ليس من حقك تقيم اداء الحوار في المنتدى وتشخيصه ولا دورك .... رد على الموضوع المطروح ليس اكثر وابذل طاقتك في الاجابه وفي اثراء الحوار فكريا ..
يبدو أن الديكتاتورية بدأت تطل برأسها !!
(..................) .. فقد قيل : رفقاً بالقوارير .. لذا سأرفق بك سيدتي حتى لو ضقت ذرعاً بكلماتي .[/COLOR][/SIZE][/FONT][/COLOR]
ولقد حرصت أن أنطلق معك من نقطة إلتقاء كما تقولين .. فسألتك عن تعريف " الشريعة الإسلامية " مرتين .. لكنك لم تجيبي .. فإضطررت إلى أن أنطلق لوحدي لأشرح مفهوم الشريعة الإسلامية كما أعرفه .. ولكنك صببت جام غضبك علي فأزبدت وأرغيت وشرقت وغربت .. وحشرتي ردك بجمل تكاد تخرج من جنبات الشاشة ولا تخدم الموضوع من قريب !!
سأحاول أن أقف على الجمل التي تتعلق بموضوعنا .. وأستسمحك عذراً إذا ما تجاهلت الحشو الذي تخلله ردك :
قلت : ان الشريعة الإسلامية التي خرجت عن اطار الروح السامية لتعاليم القران الكريم هي التي أودت بنا إلى ما نحن عليه الان من تشرذم وفرقة في الامة الاسلامية
.
كيف تخرج الشريعة الإسلامية عن إطار الروح السامية للقرءان الكريم والقرءان أحد وأول مصادرها !! والصحيح أن يقال : أن الشريعة الإسلامية ثابتة والذي خرج عنها هو ممارسات ممن إنتسب إليها فوصلنا إلى ما وصلنا إليه من تشرذم وتفرقة بسبب بعدنا عن تطبيق الشريعة الإسلامية .
قلت : كيف يمكن لنا ان نعتبر ما حدث في حياة الصحابة وفي زمنهم صحيح ونسلم به على أي اساس ؟؟
سأرد عليك بنفس منطقك سيدتي الفاضلة .. وكيف يمكن لنا أن نعتبر القرءان الكريم وهو الذي جاءنا عن طريق الصحابة صحيح ونسلم به على أي أساس ؟؟
وعجيب تلك المفارقة .. تشككين بما حدث في حياة الصحابة ثم تستشهدين بما جاء عنهم فيما يخص حديث " الولاية " .. هل للأهواء موضع قلم هنا !!!
قلت : هنا اجد من المهم العودة في كل وقفه وفي كل مسالة الى التاريخ وندرس السياق التاريخي للاحداث فما ينطبق على ذاك الزمن لا ينطبق باي حال من الاحوال على زمنناهذا.
أخشى أن كلماتك تلك تنسف معتقد الشيعة من قواعده وتجعلهم أثراً بعد عين .. وأن الشيعة ظاهرة إنتهت بوفاة الإمام علي رضي الله عنه .. لأن السياق التاريخي للأحداث ينطبق في ذلك الزمن على علي ولا ينطبق بأي حال من الأحوال على من أتى من بعده حتى لو كانت ذريته !!
وأن " ولاية الفقيه " التي دعى لها الإمام الخميني وتقوم عليها مبادئ الجمهورية الإيرانية الآن لا تنطبق بأي حال من الأحول على زمننا هذا !!
ولعله يتبادر إلى ذهني سؤال يتعلق بوقفتك عند كل مسألة .. ماذا تقولين بحقيقة المهدي المنتظر .. فليس فيها نص قرءاني منزه .. وظروف غيبته الصغرى والكبرى رافقت أحداث تاريخية فهل من المهم أن يعاد تقييمها بحيث تناسب الفترة التي نعيشها .
قلت : و مثال عندما قرر الاخوة هنا ان مجرد رفضنا للسواك هو خروج عن مسلمات وبالتالي كفر ..
أختي الفاضلة .. أربأ بك أن تكوني كالببغاء ترددين ما يقوله الأخرون بلا دليل ولا برهان .. فإن كنتِ تنقمين على المتدينين تكفيرهم الناس بلا دليل .. فحري بك أن تكوني على بينة مما تقولين .. وألا تكتبي إلا ما ثبت عندك بالدليل القاطع أنه حق تدينين الله به .
قلت : لا ياسيدي اسمحلي ان ارفض تعريفك للشريعة الإسلامية هي ليست منهجا ربانيا ابدا ....
كان الأولى بك أن تطالبيني بالدليل والمرجع وهل الذي ذكرته من عندياتي أم أن لي به سلف ومن قال به .. فأنت رفضت التعريف الذي أتيت به من غير تفنيد وأرجعتِ الأمر إلى أهواءك وعقليتك .. فكم من العقليات التي أوردت أصحابها المهالك .. وكم من كلمة هوت بقائلها إلى الدرك الأسفل من الجحيم .. وأني عليك مشفق .. ولا يأخذك الحماس إلى موقف تندمين عليه ولات حين مندم .
إن الشريعة هي منهج رباني لا ينازع على ذلك إلا من طمست بصيرته وتخالفت على قلبه الشبهات و تخطفته الشياطين .. ومن العجيب أنك إستدللت على أن الشريعة هي من رب العالمين وأنها كلام الله هو مصدر التشريع ولا أدري مالسبب في تناقض كلامك .. هل هو الحماس .. أم ضعف الإدراك .. أم تهرفين بما لا تعرفين .. فأنت أعلم بنفسك مني .. وإنما نحكم على ما ظهر منك وما خطّه قلمك ..
إستشهدتِ بالآية الكريمة : ..بسم الله الرحمن الرحيم"شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا أليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه" صدق الله العظيم سورة ال عمران.
فلا أدري من الذي أوصانا بالدين وجعله لنا شرع ؟؟ أليست الآية في كتاب الله أم أنها لابد وأن تفسير بحسب السياق التاريخي !!
ولو أنك تريثتِ ورجعتِ لكتاب الله لعلمت أن قولك هذا مصادم لصريح القرءان ..
قال تعالى تعالى ( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاج) المائدة:48
وقال الله تعالى مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم (ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون) [سورة الجاثية: 18].
وقال تعالى : (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضلّ ضلالاً مبيناً) [سورة الأحزاب: 36].
وقال تعالى : (وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم) ..
والآيات أكثر من تحصى في الدلالة على أن الله شرع لنا في كتابه الكريم ما جعله منهاجا لنا في حياتنا سواء ما تعلق به جل وعلا أو فيما بين العباد .. ولا يحتاج الأمر إلى أكثر من قراءة سريعة للقرءان الكريم وبقلوب مطمئنة لنرى أنه تكاد لا تخلو صفحة من صفحاته إلا وفيها حكم وشريعة ومنهج يبين لنا أمور ديننا ..
ومن لم يجد ذلك فليتهم نفسه وفهمه أولاً وليراجع إيمانه ويتعوذ من الشيطان الرجيم فلربما ران على قلبه من الشبهات ما جعلت ذلك القلب كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً !!
قلتِ : اما الجواهر الخمس" ولا ادري من اين حددتهم" الدين ، والنفس ، والعقل ،والنسل ، والمال يحددهم ضرورات الحياة المعاشة الان وليس الحياة القائمة ...
وهل الحياة المعاشة الآن لا تدور في محيط الضرورات الخمس !!! أنظري حولك وأحكمي !!
أختي الفاضلة .. لا يحملك الحماس والعاطفة لمجرد الرد على القراءة بتأني .. فالأمر ليس البحث عن الهفوات أو السقطات .. والحوار والمحاورة .. ليست من يغلب أو ينهزم .. المحاورة هدفها أن نصل إلى نقاط إلتقاء أو على الأقل أن يتفهم كل طرف الطرف الآخر .. وأعذرك لسلوكك هذا المسلك لأن الثقافة في محيطنا هى النزعة للصراع بدلاً من الإلتقاء وأن الرأي الآخر هو الذي يتربص بنا .. لذا نصيحتي لك .. أختاه .. أن تأخذي الأمور بنظرة أكثر شمولية .. نظرة البحث عن الصواب .. أو على أقل تقدير .. معرفة الرأي الآخر وتفهم دوافعه وإحترامه ..
قلتِ : اختلافي الجوهري معك اخي الكريم اني لا ارى بالاجماع والقياساحد مصادر التشريع للدين الاسلامي لان روح الاسلام موجودة في القران الكريم والذي لا يحتاج الى تشريع .
سأضرب لك مثلاً رداً على جملتك هذه .. وسيكون المثل مما يعد جزءاً من طبيعتك كإمرأة حتى يسهل عليك إستيضاح المسألة .. عندما تطهر المرأة من الحيض فإنها تقضي الصيام ولا تقضي الصلاة .. أليس كذلك !! أين يوجد ذلك في القرءان الكريم ؟ من أين يعرف تشريع هذه المسألة ؟؟
وكثير من الأحكام التي تحتاج إلى تشريعات ولا يمكن معرفتها إلى عن أحد مصادر التشريع التي ذكرتها لك .
فبعد القرءان الكريم تكون السنة المطهرة فهو ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو ترك مما نقل عنه بالأحاديث المتواترة عن صحابته رضوان الله عليهم أجمعين ، ومثاله الذي ذكرت لك قبل قليل والأمثلة على ذلك لا يحصى لها كثرة .
أما الإجماع فيكون في المسائل التي لم يأتِ عليها دليل من الكتاب أو السنة .. فأجمع الفقهاء في ذلك العصر على حكم شرعي كان العمل به كمصدر من مصادر التشريع .. ودليله النقلي على ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم " لا تجتمع أمتي على ضلالة " .. وأما دليله العقلي : فإنه أسلم للأمة ولجمع كلمتها من التفرق والإختلاف .. ولو ترك الأمر للأهواء الشخصية والإجتهادات الفردية .. لإنفرط عقد الجماعة وبثت فيها روح الفرقة والنزاع .. فكان الإجماع هو العروة الوثقى ... وأعجب من معارضتك للإجماع في أمور الدين ، ودنيانا " الديمقراطية " أو مناهج الحرية العصرية تعج بالأنظمة التي تشترط الإجماع في قراراتها المصيرية !!
وأما القياس .. الحكم على مسألة بقياسها بمسألة عليها دليل شرعي و تتحد معها بنفس العلة .. ومن أمثلتها لو أن هناك شراباً لا يسمى خمراً وسمي بإسم آخر .. فهل يمكن تحليله لمجرد تغير الإسم أم أنه يقاس على الخمر لأن التحريم لعلة الإسكار وليس بالمسميات .. وأنتِ مسلمة ولا ريب .. ولا بد وأنه إعترضتك الكثير من التساؤلات عن حكم شرعي .. سواء على المستوى الشخصي أو فيما يتعلق بأمورك الحياتية .. ولا يوجد على تلك التساؤلات دليل من الكتاب والسنة .. لأنها لم تكن موجودة في تلك العصور .. ولا بد أن الحكم الشرعي لها كان بقياس لمسائل عليها دليل وتشابهها في العلة .
قلت : الفقيه ذاك الذي ابتدع الشريعة شوه حقيقة الاسلام والخلاف الفقهي هوسبب نكسة الاسلام والمسلمين فلماذا نحن مصرين ان نترك الدين والله ونتبع الفقيه وأحكامه الشرعية!!؟؟؟
من تلك الجملة أعلاه وبغض النظر عن جميع ما أتى في ردك .. أتلمس خلطاً لكثير من المفاهيم عندك .. ويبدو والله أعلم ولا أجزم .. أن فقيهاً ما أو مجموعة منهم .. قد أحدثوا جرحاً غائراً في .. نفسك .. مما دعاك للتحامل الذي ضاعت في ثناياه كثير من المفاهيم ..
إن التقليد الأعمى مرفوض وتلك حقيقة دعى لها المنهج الرباني قال تعالى : ( قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن إتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ) الآية ... والفقيه الذي لا يبني حكمه على هدى من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فهذا ليس بفقيه وإنما صاحب هوى وعلى ضلال مبين .. وأن الإفتاء ليس حرفة من لا صنعة له .. فللمفتي ضوابط وشروط ذكرها أهل العلم والإختصاص .. ولا يعني .. أختاه .. أن ما نراه من مخالفات ونماذج لا تمت إلى الفقه بصلة أن هذه الصورة الحقيقية للإسلام .. فالمثالية لا يمكن تحقيقها .. والغث والسمين موجود في كل الأم .. وأصحاب الأهواء والمصالح كثر .
أعلم أني أطلت عليك الرد .. فمعذرة .. فدافعي حرصي عليك لتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة عندك .. التي أرجو أني قد وفقت في تبيانها هنا .. وأعتذر مرة أخرى عن غلظة الإشارة وقسوة العبارة ..
وشكراً ..