من المفارقات الطريفة لدى المسلمين أن البعض منهم تأخذهم الحمية في الدفاع عن الـ .. ( سواك ) ، وتكفير من لا يؤمن به على أساس أنه سنة من سنن الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم السلام ، وفي الوقت ذاته نراهم يثبتعدون عن أدنى مستويات الأخلاق التي صرح بها الرسول حين قال : إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ، أي سنة هذه التي يدعي المسلمون التمسك بها في الوقت الذي يتنابزون فيه بالألقاب بينهم وبين أنفسهم ؟ وأي أخلاق هذه التي يلقونها على بعضهم البعض ؟ هذا ناصبي وذاك رافضي وذاك وذاك وذاك .. ولكن بالطبع ، لابد أنهم قد خلقوا لأنفسهم المبررات لتلك الممارسات ، وهي ممارسات أبا جهل وأبا لهب ، أليسوا هم من نسله ؟ كنت في يوم من الأسام أتسائل : لماذا يسمح الله بأن يكون هذا حال الفلسطينيين ؟ أليس الله قادر على طل شيئ ؟ لماذا لا يرفع الله الظلم عن الزلمات ؟ كان ذلك فيما سبق ، أما الآن وقد عرفت السبب وحين يعرف السبب يبطل العجب ، فالله قد أذل الزلمات رحمة بباقي البشر ، فلنفرض أن الزلمات يحكمون الأرض بتلك الأخلاقيات ؟ فماذا كان حال بني البشر ؟ كانت نظرتي تلك موجهة كـ Spot light على الفلسطينيين فقط .. ولكن بعد أن نظرت جليا وجدت انهم ليسوا الفلسطينيين الذليلين على الأرض .. بل المسلمون جميعا هم الأذلاء ، وقد أذلهم الله في الدنيا قبل الآخرة ، لنتسائل بين أنفسنا .. لماذا ؟ أليس الله قادر على كل شيئ ؟ الإجابة بسيطة والسبب أبسط .. وهو : أحنا مو كفو ، ولذلك فقد سلط الله علينا نحن المسلمين نار الفتنة والكراهية والتفرقة والطائفية لأننا أهل لها ، مبروك .. لنهنئ أنفسنا كمسلمين أننا جعلنا من انفسنا كالبكتيريا ، ولا تستطيع أمراض الدنيا النفسية أن تنموا مثلما نمت إلا في قلب المسلمين حين جعلنا من قلوبنا أعشاشا ومفرخة لتفريخ بيوض بكتيريا الكراهية والأمراض الطائفية ، من يؤمن بالسواك لا يؤمن بوحدة المسلمين ، بل يؤمن بالفتنة والتفرقة بين المسلمين واتخاذ باقي أطياف المسلمين أعداءا قبل معاداة اليهود ، رغم أنني لا أؤمن بمعاداة اليهود أو غير اليهود ولكن على أساس أن العداوة بين اليهود والمسلمين متأصلة تاريخيا .. قولولي بالله عليكم ؟ هل فعلا نستحق أن نعيش كبشر بين باقي البشر مع عقليات كهذه ؟ أم أننا أولى من اليهود بالهولوكوست ؟