طالب كرم الله وجهه لا ينكر فضله وعلمه إلا جاهل ..
والإباضية يجلون ويقدرون سائر الصحابة ولا ينكرون فضلهم
وجميع الخلفاء الراشدين أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم جميعا وعفا عنهم

سؤالي لك : هل ابن تيمية إباضي؟؟



انظر :
ابن تيمية في كتابه المنهاج الجزء السابع :

يقول عن علي بن أبي طالب ما نصه: "ولم يكن كذلك علي، فإنّ كثيرًا من الصحابة والتابعين كانوا يبغضونه ويسبونه" انتهى



ما رأيك ؟؟ لماذا الصحابة يسبون ويبغضون علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ؟؟
عمانى أصيل , ولا أصل لكلامك الذى قلت
أنت قلت أن الإباضية يترضون على الإمام عثمان وعلى وسائر الصحابة!!!

والرد عليك كتالى:
إما أنك كاذب ,تريد التلبيس على القراء بكذبك هذا !!
وإما أنك جاهل بأمور مذهبك وما قاله علمائك فى الإمام على وبقية الصحابة!!

إنظر ماقاله علمائك:
عبدالله السالمى وأنت تعلم من هو السالمى ,ومنزلته عند الإباضية يقول فى كتاب (جوابات الإمام السالمى)الجزء السادس صفحة153:
فأهل النهروان هم المحقون ,ومن قاتلهم هم المبطلون,فمن أدرك علم ذلك,وجب عليه ولايتهم بلا خلاف بين المسلمين ,وكذلك تلزمه البراءة ممن قاتلهم.
أبى المؤثر الصلت بن خميس
فى كتاب السير والجوابات لعلماء وأئمة عمان(من مطبوعات وزارة التراث القومى والثقافة بسلطنة عمان) تحقيق د.سيدة كاشف
قال فى الجزء 2 ص 307:
فهذا دليل على كفر على وضلاله,وصواب أهل النهروان.... , إلى أن يقول رحم الله عبد الرحمن . يقصد بن ملجم بقتله الإمام على.
العلامة الشيخ سلمة بن مسلم العوتبى الصحارى فى كتاب الضياء جزء 3 ص 72_73 يقول:
أهل الولاية (محمد صلى الله عليه وسلم وأزواجه وأولاده ..... ,إلى أن يقول وعبدالرحمن بن ملجم
الكندى فى كتاب بيان الشرع الجزء3 ص299 يقول:
سألت أبا محمد الفضل بن الحوارى عن محمد بن أبى بكر ,وعبد الرحمن بن ملجم ,أهما من أهل الولاية ؟ قال نعم.
أبى سعيد الكدمى المحقق فى كتابه المعتبر يقول:
وبرئنا من على بن أبى طالب ,بما شهر فى الدار من مخالفته الحق وسفكه لدماء المسلمين....


وتأتى الأن وتكذب أو تجهل ما فى كتب علماءك
وتقول أنكم تترضون عن الصحابة وعن الإمام على رضى الله عنه!!!

ماذا تقول فى علماؤك وقولهم ,هل تتبرأ من أقوالهم تلك أم لا؟؟
وأتحداك أن تجاوب على سؤالى ,بوضوح وصراحة ,ولا تلف وتدور.

تعلم لماذا ؟
لأنك غير واثق من دينك ,وتستحى أن تظهر ما يعتقده مذهبك وعلماؤك!!!!

فأثبت عكس كلامى ,إن إستطعت .

بانتظارك
 
أعلى